كتَاب آداب السَّفَر والفَضَائِل والصلاة عَلَى الميت
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي
محتويات
- باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه
- باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة
- باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة
- باب الإسراع بالجنازة
- باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت<
- باب الموعظة عند القبر
- باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره
- باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ
- باب ثناء الناس عَلَى الميت
- باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار
- باب البكاء والخوف عِنْدَ المرور بقبور الظالمين
- كتَاب آداب السَّفَر
- باب استحباب الخروج يوم الخميس ، واستحبابه أول النهار
- باب استحباب طلب الرفقة
- باب آداب السير والنـزول والمبيت
- باب إعانة الرفيق
- باب مَا يقول إذا ركب دَابَّة للسفر
- باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها
- باب استحباب الدعاء في السفر
- باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم
- باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً
- باب استحباب تعجيل المسافر
- باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً
- باب مَا يقول إِذَا رجع وإذا رأى بلدته
- باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد
- باب تحريم سفر المرأة وحدها
- كتَاب الفَضَائِل
- باب فضل قراءة القرآن
- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير عن تعريضه للنسيان
- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن
- باب الحث عَلَى سور وآيات مخصوصة
- باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة
- باب فضل الوضوء
- باب فضل الأذان
- العودة إلي الصفحة الرئيسية من رياض الصالحين
155- باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه
وكراهة اتباع النساء الجنائز
وَقَدْ سَبَقَ فَضْلُ التَّشْييعِ .
929- عن أَبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ، فَلَهُ قِيراطٌ ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ ، فَلَهُ قِيرَاطَانِ )) قِيلَ : وَمَا القِيرَاطانِ ؟ قَالَ : (( مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
930- وعنه : أنَّ رسولَ الله ، قَالَ : (( مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إيماناً وَاحْتِسَاباً ، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفرَغَ مِنْ دَفْنِهَا ، فَإنَّهُ يَرْجعُ مِنَ الأَجْرِ بِقيراطَيْنِ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ، ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ ، فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقيرَاطٍ )) رواه البخاري .
931- وعن أم عطية رضي الله عنها ، قالت : نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا . متفقٌ عَلَيْهِ .
ومعناه : وَلَمْ يُشَدَّدْ في النَّهْيِ كَمَا يُشَدَّدُ في المُحَرَّمَاتِ .
156- باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة
وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر
932- عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسولُ الله : (( مَا مِنْ مَيتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ )) رواه مسلم .
933- وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله ، يقول : (( مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ ، فَيقومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئاً ، إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ )) رواه مسلم .
934- وعن مرثدِ بن عبدِ الله اليَزَنِيِّ ، قَالَ : كَانَ مَالِكُ بن هُبَيْرَة إِذَا صَلَّى عَلَى الجَنَازَةِ ، فَتَقَالَّ النَّاس عَلَيْهَا ، جَزَّأَهُمْ عَلَيْهَا ثَلاَثَةَ أجْزَاءٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رسول الله : (( مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أوْجَبَ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
157- باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة
يُكَبِّرُ أرْبَعَ تَكبِيرَاتٍ ، يَتَعوَّذُ بَعْدَ الأُولَى ، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ ، فيقول : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ . وَالأفْضَلُ أنْ يُتَمِّمَهُ بقوله : كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبرَاهِيمَ – إِلَى قَوْله – إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَلاَ يَقُولُ مَا يَفْعَلهُ كَثيرٌ مِنَ العَوامِّ مِنْ قراءتِهِمْ : إنَّ اللهَ وَمَلائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ [ الأحزاب : 56 ] الآية ، فَإنَّهُ لاَ تَصحُّ صَلاَتُهُ إِذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّالِثَةَ ، وَيَدعُو للمَيِّتِ وَللمُسْلِمِينَ بِمَا سَنَذكُرُهُ مِنَ الأحاديث إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الرَّابِعَةَ وَيَدْعُو . وَمِنْ أحْسَنِهِ : (( اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أجْرَهُ ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعدَهُ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ )) . وَالمُخْتَارُ أنه يُطَوِّلُ الدُّعاء في الرَّابِعَة خلافَ مَا يَعْتَادُهُ أكْثَرُ النَّاس ، لحديث ابن أَبي أَوْفى الذي سَنَذْكُرُهُ إنْ شَاء اللهُ تَعَالَى .
وَأمَّا الأَدْعِيَةُ المَأثُورَةُ بَعْدَ التَّكبِيرَةِ الثالثة ، فمنها :
935- عن أَبي عبد الرحمان عوف بن مالك ، قَالَ : صَلَّى رسول الله عَلَى جَنازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ ، وَهُوَ يقُولُ : (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ ، وَأكْرِمْ نُزُلَهُ ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ ، وَاغْسِلْهُ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ ، وَنَقِّه مِن الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَس ، وَأبدلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ ، وَأهْلاً خَيراً مِنْ أهْلِهِ ، وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ ، وَأدْخِلهُ الجَنَّةَ ، وَأعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمنْ عَذَابِ النَّارِ )) حَتَّى تَمَنَّيتُ أن أكُون أنَا ذَلِكَ الْمَيِّت . رواه مسلم .
936 – وعن أَبي هريرة وأبي قتادة وَأبي إبراهيم الأشهلي ، عن أبيه – وأبوه صَحَابيٌّ – ، عن النبيِّ : أنَّهُ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ ، فَقَالَ : (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا ، وَصَغِيرنَا وَكَبيرنَا ، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ، وشَاهِدنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأحْيِهِ عَلَى الإسْلاَمِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوفَّهُ عَلَى الإيمَان ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أجْرَهُ ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعدَهُ )) رواه الترمذي من رواية أَبي هريرة والأشهلي . ورواه أَبُو داود من رواية أَبي هريرة وأبي قتادة . قَالَ الحاكم : (( حديث أَبي هريرة صحيح عَلَى شرط البخاري ومسلم )) ، قَالَ الترمذي : (( قَالَ البخاري : أصَحُّ رواياتِ هَذَا الحديث رواية الأشْهَلِيِّ ، قَالَ البخاري : وأصح شيء في هَذَا الباب حديث عَوْفِ ابن مَالِكٍ )) .
937- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله ، يقول : (( إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى المَيِّتِ ، فَأخْلِصُوا لَهُ الدُّعاء )) رواه أَبُو داود .
938- وعنه ، عن النبيِّ في الصَّلاَةِ عَلَى الجَنَازَةِ : (( اللَّهُمَّ أنْتَ رَبُّهَا ، وَأنْتَ خَلَقْتَهَا ، وَأنتَ هَدَيْتَهَا للإسْلاَمِ ، وَأنتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِسرِّهَا وَعَلاَنِيَتِهَا ، وَقَدْ جِئنَاكَ شُفَعَاءَ لَهُ ، فَاغْفِرْ لَهُ )) رواه أَبُو داود .
939- وعن وَاثِلَة بنِ الأَسْقَعِ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رسول الله عَلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : (( اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ في ذِمَتِّكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ ، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ ، وَعذَابَ النَّار ، وَأنْتَ أهْلُ الوَفَاءِ وَالحَمْدِ ؛ اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ )) رواه أَبُو داود .
940- وعن عبدِ الله بنِ أبي أَوْفى رضي الله عنهما : أنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةِ ابْنَةٍ لَهُ أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ ، فَقَامَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَسْتَغْفِرُ لَهَا وَيَدْعُو ، ثُمَّ قَالَ : كَانَ رسول اللهِ يَصْنَعُ هكَذَا .
وفي رواية : كَبَّرَ أرْبَعاً فَمَكَثَ سَاعَةً حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّهُ سَيُكَبِّرُ خَمْساً ، ثُمَّ سَلَّمَ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ . فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا لَهُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : إنِّي لاَ أزيدُكُمْ عَلَى مَا رأيْتُ رسولَ اللهِ يَصْنَعُ ، أَوْ : هكَذَا صَنَعَ رسول الله . رواه الحاكم ، وقال : (( حديث صحيح )) .
158- باب الإسراع بالجنازة
941- عن أَبي هريرة ، عن النبيِّ ، قَالَ : (( أسْرِعُوا بالجَنَازَةِ ، فَإنْ تَكُ صَالِحَةً ، فَخَيرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ ، وَإنْ تَكُ سِوَى ذَلِكَ ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي روايةٍ لمسلمٍ : (( فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْهِ )) .
942- وعن أَبي سعيد الخدري ، قَالَ : كَانَ النبي ، يقُولُ : (( إِذَا وُضِعَت الجَنَازَةُ ، فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أعنَاقِهمْ ، فَإنْ كَانَتْ صَالِحَةً ، قالتْ : قَدِّمُونِي ، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ ، قَالَتْ لأَهْلِهَا : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا ؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإنْسَانَ ، وَلَوْ سَمِعَ الإنسَانُ لَصَعِقَ )) رواه البخاري .
159- باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت
والمبادرة إِلَى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حَتَّى يُتَيَقَّنَ مَوْتُه
943- عن أَبي هريرة ، عن النبي ، قَالَ : (( نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضى عَنْهُ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
944- وعن حُصَيْنِ بن وَحْوَحٍ : أنَّ طَلْحَةَ بْنَ البَرَاءِ بن عَازِبٍ رضي الله عنهما مَرِضَ ، فَأتَاهُ النَّبيُّ يَعُودُهُ ، فَقَالَ : (( إنِّي لاَ أرى طَلْحَةَ إِلاَّ قَدْ حَدَثَ فِيهِ المَوْتُ ، فآذِنُوني بِهِ وَعَجِّلُوا بِهِ ، فَإنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لجِيفَةِ مُسْلِمٍ أنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْ أهْلِهِ )) رواه أَبُو داود .
160- باب الموعظة عند القبر
945- عن عَلِيٍّ ، قَالَ : كُنَّا فِي جَنَازَةٍ في بَقيعِ الغَرْقَدِ ، فَأتَانَا رسولُ الله فَقَعَدَ ، وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ( ) فَنَكَّسَ وَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( مَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ )) فقالوا : يَا رسولَ الله ، أفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابنَا ؟ فَقَالَ : (( اعْمَلُوا ؛ فكلٌّ مُيَسرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ... )) وذكَر تَمَامَ الحديث . متفقٌ عَلَيْهِ .
161- باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره
ساعة للدعاء لَهُ والاستغفار والقراءة
946- وعن أَبي عمرو - وقيل : أَبُو عبد الله ، وقيل : أَبُو ليلى - عثمان بن عفان ، قَالَ : كَانَ النبيُّ إِذَا فُرِغَ مِن دَفْنِ المَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ ، وقال : (( اسْتَغْفِرُوا لأخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ ، فَإنَّهُ الآنَ يُسألُ )) رواه أَبُو داود .
947- وعن عمرو بن العاص ، قَالَ : إِذَا دَفَنْتُمُونِي ، فَأقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ ، وَيُقَسَّمُ لَحمُهَا حَتَّى أَسْتَأنِسَ بِكُمْ ، وَأعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي . رواه مسلم . وَقَدْ سبق بطوله .
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَيُسْتَحَبُّ أنْ يُقْرَأ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ ، وَإنْ خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدَهُ كَانَ حَسَنَاً( ) .
162- باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ
قَالَ الله تَعَالَى : وَالَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ [ الحشر : 10 ] .
948- وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ رجلاً قَالَ للنبيِّ : إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، فَهَلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا ؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
949- وعن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ : صَدَقةٍ جَاريَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )) رواه مسلم .
