عمل المرأة عند علماء الوهابية
كتاب الوهابية تشوه الإسلام وتؤخر المسلمين
المحتويات
الوهابية والمرأة
الأمة التي تعزل المرأة عن امجتمع والعلم والعمل تصبح كالمريض برئة واحدة أما الرئة الأخرى وهي المرأة فمعطلة
خالد محمد خالد
الوهابية تنظر إلى المرأة بنظرة بدوية وليست نظرة إسلامية! فهي في نظرهم مخلوق أقل من الرجل في الكرامة، وأقل منه في الحقوق، وأكثر منه في الواجبات، ومن حقه أن يضربها إذا اختلفت معه في الرأي أو عصت أوامره، أو اعترضت على زواجه عليها، وٕاذا سارت النساء والرجال في الطريق كخروجهم من المسجد بعد الصلاة، فلا تسير المرأة في وسط الطريق فهذا حق للرجال وحدهم، ولكن يسرن بحافة الطريق وبجوار الحائط، والمرأة المطيعة والمثالية عندهم التي تلتصق بالحائط حتى تلصق ملابسها بالجدار .. والمرأة لا تطلب العلم والعمل إلا بإذن زوجها .. ويحرم عليها منافسة الرجال في العمل لما يؤدي إلى بطالتهم .. ويحظر عليها التعطر .. أو السلام على الرجال ويعتبرون ذلك كالزنا .. ولا يحق لها قص الشعر أو صبغه لأنه تشبه بالكفار!! ولا يستحب أن تلبس خاتماً للزواج أو باروكة فوق الرأس .. وٕاذا كشفت وجهها أو شعرها فمصيرها جهنم ويحق لهم ضربها وتأديبها .. ولا يحق للمرأة أن تكون ناخبة أو منتخبة .. وليس لها العمل في الرئاسة .. أو القضاء .. أو الوزارة لأن هذا عمل الرجال!!.
والوهابيون في سبيل تأييد آرائهم البدوية المتخلفة لا يتورعون عن التفسير المغلوط أو المنحرف للقرآن والاستشهاد بالأحاديث الموضوعة والضعيفة.
المصدر كتب فتاوى النساء لابن باز وابن عثيمين من قادة الوهابية (وهي كتب صغيرة بحجم كف اليد توزع مجاناً في المساجد والمكتبات الصغيرة للدعوة للفكر الوهابي)، وسوف نناقش بعضها في ضوء القرآن والسنة الصحيحة ومنها:
مكانة المرأة المسلمة ليست أقل من الرجل.
الدعوة إلى تعدد الزوجات واعتبارها فريضة وسنة
. ضرب المرأة لمجرد اختلافها مع الزوج في الرأي.
الوهابية وعمل المرأة.
إن شريعة الإسلام ساوت بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وفي:
1) المساواة في أصل الخلقة: قال تعالى "يا أيها ) الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق / منها زوجها وبث منهما رجالاً كثي ا رً ونساء" (الآية 1 سورة النساء) أي من جنسها، وقال تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" (الحج ا رت : 13 )، وقال تعالى "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" (آل عم ا رن: 19 ) أي ذكر من أنثى وأنثى من ذكر.
وٕاذا عرفنا أن العرب قبل الإسلام يفضلون الذكور على الإناث فكانوا يقتلون البنات وهن صغار. قال تعالى و اذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به. أيمسكه على هون أم يدسه في الت ا رب. ألا ساء ما يحكمون" (النحل: 59 ) ، وعلى هون : أي على مذله أم يدسه: أي /58 يخفيه.
بل كان العرب يفضلون الزوجة التي تنجب الذكور ويغالون في مهرها ، قال تعالى رداً عليهم "لله ملك السموات والأرض يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يرزقهم ذك ا رناً وٕاناثاً ويجعل من يشاء 50 ) ثم ماذا؟. / عقيماً إنه عليم قدير" (الشورى: 49
2) المساواة بينهما في التكاليف الشرعية: ) روى الإمام أحمد والنسائي عن أم سلمة قالت قلت للنبي (ص) مالنا لا نُذكر في القرآن كما يُذكر الرجال قالت فلم يَرعني منه صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلا نداءه على المنبر وهو يتلو قوله تعالى "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصاب ا رت والخاشعين والخاشعات ..... الأحزاب" إنها عشر
فصائل جمع الله تعالى فيها بين الرجال والنساء وأخيرًا فإن الثواب العظيم كائن لمن يتحلى به سواء أكان من الذكور أم من الإناث.
وقال تعالى "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما .( كانوا يعملون" (النحل: 97
3) المساواة في طلب العلم والمعرفة: ) والآيات التي تتحدث عن العلم لم تفرق بين الرجل والمرأة قال تعالى "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو" (آل عم ا رن: 18 )، وقال تعالى "يرفع الله الذين آمن وا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (الزمر).
روى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري قال "قالت النساء للنبي غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن". قال صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".
4) المساواة في حق العمل: ) قال تعالى "وللنساء نصيب مما اكتسبن" وعرف الإسلام سيدات أعمال كالسيدة خديجة رضي الله عنها".
5) المساواة في تحمل المسؤولية: ) قال تعالى "ومن يعمل من الصالحات من ذك أ رو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقي ا رً". وقال تعالى "السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ج ا زء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم".
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كلكم ا رع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام ا رع ومسئول عن رعيته والرجل ا رع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة ا رعية ومسئولة في بيت زوجها عن رعيتها".
6) المساواة في الحقوق المدنية: ) كاختيار الزوج وغير ذلك، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تنكح الأيم "التي سبق لها الزواج" حتى تستأمر "أي: حتى تصرح بالرضا" ولا البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت".
7) المساواة في الكرامة الإنسانية: ) إذ ك ا رمة المرأة من ك ا رمة الرجل والعكس بالعكس، قال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ". وساوى القرآن بين المرأة والرجل في وجوب صيانة الأع ا رض وفي وجوب عقوبة من يقذف بالتهم الباطلة، قال تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وٕاثماً مبين اً".
ولك أن تعرف أن لكل جنس في دنيانا رسالة والأفضلية لمن أدى دوره على أكمل وجه
ولنا أن نسأل الرجل ماذا لو خلقْ ت امرأة
لكل جنس بدنيانا رسالته ** وللأمومة فضل الصبر
والتعب
هل كان آدم لولا زوجه خلقا ** أن ينشأ الناس من عجم
و من عرب
سبحان من خلق الأزواج شاملة** للنبت للذ ا رت للأرواح
للشهب
يا رب أنثى لها علم لها دأب ** فاقت رجالاً بلا علم بلا
أدب
قد قبح الله في القرآن من نظروا ** إلى الإناث بعين الشك
والريب
ثم ماذا؟! .....
يأتي ردنا على هذه النقاط الثلاث:
1) النقطة الأولى: ) المرأة والضرب وسندهم في ذلك قول الحق جل وعلا في سورة النساء "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن". وفسروا النشوز على المخالفة بإطلاقها والعصيان في الحياة الزوجية ثم استدلوا بأحاديث غير صحيحة من مثل "علق سوطك حيث ي ا ره أهل بيتك" وغيرها الكثير.
وبداية أقرر
أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير من فسر القرآن لم يضرب زوجاته ثم أننا لابد وأن نعي: أن تفسير القرآن يحتاج إلى د ا رسة وقواعد تعلمنا أن خير من يفسر القرآن هو القرآن، ثم إذا لم نجده في القرآن بحثنا عنه في السنة الصحيحة، ثم بحثنا عن أسباب النزول وعلم الأصول وقواعد العقيدة الصحيحة وسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى غير ذلك مما هو معروف ، وٕاذا رجعنا إلى الآية وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها بحديثه الذي رواه الإمام الترمذي في جزء من خطبته في حجة ال وداع فقال صلى الله عليه وسلم ولكم عليهن ألا يطئن في فرشكم أحد ا تكرهونه فإن فعلن ذلك فإن الله أمركم أن تعظوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن). ففسر النبي صلى الله عليه وسلم النشوز بالشروع في الزنا أي أن هناك من أفعال الزوجة ما يوحي بالنشوز.
ولذلك إذا رجعت إلى سياق الآية تجد أنه يتحدث عن الكبائر ثم تتحدث الآية عن قوامة الرجل وتفضيله وسر ذلك التفضيل، ثم تقسم الآية النساء إلى نوعين "الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله". ولعل في حفظ الغيب إشارة إلى حفظ العرض.
ثم يأتي النوع الثاني لمفهوم المخالفة الذي عبر عنه القرآن بالنشوز، ثم ختمت الآية فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، إن الله كان علياً كبي ا رً".
ثم أن الزوج ليس له من الحقوق على زوجته إلا هذين الشيئين حق الف ا رش وأن تحفظ عرضه وأن تطعه فيما فيه طاعة الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة، إذا نظر إليها سرته وٕاذا أمرها أطاعته وٕاذا أقسم عليها أبرته، وٕ اذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه).
أما أن يختلف الزوج مع الزوجة فيسرع إلى ضربها أو لا تطعه فيضربها فهذا منهي عنه، حتى إذا أمر الزوج زوجته ولم تصل استمع إلى القرآن (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).
المرأة والعمل:
الإسلام أعطى المرأة الحرية في العمل وفي التصرف في مالها.
والوهابية يقولون المرأة لا تعمل ولتجلس في بيتها وسندهم في ذلك قوله تعالى "وقرن في بيوتكن ولا .( تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ( الأحزا ب الآية 33
وٕاذا رجعنا إلى سياق الآيات نجد أن الآيات تخاطب نساء النبي من بداية الآية 27 إلى الآية 34 والسورة في مجملها تعالج بيت النبوة وما يدور فيه، مع التعليق على غزوة الأح ا زب، ثم إن الآية السابقة "رقم 31 من سورة الأح ا زب" فيها دليل على ذلك "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروف اً". الآية 31 الأح ا زب.
ثم تأتي الآية التالية رقم ( 34 من سورة الأح ا زب) "واذكرن ما يتلى في بيوتكن في آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبي ا رً" وآيات الله هي القرآن، والحكمة هي السنة، ثم تأتي الآية التالية (رقم 35 الأحا زب) "إن المسلمين والمسلمات" ثم تعالج سورة الأح ا زب جزءاً خاصاً ببيت النبوة.
والعاقل يعرف أن هذه الآيات الخاصة بنساء النبي في باب "ما يسمى بعصرنا "فن الإتكيت" فنساء النبي لسن كباقي النساء، فالحركة محسوبة والغلطة إليهن منسوبة، وٕان كان لنا فيهن الأسوة إلا أننا لسنا مثلهن كما حدث مع النبي فرضية قيام الليل عليه، والأمر بالأمر سواء ثم إن هناك من الأحاديث الصحيحة التي نصت على خروج المرأة للصلاة ، ولحضور الأف ا رح والأعياد، ومشاهدة الجماعة.
روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "إن نساء المؤمنات يشهدن صلاة الجماعة والفجر والعشاء متطوعات بمروطهن" أي الكساء على رؤوسهن، وحين سئلت امرأة عمر حيث شوهدت في صلاة الجماعة أما منعك عمر؟ قالت بل يمنعه هو قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".
ولعل في حادث الهجرة وما قامت به السيدة أسماء بنت أبي بكر من إمداد وكفاح وحركة ما يعجز عنه الكثير من النساء حتى بشرها النبي (صلى الله عليه وسلم) بالجنة ، وما يقال عن العمل يقال عن الاختلاط، لأن في العمل اختلاطاً ، والإسلام يضع للاختلاط والعمل شروطاً منها":
1) ا لالت ا زم بالزي الشرعي )
2) عدم الخضوع بالقول )
3) عدم التمايل بالحركة )
4) عدم الخلوة )
5) عدم ترك المأمور بالصلاة وطاعة الزوج وتربية ) الأبناء.
أما إذا التزمت الصمت بتعاليم الإسلام فلا مانع من ذلك ومن عجيب ما ق أ رت وما نشرته "جريدة المصري 2010 "أن الشيخ عبد /4/ اليوم" في عددها 30 الرحمن الب ا رك أباح قتل من دعا إلى الاختلاط، وهذا ضد الإسلام. وفي النهاية أقول إن المرأة والرجل صنوان يجتمعان ولا يفترقان .
المصادر والمراجع
1) ا لقرآن الكريم (تفسير ابن كثير) ط/ دار الحديث )
2) صحيح البخاري .. ط/ المجلس الأعلى للشئون ) الإسلامية
3) ا لب رهان في علوم القرآن المزركش ، ط/ بيروت )
4) مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح ، ط/ ) المتنبي
5) ت فسير سورة الأح ا زب د. أبو موسى ط/ وهبه )
6) ا لأسرة تحت رعاية الإسلام ط/ وهبه. )
7) المرأة في الإسلام د/ أبو شقة ط/ دار القلم )
8) ا لاختلاط في الإسلام د/ الفنجري ط/ الهيئة ) العامة للكتاب
9) مسلمون ثوار د. محمد عمارة دار الشروق )