كتاب طريقة تعليم اللغة العربية
محتويات
- البلاغة وأساليب تدريسها
- الأدب وأساليب تدريسه
- الأغراض الأساسية لتدريس الأدب بصفة العامة
- تدريس النصوص الأدبية:
- أهداف تدريس النصوص الأدبية
- طريقة تدريس النصوص الأدبية
- النصوص الشعرية وأساليب تدريسها
- تقسم النص إلى أفكار رئيسة
- االعودة إلي كتاب طريقة تعليم اللغة العربية
البلاغة وأساليب تدريسها
مفهوم البلاغة :
البلاغة اصطلاحا :
البلاغة : علم تدرس فيه وجوه حسن البيان , ومن هنا , فإن علوم البلاغة لعبت دورا كبيرا في تاريخ العرب من حيث تخليد البلغاء وضربهم للناس أمثلة يحتذون بها , ورفع شأن المتكلم أو الخطيب أو الشاعر بحسب قربه أو التصاقه بقواعد البلاغة وقوانينها .
والبلاغة : مطابقة الكلام لمقتضى حال من يخاطب به مع فصاحة مفرداته وجمله . فيشترط في الكلام البليغ شرطان :
• أن يكون فصيح المفردات والجمل .
• أن يكون مطابقا لمقتضى حال من يخاطب به .
ولما كانت أحوال المخاطبين مختلفة , وكانت كل حالة منها تحتاج طريقة من الكلام تلائمها , كانت البلاغة في الكلام تستدعي انتقاء الطريقة الأكثر ملاءمة لحالة المخاطب به , لبلوغ الكلام من نفسه مبلغ التأثير الأمثل المرجو .
وهي كذلك إيضاح المعنى وتحسين اللفظ فالبلاغة بهذا المفهوم معنية بالمعاني وصيغها التي تسكن القلوب في أجمل صورة , لذلك لا يستغني الأدب عن الفن البلاغي الذي يعطيه التأثير والقوة , بل لا يسمى الكلام أدبا إلا برعاية مقتضى الحال , ونقل الحقيقة المبتذلة إلى مجاز يلفت الوجدان نحوها وجناس يوقف عند المتشابه لفظا المختلف معنى وطباق يميز بين الأضداد . وهذه وغيرها من الفنون البلاغية وسائل يبلغ بها الكلام النفوس وهو مقصد الأدباء الذي نسعى إلى كشفه والوقوف عليه في نتاجهم شعرا ونثرا .
ويعرفها أبو الهلال العسكري قائلا : إنها مأخوذة من قولهم بلغت الغاية إذا انتهيت إليها , فهي ما تبلغ به المعنى قلب السامع فتمكنه في نفسه , لتمكنه في نفسك على صورة مقبولة , وذلك أن الفصاحة تمام آلة البيان , فهي مقصورة على اللفظ , والبلاغة إنما هي المعنى إلى القلب , فكأنها مقصورة على المعنى .
أما المحدثون فقد عرفوا البلاغة بأنها عبارة عن علم يحدد القوانين التي تحكم الأدب والتي ينبغي أن يتبعها الأديب في تنظيم أفكاره وترتيبها في اختيار كلماته والتأليف بينها في نسق صوتي معين .
أما الإسراف في الوقوع عند القواعد النظرية , وحفظ المصطلحات البلاغية فهذا هو المنهج العلمي الفلسفي الذي بليت به البلاغة في بعض الصور وهو لا يمس الذوق الأدبي ولا يفيد في تربيته وإنضاجه .
وقد اختفت دروس البلاغة إذا لفظ ومعنى وتأليف للألفاظ يمنحها قوة وتأثيرا وحسنا . ثم دقة في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته , وحال السامعين والنزعة النفسية التي تتملكهم وتسيطر على نفوسهم , فرب كلمة حسنت في موطن ثم كانت نابية مستكرهة في غيرة .
