كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني
محتويات
باب فضائل القرآن
1_ حديث من قرأ فاتحة الكتاب ، أعطى من الأجر كذا . فذكر فضل سورة سورة ، إلى آخر القرآن .
رواه العقيلي عن أبي بن كعب مرفوعاً ، قال ابن المبارك : أظن الزنادقة وضعته ، والآفة من بزيع ( 500 ) وروى بإسناد آخر موضوع أيضاً [ رواه ابن أبي داود ] والآفة من مخلد بن عبد الواحد . ولهذا الحديث طرق كلها باطلة موضوعة .
وذكر الخليلي في الإرشاد عن ابن عباس مرفوعاً . وفي إسناده : نوح ابن أبي مريم ، وقد أقر بأنه الواضع له . فقبح الله الكذابين ، ولا خلاف بين الحفاظ بأن حديث أبي بن كعب هذا موضوع . وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم : كالثعلبي والواحدي والزمخرشي . ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن .
2 _ حديث : من شغله القرآن عن ذكري أعطيته أفضل ما أعطى السائلين .
قال الصغاني : موضوع .
3 _ حديث : إنها ستكون فتنة . فقيل : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ من كان قبلـكم ـ إلخ .
قال الصغاني : موضوع ( 501 ) .
4 _ حديث : من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله .
هو موضوع .
5 _ حديث : من قرأ القرآن ، ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي .
فقد استصغر ما عظم الله .
قال في المختصر : ضعيف .
6 _ حديث : من لم يستغن بآيات الله فلا أغناه الله .
قال في المختصر : لم يوجد .
7 _ حديث : من آتاه الله القرآن . فظن أن أحداً أغنى منه فقد استهزأ بآيات الله .
قال في المختصر : ورد من طرق كلها ضعيفة .
8 _ حديث : إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي ، والآيتين من آل عمران ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) و ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ) معلقات بالعرش ، وما بينهن وبين الله حجاب ـ إلخ .
رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً . وفي إسناده : الحارث بن عمير . قال ابن حبان : تفرد به . وكان يروي الموضوعات عن الأثبات ، وتعقبه العراقي : بأنه قد وثقه حماد بن زيد ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابن معين ، والنسائي . واستشهد به البخاري في صحيحه . واحتج به أهل السنن .
وفي إسناده أيضاً : محمد بن زنبور ، وهو مختلف فيه . وفي سند الحديث انقطاع . كما أشار إليه ابن حجر : وفي المتن نكارة شديدة . وقد صرح بأنه موضوع : ابن حبان ، وابن الجوزي ، وليس ذلك ببعيد عندي . وإن خالفهما الحافظان العراقي وابن حجر ( 502 )
9 _ حديث : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه ، آمنه الله على داره . ودار جاره ودويرات حوله .
رواه الحاكم عن علي رضي الله عنه مرفوعاً . وفي سنده : حبة العرنى ، ونهشل بن سعيد ، كذابان .
قال في اللآلىء : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن الحاكم ، وقال : إسناده ضعيف .
وقد رواه الدارقطني عن أبي أمامة مرفوعاً بدون قوله : ومن قرأها حين يأخذ مضجعه _ إلخ . وقد أدخله ابن الجوزي في الموضوعات ، وتعقبه ابن حجر في تخريج أحاديث المشكاة ، وقال : غفل ابن الجوزي فأورد هذا الحديث في الموضاعات ، وهو من أسمج ما وقع له . قال في اللآلىء : وقد أخرجه النسائي . وابن حبان في صحيحه . وابن السني في عمل اليوم والليلة ، وصحبه الضياء في المختارة ( 503 ) .
10 _ حديث : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة ، خرقت سبع سموات ، فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله إلى قائلها فيغفر له ، ثم يبعث الله ملكا فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة .
رواه ابن عدي عن جابر مرفوعاً ، وإسناده باطل . و [ له سند آخر ] فيه مجاهيل . وقد رواه الحكم الترمذي عن أنس مرفوعاً .
ورواه الديلمي عن أبي موسى مرفوعاً .
11 _ حديث : من سمع سورة يس عدلت له عشرين ديناراً في سبيل الله ، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة ، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين وألف نور ، وألف بركة ، وألف رحمة ، , وألف رزق ، ونزعت منه كل غل .
رواه الخطيب عن علي رضي الله عنه مرفوعاً ، وهو موضوع .
وقد قال ابن عدي : إن المتهم بوضعه أحمد بن هارون ( 504 )
12 _ حديث : سورة يس تدعى في التوراة المعمة . قيل يا رسول الله : وما المعمة ؟ قال : تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة ، وتكايد عنه بلوى الدنيا ، وتدفع أهاويل الآخرة . _ إلخ
رواه الخطيب عن أنس مرفوعاً ، وهو موضوع . اتهم بوضعه : محمد ابن عبد بن عامر السمرقندي .
وقد رواه العقيلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً ، وفي إسناده : محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني ( 505 ) وهومتروك .
وقد أخرجه البيهقي في الشعب من طريقه . وفي إسناده : مجاهيل وضعفاء .
13 _ حديث : من قرأ [ يس في ليلة أصبح مغفواً له . ومن قرأ ] الدخان ليلة أصبح مغفوراً له .
في إسناده : محمد بن زكريا ، وضاع .
ورواه الدارقطني ( 506 ) من طريق عمر بن راشد ، وهو أيضاً : وضاع .
قال في اللآلىء : أخرجه الترمذي ، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة . قلت : ولكن من طريق عمر راشد المذكور ( 507 ) .
قلت : وقد رواه الترمذي من غير طريقه ( 508 ) بلفظ : من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له ( 509 ) .
وفي لفظ له ( 510 ) آخر : من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه .
ورواه ايضاً : محمد بن نصر بنحوه ، من طريق أخرى غير طريق عمر بن راشد ( 511 ) .
ورواه الدارمي ايضاً ( 512 )
14 _ حديث : من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له .
رواه البيهقي عن أبي هريرة مرفوعا . وإسناده على شرط الصحيح ( 513 ) .
وأخرجه أبو نعيم . وأخرجه الخطيب ، فلا وجه لذكره في كتب الموضوعات .
15 _ حديث : لما أنزل الله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ : اكتبها يا معاذ . فأخذ معاذ اللوح والقلم والنون ، وهي الدواة ، فكتبها , فلما بلغ : ( كلا لا تطعه واسجد واقترب ) سجد اللوح والقلم والنون _ إلخ .
وهو موضوع اتهم به إسماعيل بن أحمد بن محمد الآخري . وقال الخطيب وابن ما كولا ، وابن حجر : إن المتهم به إبراهيم [ بن محمد ] الخواص ، وإن إسماعيل المذكور ثقة ,قال ابن حجر : وليس الخواص هذا هو الزاهد المشهور .
16 _ حديث : لما نزلت سورة التين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرح بها فرحاً شديداً حتى بان لنا شدة فرحه . فسأله ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها . فقال : أما قوله : والتين : فبلاد الشام . وأما الزيتون : فبلاد فلسطين _ إلخ .
وهو موضوع .
17 _ حديث : من قرأ قل هو الله أحد على طهارة مائة مرة كطهره للصلاة يبدأ بفاتحة الكتاب ، كتب له بكل حرف عشر حسنات ، ومحى عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وبنى له مائة قصر في الجنة – إلخ .
رواه ابن عدي عن أنس مرفوعا ، وهو موضوع . والمتهم به : الخليل بن مرة قاله ابن حبان .
وقال في اللآلىء : أخرجه البيهقي في الشعب . وقال : تفرد به الخليل ، وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم .انتهى . وهو من رجال ابن ماجة ، وذكر له طرقا ً ( 514 ) .
18 _حديث : من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة ، كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة ، إلا يكون عليه دين .
رواه الخطيب عن أنس مرفوعا ، وهو موضوع . في إسناده حاتم بن ميمون لا يحتج به بحال .
قال في اللآلىء : أخرجه الترمذي ومحمد بن نصر من طريقه . وقد روى بألفاظ أخر ( 515 ) .
19 _ حديث : لا تقولوا سورة البقرة ، ولا سورة آل عمران ، ولا سورة النساء ، وكذلك القرآن كله .
رواه ابن قانع عن أنس مرفوعا . وقال أحمد : هو حديث منكر ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات .
قال ابن حجر : أفرط ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في الموضوعات .
ولم يذكر مستنده إلا قول أحمد [ وتضيف عبيس ] ، وهو لا يقتضى الوضع ( 516 ) .
وقد أخرجه البيهقي في الشعب والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه في التفسير ( 517 ) .
20 _ حديث : إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته ، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن ، وإن الملائكة الذين في الهواء ، وسكان الدار ليصلون بصلاته _ إلخ .
وهو متن طويل ، ساقه صاحب اللآلىء ، وفيه نكارة شديدة ، وألفاظ يعرف من نظرها أنها موضوعة .
وقد قال العقيلي : إنه باطل لا أصل له ، ثم فيه الكديمي ، وهو وضاع ( 518 ) .
وقال ابن الجوزي : لا يصح ، والمتهم به : داود أبو بحر ( 519 ) الكرماني .
قال ابن معين : داود الذي روى حديث القرآن ، ليس بشيء . وأخرجه الحارث في مسنده من طريق داود المذكور ، وأخرجه ابن أبي الدنيا من طريقه ايضاً . وكذلك محمد بن نصر ( 520 ) في باب الصلاة ، كلهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعاً . وأخرجه العقيلي والبزار في مسنده عن معاذ رضي الله عنه . مرفوعاً ( 521 ) .
21 _ حديث : من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة ، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النبوة ، ومن قرأ القرآن . فكأنما أعطي النبوة كلها .
في إسناده : بشر بن نمير . قال يحيى بن سعيد : كذاب يضع . وتعقبه في اللآلىء بأن بشراً من رجال ابن ماجة , وبأنه قد أخرجه ابن الأنباري . وهذا تعقيب لا طائل تحته . فإنه إذا صح ما قاله يحيى بن سعيد لم يفد كونه من رجال ابن ماجة ، ولا إخراج من أخرجه من طريقه ( 522 ) ثم ذكر له شواهد منها عن ابن عمر مرفوعاً عند الخطيب بنحوه . وفي إسناده : قاسم بن إبراهيم الملطي .
يروي الأباطيل .
قال الخطيب : روى عن لوين عن مالك عجائب من الأباطيل .
وقد أورده سعيد بن منصور في سننه عن الحسن مرسلا ( 523 ) .
رواه الطبراني عن ابن عمرو مرفوعاً ، من طريق أخرى ( 524 ) .
22 _ حديث :حملة القرآن عرفاء أهل الجنة .
رواه الخطيب عن علي مرفوعا . وفي إسناده : فائد المدني . قيل : متروك ، وتعقبه في اللآلىء بأنه قد أخرج حديثه أهل السنن ، وأن الذهبي قال في الميزان : وثقة ابن معين ( 525 ) .
وقد أخرجه ايضاً في المختارة عن أنس مرفوعاً ( 526 ) وصححه ، ورواه أبو نعيم عن أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعاً ( 527 ) .
23 _ حديث : من حفظ القرآن نظراً خفف عن أبويه العذاب ، وإن كانا كافرين .
رواه ابن حبان عن ابن عمر مرفوعاً . وقال : موضوع . وفي إسناده : محمد ابن المهاجر يضع على الثقات ما ليس من حديثهم . وقد قال في الميزان : إنه وضاع ، وكذبه غيره .
24 _ حديث : من علمه الله القرآن . ثم شكا الفقر كتب الله عز وجل الفقر والفاقة بن عينيه إلى يوم القيامة .
رواه العقيلي عن ابن عباس مرفوعاً ، وهو موضوع . وفي إسناده : داود بن المحبر ، وسلام ، وجويبر ، متروكون .
25 _ حديث : من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة .
رواه ابن عدي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً . وفي إسناده : جويبر .
وعمرو بن جميع كذابان ، وتعقبه صاحب اللآلىء ، وسبقه إلى ذلك ابن حجر في اللسان بأنه : قد وثق عمرو بن جميع أبو داود .
وذكر ابن حبان في الثقات . وهذا التعقيب باطل ( 528 ) . فهذا موضوع لا يشك في وضعه المبتدئ في هذا الفن ، وتوثيق أحد الرجلين لا يستلزم توثيق الآخر .
26 _ حديث : أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم لمن قرأ في أذن مصروع :
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون : والذي بعثني نبياً لو قرأها موقن على جبل لزال .
رواه العقيلي عن ابن مسعود مرفوعا ً ، وهو موضوع ، أورده في ترجمة سلام ابن رزين قاضي أنطاكية . وقد قال أحمد : إنه موضوع . وإنه حديث الكذابين ، وتعقبه صاحب اللآلىء : بأنه أخرجه أبو يعلي بإسناد رجاله رجال الصحيح سوى ابن لهيعة ، وحنش الصنعاني ، وحديثهما حسن ( 529 ) . وأخرجه أبو نعيم في الحلية .
27 _ حديث : أبى الله أن يصح إلا كتابه .
قال في المقاصد : لا أعرفه .
28 _ حديث : من تعلم القرآن وحفظه أدخله الله الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد أوجب النار .
قال الخطيب : ليس بثابت ( 530 ) .
29 _ حديث : ليس أحد أحق بالحدة من حامل القرآن في جوفه .
قال في الذيل : فيه من كذب .
30 _ حديث : الحدة تعتري جماع القرآن في أجوافهم .
قال في الذيل : آفته وهب بن وهب أبو البختري .
31 _ حديث : أكرموا القرآن ولا تكتبوه على حجر ولا مدر _ إلخ .
قال في الذيل : في إسناده : وضاع .
32 _ حديث : لا يخوف قارئ القرآن .
قال في الذيل : في إسناده : كذاب لم يخلق مثله في الكذابين .
33 _ حديث : إذا ختم أحدكم فليقل : اللهم آنس وحشتي في قبري .
في إسناده : وضاع .
34 _ حديث : إذا ختم أحدكم القرآن العبد ، صلى عليه ستون ألف ملك .
في إسناده : كذاب ووضاع.
35 _ حديث : أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا ابن عباس . إذا قرأت القرآن فرتله وبينه تبينا _ إلخ .
في إسناده : أربعة كذابون .
36 _ حديث : أنه قال لمن رمد . أدم النظر في المصحف .
في إسناده : من لا يحتج به .
37 _ حديث : فضل حمله القرآن على الذي لم يحمله : كفضل الخالق على المخلوق .
قال ابن حجر : هو كذب .
38 _ حديث : حملة القرآن أولياء الله ، فمن عاداهم فقد عادى الله ، ومن والاهم فقد والى الله .
قال ابن حجر : خير منكر .
39 _ حديث : من قرأ في ليلة بآلم تنزيل الكتاب . ويس . واقتربت الساعة . وتبارك الذي بيده الملك . كن له نوراً وحرزاً من الشيطان .
وفي إسناده : كذاب .
40 _ قول علي رضي الله عنه لأبي عبد الرحمن السلمي ، لما قرأ عليه القرآن فأخذ خمس آيات . فقال : حسبك . هكذا أنزل القرآن خمساً خمساً . ومن حفظه هكذا لم ينسه _ إلخ .
قال في الميزان : موضوع .
41 _ حديث : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصبه فاقة أبداً ، ومن قرأ في كل ليلة لا اقسم بيوم القيامة لقي الله يوم القيامة ووجهه في صورة القمر ليلة البدر .
في إسناده : كذاب .
42 _ حديث : من قرأ سورة الواقعة وتعلمها لم يكتب من الغافلين ، ولم يفتقر هو وأهل بيته ، ومن قرأ : والفجر وليال عشر ، في ليال عشر : غفر له .
في إسناده : عبد القدوس بن حبيب ، وهو متروك .
43 _ حديث : من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة ، أعطي نوراً ، من حيث قرأها إلى مكة ، وغفر له إلى الجمعة الأخرى ، وفضل ثلاثة أيام _ إلخ .
وهو حديث طويل موضوع .
44 _ حديث : من قرأ آية الكرسي ، وكتب بزعفران على راحة كفه اليسرى بيده اليمنى سبع مرات ويلحسها بلسانه ، لم ينس أبداً .
في إسناده : وضاع .
45 _ حديث : من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى .
قال تقي الدين السبكي : منكر ، ويشبه أن يكون موضوعا .
46 _حديث : من قرأ آية الكرسي على أثر وضوئه . أعطاه الله ثواب أربعين عاماً ، ورفع له أربعين درجة ، وزوجه أربعين حوراء .
في إسناده : مقاتل بن سليمان كذاب .
47 _ حديث : اقرأوا يـس ، فإن فيه عشر بركات _ إلخ .
في إسناده : كذاب .
48 _ حديث : إني فرضت على أمتي قراءة يـس لك ليلة ، فمن داوم على قراءتها كل ليلة ، ثم مات : مات شهيداً .
