الباب 32 33 في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة وفي الخيل والدواب وسائر البهائم
كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
محتويات
- الباب الثاني والثلاثون في الصناع وأصحاب الحرف
- الباب الثالث والثلاثون في الخيل والدواب
- االعودة إلي كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
الباب الثاني والثلاثون في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة
@البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال والبناء بالآجر والجص وكل ما يوقد تحته النار فلا خير فيه
@-ومن رأى أنه يبني فإن كان ذا زوجة صلحت وإلا تزوج وابتنى بامرأة والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين فإنه يعمل عملا صالحا والجصاص رجل منافق مشاغب معين على النفاق لان أول من ابتدأ الجص فرعون والنقاش ان كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل وان كان نقشه بمالا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط وضارب اللبن جامع للمال فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه فإنه يجمع مالا فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب والخشاب يترأس على أهل النفاق والحطاب ذو نميمة وشغب والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس اليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك والحديد رأسه وقوته فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكا عظيما لقصة داود عليه السلام وألنا له الحديد وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وصلاحها الحديد وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد: إن لم يحرقك بناره أصابك من شرره. وإن قيل في المنام فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره اليه فإنه يجلس الى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شئ من دخانه أو ناره فأضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد في منامه حداد فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة وقيل الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون منه غنى وثروة فإن رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ورزقا هينا مفروغا منه فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا فهو كلام في الحاجة
@-ومن رأى كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد لأن الخباز وإن قال الناس إنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب والحطب نميمة وأما اخبز فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على اقدار الناس وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء والنقى منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء والغلت منه على ضد ذلك فمن رأى كأنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج اليه وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أبخس حظا لأن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس وأما من رأى ميتا دفع اليه خبزا فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره من مكان لم يرجه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالارجل فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح وأما من رأى ميتا أخذ له رغيفا ورآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس اليها وفتنة يعطش الناس فيها فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسده وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت وان كالنت ضعيفة الدين فس ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الاجراء فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأن ثمن كل شئ شكره
@-ومن رأى كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج اليها فإنه يصيب عزا وشرفا لان الحنطة أشرف الاطعمة فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج اليها أو مسها اصابه خسران وهوان وعزل ان كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط رجل مشغول بأمر نفسه ودنياه فإن رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أنه يصيب رزقه من جهة صديقه فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاوت عدوه اياه فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك
@-ومن رأى أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله والقصاب ملك الموت فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنه ذبح مالا يحل ذبح من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى فإن رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم يرد ما فإن رأى دما لم تحمد رؤياه وقيل إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في حالتين حال الدين فإنه يدل على قضائه وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة وقيل هو السفاك وقيل هو صاحب السف
@-ومن رأى أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة
@-ومن رأى كأنه يقس لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين وثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده والسلاح رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم والشواء مؤدب فمن رأى كأنه يشتري قطعة من الشواء فإنه يستأجر حاذقا وقيل ان الشواء رجل في كلامه شغب والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصاحب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الاسواق والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها اظهار السر وخيانة في الأمانة والبقلى رجل دنئ الكلام وصاحب هموم واحزان والبطيخى رجل ممراض والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه وحلاب الأغنام جماع الأموال وحالب البقر رجل يطالب العمال وحالب الغنم رجل حسن الذكر عالم بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم والهراس رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من اموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال وقيل هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف وقيل هو مصنف العلوم وقيل هو رجل يسوق لنفسه بالقاء العداوة بين الناس والنميمة والكامخي رجل ممرض وعصار الدهن ان كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال وان كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالا بتعب فيه مشقة والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له في الجواب والسمان رجل موسر يعيش في ظله من تبعه والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنه اشترى راسا من رآس فإنه يطلب من رئيس ان يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح رجل ظالم والاسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها وكذلك الصرام فإن جلود الحيوان مواريث والحذاء نخاس الجواري يزيل أمور النساء لأن النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئما على يديه أمور متفرقة فإن خاط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقا ولا يجتمع فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس الى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا فان أخذ عنه ثمنا دراهم دل على انه يعمل الاحسان رياء وان أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر
والجزار مثل الاسكاف وقيل مثل الحذاء وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص الطرائقى وإلا كافى أيضا نخاس الجواري لأن الاكاف امرأة عجمية والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام والتاجر فان رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئا من أدوات التجار وميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسئ القول للناس والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا فإن أخذ ثمنا فو مراء والحمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل والجمال صاحب هموم وحلم والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير وكذلك السائس والجوشني داعي الناس الى الألفة وحسن الصحبة والنبلى زاهد عابد وقيل جاسوس والقواس رئيس الفرج والتراس سلطان قوي يعزى العساكر بأعدائهم والرماح صاحب ولاية والزراد معلم داع الى الخير وقيل ذو سلطان والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل والجوالقي رجل يحض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس اليه اسرارهم وجزار الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء وجالب الأمتة جامع الدنيا والنحاس صاحب عشور والحارس يدل على ظهور الأسرار والحمامي جامع بين الناس على معصية وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقدة ان كان ذلك له والأصل في الحفر المكر وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما وقيل ان الحفارة رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل الحفار رجل حقود مكار
والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوبا بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه وان كان مريضا شفي على يد الطبيب فإن كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم وان كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين وكتب عليه شرط والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان وراتق الجراحات داعي الناس الى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم والدلال غير محمود والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء والوفاء معتذر بعد الرمي بمالا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رتا ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها الى فاحشة ثم يعتذر اليها من الكذب فإن رتا ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ون رأى أعرابيا يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه وراعي البخاتي وال على العجم والرائض صاحب ولاية وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف
والزجاج نخاس الجواري
والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجرا فإن ملأ سقاء وحمله الى منزله ولم ينو شرابه فإنه يجمع مالا يأكله غيره فإن حمل الماء الى رجل وأخذ عليه ثمنا فإنه يحمل وزرا وينال المحمول اليه مالا من جهة سلطان لأن النهر سلطان والمال في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق محتال والسقطي عالم بالترهات والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه حكمه وعدله وربما كان الميزان نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضا لاعبتاره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصروفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كانت في خصومة نقصت وان كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها الى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها الى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعته لا تصلحه وكذا عادة الذي رآه والناظور صاحب ولاية وان كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة والسائل الفقير طالب علم فإن أعطى ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر والسابح طالب العلم وأمور الملوك والساحر فتان والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنئ والصياد وقد قيل انه رجل يميل الى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة وربما دل الصياد على القواد فمن خالط صيادا أو عادى صيادا استدل على صلاح ما يدل عليه من فساد بصفة صيده وزيادة مقامه وقد في نفسه ومايليق بمثله فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة وان كان في الحرم أو بمالا يجوز في البر من التعذيب فهو ردئ
وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم يمكر ويخدع السلاطين الغشمة الماردين وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم وصياد السمك مولع بالنساء والجواري خاصة ومعاملتهم والشاهد العدل رجل يظفر بالأعداء والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه وكالرقام ونحوهما وربما دل على الحراث فقلمه سكته ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير وقيل هو رجل غاش خائن وقيل رجل صاحب خصومة فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة وعلى أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتا والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير والصائغ شرير كذوب لاخير فيه لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وان كان معه ما يدل على الصلاح وان كان في مسجد أو تاليا للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شئ من شئ والصقيل وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسطان وسيوفه وجنده ورجاله أو امره ويدل ايضا على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه وعلى الواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض فمن عاد في المنام صيقلا عمل من وجوه ذلك ما يليق به ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة جرى مايدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكرم وقيل إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا وقيل هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاية نالها وقيل ان ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات وضرب الدراهم الرديئة كلام ردئ وقول بلا عمل والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدير لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم وترياق ومثل المؤدب والسيد والدباغ والمصلح لجلود الحيوان ويدل أيضا على الحجام لما في الحجامة من الشفاء فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه
@-ومن رأى طبيبا عاد قاضيا أو فقيها فإن كان مسلما حكيما زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته وان كان على خلاف ذلك نزلت به البلابا ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ماليس له
@-ومن رأى طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لاسيما ان كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه
@-ومن رأى طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حداقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى ان دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس والمطرز عالم مكار مزوق كلام والعلاف رجل كثير المال والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثني عليه الثناء الحسن والعشار رجل دخل في امور غيره وبيع الغزل يدل على السفر والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابنا حسنا لقوله تعالى (كأنهم لؤلؤ مكنون) وتدل رؤيا الفواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب المال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر مايصيب من اللؤلؤ والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم وقيل هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال فإنه رجل دلال
