الهامش
- كتاب التنديد بمن عدد التوحيد
- 2 التنديد بمن عدد التوحيد
- بيان أن من اعترف بوجود الله ولم يوحده فهو كافر إجماعا
- في إبطال تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية
- في إبطال القسم الثالث من التقسيم المزعوم وهو توحيد الأسماء والصفات
- التأويل من منهج السلف
- في ذكر مقالات الكرامية، وبيان أوصافها
- مسألة الجهة لله تعالي
فصل في إبطال القسم الثالث من التقسيم المزعوم وهو توحيد الأسماء والصفات
أعلم يرحمك الله تعالى أن أهل السنة والجماعة بما فيهم الأشاعرة والماتريدية يثبتون لله من الصفات ما أثبت لنفسه، وما يشوشه المجسمة عليهم من أنهم معطلة وجهمية تشويش فارغ لا قيمة له بعد التمحيص العلمي والتدقيق (16). فأهل السنة يثبتون لله العلم والقدرة والإرادة والمشيئة والرحمة والحياة والسمع والبصر والكلام وغير ذلك من الصفات، وينزهون الله سبحانه عما لا يليق به، ولا يطلقون بعض الألفاظ والإضافات الواردة في الكتاب والسنة والتي لا يراد منها حقيقتها صفات لله تعالى، لأن نفس القواعد التي أسستها آيات القرآن المحكمة وأحاديث النبي ص ترفض ذلك، فمثلا لا يثبتون صفة النسيان مع أن لفظ النسيان ورد مضافا لله تعالى في القرآن، قال تعالى:
(هامش)
(16) والمؤمن لا ينغر بالشعارات ولا بالإشاعات، وإنما يتثبت من كل أمر يسمعه ويمحص ويبحث بنفسه، وأسأل الله أن لا ينطبق فينا نحن الأمة الإسلامية قول أحد أعدائنا فينا: هذه أمة تسمع ولا تقرأ! (*)
ص 44
*(نسوا الله فنسيهم)* التوبة: 67، فلم يصفوا الله بذلك - أعني النسيان - لأن الله تعالى يقول أيضا: *(وما كان ربك نسيا)* مريم: 64، وكذلك لفظ الهرولة والضحك والمرض والجوع وردت في أحاديث لا يجوز لأي عاقل أن يطلقها صفات على الله سبحانه، فالحديث الصحيح الذي فيه: (ومن أتاني ماشيا أتيته هرولة) لا نثبت به صفة الهرولة لله سبحانه التي معناها الحقيقي في اللغة المشي السريع، بل يعرف جميع العقلاء ويدركون بأن المراد بذلك هو المعنى المجازي في اللغة وهو: (من أطاعني وتقرب إلى تقربت إليه بإكرامه والإنعام عليه أكثر وأسرع). وكذلك ما جاء في الحديث القدسي الصحيح: (عبدي مرضت فلم تعدني..) الحديث رواه مسلم (4 / 1990 برقم 2569)، لا نقول أن الله أثبت لنفسه مرضا وأضافه إليه فنحن نثبت له صفة المرض، بل لا يقول بهذا عاقل، وقد أرشد الحديث أن الصفة هي للعبد، وإنما صرفنا تلك الصفة من أن نعدها من صفات الله، قواعد التنزيه المأخوذة من الكتاب والسنة الناصة على أنه سبحانه *(ليس كمثله شيء)*. والضحك كذلك لا يليق أن يطلق حقيقة على الله وإنما يطلق على سبيل المجاز، وتأويله عند أهل العلم الرضا أو الرحمة، فإذا ورد في حديث أن الله يضحك إلى فلان فالمراد به أنه يرضى عنه ويرحمه وهكذا، فهناك قواعد وأصول لا بد أن نرجع إليها ضبطها أهل العلم من الأئمة الراسخين الربانيين وقد عرضناها وبيناها في التعليق على (دفع شبه التشبيه). روى الإمام البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) (ص 298) (17) أن الإمام
(هامش)
(17) بتحقيق الإمام المحدث الكوثري عليه الرحمة والرضوان، طبعة دار إحياء = (*)
ص 45
البخاري رحمه الله تعالى أول الضحك بالرحمة، وهذا هو نهج السلف والمحدثين والبخاري بلا شك من أئمة المحدثين ومن أهل القرون الثلاث، قرون السلف المشهود لها بالخيرية.
(هامش)
= التراث. (تنبيه): لقد طبع كتاب (الأسماء والصفات) للحافظ البيهقي الذي قدم له وعلق عليه الإمام المحدث الكوثري رحمه الله تعالى طبعتين جديدتين، إحداهما: قد حذف منها كتاب (فرقان القرآن) للشيخ العزامي رحمه الله تعالى كما حذف منها مقدمة العلامة الكوثري، والثانية: طبعة بصف جديد لم يكتب عليها أن التعليقات التي عليها هي للعلامة الكوثري، ثم رأيت طبعة ثالثة: بصف وتنضيد جديد أيضا حذفت منها تعليقات المحدث الكوثري، ثم رأيت من يحيك هذا التلاعب من تجار الكتب قد طبعوا كتابا آخر سموه (الأسماء والصفات) بشكل وبحجم كتاب (الأسماء والصفات) للحافظ البيهقي، ولكنه باسم ابن تيمية الحراني، ليضللوا القارئ المبتدئ عن كتاب الحافظ البيهقي بشكل عام!! ويبعدوه عن تعليقات ومقدمه العلامة المحدث محمد زاهد الكوثري بشكل خاص!! فلتكونوا جميعا على علم تام بهذا التلاعب المشين!! وهذه المؤامرات الخبيثة. ثم أعلموا أنه ليس لابن تيمية كتاب يسمى (الأسماء والصفات) كما أنه ليس له كتاب يسمى (دقائق التفسير) (6 مجلدات نفخ طباعي) كما بينا ذلك في تعليقنا على (دفع شبه التشبيه) (ص 51) وإنما ذهب المفتونون بالشيخ الحراني وعشاقه والمروجون لأقواله الخاطئة إلى - فتاواه - المباركة!! فاستخرجوا منها الكلام على مسائل الصفات!! فجمعوها وطبعوها باسم جديد!! خداعا!! وتمويها!! وليكثروا مصنفات الشيخ الحراني في أعين المغفلين من السذج أو القراء البسطاء!! فالله تعالى حسيبهم!! (*)