اسم الكتاب: طرق تدريس اللغة العربية
المؤلف:
اصدار: nu.edu.sa
محتويات
- اللغة ووظيفتها واكتسابها
- مهارات اللغة
- شروط النجاح في اكتساب المهارة
- تعلم وتعليم اللغة العربية
- القواعد النحوية وأساليب تدريسها
- ماهية النحو
- النحو لغة واصطلاحا
- أول من وضع النحو
- أهمية علم النحو
- علاقة النحو بالمهارات اللغوية
- أهداف تدريس القواعد النحوية
- طرائق تدريس القواعد النحوية
- الغرض من التطبيق الشفوي
- الغرض من التطبيق الكتابي
- الطريقة المعدلة النص الأدبي
- طريقة النشاط
- طريقة البدء بالمشكلة ( جون ديوي)
- أفضل الطرائق في تدريس القواعد النحوية
- البلاغة وأساليب تدريسها
- الأدب وأساليب تدريسه
- الأغراض الأساسية لتدريس الأدب بصفة العامة
- تدريس النصوص الأدبية:
- أهداف تدريس النصوص الأدبية
- طريقة تدريس النصوص الأدبية
- النصوص الشعرية وأساليب تدريسها
- تقسم النص إلى أفكار رئيسة
- فن الخطابة وأساليب تدريسها
- الاختبارات
- مبادئ القياس والتقويم
- الاختبارات التحصيلية
- الاختبارات المقالية : الإنشائية الذاتية
- عيوب الاختبارات المقالية
- طرق تدقيق إجابات الأسئلة المقالية
- الاختبارات التحصيلية الموضوعية
- أسس بناء فقرات الاختيار من متعدد
- اختبارات الصواب والخطأ
- الاختبارات المتطابقة المتقابلة
- الاختبارات الشفوية
- صدق الاختبار
- ثبات الاختبار
- طريقة التجزئة النصفية
- تحليل فقرات الاختبار التحليل الإحصائي للفقرات
- العودة الي قسم اللغات
اللغة ووظيفتها واكتسابها
تنوعت المدارس اللغوية وطرائق تدريس اللغة تبعا لفهم كل مجموعة من العلماء للأمور الثلاثة الآتية :
1- ما هي اللغة ؟
2- ما هي وظيفتها ؟
3- كيف نكتسبها ؟
1- ما هي اللغة ؟ : أهي قوانين تدرك أم مهارة تكتسب ؟
فإذا كانت قوانين كيف ندركها ؟ وكيف نستخدمها ؟ وهل ننجح في ذلك أم نفشل ؟ وما العوامل المساعدة على الفشل أو النجاح ؟
وإن كانت مهارة فكيف نكتسبها ؟ وكيف نستخدمها ؟ وهل ننجح في ذلك أم نفشل ؟ زما العوامل المساعدة على كل ذلك
اللغة مجموعة من الأصوات التي تتجمع لتكون كلمات لها معان عرفية , وهذه تتجمع لتكون تراكيب وجملا تعبر عن أحاسيس وأفكار متنوعة , وكل ذلك يتم طبقا لقوانين معينة خاصة بكل لغة , تبدأ بقوانين الأصوات , ثم الصرف , ثم التراكيب وتنتهي بالمعنى .
2- وظيفة اللغة : اللغة وسيلة اتصال بين البشر , بل هي أهم وسيلة للاتصال بينهم , وهي وسيلة تفكير أيضا ؛ وهي أهم وسيلة لاكتساب المعلومات من الآخرين أو نقلها إليهم , والتواصل بين البشر يتم الاستماع إليهم أو قراءة ما كتبوه , ونقل الأفكار والأحاسيس إليهم يتم بالتحدث معهم أو الكتابة لهم .
واللغة وسيلة من الوسائل التي يستخدمها الإنسان للوصول إلى أهدافه , وليست هدفا نسعى إليه , وهذه الوسيلة مكتسبة , ولا يمكنها أن تؤدي وظيفتها إلا إذا تحولت إلى مهارة , ولما كان الأفراد يختلفون في درجة إتقان المهارات تبعا لاختلاف قدراتهم , والمواقف الحياتية تتطلب مستويات مختلفة من إتقان المهارات ؛ فإنه يجب تحديد المهارة ومستوى إتقانها المطلوبين للنجاح في أداء عمل ما
ويترتب على هذه الوظيفة سؤال مهم هو لماذا نتعلم اللغة ؟
والإجابة ببساطة نحن نتعلم اللغة لنستخدمها في التفكير أو التواصل مع الآخرين , لا لنحفظ قوانينها أو نتأمل خصائصها , وتعلم أمر ما لا يتم دون إدراك خصائصه وقوانينه ؛ ولكن حفظ الخصائص والقوانين وحده لا يجدي في اللغة ؛ بل يجب أن نتجاوز ذلك إلى التدرب على استخدامها استخداما سليما يؤدي إلى تحقيق وظيفتها , فاللغة إذن وسيلة وليست هدفا نسعى إليه وإنما الهدف هو حسن استخدامها .
3- كيف نكتسبها ؟ : اللغة ظاهرة اجتماعية مكتسبة , ويبدو أن أفضل وسيلة لتعلم اللغة هي الطريقة التي يكتسب بها الطفل لغة مجتمعه المستخدمة في الحياة اليومية , فكلنا يستخدم العامية بطلاقة دون معرفة قوانينها . لأننا اكتسبناها في مرحلة الطفولة , وتحولت إلى المهارة قام الآباء والمجتمع عن الطريق التكرار وتصويب الأخطاء بغرسها في النفوس , وبملاحظة ما يجري مع الأطفال نجد أن الأم تبدأ من اللحظات الأولى للولادة بمحادثة صغيرها , وكأنه يسمع ويفهم ما تقول , والحكمة إلهية خلقت النساء شغوفات بالحديث , مما يساعد على تعليم وتلقين أبنائهن اللغة , ولذلك لا تكل الأم ولا تمل من تكرار الحديث إلى ولدها .
وإذا كبر الطفل أدرك أن الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة مهارات لها أسسها وقواعدها , فمجرد الاستماع إلى متحدث لا يجعل المستمع مستمعا جيدا , لأن للاستماع مهارات متعددة يجب التدريب عليها ليتقنها , ومثل ذلك يقال في المهارات الثلاث الأخرى .
وقد تطورت طرق تعليم اللغات تبعا لتطور فهم الإنسان للغة ودورها وطريقة اكتسابها , وأصبح المنهج السائد في تعليم وتعلم اللغات في العالم مبنيا على أساس أنها مجموعة من المهارات , وعلى المرء أن يتقنها ليقوم بدوره وينجح في حياته . وأصبح مهمة معلم اللغات مساعدة المتعلم على اكتساب هذه المهارات والنجاح في ممارستها . بل إن التعليم القائم على إكساب المهارات والعناية بكفاءة المتعلم أصبح من الأنظمة السائدة في الدول المتقدمة في جميع ميادين التعلم والتعليم , ولم يعد مقصورا على اللغة , ولما كانت اللغة من أهم وسائل التعلم والتعليم فإنها تأخذ عناية خاصة في مناهج التعليم المعاصرة ؛ فهي النافذة التي يطل منها المتعلم على معظم المعرف والعلوم .
وقد ترتب على هذا الفهم للغة مجموعة من المبادئ التي يجب الأخذ بها في تعلم وتعليم آية لغة , وهي :
1- التسلسل المنطقي لتعلم اللغة يقتضي أن لا يكتب المتعلم كلمة أو عبارة لم يسبق له قراءتها , ولا يقرأ ما لم يسبق له نطقه , ولا ينطق جملا أو كلمات لم يسبق له سماعها , أي أن التسلسل الزمني لتعلم المهارات اللغوية هو السماع فالنطق فالقراءة ثم الكتابة .
2- لما كانت اللغة تستخدم للتعبير عن الأفكار , فإن من الواجب تقديم اللغة في مواقف حقيقية لها معنى , ولا يجوز تقديمها في جداول جامدة للحفظ .
3- إذا أردنا أن نتحدث اللغة بثقة وسرعة الأطفال فيجب علينا أن نمر بالتدريب الذي مروا فيه .
4- نحتاج إلى تحليل احتياجات ميادين العمل المختلفة , إذ هناك مهارات مشتركة يحتاجها كل متعلم , بل كل إنسان ليستخدم اللغة في عمليات التواصل اليومي , وهناك مهارات خاصة لكل ميدان من ميادين العمل , وقد يكون بعضها مشتركا بين أكثر من ميدان .
5- المتحدث لا يحتاج إلى اختزان عدد كبير من الجمل الجاهزة في عقله , ولكن كل ما يحتاجه هو القوانين التي تمكنه من خلق وفهم هذه الجمل .
6- تقاس الكفاءة اللغوية بمدى قدرة المرء على تطبيق القواعد التي تعلمها على عدد لا يحصى من الأمثلة في اللغة سماعا وابتكارا وإنتاجا .
7- تعليم اللغة يتطلب تقديم مجموعة من العادات الكلامية المنظمة خصيصا , ثم مطالبة الطالب بتكرار استخدامها .
8- من المهارات الفرعية مهارات تتكرر في المهارات اللغوية الأربع , وهي المهارات العقلية , ويكون دور المعلم هو تدريب طلابه القيام بهذه المهارات عدة مرات حتى تصبح ملكة لهم , لذا فمن المهام الأساسية للمعلم أن يساعد الطلاب على التفكير الموضوعي والمنطقي في آرائهم وفي فرضيات التي يفرضونها , ويبنون عليها أحيانا نتائج قبل التحقق من صدقها.