@-ومن رأى أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع فإن رأى أنه قفل باب داره فإنه دلال تزويج والقلانسي رئيس وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان فمن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم والقدروي رجل طويل العمر لقوله تعالى (وقدور راسيات) والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال وال عادل إذا لم يبخس في كيله والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور والكحال رجل داع الى الخير مصلح للدين والمساح رجل يتفقد أحوال الناس أو يحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح وان مسح كرما فإنه يتفقد حال امراته فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه وان كان في وجه الحج فإنه يحج فإن مسح مفازة من غم وان مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح واللص هو الرجل المغتال الطالب ماليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لداجنهم أو حمامهم واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن والأموال والأرواح شركاء في التأويل وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان وقيل ان اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء وان رأى لصا دخل منزلا فإصاب منه شيئا وذهب به فإنه يموت انسان هناك فإن لم يذهب بشئ فإنه اشراف انسان على الموت ثم ينجو والمصور كاذب على الله تعالى ذو بدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وامثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك
@-ومن رأى كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شئ يليق به مما ينسبه اليه المؤدب وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى {الرحمن علم القرآن} الآية فهو معلم الخلق أجمعين والبحاث يقاتل أقواما منافقين ويأخذ منهم أموالا بالمكر والنباش طالب علم غامض وان لم يكن من أهله فهو قواد ويدل أيضا على الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه فإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا وان كان مالا فهو حرام وان كان الميت حيا فإن العلم زيادة في الدين وان كان مالا فهو حلال
@-ومن رأى كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه ونخاس الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أموال فإن رأى أنه يندف دخل في خصومة فإن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه والنادف رجل يختار من كل شئ أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثله من لا يجوز عليه التدليس والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألما نال مالا فإن ناله ألم ناله ضرر والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الانسان عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس وربما دل القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلى هموم الناس على يديه وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول اليه فمن عاد في النوم عابرا فإن لاق به القضاء ناله وان كان طالبا للعلم والقرآن حفظه وان كان موضعا للكتابة نالها فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفيا أو مكشفا أو قصارا أو غسالا أو جزارا أو قارئا على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناما على معبر فما عبر له فهو هو ماكان موافقا للحكمة جاريا على السنة وان لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج الى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف اليه في حاجته وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس والمجبر ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة كالاسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داره نزل به أو كسر أصابه فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من اشراكه في التأويل فإن كان رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع مافيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم
@-ومن رأى مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا دل على انه يفصل ثوبا ويدفعه الى خياط يخيطه وان كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنعهما عن قبول الصدقات وان كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإنى أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها الى البيطار والمغازلي رجل يفشي أسرارا والمشاط رجل يجلي هموم الناس والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس وان فصد بالعرض فإنه يلقي العداوة بينهم وينمو ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويجذبه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدير عسكره والمتوسط بينه وبين عتيه وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم والمسامير يأمر الناس بالتودد والبائع والمشتري مختلفان فمن رأى أنه يبيع شيئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الانسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئا والاضطرار يخرج الانسان الى الحيل
@-ومن رأى أنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع تشويش واضطراب يرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة فإن رأى أنه باع شيئا مكروها فلا خير فيه فإن اشترى شيئا من نوع محبب فإن ذلك التدبير نجاة مما يجاذره فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل ان محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا وهو بمنزلة الحداد وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائط الذي علا عليه ووزنه بميزان وخيطه وضربه بفأسه وربما دل على الناسج والمصنف والحراث وقد يدل المنسج على ما الانسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو مرمة أو كتابة فمن قطع منسجه فرغ همه وعمل سفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل النسيج سفر وقيل النسيج خصومة وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين والفتال هو الماسح والسائح أو المسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي فمن فتل في المنام حبلا سافر ان كان من أهل السفر أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله أما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعقد أو ائتلافا والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يديرون الحيوان ويحملون الأموال وضارب البربط يفتعل كلاما باطلا والطبال يفتعل كلاما باطلا والزمار ينعى إنسانا والراقص رجل تتابع عليه مصيبات وصاحب البستان قيم امراة والحطاب ذو نميمة وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري والفاكهي ينسب إلى الثمرة التي باعها ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراها وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع كدهان فهو يعمل أعمالا خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن المدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتابة والصور فما كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح وما كان سورا أو شعرا من الباطل فهو فاسد والسباك هو المسبوك في صناعته المبتلى بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فر بما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل وربما دل على المغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.
الباب الثالث والثلاثون في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام
@ (البرذون) جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو وقيل البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمة وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذونا ارتفع ذكره وكسبه وكثر كسبه وعلا مجده وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدين فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر امساكه فإن امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالا عظيما من امرأته وارتفع شأنه فإن رأى أنه ينكح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يكو علته ويدل ركوب البرذون أيضا على سفر
@-ومن رأى أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما فإن رأى أن برذونه يغضبه فإن امرأته تخونه وموت برذونه موت امرأته ومن سرق برذونه طلق امرأته وضياع البرذون فجور المرأة
@-ومن رأى كلبا وثب على برذونه فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته وكذلك ان وثب عليه قرد فإن يهوديا يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والاسود مال وسؤدد من رأى كأن برذونا مجهولا دخل بلدة بغير اداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل (وحكي) ان امرأة اتت ابن سيرين فقالت رأيت أنه دخل رجلان أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني فقال لها ابن سيرين اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب وقال ابن سيرين لما خرجت المراة من عنده أتدرون من صاحب الأشهب قالوا لا قال فهو فلان الكاتب أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد واما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بفاجر
(الحجرة) دالة على زوجة فإن نزل عنها وهو لا يضمن ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته وان كان أضمر العود اليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فإمسك عنها وان كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني وان ولي حين نزوله عنها سافر عنها ماشيا أو بال في حين نزوله على الأرض دما فإنه مشتغل عنها بالزنا لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال والشقراء ذات فرح ونشاط والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن فرس اصاب خيرا من سلطان والفرس الحصان سلطانا وعز فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذلك الفرس له ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس اتباع الرجل فإن كان ذنوبا كثر تبعه وان كان مهلوبا محذوفا قل تبعه وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء
@-ومن رأى أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه يقال ركب فلان هواه وجمح به هواه وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ولاخير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى جناحا يطير بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر والبلق شهرة والدهم مال وسودد وعز في سفر والاشقر يدل على الحزن وفي وجه آخر أن الاشقر نصر لان خيل الملائكة كانت شقراء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد فقال توقع الموت (وحكي) أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يلي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرسا مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية مرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره وقيل من رأى فرسا مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا ومن ركب فرسا اغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرسان فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء والكميت أقوى للقتال وأعظم والسمند شرف ومرض ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لاجل العرق وإنما قلنا ان العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ومن ركب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا وصل الى مراده والفرس الجموح رجل مجنون بطرمتها ون بالامور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل امانيه ووثوبه زيادة في خير وهملجته استواء امره وقيل ان منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه ان كان ذا سلطان وان كان تاجرا خروج شريكه عليه وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه وقيل إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه وقيل من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لايتم والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة
(البغل) رجل لاحسب له إما من زنا ويكون والده عبد أو هو رجل قوي شديد صلب ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لانه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد وعدو كائد وعبد خبيث فإنه يظفر به ويقهره وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة اديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أولا يعيش لها ولد والشهباء جميلة والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالاكاف والبرذعة أيضا دليل السفر ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام وكلام البغلة أو الفرس أو كل شئ يتكلم فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس
@-ومن رأى أن له بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة المال فإن ولدت تحقق الرجاء وكذلك الفحل ان حمل ووضع وركوب البغلة فوق اثقالها إذا كانت ذللا فهو صلاح لمن ركبها والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد
(الحمار) جد الانسان كيفما رآه سمينا أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه وإذا كان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها ومات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أوجده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه وان كانت امرأة طلقها زوجها ومات عنها مكانها واما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى (إن أنكر الأصوات) ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل اسفارا) فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافرا الى كفره ومبتدعا إلى بدعته وان أذن اذان الإسلام اسلم كافرا ودعا الى الحق وكانت فيه آية وعبرة
@-ومن رأى ان له حميرا فإنه يصاحب قوما جهالا لقوله تعالى (كأنهم حمر مستنفرة) ومن ركب حمارا ومشى به مشيا طيبا موافقا فإن جده موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالا وجدة فإن راى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء وان دخل حماره داره موقرا فهو جده يتوجه اليه بالخير على جوهر ما يحمل
@-ومن رأى حماره تحول بغلا فإن معيشته تكون من سلطان فإن تحول سبعا فإن جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشا فإن جده من شرف أو تمييز
@-ومن رأى أنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره ومن جمع روث الحمار ازداد ماله ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه ومن نكح حمارا أقوى على جده
@-ومن رأى كأن الحمار نكحه أصابه مالا وجمالا لايوصف لكثرته والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله اليه كل خير ونجاه من هم وان كان موقورا فالخير أفضل ومن صرع عن حماره افتقر وان كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره ومن ابتاع حمرا ودفع ثمنها دراهم أصاب خيرا من كلام فإن رأى أن له حمارا مطموس العينين فإن له مالا لا يعرف موضعه وليس يكره من الحمار إلا صوته وفي الأصل جد الانسان وحظه
(الحمارة) امرأة دنيئة وخادم أو تجارة المرء وموضع فائدته فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه فإن كان في المنام تحته فحملها منه فإن ولدت في المنام ما لايلده جنسها فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضا يسيرا وبرئ ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه ابواب المعاش فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذكرا وان كانت انثى دلت على خموله وقيل من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولد فإن لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة وقيل ان الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عريا بلا سروج ولا ركبان
@-ومن رأى جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته ومن ركب فرسا بسرج نال شرفا وعزا وسلطانا لأنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام وقد يكون سلطانه زوجه ينكحها أو جارية يشتريها فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمسكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس ابنه ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته
@-ومن رأى فرسا مجهولا في داره فإن كان عليه سرج دخلت اليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة وان كان عريا دخل اليه رجل بمصاهرة أو نحوها وقد كان ابن سيرين يقول من أدخل فرسا على غيره ظلمه بالفرس أو بالشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل ان يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا ونحو ذلك والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر وربما دلت مطية الانسان على نفسه فإن استقامت حسن حاله وان جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام نكح غلاما حدثا وإلا ركب هما وخوفا وكذلك يجري حال المهرة
(البقرة) سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب الى من المهازيل لأن السمان سنون خصبة والمهازيل سنون جدبة لقصة يوسف عليه السلام وقيل البقرة رفعة ومال والسمينة من البقر المرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه فإن رأى غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته وكرشها مال لاقيمة له وحلبها حبل امرأته وضياعها يدل على فساد المرأة وقال بعضهم ان الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي أعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر مصيبة في الاقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في اخت أو بنت لقوله تعالى (وإن كانت واحدة فلها النصف) والربع من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القرابات وقال بعضهم ان أكل البقر اصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة وقيل ان قرون البقر سنون خصبة ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة ان كان أهلا لذلك وقيل من أصاب بقرة اصاب ضيعة من رجل جليل وان كان عزبا تزوج امرأة مباركة
@-ومن رأى أنه ركب بقرة أودخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم وان رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقربائه وأن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان البقر إذا كانت مما تنسب الى النساء فإنها كألوان الخيل وكذلك إذا كانت منسوبة الى السنين فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها وان رأى عبدا يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج امرأة مولاه
@-ومن رأى كأن بقرة أو ثورا خدشه فإنه يناله مرض بقدر الخدش ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل البقر دليل خير للأكرة ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب وأما دخول البقر الى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس فإن كانت سمانا فهي رخاء وان كانت عجافا فهي شدائد وان اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سمينا تقدم الرخاء وان كان هزيلا تقدمت الشدة وان أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الابان إبان سفر قدمت سفن على عددها أو حالها وإلا كانت فتنا مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخبر يشبه بعضها بعضا إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس وان كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب
@-ومن رأى أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى ان كان فقيرا وعز وارتفع شأنه وان كان غنيا ازداد غناه وعزه ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولدا وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل الى رجل وامراة فإن صغيرها ولد ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا فقال أخاف أن تبقر رجلا فأن رأيت دما خرج فهو أشد وأخاف أن يبلغ المقتل وان لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق ان صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك
(الثور) في الأصل عامل ذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لاقرن له فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير وربما كان الثور غلاما لأنه من عمال الأرض وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه وربما دل على الرجل البادى والحراث وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب اعلاها أسفلها وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية فمن ملك ثورا في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها وان كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما
@-ومن رأى ذلك فمن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثورا فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله أو من ثار عليه وان كان من بعض الناس قهر انسانا وظفر به ممن يخافه وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه فإن ذبحه من قفاه أو من بطنه أو من غير مذبحه فإنه يظلم رجلا ويعتدي عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده في ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده فإن كان سلطانا أعان على غيره وأمر بنهب ماله وان كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة فإن كان سمينا ربح فيه وان كان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا انساق اليه خير ما لم يكن الثور أحمر فإن كان أحمر فقد قيل أنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا على عامل عادل يصير ظلما والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر سنة واحدة ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد اليه قوم من العمال والرؤساء ومن أكل راس ثور نال رياسة ومالا وسرورا ان لم يكن أحمر فإن رأى كأنه اشترى ثورا فإنه يداري الافاضل والاخوان بكلام حسن
@-ومن رأى ثورا أبيض نال خيرا فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى ليه وقيل ان نطحه رزقه الله أولاد صالحين فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة وقيل من سقط عليه ثور فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم ان الثور أردا أن يعود الى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه فقال هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع (وحكي) عن ابن سيرين أنه قال الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب ومانقص فهو خصومة وأما ن نطحه ثور زال عنه ملكه فإن كان واليا عزل عن ولايته وان كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه وجلد الثور بركة من اليه ينسب الثور
(الجاموس) بمنزلة الثور الذي لايعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها وهو رجل شجاع لا يخاف أحد محتمل اذى الناس فوق طاقته نفاع فإن رأت امرأة ان لها قرنا كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك ان كانت لذلك أهلا وربما كان تأويل ذلك لقيمها
(الجمل) واما الابل إذا دخلت مدينة بلا جهاز او مشت في طريق الدواب فهي سحب وأمطار وأما من ملك ابلا فإنه يقهر رجالا لهم اقدار والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي وان كان من البخت فهو اعجمي والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر:إن على ذروته شيطانا, وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى (ان هم إلا كالأنعام) ويدل على الرجل الصبور الحمول وربما دل على السفينة لأن الأبل سفن البر ويدل على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ركوب الجمل حزن وشهرة والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيرا للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته ومن ركب بعيرا وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة وان رأى ذلك سائرا على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لاسيما ان كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت فإن كان زوجها غائبا قدم عليها إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنية من آنيته فإنه جني يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الاناء من أهله وخدمه
@-ومن رأى جملا منحورا في دار فإنه يموت رب الدار ان كان مريضا أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولاسيما ان فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه وان كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله وأما ان كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أويموت فإن كان مذبوحا فهو مظلوم وان سلخ حيا ذهب سلطانه او عزل عنه وأخذ ماله
@-ومن رأى جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس وإن كان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو وسيل يضر بالناس فمن عقره أو كسرعضوا منه وأكله عطب في ذلك على قدر ما ناله وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه والقطار من الابل في الشتاء دليل على القطر وقيل ركوب الجمل العربي حج ومن سقط عن بعير اصابه فقر ومن رمحه جمل مرض ومن صال عليه البعير اصابه مرض وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة وان رأى كأنه استصعب عليه اصابه حزن من عدو قوي فإن أخذ بخطام البعير وقاده الى موضع معروف فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح وقيل قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء اليه ومن رعى ابلا عرابا نال ولاية على العرب وان كانت بخاتي فعلى العجم