الفصاحة
الفصاحة عند أهل اللغة البيان , والإفصاح : الإبانة . يقال لغة : فصح الرجل فصاحة فهو فصيح , إذا كان كلامه قادرا على أن يبين مراده بوضوح دون عجز , ولا تلكؤ , أو تعثر , في نطق الألفاظ , أو اختيار الكلمات الدالات على ما يريد إيضاحه من المعاني للمتقين . ويجمع فصيح على فصحاء , وفصاح وفصح , والأنثى فصيحة , وهن فصائح . ويقال : كلام فصيح , إذا كان المراد منه واضحا . والرجل الفصيح هو المنطلق اللسان في القول , الذي يعرف جيد الكلام من رديئه . ويقال : أفصح الصبح إذا بدا ضوؤه واستبان . وأفصح المتحدث عن مراده إذا بينه ولم يجمجم . وكل ما وضح فقد أفصح , وكل واضح هو مفصح . والفصاحة في اصطلاح علماء البلاغة تأتي وصفا للكلمة الواحدة , ووصفا للكلام , ووصفا للمتكلم , فيقال : كلمة فصيحة , وكلام فصيح , ومتكلم فصيح .
الأدب وأساليب تدريسه
مفهوم الأدب :
الأدب لغة :
أما كلمة الأدب في اللغة فقد استعملت عند العرب للدلالة على معان عدة منها , الأدب : الذي يتأدب به الأديب من الناس ؛ وسمي أدبا لأنه يأدب الناس إلى المحامد , وينهاهم عن المقابح . وأصل الأدب الدعاء , ومنه قيل للصنيع يدعى إليه الناس : مدعاة ومأدبة . والأدب : أدب النفس والدرس , والأدب الظرف وحسن التناول . وأدب بضم الدال فهو أديب . من قوم أدباء .
الأدب اصطلاحا :
والأدب عامة هو الفن الذي أبدعه الكتاب والشعراء من جميل الشعر والنثر . ويعرف الهيتي ( 1988) الأدب بأنه تصوير تخيلي للحياة والفكر والوجدان من خلال أبنية لغوية , أي أنه تجسيد فني تخيلي للثقافة .
الأدب هو التعبير البليغ الذي يحقق المتعة واللذة الفنية بما فيه من جمال التصوير, وروعة الخيال, وسحر البيان, ودقة المعنى, وإصابة الغرض.فهو فن رفيع من الفنون الجميلة, يُعتمد في إظهاره وفهمه على التعبير واللغة, ويثير في نفس قارئه أو سامعه هزة وسروراَ بقدر ما عندهما من حساسية فنية, وبقدر ما في الكلام ذاته من جمال وروعة.
ويعرف الأدب في اللغة العربية بأنه ما أنتجه الكتاب أو الشعراء من جميل النثر أو الشعر, مما يصور عاطفة, أو يصف منظراَ, أو يعرض صورة من صور الحياة أو الطبيعة, وفي اللغة الانجليزية يفرق بين نوعين من الأدب: الأدب بمعناه العام وهو" الإنتاج العقلي صور في الكلام ويكتب في الكتب, والأدب بمعناه الخاص "الفكرة الجميلة في العبارة الجميلة" وهو بهذا المعنى الخاص من الفنون الجميلة التي تبعث في نفس القارئ أو السامع متعة وسروراَ, فالقصيدة الرائعة والمقالة البارعة, والخطبة المؤثرة, والقصة الجيدة كل هؤلاء أدب, بالمعنى الخاص, لأنك حين تقرؤها أو تسمعها تجد لذة فنية كتلك التي تشعر بها حين تسمع غناء المغني, ولحن الموسيقى, وحين ترى الصورة الجميلة والتمثال البديع, فالأدب إذاَ فن يثير في نفس قارئه أو سامعه هزة وسروراَ بقدر ما فيه من جمال وما عند المدرك من حساسية الفنون.
