أسم الكتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى
المؤلف قتادة بن دعامة السدوسي
محتويات
ترجمة الكتاب
من علوم القرآن الناسخ والمنسوخ وهو علم مهم ، بها تعرف الآيات التي ما زلنا مخاطبين بتنفيذ أحكامها مما أبدلنا أحكاما غيرها بها لحكمة قد نعلمها كالتخفيف والتيسير أو نجهلها .
ترجمة المؤلف قتادة بن دعامة السدوسي
هو قتادة بن دعامة السدوسي يكنى أبا الخطاب بصري تابعي ثقة، ولد سنة ستين من الهجرة، وكان ضرير البصر، وكان يتهم بقدر وكان لا يدعو إليه ولا يتكلم فيه.
تعلم قتادة عن بعض الصحابة كأنس بن مالك وعبد الله بن سرجس، وحنظلة الكاتب، وأبى الطفيل في آخرين. وكان يرسل الحديث عن الشعبي ومجاهد بن جبير وسعيد بن جبير والنخعي وأبى قلابة ولم يسمع منهم.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وأبو العالية وزرارة بن أوفى وعطاء ومجاهد ومحمد بن سيرين ومسروق وأبو مجلز وغيرهم.
عده أصحاب الطبقات من الطبقة الرابعة والتي تلي الوسطى من التابعين، وروى له: البخاري - مسلم- أبو داود-الترمذي-النسائي-ابن ماجه
كان له مع القرآن حال فيروى أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
كتاب الناسخ والمنسوخ لقتادة بن دعامة السدوسي
أخبرنا الفقيه المكي أبو الحرم مكي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عتيق وجماعة قال أنا الحافظ شيخ الإسلام فخر الأنام جمال الحفاظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة السلفي الأصبهاني في العشر الآخر من صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة بثغر الإسكندربة في منزله قراءة عليه وأنا أسمع قلت وفي طبقة السماع بخط السلفي هذا تسميع صحيح كما كتب وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ببغداد من أصل سماعه أنا أبو طاهر محمد بن علي بن يوسف بن العلاف أنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن محمد بن سلم الختلي أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا همام بن يحيى 66 ب قال سمعت قتادة يقول في قول الله عز و جل فأينما تولوا فثم وجه الله 10 قال كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة قبل الهجرة وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله تعالى نحو الكعبة البيت الحرام
وقال في آية أخرى فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره 12 أي تلقاءه ونسخت هذه ما كان قبلها من أمر القبلة
وعن قوله جل وعز ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره 14 فأمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم أن يعفو عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره ولم يؤمر يومئذ بقتالهم فأنزل الله عز و جل في براءة فأتى الله فيها بأمره وقضائه فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله إلى وهم صاغرون 15 فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وأمر فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يفدوا بالجزية
وعن قوله جل وعز ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم 17 فأمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم ألا يقاتلهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدأوا فيه بقتال
وقال في آية أخرى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير 19 كان القتال فيه كبيرا كما قال الله عز و جل فنسخ هاتين الآيتين في براءة فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد 20 وقال عز و جل وقاتلوا المشركين كافة يعني بالكافة جميعا كما
يقاتلونكم كافة 21 وقال والأشهر الحرم قال كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر كانت تلك بقية مدتهم ومن لا عهد له لا نسلاخ في المحرم فأمر الله جل وعز لنبيه صلى الله عليه و سلم إذا مضى الأجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وعن قوله جل وعز والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء 23 فجعل عدة المطلقة ثلاث حيض ثم أنه نسخ منها عدة المطلقة التي طلقت ولم يدخل بها زوجها قال الله عز و جل في سورة الأحزاب يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا فهذه ليس عليها عدة إن شاءت تزوجت من يومها
وقد نسخ من الثلاثة قروء اثنان واللائي يئسن من المحيض من نسائكم 25 فهذه العجوز قد قعدت من الحيض واللائي لم يحضن 26 فهذه البكر التي لم تبلغ الحيض فعدتها ثلاثة أشهر وليس الحيض من أمرهما في شيء
ثم نسخ من الثلاثة قروء الحامل فقال و أولات الأحمال أجلهن أن
يضعن حملهن 27 فهذه أيضا ليست من القروء في شيء إنما أجلها أن تضع حملها
وعن قوله عز و جل وبعولتهن أحق بردهن في ذلك 28 أي في القروء الثلاثة فنسخ منها المطلقة ثلاثا قال الله جل وعز فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره 29
وعن قوله عز و جل كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية 30 والخير المال كأن يقال ألف فما فوق ذلك فأمر أن يوصي لوالديه وأقربيه ثم نسخ بعد ذلك في سورة النساء فجعل للوالدين نصيبا معلوما وألحق لكل ذي ميراث نصيبه منه وليست لهم وصية فصارت الوصية لمن لا يرث من قريب وغير قريب
وعن قوله عز و جل يسألونك عن الخمر والميسر 32 القمار كله قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وذمهما ولم يحرمهما وهي لهم حلال يومئذ ثم أنزل الله عز و جل بعد ذلك هذه الآية في شأن
الخمر وهي أشد منها فقال يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون 33 فكان السكر منها حراما عليهم ثم إن الله عز و جل أنزل الآية التي في سورة المائدة فقال يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر إلى قوله فهل أنتم منتهون 34 فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها ما أسكر وما لم يسكر
وعن قوله عز و جل والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج 36 قال كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كان لها السكنى والنفقة حولا من مال زوجها ما لم تخرج ثم نسخ ذلك بعد في سورة النساء فجعل لها فريضة معلومة الثمن إن كان له ولد والربع إن لم يكن له ولد وعدتها أربعة أشهر وعشرا 38 فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الحول ونسخت الفريضة الثمن والربع ما كان قبلها من النفقة في الحول
وعن قوله عز و جل يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات إلى قوله من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 40 كانت فيها رخصة الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما لا يطيقان الصوم أن يطعما مكان كل يوم مسكينا أو يفطرا ثم نسخ تلك الآية التي بعدها فقال وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر 41 فنسختها هذه الآية فكان أهل العلم يرون ويرجون أن الرخصة قد ثبتت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا لم يطيقا القيام أن يطعما مكان كل يوم مسكينا وللحبلى إذا خشيت على ما في بطنها والمرضع إذا خشيت على ولدها
حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله أخي مطرف بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص للحبلى والمرضع
وعن قتادة وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء 45 ثم أنزل الله عز و جل والآية التي بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أي طاقتها لها ما كسبت 46 فنسختها هذه الآية
حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل تجاوز لأمتي عن كل شيء تحدث أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به
ومن سورة آل عمران
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته 51 أن يطاع فلا يعصى ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 52 نسختها الآية التي في التغابن فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا 53 وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم السمع والطاعة ما استطاعوا
ومن سورة النساء
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال إنها منسوخة كانت قبل الفرائض كان ما ترك الرجل من مال
أعطى منه اليتيم والمسكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ ذلك بعد ذلك حم نسختها المواريث فنسخ الله عز و جل لكل ذي حق حقه ثم صارت وصية من ماله يوصي بها لقرابته وحيث شاء
حدثنا قتادة قال قال الأشعري ليست منسوخة
وعن قتادة واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم إلى أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فئاذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما 60 قال كان هذا بدء عقوبة الزنا كانت المرأة تحبس فيؤذيان جميعا فيعيران بالقول جميعا في الشتيمة بعد ذلك ثم أن الله عز و جل نسخ ذلك بعد في سورة النور فجعل لهن سبيلا فقال الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله 61 وصارت السنة فيمن أحصن جلد مائة ثم الرجم بالحجارة وفيمن لم يحصن جلد مائة ونفي سنة هذا سبيل الزانية والزاني
وعن قتادة عن قوله عز و جل والذين عقدت أيمانكم فئاتوهم
نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا 63 وذلك أن الرجل كان يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول هدمي هدمك ودمي دمك وترثني وأرثك وتطلب بي وأطلب بك فجعل له السدس من جميع المال ثم يقسم أهل الميراث مواريثهم ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال قال وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم 64 فنسخ ما كان في عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي الأرحام
وعن قوله عز و جل إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم إلى قوله وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا 66 ثم نسخ بعد ذلك في براءة نبذ إلى كل ذي عهد عهده ثم أمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم و احصروهم واقعدوا لهم كل مرصد 67
ومن سورة المائدة
وعن قوله عز و جل يأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر
الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا ءآمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا 68 فنسختها براءة فقال الله جل وعز فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 69 وقال الله عز و جل ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر إلى قوله وفي النار هم خالدون 70 فقال عز و جل إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا 71 وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى علي فيه بالآذان يعني بالآذان أنه قرأ عليهم علي رضي الله عنه سورة براءة