قال في الذيل : في إسناده متهم .
49 _ حديث : من قرأ شهد ( الله أنه لا إله إلا هو ) إلى قوله ( إن الدين عند الله الإسلام ) عند منامه ، خلق الله سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة .
في إسناده : وضاع .
50 _ حديث : أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم لمن شكا وجع ضرسه : اقرأ عليه القرآن وكل عليه التمر .
قال ابن حجر : هو موضوع.
51 _ حديث : أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن مسعود : لما قرأ عليه القرآن ، فبلغ إلى قوله : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام ، والسام : الموت .
قال الذهبي : هو باطل .
ورواه الديلمي بإسنادين بلفظ : يا علي ، إذا صدع رأسك فضع يدك عليه ، وأقرأ آخر سورة الحشر . ولم يعرف كيف حال رجالهما ( 531 ) .
52 _ حديث : إن لكل شئ نسباً ، ونسبي هو : قل هو الله أحد _ إلخ .
في إسناده : وضاع .
53 _ حديث : الفاتحة لما قرئت له .
رواه البيهقي .
قال في المقاصد : وأصله في الصحيح .
54 _ حديث : من قال : القرآن مخلوق فقد كفر .
روى عن جابر مرفوعا . وفي إسناده : محمد بن عبد الله عامر السمرقندي وضاع .
وروى ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعا : القرآن كلام الله ، لا خالق ولا مخلوق . من قال غير ذلك : فهو كافر . وهو موضوع .
ورواه الخطيب بنحوه عن ابن مسعود مرفوعا . وفي إسناده : مجاهيل .
وقال في الميزان : موضوع . وقد أورده صاحب اللالىء في أول كتابه .
وذكر له شواهد ، وأطال في غير طائل . فالحديث موضوع ، تجارأ على وضعه من لا يتسحي من الله تعالى ، عند حدوث القول في هذه المسألة في أيام المأمون ( 532 ) .
وصار بذلك على الناس محنة كبيرة ، وفتنة عمياء صماء ، والكلام في مثل هذا بدعة ومنكر ( 533 ) لم يرد به في الكتاب ولا في السنة حرف واحد ، ولا صح عن السلف في ذلك شيئ ( 534 ) .
55 _ حديث : إن كلام الله حول العرش بالفارسية ، وإن الله إذا أوحى أمراً فيه لين أوحاه بالفارسية ، وإذا أوحاه أمراً فيه شدة أوحاه بالعربية .
رواه ابن عدي عن أبي أمامة مرفوعا ، وهو موضوع . وقد رواه ابن عدي عن أبي أمامة مرفوعا .
قال ابن حبان : هذا الحديث باطل لا أصل له . انتهى . كل ماورد في هذا المعنى فهو موضوع . وقد تعسف من زعم غير هذا ( 535 ) .
56 _ حديث : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في قوله تعالى : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } لو أن الإنس ، والجن ، والشياطين ، والملأئكة منذ خلقوا إلى يوم القيامة ، صفوا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله أبداً .
رواه ابن عدي عن أبي سعيد مرفوعا ، وهو موضوع .
قال في اللآلىء : أخرجه ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في تفاسيرهم .
فائدة :
قال أحمد بن حنبل : ثلاثة كتب ليس لها أصل : المغازي ، والملاحم ، والتفيسر .
قال الخطيب : هذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة ناقليها ، وزيادة القصاص فيها . فأما كتب التفسير : فمن أشهرها : كتابان للكلبي ، ومقاتل بن سليمان .
قال أحمد في تفسير الكلبي : من أوله إلى أخره كذب لا يحل النظر فيه . وقد حمل هذا على الأكثر لا على الكل ومن هذا : تفسير المبتدعة المشهورين بالدعاء إلى بدعتهم . فإنه لا يحل النظر في تفاسيرهم ؛ لأنهم يدسون فيها بدعهم فتنفق على كثير من الناس . ذكر معنى ذلك السيوطي ( 536 ) . قال : وأما تفسير الصوفية فليس بتفسير ، كتفسير السلمي المسمى : بحقائق التفسير . فإن اعتقد أن ذلك تفسير . فقد كفر . وأقول : لا شك أن كثيراً من كلام الصوفية على الكتاب العزيز هو بالتحريف أشبه منه بالتفسير ، بل غالب ذلك من جنس تفاسير الباطنية وتحريفاتهم .
ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها : تفسير ابن عباس . فإنه مروى من طرق الكذابين كالكلبي ، والسدي ، ومقاتل .
ذكر معنى ذلك : السيوطي . وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية . ومن كان من المفسرين تنفق عليه الأحاديث الموضوعة . كالثعلبي ، والواحدي ، والزمخشري ، فلا يحل الوثوق بما يروونه عن السلف من التفسير ؛ لأنه إذا لم يفهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يفهم الكذب على غيره .
وهكذا ما يذكره الرافضة في تفاسيرهم من الأكاذيب ، كما يذكرونه في تفسير ( إنما وليكم الله ورسوله ) وفي تفسير قوله ( لكل قوم هاد ) وقوله ( وتعيها أذن واعية ) أنها في علي رضي الله عنه . فإن ذلك موضوع بلا خلاف .
وهكذا ما يذكرونه من تصدق علي بخاتمه . وفي تفسيرهم ( مرج البحرين ) بعلي وفاطمة ، واللؤلؤ والمرجان الحسنان . وكذلك قوله ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) في علي رضي الله عنه . وكذا ما ذكره بعض المفسرين أن المراد بالصابرين : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والصادقين : أبو بكر ، والقانتين ، والمنفقين : عثمان ، والمستغفرين : علي ، وأن ( محمد رسول الله والذين معه ) أبو بكر ( أشداء على الكفار ) عمر ( رحماء بينهم ) عثمان ( تراهم ركعا ) علي . وأمثال هذه الأكاذيب .
57 _ حديث : من فسر القرآن برأيه فأصاب ، كتبت عليه خطيئة لو قسمت بين العباد لوسعتهم ، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده في النار .
قال في الذيل : في إسناده أبو عصمة ، مشهور بالوضع .
58 _ حديث : من فسر القرآن برأيه وهو على وضوء فليعد وضوءه .
قال في الذيل : في إسناده من يروي الموضوعات .
59 _ حديث : إن المراد بقوله ( يوم تبيض وجوه ) هم أهل السنة ، والمراد بقوله ( يوم تسود وجوه ) هم أهل الأهواء والبدع .
قال في الذيل : هو موضوع .
60 _ حديث : ما من زرع على الأرض ، ولا ثمر على الأشجار إلا عليها مكتوت بسم الله الرحمن الرحيم . هذا رزق فلان بن فلان . وذلك قوله تعالى { وما تسقط من ورقة } الآية .
قال في الميزان : هو باطل .
61 _ حديث : تفسير حمعسق : بأن الحاء : حرب علي ومعاوية ، والميم : ولاية المروانية ، والعين : ولاية العباسية ، والسين ولاية السفيانية ، والقاف : مدة المهدي .
وكذا ما قيل في تفسير ذلك : أن العين : عذاب ، والسين : السنة والجماعة . والقاف : قوم يقذفون آخر الزمان . كله باطل . موضوع لا يصح .
وكذا تفسير كثير من الحروف الواردة على هذه الصفة ، فإنه لا يثبت بنقل صحيح .
62 _ حديث : تفسير قوله تعالى ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه حين خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من الصحابة . فقال ابن أبي : أنظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم . فأخذ بيد الصديق ، وقال : مرحباً بالصديق سيد بني تيم ، وأخذ بيد عمر ، ثم أخذ بيد علي _ إلخ .
قال ابن حجر : آثار الوضع عليه لائحة . وإسناده مسلسل بالكذابين .
63 _ حديث : تفسير قوله تعالى ( وتأتون في ناديكم المنكر ) بالضراط في إسناده : روح بن غطيف . قيل لا يحل كتب حديثه . وقيل : لم يتهم بوضع .
وقد أخرجه البخاري في تاريخه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في تفاسيرهم ، من طريقه ، عن عائشة موقوقا .
64 _ حديث : تفسير قوله تعالى ( وفرش مرفوعة ) بأن غلظ كل فرش منها ما بين السماء والأرض .
قيل : في إسناده وضاع . وقيل : قد ثبت بهذا اللفظ من حديث أبي سعيد وحسنه الترمذي ( 537 ) وستأتي بعض الأحاديث الواردة في التفسير في الخاتمة في آخر هذا الكتاب ، المشتمل على أحاديث متفرقة لا تختص بباب معين .