9- يجب أن يدرب الطالب على التفكير أولا فيما سيقول , ثم التفكير في كيفية القول .
10- بعد عدة ساعات من الدراسة التقليدية يستطيع الطالب أن يسمع الجداول والقوانين النحوية , ولكن يبدو غير قادر على التحدث باللغة التي تعلمها , ولذلك يجب أن لا يدرس النحو على شكل قواعد ونماذج نظرية , ولكن يجب أن يقدم النحو بطريقة مفهومة مرتبطة بالاستخدام والوظيفة .
11- يجب تجنب الأخطاء النحوية والإملائية لا لأنها تخالف القواعد فقط , ولكن لأنهل تنقص من أثر وسيلة التواصل , الذي يعد هدفا أساسيا لاستخدام الوسيلة في الأعمال الشخصية الخاصة أو الأعمال التجارية والإدارية .
مهارات اللغة
المهارة هي القدرة على تنفيذ أمر ما بدرجة إتقان مقبولة , وتتحدد درجة الإتقان المقبولة تبعا للمستوى التعليمي للمتعلم , والمهارة أمر تراكمي , تبدأ بمهارات بسيطة تبنى عليها مهارات أخرى وهي تحتاج إلى أمرين :
1- معرفة نظرية : لاكتساب مهارة ما يجب أن يعرف المتعلم الأسس النظرية التي يقاس عليها النجاح في الأداء .
2- تدريب عملي : لا يمكن أن تكتسب المهارة إذا لم يتدرب المتعلم عليها , ويجب أن يمتد التدريب حتى تكتسب المهارة بالمستوى المطلوب للمرحلة التعليمية .
وتجدر الإشارة إلى أن المهارة أمر فردي لا تكتب إلا بالتدريب العملي لكل متعلم , ويختلف المتعلمون في سرعة اكتسابهم للمهارة , ولذلك لا يجوز الاكتفاء بالتدريب الجماعي أو تدريب بعض الأفراد من بين مجموعة المتعلمين .
ولو أراد المرء منا أن يتأمل استخدامه للغة في حياته اليومية ؛ فإنه يجد أنه يمضي أكثر من نصف وقته في لاستماع , وأقل من ذك في التحدث , وأقل منه في القراءة . وأقل من ذلك في الكتابة , والاستماع والقراءة هما وسيلتا إدخال المعلومات والأفكار إلى عقولنا , حيث يتم فهم وتحليل ما ورد إلينا واستنباط أو اختراع أفكار جديدة , ثم نلجأ إلى التحدث أو الكتابة لإخراجهما من عقولنا إلى الآخرين .
ولتتم عملية الإدخال السليم لابد من توافر عناصر متعددة خاصة بمصدر الإدخال , وأخرى خاصة بوسيلة الإدخال , ولتتم عملية الفهم والاستنباط لابد من توافر عناصر خاصة بها , وكذلك الشأن في عملية الإخراج السليم .
وإذا أصاب الخلل إحدى مراحل الإدخال , أو التفكير , أو الإخراج فشل التواصل اللغوي بين الناس , ولم تؤد اللغة الوظيفة التي وجدت من أجلها .
والفصل بين المهارات اللغوية لا يتم في واقع الحياة , وإنما هو فصل قصد ب الدراسة والشرح ؛ ولذلك سنجد أنفسنا عندما نتحدث عن ممارسة الاستماع مثلا أننا ننتهي بالتحدث أو الكتابة , وكذلك الشأن عند حديثنا في مهارة القراءة , والعكس بالعكس .
شروط النجاح في اكتساب المهارة
هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في العملية التعليمية ليتمكن المتعلم من اكتساب المهارة :
1- يجب أن يعرف الدارس المهارة التي يسعى لاكتسابها .
2- يجب أ، نساعد الطالب على فهم الخطوات اللازمة للقيام بالمهمة بنجاح .
3- يجب تعزيز المهارة بعدة تدريبات .
4- لتحقيق ثبات المهارة يجب التكرار والتدريب لأن اللغة اكتساب عادات .
5- يجب أن تكون خصائص التدريبات متوافقة مع الشروط اللازمة لممارسة المهارة .
6- يجب أن تكون التدريبات متفقة مع حاجات المتعلم أو مثيرة له على الأقل لتحفزه على الممارسة .
7- يجب المزج بين النظرية المعرفية والتجريبية في خطوات التنفيذ لنصل إلى المطلوب .
تعلم وتعليم اللغة العربية
لقد أصبح من الثابت والمعروف أن اللغة تتكون من أربع مهارات هي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة , وأن اكتسابها يتم بالمران والممارسة , أي أن اكتساب اللغة يتم باستخدامها لا بحفظ قوانينها , وبعبارة أخرى إن تعلم اللغة يتم باللغة لا بالحديث عنها , وهذا ما نهدف إلى تقديمه في الصفحات التالية .
وقبل الحديث عن ذلك يجب أن نسجل ظواهر أساسية في تعليم العربية افصحى :
1- العربية الفصحى ليست نقيضا للعامية , وليست مطابقة لها , والحقيقة أن لجميع لغات العالم مستويات تتدرج من لغات المجموعات الخاصة إلى اللغة الفصحى أو المعيارية , واللغة العربية لا تختلف عن سائر لغات العالم ؛ فالفصحى تقع في قمة مستويات اللغة العربية , والعامية تقع في المستويات الدنيا لعا , وكما قال علاماء البلاغة " لكا مقام مقال " فإن للفصحى مقامات ومواقف لايجوز استخدام العامية فيها , وللعامية أيضا مواقف أخرى يصعب استخدام الفصحى فيها , ومعظم الاختلافات بين الفصحى والعامية تقع في الجانب الصرفي , وأما التراكيب فلا تختلف عنها كثيرا .
2- اللغة أصوات , وهذه الأصوات تتجمع لتكون كلمات , والكلمات تتجمع لتكون جملا , والجمل تتجمع لتكون موضوعا يعبر عن فكرة , ولكل لغة من لغات العالم قوانينها الخاصة بالأصوات , ويسمى العلم الذي يدرسها بعلم الأصوات , ولها قوانينها الخاصة بتركيب الكلمة , ويسمى العلم الذي يدرها بعلم الصرف , ولها قوانين خاصة بالتراكيب ويسمى العلم الذي يدرسها علم النحو أو التراكيب , ولها أيضا قوانين خاصة بالمعنى , ويسمى العلم الذي يدرسها بعلم المعنى .
3- قواعد اللغة الفصحى ليست قواعد النحو فقط , ولكنها مجموعة من القوانين التي تتناول الأصوات والصرف والتراكب والمعنى , وقواعد التركيب
4- صعوبة القواعد النحوية تعود إلى طريقة التدريس المتبعة أكثر مما تعود إلى القواعد نفسها , والشكوى منها مبالغ فيها ؛ إذ لكل لغات العالم قواعد تفصيلية تشبه قواعد اللغة العربية , وبعضها يفوق العربية في ذلك , ولم يناد أحد بهجر قوانين لغته أو استبدالها بأخرى بسبب صعوبة تلك القوانين .
5- الحصيلة التعليمية لخريجي المدارس في اللغة العربية متدنية , وتعكس عجزا يحرج صاحبه كثيرا , بل إن عدد خريجي الجامعة يعانون من هذا الضعف ؛ مما يعني أن المناهج القائمة والطرق المتبعة في تعليمها وتعلمها ليست قادرة على تحقيق المطلوب منها .
6- اللغة ليست معرفة نظرية لمجموعة معلومات عن قوانين وخصائص اللغة ولكنها مهرة تكتسب بالتدريب , ولذلك نجد كثير من الناس يعرفون قوانين الفصحى , ولكنهم يتعثرون عندما يحاولون الحديث بها أو استخدامها .
7- العربية الفصحى ضرورية ولازمة لنا في جميع نواحي الحياة , لأننا نقرأ ونكتب بها , ونمارس أمورنا الإدارية جميعها بها , كما أننا نتمنى ونفرح لو امتلكنا مهارة استخدمها في المحادثة .
8- للغة العربية مكانة خاصة لا تشاركها فيها آية لغة أخرى في العالم , وهي أنها لغة القران الكريم , ويجب أن نحرص عليها حرصنا على حفظ القران الكريم وفهمه .
9- يميل العلم الحديث إلى تقسيم المهارات اللغوية إلى مهارات أساسية أربع هي : الاستماع , والتحدث , والقراءة , والكتابة , ولكل مهارة من هذه المهارات مهارات فرعية تتسلسل من السهل إلى الصعب , ويبنى بعضها إلى بعض .
10- قدرة الإنسان في هذا الزمن تقاس بقدرته على تنظيم وحفظ المعلومات واسترجاعها وحسن استخدامها عند الحاجة , واللغة وسيلته في الحفظ والاستخدام والتفكير .
إننا بحاجة إلى فهم المهارات وكيفية اكتسابها , وبحاجة إلى مساندة كل معلم لتغيير النظرة إلى لغتنا الفصحى , كما أننا بحاجة إلى أن يدرك المتعلم أن بإمكانه أن يتعلم العربية الفصحى ويمارسها بيسر وسهولة كما يمارس لهجته أو أية لغة أخرى يتعلمها .