اسم الكتاب: السيرة النبوية لابن هشام أو سيرة ابن هشام وهو مختصر السيرة النبوية لابن اسحاق
المؤلف: أبو محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الحميري
التصنيف: السيرة النبوية
عدد الأجزاء: أربع مجلدات
التعريف:
المحتويات
- المجلد الأول
- ترجمة ابن هشام
- مقدمة الكتاب
- ذكر سرد النسب الزكي
- سياقة النسب من ولد إسماعيل عليه السلام
- قصة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم
- ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وفاة آمنة وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بعدها
- كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
- المجلد الثاني
- تحميل كتاب السيرة لابن هشام
ترجمة ابن هشام
اسمه: أبو محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الحميري
لقبه: ابن هشام
وفاته: توفي ابن هشام عام 218هـ، الموافق 834 ميلادي
كتبه: سيرة ابن هشام و كتاب التيجان الرواية: رواه أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري المتوفي سنة (218هـ) عن زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي.
ترجمة الكتاب: هو مختصر السيرة النبوية لابن اسحاق
مقدمة الكتاب
الحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين .
قال أبو محمد عبدالملك بن هشام النحوي : هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، واسم عبدالمطلب: شيبة بن هاشم واسم هاشم : عمرو بن عبد مناف ، واسم عبد مناف : المغيرة بن قصي واسم قصي :زيد بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة: عامر بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان بن أد ويقال: أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي - فيما يزعمون ، والله أعلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة ،وخط بالقلم - ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يأنس بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم .
قال أبو محمد عبدالملك بن هشام : حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي بهذا الذي ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى آدم عليه السلام ، وما فيه من حديث إدريس وغيره .
قال ابن هشام : وحدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي ، عن شيبان بن زهير بن شقيق بن ثور عن قتادة بن دعامة ، أنه قال :
إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - ابن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن أسرغ بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قاين ابن أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم .
منهج ابن هشام في عرضه للسيرة
قال ابن هشام : وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولده ، وأولادهم لأصلابهم، الأول فالأول ، من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يعرض من حديثهم ، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل ، على هذه الجهة للاختصار ، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب ، مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء ، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب ، ولا تفسيرا له، ولا شاهدا عليه ، لما ذكرت من الاختصار ، وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ، وأشياء بعضها يشنع الحديث به ، وبعض يسوء بعض الناس ذكره ، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته ؛ ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له ، والعلم به.
ذكر سرد النسب الزكي
من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى آدم عليه السلام قال أبو محمد عبد الملك بن هشام ( النحوي ) : هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، واسم عبد المطلب : شيبة بن هاشم واسم هاشم : عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف : المغيرة بن قصي ، ( واسم قصي : زيد ) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر [ ص: 2 ] بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة : عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ( أد ، ويقال ) : أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ [ ص: 3 ] بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي فيما يزعمون والله أعلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة ، وخط بالقلم - ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم .
سياقة النسب من ولد إسماعيل عليه السلام
أولاد إسماعيل عليه السلام و نسب أمهم
قال ابن هشام : حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال:
ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام اثني عشر رجلا : نابتا ، وكان أكبرهم ، وقيذر ، وأذبل ، ومبشا،ومسمعا، وماشى، ودما ،وأذر،وطيما، ويطور، ونبش ، وقيذما . وأمهم رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي - قال ابن هشام : ويقال : مضاض . وجرهم بن قحطان ، وقحطان أبو اليمن كلها ، وإليه يجتمع نسبها - ابن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح .
قال ابن إسحاق : جرهم بن يقطن بن عيبربن شالخ . ويقطن هو قحطان ابن عيبر بن شالخ .
عمر إسماعيل عليه السلام وموطن أمه ووفاته
قال ابن إسحاق : : وكان عمر إسماعيل فيما يذكرون مائة سنة وثلاثين سنة ، ثم مات رحمة الله وبركاته عليه ، ودفن في الحجر مع أمه هاجر، رحمهم الله تعالى .
