محتويات
- الفصل التاسع: عدم كفر الجهمية
- الفصل العاشر: مذهب السلف في عدم تكفير الفرق الإسلامية
- االعودة إلي كتاب الصواعق الإلهية في الرد علي الوهابية
الفصل التاسع: عدم كفر الجهمية
ثم حدث بعد هؤلاء الجهمية الفرعونية الذين يقولون ليس على العرش اله يعبد ولا لله في الارض من كلام ولاعرج بمحمد صلى الله عليه وسلم لربه وينكرون صفات الله سبحانه التي اثبتها لنفسه في كتابه واثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع على القول بها الصحابة فمن بعدهم وينكرون رؤية الله سبحانه في الاخرة ومن وصف الله سبحانه بما وصف به نفسه و وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو عندهم كافر الى غير ذلك من اقولهم وافعالهم التي هي غاية الكفر حتى اهل العلم سموهم الفرعونية تشبيها لهم بفرعون حيث انكر الله سبحانه ومع فرد عليهم الائمة وبينوا بدعتهم وضلالهم وبدعوهم وفسقوهم وجعلوهم اكفر ممن قبلهم من اهل البدع واقل تشبثاً بالشريعات وقالوا عنهم انهم قدموا عقولهم على الشرعيات وامر اهل العلم بقتل بعض دعاتهم كالجعد بن درهم وجهم بن صفوان وبعد ان قتلوا غسلوهم وصلوا عليهم ودفنوهم مع المسلمين كما ذكر ذلك الشيخ تقي الدين ولم يجروا عليهم احكام اهل الردة كما اجريتم احكام اهل الردة على من لم يقل او يفعل عشر معشار ماقالوا هؤلاء او فعلوا بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف اهواءكم وانما لم اذكر فرقة الرافضة لانهم معروفون عند الخاص والعام
وفائحهم مشهورة ومن هولاء الفرق الذين ذكرنا تشعبت الثنتان والسبعون فرقة اهل الضلالة المذكورة في السنة في قوله عليه الصلوة والسلام تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة وماسوى الثنتين والسبعين وهي الثالثة والسبعون هم الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والى آخر الدهر وهي التي لا تزال قائمة على الحق رزقنا الله اتباعهم بحوله وقوته وكلما ذكرت من اخبار هذه الفرقة فانما اخذته من كتب اهل العلم واكثر ما انقل عن ابن تيمية وابن القيم
الفصل العاشر: مذهب السلف في عدم تكفير الفرق الإسلامية
وها انا اذكر لك شيئاً مما ذكر اهل العلم من مذهب السلف عدم القول بتكفير هؤلاء الفرق الذين تقدم ذكرهم (قال) الشيخ تقي الدين في كتاب الايمان لم يكفر الامام احمد الخوارج ولا المرجئة ولا القدرية وانما المنقول عنه وعن امثاله تكفير الجهمية مع ان احمد لم يكفر اعيان الجهمية ولا كل من قال انا جهمي كفره بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا الى قولهم وامتحنو الناس وعاقبوا من لم يروفقهم بالعقوبات الغليظة ولم يكفرهم احمد وامثاله بل كان يعتقد ايمانهم وامامتهم ويدعو لهم ويرى لهم الأتمام بالصلوة خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم بما يراه لامثالهم من الائمة
وينكر ما احدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وان لم يعلموهم انه كفر كان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الامكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في اظهار السنة والدين وانكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الائمة والامة وان كانوا جهالا مبتدعين وظلمة فاسقين انتهى كلام الشيخ فتأمله تأملا خالياً عن الميل والحيف وقال الشيخ تقي الدين ايضاً من كان في قلبه الايمان بالرسول وبما جاء به وقد غلط في بعض ماتأله من البدع ولو دعى اليها فهذا ليس بكافر اصلا والخوارج كانوا من اظهر الناس بدعة وقتالا للامة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي ولا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الاثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع وكذلك سائر الاثنتين والسبعين فرقة من كان منهم منافقاً فهو كافر في الباطل ومن كان مؤمنا بالله ورسوله في الباطل لم يكن كافرا في الباطل وان كان اخطاء في التأويل كائنا من كان خطاؤه وقد يكون في بعضهم شعبة من النفاق ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الاسفل من النار ومن قال ان الثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفراً
ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة واجماع الصحابة بل واجماع الائمة الربعة وغير الاربعة فليس فيهم من كفر كل واحد من الثنتين والسبعين فرقة انتهى كلامه فتأمله وتأمل حكاية الاجماع من الصحابة وغيرهم من اهل السنة مع ماتقدم لك مما في مذاهبهم من الكفر العظيم لعلك تنتبه من هذه الهوة التي وقعت فيها انت واصحابك (وقال ابن القيم) في طرق اهل البدع الموافقون على اصل الاسلام ولكنهم مختلفون في بعض الاصول كالخوارج والمعتزلة والقدرية والرافضة والجهمية وغلات المرجئة (فهولاء اقسام) احدها الجاهل المقلد الذي لابصيرة له فهذا لا يكفر ولايفسق ولاترد شهادته اذا لم يكن قادراً على تعلم الهدى وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (القسم الثاني) متمكن من السؤال وطلب الهداية ومعرفة الحق ولكن يترك ذلك اشتغالا بدنياه ورياسته ولذاته ومعاشه فهذا مفرط مستحق للوعيد آثم بترك ما اوجب عليه من تقوى الله بحسب استطاعته
فهذا ان غلب ما فيه من البدعة والهوى على مافيه من السنة والهوى ردت شهادته وان غلب مافيه من السنة والهدى على مافيه من البدعة والهوى قبلت شهادته (الثالث) ان يسئال ويطلب ويتبين له الهدى ويترك تعصباً او معاداة لا صحابة فهذا اقل درجاته ان يكون فاسقاً وتكفيره محل اجتهاد (انتهى) كالمه فا نظره وتأمله فقد ذكر هذا التفصيل في غالب كتبه وذكر ان الأئمة واهل السنة لا يكفرونهم هذا مع ماوصفهم به من الشرك الاكبر والكفر الاكبر وبين في غالب كتبه مخازيهم ولنذكر من كلامه طرفا تصديقا لماذكرنا عنه وقال رحمه الله تعالى في المدارج المثبتون للصانع نوعان (احدهما) اهل الاشراك به في ربوبيته والاهيته كالمجوس ومن ضاهاهم من القدرية فانهم يثبتون مع الله الها آخر والمجوسية القدرية تثبت مع الله خالقا للافعال ليست افعالهم مخلوقة لله ولا مقدورة له وهي صادرة بغير مشيئته تعالى وقدرته ولا قدرة له عليها بل هم الذين جعلوا انفسهم فاعلين مريدين شيائين وحقيقة قول هولاء ان الله ليس ربا خالقا لافعال الحيوان (انتهى) كلامه وقد ذكرهم بهذا الشرك في سائر كتبه وشبههم بالمجوس الذين يقولون ان للعالم خالقين وتنظر لما تكلم على التكفير هو وشيخه كيف حكوا عدم تكفيرهم عن جميع اهل السنة حتى مع معرفة الحق والمعاندة قال كفره محل اجتهاد كما تقدم كلامه قريبا (وايضا) الجهمية ذكرهم باقبح
الاوصاف وذكر ان شركهم شرك فرعون وانهم معطلة وان المشركين اقل شركا منهم وضرب لهم مثلا في النونية وغيرها من كتبهم كالصواعق وغيرها وكذلك المعتزلة كيف وصفهم باكبر القبايح واقسم ان قولهم واحزابهم من اهل البدع لا تبقى من الايمان حبة خردل فلما تكلم على تكفيرهم في النونية لم يكفرهم بل فصل في موضع منها كمافصل في الطرف كما مر وموضع آخر فيه اهل السنة خاطئة لهؤلاء المبتدعة الذين اقسم ان قولهم لا يبقى من الايمان حبة خردل يقال واشهد علينا بانا لا نكفركم لمامعكم من الكفران اذانتم اهل الجهالة عندنا لستم اولى كفر ولا ايمان
ويأتي ان شآء الله تعالى لهذا مزيد من كلام الشيخ تقي الدين وحكاية اجماع السلف وان التكفير هو قول اهل البدع من الخوارج والمعتزلة والرافضة وقال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في كلام له في الفرقان ودخل اهل الكلام المنتسبين الى الاسلام من المعتزلة ونحوهم في بعض مقالة الصابئة والمشركين ممن لم يهتدي بهدى الله الذي ارسل به رسله من اهل الكلام والجدل صاروا يريدون ان يأخذوا مأخذهم كما خبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لتاخذن مأخذ من كان قبلكم (الحديث الصحيح) الى ان قال ان هؤلاء لمتكلمين اكثر حقاً واتبع للادلة لما تنورت به قلوبهم من نور القرأن والاسلام وان كانوا قد ضلوا في كثير مماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فوافقوا اولئك على ان الله لا يتكلم ولا تكلم كما واتقوهم على انه لا علم له ولاقدرة ولا صفة من الصفات الى ان قال فلما رأوا ان الرسل متفقة على ان الله متكلم والقرأن من اثبات قوله وكلامه صار واتارة يقولون ليس بمتكلم حقيقة بل مجازاً (وهذا قولهم) الاول لما كانوا في بدعتهم وكفرهم على الفطرة قبل ان يدخلوا في الفساد والجحود الى ان قال وهذا قول من يقول القرأن مخلوق الى ان قال وانكر هؤلاء ان يكون الله متكلماً او قائلا على الوجه الذي دلت عليه الكتب الالهية وافهمت الرسل لقومهم واتفق عليه اهل الفطر السليمة الى ان قال ونشأ بين هؤلاء الذينهم فروع الصائبة وبين المسلمين المؤمنين اتباع الرسول الخلاف فكفر هؤلاء ببعض ماجاءت به الرسل واختلفوا في كتاب الله فامنوا ببعض واتبع المؤمنون ماانزل اليهم من ربهم وعلموا ان قول هؤلاء اخبث من قول اليهود والنصارى حتى كان عبدالله بن المبارك ليقول انا لنحكي قول اليهود والنصارى ولا نحكي قول الجهمية وكان قد كثر هؤلاء الذينهم فرو