وعن قوله عز و جل ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح 73 حتى يأتي الله بأمره عز و جل فأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يعفو عنهم ويصفح ولم يؤمر يومئذ بقتالهم ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله وهم صاغرون 74 فأمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقاتلهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية
وعن قوله عز و جل سماعون للكذب آكلون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم 76 يعني اليهود فأمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم إن شاء ثم أنزل الله عز و جل الآية التي بعدها وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله 77 فأمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم يحكم بينهم بما أنزل الله بعد أن كان رخص له إن شاء أن يعرض عنهم
ومن سورة الأنعام
وعن قوله عز و جل وذر اللذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا 79 ثم أنزل الله في براءة فأمر بقتالهم
ومن سورة الأنفال
وعن قوله وإن جنحوا للسلم فاجنح لها 81 فنسختها الآية التي في براءة فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 82
وعن 67 ب قوله عز و جل والذين ءامنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا 83 قال فانزلت هذه الآية فتوارث المسلمون بالهجرة فكان لا يرث الأعرابي المسلم من المهاجر المسلم شيئا ثم نسخ ذلك بعد في سورة الأحزاب فقال عز و جل وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين 84 فخلط الله عز و جل بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملك وعن قوله عز و جل إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا 85 يقول إلى أوليائكم من أهل الشرك وصية لا ميراث لهم فأجاز الله عز و جل الوصية ولا ميراث لهم
ومن سورة التوبة
وعن قوله عز و جل عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 87 ثم أنزل بعد ذلك في سورة النور فقال فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم 88
ومن سورة النحل
وعن قوله عز و جل تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا 89 فأما الرزق فهو ما أحل مما يأكلون وينبذون ويخللون ويعصرون وأما السكر فهو خمر الأعاجم فأنزل الله عز و جل هذه الآية والخمر يومئذ لهم حلال ثم جاء تحريم الخمر في سورة المائدة فقال يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر 90 قرأ إلى آخرها
ومن سورة الإسراء
وعن قوله عز و جل إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلا هما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا 91 ثم نسخ منها حرف واحد لا ينبغي لأحد أن يستغفر لوالديه وهما مشركان ولا يقول رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ولكن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة ويصاحبهما في الدنيا معروفا وقال عز و جل ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى 92 هذه الآية نسخت ذلك الحرف
وعن قوله عز و جل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
حتى يبلغ أشده 94 وكانت هذه جهدا عليهم لا تخالطوهم في المال ولا في المأكول ثم أنزل الله عز و جل الآية التي في سورة البقرة وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح 95 فرخص لهم أن يخالطوهم
ومن سورة العنكبوت
وعن قوله عز و جل ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن 97 نهاهم عن مجادلتهم في هذه الآية ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 98 ولا مجادلة أشد من السيف
ومن سورة الجاثية
وعن قوله عز و جل قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله 99 وهم المشركون فأنزل الله عز و جل للمؤمنين أن يغفروا لهم ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 100
ومن سورة الأحقاف
وعن قوله عز و جل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم 101 قد أعلم الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم ما يفعل به فأنزل الله عز و جل بيان ذلك فقال إنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله نصرا عزيزا 102
عن قتادة عن أنس بن مالك إن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرجعه من الحديبية والنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مناسكهم فنحروا الهدي بالحديبية فحدثهم أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه أنزلت علي آية أحب إلي من الدنيا جميعا فتلاها نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل من القوم هنيئا مريئا يا نبي الله قد بين الله عز و جل لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله عز و جل بعدها ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما 105
حدثنا همام رجل يقال له أبو عبد الله قال سمعت السدي
يقول ما كان في القرآن من خبر فإنما أخبر به العليم الخبير بعلم فليس منه منسوخ إنما هو من الأخبار وأخبر عن الأمم الماضية ما صنعوا وما صنع بهم وعما هو كائن بعد فناء الدنيا فإنما المنسوخ فيما أحل أو حرم
قال حدثنا همام عن الكلبي في هذه الآية ما أدري ما يفعل بي ولا بكم قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام رؤيا كأنه مر بأرض ذات شجر ونخل فقال له بعض أصحابه رؤياك التي رأيت فقال ما أدري ما يفعل بي ولا بكم أنزل بمكة أو اخرج منها إلى غيرها أو أتحول منها إلى غيرها
ومن سورة محمد صلى الله عليه و سلم
حدثنا همام عن قتادة في قوله عز و جل حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء رخص الله لهم أن يمنوا على من شاءوا منهم ويأخذوا الفداء منهم إذا أثخنتموهم ثم نسخ ذلك في براءة فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 109
ومن سورة المجادلة
وعن قوله عز و جل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر 110 وذلك أن الناس
كانوا قد أحفوا برسول الله صلى الله عليه و سلم في المسألة فنهاهم الله عز و جل عنه وربما قال فمنعهم في هذه الآية فكان الرجل تكون له الحاجة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يدي نجواه صدقة فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل بعد هذه الآية فنسخت ما كان قبلها من أمر الصدقة من نجوى فقال وأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة 111 وهما فريضتان واجبتان لا رخصة لأحد فيهما
ومن سورة الحشر
وعن قوله عز و جل ما أفاء على رسوله من أهل 68 أ القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل 112 فكان الفيء بين هؤلاء فلما نزلت هذه الآية في الأنفال واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من سورة الحشر فجعل الخمس لمن كان له الفيء وصار ما بقي من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها
ومن سورة الممتحنة
وعن قوله عز و جل يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكم المؤمنات
مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وءاتوهم ما أنفقوا و لا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن و لا تمسكوا بعصم الكوافر 115 يعني بذلك كفار نساء العرب إذا أبين أن يسلمن أن يخلى عنهن
وعن قوله عز و جل وسئلوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا 116 فكن إذا فررن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجعن إلى الكفار الذين بينهم وبين أصحاب رسول الله العهد فتزوجن وبعثن بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين فإذا فررن من الكفار الذين بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم العهد فتزوجن وبعثن بمهورهن إلى أزواجهن من الكفار فكان هذا بين أصحاب رسول الله وبين أهل العهد من الكفار
وعن قوله عز و جل ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم 121 فهذا حكمه بين أهل الهدى وأهل الضلالة
وعن قوله عز و جل وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار
فعاقبتم 122 يقول إلى الكفار ليس بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد يأخذون به فغنموا غنيمة إذا غنموا أن يعطوا زوجها صداقها الذي ساق منها من الغنيمة ثم يقسموا الغنيمة بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده
ومن سورة المزمل
وعن قوله عز و جل يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 124 ففرض الله عز و جل قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى انتفخت أقدامهم فأمسك الله خاتمتها حولا ثوم أنزل الله عز و جل التخفيف في آخرها قال عز و جل علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه 125 فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من قيام الليل فجعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة وقال وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة 126 وهما فريضتان لا رخصة لأحد فيهما
عن قتادة أن أسباع القرآن سبع الأول إلى إن كيد الشيطان كان ضعيفا 128 والثاني إلى جهنم يحشرون 130 والثالث نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم 131 والرابع خاتمة المؤمنين والخامس خاتمة سبأ والسادس خاتمة الحجرات والسابع ما بقي
قال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
قال حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم 137 إلى آخرها
ذكر المدني من القرآن
قال حدثنا همام عن قتادة قال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال وبراءة والرعد والنحل والحجر والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد إلى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك 138 عشر متواليات وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله والفتح قال هذا مدني وسائر القرآن مكي
قال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح أنه قال أول شيء أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق 140 حتى بلغ إلى إن إلى ربك الرجعى 141 وقال قتادة مثل ذلك قال الكلبي ثم أنزلت آيات بعد ثلاث آيات من أول ن والقلم أو ثلاث آيات من أول المدثر أحدهما قبل الأخرى فأي الثلاث كن قبل الأولى فالأخرى بعدهن
قال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أنزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض
نجوما ثلاث آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم 143
قال حدثنا همام قال سئل الكلبي عن قوله عز و جل فلا أقسم بمواقع النجوم