@-ومن رأى كأنه أخذ من أوبارها نال مالا باقيا فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين او رجلين عظيمن ومن اكل رأس جمل نيئا اغتاب رجلا عظيما وركوب الجمل ان رآه يسير به سفر فإن رأى انه يحلب ابلا أصاب مالا حراما ومن اكل جمل اصابه مرض ومن أصاب من لحومها من غير اكل اصاب مالا من السبب الذي ينسب اليه الابل في الرؤيا وجلود الابل مواريث
(الناقة) امرأة وسنة أو شجرة او سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا فمن ملكها أو ركبها تزوج ان كان عزبا أو سافر ان كان مسافرا وإلا ملك دارا أو ارضا أو غلة أو جباية فإن حلبها اشتغل وجبى وافاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه ينال ذلة وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تغشى وتركب
@-ومن رأى ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فانها سنة خصبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فان ذلك يزول لظهور الفطرة لأن لبن النوق فطرة وسنة والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة الحسيبة وقيل أن لحم الابل مطبوخا رزق حلال وقيل هو وفاء بنذر لقوله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل إلاماحرم إسرائيل على نفسه) قيل هو لحم والجزور والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة والخذوفة من النوق سفر في بر والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق وقيل ان مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل. وشغل (وحكي) عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال تتزوج وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال منزلة وطاعة من امرأة
(الغنم) غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأيت في المنام أني وردت على غنم سود فأولتها العرب ثم وردت على غنم بيض فأولتها العجم
@-ومن رأى أنه يسوق غنما كثيرة وأعنزا فإنها ولاية على العرب والعجم وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها واوبارها اصابته الاموال منهم وقيل من رأى قطيعا من الغنم دام سروره
@-ومن رأى شاة واحدة دام سروره سنة ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة ولك الأغنام زيادة غنيمة فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم والضأن عجم والمعز اشراف الرجال
@-ومن رأى كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه والألية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب والسمينة غنية والهزيلة فقيرة وكلام العنز يدل على خصب وخير وشعر العنز مال والجدي ولده والعناق امرأة عربية واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجال يجتمعون هناك في أمر ومن رعى الغنم ولي على الناس
(الكبش) هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر ويدل على المؤذن وعلى الراعي والكبش الاجم هو الدليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ويدل أيضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره فمن ذبح كبشا لايدري لم ذبح فهو رجل يظفر به على بغتة أو يشهد عليه بالحق إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله تعالى بطاعة إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به اسحق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون ومن ابتاع كبشا احتاج اليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك
@-ومن رأى كبشا يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه أصابة مال من رجل شريف وأخذ أليته ولاية أمر على بعض الأشراف وروثه ماله أو تزوجه بأبنته لأن الألية عقب الكبش وأخذه مافي بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب اليه ذلك الكبش ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف
@-ومن رأى كبشا نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت كأني مردف كبشا فإولت اني أقتل كبش القوم ورأيت كان ظبة سيفي انكسرت فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي فقتل حمزة رضوان الله عليه وقتل رسول الله ص طلحة صاحب لواء المشركين ومن سلخ كبشا فرق بين رجل عظيم وماله ومن ركبه استمكن منه وشحوم الكباش والنعاج والبانها وجلودها وأصوافها مال وخير أصاب منه ومن وهبت له أضحية أصاب ولدا مباركا
@-ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا وكذلك من أكل لحمه مطبوخا
@-ومن رأى في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك انسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة وأكل اللحم نيئا غيبة وسمين اللحم أصلح من مهزوله ورأى انسان كأنه صار كبشا يرتقي في شجرة كثيرة ذات شعوب وأوراق فقصها على معبر فقال تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربما خدمت ملكا من الملوك فاستخدمه المأمون بالله
@- (النعجة) امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داوود عليه السلام؟؟
ومن نكح نعجة نال مالا من غير وجهه ودل ذلك على خصب السنة في سكون وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة وقيل شحم النعجة مال المرأة فإن ذبحها بنية أكل لحمها فإنه يأكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء اصابة مال فإن واثبته نعجة فإن امرأته تمكر به وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية والسخل ولد فإن ذبح سخالة لغير الأكل مات له أو لأحد من أهله ولد ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالا قليلا
(التيس) هو الرجل المهاب في منظره الأبلس في اختباره وربما دل على العبد والأسود والجاهل وهو يجري في التأويل قريبا من الكبش والعنزة امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لأنها مكشوفة السوأة كالفقير وتدل أيضا على السنة الوسطى.