163- باب ثناء الناس عَلَى الميت
950- عن أنسٍ ، قَالَ : مَرُّوا بِجَنَازَةٍ ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْراً ، فَقَالَ النبيُّ : (( وَجَبَتْ )) ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى ، فَأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرّاً ، فَقَالَ النبي : (( وَجَبَتْ )) ، فَقَالَ عمر بن الخطاب : مَا وَجَبَت ؟ فَقَالَ : (( هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً ، فَوَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ ، وهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرّاً ، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار ، أنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرضِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
951- وعن أَبي الأسْوَدِ ، قَالَ : قَدِمْتُ المَدِينَةَ ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّاب فَمَرَّتْ بِهمْ جَنَازَةٌ ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْراً ، فَقَالَ عُمَرُ : وَجَبَتْ ، ثُمَّ مُرَّ بَأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْراً ، فَقَالَ عُمرُ : وَجَبَتْ ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرّاً ، فَقَالَ عُمر : وَجَبَتْ ، قَالَ أَبُو الأسودِ : فقلتُ : وَمَا وَجَبَتْ يَا أمْيرَ المُؤمِنينَ ؟ قَالَ : قُلْتُ كما قَالَ النبي : (( أيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أرْبَعَةٌ بِخَيرٍ ، أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ )) فقُلْنَا : وَثَلاثَةٌ ؟ قَالَ : (( وَثَلاثَةٌ )) فقلنا : وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : (( وَاثْنَانِ )) ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَن الواحِدِ . رواه البخاري .
164- باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار
952- وعن أنسٍ ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغوا الحِنْثَ إِلاَّ أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
953- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لاَ تَمسُّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ القَسَمِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وَ(( تَحِلَّةُ القَسَمِ )) قول الله تَعَالَى : وَإنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا وَالوُرُودُ : هُوَ العُبُورُ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَهُوَ جِسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّمَ ، عَافَانَا اللهُ مِنْهَا .
954- وعن أَبي سعيد الخدري ، قَالَ : جَاءتِ امْرأةٌ إِلَى رسولِ الله ، فَقَالَتْ : يَا رسولَ الله ، ذَهبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثكَ ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْماً نَأتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ ، قَالَ : (( اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا )) فَاجْتَمَعْنَ ، فَأَتَاهُنَّ النبيُّ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ ، ثُمَّ قَالَ : (( مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأةٍ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنَ الوَلَدِ إِلاَّ كَانُوا لَهَا حِجَاباً مِنَ النَّارِ )) فقالتِ امْرَأةٌ : وَاثْنَينِ ؟ فَقَالَ رسولُ الله : (( وَاثْنَيْنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
165- باب البكاء والخوف عِنْدَ المرور بقبور الظالمين
ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى الله تَعَالَى
والتحذير من الغفلة عن ذلك
955- عن ابن عمرَ رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله قَالَ لأصْحَابِهِ - يعْني لَمَّا وَصَلُوا الحِجْرَ - دِيَارَ ثَمُودَ - : (( لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ ، لاَ يُصِيبُكُمْ مَا أصَابَهُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي روايةٍ قَالَ : لَمَّا مَرَّ رسولُ الله بِالحِجْرِ ، قَالَ : (( لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ، أنْ يُصِيبَكُمْ مَا أصَابَهُمْ ، إِلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ )) ثُمَّ قَنَّع رسولُ الله ، رَأسَهُ وأسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أجَازَ الوَادِي .
7- كتَاب آداب السَّفَر
166- باب استحباب الخروج يوم الخميس ، واستحبابه أول النهار
956- عن كعب بن مالك : أنَّ النبيَّ خَرَجَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ يَوْمَ الخَمِيس ، وَكَانَ يُحِبُّ أنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَميسِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية في الصحيحين: لقَلَّمَا كَانَ رسولُ الله يَخْرُجُ إِلاَّ في يَوْمِ الخَمِيسِ.
957- وعن صخر بن وَداعَةَ الغامِدِيِّ الصحابيِّ : أنَّ رسولَ الله ، قَالَ : (( اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا( ) )) وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشَاً بَعَثَهُمْ مِنْ أوَّلِ النَّهَارِ . وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِراً ، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ أوَّلَ النَّهَار ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
167- باب استحباب طلب الرفقة
وتأميرهم عَلَى أنفسهم واحداً يطيعونه
958- عن ابن عمرَ رضي اللهُ عنهما ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( لَوْ أنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مِنَ الوحدَةِ مَا أعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ ! )) رواه البخاري.
959- وعن عمرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جَدهِ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ )) رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحةٍ ، وقال الترمذي : (( حديث حسن )) .
960- وعن أَبي سعيد وأبي هُريرة رضي اللهُ تَعَالَى عنهما، قالا : قَالَ
رسولُ الله : (( إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ في سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا أحَدَهُمْ )) حديث حسن ، رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسن .
961- وعن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما ، عن النبيِّ ، قَالَ : (( خَيْرُ الصَّحَابَةِ( ) أرْبَعَةٌ ، وَخَيْرُ السَّرَايَا( ) أرْبَعُمِئَةٍ ، وَخَيْرُ الجُيُوشِ أرْبَعَةُ آلاَفٍ ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ ألْفاً مِنْ قِلةٍ )) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال : (( حديث حسن )).
168- باب آداب السير والنـزول والمبيت
والنوم في السفر واستحباب السُّرَى والرفق بالدواب
ومراعاة مصلحتها وأمر من قصّر في حقها بالقيام بحقها
وجواز الإرداف عَلَى الدابة إِذَا كانت تطيق ذلك
962- عن أَبي هُريرةَ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ ، فَأعْطُوا الإبلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ في الجدْبِ ، فَأسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ ، وَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا ، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ ؛ فَإنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ ، وَمَأوَى الهَوَامِّ بِاللَّيْلِ )) رواه مسلم .
مَعنَى (( أعْطُوا الإبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأرْضِ )) أيْ : ارْفُقُوا بِهَا في السَّيْرِ لِتَرْعَى في حَالِ سَيرِهَا ، وَقوله : (( نِقْيَهَا )) هُوَ بكسر النون وإسكان القاف وبالياءِ المثناة من تَحْت وَهُوَ : المُخُّ ، معناه : أسْرِعُوا بِهَا حَتَّى تَصِلُوا المَقصِدَ قَبْلَ أنْ يَذْهَبَ مُخُّهَا مِنْ ضَنْك السَّيْرِ . وَ(( التَّعْرِيسُ )) : النُزولُ في اللَّيلِ .
963- وعن أَبي قتادة ، قَالَ : كَانَ رسولُ الله إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ ، فَعَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينهِ ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ ، وَوَضَعَ رَأسَهُ عَلَى كَفِّهِ . رواه مسلم .
قَالَ العلماءُ : إنَّمَا نَصَبَ ذِرَاعَهُ لِئَلاَّ يَسْتَغْرِقَ في النَّومِ ، فَتَفُوتَ صَلاَةُ الصُّبْحِ عَنْ وَقْتِهَا أَوْ عَنْ أوَّلِ وَقْتِهَا .
964- وعن أنس ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ ، فَإنَّ الأرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ )) رواه أَبُو داود بإسناد حسن .
(( الدُّلْجَةُ )) : السَّيْرُ في اللَّيْلِ .
965- وعن أَبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلاً تَفَرَّقُوا في الشِّعَابِ وَالأوْدِيَةِ . فَقَالَ رسولُ الله : (( إنَّ تَفَرُّقكُمْ فِي هذِهِ الشِّعَابِ وَالأوْدِيَةِ إنَّمَا ذلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ ! )) فَلَمْ يَنْزِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلاً إِلاَّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ . رواه أَبُو داود بإسناد حسن
966- وعن سهل بن عمرو – وقيل : سهل بن الربيع بن عمرو الأنصاري المعروف بابن الحنظلِيَّة ، وَهُوَ من أهل بيعة الرِّضْوَانِ ، قَالَ : مَرَّ رسولُ الله بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ ، فَقَالَ : (( اتَّقُوا الله في هذِهِ البَهَائِمِ المُعجَمَةِ ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً ، وَكُلُوهَا صَالِحَةً )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
967- وعن أَبي جعفر عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما ، قَالَ : أردفني رسولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ ، وَأسَرَّ إليَّ حَدِيثاً لا أُحَدِّثُ بِهِ أحَداً مِنَ النَّاسِ ، وَكَانَ أحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رسولُ الله لِحاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ . يَعنِي : حَائِطَ نَخْلٍ . رواه مسلم هكَذَا مُختصراً .
وزادَ فِيهِ البَرْقاني بإسناد مسلم - بعد قَوْله : حَائِشُ نَخْلٍ - فَدَخَلَ حَائِطاً لِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ ، فَإذا فِيهِ جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأى رَسولَ الله جَرْجَرَ وذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأتَاهُ النَّبيُّ فَمَسَحَ سَرَاتَهُ - أيْ : سِنَامَهُ - وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ ، فَقَالَ : (( مَنْ رَبُّ هَذَا الجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الجَمَلُ ؟ )) فَجَاءَ فَتَىً مِنَ الأنْصَارِ ، فَقَالَ : هَذَا لِي يَا رسولَ الله . قَالَ : (( أفَلاَ تَتَّقِي اللهَ في هذِهِ البَهِيمَةِ الَّتي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاهَا ؟ فَإنَّهُ يَشْكُو إلَيَّ أنَّكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ )) رواه أَبُو داود كرواية البرقاني .
قَوْله (( ذِفْرَاهُ )) : هُوَ بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاءِ ، وَهُوَ لفظ مفرد مؤنث . قَالَ أهل اللغة : الذِّفْرى : الموضع الَّذِي يَعْرَقُ مِن البَعِيرِ خَلف الأُذُنِ ، وَقوله : (( تُدْئِبهُ )) أيْ : تتعِبه .
968- وعن أنس ، قَالَ : كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلاً ، لاَ نُسَبِّحُ حَتَّى نَحُلَّ الرِّحَال . رواه أَبُو داود بإسناد عَلَى شرط مسلم .
وَقَوْلُه : (( لا نُسَبِّحُ )) : أيْ لاَ نُصَلِّي النَّافِلَةَ ، ومعناه : أنَّا - مَعَ حِرْصِنَا عَلَى الصَّلاَةِ - لا نُقَدِّمُهَا عَلَى حَطِّ الرِّحَالِ وَإرَاحَةِ الدَّوَابِّ .
169- باب إعانة الرفيق
في الباب أحاديث كثيرة تقدمت كحديث :
(( وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيهِ ))( ) . وحديث : (( كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَة ))( ) وَأشْبَاهِهِما .
969- وعن أَبي سعيد الخدري ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ في سَفَرٍ إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَقَالَ رسولُ الله : (( مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ )) ، فَذَكَرَ مِنْ أصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَهُ ، حَتَّى رَأيْنَا ، أنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ . رواه مسلم .
970- وعن جابر ، عن رسول الله : أنَّهُ أرَادَ أنْ يَغْزُوَ ، فَقَالَ : (( يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، إن مِنْ إخْوَانِكُمْ قَوْماً لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ ، وَلاَ عَشِيرةٌ ، فَلْيَضُمَّ أحَدكُمْ إِلَيْهِ الرَّجُلَيْنِ أَو الثَّلاَثَةَ ، فَمَا لأَحَدِنَا مِنْ ظَهْرٍ يَحْمِلُهُ إِلاَّ عُقْبةٌ كَعُقْبَةٍ )) يَعْني أحَدهِمْ ، قَالَ : فَضَمَمْتُ إلَيَّ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً مَا لِي إِلاَّ عُقْبَةٌ كَعقبة أحَدِهِمْ مِنْ جَمَلِي . رواه أَبُو داود .
