باب الدال والذال والراء
كتاب التعريفات للجرجاني
محتويات
باب الدال
الداء
علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط على بعض.
الداخل
باعتبار كونه جزماً، يسمى: ركناً. وباعتبار كونه بحيث ينتهي إليه التحليل، يسمى اسطقُسًّا، وباعتبار كونه قابلاً للصورة المعينة، يسمى: مادة، وهيولى، وباعتبار كون المركب مأخوذا منه، يسمى: أصلاً، وباعتبار كونه محلاً للصورة المعينة بالفعل، يسمى: موضوعاً.
الدائرة
في اصطلاح علماء الهندسة: شكل مسطح يحيط به خط واحد وفي داخله نقطة، كل الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليها متساوية، وتسمى تلك النقطة: مركز الدائرة، وذلك الخط محيطها.
الدائمة المطلقة
هي التي حكم فيها بدوام ثبوت المحمول للموضوع، أو بدوام سلبه عنه، ما دام ذات الموضوع موجوداً، مثال الإيجاب كقولنا: دائما كل إنسان حيوان، فقد حكمنا فيها بدوام ثبوت الحيوانية للإنسان ما دام ذاته موجوداً، ومثال السلب: دائماً لا شيء من الإنسان بحجر، فإن الحكم فيها بدوام سلب الحجرية عن الإنسان ما دام ذاته موجوداً.
الدباغة
هي إزالة النتن والرطوبات النجسة من الجلد.
الدرك
أن يأخذ المشتري من البائع رهناً بالثمن الذي أعطاه خوفاً من استحقاق المبيع.
الدستور
الوزير الكبير الذي يرجع في أحوال الناس إلى ما يرسمه.
الدعة
هي عبارة عن السكون عند هيجان الشهوة.
الدعوى
مشقة من الدعاء، وهو الطلب، وفي الشرع: قول يطلب به الإنسان إثبات حق على الغير.
الدلالة
هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيء الأول هو الدال، والثاني هو المدلول، وكيفية دلالة اللفظ على المعنى باصطلاح علماء الأصول محصورة في عبارة النص، وإشارة النص، ودلالة النص، واقتضاء النص. ووجه ضبطه أن الحكم المستفاد من النظم إما أن يكون ثابتاً بنفس النظم، أو لا، والأول: إن كان النظم مسوقاً له، فهو العبارة، وإلا فالإشارة، فالإشارة، والثاني: إن كان الحكم مفهوماً من اللفظ لغة فهو الدلالة، أو شرعاً فهو الاقتضاء، فدلالة النص عبارة عما ثبت بمعنى النص لغة لا اجتهاداً.
فقوله: لغة، أي يعرفه كل من يعرف هذا اللسان بمجرد سماع اللفظ من غير تأمل، كالنهي عن التأفيف في قوله تعالى: "فلا تقل لهما أفٍّ"، يوقف به على حرمة الضرب وغيره مما فيه نوع من الأذى بدون الاجتهاد.
الدلالة اللفظية الوضعية
هي كون اللفظ بحيث متى أطلق أو تخيل فهم منه معناه، للعلم بوضعه، وهي المنقسمة إلى المطابقة، والتضمن، والالتزام.لأن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن، وعلى ما يلزمه في الذهن بالالتزام، كالإنسان فإنه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن، وعلى قابل العلم بالالتزام.
الدليل
فبي اللغة: هو المرشد، وما به الإرشاد، وفي الاصطلاح: هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. وحقيقة الدليل، هو ثبوت الأوسط للأصغر، واندراج الأصغر تحت الأوسط.
الدليل الإلزامي
ما سلم عند الخصم، سواء كان مستدلاً عند الخصم أولاً.
الدهر
هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية، وهو باطن الزمان، وبه يتحد الأزل والأبد.
الدور
هو توقف الشيء على ما يتوقف عليه، ويسمى: الدور المصرح، كما يتوقف أ على ب، وبالعكس، أو بمراتب، ويسمى: الدور المضمر، كما يتوقف أ على ب، و ب على ج، و ج على أ، والفرق بين الدور وبين تعريف الشيء بنفسه هو أنه في الدور يلزم تقدمه عليها بمرتبتين، إن كان صريحاً، وفي تعريف الشيء بنفسه يلزم تقدمه على نفسه بمرتبة واحدة.
الدوران
لغة: الطواف حول الشيء، واصطلاحاً: هو ترتب الشيء على الشيء الذي له صلوح العلية، كترتب الإسهال على مشرب السقمونيا، والشيء الأول يسمى: دائراً، والثاني: مداراً، وهو على ثلاثة أقسام: الأول: أن يكون المدار مداراً للدائرة وجوداً لا عدماً، كشرب السقمونيا للإسهال، فإنه إذا وجد وجد الإسهال، وأما إذا عدم فلا يلزم عدم الإسهال لجواز أن يحصل الإسهال بدواء آخر.