العصور الأدبية:
ينقسم تاريخ الأدب العربي إلى عصور هي:
• العصر الجاهلي
• العصر الإسلامي
• العصر الأموي
• العصر العباسي
• عصر الدول المتتابعة
• العصر الحديث
الأغراض الأساسية لتدريس الأدب بصفة العامة:
• إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها الأدب فيما يصوره من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية.
• التمتع بما فيه من جمال في الفكرة والأسلوب والعرض, وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية.
• شعور الطالب بالراحة والنشوة وبعث البهجة إلى نفسه والمسرة في قلبه.
• تنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطالب, لأن مزاولة قراءة الأدب الجميل والتمتع به يورث حب الجمال ويسمو بالذوق الأدبي.
• وقوف الطلاب على المثل العليا وتأثرهم بها في الأخلاق والسلوك نتيجة لما يذكر في الأدب من حكم وأمثال وطرائف وعظات وعبر فتتهذب نفوسهم وتصفو أرواحهم.
• تنمية الثروة اللغوية للطلاب في الألفاظ والمعاني والأساليب, وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة لاشعورية, نتيجة لتأثرهم به, فيصبحون لديهم القدرة على التعبير الجيد عن أفكارهم ومشاعرهم. معالجة بعض المشاكل وحل العقد النفسية عند الطلاب بتوجيههم إلى قراءة كتب أدبية معينة وقصائد من الشعر خاصة فيها تفريج لكروبهم وتنفيس عن رغباتهم المكبوتة
• تنمية ميل الطلاب إلى القراءة واستخدام الأدب في شغل أوقات فراغهم وتوسيع ثقافتهم وصقل عقولهم.
• يبعث في الطلاب حب البحث وراء الآثار الأدبية ومعرفة الأطوار التي مر بها الأدب في العصور المختلفة.
تدريس النصوص الأدبية:
نقصد بها قطعاَ أدبية موجزة شعراَ أو نثراَ تؤخذ من ذخائر الأدب العربي لتحقيق أهداف معينة.
أهداف تدريس النصوص الأدبية
• استجلاء فصاحة وبلاغة القرآن الكريم.
• استجلاء فصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم وأثر الحديث في اللغة والأدب.
• إثارة الوجدان وإيقاظ العواطف النبيلة.
• تزويدهم بطائفة من التجارب والخبرات التي مر بها صاحب النص من خلال نصه.
• زيادة ثروة الطلاب اللغوية والفكرية والتعبيرية
• تنمية قدراتهم على الفهم والتذوق والحكم والموازنة
• تدريبهم على فهم الأساليب الأدبية وإدراك أهمية وضوح الفكرة وتسلسلها وحسن التعبير عنها.
• تربية الذوق الأدبي في الطلبة.
• تهذيب ميولهم وتربية شخصيتهم على المعاني السامية.
• توسيع خيال الطلبة وإطلاق العنان لأفكارهم
• تدريبهم على حسن الأداء وجودة الإلقاء وتمثيل المعنى
• تنمية ميولهم إلى قراءة النصوص, ومطالعة الفنون الأدبية الأخرى والتعرف على المدارس الأدبية الحديثة
• توعيتهم بتطور وتاريخ الأدب وحياة الأدباء.
• تدريبهم على الإنتاج الأدبي شعراَ أو نثراَ, قصة أو مقالاَ
• تعويد الطلبة على البحث العلمي والرجوع إلى أمهات الكتب في التراث والأدب
• تأكيد الاعتزاز باللغة العربية
• مساعدتهم على تحسين حياتهم وتجميلها وحل مشكلاتها.
• فهم الطالب للحياة وللمجتمع وللطبائع الإنسانية وحل بعض المشاكل والعقد النفسية عنده .
حدد عبد العليم إبراهيم ثلاثة شروط كي تكون مادة الأدب مادة تعليمية تحدث السلوك المرغوب في نفوس الطلبة :
1- أن يثير النص في النفس قوة إدراكية , أي يزوده بزاد من الثقافة , ويمده بألوان مختلفة من الخبرات .
2- أن يثير النص في النفس قوة وجدانية فيتذوق نواحي الجمال فيه .
3- أن يثير النص في النفس قوة علمية تدفع الفرد إلى سلوك معين .
ما يجب مراعاته لتحقيق هذه الأهداف :
1- حسن اختيار النصوص الأدبية التي تثير اهتمام الطلبة وانتباههم .
2- أن تتصل بما يدور حولهم من أحداث وما يبعث فيهم حسن الخلق والعواطف الأخلاق النبيلة .
3- أن تختار أكثر النصوص من أدب العصر الحديث لتناسب ميولهم وإدراكهم .
4- أن لا يتكرر النص في الصفوف المختلفة .
5- اختيار أفضل الطرق لتدريس هذه المادة واختيار الوسائل التعليمية المناسبة
6- اختيار أساليب التقييم الناجحة والجيدة .
7- أن تكون القطع مناسبة من حيث الطول والقصر والصور الخيالية .
طريقة تدريس النصوص الأدبية :
• التمهيد : ( المقدمة ) – التعريف بصاحب النص ومناسبة النص .
• عرض النص على السبورة أو لوحة كرتونية أو من الكتاب .
• القراءة الصامتة – مناقشة عامة .
• القراءة الجهرية – من المدرس ثم قراءة الطلاب .
• الشرح : أسئلة – تقسيم النص إلى وحدات متصلة المعنى – شرح الوحدة بعد قراءتها – المفردات – الأساليب – التراكيب – النحو التذوق وصوغ المعنى ... الأفكار ...
• الربط بين الوحدات والنظرة العامة .
• النقد والتذوق الأدبي والباغي وبيان جمال التشبيهات والاستعارات .
• قراءة أخرى للنص .
• بعض الأسئلة العامة والفنية للمناقشة .
• التحليل والنقد والاستنباط , والنظرة النقدية تتناول أفكار النص ومعانيه وعاطفته وأسلوبه والأحكام الأدبية العامة
• ذكر المرادفات والأضداد والتعريف والتفصيل والتشبيه ويان الاشتقاق
النصوص الشعرية وأساليب تدريسها
عرف قدامه بن جعفر الشعر , بأنه قول موزون مقفى يدل على معنى أنه سمي الشاعر لأنه يشعر من معاني القول وإصابة الوصف بما لا يشعر به غيره , وعرفه ابن طباطيا في كتابه " عيار الشعر " بأنه بائن عن المنثور بما يحظى به من النظم .
والشاعر من يشعر بجوهر الأشياء لا من يعيدها ويحصي ألوانها وأشكالها , وأهم ما في الشعر تشبيهاته والتشبيه هو أن تطبع في وجدان سامعك وفكره صورة واضحة عما انطبع في ذات نفسك .
طرائق تدريس الشعر :
إن الدرس الصفي هو نوع من أنواع الاتصال اللغوي بين المدرس وطلابه فنا لغويا واحدا أو أكثر للتواصل , ومن المعلوم أن فنون الاتصال اللغوي أربعة على المعلم إتقانها والتمكن منها وتعويد طلبته على استخدامها بنجاح . فبقدر ما يكون المتعلم متمكنا من هذه المهارات يكون ناجحا في تحصيله العلمي وفي حياته العملية . وهذه المهارات اللغوية هي : المحادثة والاستماع والقراءة والكتابة ويتناوب كل من المعلم والمتعلم على هذه المهارات لإنجاح العملية التعليمية وبلوغ الهدف .
ولابد من اختيار طريقة تدريس جيدة لتحقيق الأهداف المرجوة من دراسة الشعر , وفيما يلي توضيح لأهم الخطوات المتبعة في تدريس فن الشعر :
التخطيط:
وهذه الخطوة مهمة جدا وتأتي قبل البدء بعملية التدريس فيجعله واثقا من نفسه أمام طلابه لأنه يعرف ما سيقوم به في الحصة وهذا يختصر عليه كثيرا من الوقت والجهد كما يجعل المعلم قادرا على إثارة استعداد الطلاب للحصة مما ينعكس إيجابيا على تفاعل الطلاب ومشاركتهم مع المعلم.
وعلى المعلم عند تحضيره للدرس : أن يقوم بعملية تخطيط تام لمسار الدرس منذ البداية حتى النهاية فيحدد الأهداف الخاصة للدرس ويوزع أسئلة المناقشة على مراحل الاستيعاب والتي تشمل الاستيعاب الحرفي و الاستنتاجي والتقويمي والإبداعي , وعليه أيضا أن يتابع عملية التقويم التي يجب أن يقوم بها بعد كل مرحلة من مراحل الاستيعاب ليتأكد من بلوغ الهدف لكل مرحلة بصياغة أسئلة وتقويمات مناسبة والمعلم المثالي هو الذي لا يقتصر على مادة الكتاب المقرر ولا يعتبر حدا لمعرفته , إذ عليه الرجوع إلى المراجع والمصادر المتصلة بنص الدرس مما يمكنه من الإجابة على استفسارات الطلبة المتنوعة .
التمهيد أو التقديم للدرس :
وفيه يثير المعلم استعداد الطلاب للدرس ويتحدث فيه عن جو القصيدة من مناسبة للنص وحياة الشاعر حتى يتسنى للطلاب فهم القصيدة بشكل جيد والتفاعل معها , ويكون التمهيد بمقدمة شائعة للدرس على نحو يوجه أذهان الطلبة لما سيدور في الحصة , وهذا التمهيد يساعد في تقريب الصورة الموجودة داخل النص وبالتالي تحقيق الفهم بصورة سريعة نسبيا .
القراءة النموذجية :
يقوم بها المدرس فيقرأ النص مراعيا حسن الأداء وتمثيل المعنى وبعد ذلك تأتي قراءات الطلبة . ويجب أن يعتني المدرس بتصويب الأخطاء تصويبا مباشرا سريعا حتى لا يثبت الخطأ في أذهان الطلبة , وينبغي أن نكرر قراءة الطلبة مرة أو مرتين إلى أن يتعرف الطلبة على النص ويحسنوا قراءته .
فالقراءة الجهرية المعبرة تساعد الطالب على الاقتراب من النص وتذوقه والاستمتاع به وهذه هي الخطوة الرئيسية لفك مغاليق النص وتحليله .وقراءة الشعر تحتاج إلى فهم وذكاء وإحساس بالمعنى الذي قصده الشاعر , فعند إلقائه يجب مراعاة أوزانه ومقاطعه وقوافيه فيمد ما يجب مدة ويقصر ما ينبغي تقصيره .
تحليل النص وشرحه :
يجب على المدرس أن يعلم أن لكل نص خصوصيته وعالمه المتميز , ومفتاحه المناسب له ولا تصح التحليلات الأدبية الجاهزة للنصوص , ولا يصح أن تفهم الأفكار بمعزل عن سياقها الوجداني لأن الشاعر لم يكن وهو يكتب عمله الفني يقدم أفكاراً بقدر ما يبني بناءاَ فنياً متكاملاً.
فالتحليل الأدبي هو الإبانة عما في النص الشعري من مواطن الجمال غير الظاهرة للعيان من قيم وعوامل نفسية واجتماعية وعضوية ولغوية فالطالب بحاجة إلى من يوضح له مغاليق النص وهنا يبرز دور المعلم في تمكين الطلاب من فهم النص وتذوقه.
تقسم النص إلى أفكار رئيسة:
وهنا يجب قراءة النص مرتين وذلك لتحديد الأفكار الرئيسة في النص, ويجب أن تجمع الأفكار الهامة في مجموعات لا تزيد على أربع مجموعات تكون في مجموعها موجزاً لأفكار النص وتقدم للقارئ فكرة عامة عن النص من أوله حتى نهايته.