971- وعنه ، قَالَ : كَانَ رسول الله يَتَخَلَّفُ في المَسير ، فَيُزْجِي( ) الضَّعِيف ، وَيُرْدِفُ وَيَدْعُو لَهُ . رواه أَبُو داود بإسناد حسن .
170- باب مَا يقول إذا ركب دَابَّة للسفر
قَالَ الله تَعَالَى : وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الفُلْكِ وَالأنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ [ الزخرف : 12-13 ] .
972- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلاثاً ، ثُمَّ قَالَ : (( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلبُونَ . اللّهُمَّ إنا نسألكَ في سفرنا هذا البرّ والتَّقوى ، ومنَ العملِ ما ترضى ، اللَّهُمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ . اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، والخَلِيفَةُ في الأهْلِ . اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المالِ وَالأَهْلِ وَالوَلَدِ )) وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : (( آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ )) رواه مسلم .
مَعْنَى (( مُقْرِنِينَ )) : مُطِيقِينَ . وَ(( الوَعْثَاءُ )) بفتحِ الواوِ وَإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد وَهِيَ : الشِّدَّةُ . وَ(( الكَآبَةُ )) بِالمَدِّ ، وَهِيَ : تَغَيُّرُ النَّفْسِ مِنْ حُزْنٍ وَنَحْوهِ . وَ(( المُنْقَلَبُ )) : المَرْجِعُ .
973- وعن عبد الله بن سَرجِسَ ، قَالَ : كَانَ رسول الله إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ ، وَدَعْوَةِ المَظْلُومِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ . رواه مسلم .
هكذا هُوَ في صحيح مسلم : (( الحَوْر بَعْدَ الكَوْنِ )) بالنون ، وكذا رواه الترمذي والنسائي ، قَالَ الترمذي : وَيُرْوَى (( الكوْرُ )) بالراءِ ، وَكِلاهما لَهُ وجه .
قَالَ العلماءُ : ومعناه بالنون والراءِ جَميعاً : الرُّجُوعُ مِنَ الاسْتِقَامَةِ أَوِ الزِّيَادَةِ إِلَى النَّقْصِ . قالوا : ورِوايةُ الرَّاءِ مَأخُوذَةٌ مِنْ تَكْوِيرِ العِمَامَة وَهُوَ لَفُّهَا وَجَمْعُهَا . ورواية النون ، مِنَ الكَوْنِ ، مَصْدَرُ كَانَ يَكُونُ كَونَاً : إِذَا وُجِدَ وَاسْتَقَرَّ .
974- وعن عَلِي بن ربيعة ، قَالَ : شهدت عليَّ بن أَبي طالب ، أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ في الرِّكَابِ ، قَالَ : بِسْمِ اللهِ ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا ، قَالَ : الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ ، وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ قَالَ : الحمْدُ للهِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : اللهُ أكْبَرُ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَكَ إنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إنَّهُ لاَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ ، ثُمَّ ضَحِكَ ، فَقيلَ : يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، مِنْ أيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : رَأيتُ النبيَّ فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ ، فقُلْتُ : يَا رسول اللهِ ، مِنْ أيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : (( إنَّ رَبَّكَ تَعَالَى يَعْجَبُ مِنْ عَبدِهِ إِذَا قَالَ : اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، يَعْلَمُ أنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن ))، وفي بعض النسخ: (( حسن صحيح )) . وهذا لفظ أَبي داود .
171- باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها
وتسبيحه إِذَا هبط الأودية ونحوها
والنهي عن المبالغة برفع الصوتِ بالتكبير ونحوه
975- عن جابر ، قَالَ : كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا ، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا . رواه البخاري .
976- وعن ابن عمرَ رضي اللهُ عنهما ، قَالَ : كَانَ النَّبيُّ وجيُوشُهُ إِذَا عَلَوا الثَّنَايَا كَبَّرُوا ، وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا . رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
977- وعنه ، قَالَ : كَانَ النَّبي إِذَا قَفَلَ مِنَ الحَجِّ أَوْ العُمْرَةِ ، كُلَّمَا أوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلاثَاً ، ثُمَّ قَالَ : (( لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، سَاجِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية لمسلم : إِذَا قَفَلَ مِنَ الجيُوشِ أَو السَّرَايَا أَو الحَجِّ أَو العُمْرَةِ .
قَوْلهُ : (( أوْفَى )) أيْ : ارْتَفَعَ ، وَقَوْلُه : (( فَدْفَدٍ )) هُوَ بفتح الفائَينِ بينهما دال مهملة ساكِنة ، وَآخِره دال أخرى وَهُوَ : (( الغَليظُ المُرْتَفِعُ مِنَ الأرضِ )) .
978- وعن أَبي هريرة : أنَّ رجلاً قَالَ : يَا رسول الله ، إنّي أُريدُ أنْ أُسَافِرَ فَأوْصِني ، قَالَ : (( عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كلِّ شَرَفٍ )) فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ ، قَالَ : (( اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
979- وعن أَبي موسى الأشعريِّ ، قَالَ : كنّا مَعَ النبيِّ في سَفَرٍ ، فَكُنَّا إِذَا أشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا وَارتَفَعَتْ أصْوَاتُنَا ، فَقَالَ النبيُّ : (( يَا أيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ ، فَإنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أصَمَّ وَلاَ غَائِباً ، إنَّهُ مَعَكُمْ ، إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( ارْبَعُوا )) بفتحِ الباءِ الموحدةِ أيْ : ارْفُقُوا بِأَنْفُسِكُمْ .
172- باب استحباب الدعاء في السفر
980- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ المَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . وليس في رواية أَبي داود : (( عَلَى وَلَدِهِ )) .
173- باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم
981- عن أَبي موسى الأشعريِّ : أنَّ رسولَ الله كَانَ إِذَا خَافَ قَوْماً، قَالَ : (( اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ )) رواه أَبُو داود والنسائي بإسنادٍ صحيحٍ .
174- باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً
982- عن خولة بنتِ حَكِيمٍ رضي الله عنها، قالت: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ، يَقُولُ : (( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ )) رواه مسلم .
983- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رسول الله إِذَا سَافَرَ فَأقْبَلَ اللَّيْلُ، قَالَ: (( يَا أرْضُ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ ، أعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيكِ ، وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ ، وَشَرِّ مَا يَدِبُّ عَلَيْكِ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أسَدٍ وَأسْوَدٍ ، وَمِنَ الحَيَّةِ وَالعَقْرَبِ ، وَمِنْ سَاكِنِ البَلَدِ ، وَمِنْ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ )) رواه أَبُو داود .
وَ(( الأَسْوَدُ )) : الشَّخْصُ ، قَالَ الخَطَّابِيُّ : وَ(( سَاكِنُ البَلَدِ )) : هُمُ الجِنُّ الَّذِينَ هُمْ سُكَّانُ الأرْضِ . قَالَ : وَالبَلَد مِنَ الأرْضِ : مَا كَانَ مَأْوَى الحَيَوانِ ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ بِنَاءٌ وَمَنَازلُ . قَالَ : وَيَحْتَمِلُ أنَّ المُرَادَ : (( بِالوَالِدِ )) إبليسُ : (( وَمَا وَلَدَ )) : الشَّيَاطِينُ( ) .
175- باب استحباب تعجيل المسافر
الرجوع إِلَى أهله إِذَا قضى حاجته
984- عن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإذَا قَضَى أحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أهْلِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( نَهْمَتهُ )) : مَقْصُودهُ .
176- باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً
وكراهته في الليل لغير حاجة
985- عن جابر : أنَّ رسولَ الله ، قَالَ : (( إِذَا أطال أحَدُكُمُ الغَيْبَةَ فَلاَ يَطْرُقَنَّ أهْلَهُ لَيْلاً )) .
وفي روايةٍ : أنَّ رسول الله نَهَى أنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أهْلَهُ لَيْلاً . متفقٌ عَلَيْهِ .
986- وعن أنسٍ ، قَالَ : كَانَ رسولُ الله لا يَطْرُقُ أهْلَهُ لَيْلاً ، وَكَانَ يَأتِيهمْ غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً . متفقٌ عَلَيْهِ .
(( الطُّرُوقُ )) : المَجيءُ فِي اللَّيْلِ .
177- باب مَا يقول إِذَا رجع وإذا رأى بلدته
فِيهِ حَدِيثُ ابنِ عمرَ ( ) السَّابِقُ في باب تكبيرِ المسافِر إِذَا صَعِدَ الثَّنَايَا .
987- وعن أنس ، قَالَ : أقْبَلْنَا مَعَ النَّبيِّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : (( آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ )) فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى قَدِمْنَا المَدِينَةَ . رواه مسلم .
178- باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد
الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين
988- عن كعب بن مالِك : أنَّ رسولَ الله كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، بَدَأ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
179- باب تحريم سفر المرأة وحدها
989- عن أَبي هريرة ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله : (( لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَومِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
990- وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ ، يقول : (( لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلاَ تُسَافِرُ المَرْأةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ )) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رسولَ الله ، إنَّ امْرَأتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً ، وَإنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : (( انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
8- كتَاب الفَضَائِل
180- باب فضل قراءة القرآن
991- عن أَبي أُمَامَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ، يقول : (( اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ )) رواه مسلم .
992- وعن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله ، يقولُ : (( يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالقُرْآنِ وَأهْلِهِ الذينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنْيَا تَقْدُمُه سورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا )) رواه مسلم .
993- وعن عثمان بن عفان ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )) رواه البخاري .
994- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله : (( الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ( ) بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ( ) فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
995- وعن أَبي موسى الأشعري ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
996- وعن عمر بن الخطاب : أنَّ النبيَّ ، قَالَ : (( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ )) رواه مسلم .
997- وعن ابن عمر رضي اللهُ عنهما ، عن النَّبيِّ ، قَالَ : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( والآنَاءُ )) : السَّاعَاتُ .
998- وعن البراءِ بن عازِبٍ رضي اللهُ عنهما ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو ، وَجَعَلَ فَرَسُه يَنْفِرُ مِنْهَا ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النَّبيَّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : (( تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلقُرْآنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( الشَّطَنُ )) بفتحِ الشينِ المعجمة والطاءِ المهملة : الحَبْلُ .
999- وعن ابن مسعودٍ ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ : (( مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : ألم( ) حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1000- وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1001- وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبيِّ ، قَالَ : (( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
181- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير عن تعريضه للنسيان
1002- عن أَبي موسى ، عن النبيِّ ، قَالَ : (( تعاهدوا هَذَا القُرْآنَ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1003- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( إنَّمَا
مَثَلُ صَاحبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ ، إنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسَكَهَا ، وَإنْ أطْلَقَهَا ذَهَبَتْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
182- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن
وطلب القراءة من حسن الصوت والاستماع لها
1004- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ، يقول : (( مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
مَعْنَى (( أَذِنَ الله )) : أي اسْتَمَعَ ، وَهُوَ إشَارَةٌ إِلَى الرِّضَا والقَبولِ .
1005- وعن أَبي موسى الأَشعري : أنَّ رسولَ الله ، قَالَ لَهُ :
(( لَقدْ أُوتِيتَ مِزْمَاراً( ) مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية لمسلمٍ : أنَّ رسول الله ، قَالَ لَهُ : (( لَوْ رَأيْتَنِي وَأنَا أسْتَمِعُ لِقِراءتِكَ الْبَارِحَةَ )) .
1006- وعن البَراءِ بنِ عازِبٍ رضي اللهُ عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ النبيَّ قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، فَمَا سَمِعْتُ أحَداً أحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1007- وعن أَبي لُبَابَةَ بشير بن عبد المنذر : أنَّ النبيَّ ، قَالَ : (( مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ .
معنى (( يَتَغَنَّى )) : يُحَسِّنُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ .
1008- وعن ابن مسعودٍ ، قَالَ : قَالَ لِي النَّبيُّ : (( اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ )) ، فقلتُ : يَا رسولَ الله ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟! قَالَ : (( إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي )) فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ ، حَتَّى جِئْتُ إِلَى هذِهِ الآية: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً قَالَ :(( حَسْبُكَ الآنَ )) فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَإذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
183- باب الحث عَلَى سور وآيات مخصوصة
1009- عن أَبي سَعِيدٍ رَافِعِ بن الْمُعَلَّى ، قَالَ : قَالَ لي رسولُ اللهِ : (( أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآن قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ؟ )) فَأخَذَ بِيَدِي ، فَلَمَّا أرَدْنَا أنْ نَخْرُجَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إنَّكَ قُلْتَ : لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ ؟ قَالَ : (( الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ )) رواه البخاري .
1010- وعن أَبي سعيد الخدري : أنَّ رسول الله ، قَالَ في : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ )) .
وفي روايةٍ : أن رسول الله ، قَالَ لأَصْحَابِهِ : (( أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ بِثُلُثِ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ )) فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالُوا : أيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رسولَ الله ؟ فَقَالَ : (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ : ثُلُثُ الْقُرْآنِ )) رواه البخاري .
1011- وعنه : أنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ : (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )) يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا( ) ، فَقَالَ رسول الله : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ )) رواه البخاري .
1012- وعن أَبي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رسولَ اللهِ ، قَالَ في : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (( إنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ )) رواه مسلم .
1013- وعن أنس : أنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ : قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ قَالَ : (( إنَّ حُبَّهَا أدْخَلَكَ الجَنَّةَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . ورواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقاً .
1014- وعن عقبة بن عامِر : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( ألَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ ؟ قُلْ أَعْوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )) رواه مسلم .
1015- وعن أَبي سَعِيدٍ الخُدريِّ ، قَالَ : كَانَ رسولُ الله يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ ، وَعَيْنِ الإنْسَانِ ، حَتَّى نَزَلَتْ المُعَوِّذَتَانِ ، فَلَمَّا نَزَلَتَا ، أخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1016- وعن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( مِنَ القُرْآنِ سُورَةٌ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ ، وَهِيَ : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
وفي رواية أَبي داود : (( تَشْفَعُ )) .
1017- وعن أَبي مسعودٍ البَدْرِيِّ ، عن النبي ، قَالَ : (( مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
قِيلَ : كَفَتَاهُ الْمَكْرُوهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، وَقِيلَ : كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ .
1018- وعن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ، إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقرَةِ )) رواه مسلم .
1019- وعن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَتَدْري أيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أعْظَمُ ؟ )) قُلْتُ : اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي ، وقال : (( لِيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ )) رواه مسلم .
1020- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : وَكَّلَنِي رسولُ الله بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله ، قَالَ : إنِّي مُحْتَاجٌ ، وَعَليَّ عِيَالٌ ، وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ ، فَأصْبَحْتُ ، فَقَالَ رسول الله : (( يَا أَبَا هُريرة ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟ )) قُلْتُ : يَا رسول الله ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالاً ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ . فَقَالَ : (( أمَا إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ )) فَعَرَفْتُ أنَّهُ سَيَعُودُ ، لقولِ رسول الله فَرَصَدْتُهُ ، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ ، فَقُلتُ : لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسول الله ، قَالَ : دَعْنِي فَإنِّي مُحْتَاجٌ ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ لاَ أعُودُ ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ ، فَأصْبَحْتُ فَقَالَ لي رسول الله : (( يَا أَبَا هُريرة ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟ )) قُلْتُ : يَا رسول الله ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالاً ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ . فَقَالَ : (( إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ )) فَرَصَدْتُهُ الثَّالثَة ، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأخَذْتُهُ ، فَقُلتُ : لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله ، وهذا آخِرُ ثلاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ أنَّكَ لاَ تَعُودُ ! فَقَالَ : دَعْنِي فَإنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا ، قُلْتُ : مَا هُنَّ ؟ قَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ، فَإنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ الله حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، فَأصْبَحْتُ ، فَقَالَ لي رسولُ الله : (( مَا فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟ )) قُلْتُ : يَا رسول الله ، زَعَمَ أنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا ، فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ ، قَالَ : (( مَا هِيَ ؟ )) قُلْتُ : قَالَ لي : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَة الكُرْسِيِّ مِنْ أوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآية : اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وقال لِي : لاَ يَزَالُ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ ، وَلَنْ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ . فَقَالَ النبيُّ : (( أمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ )) قُلْتُ : لاَ . قَالَ : (( ذَاكَ شَيْطَانٌ )) رواه البخاري .
1021- وعن أَبي الدرداءِ : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ )) .
وفي رواية : (( مِنْ آخِرِ سُورَةِ الكَهْفِ )) رواهما مسلم .
