أسم الكتاب: أولياء الله بين المفهوم الصوفي والمنهج السني السلفي
اسم المؤلف: عبد الرحمن دمشقية
عدد الأجزاء: 1
التصنيف: التصوف
محتويات
اسم المؤلف: عبد الرحمن دمشقية
عدد الأجزاء: 1
التصنيف: التصوف
- قاعدة ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي
- أصح التعاريف للكرامة
- لماذا كانت الكرامة
- غلوا المتصوف في الكرامات
- نماذج من كراماتهم
- المصادر
- العودة الي كتاب أولياء الله بين المفهوم الصوفي والمنهج السني السلفي
قاعدة ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي
تتردد هذه العبارة، من غير تدبر ولا تفحص لمعناها الموحي بتساوي المعجزة والكرامة. وإن المرء ليتساءل: أتعني هذه القاعدة جواز:
* أن ينفلق البحر على يد الولي كما حصل لموسى ؟
* أو يخلق الولي من الطين طيراً كما حصل لعيسى ؟
* أو ينشق للولي القمر كما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
فإن كرامة الولي مهما عظمت لا يجوز مساواتها بمعجزة النبي، ولا يجوز أن يقال أنه يمكن للولي أن يحصل له مثل ما حصل للنبي. يقول ابن تيمية: ((ومعجزات الأنبياء فوق [كرامات الأولياء] فانشقاق القمر والإتيان بالقرآن، وانقلاب العصا حية، وخروج الدابة من صخرة وكذلك خلق الطير من الطين لم يكن مثله للأولياء. فإن للأنبياء آيات صغارا وكبارا كما قال تعالى ) فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (([1]). فلله تعالى آية كبيرة وصغيرة.
وقال عن نبيه محمد ) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكبرى( فالآيات الكبرى مختصة بالأنبياء، وأما الآيات الصغرى فقد تكون للصالحين مثل تكثير الطعام فهذا قد وجد لغير واحد من الصالحين، لكن لم يوجد كما وجد للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أطعم الجيش في شيء يسير، فقد يوجد لغيرهم من جنس ما وجد لهم لكن لا يماثلون في قدره.
فهم مختصون:
* إما بجنس الآيات، فلا يكون لمثلهم كالإتيان بالقرآن، وانشقاق القمر، وقلب العصا حية.
* وإما بقدرها وكيفيتها كنار الخليل، فإن أبا مسلم الخولاني وغيره صارت النار عليهم بردا وسلاما، لكن لم تكن مثل نار إبراهيم في عظمتها كما وصفوها فهو مشارك للخليل
في جنس الآية كما هو مشارك في جنس الإيمان محبة الله وتوحيده ([2]). ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليريه الله من آياته الكبرى بخلاف من تحمله الجن من مكان إلى مكان لا ليريه الله من آياته الكبرى، ولا يعرج به إلى السماء الدنيا ([3]).
* فكرامات الصالحين هي من آيات الأنبياء.. ولكن ليست من آياتهم الكبرى))([4]).
* فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم، ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم([5]).
وفي الختام يؤكد ابن تيمية:
أن الله فضل الأنبياء على غيرهم، وفضل بعض النبيين على بعض، فلا بد أن يمتاز الفاضل بما لا يقدر المفضول على مثله إذ لو أتى بمثل ما أتى لكان مثله لا دونه))([6]).
أصح التعاريف للكرامة
وبعد هذه الجولة نضع التعريف البديل، وأنسب ما في ذلك تعريف ابن تيمية عن آيات الأولياء:
* ((بأنها من جملة آيات الأنبياء لأنها مسلتزمة لنبوتهم ولصدق الخبر بنبوتهم))([7]). إذ بهذا التعريف يتم اجتناب ما وقع فيه الأشاعرة وغيرهم كالقاضي وغيره.
* أولا: رفع المعجزة فوق خوارق الجميع.
* ثانيا: التفريق بين المعجزات وبين الكرامات وأن الثانية تبع للأولى ودليل من أدلة صحة النبوة.
* ثالثا: رفع الكرامة عن أن تكون من جنس مخاريق السحرة والكهان.
* رابعا: معرفة السبب الذي من أجله تحصل الكرامة أن لله فيها حكمة وليست لمجرد نزوات الشيخ وتبعا لمشيئته وإرادته([8]) ولهذا يرتب ابن تيمية هذه الأجناس الثلاثة إلى ثلاث مراتب:
* آيات الأنبياء.
* كرامات الصالحين.
