باب الأسماء العاملة عمل الفعل والتعجب والعدد والوقف
كتاب متممة الأجرومية في علم العربية
محتويات
- باب الأسماء العاملة عمل الفعل
- باب التنازع في العمل
- باب التعجب
- باب العدد
- باب الوقف
- االعودة إلي كتاب متممة الأجرومية في علم العربية
باب الأسماء العاملة عمل الفعل
اعم ان أصل العمل للأفعال ؛ فيعمل عمل الفعل من الأسماء سبعة:
الأول: المصدر بشرط أن يحل محله فعل مع أن أو مع ما نحو: يعجبني َضْرُبكَ زيداً؛ أي أن تضرب زيداً، ونحو: يعجبني ضربك زيداً أي ما تضربه به.
وهو ثلاثة أقسام: مضاف ومنون ومقرون؛ فإعماله مضافاً أكثر من إعمال القسمين كالمثالين، وكقوله تعالى: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ } (251) سورة البقرة؛ وعمله منوناً أقيس نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يتيماً (15) }سورة البلد؛ وعمله مقروناً بأل شاذ كقوله: ضعيف النكاية أعداءه.
الثاني: اسم الفاعل كضارب ومُكرم؛فإن كان بأل عمل مطلقا ًنحو: هذا الضارب زيداً أمس أو الآن أو غداً، وإن كان مجرداً من أل عمل بشرطين: كونه للحال أو الاستقبال واعتماده على نفي أو استفهام أو مخبراً عنه أو موصوف نحو:ما ضارب زيد عمراص، وأضارب زيد عمراً؟ وزيد ضارب عمراً؛ ومررت برجل ضارب عمراً.
والثالث أمثلة المبالغة وهي: ما كان على وزن أفعل و وزن مفعول أو مفعال أو فعيل أو فعل وهي كاسم الفال، فما كان صلة لأل عمل مطلقا نحو: جاء الضراب زيداً؛ وإن كان مجردا منها عمل بشرطين، نحو: ما ضَّراب زيد عمراً.
الرابع: اسم المفعول، نحو: مضروب ومكرم؛ ويعمل عمل الفعل المني للمفعول وشرط عمله كاسم الفاعل نحو: جاء المضروب عبده؛ وزيد مضروب عبدُه، فعبده نائب الفاعل في المثالين.
الخامس: الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدي إلى واحد كحسن وظريف، ولمعمولها ثلاث حالات: الرفع على الفاعلية نحو: مررت برجل حسن وجهُه وظرف لفظه؛ والنصب على التشبيه بالمفعول إن كان معرفة نحو: مررت برجل حسنُ الوجهً أو حسن وجهَه، وعلى التمييز إن كان نكرة نحو: مررت برجل حسن وجهاً؛ والجر على الإضافة نحو: مررت برجل حسن الوجهِ؛ ولا يتقدم معمول الصفة عليها؛ ولا بد من اتصاله بضمير الموصوف إما لفظاً كما في زيد حسن وجهه، أو معنى نحو: مررت برجل حسن الوجه.
السادس: اسم التفضيل نحو: أكرم و أفضل ولا ينصب المفعول به اتفاقا ولا يرفع الظاهر إلا في مسألة الكحل؛ وضابطها أن يكون في الكلام نفي وبعده اسم جنس موصوف باسم التفضيل وبعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين نحو: ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحلَ منه في عين زيد. ويعمل في التمييز نحو: { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} (34) سورة الكهف؛ وفي الجار والمجرور والظرف نحو: زيد أفضل منك اليوم.
السابع: اسم الفعل وهو ثلاثة أنواع: ما هو بمعنى الأمر وهو الغالب: كصه بمعنى اسكت ومهٍ بمعنى انكفف، وآمين بمعنى استجب وعلك زيداً بمعنى ألزمه ودونك بمعنى خذه وما هو بمعنى الماضي كهيهات بمعنى بعد وشتان بمعنى افترق؛ والمضارع نحو أوَّه بمعنى أتوجع، وأف بمعنى أتضجر، ويعمل اسم الفعل عمل الفعل الذي هو بمعناه ولا يضاف ، ولا يتقدم معموله عليه، وما نون منه فنكرة، وما لم ينون فمعرفة.
باب التنازع في العمل
وحقيقته أن يتقدم عاملان أو أكثر ويتأخر معمول فأثر ويكون كل واحد من العوامل المتقدمة يطلب ذلك المتأخر نحو قوله تعالى: { آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (96) سورة الكهف؛ وقولك: ضربني وأكرمت زيداً؛ ونحو: اللهم صل وسلم وبارك على محمد، ولا خلاف في جواز إعمال أي العاملين من العوامل شئت وإنما الخلاف في الأولى فاختار البصريون إعمال الثاني لقربه، واختار الكوفيون إعمال الأول لسبقه،فإن أعملت الأول أملت الثاني في ضمير ذلك الاسم المتنازع فيه فتقول : قام وقعدا أخواك؛ وضربن وأكرمته زيد؛ وضربتني وأكرمتهما أخواك؛ ومر بي مررت بهما أخواك؛ اللهم صل وسم عليه وبارك عليه على محمد؛ وإن أعملت الثاني فإن احتاج الأول إلى مرفوع أضمرته؛ تقول قاما وقعد أخواك، وإن احتاج إلى منصوب أو مجرور حذفته كالآية ؛ وكقولك: ضربت وضربني أخواك، ومررت ومر بي أخواك.