1022- وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : بَيْنَمَا جِبْريلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبي سَمِعَ نَقيضاً مِنْ فَوقِهِ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ، فَقَالَ : هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ وَلَمْ يُفْتَحْ قَطٌّ إِلاَّ اليَوْمَ ، فنَزلَ منهُ مَلكٌ ، فقالَ : هذا مَلكٌ نَزلَ إلى الأرضِ لم ينْزلْ قطّ إلاّ اليومَ فَسَلَّمَ وقال : أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ : فَاتِحَةُ الكِتَابِ ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه . رواه مسلم .
(( النَّقِيضُ )) : الصَّوْتُ .
184- باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة
1023- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بينهم ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )) رواه مسلم .
185- باب فضل الوضوء
قَالَ الله تَعَالَى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ إِلَى قَوْله تَعَالَى : مَا يُريدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ المائدة : 6 ] .
1024- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله ، يقول : (( إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرَّاً( ) مُحَجَّلينَ( ) مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1025- وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ خليلي ، يقول : (( تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ )) رواه مسلم .
1026- وعن عثمان بن عفان ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( من تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُج مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ )) رواه مسلم .
1027- وعنه ، قَالَ : رَأيتُ رسول الله تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا ، ثُمَّ
قَالَ : (( مَنْ تَوَضَّأ هكَذَا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى المَسْجدِ نَافِلَةً )) رواه مسلم .
1028- وعن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( إِذَا تَوَضَّأ العَبْدُ المُسْلِمُ - أَو المُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ المَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ ، فَإذَا غَسَلَ يَدَيْهِ ، خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ ، أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ ، فَإذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ ، خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ المَاءِ ، أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيَّاً مِنَ الذُّنُوبِ )) رواه مسلم .
1029- وعنه : أنَّ رسول الله أتى المقبرة ، فَقَالَ : (( السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَومٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، وَدِدْتُ أنَّا قَدْ رَأَيْنَا إخْوانَنَا )) قالوا : أوَلَسْنَا إخْوَانَكَ يَا رسول الله ؟ قَالَ : (( أنْتُمْ أصْحَابِي ، وَإخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأتُوا بَعْدُ )) قالوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسولَ الله ؟ فَقَالَ : (( أرَأيْتَ لَوْ أنَّ رَجُلاً لَهُ خَيلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ( ) بُهْمٍ( ) ، ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ )) قالوا : بَلَى يَا رسول الله ، قَالَ : (( فإنَّهُمْ يَأتُونَ غُرّاً مُحَجَّلينَ مِنَ الوُضُوءِ ، وأنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الحَوْضِ )) رواه مسلم
1030- وعنه : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( ألاَ أَدُّلُكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ )) قالوا : بَلَى يَا رسول الله ، قَالَ : (( إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ؛ فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ )) رواه مسلم .
1031- وعن أَبي مالك الأشعري ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ )) رواه مسلم .
وَقَدْ سبق بطوله في باب الصبر . وفي البابِ حديث عمرو بن عَبَسَة السابق( ) في آخر باب الرَّجَاءِ ، وَهُوَ حديث عظيم ؛ مشتمل عَلَى جمل من الخيرات .
1032- وعن عمر بن الخطاب ، عن النبيِّ ، قَالَ : (( مَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلغُ – أَوْ فَيُسْبِغُ – الوُضُوءَ ، ثُمَّ يقول : أشهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ )) رواه مسلم .
وزاد الترمذي : (( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ )) .
186- باب فضل الأذان
1033- عن أَبي هريرة : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصَّفِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ ، ولو يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ( ) وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( الاسْتِهَامُ )) : الاقْتِرَاعُ ، وَ(( التَّهْجِيرُ )) : التَّبْكِيرُ إِلَى الصَّلاةِ .
1034- وعن معاوية ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله ، يقولُ :
(( المُؤَذِّنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعْناقاً يَوْمَ القِيَامَةِ )) رواه مسلم .
1035- وعن عبدِ الله بن عبدِ الرَّحْمانِ بن أَبي صَعصعة : أنَّ أَبَا سَعيد الخدريَّ ، قَالَ لَهُ : (( إنِّي أرَاكَ تُحبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ فَإذَا كُنْتَ في غَنَمِك - أَوْ بَادِيتِكَ - فَأذَّنْتَ للصَّلاَةِ ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ ، فَإنَّهُ لا يَسْمَعُ مدى صَوْتِ المُؤذِّنِ جِنٌّ ، وَلاَ إنْسٌ ، وَلاَ شَيْءٌ ، إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ )) قَالَ أَبُو سَعيدٍ : سمعتُهُ مِنْ رَسولِ الله . رواه البخاري .
1036- وعن أَبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( إِذَا نُودِيَ بالصَّلاَةِ ، أدْبَرَ الشَّيْطَانُ ، وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأذِينَ ، فَإذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أقْبَلَ ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أدْبَرَ ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أقْبَلَ ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ ، يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا واذكر كَذَا – لِمَا لَمْ يَذْكُر مِنْ قَبْلُ – حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ مَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( التَّثْوِيبُ )) : الإقَامَةُ .
1037- وعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنّه سمع رسول الله ، يقول: (( إِذَا سَمِعْتُمُ النداء فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ؛ فَإنَّه مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً ، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الوَسِيلَةَ ؛ فَإنَّهَا مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَأرْجُو أنْ أكونَ أنَا هُوَ ، فَمَنْ سَألَ لِيَ الوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ )) رواه مسلم .
1038- وعن أَبي سعيد الخدري : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ ، فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ المُؤذِّنُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1039- وعن جابر : أنَّ رسول الله ، قَالَ : (( مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ ، وَالفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامَةِ )) رواه البخاري .
1040- وعن سعدِ بن أَبي وقَّاصٍ ، عن النبي ، أنَّه قَالَ : (( مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ : أشْهَدُ أنْ لاَ إلَه إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وَبِالإسْلامِ دِيناً ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ )) رواه مسلم .
1041- وعن أنس ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإقَامَةِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .