اسم الكتاب: التبصرة
اسم المؤلف: يوسف سباتين
التصنيف: رأي حزب التحرير
التحميل: هنا
الفهرست
- المقدمة
- القتال مع العميل
- القُبلة
- حكم شراء تذكرة السفر من الشركات المساهمة
- جواز أن يكون الكافر قائداً في الجيش
- حرمة الانتفاع بالمحرم والنجس
- جواز قبول الهدية من دولة كافرة
- جواز أن تكون المرأة عضواً في مجلس الشورى وكذلك غير المسلم
- الملكية العامة
- طلب النصرة
- الزواج من المحارم
- الباروكة
- رائد الفضاء ومن يوجد في القطبين
- العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين
- مسألة تعريف الروح
- دفع الدولة الإسلامية الجزية لدولة كافرة
- إقامة الدولة والعقود الثلاثة
المقدمة
منذ قام حزب التحرير يدعو المسلمين لإقامة دولة الخلافة، ودخل مرحلة التفاعل في المجتمع بالكفاح السياسي والصراع الفكري؛ لم يترك عقيدة فاسدة في المجتمع إلا صرعها، ولا فكراً خاطئاً إلا هزّه وحطّمه، ولم يترك عميلاً إلا كشفه، ولا مخططاً استعمارياً إلا فضحه.
منذ ذلك الحين أدرك العملاء خطورة دعوته وجديته في العمل، لتحطيم كياناتهم وإقامة دولة الخلافة على أنقاض دويلاتهم، فبدأوا محاولاتهم لصرفه عن الخط المستقيم الذي سار عليه، ذلك الخط الذي لم يهادن فيه ظالماً، ولم يداهن فيه حاكماً، فقاموا بالدعاية ضدّه مرة، وبتجويع أعضائه وطردهم من أعمالهم مراراً، وأخيراً طبّقوا عليهم قاعدة ما يسمى بـ (تجريدهم من حقوقهم المدنية)، ومنعوهم من كل وظائف الدولة، وأخذوا جوازات سفر كل مَن تمكّنوا من أخذ جوازاتهم، ولاحقوهم في كل مكان، فلما فشلوا في الحد من نشاطهم، لجأوا إلى أساليب القمع والتعذيب، ولكنه خاب سعيهم، ورأوا أنه لا بد من اتفاق دوليّ على مقاومته والتعتيم على أخباره، ومنعه من نشاطه في كل بلد، ولكنه بالرغم من كل هذه العقبات شقّ طريقه ونشر آراءه وأفكاره، وصارت معروفة ومشهورة في مجاله الذي يعمل فيه. ولمّا لم يجدوا وسيلة ناجحة للحد من نشاطه لجأوا إلى أناس باعوا دينهم بدنياهم، واتخذوا الإسلام وسيلة للتكسّب، فأصدروا كتباً تتضمن في طياتها أحكاماً خاطئة، وآراء فاسدة، وأخباراً كاذبة، لتكون لهم سلاحاً يهاجمون بها الحزب، لكن سلاحهم رُدّ إلى نحورهم فخابوا وخسروا.
وفي هذا الكتاب سأوضح بعض الأفكار التي فات الكثيرين الاطلاع عليها لقلة النشرات التي صدرت فيها أو صودرت، ليتبينوا صدقها وصحة أدلتها.
كتاب الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية والدكتور صادق أمين
كتاب الدعوة الإسلامية كتاب يبيّن فيه مؤلفه ضرورة وجود تنظيم إسلامي يعمل على إقامة الخلافة أو الإمامة التي بدونها لا يتأتى للإسلام أن يكون منفّذاً في حياة المسلمين، ويرسم الطريق للحركة الإسلامية ويعيّن لها منهاج العمل، ويطلب من أعضائها خلع ولائهم للحكام القائمين على واقع البشرية الفاسد.