* خوارق الكفار والفجار والسحرة والكهان([9]). وذلك احترازاً منه عن تسمية الجميع خوارق عادة. فان ما أتى به النبي أعظم عند المسلم مما أتى به الولي.
لماذا كانت الكرامة
سؤال مهم يجب أن نتعرف على جوابه بصدق وتجرد؛ لأن الخطأ في فهم الولي وفهم الكرامة أديا إلى انحراف عظيم، وفتحا بابا لخدع وحيل الشياطين التي صارت تظهر لرجال التصوف بمظهر رجال الغيب والخضر وغير ذلك، وأخذت عندهم قبولا وسروا ظنوها كرامات وكشوفات، ولم تكن في الحقيقة سوى مخادعات. ثم لم يعد هناك ضابط للكرامة، ومعرفة بسببها. وغاب عنهم أن الكرامة ما كانت إلا لنصرة الدين وإقامة السنة وتأييد ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فهي كما- يصفها ابن تيمية- ((من دلائل النبوة ومن جملة آياتهم فإنها مستلزمة لنبوتهم ولصدق الخبر بنبوتهم))([10]) فلا يمكن من لا يصدق النبي أن يعارضهم. مثال ذلك:
* ما حدث للأسود العنسي الذي قال لأبي مسلم الخولاني: أتشهد أني رسول الله؟ فقال: ما أسمع. قال: أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال: نعم. فألقاه النار فصارت عليه بردا وسلاما. ([11]).
* ومثل المؤمن الذي يقتله الدجال ثم يحييه فيقوم فيقول: أنت الأعور الكذاب الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، فيريد الدجال أن يقتله فلا يقدر على ذلك.
قال ابن تيمية ((فهذا الرجل يقوم بعد أن يقتله الدجال ويقول للدجال: أنت الأعور الكذاب، فيعجزه عن قتله ثانيا- مع تكذيب الرجل له بعد أن قتله، وشهادته للرسول محمد بالرسالة- هو من خوارق العادات التي لا توجد إلا لمن شهد للأنبياء بالرسالة، وهذا الرجل من خيار أهل الأرض من المسلمين. فهذا الخارق الذي جرى فيه هو من خصائص من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة، فهو من أعلام النبوة ودلائلها)).
((ومعلوم أن إحياء الله له لم يكن معجزة للدجال ولا ليبين بها صدقه، لكن أحياه ليكذب الدجال وليبين أن محمدا رسول الله، وأن الدجال كذاب، وأنه هو الأعور الكذاب الذي أنذر به النبي ([12]).
* ولا ننسى قصة خالد بن الوليد حين شرب السم ولم يضره.
* وقصة عمر حين نادى سارية. فهذه كرامات حصلت لتأييد الدين وإعلاء كلمته، فلا تحدث حسبما يهواه الولي الذي يروي الصوفية أنه يشتهي اليوم طعاما فتتنزل عليه رجال الغيب بما يشتهي، أو ينام فيرى النبي يعطيه الرغيف فيفيق ويجد نفسه ممسكا به، إلى غير ذلك من حكاياتهم([13]) التي ضحك علينا بسببها أعداء هذا الدين.
وإنما للكرامة غاية سامية شريفة ولحدوثها سبب مهم يحصل به تأييد وتأكيد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
أما هذه الحكايات فتجدها خالية عن أي سبب بل منها ما يناقض الدين ويطعن في النبوة بل والألوهية.
ثم صار منها ما يحكي خروج الميت يخرج من قبره ليقضي الحوائج ويتصرف في الكون ويربي المريدين وهو في قبره، فهل هذه كرامات من عند الله؟!!
غلو المتصوف في الكرامات
وقد غلا المتصوفة في شأن الكرامات وأدت إلى انحرافات عديدة:
* فمنها ما خالف صريح الكتاب والسنة.
* ومنها ما كان تشبها بالنبي وأحواله ومعجزاته.
* ومنها ما كان فيه منازعة لمقام الألوهية.
* ومنها ما يحث على العكوف عند القبور ودعاء الأموات والاستغاثة بهم والتحدث بخصائص وقدرات أصحاب القبور.
نماذج من كراماتهم
* مثاله ما نقله الغزالي عن التستري ((أن لله عبادا لو سألوه إلا يقيم القيامة لما أقامها، وكذلك ما نقلوه عن ذي النون أن من عباد الله من لو سأله زوال الدنيا لأزالها له))([14]).