والثاني: أن يكون المدار للدائر عدماً لا وجوداً، كالحياة للعلم، فإنها إذا لم توجد لم يوجد العلم، أما إذا وجدت فلا يلزم أن يوجد العلم.
والثالث: أن يكون المدار مداراً للدائر وجوداً وعدماً، كالزنا الصادر عن المحصن، لوجوب الرجم عليه، فإنه كلما وجد وجب الرجم، ولما لو يوجد لم يجب.
الدين الصحيح
هو الذي لا يسقط إلا بالأداء أو الإبراء، وبدل الكتابة دين غير صحيح، لأنه يسقط بدونهما، وهو عجز المكاتب عن أدائه.
الدين والملة
متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع، تسمى: ديناً، ومن حيث إنها تجمع، تسمى: ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها، تسمى: مذهباً، وقيل: الفرق بين الدين، والمللة، والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.
الدية
المال الذي هو بدل النفس.
باب الذال
الذاتي لكل شيء
ما يخصه ويميزه عن جميع ما عداه.
وقيل: ذات الشيء: نفسه وعينه، وهو لا يخلو عن العرض، والفرق بين الذات والشخص: أن الذات أعم من الشخص، لأن الذات تطلق على الجسم وغيره، والشخص لا يطلق إلا على الجسم.
الذبول
هو انتقاص حجم الجسم بسبب ما ينفصل عنه في جميع الأقطار على نسبة طبيعية.
الذمة
لغة: العهد، لأن نقضه يوجب الذم، ومنهم من جعلها وصفاً فعرفها بأنها وصف يصير الشخص به أهلاً للإيجاب له وعليه، ومنهم من جعلها ذاتاً، فعرفها بأنها نفس لها عهد، فإن الإنسان يولد وله ذمة صالحة للوجوب له وعليه، عند جميع الفقهاء بخلاف سائر الحيوانات.
الذنب
ما يحجبك عن الله تعالى.
الذهن
قوة للنفس تشمل الحواس الظاهرة والباطنة، معدة لاكتساب العلوم. وهو الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر.
الذوق
هي قوة منبثة من العصب المفروش على جرم اللسان تدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبة اللعابية في الضم بالمطعوم ووصولها إلى العصب، والذوق في معرفة الله: عبارة عن نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه، يفرقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره.
ذو العقل
هو الذي يرى الخلق ظاهراً ويرى الحق باطناً، فيكون الحق عنده مرآة الخلق، لاحتجاب المرآة بالصور الظاهرة.
ذو العقل والعين
هو الذي يرى الحق في الخلق، وهذا قرب النوافل، ويرى الخلق في الحق، وهذا قرب الفرائض، ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقًّا من وجه، وخلقاً من وجه، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الواحد الرائي، ولا تزاحم في شهود الكثرة الخلقية، وكذا لا تزاحم في شهود أحدية الذات المتجلية في المجالي كثرة، وإلى المراتب الثلاثة أشار الشيخ محي الدين بن العربي - قدس الله سره - بقوله:
وفي الخلق عينٌ إن كـنـت ذا عـينٍ وفي الحق عين الخلق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فـمـا تـرى سوى عين شيءٍ واحدٍ فيه بالشـكـل
ذو العين
هو الذي يرى الحق ظاهراً والخلق باطناً، فيكون الخلق عنده مرآة الحق، لظهور الحق عنده واختفاء الخلق فيه، اختفاء المرآة بالصور.
ذوو الأرحام
في اللغة: بمعنى: ذوي القرابة مطلقاً، وفي الشريعة: هو كل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة.
باب الراء
الران
هو الحجاب الحائل بين القلب وعالم القدس، وباستيلاء الهيئات النفسانية، ورسوخ الظلمات الجسمانية فيه، بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية.
الراهب
هو العالم في الدين المسيحي من الرياضة والانقطاع عن الخلق والتوجه إلى الحق.
الربا
هو في اللغة: الزيادة، وفي الشرع: هو فضل خال عن عوض شرط لأحد العاقدين.
الرباعي
ما كان ماضيه على أربعة أحرف أصول.
الرجاء
في اللغة: الأمل، وفي الاصطلاح: تعلق القلب بمحصول محبوب في المستقبل.
الرجعة
في الطلاق: هي استدامة القائم في العدة، وهو ملك النكاح.
الرجل
هو ذكر من بني آدم جاوز حد الصغر بالبلوغ.
الرجوع
حركة واحدة في سمت واحد لكن على مسافة حركة هي مثل الأولى بعينها، بخلاف الانعطاف.
الرحمة
هي إرادة إيصال الخير.
الرخصة
في اللغة: اليسر والسهولة، وفي الشريعة: اسم لما شرع متعلقاً بالعوارض، أي ما استبيح بعذر مع قيام الدليل المحرم، وقيل: هي ما بني أعذار العباد عليه.
الرد
في اللغة: الصرف، وفي الاصطلاح: صرف ما فضل عن فروض ذوي الفروض. ولا مستحق له من العصبات إليهم بقدر حقوقهم.
الرداء
في اصطلاح المشايخ: ظهور صفات الحق على العبد.
الرزامية
قالوا: الإمامة بعد علي - رضي الله عنه - لمحمد بن الحنفية، ثم ابنه عبد الله، واستحلوا المحارم
الرزق
اسم لما يسوقه الله إلى الحيوان فيأكله، فيكون متناولاً للحلال والحرام. وعند المعتزلة: عبارة عن مملوك يأكله المالك، فعلى هذا لا يكون الحرام رزقاً.
الرزق الحسن
هو ما يصل إلى صاحبه بلا كدٍّ في طلبه. وقيل: ما وجد غير مرتقب، ولا محتسب، ولا مكتسب.
الرسالة
هي المجلة المشتملة على قليل من المسائل التي تكون من نوع واحد، والمجلة، هي الصحيفة يكون فيها الحكم.
الرسم
نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل، أي في سابق علمه تعالى.
الرسم التام
مل يتركب من الجنس القريب والخاصة، كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك.
الرسم الناقص
ما يكون بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالضحك، أو بالجنس الضاحك. أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: إنه ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع.
الرسول
في اللغة: هو الذي أمره المرسل بأداء الرسالة بالتسليم أو بالقبض. وفي الشريعة: إنسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ الأحكام.
قال الكلي، والفراء: كل رسول نبي، من غير عكس. وقالت المعتزلة: لا فرق بينهما، فإنه تعالى خاطب محمداً مرة بالنبي، وبالرسول مرة أخرى.
الرشوة
ما يعطى لإبطال حق، أو لإحقاق باطل.
الرضا
سرور القلب بمر القضاء.
الرضاع
مص الرضيع من ثدي الآدمية في مدة الرضاع.
الرطوبة
كيفية تقتضي سهولة التشكل والتفرق والاتصال.
الرعونة
الوقوف مع حظوظ النفس ومقتضى طباعها.
الرق
في اللغة: الضعف، ومنه رقة القلب، وفي عرف الفقهاء: عبارة عن عجز حكمي شرع في الأصل جزاءً عن الكفر.
أما أنه عجز، فلأنه لا يملك ما يملكه الحر من الشهادة والقضاء وغيرهما، وأما أنه حكمي، فلأن العبد قد يكون أقوى في الأعمال من الحر حسًّا.
الرقبى
هو أن يقول: إن مت قبلك فهي لك، وإن مت قبلي رجعت إلي، كأن كل واحد منهما يراقب موت الآخر وينتظره.
الرقيقة
هي اللطيفة الروحانية، وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين، كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها: رقيقة النزول، وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها: رقيقة الرجوع، ورقيقة الارتقاء، وقد تطلق الرقائق على عموم الطريقة والسلوك، وكل ما يتلطف به سر العبد، وتزول به كثافات النفس.
الركاز
هو المال المركوز في الأرض، مخلوقاً كان أو موضوعاً.
ركن الشيء
لغةً: جانبه القوي فيكون عينه، وفي الاصطلاح: ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم، إذ قوام الشيء بركنه، لا من القيام، وإلا يلزم أن يكون الفاعل ركناً للفعل، والجسم ركناً للعرض، والموصوف للصفة. وقيل: ركن الشيء ما يتم به، وهو داخل فيه، بخلاف شرطه، وهو خارج عنه.
الرمل
هو أن يمشي في الطواف سريعاً ويهز في مشيته الكتفين، كالمبارز بين الصفين.
الرهن
هو في اللغة: مطلق الحبس، وفي الشرع: حبس الشيء بحقٍّ يمكن أخذه منه، كالدين، ويطلق على المرهون، تسمية للمفعول باسم المصدر.
الروح الأعظم
الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، ولذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم، ولا يروم وصلها رائم، ولا يعلم كنهها إلا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه، وهو العقل الأول، والحقيقة المحمدية، والنفس الواحدة، والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات، ونورانيته مظهر علمها، ويسمى باعتبار الجوهرية: نفساً واحدة، وباعتبار النورانية: عقلاً أولاً، وكما أن له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول، والقلم الأعلى، والنور، والنفس الكلية، واللوح المحفوظ، وغير ذلك، له في العلم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه في اصطلاح أهل الله وغيرهم، وهي السر والخفاء والروح والقلب والكلمة والروع والفؤاد والصدر والعقل والنفس.
الروح الإنساني
هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان، الراكبة على الروح الحيواني،نازل من عالم الأمر، تعجز العقول عن إدراك كنهه، وتلك الروح قد تكون مجردة، وقد تكون منطبقة في البدن.
الروم
أن تأتي الحركة الخفيفة بحيث لا يشعر به الأصم.
الروي
هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال: قصيدة دالية، أو تائية.
الرؤية
المشاهدة بالبصر حيث كان، أي في الدنيا والآخرة.
الرياء
ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.
الرياضة
عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية، فإن تهذيبها تمحيصها عن خلطات الطبع ونزعاته.