الشرح اللغوي للنص:
وهنا نقوم بتحويل النص الشعري إلى نص نثري بشرط أن نتبعد قدر الإمكان عن استعمال كلمات الشاعر نفسه, بل نلجأ إلى الكلمات المرادفة أو القريبة منها على أن تكون كلماتنا هي الأسهل حتى لا يحتاج من يقرأ دراستنا إلى شرح المفردات الصعبة, ودون تطويل,فالاختصار مطلوب في هذه المرحلة مع توضيح معنى النص قدر الإمكان دون تطويل أو خروج عن مقاصد الشاعر.
نقد الأفكار:
تتم مناقشة الأفكار الجزئية في النص والتي نحصل عليها بعد الشرح اللغوي من خلال الإجابة على الأسئلة التالية لكل فكرة تمر معنا:
• أهميتها؟ وكلما كانت تهم عدداً أكبر من الناس كانت عظيمة وصحيحة مثل أفكار العدالة والمساواة والحرية والسلام.....
• ترتيبها ؟ هل جاءت في المكان المناسب ؟
• هل الفكرة جديدة مولدة أم قديمة معروفة ؟ صحة الفكرة أم بطلانها ؟
نقد العاطفة :
للعاطفة دور مهم في نقل العدوى العاطفية بين الشاعر والدرس , وبمقدار ما ينجح الشاعر في كسب تأييدنا له وتعاطفنا معه تكون العاطفة صادقة فقد أدت دورها في النص , ومن هنا فعندما نريد نقد العاطفة نعيد قراءة النص من جديد , ثم نسأل أنفسنا بصراحة هل استطاع الشاعر أن يؤثر في عواطفنا ويكسب تعاطفنا مع موقفه؟ أم بقينا محايدين لم نهتم بما قال ؟ فإذا كانت عواطفنا معه بعد قراءة النص , قلنا إن العاطفة صادقة وقد أدت دورها في النص.وبعدها نناقش هذه العاطفة من حيث كونها عاطفة سوية أو شاذة, فردية ضيقة أم إنسانية عامة, وماقيمتها.
نقد الخيال:
ونعني به الصور التي استعان بها الشاعر ليقرب من أذهاننا المعاني العقلية المجردة عندما يقدمها لنا على هيئة صور ملموسة ليكون تأثير شعره أعظم لدى السامعين أو القراء. وهنا نبحث في القصيدة من جديد عما يلي من أول بيت حتى آخر بيت في القصيدة )التشبيه , والاستعارة بنوعيها التصريحية والمكنية, والكناية, والمجاز المرسل, والمجاز العقلي....)
نقد الموسيقى:
وهي مهمة في التأثير على السامع والقارئ, وفي الشعر تنقسم إلى قسمين:
موسيقى داخلية: تنجم من انسجام الحروق ضمن الكلمة, والكلمات ضمن الجملة, والجملة ضمن التركيب أو البيت بحيث لا نشعر بصعوبة نطقها, بل إنها تتنافر بسبب اصطدام مخارج الحروف وهذه قضية تعتمد على سلامة الذوق, ورهافة الحس لدى الشاعر , وهي تقتضي من الشاعر ألا يبالغ في استعمال مجموعة ما من الحروف أكثر من معدلها الطبيعي.
موسيقى خارجية : ونعني بها حسن استغلال الشاعر للبحر العروضي والقافية والروي , وقلة الزحافات والعلل العروضية حتى لا يخل بإيقاع الشعر وهذا يقتضي شاعرية فذة تطوع الوزن وتجعل الكلمات تنزل في مكانها المناسب تماما .
وينبغي على المعلم أن لا يكتفي بالأسئلة الموجودة في الكتاب في أثناء إعطاء الدرس للطلاب بل يجب عليه أن يطور مهارات الفهم والتفكير لدى الطلاب حتى يستفيدوا من النص ويستغلوه استغلالا جيدا . وهذه المهارات تندرج تحت اكتساب المعارف والتحليل والإبداع والنقد .