- وذكروا أن شخصا دخل على الرفاعي وعلى جبهته مكتوب سطر الشقاوة فمحاه الشيخ ببركته ([15]).
- وكان يقول ((كل شيخ لا يغير صفات تلميذه ويكتب الشقي سعيدا فما هو عندنا برجل ))([16]).
- وقال أحمد الرفاعي ((أعلم أني لما دعيت إلى هذا الأمر حملت إلى قبلة هذا البلد وشق صدري ملك من الملائكة المقربين فأخرج منه شيئا مظلما وغسله بماء الحيوات من الرياء وسؤ الخلق وكل ما كان للشيطان فيه نصيب، كل ذلك وأنا أنظر بعيني كما فعل برسول الله ([17]).
- وزعم الشعراني أن مما من الله به عليه ((نوم عيني دون قلبي بحكم الإرث لرسول الله([18]).
- ويروي أصحاب طبقات الصوفية أن علي بن محمد الدينوري أوتي حرف [كن] لكنه قال ((تركت قولي للشيء كن فيكون تأدبا مع الله))([19]).
- ولذلك كانت أول الكرامات عند الصوفية ((إحياء الموتى))([20]). وهذا الاعتقاد مبني عندهم على ما قاله الشعراني أن الله يقول ((يا بني أدم أطيعوني أطعكم، واختاروني أختركم، وأحبوني أحبكم، وراقبوني أراقبكم، وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون))([21]). فهل حقا يعطي الله الكلمة- التي خلق بها الخلق- إلى مخلوق ليخلق بها؟ وما حكم من يتفوه بمثل هذا الكفر؟.
يجيب ابن تيمية على ذلك فيقول ((ومن قال إن أحدا من أولياء الله يقول للشيء كن فيكون فأنه يستتاب، فأن تاب و إلا قتل، فأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى))([22]).
- وقد يستعملون لفظا آخر أكثر انتشارا بينهم وهو ((التصرف في الكون)) فالشيخ سويد السنجاري يعتبر واحدا ممن ملكهم الله تعالى التصرف في العالم ([23]).
- والشيخ حياة بن قيس الحراني متصرف حين كان حيا ومتصرف بعد موته ([24]).
- ونسب إلى الشيخ الرفاعي قوله بأنه ((لا يزال الولي يرتقي وترتفع منزلته حتى يكلفه الله مهمة ما بين السموات والأرض، ثم لا يزال يرتقي من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث، ثم ترتفع صفته إلى أن يصير صفة من صفات الحق تعالى فيطلعه على غيبه حتى: لا تنبت شجرة ولا تخضر ورقة ألا بنظره))([25]).
* وأما الثاني: فقد حثوا الناس على الاستغاثة بالأولياء ومشايخ الصوفية.- فالشيخ غياث ((يستغيث به تجار اليمن في شدائد البحر ومضايق البر))([26]).
*والشيخ أحمد بن علوان ((يستغيث به أهل المراكب إذا مسهم الضر في البحر))([27]).
- ويذيع القشيري نداء معروف الكرخي ((إذا كانت لك حاجة إلى ، الله فأقسم عليه بي)) ثم يذكر القشيري أن قبر معروف الكرخي يستشفى به، وأنه أي لترياق المجرب))([28]) وروى قصة مفادها أن أحد المتصوفة جاء إلى أبي يعقوب السوسي يخبره أنه سيموت غدا ظهرا وأوصاه بدفنه، فلما وضعه في اللحد فتح عينيه فقال أبو يعقوب ((أحياة بعد الموت؟ فقال: أنا حي وكل محب لله حي))([29]) .
- ((فالعارفون لا يموتون وإنما ينقلون من دار إلى دار!! ([30]).
- وقال أخر ((أنا من المتصرفين في قبورهم فمن كانت له حاجة فليأت إلى قبري وليطلب حاجته أقضها له ([31]).
- وزاد أخر ((وادعوني فأني أحضركم أينما كنتم))([32]) وزعم بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ((أن أردت أن يفتح الله عليك فخذ من قبر الضرير شيئا وابتلعه على الريق ففعل))([33]).