حديث ربيعة بن نصر ملك اليمن ورؤياه ، وخبر شِقّ وسَطيح الكاهنين معه
رؤيا ربيعة بن نصر
نسب بجيلة
ربيعة بن نصر و سطيح
ربيعة بن نصر و شق
هجرة ربيعة بن نصر إلى العراق
رأي أخر في نسب النعمان بن المنذر
استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن وغزوه إلى يثرب
شئ من سيرة تبان
تبان يغضب على أهل المدينة و سبب ذلك
عمرو بن طلة ونسبه
قصة مقاتلة تبان لأهل المدينة
انصراف تبان عن إهلاك المدينة و شعر خالد في ذلك
تبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة
محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث
هدم البيت المسمى رئام
خبر لخنيعة وذي نواس
من سيرة ذي النواس
سبب وجود النصرانية بنجران
قصة أصحاب الأخدود
فيميون و عبدالله بن الثامر واسم الله الأعظم
دعوة عبدالله بن الثامر إلى التوحيد
دعوة ذي نواس إلى اليهودية
نهاية عبدالله بن الثامر
ما يروى عن ابن الثامر في قبره
مر دوس ذي ثعلبان ، و ابتداء ملك الحبشة ، و ذكر أرياط المستولي على اليمن
فرار دوس ذي ثعلبان من ذي نواس واستنجاده بقيصر
النجاشي ينصر دوسا
نهاية ذي نواس
ما كان بين أرياط و أبرهة
قصة أصحاب الفيل
بناء القليس أو كنيسة أبرهة
خروج أبرهة لهدم الكعبة
أشراف اليمن يدافعون عن البيت
رسول أبرهة إلى مكة
أنيس يشفع لعبدالمطلب
هجوم أبرهة على الكعبة
القرآن الكريم يخلد ذكر حادثة الفيل
تفسير مفردات سورتي الفيل وقريش
ما قيل في قصة الفيل من الشعر
ملك يكسوم ثم مسروق ولدَيْ أبرهة على اليمن
ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن
أصل عبادة الأصنام في أرض العرب
سبب عبادة الأصنام
القبائل العربية وأصنامها
عود إلى سياقة النسب
نسب خزاعة الفهرس الفرعى
أولاد كنانة وأمهاتهم
من يطلق عليه لقب قرشي
نسب مرة
ولدا كلاب وأمهما
نسب جعثمة
أولاد قصي وأمهم
أولاد عبد مناف وأمهاتهم
أولاد هاشم وأمهاتهم
أولاد عبدالمطلب بن هاشم
أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهاتها
حديث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
احتفار زمزم
ولاة البيت من ولد إسماعيل
استيلاء قوم كنانة و خزاعة على البيت
استبداد قوم من خزاعة بولاية البيت
صوفة ورمي بالجمار
تولي بني سعد أمر البيت بعد صوفة
ما كانت عليه عدوان من إفاضة المزدلفة
قصي يتغلب على صوفة
تولي قصي أمر مكة
ذكر ما جرى من اختلاف قريش بعد قصي وحلف المطيبين
حلف الفضول
سبب تسميته كذلك
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول
هاشم يتولى الرفادة والسقاية و ما كان يصنع إذا قدم الحاج
أفضال هاشم على قومه
المطلب يلي الرفادة والسقاية
زواج هاشم بن عبد مناف
ميلاد عبدالمطلب و سبب تسميته باسمه
وفاة المطلب و مما قيل فيه من الشعر
اسم عبد مناف وترتيب أولاده موتا
عبدالمطلب يلي السقاة والرفادة
ذكر حفر زمزم وما جرى من الخلف فيها
ذكر بئار قبائل قريش بمكة
ذكر نذر عبدالمطلب ذبح ولده
قداح هبل السبعة
عبدالمطلب يحتكم إلى القداح
خروج القداح على عبدالله
عبدالمطلب يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له
ما أشارت به عرافة الحجاز على عبدالمطلب
تنفيذ وصية العرافة ونجاة عبدالله من الذبح
ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبدالله بن عبدالمطلب
أمهات آمنة بنت وهب
قصة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم
وفاة عبدالله
ثم لم يلبث عبدالله بن عبدالمطلب ، أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن هلك ، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به .
ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن إسحاق يحدد الميلاد
رواية قيس بن مخرمة عن مولده صلى الله عليه و سلم
رواية حسان بن ثابت عن مولده صلى الله عليه وسلم
إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به
فرح جده به صلى الله عليه و سلم و التماسه له المراضع
ابن إسحاق يحدد الميلاد
قال : حدثنا أبو محمد عبدالملك ابن هشام قال : حدثنا زياد بن عبدالله البكائي محمد بن إسحاق قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، عام الفيل .
رواية قيس بن مخرمة عن مولده صلى الله عليه و سلم
قال ابن إسحاق : حدثني المطلب بن عبدالله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة ، قال :
ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل ، فنحن لدتان .
رواية حسان بن ثابت ، عن مولده صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري . قال : حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ، قال : والله إني لغلام يفعة ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب : يا معشر يهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له : ويلك ما لك ؟ قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .
قال محمد بن إسحاق : فسألت سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ، فقلت : ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ؟ فقال : ابن ستين سنة ، وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين .
إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به
قال ابن إسحاق : فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم ، أرسلت إلى جده عبدالمطلب : أنه قد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ؛ فأتاه فنظر إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن تسميه .
فرح جده به صلى الله عليه و سلم ، و التماسه له المراضع
فيزعمون أن عبدالمطلب أخذه ، فدخل به الكعبة ؛ فقام يدعو الله ، ويشكر له ما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها . والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء .
قال ابن هشام : المراضع . وفي كتاب الله تبارك وتعالى في قصه موسى عليه السلام : ( وحرمنا عليه المراضع ) .
وفاة آمنة وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بعدها
وفاة أمه صلى الله عليه وسلم
عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفاة أمه
سبب خؤولة بني عدي بن النجار لرسول الله صلى الله عليه و سلم
إجلال عبدالمطلب له صلى الله عليه وسلم و هو صغير
وفاة عبدالمطلب وما رثي به من الشعر
عبدالمطلب يطلب من بناته أن يرثينه
رثاء صفية بنت عبدالمطلب لأبيها
رثاء برة بنت عبدالمطلب لأبيها
رثاء عاتكة بنت عبدالمطلب لأبيها
رثاء أم حكيم بنت عبدالمطلب لأبيها
رثاء أميمة بنت عبدالمطلب لأبيها
رثاء أروى بنت عبدالمطلب لأبيها
إعجاب عبدالمطلب بالرثاء
رثاء حذيفة بن غانم لعبدالمطلب
ولاية العباس على سقاية زمزم
قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب ، وجده عبدالمطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه ، ينبته الله نباتا حسنا لما يريد به من كرامته ؛ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين ، توفيت أمة آمنه بنت وهب .
عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفاة أمه
قال ابن إسحاق : حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم :
أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين بالأبواء ، بين مكة والمدينة ، وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار ، تزيره إياهم ، فماتت وهي راجعة به إلى مكة .
سبب خؤولة بني عدي بن النجار لرسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ابن هشام : أم عبدالمطلب بن هاشم : سلمى بنت عمرو النجارية . فهذه الخؤولة التي ذكرها ابن إسحاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم .
إجلال عبدالمطلب له صلى الله عليه وسلم و هو صغير
قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؛ قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر ، حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبدالمطلب ، إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني ، فوالله إن له لشأنا ؛ ثم يجلسه معه على الفراش ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع .
وفاة عبدالمطلب وما رثي به من الشعر
وفاة عبدالمطلب ، و ما قيل فيه من الشعر
فلما بلغ روس الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين هلك عبدالمطلب بن هاشم . وذلك بعد الفيل بثماني سنين .
قال ابن إسحاق : وحدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن العباس ، عن بعض أهله :
أن عبدالمطلب توفي ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين .
عبدالمطلب يطلب من بناته أن يرثينه
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن سعيد بن المسيب
أن عبدالمطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته ، وكن ست نسوة : صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن : ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت .
قال ابن هشام : ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر ، إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب كتبناه .
كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولاية أبي طالب لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم
اللهبي العائف
قصة بحيرى
بحيرى يحتفي بتجار قريش
بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليه وسلم
بحيرى يوصي أبا طالب بمحمد صلى الله عليه وسلم
بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صلى الله عليه وسلم الشر
محمد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الأخلاق
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن حفظ الله له
كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبدالمطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبدالمطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبدالله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا طالب أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم .
قال ابن هشام : عائذ بن عمران بن مخزوم
ولاية أبي طالب لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ابن إسحاق : وكان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده ، فكان إليه ومعه .
اللهبي العائف
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، أن أباه حدثه : أن رجلا من لهب - قال ابن هشام : ولهب : من أزد شنوءة - كان عائفا ، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم .
قال : فأتى به أبو طالب وهو غلام ، مع من يأتيه ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شغله عنه شيء ، فلما فرغ قال : الغلام علي به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيَّبه عنه ، فجعل يقول : ويلكم ، ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا ، فوالله ليكونن له شأن . قال : فانطلق أبو طالب .
قصة بحيرى
محمد صلى الله عليه وسلم يخرج مع عمه إلى الشام
قال ابن إسحاق : ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل ، وأجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يزعمون - فرق له أبو طالب وقال : والله لأخرجن به معي ، ولا يفارقني ، ولا أفارقه أبدا ، أو كما قال .
فخرج به معه .
بحيرى يحتفي بتجار قريش
فلما نزل الركب بُصرى من أرض الشام ، وبها راهب يقال له بحيرى في صومعه له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب ، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر .
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام . فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه و هو في صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في صومعته ، في الركب حين أقبلوا ، وغمامة تظله من بين القوم .
قال : ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه . فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة ، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها ؛ فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ، وقد أمر بذلك الطعام ، فصنع ثم أرسل إليهم ، فقال : إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم ، صغيركم وكبيركم ، وعبدكم وحركم : فقال له رجل منهم : والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم ، فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا ، فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم .
فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم ، لحداثة سنه ، في رحال القوم تحت الشجرة ؛ فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ، فقال : يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له : يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدث القوم سنا ، فتخلف في رحالهم ؛ فقال : لا تفعلوا ، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم . قال : فقال رجل من قريش مع القوم : واللات والعزى ، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالله بن عبدالمطلب عن طعام من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم .
بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليه وسلم
فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده ، قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، فقال له : يا غلام ، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ وإنما قال له بحيرى ذلك ، لأنه سمع قومه يحلفون بهما . فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : لا تسألني باللات والعزى شيئا ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ؛ فقال له بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ فقال له : سلني عما بدا لك .
فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ، ثم نظر إلى ظهره ، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده .
قال ابن هشام : وكان مثل أثر المحجم .
بحيرى يوصي أبا طالب بمحمد صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : فلما فرغ ، أقبل على عمه أبي طالب ، فقال له : ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؛ قال : فإنه ابن أخي ؛ قال : فما فعل أبوه ؟ قال : مات وأمه حبلى به ؛ قال : صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده ، واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم ، فأسرع به إلى بلاده .
بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صلى الله عليه وسلم الشر
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام ؛ فزعموا فيما روى الناس : أن زريرا وتماما ودريسا ، وهم نفر من أهل الكتاب ، قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى في ذلك السفر ، الذي كان فيه مع عمه أبي طالب ، فأرادوه فردهم عنه بحيرى ، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته ، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم ، وصدقوه بما قال ، فتركوه وانصرفوا عنه :
محمد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الأخلاق
فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد به من كرامته ورسالته ، حتى بلغ أن كان رجلا ، وأفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال ، تنـزها وتكرما ، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين ، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن حفظ الله له
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته ، أنه قال :
لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان ، كلنا قد تعرى ، وأخذ إزاره فجعله على رقبته ، يحمل عليه الحجارة ؛ فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر ، إذ لكمني لاكم ما أراه ، لكمة وجيعة ، ثم قال : شد عليك إزارك ؛ قال : فأخذته وشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي .
حرب الفجار
سببها
قال ابن هشام : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة ، فيما حدثني أبو عبيدة النحوي ، عن أبي عمرو بن العلاء ، هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معها من كنانة ، وبين قيس عيلان .
وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر ؛ فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة : أتجيرها على كنانة ؟ قال : نعم ، وعلى الخلق كله . فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته ، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال بالعالية ، غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام ، فلذلك سمي الفجار .
قتال هوازن لقريش
قال ابن هشام : فأتى آت قريشا ، فقال : إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم ، ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم ، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ، ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم ، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .
الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد القتال وهو صغير
وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم ، أخرجه أعمامه معهم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت أُنَبِّل على أعمامي : أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها .
سن رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حرب الفجار
قال ابن إسحاق : هاجت حرب الفجار ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة .
سبب تسمية هذا اليوم بالفجار
وإنما سمي يوم الفجار بما استحل هذان الحيان ، كنانة وقيس عيلان ، فيه من المحارم بينهم.
تحميل كتاب السيرة لابن هشام
يمكنك تحميل هذا الكتاب علي الرواط التالية كل الملف علي شكل بي دي إيف PDF
- المجلد الأول
- المجلد الثاني
- المجلد الثالث
- المجلد الرابع