اسم الكتاب: الطب النبوي
تأليف: الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
موضوع: الطب والتداوي
محتويات
- ترجمة وتعريف المؤلف ابن القيم الجوزية
- ترجمة الكتاب الطب النبوي
- مقدمة الكتاب الطب النبوي
- لأمراض نوعان
- المرض: نوعان: مرض القلوب، ومرض الأبدان
- طب الأبدان
- طب الأبدان نوعان
- فصل: في علاج الأبدان
- الفهرس الكامل من كتاب الطب النبوي لابن القيم
ترجمة وتعريف المؤلف ابن القيم الجوزية
اسمه محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بشمس الدين، أبو عبد الله وابن قيم الجوزية من عائلة دمشقية عرفت بالعلم والالتزام بالدين واشتهر خصوصاً بابن قيم الجوزية وقيم الجوزية هو والده فقد كان قيماً على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن، واشتهر بذلك اللقب ذريته وحفدتهم من بعد ذلك،
ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ. الموافق 2 فبراير 1292م. ويقال أنه ولد في ازرع جنوب سوريا وقيل في دمشق.
و توفي في ليلة الخميس 13/7/751هـ، 1349م في وقت أذان العشاء وبه كمل من العمر ستون سنة
وبلغ مؤلفاته 98 كتبا منها الطب النبوي وهو جزء من كتاب زاد المعاد
ترجمة الكتاب الطب النبوي
كتاب مختزل من كتابه: الشهير "زاد المعاد في هدي خير العباد". وهو من الكتب الطبية، التي عالجت مُشكلات الجسد وأدوائه البدنية والنفسانية، وهو مُسْتَلْهَم من أفعال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهَديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التداوي من مختلف العلل. وقد زوده المؤلف بفوائدَ طبيةٍ، مُسْتَخْلَصَة من فوائد الثمار، والخضروات، واللحوم ... وغيرها، مرتبةً على حروف المعجم.
مقدمة الكتاب الطب النبوي
من حديث أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل).
وفي الصحيحين : عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).
وفي مسند الإمام أحمد : من حديث زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله ! أنتداوى؟ فقال: (نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: الهرم).
وفي لفظ: (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله).
وفي المسند : من حديث ابن مسعود يرفعه: (إن الله ـ عز وجل ـ لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله) وفي المسند و السنن : عن أبي خزامة، قال: قلت: يا رسول الله ! أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: (هي من قدر الله).
فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها، ويجوز أن يكون قوله: (لكل داء دواء)، على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها، ولكن طوى علمها عن البشر، ولم يجعل لهم إليه سبيلًا، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله، ولهذا علق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشفاء على مصادفة الدواء للداء، فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضد، وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده، فعلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ البرء بموافقة الداء للدواء، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده، فإن الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية،أو زاد في الكمية على ما ينبغي، نقله إلى داء آخر، ومتى قصر عنها لم يف بمقاومته، وكان العلاج قاصرًا، ومتى لم يقع المداوي على الدواء، أو لم يقع الدواء على الداء، لم يحصل الشفاء، ومتى لم يكن الزمان صالحًا لذلك الدواء، لم ينفع، ومتى كان البدن غير قابل له، أو القوة عاجزة عن حمله، أو ثم مانع يمنع من تأثيره، لم يحصل البرء لعدم المصادفة، ومتى تمت المصادفة حصل البرء بإذن الله ولا بد، وهذا أحسن المحملين في الحديث.
والثاني: أن يكون من العام المراد به الخاص، لا سيما والداخل في اللفظ أضعاف أضعاف الخارج منه، وهذا يستعمل في كل لسان، ويكون المراد أن الله لم يضع داء يقبل الدواء إلا وضع له دواء، فلا يدخل في هذا الأدواء التي لا تقبل الدواء، وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على قوم عاد: {تدمر كل شيء بأمر ربها} [الأحقاف: 25] أي كل شيء يقبل التدمير، ومن شأن الريح أن تدمره، ونظائره كثيرة.
من تأمل خلق الأضداد في هذا العالم، ومقاومة بعضها لبعض، ودفع بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، تبين له كمال قدرة الرب تعالى، وحكمته، وإتقانه ما صنعه، وتفرده بالربوبية، والوحدانية، والقهر، وأن كل ما سواه فله ما يضاده ويمانعه، كما أنه الغني بذاته، وكل ما سواه محتاج بذاته.
في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع، والعطش، والحر، والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزًا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الإعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلًا، ولا توكله عجزًا.
فيها رد على من أنكر التداوي، وقال: إن كان الشفاء قد قدر، فالتداوي لا يفيد، وإن لم يكن قد قدر، فكذلك. وأيضًا، فإن المرض حصل بقدر الله، وقدر الله لا يدفع ولا يرد، وهذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وأما أفاضل الصحابة، فأعلم بالله وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا، وقد أجابهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى هي من قدر الله، فما خرج شيء عن قدره، بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع، والعطش والحر، والبرد بأضدادها، وكرد قدر العدو بالجهاد وكل من قدر الله: الدافع، والمدفوع والدفع.
ويقال لمورد هذا السؤال: هذا يوجب عليك أن لا تباشر سببًا من الأسباب التي تجلب بها منفعة، أو تدفع بها مضرة، لأن المنفعة والمضرة إن قدرتا، لم يكن بد من وقوعهما، وإن لم تقدرا لم يكن سبيل إلى وقوعهما، وفي ذلك خراب الدين والدنيا، وفساد العالم، وهذا لا يقوله إلا دافع للحق، معاند له، فيذكر القدر ليدفع حجة المحق عليه، كالمشركين الذين قالوا: {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} [الأنعام: 148]، و {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا} [النحل: 35]، فهذا قالوه دفعًا لحجة الله عليهم بالرسل.
جواب هذا السائل أن يقال: بقي قسم ثالث لم تذكره، هو أن الله قدر كذا وكذا بهذا السبب، فإن أتيت بالسبب حصل المسبب، وإلا فلا، فإن قال: إن كان قدر لي السبب، فعلته، وإن لم يقدره لي لم أتمكن من فعله.
قيل: فهل تقبل هذا الإحتجاج من عبدك، وولدك، وأجيرك إذا احتج به عليك فيما أمرته به، ونهيته عنه فخالفك؟ فإن قبلته، فلا تلم من عصاك، وأخذ مالك، وقذف عرضك، وضيع حقوقك، وإن لم تقبله، فكيف يكون مقبولًا منك في دفع حقوق الله عليك. وقد روي في أثر إسرائيلي: أن إبراهيم الخليل قال: يا رب ممن الداء؟ قال: مني . قال: فممن الدواء؟ قال: مني. قال: فما بال الطبيب؟. قال: رجل أرسل الدواء على يديه.
وفي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لكل داء دواء)، تقوية لنفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، وانفتح له باب الرجاء، ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية، وكان ذلك سببها لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويت هذه الأرواح، قويت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته.
وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه. وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب، وما جعل الله للقلب مرضًا إلا جعل له شفاء بضده، فإن علمه صاحب الداء واستعمله، وصادف داء قلبه، أبرأه بإذن الله تعالى.
الفهرس الكامل من كتاب الطب النبوي لابن القيم
- في تضمين من طب الناس
- في التحرز من الأدواء المعدية
- فعل التداوي في نفسه
- المنع من التداوي بالمحرمات
- العلاج والتداوي
- فصل: علاج لدغة العقرب بالرقية
- فصل: رقية النملة
- فصل: في رقية الحية
- فصل: في رقية القرحة والجرح
- فصل: في علاج الوجع بالرقية
- فصل: في علاج حر المصيبة وحزنها
- فصل: في علاج الحمى
- فصل: في علاج استطلاق البطن
- فصل: في داء الاستسقاء وعلاجه
- فصل: في العلاج بشرب العسل، والحجامة، والكي
- منافع الحجامة
- فصل: في قطع العروق والكي
- فصل: في علاج الصرع
- صل: في علاج عرق النسا
- فصل: في علاج يبس الطبع
- فصل: في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
- فصل: في علاج القمل الذي في الرأس وإزالته
- في علاج ذات الجنب
- فصل: في علاج الصداع والشقيقة
- فصل : التداوي بالحناء
- فصل: في معالجة المرضى بترك إعطائهم ما يكرهونه
- فصل: ويجوز نفع التمر المذكور في بعض السموم
- فصل: في دفع ضرر الأغذية والفاكهة
- فصل: في الحمية
- فصل: ومما ينبغي أن يعلم أن كثيرًا مما يحمى عنه العليل والناقه والصحيح
- فصل: في علاج الرمد بالسكون
- فصل: في علاج الخدران الكلي
- فصل: في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب
- فصل: في علاج البثرة
- فصل: في علاج الأورام
- فصل: في علاج المرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم
- فصل: في تغذية المريض
- في علاج السم الذي أصابه بخيبر من اليهود
- فصل: في علاج السحر الذي سحرته اليهود به
- فصل: ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية
- فصل: في الاستفراغ بالقيء
- فصل: ولما كانت الأخلاط فى البلاد الحارة
- فصل: والقيء ينقي المعدة ويقويها
- فصل: في الإرشاد إلى معالجة أحذق الطبيبين
- فصل: في علاج المصاب بالعين
- فصل: والمقصود: العلاج النبوي لهذه العلة
- فصل: وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين
- فصل:أن يؤمر العائن بغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره
- فصل: علاج ذلك أيضًا والاحتراز منه ستر محاسن
- فصل: ومن الرقى التي ترد العين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي
- فصل: في العلاج العام لكل شكوى بالرقية الإلهية
- فصل: في رقية اللديغ بالفاتحة
- فصل: وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها في علاج ذوات السموم سر بديع
- فصل: في علاج الكرب والهم والغم والحزن
- فصل: في بيان جهة تأثير هذه الأدوية في هذه الأمراض
- فصل:في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الفزع، والأرق المانع من النوم
- فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج داء الحريق وإطفائه
- فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حفظ الصحة بالطيب
- فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حفظ صحة العين
- حرف الهمزة
- حرف الباء
- حرف التاء
- حرف الثاء
- حرف الجيم
- حرف الحاء
- حرف الخاء
- فصل: وأحمد أنواع الخبز أجودها اختمارًا وعجنًا
- حرف الدال
- حرف الذال
- حرف الراء
- حرف الزاي
- حرف السين
- حرف الشين
- حرف الصاد
- حرف الضاد
- حرف الطاء
- حرف العين
- حرف الفاء
- حرف القاف
- حرف الكاف
- حرف اللام
- حرف الميم
- حرف النون
- حرف الهاء
- حرف الواو
- حرف الياء
- االعودة إلي الأعلي