- وجاء شارح جوهرة التوحيد ليبرر هذا الانحراف فذهب إلي لزوم أثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الممات وذكر أن جمهور أهل السنة ([34])ذهبوا إلى ذلك. ثم قال ((ولذا قيل: من لم تظهر كراهته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق، قال الشعراني ((ذكر لي بعض المشايخ ([35])أن الله تعالى يوكل بقبر الولي ملكا يقضي الحوائج، وتارة يخرج الولي من قبره ويقضيها بنفسه))([36]) انتهى
- وذكر الشعراني أن غالب الأولياء لهم السراح والإطلاق في قبورهم وأنهم يذهبون ويجيئون متى شاؤا ثم حكى عن نفسه أنه ذهب إلى قبر ابن الفارض فلم يجده ([37]) في قبره ثم جاء ابن الفارض بعد أن لك وقال له ((أعذرني فأني كنت في حاجة))([38]).
وهكذا صار القبر مسجدا يأوي إليه ذوو الحاجات، وصار الولي قبلة الدعاء حيا كان أو ميتا، ومحط الآمال. وهذه عودة إلى الزلة الأولى التي وقع قوم نوح حين اتخذوا قبور صالحي قوم نوح (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر)([39]) مسجدا. وهذا تحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان))([40]).
المصادر
([1]) النازعات 20.
([2]) النبوات 198- 199.
([3]) هذه المسألة دقيقة جدا وتظهر فقه هذا الرجل فإن كتب الصوفية- وهم أشاعرة أو ما تريديه في الاعتقاد- مليئة بقصص شبيهة بمعجزات الأنبياء بل قد تزيد مثل عروج مشايخهم إلى السماء وأن الشيخ بهاء الدين نقشبند له كل يوم عروج إلى ما فوق عرش الرحمن وكذلك عثمان السالم أبادي يعرج كل يوم إلى السماء ويغير ما في اللوح المحفوظ بلا معارضة (قلادة الجواهر 193و 199) وأن الشمس قد توقفت لهم، وأن الملائكة شقت قلب الرفاعي وأخرجت منه شيئا مظلما مثلما فعلوا للنبي صلى الله عليه وسلم (قلادة الجواهر 141) وأنه أمسك عظام طير ثم نفخ فيها وقال كوني حية بإذن الله (قلادة الجواهر 73 وإرشاد المسلمين 124 وأنظر جامع كرامات الأولياء 2: 151 وغير هذا كثير لا يحصى. كما ستراه في الفصل القادم.
([4]) النبوات 282.
([5]) النبوات 4.
([6]) النبوات 218.
([7]) النبوات 205.
([8]) سيأتي بحث هذه المسألة بالتفصيل في الفصل القادم.
([9]) أنظر النبوات 4.
([10]) النبوات 205.
([11]) أنظر البداية والنهاية 6: 267- 269.
([12]) النبوات 215.
([13]) سنوردها فيها بعد.
([14]) أحياء علوم الدين 4: 356 وقد أنكر الشعراني أن يرد في كلام الغزالي شيء كهذا، أنظر لطائف المنن 199- 200 وأنظر حلية الأولياء لأبي نعيم 9: 394.
([15]) قلادة الجواهر 103 طبقات الصوفية لابن الملقن 98.
([16]) قلادة الجواهر 94.
([17]) قلادة الجواهر 141 الفجر المنير 8.
([18]) لطائف المنن 221.
([19]) جامع كرامات الأولياء 2: 158.
([20]) الكواكب الدرية 11.
([21]) طبقات الشعراني 1: 142.
([22]) مختصر الفتاوى المصرية 589.
([23]) طبقات الشعراني 1: 152.
([24]) طبقات الشعراني 1: 153 جامع كرامات الأولياء 1: 410- 411.
([25]) الفجر المنير 20 طبقات الشعراني 1: 143 قلادة الجواهر 147- 148.
([26]) جامع كرامات الأولياء 2: 33.
([27]) جامع كرامات الأولياء 1: 318.
([28]) الرسالة القشيرية 9 قلادة الجواهر 437.
([29]) الرسالة القشيرية 171.
([30]) قال ذلك الجنيد.
([31]) لطائف المنن 198.
([32]) طبقات الشعراني 2: 96و 105 وجامع كرامات الأولياء 2: 115.
([33]) جامع كرامات الأولياء 2: 117.
([34]) يعني أهل سنته.
([35]) دليله ((قال المشايخ. لأنه لا دليل على هذا الشرك من الله ورسوله))
([36]) شرح جوهرة التوحيد 153 للشيخ إبراهيم الباجوري ط دار الكتب العلمية ط بيروت 1983.
([37]) قوله ((لم أجده)) ذكر الشعراني أن مما أنعم الله به عليه معرفته ومكاشفته للولي هل هو في القبر أم أنه خرج لحاجة (أنظر لطائف المنن 232).
([38]) لطائف المنن 232.
([39]) مع أنه صاحب المقولة المشهورة وقد قيل ((كم من ضريح يزار وصاحبه في النار)) لطائف المنن 109.
([40]) أخرجه البخاري في الأمارة (1920) وأبو داود (32) وخرجه الألباني في مشكاة المصابيح (5406).
تتردد هذه العبارة، من غير تدبر ولا تفحص لمعناها الموحي بتساوي المعجزة والكرامة. وإن المرء ليتساءل: أتعني هذه القاعدة جواز:
* أن ينفلق البحر على يد الولي كما حصل لموسى ؟
* أو يخلق الولي من الطين طيراً كما حصل لعيسى ؟
* أو ينشق للولي القمر كما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
فإن كرامة الولي مهما عظمت لا يجوز مساواتها بمعجزة النبي، ولا يجوز أن يقال أنه يمكن للولي أن يحصل له مثل ما حصل للنبي. يقول ابن تيمية: ((ومعجزات الأنبياء فوق [كرامات الأولياء] فانشقاق القمر والإتيان بالقرآن، وانقلاب العصا حية، وخروج الدابة من صخرة وكذلك خلق الطير من الطين لم يكن مثله للأولياء. فإن للأنبياء آيات صغارا وكبارا كما قال تعالى ) فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (([1]). فلله تعالى آية كبيرة وصغيرة.
وقال عن نبيه محمد ) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكبرى( فالآيات الكبرى مختصة بالأنبياء، وأما الآيات الصغرى فقد تكون للصالحين مثل تكثير الطعام فهذا قد وجد لغير واحد من الصالحين، لكن لم يوجد كما وجد للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أطعم الجيش في شيء يسير، فقد يوجد لغيرهم من جنس ما وجد لهم لكن لا يماثلون في قدره.
فهم مختصون:
* إما بجنس الآيات، فلا يكون لمثلهم كالإتيان بالقرآن، وانشقاق القمر، وقلب العصا حية.
* وإما بقدرها وكيفيتها كنار الخليل، فإن أبا مسلم الخولاني وغيره صارت النار عليهم بردا وسلاما، لكن لم تكن مثل نار إبراهيم في عظمتها كما وصفوها فهو مشارك للخليل
في جنس الآية كما هو مشارك في جنس الإيمان محبة الله وتوحيده ([2]). ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليريه الله من آياته الكبرى بخلاف من تحمله الجن من مكان إلى مكان لا ليريه الله من آياته الكبرى، ولا يعرج به إلى السماء الدنيا ([3]).
* فكرامات الصالحين هي من آيات الأنبياء.. ولكن ليست من آياتهم الكبرى))([4]).
* فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم، ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم([5]).
وفي الختام يؤكد ابن تيمية:
أن الله فضل الأنبياء على غيرهم، وفضل بعض النبيين على بعض، فلا بد أن يمتاز الفاضل بما لا يقدر المفضول على مثله إذ لو أتى بمثل ما أتى لكان مثله لا دونه))([6]).
أصح التعاريف للكرامة
وبعد هذه الجولة نضع التعريف البديل، وأنسب ما في ذلك تعريف ابن تيمية عن آيات الأولياء:
* ((بأنها من جملة آيات الأنبياء لأنها مسلتزمة لنبوتهم ولصدق الخبر بنبوتهم))([7]). إذ بهذا التعريف يتم اجتناب ما وقع فيه الأشاعرة وغيرهم كالقاضي وغيره.
* أولا: رفع المعجزة فوق خوارق الجميع.
* ثانيا: التفريق بين المعجزات وبين الكرامات وأن الثانية تبع للأولى ودليل من أدلة صحة النبوة.
* ثالثا: رفع الكرامة عن أن تكون من جنس مخاريق السحرة والكهان.
* رابعا: معرفة السبب الذي من أجله تحصل الكرامة أن لله فيها حكمة وليست لمجرد نزوات الشيخ وتبعا لمشيئته وإرادته([8]) ولهذا يرتب ابن تيمية هذه الأجناس الثلاثة إلى ثلاث مراتب:
* آيات الأنبياء.
* كرامات الصالحين.
* خوارق الكفار والفجار والسحرة والكهان([9]). وذلك احترازاً منه عن تسمية الجميع خوارق عادة. فان ما أتى به النبي أعظم عند المسلم مما أتى به الولي.
لماذا كانت الكرامة
سؤال مهم يجب أن نتعرف على جوابه بصدق وتجرد؛ لأن الخطأ في فهم الولي وفهم الكرامة أديا إلى انحراف عظيم، وفتحا بابا لخدع وحيل الشياطين التي صارت تظهر لرجال التصوف بمظهر رجال الغيب والخضر وغير ذلك، وأخذت عندهم قبولا وسروا ظنوها كرامات وكشوفات، ولم تكن في الحقيقة سوى مخادعات. ثم لم يعد هناك ضابط للكرامة، ومعرفة بسببها. وغاب عنهم أن الكرامة ما كانت إلا لنصرة الدين وإقامة السنة وتأييد ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فهي كما- يصفها ابن تيمية- ((من دلائل النبوة ومن جملة آياتهم فإنها مستلزمة لنبوتهم ولصدق الخبر بنبوتهم))([10]) فلا يمكن من لا يصدق النبي أن يعارضهم. مثال ذلك:
* ما حدث للأسود العنسي الذي قال لأبي مسلم الخولاني: أتشهد أني رسول الله؟ فقال: ما أسمع. قال: أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال: نعم. فألقاه النار فصارت عليه بردا وسلاما. ([11]).
* ومثل المؤمن الذي يقتله الدجال ثم يحييه فيقوم فيقول: أنت الأعور الكذاب الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، فيريد الدجال أن يقتله فلا يقدر على ذلك.
قال ابن تيمية ((فهذا الرجل يقوم بعد أن يقتله الدجال ويقول للدجال: أنت الأعور الكذاب، فيعجزه عن قتله ثانيا- مع تكذيب الرجل له بعد أن قتله، وشهادته للرسول محمد بالرسالة- هو من خوارق العادات التي لا توجد إلا لمن شهد للأنبياء بالرسالة، وهذا الرجل من خيار أهل الأرض من المسلمين. فهذا الخارق الذي جرى فيه هو من خصائص من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة، فهو من أعلام النبوة ودلائلها)).
((ومعلوم أن إحياء الله له لم يكن معجزة للدجال ولا ليبين بها صدقه، لكن أحياه ليكذب الدجال وليبين أن محمدا رسول الله، وأن الدجال كذاب، وأنه هو الأعور الكذاب الذي أنذر به النبي ([12]).
* ولا ننسى قصة خالد بن الوليد حين شرب السم ولم يضره.
* وقصة عمر حين نادى سارية. فهذه كرامات حصلت لتأييد الدين وإعلاء كلمته، فلا تحدث حسبما يهواه الولي الذي يروي الصوفية أنه يشتهي اليوم طعاما فتتنزل عليه رجال الغيب بما يشتهي، أو ينام فيرى النبي يعطيه الرغيف فيفيق ويجد نفسه ممسكا به، إلى غير ذلك من حكاياتهم([13]) التي ضحك علينا بسببها أعداء هذا الدين.
وإنما للكرامة غاية سامية شريفة ولحدوثها سبب مهم يحصل به تأييد وتأكيد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
أما هذه الحكايات فتجدها خالية عن أي سبب بل منها ما يناقض الدين ويطعن في النبوة بل والألوهية.
ثم صار منها ما يحكي خروج الميت يخرج من قبره ليقضي الحوائج ويتصرف في الكون ويربي المريدين وهو في قبره، فهل هذه كرامات من عند الله؟!!
غلو المتصوف في الكرامات
وقد غلا المتصوفة في شأن الكرامات وأدت إلى انحرافات عديدة:
* فمنها ما خالف صريح الكتاب والسنة.
* ومنها ما كان تشبها بالنبي وأحواله ومعجزاته.
* ومنها ما كان فيه منازعة لمقام الألوهية.
* ومنها ما يحث على العكوف عند القبور ودعاء الأموات والاستغاثة بهم والتحدث بخصائص وقدرات أصحاب القبور.
نماذج من كراماتهم
* مثاله ما نقله الغزالي عن التستري ((أن لله عبادا لو سألوه إلا يقيم القيامة لما أقامها، وكذلك ما نقلوه عن ذي النون أن من عباد الله من لو سأله زوال الدنيا لأزالها له))([14]).
- وذكروا أن شخصا دخل على الرفاعي وعلى جبهته مكتوب سطر الشقاوة فمحاه الشيخ ببركته ([15]).
- وكان يقول ((كل شيخ لا يغير صفات تلميذه ويكتب الشقي سعيدا فما هو عندنا برجل ))([16]).
- وقال أحمد الرفاعي ((أعلم أني لما دعيت إلى هذا الأمر حملت إلى قبلة هذا البلد وشق صدري ملك من الملائكة المقربين فأخرج منه شيئا مظلما وغسله بماء الحيوات من الرياء وسؤ الخلق وكل ما كان للشيطان فيه نصيب، كل ذلك وأنا أنظر بعيني كما فعل برسول الله ([17]).
- وزعم الشعراني أن مما من الله به عليه ((نوم عيني دون قلبي بحكم الإرث لرسول الله([18]).
- ويروي أصحاب طبقات الصوفية أن علي بن محمد الدينوري أوتي حرف [كن] لكنه قال ((تركت قولي للشيء كن فيكون تأدبا مع الله))([19]).
- ولذلك كانت أول الكرامات عند الصوفية ((إحياء الموتى))([20]). وهذا الاعتقاد مبني عندهم على ما قاله الشعراني أن الله يقول ((يا بني أدم أطيعوني أطعكم، واختاروني أختركم، وأحبوني أحبكم، وراقبوني أراقبكم، وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون))([21]). فهل حقا يعطي الله الكلمة- التي خلق بها الخلق- إلى مخلوق ليخلق بها؟ وما حكم من يتفوه بمثل هذا الكفر؟.
يجيب ابن تيمية على ذلك فيقول ((ومن قال إن أحدا من أولياء الله يقول للشيء كن فيكون فأنه يستتاب، فأن تاب و إلا قتل، فأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى))([22]).
- وقد يستعملون لفظا آخر أكثر انتشارا بينهم وهو ((التصرف في الكون)) فالشيخ سويد السنجاري يعتبر واحدا ممن ملكهم الله تعالى التصرف في العالم ([23]).
- والشيخ حياة بن قيس الحراني متصرف حين كان حيا ومتصرف بعد موته ([24]).
- ونسب إلى الشيخ الرفاعي قوله بأنه ((لا يزال الولي يرتقي وترتفع منزلته حتى يكلفه الله مهمة ما بين السموات والأرض، ثم لا يزال يرتقي من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث، ثم ترتفع صفته إلى أن يصير صفة من صفات الحق تعالى فيطلعه على غيبه حتى: لا تنبت شجرة ولا تخضر ورقة ألا بنظره))([25]).
* وأما الثاني: فقد حثوا الناس على الاستغاثة بالأولياء ومشايخ الصوفية.- فالشيخ غياث ((يستغيث به تجار اليمن في شدائد البحر ومضايق البر))([26]).
*والشيخ أحمد بن علوان ((يستغيث به أهل المراكب إذا مسهم الضر في البحر))([27]).
- ويذيع القشيري نداء معروف الكرخي ((إذا كانت لك حاجة إلى ، الله فأقسم عليه بي)) ثم يذكر القشيري أن قبر معروف الكرخي يستشفى به، وأنه أي لترياق المجرب))([28]) وروى قصة مفادها أن أحد المتصوفة جاء إلى أبي يعقوب السوسي يخبره أنه سيموت غدا ظهرا وأوصاه بدفنه، فلما وضعه في اللحد فتح عينيه فقال أبو يعقوب ((أحياة بعد الموت؟ فقال: أنا حي وكل محب لله حي))([29]) .
- ((فالعارفون لا يموتون وإنما ينقلون من دار إلى دار!! ([30]).
- وقال أخر ((أنا من المتصرفين في قبورهم فمن كانت له حاجة فليأت إلى قبري وليطلب حاجته أقضها له ([31]).
- وزاد أخر ((وادعوني فأني أحضركم أينما كنتم))([32]) وزعم بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ((أن أردت أن يفتح الله عليك فخذ من قبر الضرير شيئا وابتلعه على الريق ففعل))([33]).
- وجاء شارح جوهرة التوحيد ليبرر هذا الانحراف فذهب إلي لزوم أثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الممات وذكر أن جمهور أهل السنة ([34])ذهبوا إلى ذلك. ثم قال ((ولذا قيل: من لم تظهر كراهته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق، قال الشعراني ((ذكر لي بعض المشايخ ([35])أن الله تعالى يوكل بقبر الولي ملكا يقضي الحوائج، وتارة يخرج الولي من قبره ويقضيها بنفسه))([36]) انتهى
- وذكر الشعراني أن غالب الأولياء لهم السراح والإطلاق في قبورهم وأنهم يذهبون ويجيئون متى شاؤا ثم حكى عن نفسه أنه ذهب إلى قبر ابن الفارض فلم يجده ([37]) في قبره ثم جاء ابن الفارض بعد أن لك وقال له ((أعذرني فأني كنت في حاجة))([38]).
وهكذا صار القبر مسجدا يأوي إليه ذوو الحاجات، وصار الولي قبلة الدعاء حيا كان أو ميتا، ومحط الآمال. وهذه عودة إلى الزلة الأولى التي وقع قوم نوح حين اتخذوا قبور صالحي قوم نوح (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر)([39]) مسجدا. وهذا تحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان))([40]).
المصادر
([1]) النازعات 20.
([2]) النبوات 198- 199.
([3]) هذه المسألة دقيقة جدا وتظهر فقه هذا الرجل فإن كتب الصوفية- وهم أشاعرة أو ما تريديه في الاعتقاد- مليئة بقصص شبيهة بمعجزات الأنبياء بل قد تزيد مثل عروج مشايخهم إلى السماء وأن الشيخ بهاء الدين نقشبند له كل يوم عروج إلى ما فوق عرش الرحمن وكذلك عثمان السالم أبادي يعرج كل يوم إلى السماء ويغير ما في اللوح المحفوظ بلا معارضة (قلادة الجواهر 193و 199) وأن الشمس قد توقفت لهم، وأن الملائكة شقت قلب الرفاعي وأخرجت منه شيئا مظلما مثلما فعلوا للنبي صلى الله عليه وسلم (قلادة الجواهر 141) وأنه أمسك عظام طير ثم نفخ فيها وقال كوني حية بإذن الله (قلادة الجواهر 73 وإرشاد المسلمين 124 وأنظر جامع كرامات الأولياء 2: 151 وغير هذا كثير لا يحصى. كما ستراه في الفصل القادم.
([4]) النبوات 282.
([5]) النبوات 4.
([6]) النبوات 218.
([7]) النبوات 205.
([8]) سيأتي بحث هذه المسألة بالتفصيل في الفصل القادم.
([9]) أنظر النبوات 4.
([10]) النبوات 205.
([11]) أنظر البداية والنهاية 6: 267- 269.
([12]) النبوات 215.
([13]) سنوردها فيها بعد.
([14]) أحياء علوم الدين 4: 356 وقد أنكر الشعراني أن يرد في كلام الغزالي شيء كهذا، أنظر لطائف المنن 199- 200 وأنظر حلية الأولياء لأبي نعيم 9: 394.
([15]) قلادة الجواهر 103 طبقات الصوفية لابن الملقن 98.
([16]) قلادة الجواهر 94.
([17]) قلادة الجواهر 141 الفجر المنير 8.
([18]) لطائف المنن 221.
([19]) جامع كرامات الأولياء 2: 158.
([20]) الكواكب الدرية 11.
([21]) طبقات الشعراني 1: 142.
([22]) مختصر الفتاوى المصرية 589.
([23]) طبقات الشعراني 1: 152.
([24]) طبقات الشعراني 1: 153 جامع كرامات الأولياء 1: 410- 411.
([25]) الفجر المنير 20 طبقات الشعراني 1: 143 قلادة الجواهر 147- 148.
([26]) جامع كرامات الأولياء 2: 33.
([27]) جامع كرامات الأولياء 1: 318.
([28]) الرسالة القشيرية 9 قلادة الجواهر 437.
([29]) الرسالة القشيرية 171.
([30]) قال ذلك الجنيد.
([31]) لطائف المنن 198.
([32]) طبقات الشعراني 2: 96و 105 وجامع كرامات الأولياء 2: 115.
([33]) جامع كرامات الأولياء 2: 117.
([34]) يعني أهل سنته.
([35]) دليله ((قال المشايخ. لأنه لا دليل على هذا الشرك من الله ورسوله))
([36]) شرح جوهرة التوحيد 153 للشيخ إبراهيم الباجوري ط دار الكتب العلمية ط بيروت 1983.
([37]) قوله ((لم أجده)) ذكر الشعراني أن مما أنعم الله به عليه معرفته ومكاشفته للولي هل هو في القبر أم أنه خرج لحاجة (أنظر لطائف المنن 232).
([38]) لطائف المنن 232.
([39]) مع أنه صاحب المقولة المشهورة وقد قيل ((كم من ضريح يزار وصاحبه في النار)) لطائف المنن 109.
([40]) أخرجه البخاري في الأمارة (1920) وأبو داود (32) وخرجه الألباني في مشكاة المصابيح (5406).