اسم الكتاب جميل ومُغْرٍ، ودعوة مؤلفه المؤمنين لأن يخلعوا ولاءهم للحكام دعوة رائعة، ولكنها كدعوة معاوية إلى التحكيم، وكخديعة عمرو بن العاص برفع المصاحف على السيوف، ومثلما انخدع الزُّهّاد من جماعة علي بن أبي طالب، انخدع السُّذّجُ من الناس بهذا الكتاب، ومثلما أذن معاوية أن تُرفع المصاحف لتُرى وتُشاهد؛ أذن الحكام الذين دعا الدكتورُ في كتابه أعضاء الجماعة المسلمة إلى خلعهم، أذنوا برواج هذا الكتاب في الجامعة الأردنية وخاصة في كلية الشريعة، ليطّلع المدرسون والطلاب على ما فيه، والسؤال الذي يرد الآن هو:
لماذا أذنت الحكومة برواج هذا الكتاب في أعلى معاهدها في الوقت الذي يدعو مؤلفه فيه أعضاء الجماعة المسلمة لأن يخلعوا ولاءهم منها ويعملوا على إقامة دولة الخلافة؟
هل تريد الدولة في الأردن أن يخلع الناس ولاءهم لها؟ والجواب على ذلك هو أن الدولة ما زالت حريصة على ولاء الناس لها، ولا زالت لا تطبّق الإسلام ولا تحمله لأحد، بل تزُجّ دعاة الإسلام في السجون، ولكنها أذنت به للآراء التي كتبها الدكتور ظنّاً منها أن هذه الآراء المتهافتة والمغالطات الكاذبة التي صاغها الدكتور وفقاً لرغبتها؛ أنها ستُسيء إلى سمعة الحزب وستكون سلاحاً ضده، وعلماً منها أن دعوة الدكتور أعضاء الجماعة المسلمة إلى خلع ولائهم من الدولة إنْ هي إلا خديعة للجماهير، إذ لو دعا إلى ذلك عضو من أعضاء حزب التحرير لكان جزاؤه السجن.
هذا الدكتور الذي خجل أن يذكر اسمه (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله)، وادّعى أنه صادق أمين، أورد في كتابه وفي موضوع "تقييم آراء وأفكار حزب التحرير مجموعة من الآراء والأحكام معظمها آراء جديدة وأحكام جديدة لمشاكل عملية جديدة، وعلّق عليها تعليقات لا تتفق مع أسلوب الفقيه النزيه.
الفقيه النزيه إذا أراد أن ينقد رأياً لغيره يُورد أولاً الرأي الذي يُريد أن ينقده كما ورد عن صاحبه، فلا يبتر شيئاً من أوله ولا من آخره، ولا يصوغه صياغة جديدة لتوافق هواه، ثم يورد الأدلة التي استدل بها صاحبها على رأيه كما وردت، ولا ينقص منها شيئاً، ثم بعدئذ ينقضها بأدلة معارضة لها أقوى منها، ويُعطي الرأي الذي يريد مصحوباً بأدلته، هكذا كان يفعل العلماء الذين أخذنا عنهم وتعلمنا منهم، والذي يُطالع كتب حزب التحرير يجد هذا الأسلوب هو الأسلوب المعتمد لديه في النقد، فلا يلجأ إلى التجريح ولا إلى التهويش، وأما الدكتور فلم يفعل لا هذا ولا ذاك، بل نوّع أسلوب نقده حسب الآراء التي تعرّض لنقدها، فسلك فيها ثلاث طرق، ففي بعضها تعمد الكذب السافر حينما قال: (تجد من أشد دعاة الحزب حماساً من يترك الصلاة). وحينما قال: (ونصوا في كتاب العقوبات بأن من زنا بأحد محارمه المؤبدة يسجن عشر سنوات). وفي بعضها عرض الآراء مبتورة الأول والآخر وغير مستكملة الرأي، كالذي يقرأ (ويل للمصلين)، ولم يكمل (الذين هم عن صلاتهم ساهون)، ولم يورد ولا دليلاً واحداً من أدلة تلك الآراء، كالرأي القائل: (وعليه يصح أن يكون رئيس الدائرة وقائد الجيش والقائم مقام كافراً. ويحرم الانتفاع بروث الدوابّ وذرق الطيور ولا يجوز أن تطعم الدواب لا بل الكلاب في البيوت من لحوم الميتة، أما قبول الهدية والهبة من دولة كافرة فيجوز).
وفي البعض الآخر أورد أقوال بعض الفقهاء وساق بعض الأدلة التي لا تصلح دليلاً على المسألة وأخذ فيما بعد يعلّق بأسلوب تهكّميّ، ظانّاً أنه أصاب في تعليقه، أو أنه أفلح في فهمه، ولم يورد أدلة الحزب، لأنه يدرك تماماً أنه لو أوردها لما ظل لتعليقاته وآرائه معنى.
لذلك رأيت بصفتي الشخصية أن أوضّح هذه الآراء والأحكام لمن فاتهم الاطلاع على النشرات التي ذكرها الدكتور والتي تتضمن الآراء والأحكام التي علّق عليها سواء أورد لها أدلة أم لم يورد، وسأبدأ بالأهم منها فالمهم.