باب التعجب
له صيغتان: إحداهما ما افعل زيداً نحو: ما أحسن زيداً وما أفضله وما أعمله؛ فما مبتدأ بمعنى شيء عظيم؛ وأفعل فعل ماض وفاعله ضمير مستتر وجوباً يعود إلى ما ولاسم المنصوب المتعجب منه مفعول به الجملة خبر ما ، والصيغة الثانية: أفعل بزيد نحو: أحسن بزيد وأكرم به؛ فأفعل فعل لفظه الأمر ومعناه التعجب وليس فيه ضمير، وبزيد فاعله وأصل قولك أحسن بزيد؛ أحْسَنَ زيدُ أي صار ذا حسن، نحو: أورق الشجر ثم غيرت صيغته إلى الأمر فقبح إسنادها إلى الظاهر فزيدت الباء في الفاعل.
باب العدد
اعلم ان العدد على ثلاثة أقسام:
الأول: ما يجري على القياس فيذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث ، وهو الواحد والاثنان وما كان على صيغة فاعل ، تقول في لمذكر: واحد واثنان وثن وثالث إلى عاشر، وفي المؤنث ك: واحدة واثنتان أو ثنتان وثانية وثالثة إلى عاشرة، وكذا إذا ركبت مع العشرة أو غيرها إلا أنك تأتي بأحد وإحدى وحادي وحادية فتقول في المذكر: أحد عشر واثنا عشر وحادي عشر وثاني عشر وثالث عشر إلى تاسع عشر؛ وفي المؤنث: إحدى عشرة واثنتا عشرة وحادية عشرة وثانية عشرة وثالثة عشرة إلى تاسعة عشرة، وتقول أحد وعشرون واثنان وعشرون والحادي والعشرون والثاني والعشرون إلى التاسع والتسعين، وإحدى وعشرون واثنتان وعشرون والحادية والعشرون والثانية والعشرون إلى التاسعة والتسعين.
والثاني: ما يجري على عكس القياس فيؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث وهو: الثلاثة والتسعة وما بينهما سواء أفردت نحو: ثلاثة رجال، ثلاث نسوة وقوله تعالى: { سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ } (7) سورة الحاقة ؛ أور كبت مع العشرة نحو ثلاثة عشر وأربعة عشر إلى تسعة عشر رجلاً وثلاث عشرة إلى تسع عشرة امرأة أو ركبت مع العشرين وما بعده نحو ثلاثة وعشرون إلى تسعة وتسعين.
الثالث: ما له حالتان: وهو العشرة إن ركبت جرت على القياس نحو: أحد عشر رجلا واثنا عشر وثلاثة عشر إلى تسعة عشر، وإحدى عشرة واثنتا عشرة وثلاث عشرة إلى تسع عشرة، وإن أفردت جرت بخلاف القياس نحو: عشرة رجالٍ وعشر نسوةٍ.
باب الوقف
يوقف على المنون المرفوع والمجرور بحذف الحركة والتنوين نحو: جاء زيدُ ومررت بزيدِ وعلى المنون المنصوب بإبدال التنوين ألفاً نحو: رأيت زيدا ، وكذلك تبدل نون إذن ألفا في الوقف، وكذلك نون التوكيد الخفيفة نحو: لنسفعاً يكتبا كذلك، ويوقف على المنقوص المنون في الرفع والجر بحذف يائه نحو: جاء قاضِ ، ومررت بقاضِ؛ ويجوز إثباتها.
يوقف في النصب بإبدال التنوين ألفاً نحو رأيت قاضيا، وإن كان غير منون فالأفصح في الرفع والجر الوقف عليه بإثبات الياء نحو جاء القاضي، و مررت بالقاضي؛ ويجوز حذفها وإن كان منصوبا، إذا وقف على ما فيه تاء التأنيث فإن كانت ساكنة لم تغير نحو: قامت، وإن كانت متحركة فإن كانت في جمع نحو: المسلمات ، فالأفصح الوقف بالتاء وبعضهم يقف بالهاء. وإن كانت في مفرد فالأفصح الوقف بالهاء نحو : رحمة وشجرة ، وبعضهم يقف بالتاء، وقد قرأ بعض السبعة في قوله تعالى: { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (56) سورة الأعراف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم