المحتويات
- معرفة السنة وأئمتها
- التمييز بين الرواة
- طبقات الرواة
- مراتب الرواة
- مالك بن أنس بن أبي عامر أبو عبد الله الأصبحي
- سفيان بن عيينة
- سفيان الثوري
- شعبة بن الحجاج
- الأوزاعي
- وكيع بن الجراح
- العودة الي كتاب الجرح والتعديل لأبي حاتم
فإن قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه قيل بالآثار الصحيحة عن رسول الله ﷺ وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل رضي الله تعالى عنهم. فإن قيل فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة قيل بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة ورزقهم هذه المعرفة في كل دهر وزمان حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا أبي قال أخبرني عبدة بن سليمان المروزي قال قيل لابن المبارك هذه الأحاديث المصنوعة قال يعيش لها الجهابذة. فإن قيل فما الدليل على صحة ذلك قيل له اتفاق أهل العلم على الشهادة لهم بذلك ولم ينزلهم الله عز وجل هذه المنزلة إذ أنطق ألسنة أهل العلم لهم بذلك إلا وقد جعلهم أعلاما لدينه ومنارا لاستقامة طريقه وألبسهم لباس أعمالهم.
فإن قيل ذكرت اتفاق أهل العلم على الشهادة لهم بذلك وقد علمت بما كان بين علماء أهل الكوفة وأهل الحجاز من التباين والاختلاف في المذهب فهل وافق أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن جماعة من ذكرت من أهل العلم في التزكية لهؤلاء الجهابذة النقاد أو وجدنا ذلك عندهم قيل نعم قال سفيان الثوري ما سألت أبا حنيفة عن شيء ولقد كان يلقاني ويسألني عن أشياء فهذا بين واضح وإذا كان صورة الثوري عند هذه الصورة أن يفزع إليه في السؤال عما يشكل عليه أنه قد رضيه إماما لنفسه ولغيره حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر الجارودي محمد بن النضر النيسابوري قال سمعت أحمد بن حفص يقول سمعت أبي يقول سمعت إبراهيم بن طهمان يقول أتيت المدينة فكتبت بها ثم قدمت الكوفة فأتيت أبا حنيفة في بيته فسلمت عليه فقال لي عمن كتبت هناك فسميت له فقال هل كتبت عن مالك بن أنس شيئا فقلت نعم فقال جئني بما كتبت عنه فأتيته به فدعا بقرطاس ودواة فجعلت أملي عليه وهو يكتب قال أبو محمد ما كتب أبو حنيفة عن إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس ومالك بن أنس حي إلا وقد رضيه ووثقه ولا سيما إذ قصد من بين جميع من كتب عنه بالمدينة مالك بن أنس وسأله أن يملي عليه حديثه فقد جعله إماما لنفسه ولغيره وأما محمد بن الحسن فحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالك بن أنس قلت على الإنصاف قال نعم قلت فأنشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم يعني مالكا قلت فمن أعلم بالسنة صاحبنا أو صاحبكم قال اللهم صاحبكم قلت فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله ﷺ والمتقدمين صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم قال الشافعي فقلت لم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس قال عبد الرحمن فقد قدم محمد بن الحسن مالك بن أنس على أبي حنيفة وأقر له بفضل العلم بالكتاب والسنة والآثار وقد شاهدهما وروى عنهما حدثنا عبد الرحمن قال وقد حدثنا أبي رحمه الله نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول كان محمد بن الحسن يقول سمعت من مالك سبعمائة حديث ونيفا إلى الثمانمائة لفظا وكان أقام عنده ثلاث سنين أو شبيها بثلاث سنين وكان إذا وعد الناس أن يحدثهم عن مالك امتلأ الموضع الذي هو فيه وكثر الناس عليه وإذا حدث عن غير مالك لم يأته إلا النفير فقال لهم لو أراد أحد أن يعيبكم بأكثر مما تفعلون ما قدر عليه إذا حدثتكم عن أصحابكم فإنما يأتيني النفير أعرف فيكم الكراهة وإذا حدثتكم عن مالك امتلأ على الموضع فقد بان بلزوم محمد بن الحسن مالكا لحمل العلم عنه وبثه في الناس رضا منه وموافقة لمن جعله إماما ومختارا.
التمييز بين الرواة
قال أبو محمد فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله ﷺ إلا من جهة النقل والرواية وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله ﷺ بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم واثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته بأن يكونوا أمناء في أنفسهم علماء بدينهم أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل لا يشوبهم كثير من الغفلات ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه ولا يشبه عليهم بالاغلوطات وأن يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثره الغلط والسهو والاشتباه ليعرف به أدلة هذا الدين وإعلامه وأمناء الله في أرضه على كتابه وسنه رسوله ﷺ وهم هؤلاء أهل العدالة فيتمسك بالذي رووه ويعتمد عليه ويحكم به وتجري أمور الدين عليه وليعرف أهل الكذب تخرصا وأهل الكذب وهما وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءه الحفظ فيكشف عن حالهم وينبأ عن الوجوه التي كان مجرى روايتهم عليها إن كذب فكذب وإن وهم فوهم وإن غلط فغلط وهؤلاء هم أهل الجرح فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يعبأ به ولا يعمل عليه ويكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار ومن حديث بعضهم الآداب الجميلة والمواعظ الحسنة والرقائق والترغيب والترهيب هذا أو نحوه.
قال أبو محمد فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله ﷺ إلا من جهة النقل والرواية وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله ﷺ بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم واثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته بأن يكونوا أمناء في أنفسهم علماء بدينهم أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل لا يشوبهم كثير من الغفلات ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه ولا يشبه عليهم بالاغلوطات وأن يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثره الغلط والسهو والاشتباه ليعرف به أدلة هذا الدين وإعلامه وأمناء الله في أرضه على كتابه وسنه رسوله ﷺ وهم هؤلاء أهل العدالة فيتمسك بالذي رووه ويعتمد عليه ويحكم به وتجري أمور الدين عليه وليعرف أهل الكذب تخرصا وأهل الكذب وهما وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءه الحفظ فيكشف عن حالهم وينبأ عن الوجوه التي كان مجرى روايتهم عليها إن كذب فكذب وإن وهم فوهم وإن غلط فغلط وهؤلاء هم أهل الجرح فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يعبأ به ولا يعمل عليه ويكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار ومن حديث بعضهم الآداب الجميلة والمواعظ الحسنة والرقائق والترغيب والترهيب هذا أو نحوه.
طبقات الرواة
ثم احتيج إلى تبين طبقاتهم ومقادير حالاتهم وتباين درجاتهم ليعرف من كان منهم في منزله الانتقاد والجهبذة والتنقير والبحث عن الرجال والمعرفة بهم وهؤلاء هم أهل التزكية والتعديل والجرح ويعرف من كان منهم عدلا في نفسه من أهل الثبت في الحديث والحفظ له والإتقان فيه فهؤلاء هم أهل العدالة ومنهم الصدوق في روايته الورع في دينه الثبت الذي يهم أحيانا وقد قبله الجهابذة النقاد فهذا يحتج بحديثه أيضا ومنهم الصدوق الورع المغفل الغالب عليه الوهم والخطأ والسهو والغلط فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب والزهد والآداب ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام ومنهم من قد ألصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب فهذا يترك حديثه ويطرح روايته ويسقط ولا يشتغل به.
الصحابة
فأما أصحاب الرسول ﷺ فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبه نبيه ﷺ ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه فرضيهم له صحابه وجعلهم لنا أعلاما وقدوة فحفظوا عنه ﷺ ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدب ووعوه وأتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله ﷺ ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه فشرفهم الله عز وجل بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز وسماهم عدول الأمة فقال عز ذكره في محكم كتابه "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس" ففسر النبي ﷺ عن الله عز ذكره قوله وسطا قال عدلا فكانوا عدول الأمة وأئمة الهدى وحجج الدين ونقله الكتاب والسنة وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجري على منهاهجم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم فقال "ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى" الآية ووجدنا النبي ﷺ قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيرة ووجدناه يخاطب أصحابه فيها منها أن دعا لهم فقال نضر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره وقال ﷺ في خطبته فليبلغ الشاهد منكم الغائب وقال بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا حرج ثم تفرقت الصحابة رضي الله تعالى عنهم في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام فبث كل واحد منهم في ناحية وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول ﷺ وحكموا بحكم الله عز وجل وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله ﷺ وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله ﷺ عن نظائرها من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عز وجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين.
التابعون
فخلف بعدهم التابعون الذين اختارهم الله عز وجل لإقامة دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه وأحكامه وسنن رسوله ﷺ وآثاره فحفظوا عن صحابة رسول الله ﷺ ما نشروه وبثوه من الأحكام والسنن والآثار وسائر ما وصفنا الصحابة به رضي الله تعالى عنهم فأتقنوه وعلموه وفقهوا فيه فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله عز وجل ونهيه بحيث وضعهم الله عز وجل ونصبهم له إذ يقول الله عز وجل "والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه" الآية حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا العباس بن الوليد النرسي نا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة قوله عز وجل "والذين اتبعوهم بإحسان" التابعين فصاروا برضوان الله عز وجل لهم وجميل ما أثنى عليهم بالمنزلة التي نزههم الله بها عن أن يلحقهم مغمز أو تدركهم وصمة لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم ولأنهم البررة الأتقياء الذين ندبهم الله عز وجل لإثبات دينه وإقامة سنته وسبله فلم يكن لاشتغالنا بالتمييز بينهم معنى إذ كنا لا نجد منهم إلا إماما مبرزا مقدما في الفضل والعلم ووعي السنن وإثباتها ولزوم الطريقة واحتبائها رحمه الله ومغفرته عليهم أجمعين إلا ما كان ممن ألحق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم ولا هو في مثل حالهم لا في فقه ولا علم ولا حفظ ولا إتقان ولا ثبت ممن قد ذكرنا حالهم وأوصافهم ومعانيهم في مواضع من كتابنا هذا فاكتفينا بها وبشرحها في الأبواب مستغنية عن إعادة ذكرها مجملة أو مفسرة في هذا المكان.
أتباع التابعين
ثم خلفهم تابعو التابعين وهم خلف الأخيار وأعلام الأمصار في دين الله عز وجل ونقل سنن رسول الله ﷺ وحفظه وإتقانه والعلماء بالحلال والحرام والفقهاء في أحكام الله عز وجل وفروضه وأمره ونهيه فكانوا على مراتب أربع.
مراتب الرواة
فمنهم الثبت الحافظ الورع المتقن الجهبذ الناقد للحديث فهذا الذي لا يختلف فيه ويعتمد على جرحه وتعديله ويحتج بحديثه وكلامه في الرجال ومنهم العدل في نفسه الثبت في روايته الصدوق في نقله الورع في دينه الحافظ لحديثه المتقن فيه فذلك العدل الذي يحتج بحديثه ويوثق في نفسه ومنهم الصدوق الورع الثبت الذي يهم أحيانا وقد قبله الجهابذة النقاد فهذا يحتج بحديثه ومنهم الصدوق الورع المغفل الغالب عليه الوهم والخطأ والغلط والسهو فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب والزهد والآداب ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام وخامس قد ألصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن ليس من أهل الصدق والأمانة ومن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال أولى المعرفة منهم الكذب فهذا يترك حديثه ويطرح روايته.
الأئمة
فمن العلماء الجهابذة النقاد الذين جعلهم الله علما للإسلام وقدوة في الدين ونقادا لناقله الآثار من الطبقة الأولى بالحجاز مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وبالعراق سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وبالشام الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أئمة الناس في زماننا أربعة سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول شعبة بن الحجاج إمام في الحديث حدثنا عبد الرحمن قال وسمعت أبي يقول الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لبس سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وبالشام الأوزاعي فمنهم بالمدينة.
ما ذكر من علم مالك بن أنس وفقهه
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ذكره أبي رحمه الله قال حدثني عبد الرحمن بن عمر رستة قال سمعت بن المهدي يقول وقيل له يا أبا سعيد بلغني أنك قلت مالك بن أنس أعلم من أبي حنيفة فقال ما قلته بل أقول أنه أعلم من أستاذ أبي حنيفة يعني حمادا حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رحمه الله نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني عبيد بن حبان أو غيره عن بن لهيعة قال قدم علينا بكر بن سوادة فقلت له من خلفت لعلم أهل الحجاز قال غلام من ذي أصبح يعني مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مطر الواسطي بسامرا نا سفيان يعني بن عيينة عن بن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قيل له يبلغ به النبي ﷺ قال نعم يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد نا أبو عبد الله الطهراني قال قال عبد الرزاق كنا نرى أنه مالك بن أنس يعني قوله لا تجدوا عالما أعلم من عالم المدينة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن قال سمعت علي بن المديني يقول كان عبد الرحمن بن مهدي يقول مالك أفقه من الحكم وحماد حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت الشافعي يقول لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز
حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صوابا من موطأ مالك حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى نا خالد بن نزار قال بعث أبو جعفر إلى مالك حين قدم فقال له إن الناس قد اختلفوا بالعراق فضع للناس كتابا تجمعهم عليه فوضع الموطأ حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن أيهما بالقرآن أعلم صاحبنا أو صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالك بن أنس قلت على الإنصاف قال نعم قلت فأنشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم يعني مالكا قلت فمن أعلم بالسنة صاحبنا أو صاحبكم قال اللهم صاحبكم قال فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله ﷺ والمتقدمين صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم قال الشافعي فقلت لم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس.
باب ما ذكر من صحة حديث مالك وعلمه بالآثار
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني أحمد بن عمر بن السرح نا أيوب بن سويد الرملي قال ما رأيت أحدا قط أجود حديثا من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو غسان يوسف بن موسى التستري نا أبو داود الطيالسي قال قال وهيب يعني بن خالد أتينا الحجاز فما سمعنا حديثا ألا تعرف وتنكر إلا مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي قال سمعت القعنبي قال كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك فقال رحم الله أبا عبد الله ما خلف مثله حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال أخبرني وهيب أنه قدم المدينة قال فلم أر أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك ويحيى بن سعيد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني عبد السلام بن عاصم قال سمعت إبراهيم بن موسى يقول قال بن المديني كان مالك صحيح الحديث حدثني بن داود القزاز ثنا أبو داود ثنا بن الماجشون عن سالم أبي النضر عن عائشة قالت صلى على بن بيضاء في المسجد فقال له إنسان كان مالك يروي عن النبي ﷺ أنه صلى عليه في المسجد قال فمالك والله أعلم بالحديث مني والله ما علمناه إلا بعفاف وصلاح حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان مالك إماما في الحديث حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي إذا جاء الأثر فمالك النجم حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول كان مالك إذا شك في بعض الحديث طرحه كله حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حيان قال كنا عند وهيب فذكر حديثا عن بن جريج ومالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم
فقلت
لصاحب لي اكتب بن جريج ودع مالكا وإنما قلت ذلك لأن مالكا يومئذ حي فسمعها وهيب
فقال تقول دع مالكا ما بين شرقها وغربها أحد آمن عندنا على ذلك من مالك والعرض
على مالك أحب إلي من السماع من غيره حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن
المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ما في القوم أصح حديثا من مالك يعني بالقوم
الثوري وابن عيينة قال ومالك أحب إلي من معمر حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب عن
عمرو بن علي الصيرفي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول حدثنا مالك عن نافع
ثم قال هو أثبت من عبيد الله وموسى بن عقبة وإسماعيل بن أمية حدثنا حرب بن
إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال قلت لأحمد بن حنبل مالك بن أنس أحسن حديثا عن
الزهري أو سفيان بن عيينة قال مالك أصح حديثا قلت فمعمر فقدم مالكا عليه إلا أن
معمرا أكثر حديثا عن الزهري حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قلت
لأبي أيما أثبت أصحاب الزهري قال مالك أثبت في كل شيء حدثنا الحسين بن الحسن قال
سألت يحيى بن معين فقلت من أثبت أصحاب الزهري في الزهري فقال مالك بن أنس قلت ثم
من قال معمر أخبرنا أبو بكر بن أبي خثيمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين
يقول أثبت أصحاب الزهري مالك ومالك في نافع أثبت عندي من عبيد الله بن عمر وأيوب
السختياني ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال مالك بن أنس ثقة
وهو أثبت في نافع من أيوب وعبيد الله بن عمر وليث بن سعد وغيرهم حدثنا محمد بن
إبراهيم نا عمرو بن علي قال أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس
حدثنا هارون بن معروف قال قال ابن المبارك أصحاب الزهري ثلاثة مالك وسفيان يعني
ابن عيينة ومعمر حدثنا علي بن الحسن حدثني أبو بكر بن أخت مروان الفزاري قال سمعت
أحمد بن حنبل يقول إذا لم يكن في الحديث إلا الرأي فرأي مالك حدثنا محمد بن يحيى
أخبرني عبد السلام بن عاصم قال قلت لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله رجل يحب أن
يحفظ حديث فقال يحفظ حديث مالك قلت فرأى مالك قال رأي مالك سمعت أبي يقول مالك بن
أنس ثقة إمام الحجاز وهو أثبت أصحاب الزهري وإذا خالفوا مالكا من أهل الحجاز حكم
لمالك ومالك نقي الرجال نقي الحديث وهو أنقى حديثا من الثوري والأوزاعي وأقوى في
الزهري من ابن عيينة وأقل خطأ منه وأقوى من معمر وابن أبي ذئب سئل على ابن
المديني من أثبت أصحاب نافع قال مالك وإتقانه وأيوب وفضله وعبيد الله وحفظه ذكر
عبد الله بن أبي عمر البكري قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي قال
سمعت أحمد بن حنبل غير مرة يقول كان مالك بن أنس من أثبت الناس في الحديث ولا
تبالي أن لا تسأل عن رجل روى عنه مالك بن أنس ولا سيما مديني وقال يحيى بن معين
أتريد أن تسأل عن رجال مالك كل من حدث عنه ثقة إلا رجلا أو رجلين كتب إلى يعقوب
بن إسحاق الهروي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سألت يحيى بن معين قلت في الزهري
يونس أحب إليك أو عقيل أو مالك فقال مالك حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال
علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب
التصانيف ممن صنف فمن أهل الحجاز مالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة ومحمد بن
إسحاق.
باب ما ذكر من توقى مالك بن أنس عن الفتوى إلا ما يحسنه ويعلمه
حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها قال فسل قال فسأل الرجل عن أشياء فقال لا أحسن قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء قال وأي شيء أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم قال تقول لهم قال مالك بن أنس لا أحسن.
باب ما ذكر مما فتح الله على مالك بن أنس نزعه من القرآن
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر قال أخبرني خالد يعني بن نزار الأيلي قال ما رأيت أحدا أنزع بكتاب الله عز وجل من مالك بن أنس قال أبو محمد وقد رأى خالد سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وغيرهم.
باب ما ذكر من تعاهد مالك في منزلة للقرآن
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال سمعت بن وهب قال قيل لأخت مالك بن أنس ما كان شغل مالك بن أنس في بيته قالت المصحف والتلاوة.
باب ما ذكر من معرفة مالك برواة الآثار وناقلتهم
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان نا بن مهدي يعني عبد الرحمن قال قال وهيب لمالك بن أنس لم أر أروى عن نافع من عبيد الله بن عمر إن كان حفظ فقال مالك صدقت قال وهيب وقلت لم أر أثبت عن نافع من أيوب فضحك مالك أي كأنه يريد مالك نفسه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا محمد بن المثنى ثنا بشر بن عمر قال نهاني مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى قلت من أجل القدر تنهاني عنه قال ليس في دينه بذاك حدثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة قال لا ولا ثقة في دينه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا على بن زنجة ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال كان مالك يثني على مسلم بن أبي مريم وقال كان لا يكاد يرفع حديثا إلى النبي ﷺ حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج ثنا بن إدريس قال قلت لمالك بن أنس وذكر المغازي فقلت قال بن إسحاق أنا بيطارها فقال قال لك أنا بيطارها نحن نفيناه عن المدينة حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري حدثني إسحاق بن راهوية نا يحيى بن آدم نا بن إدريس قال كنت عند مالك بن أنس فقال له رجل يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند أبي عبيد الله يعني الوزير وثم محمد بن إسحاق فقال ابن إسحاق اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن عبد الله بن بكير أخبرني بن القاسم قال سمعت مالك يقول بقي بن شهاب وماله في الدنيا نظير حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال حدثني خالد بن نزار قال سمعت مالكا يقول أول من أسند الحديث بن شهاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال الجعفي عن بشر بن عمر قال سمعت مالكا يقول كنت إذا سمعت نافعا يحدث عن بن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي نا خالد بن نزار قال قال مالك بن أنس ما فعل القاسم بن مبرور قلت توفي قال كنت أحسب أنه يكون خلفا من الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت عبد العزيز الأويسي يقول لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة وبلغ مالكا هجره أربعين يوما قال أبو محمد هجره لأنه لم يرضاه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي نا عمي حدثني مالك بن أنس قال حدثني مخرمة بن بكير وكان رجلا صالحا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد العزيز بن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالكا عن بن سمعان فقال كذاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن صالح يقول سمعت بن وهب يقول ما ذكر مالك بكير بن الأشج إلا قال كان من العلماء
باب ما ذكر من توقى مالك بن أنس عن الفتوى إلا ما يحسنه ويعلمه
حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها قال فسل قال فسأل الرجل عن أشياء فقال لا أحسن قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء قال وأي شيء أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم قال تقول لهم قال مالك بن أنس لا أحسن.
باب ما ذكر مما فتح الله على مالك بن أنس نزعه من القرآن
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر قال أخبرني خالد يعني بن نزار الأيلي قال ما رأيت أحدا أنزع بكتاب الله عز وجل من مالك بن أنس قال أبو محمد وقد رأى خالد سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وغيرهم.
باب ما ذكر من تعاهد مالك في منزلة للقرآن
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال سمعت بن وهب قال قيل لأخت مالك بن أنس ما كان شغل مالك بن أنس في بيته قالت المصحف والتلاوة.
باب ما ذكر من معرفة مالك برواة الآثار وناقلتهم
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان نا بن مهدي يعني عبد الرحمن قال قال وهيب لمالك بن أنس لم أر أروى عن نافع من عبيد الله بن عمر إن كان حفظ فقال مالك صدقت قال وهيب وقلت لم أر أثبت عن نافع من أيوب فضحك مالك أي كأنه يريد مالك نفسه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا محمد بن المثنى ثنا بشر بن عمر قال نهاني مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى قلت من أجل القدر تنهاني عنه قال ليس في دينه بذاك حدثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة قال لا ولا ثقة في دينه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا على بن زنجة ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال كان مالك يثني على مسلم بن أبي مريم وقال كان لا يكاد يرفع حديثا إلى النبي ﷺ حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج ثنا بن إدريس قال قلت لمالك بن أنس وذكر المغازي فقلت قال بن إسحاق أنا بيطارها فقال قال لك أنا بيطارها نحن نفيناه عن المدينة حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري حدثني إسحاق بن راهوية نا يحيى بن آدم نا بن إدريس قال كنت عند مالك بن أنس فقال له رجل يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند أبي عبيد الله يعني الوزير وثم محمد بن إسحاق فقال ابن إسحاق اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن عبد الله بن بكير أخبرني بن القاسم قال سمعت مالك يقول بقي بن شهاب وماله في الدنيا نظير حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال حدثني خالد بن نزار قال سمعت مالكا يقول أول من أسند الحديث بن شهاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال الجعفي عن بشر بن عمر قال سمعت مالكا يقول كنت إذا سمعت نافعا يحدث عن بن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي نا خالد بن نزار قال قال مالك بن أنس ما فعل القاسم بن مبرور قلت توفي قال كنت أحسب أنه يكون خلفا من الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت عبد العزيز الأويسي يقول لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة وبلغ مالكا هجره أربعين يوما قال أبو محمد هجره لأنه لم يرضاه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي نا عمي حدثني مالك بن أنس قال حدثني مخرمة بن بكير وكان رجلا صالحا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد العزيز بن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالكا عن بن سمعان فقال كذاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن صالح يقول سمعت بن وهب يقول ما ذكر مالك بكير بن الأشج إلا قال كان من العلماء
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين ثنا يحيى بن عمر يعني بن
جريج الرازي حدثني أبو ثابت يعني محمد بن عبيد الله المديني قال حدثني بن وهب عن
مالك قال لم يكن عندنا أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم وكان قاضيا ولاه عمر بن عبد العزيز وكتب إليه أن يكتب له
العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد فكتبه له ولم يكن على المدينة
أنصاري أميرا غير أبي بكر بن حزم وكان قاضيا حدثنا عبد الرحمن نا موسى بن أبي
موسى الكوفي الأنصاري نا إبراهيم بن المنذر قال حدثني معن بن عيسى قال كان مالك
بن أنس إذا قيل له مغازي من نكتب قال عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة حدثنا
عبد الرحمن نا أبي قال سألت إسماعيل بن أبي أويس قلت هذا الذي يقول مالك بن أنس
حدثني الثقة من هو قال هو مخرمة بن بكير بن الأشج حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن
أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال رأيت
مالك بن أنس في النوم فسألته عن هشام بن عروة فقال أما ما حدث به وهو عندنا فهو
أي كأنه يصححه وما حدث به بعدما خرج من عندنا فكأنه يوهنه حدثنا عبد الرحمن انا
أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت مصعبا الزبيري يقول كان مالك بن أنس
يوثق الدراوردي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن
المديني لم يكن بالمدينة أعلم بمذهب تابعيهم من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن قال
قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين بلغنا عن مالك أنه قال عجبا
من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله حدثنا عبد الرحمن
ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان البلخي الوكيعي نا عبد الرزاق قال
قال مالك أي رجل معمر لو سلم من خصلة قالوا ما هي يا أبا عبد الله قال تفسير
القرآن عن قتادة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر قال
سمعت بن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والروايات فقال لولا أني لقيت مالكا والليث
لضللت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي نا يعني بن المديني قال
سمعت يحيى يقول سألت مالك بن أنس عن شعبة مولى بن عباس فقال لم يكن من القراء
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول سألت مالك بن أنس عن أبي
جابر البياضي فقال لم يكن برضا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت
يحيى قال سمعت مالكا أو حدثني ثقة عنه قال لم يسمع سعيد بن المسيب من زيد بن ثابت
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المدني قال سألت يحيى عن محمد
بن عمر بن علقمة قال ليس ممن تريد كان يقول أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن
بن حاطب قال يحيى وسألت مالكا عنه فقال فيه نحوا مما قلت لك حدثنا عبد الرحمن نا
صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما
كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن
عنبسة نا بشر بن عمر الزهراني قال قلت لمالك بن أنس لقي ثور بن زيد بن عباس فقال
لا لم يلقه حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت لمالك سمعت
من بكير بن عبد الله بن الأشج فقال لا أعلمه حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن بشر قال
سألت مالكا عن محمد بن عبد الرحمن الذي يروي عن سعيد بن المسيب فقال ليس بثقة
حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت لمالك شعبة الذي روى
عنه بن أبي ذئب فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر
قال وسألت مالكا عن صالح مولى التوءمة فقال ليس بثقة وبإسناده قال سألت مالكا عن
أبي الحويرث فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال
وسألته يعني مالكا عن رجل أخرت اسمه فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة
رأيته في كتبي حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألته يعني
مالكا عن حرام بن عثمان فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر
بن عمر قال وسألت مالكا عن هؤلاء الخمسة فقال ليسوا بثقة في حديثهم حدثنا عبد
الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت أحمد بن صالح يقول قال مالك بن أنس
كان أصحاب ربيعة أربعة عبد الرحمن بن عطاء أضاع نفسه وكثير بن فرقد تقدم موته
والثالث أخذ في الأغاليط قال أحمد يعني عبد العزيز بن أبي سلمة كان صاحب حجاج
وكلام وسكت مالك عن الرابع وهو نفسه قال أحمد ولم يكن بينهم مثل مالك بن أنس
حدثنا عبد الرحمن نا أبي أحمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سئل مالك بن
أنس عن بن شبرمة فقال كان مقاربا وسئل عن عثمان البتي فقال كان مقاربا.
باب ما ذكر من صلاح مالك بن أنس وعفافه وورعه
حدثنا عبد الرحمن نا سليمان بن داود القزاز نا أبو داود يعني الطيالسي قال نا الماجشون أنه ذكر مالكا فقال والله ما علمناه إلا بصلاح وعفاف حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يقول كان علم الناس يزيد وكان علم مالك ينقص في كل سنة من حديثه حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى نا بن وهب عن مالك قال دخلت على أبي جعفر مرارا وكان لا يدخل عليه أحد من الهاشميين وغيرهم إلا قبلوا يده فلم أقبل يده قط.
باب ما ذكر من استحقاق محبي مالك بن أنس السنة
حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا أبا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا رأيت حجازيا يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنة وفي حديث محمد بن مسلم إذا رأيت المديني يحب مالكا.
باب ما ذكر من جلالة مالك بمدينة الرسول وقدمه في العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول قال شعبة دخلت المدينة ونافع حي ولمالك حلقه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول كانوا يزدحمون على باب مالك فيقتتلون على الباب من الزحام وكنا نكون عند مالك فلا يكلم ذا ذا ولا يلتفت ذا إلى ذا والناس قائلون برؤوسهم هكذا وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون مستمعون وكان يقول في مسألة لا أو نعم ولا يقال له من أين قلت ذا حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول رأيت معنا يعني بن عيسى القزاز جالسا على العتبة وما ينطق مالك بشيء إلا كتبه حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال نا علي قال قلت لسفيان رأيت مالكا وهو يفتي قال نعم رأيته جاء إلى الزهري سنة ثلاث وعشرين وأحسب ما بلغ ثلاثين قال علي فحسبنا سن مالك تلك الساعة فقلت لسفيان كان ابن ثمان وعشرين قال نعم ولكنه قد كان جالس نافعا قبل ذلك.
باب ما ذكر من عقل مالك من أنس وأدبه
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني أحمد بن عمرو بن السرح نا أيوب بن سويد قال حدثنا من نصدق عن ربيعة أنه إذا رأى مالكا قال قد جاء العاقل حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الله بن أحمد بن شبوية نا عمرو بن العباس الرزي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت محدثا أحسن عقلا من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال نا أبو مصعب قال ما سمعت مالكا يقيم الناس قط إنما كان يقول إذا شئتم فارجعوا.
باب ما ذكر من مقاساة مالك في طلب العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني مروان يعني بن محمد الطاطري عن مالك قال جالست بن هرمز ثلاث عشرة كنا نجلس في صحن مسجد النبي ﷺ حتى اتخذت سراويل محشوا
باب ما ذكر من استقامة مالك بن أنس وحسن طريقته
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت محمد بن رمح يقول رأيت النبي ﷺ في المنام منذ أربعين سنة فقلت يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة فقال النبي ﷺ مالك مالك مالك ورث جدي يعني إبراهيم ﷺ حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على يونس بن عبد الأعلى ثنا بشر بن بكر قال رأيت في النوم أني دخلت الجنة فرأيت الأوزاعي وسفيان الثوري ولم أر مالك بن أنس فقلت فأين مالك قالوا وأين مالك وأين مالك رفع مالك قال فما زال يقول وأين مالك رفع مالك حتى تسقط قلنسوته.
باب ما ذكر من كلام مالك بن أنس عند السلطان بالحق
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى نا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الصيدناني الرقي نا أبو خليد يعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر يعني عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يوما على ظهرها أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ أسماءهم قال قد طلبت هذا الشأن في زمن بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل كذب وباطل وزور وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس عندهم كبير علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية علم وأنت عالم الحجاز فلا تردن على أمير المؤمنين قوله قال مالك ثم قال لي قد أردت أن أجعل هذا العلم علما واحدا فأكتب به إلى أمراء الأجناد وإلى القضاة فيعلمون به فمن خالف ضربت عنقه فقلت له يا أمير المؤمنين أو غير ذلك قلت أن النبي ﷺ كان في هذه الأمة وكان يبعث السرايا وكان يخرج فلم يفتح من البلاد كثيرا حتى قبضه الله عز وجل ثم قام أبو بكر رضي الله تعالى عنه بعده فلم يفتح من البلاد كثيرا ثم قام عمر رضي الله تعالى عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه فلم يجد بدا من أن يبعث أصحاب محمد ﷺ معلمين فلم يزل يؤخذ عنهم كابر عن كابر إلى يومهم هذا فإن ذهبت تحولهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفرا ولكن أقر أهل كل بلدة على ما فيها من العلم وخذ هذا العلم لنفسك
باب ما ذكر من صلاح مالك بن أنس وعفافه وورعه
حدثنا عبد الرحمن نا سليمان بن داود القزاز نا أبو داود يعني الطيالسي قال نا الماجشون أنه ذكر مالكا فقال والله ما علمناه إلا بصلاح وعفاف حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يقول كان علم الناس يزيد وكان علم مالك ينقص في كل سنة من حديثه حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى نا بن وهب عن مالك قال دخلت على أبي جعفر مرارا وكان لا يدخل عليه أحد من الهاشميين وغيرهم إلا قبلوا يده فلم أقبل يده قط.
باب ما ذكر من استحقاق محبي مالك بن أنس السنة
حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا أبا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا رأيت حجازيا يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنة وفي حديث محمد بن مسلم إذا رأيت المديني يحب مالكا.
باب ما ذكر من جلالة مالك بمدينة الرسول وقدمه في العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول قال شعبة دخلت المدينة ونافع حي ولمالك حلقه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول كانوا يزدحمون على باب مالك فيقتتلون على الباب من الزحام وكنا نكون عند مالك فلا يكلم ذا ذا ولا يلتفت ذا إلى ذا والناس قائلون برؤوسهم هكذا وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون مستمعون وكان يقول في مسألة لا أو نعم ولا يقال له من أين قلت ذا حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول رأيت معنا يعني بن عيسى القزاز جالسا على العتبة وما ينطق مالك بشيء إلا كتبه حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال نا علي قال قلت لسفيان رأيت مالكا وهو يفتي قال نعم رأيته جاء إلى الزهري سنة ثلاث وعشرين وأحسب ما بلغ ثلاثين قال علي فحسبنا سن مالك تلك الساعة فقلت لسفيان كان ابن ثمان وعشرين قال نعم ولكنه قد كان جالس نافعا قبل ذلك.
باب ما ذكر من عقل مالك من أنس وأدبه
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني أحمد بن عمرو بن السرح نا أيوب بن سويد قال حدثنا من نصدق عن ربيعة أنه إذا رأى مالكا قال قد جاء العاقل حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الله بن أحمد بن شبوية نا عمرو بن العباس الرزي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت محدثا أحسن عقلا من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال نا أبو مصعب قال ما سمعت مالكا يقيم الناس قط إنما كان يقول إذا شئتم فارجعوا.
باب ما ذكر من مقاساة مالك في طلب العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني مروان يعني بن محمد الطاطري عن مالك قال جالست بن هرمز ثلاث عشرة كنا نجلس في صحن مسجد النبي ﷺ حتى اتخذت سراويل محشوا
باب ما ذكر من استقامة مالك بن أنس وحسن طريقته
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت محمد بن رمح يقول رأيت النبي ﷺ في المنام منذ أربعين سنة فقلت يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة فقال النبي ﷺ مالك مالك مالك ورث جدي يعني إبراهيم ﷺ حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على يونس بن عبد الأعلى ثنا بشر بن بكر قال رأيت في النوم أني دخلت الجنة فرأيت الأوزاعي وسفيان الثوري ولم أر مالك بن أنس فقلت فأين مالك قالوا وأين مالك وأين مالك رفع مالك قال فما زال يقول وأين مالك رفع مالك حتى تسقط قلنسوته.
باب ما ذكر من كلام مالك بن أنس عند السلطان بالحق
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى نا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الصيدناني الرقي نا أبو خليد يعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر يعني عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يوما على ظهرها أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ أسماءهم قال قد طلبت هذا الشأن في زمن بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل كذب وباطل وزور وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس عندهم كبير علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية علم وأنت عالم الحجاز فلا تردن على أمير المؤمنين قوله قال مالك ثم قال لي قد أردت أن أجعل هذا العلم علما واحدا فأكتب به إلى أمراء الأجناد وإلى القضاة فيعلمون به فمن خالف ضربت عنقه فقلت له يا أمير المؤمنين أو غير ذلك قلت أن النبي ﷺ كان في هذه الأمة وكان يبعث السرايا وكان يخرج فلم يفتح من البلاد كثيرا حتى قبضه الله عز وجل ثم قام أبو بكر رضي الله تعالى عنه بعده فلم يفتح من البلاد كثيرا ثم قام عمر رضي الله تعالى عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه فلم يجد بدا من أن يبعث أصحاب محمد ﷺ معلمين فلم يزل يؤخذ عنهم كابر عن كابر إلى يومهم هذا فإن ذهبت تحولهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفرا ولكن أقر أهل كل بلدة على ما فيها من العلم وخذ هذا العلم لنفسك
فقال لي ما أبعدت القول أكتب هذا العلم لمحمد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك قال قيل لمالك
بن أنس إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون قال يرحمك الله فأين التكلم
بالحق حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان سمعت موسى بن داود قاضي طرسوس يقول سمعت
مالك بن أنس يقول قدم علينا أبو جعفر أمير المؤمنين سنة خمسين ومائة فدخلت عليه
فقال لي يا مالك كثر شيبك قلت يا أمير المؤمنين من أتت عليه السنون كثر شيبه قال
يا مالك مالي أراك تعتمد على قول بن عمر من بين أصحاب النبي ﷺ قلت يا أمير
المؤمنين كان آخر من بقي عندنا من أصحاب رسول الله ﷺ فاحتاج الناس فسألوه فتمسكوا
بقوله فقال يا مالك عليك بما علمت أنه الحق عندك ولا تقولن عليا وابن عباس حدثنا
عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن على نا الحسين بن عروة قال لما حج هارون وقدم إلى
المدينة بعث إلى مالك بكيس فيه خمسمائة دينار فلما قضى نسكه وانصرف وقدم المدينة
بعث إليه أن أمير المؤمنين يحب أن يزامل مالكا إلى مدينة السلام فقال للرسول قل
له أن الكيس بخاتمه قال رسول الله ﷺ والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال فتركه.
باب ما ذكر من إمامة مالك بن أنس في العلم
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان مالك إماما في الحديث حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أئمة الناس في زمانهم أربعة فذكر مالكا بالحجاز
باب ما ذكر من جلالة مالك عند نظرائه
حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري ثنا إسحاق المروزي قال كنت عند حماد بن زيد فنعى له مالك بن أنس فقال أتحقق عندكم ذاك قالوا جاءت به كتب التجار فقال اللهم أحسن علينا الخلافة بعده.
باب ما ذكر من اتباع مالك لآثار رسول الله ﷺ ونزوعه عن فتواه عندما حدث عن النبي ﷺ خلافه
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن بن أخي بن وهب قال سمعت عمي يقول سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال ليس ذلك على الناس قال فتركته حتى خف الناس فقلت له عندنا في ذلك سنة فقال وما هي قلت حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن المستورد بن شداد القرشي قال رأيت رسول الله ﷺ يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه فقال إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع.
سفيان بن عيينة
ومن العلماء الجهابذة النقاد بمكة سفيان بن عيينة. وهو بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولى لهم أبو محمد كوفي سكن مكة
باب ما ذكر من علم سفيان بن عيينة وفقهه
حدثنا عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال أنا داود بن عمرو قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان بن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت الشافعي يقول لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سمعت الزنجي مسلم بن خالد يقول أنا سمعت هذه الأحاديث من الزهري بعقل بن عيينة لا بعقلي قال وذاك إني كنت أجلس إلى الزهري فيقول ما اسم هذا الجبل ما اسم هذا الشعب قال وجاء سفيان فسأله عن هذه الأحاديث فسمعتها بعقله لا بعقلي حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا حرملة بن يحيى أبو حفص التجيبي قال سمعت الشافعي يقول ما رأيت أحدا من الناس فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة وما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه ما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري قال قال الشافعي مالك وسفيان قرينان حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا موسى بن داود قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي وكان رجلا صالحا قال قدمت الكوفة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه قال عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله بن المبارك قال سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال ذاك أحد الأحدين يقول ليس له نظير حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن علي بن مهران المتوثي قال سمعت علي بن بحر بن بري قال سمعت عبد الله بن وهب يقول لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من سفيان بن عيينة حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول بن عيينة أكبرهم في عمرو بن دينار وأرواهم عنه حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول كان ابن عيينة من أعلم الناس بالقرآن وما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من ابن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبي إسحاق الهمداني والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف فمن أهل الحجاز مالك وابن جريج وسفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق.
باب ما ذكر من قدم سماع بن عيينة للعلم
حدثنا عبد الرحمن نا يزيد بن سنان البصري نزيل مصر نا نصر بن علي قال أخبرني أبي نا شعبة وذكر سفيان بن عيينة عنده فقال رأيت بن عيينة غلاما معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار وفي أذنه قرط أو قال شنف حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد يقول رأيت سفيان بن عيينة عند عمرو بن دينار غلاما له ذؤابة معه ألواح حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يقول جالست بن شهاب وأنا بن ستة عشرة وثلاثة أشهر حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول جالست عبد الكريم الجزري سنين وكان يقول لأهل بلده انظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن أبي طالب نا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان بن عيينة قال قال لي ابن جريج ما نلقى منك عمرو بن دينار غلبت على وسادته حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول حفظت الحديث عن ابن عجلان سنة أربع وعشرين يعني ومائة وكان همام يجالسنا عنده فكنا نحفظ له الحديث.
باب ما ذكر من معرفة بن عيينة بالعلم وكلامه في رواة العلم وناقليه
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ذؤيب بن عمرو السهمي المديني قال سألت سفيان بن عيينة هل سمعت من صالح مولى التوءمة شيئا قال نعم هكذا وهكذا وهكذا وأشار بيده يعني يكثره سمعت منه ولعابه يسيل يعني من الكبر وما علمت أحدا من أصحابنا يحدث عنه لا مالك بن أنس ولا غيره قال عبد الرحمن فقد بان أن ابن عيينة منتقد لرواة الآثار فإني لا أعلمه روى عن صالح مولى التوءمة شيئا حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا العباس بن الوليد الخلال نا مروان بن محمد قال ربما سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن نصر قال سمعت بن داود يعني عبد الله بن داود الخريبي يقول قال سفيان الثوري لم يكن في آل بن عمر أفضل من عمر بن محمد بن زيد العسقلاني قال علي بن نصر كانوا ستة عمر ومحمد وواقد وأبو بكر وزيد وعاصم حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمد بن ميمون الخياط المكي نا سفيان قال حدثنا من لم تر عيناك مثله بن أبجر يعني عبد الملك بن سعيد بن أبجر ثم حدثنا مرة أخرى فقال حدثنا الأبران بن أبجر ومطرف حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يعني ابن عيينة وقيل له روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر كتابا فقال سفيان ما رأى هو أبا جعفر ولكنه كان يتتبع حديثه قال سفيان كانوا ثلاثة أخوة عبد الملك بن أعين وحمران بن أعين وزرارة بن أعين وكانوا شيعة حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يقول كان الوليد بن كثير صدوقا حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول طلب بن أبي خالد يعني إسماعيل الحديث قبل الأعمش بسنين قيل لسفيان فمنصور طلب الحديث قبل أو الأعمش قال متقاربين حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني قال سمعت سفيان يقول ذهبت إلى زياد بن علاقة فسألته عن الأحاديث فقال ويحك ما تريد مني ثم قال سفيان لم نلق أحدا لقي مثل ما لقي زياد لقي المغيرة بن شعبة ولقي جرير بن عبد الله ولقي أسامة بن شريك ولقي قطبة بن مالك حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان كان شرحبيل بن سعد يفتي قال نعم ولم يكن بالمدينة أحد أعلم بالمغازي منه فاحتاج فكأنهم اتهموه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت سفيان وسئل عن محمد بن إسحاق قيل له لم يرو أهل المدينة عنه فقال سفيان جالست بن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا قلت لسفيان كان بن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر فقال أخبرني بن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال قلت لسفيان بن عيينة بن محمد بن حنين الذي روى عنه عمرو بن دينار صوموا لرؤيته فقال إبراهيم بن عبد الله بن حنين وعبيد بن حنين ومحمد بن حنين من أهل المدينة موالي آل العباس قلت عتاب بن حنين قال لا هذا مكي حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان سئل عن إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى قال كان أيوب أفقههما في الفتيا في البيوع والأمور وكنت لإسماعيل بن أمية أطول مجالسة فذكرت ذلك لأبي فقال هما ابنا عم إسماعيل وأيوب بن موسى حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان أن ليثا روى عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ توضأ فأنكر ذاك سفيان وعجب منه أن يكون جد طلحة لقي النبي ﷺ حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سألت سفيان عن جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر وكان قدم اليمن فحملوا عنه شيئا قلت لسفيان روى معمر عنه أحاديث يحيى بن سعيد فقال سفيان إنما وجد ذاك كتابا ولم يكن صاحب حديث أنا أعرف بهم إنما جمع كتبا فذهب بها حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان وسئل عن عبد الأعلى التيمي الذي روى عنه مسعر فقال سفيان كان قاصا حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان قال كان الزهري ههنا فقلت لزياد بن سعد أرني كتابك فقال لا أنت حافظ تذهب تسأل عنها وأنا لا أدري حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان عمرو بن دينار أكبر من الزهري سمع من جابر والزهري لم يسمع منه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان زكريا بن إسحاق لم يجالس عطاء قال لا قيل لسفيان أنهم حكوا عنك إن زكريا بن إسحاق قال أخرج إلينا عطاء صحيفة فقال سفيان لا إنما أراني صحيفة عنه ما هي بالكبيرة فقال هذه أعطانيها يعقوب بن عطاء وقال هذه التي سمع أبي من أصحاب النبي ﷺ فوجدت فيها أشياء سمعت من عمرو وغيره وأشياء قد سمعناها لم تكن في الصحيفة حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان وقلت له كان لوهب بن عقبة البكائي بن يقال له عقبة بن وهب روى عن يزيد بن الأصم فقال سفيان ما كان ذاك يدري ما هذا الأمر ولا كان من شأنه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان وقيل له إن منكدر بن محمد بن المنكدر روى عن أبيه عن جابر قال رأيت أبا بكر واقفا على قزح فقال سفيان قد سمعت منكدرا يقوله فكرهت أن أقول له شيئا واستحييت منه ثم قال سفيان نحن أحفظ له منه إنما قال بن المنكدر أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن جبير بن الحويرث حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد قال سمعت ابن عيينة يقول كان زياد بن سعد من أهل خراسان وكان يسكن المدينة وكان عالما بحديث الزهري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عثمان بن عيسى المروزي قال سمعت حبان بن موسى يقول قال أبو عمران شيخ من أصحاب بن المبارك ذكرت عبد الله عند بن عيينة فقال لا ترى عيناك مثله حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت علي بن المديني يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول كنا نتقي حديث داود بن الحصين حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا معمر القطيعي يقول كان ابن عيينة لا يحمد حفظ بن عقيل يعني عبد الله بن محمد بن عقيل حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة حدثنا الحميدي قال قال سفيان كان ابن عقيل في حفظه شيء فكرهت أن ألقاه حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا الوليد الطيالسي قال سمعت عبيد بن أبي قرة قال سمعت ابن عيينة يقول ما جاءنا من العراق أحد أفضل من عثمان بن زائدة حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا علي يعني بن المديني عن سفيان يعني ابن عيينة قال كان قيس بن مسلم الجدلي من أهل الخشوع قال سفيان لقد بلغني أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا من الخشوع حدثنا عبد الرحمن نا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا سمعنا يحيى بن المغيرة قال سمعت بن عيينة يقول لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال أخبرني خالد بن نزار قال قال سفيان يعني ابن عيينة ومن كان أطلب لحديث نافع وأعلم به من أيوب السختياني حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن السندي الرازي الباغي قال سمعت إبراهيم بن موسى قال أخبرني عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن سفيان بن عيينة أنه قال ذات يوم ما بقي أحد أروى عن محمد بن المنكدر مني فقيل له إبراهيم بن أبي يحيى قال إنما نريد أهل الصدق حدثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا حامد بن يحيى البلخي نا سفيان بن عيينة نا إبراهيم بن ميسرة وكان أصدق الناس وأوثقهم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا سريج بن يونس نا سفيان عن الأحوص بن حكيم وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول كان ابن عيينة يقدم الأحوص بن حكيم على ثور في الحديث قال وغلط بن عيينة الأحوص منكر الحديث وثور صدوق حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة النميري نا هارون يعني بن معروف نا سفيان يعني ابن عيينة قال كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يقول لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال أخبرني خالد يعني بن نزار عن سفيان يعني بن عيينة قال كان الزهري أعلم أهل المدينة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا بن الطباع قال سمعت سفيان يقول لم يكن في الناس أحد أعلم بالسنة منه يعني الزهري حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا نعيم يعني بن حماد قال سمعت بن عيينة يقول حدثنا أبو الزبير وهو أبو الزبير أي كأنه يضعفه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا علي بن عبد الله يعني ابن المديني نا سفيان نا مطرف وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي نا سفيان يعني ابن عيينة قال قال مطرف بن طريف ما يسرني أني كذبت وأن لي الدنيا وما فيها حدثنا عبد الرحمن قال حدثت عن أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن ابن عيينة قال محدثو الحجاز بن شهاب ويحيى بن سعيد وابن جريج يجيئون بالحديث على وجهه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال قال سفيان ابن عيينة كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال سمعت ابن عيينة يقول لقد أتى هشام بن حسان عظيما بروايته عن الحسن قيل لنعيم لم قال لأنه كان صغيرا حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الجبار بن العلاء قال قال سفيان يعني بن عيينة كان مسعر عندنا من معادن الصدق حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الله بن الزبير الحميدي نا سفيان نا موسى بن أبي عائشة وكان من الثقات حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي نا سفيان أنا شيخ من أهل الكوفة يقال له شعبة وكان ثقة قال كنت مع أبي بردة بن أبي موسى في داره حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول هو شعبة بن دينار روى عنه سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي نا سفيان نا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله ﷺ إذا افتتح الصلاة رفع يديه قال سفيان فلما قدمت الكوفة سمعته يحدث به فزاد فيه ثم لا يعود فظننت أنهم لقنوه وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة وقالوا لي أنه قد تغير حفظه حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي نا سفيان نا قعنب التميمي وكان ثقة خيارا عن علقمة بن مرثد حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم يعني بن حماد قال سمعت بن عيينة يقول أن العالم الذي يعطى كل حديث حقه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم يعني بن حماد قال قال ابن عيينة ما رأيت أحدا يحمل عنه من الأحاديث المرسلة ما تحمل عن بن المنكدر حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يعني ابن عيينة يقول كان إسماعيل بن محمد بن سعد من أرفع هؤلاء حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا بن أبي رزمة قال أخبرني أبي نا ابن عيينة قال كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروى عن الزهري وعمرو بن دينار جعلت أصبعي في أذني حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى نا إبراهيم بن المنذر قال سمعت بن عيينة يقول نا الحسن بن دينار وكان يقال فيه حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان أبو إسحاق الفزاري إماما. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني هارون بن سعيد أخبرني خالد بن نزار عن سفيان يعني بن عيينة قال كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال حدثني أبي قال سمعت بن عيينة يقول نا محمد بن عجلان وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا معمر يعني القطيعي يقول كان بن عيينة لا يحمد حفظ ليث بن أبى سليم حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إليّ نا إبراهيم بن المنذر عن بن عيينة أنه قال ما يقول أصحابك في محمد بن إسحاق قال يقولون أنه كذاب قال لا تقل ذاك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان يعني بن عيينة قال كان يوسف يعني بن إسحاق بن أبي إسحاق احفظ ولد أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني قال سفيان بن عيينة لم يكن من ولد أبي إسحاق أحد أحفظ عندي من يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا سفيان يعني بن عيينة نا سليمان بن أبي المغيرة ثقة خيار حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال قال سفيان لم أر أحدا طلب الحديث وهو مسن أحفظ من روح بن القاسم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميمون العطار الرقي قال سمعت سفيان يعني بن عيينة وسئل عما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فقال غيره أجود منه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز محمد بن خالد الرازي نا علي بن سليمان البلخي قال قال بن عيينة قلت لمسعر من أثبت من أدركت قال ما رأيت أثبت من عمرو بن دينار والقاسم بن عبد الرحمن يعني بن عبد الله بن مسعود قال أبو محمد هذا لعناية بن عيينة بناقلة الآثار سأل مسعرا عن أثبت من أدركه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول جئت إلى صالح مولى التوءمة فسألته كيف سمعت أبا هريرة كيف سمعت بن عباس فقالوا أنه قد اختلط فتركته حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلي نا أبي نا سفيان بن عيينة قال حديث أبي سفيان عن جابر إنما هي صحيفة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول سمعت بشر بن عمر يقول سمعت بن عيينة يقول عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي المديني قال سمعت سفيان يقول لم يكن بالمدينة رجل أرضى من عبد الرحمن بن القاسم حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول ما كان أشد انتقاد مالك بن أنس للرجال وأعلمه بشأنهم.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان وذكر عمرو بن عبيد قال كتبت عنه كتابا لله فوهبت كتابه بن أخي عمرو بن عبيد قال سفيان ووهبت له كتاب بن جدعان فقيل لسفيان لم وهبته قال كنت قد حفظته ولم أر أني أنساه ثم قال سفيان وكنت أريد أهر منه وقال بيده كأنه يريد أثبت منه وجمع يده. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان إسماعيل بن سميع بيهسيا فلم أذهب إليه ولم أقربه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان بالمدينة أيضا شيخ عابد فما وضعه عند أهل المدينة إلا القدر قال علي فقلت لسفيان من هو قال بن أبي لبيد ثم قال سفيان جالست بن أبي لبيد ههنا يعني بمكة وقدم الكوفة وقلت لعمر بن سعيد فذهب إليه فلقيه وجالسه سفيان بالكوفة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان وسئل عن عبد الرحمن بن إسحاق فقال عبد الرحمن فقال عبد الرحمن بن إسحاق كان قدريا فنفاه أهل المدينة فجاءنا ههنا مقتل الوليد فلم نجالسه وقالوا إنه قد سمع الحديث.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول لم يكن عندنا قرشيين مثل أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وقال كان لأيوب بن موسى أخ يقال له عمران بن موسى أسن منه ولم يكن عنده شيء. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان بن طاوس أحفظ عندنا من غيره قلت لسفيان أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ بن طاوس قال لو شئت قلت لك إني أقدم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان كان صدقة بن يسار كوفيا قال كان أصله كوفيا.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول أول ما قدم علينا يزيد بن يزيد بن جابر مع مسلمة بن هشام وكان رجلا حسن الهيئة حسن النحو قال سفيان وكانوا يقولون لم يكن في أصحاب مكحول مثله. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا عمرو بن محمد الناقد نا سفيان يعني بن عيينة قال ما كان بالكوفة بعد عربيين إبراهيم والشعبي مثل موليين الحكم وحماد.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت أبا أحمد يعني الزبيري قال حدثت سفيان بن عيينة عن معلى الطحان يعني بن هلال ببعض بن أبي نجيح فقال ما أحوج صاحب هذا إلى أن يقتل. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة قال أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان إبراهيم الهجري يسوق الحديث بسياقة جيدة على ما فيه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان إن بن جريج روى عن عمرو يعني بن دينار عن الحسن بن محمد أن عليا قال لقد ظلم من منع بني الأم نصيبهم من الدية وقال سفيان بن سعيد عن عمرو عمن سمع عليا رضي الله تعالى عنه فقال سفيان أخطأوا لزمت عمرا ولا يتكلم بكلمة إلا ثم قال قال سفيان قال عمرو سمعت من عبد الله بن محمد يقول قال علي لقد ظلم من منع بني الأم نصيبهم من الدية.
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال أخبرني خالد بن نزار عن سفيان بن عيينة قال كان عمرو بن دينار أعلم أهل مكة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يذكر عن بن عيينة قال نا عمرو بن دينار وكان ثقة ثقة ثقة وحديثا اسمعه من عمرو أحب إلي من عشرين من غيره. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول كان عمارة بن القعقاع بن أخي بن شبرمة وكان أسن منه وأقرأ للقرآن منه وكان عبد الله بن عيسى بن أخي بن أبي ليلى وكان أسن منه.
باب ما ذكر من جلالة سفيان بن عيينة عند العلماء
حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي نا سهل بن زنجلة قال سمعت وكيعا يقول ما كتبنا عن بن عيينة إلا والأعمش حي سنة ست وأربعين ومائة. حدثنا عبد الرحمن أخبرني محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلي قال ما رأيت وكيعا عند بن عيينة قط إلا جاثيا بين يديه على ركبتيه ساكتا لا يتكلم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت يحيى بن سعيد الأموي يقول رأيت مسعرا يشفع لإنسان إلى سفيان بن عيينة يحدثه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت أبا معاوية يقول كنا نخرج من مجلس الأعمش فنأتي بن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن المديني قال قال سفيان كنت ألزم أيوب بالليل عند عمرو بن دينار وكنت أفيده عن عمرو بن دينار رؤوس الأحاديث وأذهب معه فأسأل له عن تلك الأطراف وكان يسألني كم روى عمرو عن فلان وكم روى عن فلان فأقصها عليه ثم أكتب له من كل شيخ شيئا وأسال له عمرا عنها وكتبت له أطرافا عن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان قال ربما عادني بن أبي نجيح وأنا غليم وكنت طويل الملازمة بالليل والنهار. حدثنا عبد الرحمن ثنا الحسن بن أحمد بن الليث نا سهل بن زنجلة نا أبو أسامة قال دخل بن عيينة علي زائدة وهو مريض فسأل زائدة بن عيينة عن حديث فحدثه فدعا زائدة بشيء وكتبه حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن الليث ثنا سهل زنجلة يقول حدثنا عن شعبة عن بن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه أن النبي ﷺ قال لا يدخل الجنة قاطع.
باب في تواضع بن عيينة وذمه نفسه
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت أبا قدامه السرخسي يقول سمعت بن عيينة كثيرا ما يرثى نفسه يقول ذهب الزمان فسرت غير مسود ومن الشقاء تفردي بالسؤدد.
باب ما ذكر من حفظ بن عيينة وإتقانه وثقته في نفسه
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول بن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول سفيان بن عيينة أثبت من محمد بن مسلم الطائفي وأوثق منه وهو أثبت من داود العطار في عمرو بن دينار وأحب إلي منه.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال سفيان بن عيينة ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى سمعت علي بن المديني يقول ما في أصحاب الزهري أتقن من بن عيينة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول أثبت أصحاب الزهري مالك وابن عيينة وكان بن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة وكان بن عيينة إماما ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال قلت لسفيان في حديث عمرو عن عطاء عن بن عباس قال إذا اشتريت بنقد وبعت بنقد فقلت إن بن جريج خالف هشيما فقال سفيان أنا أحفظ لهذا منهما. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق قال حدثت معمرا بحديث عن سفيان بن عيينة فقال إن صاحبك لثقة.
باب ما ذكر من حسن منطق بن عيينة
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور قال سمعت عبد الرزاق قال ما رأيت بعد بن جريج مثل بن عيينة في حسن المنطق.
باب ما ذكر من مناصحة بن عيينة للسلطان في أمر المسلمين
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة وهو باليمن ولم يكن سفيان تلطخ بشيء من أمر السلطان بعد فجعل سفيان يعظه ويذكر له أمر المسلمين فجعل معن يقول له أبوهم أنت أخوهم أنت.
باب ما ذكر من معرفة بن عيينة بعمات النبي ﷺ وجداته وتسميته لهن
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت أبا غسان مالك بن إسماعيل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول عمات النبي ﷺ بنات عبد المطلب عاتكة وأم حكيم وهي البيضاء وهي توءم عبد الله وصفية وهي أم الزبير وبرة وأميمة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت أبا غسان مالك بن إسماعيل قال سمعت بن عيينة يقول ابنا الفواطم إحداها جدة النبي ﷺ أم أبيه اسمها فاطمة بنت عبد الله بن عمرو بن عمران بن مخزوم وأم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم وأم حسن وحسين فاطمة بنت رسول الله ﷺ فلذلك سميا ابنا الفواطم.
باب ما ذكر من جودة أخذ بن عيينة للحديث
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت سفيان يقول كان أيوب إذا حدثني بالحديث رددته مرتين.
باب ما ذكر من مرثية سفيان بن عيينة
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رضي الله تعالى عنه عن حامد بن يحيى البلخي قال سمعت بن مناذر يقول لما مات سفيان بن عيينة:
من كان يبكي ورعا عالما
فليبك للإسلام سفيانا
راحوا بسفيان إلى قبره
والعلم مكسوين أكفانا
لا يبعدنك الله من هالك
أورثنا غما وأحزانا
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عثمان بن مخلد قال سمعت بعض مشايخ البصريين قال حضرت جنازة سفيان بن عيينة بمكة قال وابن المناذر يقول فيها مرثية فكان فيما قال:
نجلو من الحكمة أنوارها
ما تشتهي الأنفس ألوانا
يا واحد الأمة في علمها
لقيت من ذي العرش رضوانا
راحوا بسفيان على نعشه
والعلم مكسوين أكفانا
سفيان الثوري
ومن العلماء الجهابذة النقاد بالكوفة سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
باب ما ذكر من علم سفيان الثوري وفقهه
حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة نا إسحاق بن الصباح الأسدي قال سمعت أبا الحارث يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ذكر سفيان الثوري عند زائدة فقال ذلك أعلم الناس في أنفسنا. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة عليه قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى عبد الله بن يزيد بلغني كتابك تذكر دروسا من العلم وذهاب العلماء وإن كنت لم تعرف ذهاب العلماء إلا في عامك هذا فقد أغفلت النظر فإنه قد أسرع بهم منذ حين وذهب بقاياهم منذ أعوام من كل جند وأفق فلم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة قال عباس يعني الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن علي بن سعيد النسائي نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال عبد الله يعنى بن المبارك لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت وكيعا وحدث عن شعبة عن الحكم وحماد في باب ثم قال أيما أفقه عندكم الحكم وحماد أو سفيان فسكت الناس فلم يجبه أحد فقال كان سفيان بحرا. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن خالد أبو هارون الخراز نا مقاتل بن محمد يحكي عن الوليد بن مسلم قال رأيت الثوري بمكة يستفتي ولما يخط وجهه بعد. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبي ثنا الحسن بن الربيع قال سمعت بن المبارك قال ما رأيت أحدا خيرا من سفيان حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير قال كان نوفل يعني بن مطهر يحكى عن بن المبارك قال ما رأيت مثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير يذكر عن نوفل قال قال بن المبارك ما رأيت مثل سفيان كأنه خلق لهذا الشأن. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك قال وسمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم يقول ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت بن وهب يقول ما رأيت مثل سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد قال سمعت بن المبارك قال كنت إذا أعياني الشيء أتيت سفيان أساله فكأنما أغتمسه من بحر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى يعني بن سعيد قلت أيما أحب إليك رأي مالك أو رأي سفيان قال سفيان لا نشك في هذا ثم قال يحيى وسفيان فوق مالك في كل شيء. حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري نا محمد بن عبد الحميد نا مطرف بن مازن قال قال لنا معمر لما بلغه أن سفيان قادم عليهم اليمن قال لنا معمر أنه قد قدم عليكم محدث العرب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا الحسن بن الربيع عن بن المبارك قال ما نعت لي أحد فرأيته إلا وجدته دون نعته إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن أخبرنا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن كثير الصنعاني عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي إنما بقي هذان الرجلان يعني بن عون وسفيان. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إسماعيل بن مسلمة القعنبي حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان قال قلت لأبي من فقيه العرب قال سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أحمد بن حميد سمعت بن إدريس يقول ما رأيت بالكوفة أحدا أود أني في مسلاخه إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال سمعت أبا داود الحفري وسأله رجل عن سفيان والحسن بن صالح ففضل سفيان علي الحسن حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت الفريابي يقول سألت بن عيينة عن مسألة فأجابني فيها فقلت خالفك فيها الثوري فقال لا ترى بعينك مثل سفيان أبدا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا بن أبي رزمة انا أبو أسامة قال من أخبرك أنه نظر بعينه إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي قال سفيان بن عيينة لن ترى بعينك مثل سفيان حتى تموت قال أبي هو كما قال. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني أصحاب عبد الله يعني بن مسعود ستة الذين يقرءون ويفتون ومن بعدهم أربعة ومن بعد هؤلاء سفيان الثوري كان يذهب مذهبهم ويفتي بفتواهم وكان أعلم الناس بأبي إسحاق والأعمش بحديثهم وطريقتهم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا شهاب بن عباد قال سمعت هشام الصيدناني قال سمعت الحسن بن صالح قال كنا في حلقة بن أبي ليلى فتذاكروا مسألة وطلع سفيان الثوري فقال ألقوها عليه قال حسن فجاء فجلس قريبا مني فأجاب فيها فأصاب فيها فسمعته يحمد الله عز وجل فيما بينه وبين نفسه قال حسن فكنت أراه يطلبه بنية يعني العلم. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال دخل علي مالك الأوزاعي وسفيان فلما خرجا من عنده قال أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للإمامة والآخر يصلح للإمامة قلت لأبي عبد الله فالذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين هو سفيان قال نعم قال أبو عبد الله أجل سفيان أوسعهما علما. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد بن المنهال قال سمعت يزيد يعني بن زريع قال وكان سفيان راويا مفتيا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي أخبرني قطبة بن العلاء قال سمعت سفيان الثوري يقول انا في هذا الحديث منذ ستين سنة.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا الأخنسي يعني أحمد بن عمران قال سمعت يحيى بن يمان يقول ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله كان سفيان في الحديث أمير المؤمنين. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا عثمان بن أبي شيبة قال سمعت بن إدريس قال قال لي بن أبي ذئب ما رأيت رجلا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور نا مسدد قال سمعت بن داود يعني الخريبي قال سمعت بن أبي ذئب وذكر سفيان فقال لم يأتنا من هذه الناحية أحد يشبهه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الكوفة إلى سفيان الثوري.
باب ما ذكر من براعة فهم سفيان الثوري وفطنته وفراسته
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى القطان حدثني عبيد الله بن عمر القوايري قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كنا على باب إسماعيل بن أبي خالد فقال يعني سفيان يا يحيى تعال حتى أحدثك عنه بعشرة أحاديث لم تسمعها فسرد ثمانية كأنه قد علم أني لم أسمعها. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سليم الجبيلي قال سمعت الفريابي يقول رأينا سفيان الثوري بالكوفة وكنا جماعة من أهل الحديث ننزل في دار فلما حضرت صلاة الظهر دلونا له دلوا من بئر في الدار فإذا الماء متغير فقال ما بال مائكم هذا قلنا هو كذا منذ نزلنا هذه الدار فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي قبليكم فإذا ماء أبيض ثم قال أدلوا من بئر الدار التي شرقيكم فإذا ماء أبيض ثم قال أدلوا دلوا من بئر الدار التي شأمكم فإذا ماء أبيض فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي غربكم فإذا ماء أبيض فقال إن لبئركم هذه لشأنا فحفرنا فأصبنا عرق كنيف ينز فيه فقال لنا منذ كم نزلتم هذه الدار فقلنا أربع سنين فأمرنا بإعادة صلاة أربع سنين فيها ركعتا الفجر وركعتان بعد المغرب والوتر. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قال أبو معاوية لقيني سفيان الثوري بعد موت الأعمش فقال لي كيف أنت يا محمد كيف حالك ثم قال لي سمعت من الأعمش كذا قلت لا قال فسمعت منه كذا قلت لا فجعل يحدثني بأحاديث كأنه علم أني لم أسمعها حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت حسن بن الربيع قال سمعت محمد بن السماك قال نظر إلي سفيان الثوري فتفرس في فقال ما أراك تموت حتى تصير قاصا حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن عيسى بن الطباع قال قال عبد الرحمن بن مهدي كنت أذاكر سفيان الثوري بحديث حماد بن زيد ولا أسميه فإذا جاءه حماد بن زيد سأله عن تلك الأحاديث فجعل يتعجب من فطنته.
باب ما ذكر من تخوف الثوري على نفسه من العلم أن لا يسلم منه
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يقول سمعت سفيان يقول ما من عملي شيء أنا أخوف منه من هذا يعني الحديث.
حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت الفريابي وقبيصة يقولان سمعنا سفيان يقول وددت أني نجوت من هذا العلم كفافا لا لي ولا عليّ. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو قال سمعت قبيصة قال سمعت سفيان بعد ذلك يقول وما على الرجل أن يكون هذا العلم من كلامه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو عمر عيسى بن محمد النحاس الرملي قال قال ضمرة سمعت سفيان الثوري يقول وددت أني أنفلت من هذا الأمر لا لي ولا عليّ. أنا اليوم أطلب العلم فهذا لأي شيء هو. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن ميسرة نا الحسن بن الحكيم الناجي قال سمعت بن عيينة يقول قال سفيان الثوري قد ألقي إلينا من هذا الأمر شيء فوددت أني أصبت من ألقى إليه قال أبو محمد يعني العلم. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا عبد الرحمن بن مصعب المعني قال سمعت سفيان يقول لو لم أعلم كان أقل لحزني. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا شهاب بن عباد قال سمعت أبا غسان قال قيل للحسن بن صالح إن سفيان يقول ليتني لم أسمع من هذا العلم بشيء قال الحسن ولم قال أبو محمد كانوا يتخوفون من أفضل أعمالهم.
باب ما ذكر من حفظ الثوري وإتقانه
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو بكر بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما رأيت أحدا أحفظ من سفيان الثوري قلت له أو قيل له ثم من قال ثم شعبة قال ثم من قيل ثم هشيم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين فقال ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ يعني على مالك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال كان سفيان يقول ما استودعت قلبي شيئا قط فخانه. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت سفيان لشيء من حديثه أحفظ منه لحديث الأعمش. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال سمعت أحمد بن حنبل وقلت من أحب الناس إليك في حديث الأعمش قال سفيان قلت شعبة قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول لم يكن أحدا أعلم بحديث الأعمش من الثوري حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول لم يكن أحدا أعلم بحديث أبي إسحاق من الثوري ولم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال سمعت أبا معاوية يقول كان سفيان يأتيني ههنا فيذاكرني حديث الأعمش فما رأيت أحدا أعلم بحديث الأعمش منه.
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول أحفظ أصحاب الأعمش الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لما حدث سفيان عن حماد عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان قال إذا حككت جسدك فلا تمسحه ببزاق فإنه ليس بطهور قلت له هذا حماد يروى عن ربعي بن حراش عن سلمان قال من يقول ذا قلت حدثنا حماد بن سلمة قال أمضه قلت حدثنا شعبة قال أمضه قلت حدثنا هشام الدستوائي قال هشام قلت نعم فأطرق هنيهة ثم قال أمضه سمعت حمادا يحدثه عن عمرو بن عطية عن سلمان قال عبد الرحمن فمكثت زمانا أحمل الخطأ على سفيان حتى نظرت في كتاب غندر عن شعبة فإذا هو عن حماد عن ربعي بن حراش عن سلمان قال شعبة وقد قال حماد مرة عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان فعلمت أن سفيان إذا حفظ الشيء لم يبالي من خالفه. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول ربما كنا عند سفيان فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ نسأله عن شيء فنعرض له بذكر الحديث فإذا جاء به الحديث ذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا حدثنا. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا يحيى بن أيوب الزاهد نا معاذ بن معاذ قال قال يحيى بن سعيد القطان كان سفيان الثوري ما شئت من صلاة وقراءة فإذا جاء الحديث فكأنه ليس الذي كان. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان يعني البلخي الوكيعي قال سمعت وكيعا يقول ذكر شعبة حديثا عن أبي إسحاق فقال رجل إن سفيان خالفك فيه فقال دعوه سفيان أحفظ مني. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت معاذا يعني بن معاذ وقيل له أي أصحاب أبي إسحاق أثبت قال شعبة وسفيان ثم سكت. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال سفيان الثوري ثقة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سفيان فقيه حافظ زاهد إمام أهل العراق وأتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري وشعبه فالثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا أحمد بن عمران الأخنسي نا الوليد بن عقبة الشيباني قال قيل لسفيان بن سعيد لو جلست لنا مجلسا وذاك قبل خروجه إلى البصرة فاستقبل القبلة ثم ابتدأ فكتبت بيدي ثلثمائة حديث. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحب إليّ كان الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال قال يحيى قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة في حديث عمرو بن مرة هذا أليس قد حدثتك به مرة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني قال سمعت يحيى يقول سألت سفيان عن حديث عاصم يقول بن عباس في المرتدة فأنكره وقال ليس من حديثي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي بن المديني قال سمعت يحيى يقول كان سفيان إذا حدثني بالحديث فلم يتقنه قال لا تكتبه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سألت سفيان قلت حدثنا شعبة عن الأعمش عن مسروق في المحرم يتزوج قال لعلك وهمت على شعبة قلت إن جرير بن حازم يروى عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله قال دع جريرا إنما حدثني الأعمش ومنصور عن مسلم عن مسروق يحتجم المحرم ولا يحتجم الصائم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سألت سفيان عن حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما فأنكر أن يكون عن أبي وائل وقال إنما سمعه من عبد الملك بن عمير أنا ذهبت به إليه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود الطيالسي عن شعبة قال ما حدثني أحد عن شيخ إلا وإذا سألته يعني ذلك الشيخ يأتي بخلاف ما حدث عنه ما خلا سفيان الثوري فإنه لم يحدثني عن شيخ إلا وإذا سألته وجدته على ما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد يعني بن حنبل عن يحيى بن بكير قال سمعت شعبة يقول ما حدثني سفيان عن إنسان بحديث فسألته عنه إلا كان كما حدثني. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة نا محمد بن أبان يعني البلخي قال سمعت وكيعا يقول قال شعبة ما أطرف لي يعني ما أعطاني طرف حديث عن شيخ فسألت الشيخ إلا وجدته كما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج سمعت عقبة يعني بن خالد قال كنت عنه عبيد الله فلما تفرق أصحاب الحديث انقحم سفيان الثوري وانقحمت معه فسأله عن سبعين حديثا ما كتب منها شيئا وأخرجت ألواحا معي نحو من ذراع فلم يفتني منها شيء فما صبر أن قال إنما قلب أحدهم ألواحه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا بن أبي رزمة نا الفضل بن موسى قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول تبا لمن خالف سفيان الثوري في الحديث وإن كان محقا.
باب ما ذكر من جودة أخذ سفيان للحديث
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال كنت مع سفيان عند عكرمة فجعل يوقفه على كل حديث على السماع حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال شهدت سفيان عند العمري فجعل يوقفه في كل حديث توقيفا شديدا.
باب ما ذكر من تزكيه الثوري لمن أجمل القول في السلف
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عثمان بن مطيع حدثني عبد العزيز بن أبي عثمان قال أصيب سفيان بن سعيد بأخ له يسمى عمر وكان مقدما فلما سووا عليه قبره قال رحمك الله يا أخي إن كنت لسليم الصدر للسلف وإن كنت لتحب أن تخفي علمك أي لا تحب الرياسة.
باب ما ذكر من معرفة سفيان الثوري برواة الأخبار وناقلة الآثار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سألت سفيان عن حديث حماد عن إبراهيم في الرجل يتزوج المجوسية فجعل لا يحدثني به مطلني به أياما ثم قال إنما حدثني به جابر يعني الجعفي عن حماد ما ترجو به منه قال أبو محمد كأنه لم يرض جابرا الجعفي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد عن حديث سفيان عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة إن أطيب ما أكلتم كسبكم قال لي سفيان هذا وهم قال يحيى وقد حملته عنه وهو عندي هكذا كما قال سفيان وهم حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان يعجب من حفظ عبد الملك قال صالح قلت لأبي هو عبد الملك بن عمير قال نعم قال أبو محمد فذكرته لأبي فقال هذا وهم إنما هو عبد الملك بن أبي سليمان وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال سفيان بن سعيد لم أر هاهنا شيخا مثل هذا يعني سلام بن مسكين.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان وذكر منصورا يوما فقال ربما حدث عن رجلين عن إبراهيم كأنه يقول لا يرسل شيئا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرني سفيان بحديث زهير عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر أنه قال للفارس سهمان فأنكره.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول أخبرني الحسين بن عياش قال كنا نأتي سفيان إذا سمعنا من الأعمش فنعرضها عليه بالعشي فيقول هذا من حديثه وليس هذا من حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا أبو داود عن زائدة قال كنا نأتي الأعمش فيحدثنا فيكثر ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الأحاديث له فيقول ليس هذا من حديث الأعمش فنقول هو حدثنا به الساعة فيقول اذهبوا فقولوا له إن شئتم فنأتي الأعمش فنخبره بذلك فيقول صدق سفيان ليس هذا من حديثنا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول حدثت سفيان أحاديث إسرائيل عن عبد الأعلى عن بن الحنفية قال كانت من كتاب قلت يعني إنها ليست بسماع حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال روى شعبة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وعن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله في رجل طلق امرأته مائة قال عبد الرحمن فذكرت لسفيان فأنكره وقال إنما هو منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن علقمة يعني عن عبد الله. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث عاصم عن علي وعبد الله في المتلاعنين فأنكره وقال لو كان هذا عن عاصم قال أبو محمد ذكرته لأبي فقال هذا حديث رواه قيس بن الربيع عن عاصم عن زر عن علي وعن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله في المتلاعنين فأنكر الثوري ذلك وهو كما قال الثوري منكر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال لي سفيان إن الأعمش لم يسمع حديث إبراهيم عن النبي ﷺ في الضحك في الصلاة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت بن داود قال سمعت سفيان يقول فقهاؤنا بن شبرمة وابن أبي ليلى حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني حدثني أخي عبد الله انا أبو بكر بن أبي الأسود انا عبد الرحمن بن مهدي قال كان سفيان يقدم سعيد بن جبير على إبراهيم يعني النخعي. حدثنا محمد بن مسلم وعبد الله بن أبي عبد الرحمن قالا ثنا عبد الرحمن بن الحكم ثنا نوفل يعني بن مطهر عن بن المبارك عن سفيان قال حفاظ الناس ثلاثة إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ويحيى بن سعيد الأنصاري وحفاظ البصرين ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أحفظهم حدثنا سلمة بن كهيل وكان ركنا من الأركان وشد قبضته وحدثنا حبيب بن أبي ثابت وكان دعامة أو كلمة شبهها. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أخي عبد الله بن الحسن انا عبد الرزاق عن بن عيينة قال قال لي سفيان الثوري رأيت منصورا وعبد الكريم الجزري وأيوب السختياني وعمرو بن دينار هؤلاء الأعين الذين لا يشك فيهم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت وكيعا عن حديث من حديث ليث بن أبي سليم فقال كان سفيان لا يسمى ليثا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميسرة نا صالح بن أبي خالد قال قلت لعثمان بن زائدة إلى من أجلس بعدك قال ما أعرف أحدا قال فأعدت عليه فقلت الله الله فقال تأدب بأبي حفص الفارسي وليس هو بصاحب حديث قال عثمان بن زائدة وقلت لسفيان إلى من أجلس بعدك فأطرق ساعة ثم قال ما أعرف أحدا فقلت الله الله أو كما قلت قال لا عليك أن تكتب الحديث من ثلاثة من زائدة بن قدامة وأبي بكر بن عياش وابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يحيى بن مغيرة قال قال جرير كان سفيان إذا أصاب في الباب حديث منصور بدأ به قبل الناس حدثنا عبد الرحمن انا أحمد بن سليمان الرهاوي فيما كتب إلى قال سمعت زيد بن الحباب يقول سمعت سفيان الثوري يقول عجبا لمن يروى عن الكلبي فذكرته لأبي وقلت له إن الثوري يروي عن الكلبي قال لا يقصد الرواية عنه ويحكي حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه. حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة نا أبو عاصم النبيل قال زعم لي سفيان الثوري قال قال لنا الكلبي ما حدثت عني عن أبي صالح عن بن عباس فهو كذب فلا تروه. حدثنا عبد الرحمن انا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلي قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول قال عبد الله يعني بن المبارك سئل سفيان بن سعيد عن ثور بن يزيد الشامي فقال خذوا عنه واتقوا قرنيه يعني أنه كان قدريا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال سمعت أبا نعيم قال سمعت سفيان يقول إذا قال جابر حدثنا وأخبرنا فذلك. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو غسان التستري قال سمعت أبا داود قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول كان جابر ورعا في الحديث ما رأيت أورع في الحديث من جابر حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال قال عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سفيان كان إبراهيم بن مهاجر لا بأس به حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي ثنا المثنى بن معاذ بن معاذ نا بشر بن المفضل قال لقيت سفيان الثوري بمكة فقال ما خلفت بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور بن المعتمر حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي بالبصرة قال سألت عبد الله بن داود ما كان أبو الجحاف عند سفيان فقال كان يوثقه ويعظمه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني القطان قال قال سفيان شعبة يروى عن داود بن يزيد الأودي تعجبا منه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني سليمان بن عبد الجبار قال سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال قال سفيان الثوري كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعرا عنه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت محمد بن كثير العبدي يقول كنت عند سفيان الثوري فذكر حديثا فقال رجل حدثني فلان بغير هذا فقال من هو قال أبو حنيفة قال أحلتني على غير ملئ. حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني عبد الله بن عمران نا أبو داود قال ذكر سفيان لشعبة حديثا لقتادة فقال سفيان وكان في الدنيا مثل قتادة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت عبد الصمد المقرئ يقول دخل الرازيون على الثوري فسألوه الحديث فقال أليس عندكم الأزرق يعني عمرو بن أبي قيس قال عبد الصمد وكان أزرق حدثنا عبد الرحمن نا النضر بن هشام الأصبهاني سمعت الحسين بن حفص قال قال سفيان اخرج إليكم كتاب خير رجل بالكوفة قلنا يخرج كتاب منصور فأخرج كتاب محمد بن سوقة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن يونس قال سمعت الثوري وذكر المعافي بن عمران فقال ياقوتة العلماء حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال ذكرت ليحيى بن سعيد حديث أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال لا أراه سمعه من علي بن ربيعة ثم قال يحيى كان سفيان يوهنه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت ليحيى كان سفيان يوثقه يعني جبلة بن سحيم فقال برأسه أي نعم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق قال قيل للثوري مالك لم ترتحل إلى الزهري قال لم تكن عندي دراهم ولكن قد كفانا معمر الزهري وكفانا بن جريح عطاء. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ثنا إبراهيم بن موسى أخبرني مهران يعني بن أبي عمر العطار قال كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام فمر عبد الوهاب بن مجاهد فقال سفيان هذا كذاب.
حدثنا عبد الرحمن نا عيى بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا مؤمل بن إسماعيل نا سفيان نا عبد الملك بن أبي بشير قال سفيان وكان شيخ صدق. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى ذكر واقدا مولى زيد بن خليدة فقال أثنى سفيان عليه خيرا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثني سعيد بن عبيد بن مسلم جار ليحيى عن عمرو بن الوليد الأغضف قال كنت جالسا مع سفيان فقال حدثني البري عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله في المسح على الخفين فقال كذب ثم قال كذب حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سألت يحيى حديث مهدي بن ميمون عن واصل عن أبي وائل قال أتينا عبد الله قبل طلوع الشمس فقال يحيى قال سفيان ليس هذا عن أبي وائل حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ الرازي ثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يقول سمعت شيخا يحدث أبي قال قلت لسفيان الثوري مالك لا تحدث عن أبان بن أبي عياش أو مالك قليل الحديث عن أبان قال كان أبان نسيا للحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير بن سلمان يذكر عن مهران قال مر عبد الوهاب يعني بن مجاهد فسألت سفيان عنه فأعرض عني بوجهه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا إبراهيم بن موسى قال قال لي بن مسهر قال لي الثوري من أحفظ من رأيت قلت الأعمش فذكر الثوري أربعة منهم إسماعيل بن أبي خالد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يعني الطيالسي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول ما رأيت أورع من جابر الجعفي في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود عن وكيع قال قال سفيان ما رأيت رجلا أورع في الحديث من جابر الجعفي ولا منصور.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني زنيج يعني محمد بن عمرو الطيالسي قال سمعت يحيى بن الضريس يقول كان سفيان الثوري يدل على زائدة بن قدامة في كتاب الحديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة قال قال جرير لم يكن أحد يجترئ أن يرد على منصور الحديث إلا سفيان وزائدة وأنا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني عقبة بن قبيصة بن عقبة عن أبيه قال رأيت سفيان في النوم فقال غلط علي أبو الحسين يعني زيد بن الحباب في حديث حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لبى حتى رمى جمرة العقبة فقلت يا أبا عبد الله أنت حدثتنا عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنه لبى حتى رمى الجمرة وعن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر لبى حتى رمى الجمرة فقال عرفت فالزم عرفت فالزم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني عبيد بن يعيش نا خلاد بن يزيد الجعفي قال جاءني سفيان بن سعيد إلى ههنا قال عمرو بن شيمر هذا أكثر عن جابر وما رأيته عنده قط حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى في حديث أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة عن عبد الله ختامه مسك فقال يا أبا سعيد خالف أربعة قال من قال زائدة وأبو الأحوص وإسرائيل وشريك فقال يحيى لو كانوا أربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان أثبت منهم وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن عن هذا فقال عبد الرحمن هؤلاء أربعة قد اجتمعوا وسفيان أثبت منهم والإنصاف لا بأس به حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير نا وكيع قال كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يذكر عن وكيع قال كان سفيان يصحح تفسير بن أبي نجيح ويعجبه من التفسير ما كان حرفا حرفا ثم ذكر باقي الحديث نحو ذلك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن إسحاق السمرقندي ونعيم بن حماد قالا نا عبد الله يعنيان بن المبارك أنا سفيان قال أخبرني نهشل بن مجمع الضبي وكان مرضيا حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول قال سفيان يحدثون عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه صلى وهو على غير وضوء قال يعيد ولا يعيدون ما سمعت حبيبا يحدث عن عاصم بن ضمرة حديثا قط حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال قال لي سفيان هات كتبك اعرضها علي حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن المهدي يقول عرض زائدة كتبه على سفيان فقلت كأن في هذا ضعفا قال لا لم يختلفا إلا في قدر عشرة أحاديث حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال سمعت يحيى بن سعيد قال قال لي سفيان بن سعيد اثنتي بكتبك انظر فيها فقلت له تريد أن تصنع بي كما صنعت بزائدة قال وما ضر زائدة قال يحيى لوددت أني كنت فعلت حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير ثنا نوفل يعني بن مطهر عن بن المبارك عن سفيان الثوري نا سلمة بن كهيل وكان ركنا من الأركان وشد قبضتة وحدثنا حبيب بن أبي ثابت وكان دعامة أو كلمة تشبهها حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال قال سفيان كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث يعني الأعور حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان الثوري يقول قدمت الري وعليها الزبير بن عدي قاضيا فكتبت عنه خمسين حديثا ثم مررت بجرجان وبها جواب التيمي فلم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه قلت لأبي نعيم ولم لم يكتب عنه قال لأنه كان مرجئا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا موسى بن داود قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه قال عليك بزائدة وسفيان بن عيينة قال قلت فأين أبو بكر بن عياش قال إن أردت التفسير فعنده حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا مسدد قال قال لي يحيى بن سعيد قال لي سفيان بن سعيد كان بن أبي ليلى مؤديا قال أبو محمد يعني أنه لم يكن بحافظ حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد قال أنكر سفيان في حديث عبد الله بن السائب عن زاذان والأمانة في كل شيء في الوضوء وفي الركوع قال سفيان أنا ذهبت بالأعمش إلى عبد الله بن السائب حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول قلت لسفيان في أحاديث عبد الأعلى عن محمد بن الحنفية فوهنها حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول كان جبلة بن سحيم ثقة قلت ليحيى كان سفيان يوثقه فقال برأسه أي نعم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال كان سفيان بن سعيد يحمل على عبد الحميد بن جعفر حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا على سمعت يحيى يقول شهدت سفيان يقول لأبي الأشهب قل سمعت قل سمعت حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى يقول قال سفيان حديث الأعمش عن أبي صالح الإمام ضامن لا أراه سمعه من أبي صالح حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد قال كان سفيان الثوري يحسن الثناء على موسى بن أبي عائشة حدثنا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد يقول ذكرت لسفيان حديث الأعمش قال قال شقيق قال عبد الله إن هذا الصراط محتضر فأنكره وقال هذا حديث منصور حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله بن المبارك قال وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال ذاك أحد الأحدين وسئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال ذاك ميزان حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله لا يزال الرجل في فسحة من دينه فأنكر أن يكون عن أبي وائل قال لما سمع من عبد الملك بن عمير أنا ذهبت به إليه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير نا وكيع قال سمعت سفيان يقول كان عمر بن عبد العزيز من أئمة الهدى.
باب ما ذكر من تعظيم العلماء لسفيان الثوري ونزولهم عند قوله وفتواه
حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز محمد بن خالد نا علي بن سهل العطار قال سمعت أبا زنبور الشيخ الذي ينسب إليه سكة أبي زنبور قال رأيت سفيان الثوري بالري في سكة الزبير بن عدي والزبير على القضاء والزبير يستفتي الثوري في قضايا ترد عليه ويفته الثوري ويقضي به حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب الرازي نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن عبد العزيز ختن عثمان بن زائدة عن أبي بدل قال عبد الرحمن وكان فاضلا وكان اسمه عمر بن أبي زنبور قال رأيت الزبير بن عدي يسأل سفيان عما يحتاج إليه في أمر الحكم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن يحيى بن الضريس عن سفيان قال أتاني عاصم بن بهدلة في حاجة فقلت له ألا تبعث إلي فآتيك قال في بيته يؤتى الحكم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد يقول قال سفيان كنت آتي حمادا يعني بن أبي سليمان فقال حماد إن في هذا الفتى مصطنعا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد يقول ما سمعت من سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت أنا من الأعمش لأن الأعمش كان يمكن سفيان مالا يمكنني حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو توبة قال قال سلمة بن كلثوم جاء سفيان الثوري فدخل على الأوزاعي فجلسا من الأولى إلى العصر قد أطرق كل واحد منهما توقيرا لصاحبه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا علي بن المعافى الموصلي نا يحيى بن اليمان عن سفيان قال كان عاصم بن بهدلة يأتيني في منزلي فيحدثني ثم يقول في بيته يؤتى الحكم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسناجي نا الوليد بن شجاع أبو همام نا المبارك بن سعيد قال رأيت عاصم بن أبي النجود يجئ إلى سفيان يستفتيه ويقول يا سفيان أتيتنا صغيرا وأتيناك كبيرا حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق نا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري قال كان إسماعيل بن أمية إذا حدث بحديث قال لسفيان عندك شيء يشده حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن نا يحيى بن أيوب حدثني أسود بن سالم قال كنا عند أبي بكر بن عياش فسمعته يقول لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني
باب ما ذكر من زهد سفيان الثوري وورعه
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال سمعت أبا نعيم قال سمعت سفيان يقول إني لأفرح بالليل إذا جاء حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن زائدة قال قال سفيان إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو نعيم قال كان سفيان إذا ذكر الموت مكث أياما لا ينتفع به فإذا سئل عن شيء قال ما أدري ما أدري حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد نا أبو خالد الأحمر قال كان سفيان يتمنى الموت فلما نزل به قال ما أشده حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة قال كثيرا ما كنت أسمع سفيان يقول اللهم سلم سلم رب بارك لي في الموت وفيما بعد الموت حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا يحيى بن يوسف الزمي نا أبو الأحوص قال سمعت سفيان الثوري يقول عليك بعمل الأبطال الاكتساب من الحلال والإنفاق على العيال حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني أنا عبد الرزاق عن رجل قال كان سفيان الثوري تغدى وأتى برطب فأكل ثم قام إلى الصلاة فصلى ما بين الظهر والعصر ثم قال يقال إذا زدت في قضيم الحمار فزد في عمله حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال نا أبو خالد الأحمر قال أكل سفيان ليلة فشبع فقال إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله فقام حتى أصبح قال أبو سعيد فحدثت به أبا زكريا المراوحي فحدثني أبو زكريا عن أبي خالد قال صحبت سفيان في طريق مكة فكان يقرأ في المصحف كل يوم فإذا لم يقرأ فيه فتحه فنظر فيه وأطبقه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق الإنطاكي قال سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت سفيان الثوري يقول أفضل الأعمال الزهد في الدنيا قال وحدثنا يوسف قال كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب جعلنا الله وإياك من المتقين قال وقال سفيان إن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم قل هو الله أحد فلا تجئهم فإن قربهم مفسده للقلب.
رسالة الثوري إلى عباد بن عباد
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن إسرائيل السلال نا الفريابي قال كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا سألت أن أكتب إليك كتابا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إليهم ما يحق لهم عليك وتسأل الله عز وجل الذي لك وقد سألت عن أمر جسيم الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل بل لا أعلم مكان أحد وكيف يستطاع ذلك وقد كدر هذا الزمان أنه ليشتبه الحق والباطل ولا ينجو من شره إلا من دعا بدعاء الغريق فهل تعلم مكان أحد هكذا وكان يقال يوشك أن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم فعليك بتقوى الله عز وجل والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل أحذر الأمراء وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم فإن استطعت أن تأمر بخير في رفق فإن قبل منك حمدت الله عز وجل وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإن لك فيها شغلا وأحذر المنزلة وحبها فإن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا وبلغني أن أصحاب محمد ﷺ كانوا يتعوذون أن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس وعليك بالأمر الأول والتمسك به وعليك بالخمول فإن هذا زمان خمول وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال إياكم والطمع فإن الطمع فقر واليأس غنى وفي العزلة راحة من خلاط السوء وكان سعيد بن المسيب يقول العزلة عبادة وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأشياء وإياك أن تخدع فيقال لك تشفع فترد عن مظلوم أو مظلمة فإن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلما وكان يقال اتقوا فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم وإياك أن تكون ممن يحب أن يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه وإياك وحب الرياسة فإن من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسمرة وأحذر الرئاء فإن الرئاء أخفى من دبيب النمل وقال حذيفة سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر فلا يدرى أيما يركب وقد ذكر عن رسول ﷺ قال لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب وقال إذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إلا أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك فليكن الموت من شأنك ومن بالك وأقل الأمل وأكثر ذكر الموت فإنك إن أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك وقال عمر أكثروا ذكر الموت فإنكم إن ذكرتموه في كثير قلله وان ذكرتموه في قليل كثره وأعلموا أنه قد حان للرجل يشتهي الموت أعاذنا الله وإياك من المهالك وسلك بنا وبك سبيل الطاعة حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رحمه الله قال كتب إلي عبد الله بن خبيق الإنطاكي قال وسمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت سفيان الثوري يقول أفضل الأعمال الزهد في الدنيا قال ونا يوسف بن أسباط قال كان يوسف الثوري إذا كتب إلي كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان سلام عليكم فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب جعلنا الله وإياك من المتقين قال قال سفيان إن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم قل هو الله أحد فلا تجبهم فإن قربهم مفسدة للقلب قال وسمعت يوسف بن أسباط يقول كان سفيان إذا أخذ في الفكرة يبول الدم قال وسمعت يوسف بن أسباط يقول أراد سليمان الخواص أن يركب البحر فقالوا له لابد لنا من أمير فقال أنا أميركم فبلغ ذلك سفيان الثوري فكتب إليه الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا فلما قرأ الكتاب قال لست لكم بأمير قال يوسف بن أسباط قال لي سفيان الثوري لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عز وجل عليها أحب إلى من أن أحتاج إلى الناس حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق قال حدثني بن أبي الدرداء قال قال سفيان الثوري أكرموا الناس على قدر تقواهم وتذللوا عند أهل الطاعة وتعززوا عند أهل المعصية وأعلموا أن القراءة لا تحلوا إلا بالزهد في الدنيا حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق وقال يوسف قال لي سفيان الثوري ناولني المطهرة أتوضأ ونحن في المسجد فناولته فوضع يمينه على خده الأيمن ووضع يساره على خده الآخر ثم نمت أنا فاستيقظت وقد طلع الفجر وهو على حاله فقلت يا أبا عبد الله قد طلع الفجر فقال لي ما زلت أفكر في أمر الآخرة منذ ناولتني المطهرة إلى الساعة قال وسمعت يوسف بن أسباط قال سمعت سفيان الثوري يقول إذا أحب الرجل أخاه في الله عز وجل ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم يبغضه عليه فلم يحبه في الله عز وجل حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير أخبرني منصور بن سابق قال ألح على سفيان رجل من إخوانه من أهل البصرة في التزويج فقال له فزوجني قال فخرج سفيان إلى مكة وأتى الرجل البصرة فخطب عليه امرأة من كبار أهل البصرة ممن لها المال والشرف فأجابوه وهيأت قطارا من الحشم والمال حتى قدمت مكة على سفيان فأتى الرجل سفيان فقال له أخطب عليك فقال من قال أبنة فلان فقال مالي فيها حاجة إنما سألتك أن تزوجني امرأة مثلي قال فإنهم قد أجابوا فقال له مالي فيها حاجة قال تفضحني عند القوم قال مالي فيها حاجة قال فكيف أصنع قال ارجع إليهم فقل لهم لا حاجة لي فيها قال فرجع فأخبرهم فقالت المرأة فبأي شيء يكرهني قال قلت المال قالت فإني أخرج من كل مال لي وأصبر معه قال فجاء الرجل فرحا نشيطا فأخبره فقال لا حاجة لي فيها امرأة نشأت في الخير ملكة لا تصبر على هذا قال فأبى أن يقبلها فرجعت قال وقيل لسفيان أي شيء تكرهه من التزويج قال أخاف أن يكون لي ولد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد نا عبد الرحمن عن عبد العزيز بن أبي عثمان قال خرجت إلى مكة فبعث معي المبارك بن سعيد إلى سفيان الثوري بجراب من دقيق وهو مختف بمكة قال فلما قدمت مكة جعلت أسال عنه فلم يدلوني حتى قلت لبعض أصحابه أنه ليسره لو قد رآني قال فدلني عليه فدخلت عليه فقلت له إن المبارك بعث إليك بجراب من دقيق فقال عجل به علي فإن بنا إليه حاجة شديدة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمد بن عصام سمعت أبي يقول ربما كان سفيان يأخذ في التفكر فينظر إليه الناظر فيقول مجنون حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الفضل بن يعقوب الرخامي نا الفريابي قال قال سفيان العلماء ثلاثة عالم بالله عز وجل عالم بأمره فذلك العالم الكامل وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله عز وجل وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله عز وجل فذلك العالم الفاجر قال سفيان كان يقال اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا عبد الله بن عمر بن أبان قال سمعت أبا أسامة يقول اشتكى سفيان فذهبت بمائة في قارورة فأريته الديراني يعني المتطبب فنظر إليه فقال لي بول من هذا ينبغي أن يكون هذا بول راهب هذا بول رجل قد فرث الحزن كبده ما أرى لهذا دواء حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال لي أحمد بن جواس هذا ما حدثتك عن بكر العابد عن سفيان قال سمعته قال لا يطوي لي ثوب أبدا ولا يبني لي بيت أبدا ولا أتخذ مملوكا أبدا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا محمد بن يزيد الرفاعي نا النضر بن أبي زرعة قال قال لي المبارك يعني ابن سعيد بالموصل ائت سفيان فأخبره أن نفقتي قد نفدت وثيابي قد تخرقت فقل له يكتب إلي والي الموصل لعله يصلني بمال أكتسي به وأتجمل قال فقدمت الكوفة فأتيت سفيان فأخبرته بما قال مبارك فدخل الدار فأخرج دورقا فيه كسر يابسة فنثرها على الأرض ثم قال لو رضي مبارك بمثل هذا لم يكن له بالموصل عمل ما له عندنا كتاب حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أحمد بن جواس قال سمعت أصحابنا يخبرون عن أبي شهاب الحناط قال أرسل المبارك بن سعيد إلى سفيان وهو بمكة بجراب من خبز مدقوق قال فلقيته في المسجد وهو متكئ فسلم علي وهو متكئ سلم كأنه ضعيف قلت إن معي جرابا أرسل به مبارك قال فقعد قال فقلت سلمت عليك وأنت مضطجع ثم قلت معي شيء فقعدت قال فكأنه استحيا وقال ويحك إنه آتاني على حاجة أي شيء هو قلت جراب خبز قال أتاني على حاجة قال وأرى أنه قال ما نلت شيئا منذ يومين حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أحمد بن جواس قال سمعت أصحابنا يقولون تناول مبارك بن سعيد مملوكا لهم كان لسفيان فيه نصيب فقال أتضرب المملوك نصيبي منه لك لا تعودن فيه حدثنا عبد الرحمن نا الأشج نا حسن بن مالك الضبي عن بكر بن محمد العابد قال قال لي سفيان الثوري يؤمر بالرحل يوم القيامة إلى النار فيقال هذا عياله أكلوا حسناته حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا حسن بن مالك عن بكر العابد قال قال سفيان إن القراءة لا تصلح إلا بالزهد بالدنيا فازهد ونم وصل الخمس حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال حدثني رجل لا أحفظ اسمه أن سفيان الثوري مر في زقاق عمرو بن حريث ومعه رجل فجعل الرجل ينظر يمنة ويسرة إلى تلك الفواكه فلما وصل إلى باب موسى بن طلحة لقي أحمرة عليها عذرة فقال له سفيان الثوري إن ذاك الذي كنت تنظر إلى هذا يصير حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع قال سمعت سفيان يقول لو أن اليقين استقر في القلوب لطارت شوقا أو حزنا إما شوقا إلى الله عز وجل وإما فرقا من النار حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق الإنطاكي نا يوسف يعني بن أسباط عن سفيان الثوري قال بلغني أن الله عز وجل يقول إن أهون ما أصنع بالعالم إذا آثر الدنيا أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلبه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق نا يوسف بن أسباط قال قال سفيان كثرة الأخوان من سخافة الدين حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق نا يوسف يعني بن أسباط قال وسمعت الثوري يقول لم يفقه عندنا من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا أحمد بن عمران قال سمعت يحيى بن يمان يقول سمعت سفيان يقول بالفقر تخوفوني إنما يخاف سفيان أن تصب عليه الدنيا صبا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا أحمد بن عمران قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ربما كنا مع سفيان فيقول النهار يذهب ونحن في غير عمل ثم يقوم فزعا فما نراه يومنا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا مسدد عن عبد الله بن داود قال شهدت مالك بن أنس فذكر سفيان فقال أرجو أن يكون كان رجلا صالحا حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة الخشابي أبو يزيد يعني عبد الرحمن بن مصعب قال كان سفيان الثوري يكره الطيلسان الطرازي والثوب المروي وقال إنهما من ثياب المترفين قال وسمعت سفيان يقول ما ملحت العبادة لحريص قط قال وسمعت سفيان يقول لا يكاد يفلح صاحب عيال حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا أبو يزيد يعني عبد الرحمن بن مصعب قال برز سفيان الثوري على الناس لأنه كان صحيح الأديم بعيدا من الأهواء عابدا يقول الحق ويريده إن شاء الله حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال حدثني يوسف بن موسى القطان قال سمعت أبا يزيد المعني يقول كان سفيان الثوري إذا أصبح مد رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل حدثني أبي نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال سمعت خالد بن تميم قال سمعت سفيان الثوري يقول وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم ولي أصحاب بيوت وغنا حدثني أبي نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال سمعت أبا عاصم النبيل يقول سمعت سفيان يقول كان الرجل إذا أراد أن يطلب العلم تعبد قبل ذلك عشرين سنة حدثني أبي نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين نا إسماعيل بن عمرو أبو المنذر قال رأيت سفيان الثوري ورأى رجلا يتوضأ بعد ما أقام المؤذن الصلاة فقال هذه الساعة تتوضأ لا كلمتك أبدا نا أبي نا يزيد بن عبد الرحمن المعني قال سمعت أبي يقول كان ساق سفيان كأنها كيمخت يعني من التورك في الصلاة عليها ورأيت سفيان ساجدا ما على اليتيه من ردائه شيء يعني من قصر الرداء حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا علي بن الحسن بن شقيق قال قال عبد الله يعني بن المبارك أنا سفيان قال كان يقال ذكر الموت غنى وما أطاق أحد العبادة إلا بالخوف حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا العباس بن عبد الله نا محمد بن يوسف قال كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل يقول قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شبابا حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن القاسم بن عطية نا عبد الله بن أحمد بن شبوية قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول لولا الثوري لمات الورع حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا نوح بن حبيب نا سليمان بن قريش نا عبد الرزاق قال أضاف سفيان برجل من أهل مكة فقرب إليه الطعام فأكل أكلا جيدا ثم قرب إليه التمر فأكل أكلا جيدا ثم قرب إليه الموز فأكل أكلا جيدا ثم قام فشد وسطه فقال يقال أشبع الحمار ثم كده فلم يزل منتصبا حتى أصبح حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال ما سمعت سفيان يسب أحدا من السلطان قط في شدته عليهم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان يقول إني لأدعو للسلطان يعني بالصلاح ولكن لا أستطيع أن أذكر إلا ما فيهم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن قال كان سفيان إذا بلغه شيء هرب إلى مسجد فخلا فيه فكنا نجتمع إليه وكان ذكر له أنه أنفذ إليه مال فقام فخرج على وجهه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن يزيد الرفاعي نا يحيى بن يمان قال كان الفقراء هم الأمراء في مجلس سفيان وما رأيت الغني أذل منه في مجلس سفيان حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان غير مرة كتب من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا وعليك بتقوى الله عز وجل حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان بن معاوية يقول شهدت سفيان الثوري وسألوه عن مسألة في الطلاق فسكت وقال إنما هي الفروج حدثنا عبد الرحمن نا طاهر بن خالد بن نزار قال قال أبي كثيرا ما كنت أسمع سفيان الثوري يتمثل بهذين البيتين:
نروح ونغدو لحاجاتنا
وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته
وتبقى له حاجة ما بقى
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي قال كان سفيان الثوري يتمثل بهذه الأبيات:
سيكفيك مما أغلق الباب دونه
وضن به الأقوام ملح وجردق
ونشرب من ماء الفرات وتغتدى
نعارض أصحاب الثريد الملبق
بجشأ إذا ما هم تجشوا كأنما
ظللت بألوان الخبيص تفتق
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أبو الوليد قال كتب الثوري إلى عثمان بن زائدة أما بعد السلام عليك قد كنت تذكر الري وفى الأرض مسكة وقد هاج الفتن فانج بنفسك ثم أنج وقد قال النبي ﷺ إن السعيد لمن جنب الفتن حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول كنا نأتي سفيان بعد العصر لا يتكلم بشيء حتى يمسي ولقد أتيته ذات يوم فرأيت باب المسجد مردودا وظننت أنه ليس في المسجد أحد فلما دخلت المسجد فإذا المسجد غاص بأهله وهم سكوت وسفيان ساكت لا يتكلم حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضي الله تعالى عنه نا الحسن بن الربيع قال سمعت أبا الأحوص قال كنا عند سفيان ومعنا شميط فقال سفيان ذهب الناس وبقينا على حمر دبرة فقال شميط يا أبا عبد الله إن كانت على الطريق ما أسرع ما نلحق حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي ثنا بعض أصحابنا عن خالي محمد بن عبيد قال كان سفيان الثوري إذا أبطأت عليه بضاعته نقض جذوع بيته فباعها فإذا رجعت بضاعته أعادها حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد نا أبو داود الحفري قال رأيت سفيان الثوري يوما وقد اضطجع على شقه الأيمن ويقول هكذا نكون في القبر حدثنا عبد الرحمن نا أبي علي بن محمد قال سمعت أخي الحسن يحكي قال قدم على سفيان رجل بمكة فقال قد بعث إليك معي دقيق فقال سفيان عجل به علينا فإن بنا إليه حاجة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا عبد الرحمن بن مصعب قال كان رجل أعمى يجالس سفيان فكان إذا كان شهر رمضان خرج إلى السواد فيصلي بالناس فيكسي ويوهب له فقال سفيان إذا كان يوم القيامة أثيب أهل القرآن من قرءاتهم ويقال لمثل هذا قد تعجلت ثوابك فقال له الرجل يا أبا عبد الله تقول هذا لي وأنا جليس لك قال إني أتخوف أن يقال لي يوم القيامة إنه كان جليس لك أفلا نصحته حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا أحمد بن جواس الحنفي سمعت محمد بن عبد الوهاب السكري قال ما رأيت الفقير في مجلس قط كان أعز منه في مجلس سفيان الثوري ولا رأيت الغني في مجلس كان أذل منه في مجلس سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا الحارث بن مسلم الرازي قال رأيت سفيان وعليه رداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه لا يبلغ أليته حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا قبيصة قال رأيت على الثوري كساء ما يساوي درهما ورأيت عليه نعلين مخصوفتين قومتهما دينارا حدثنا عبد الرحمن نا أبي علي بن محمد الطنافسي قال سمعت أخي الحسن يذكر قال كتب مبارك بن سعيد أخو سفيان إلى سفيان يشكو إليه ذهاب بصره قال فكتب إليه سفيان أتاني كتابك تكثر شكاتك لربك فاذكر الموت يهون عليك ذهاب بصرك حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميسرة قال ذكره عبد العزيز بن أبي عثمان قال قال سفيان الثوري لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر معرفة من تعرف حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي ميسرة قال سمعت عبد الله بن عيسى يعني الوسواس قال قال لي عثمان بن زائدة كتب إلى سفيان أحذر الناس قال فبعث عثمان بن زائدة إلى أبي وكان أدرك طاوسا إن سفيان كتب إلى أن أحذر الناس فما معنى أحذر الناس قال ما وراء جيبك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا القاسم بن عثمان الجوعي قال سمعت حسين بن روح قال آتى سفيان الثوري رجل فقال أبي مررت بفلان فأعطاني صرة فيها ألف دينار أعطيك إياها قال يقول له سفيان فمررت بأختي فأعطتك شيئا من دقيقة قال نعم قال فأتني بصرة الدقيق ورد صرة الدنانير قال فكان يختبز منها أقراصا ويأكل حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو عمير بن النحاس الرملي نا وكيع عن سفيان قال الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولبس العباء حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا أحمد بن جواس حدثني بن عم لسفيان الثوري يقال له عمرو بن حمزة بن سعيد بن عمه لحا قال كنا إذا قلنا لسفيان قد وكف البيت قال اطرحوا فوقه رمادا ولا يأمر بتطيينه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول قال بن أبي ذئب ما رأيت مشرقيا خيرا من سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا سعد بن محمد البيروتي نا محمد بن أبي داود الأزدي نا عبد الرزاق قال اجتمع سفيان الثوري ووهيب بن الورد فقال سفيان لوهيب يا أبا محمد تحب أن تموت قال وهيب أحب أن أعيش لعلي أتوب ثم قال وهيب لسفيان يا أبا عبد الله فأنت تحب أن تموت قال سفيان وهو مقابل البيت ورب هذه البنية وددت أني مت الساعة أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج حدثني عبد الملك بن سعيد الأشجعي قال كان سفيان الثوري يقول إذا كان لك بر فتعبد وإذا لم يكن لك فالتمسه يعني من حله حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا ابن فضيل قال سمعت سفيان يقول السرائر السرائر حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو خالد قال سمعت سفيان الثوري يقول إنه ليمر بين يدي المسكين وأنا أصلي فأدعه فإذا مر أحدهم وعليه الثياب يتمشى لم أدعه حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا يحيى بن اليمان قال سمعت سفيان يقول كنت أشتهي أمرض فأموت فأما اليوم فليتني مت فجاءة حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا يحيى بن اليمان قال كثيرا ما كنت أرى سفيان الثوري مقنع الرأس يشتد في أثر جنازة العبد والأمة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي يقول ليزيد بن هارون يا أبا خالد رأيت سفيان الثوري يوم الجمعة وعليه كساء كذا وممطرا يعني كساء صوف وهو راكب حمار فقلت لرجل يمشي إلى جنبه ما لسفيان اليوم ركب حمارا قال حم اليوم فكرة أن يترك الجمعة فبعث إلى جار له فاستعار حمارا فركب حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو هارون الخراز سمعت إبراهيم بن موسى وعبد الرحمن بن الحكم يتذاكران قدوم الثوري الري فقال عبد الرحمن بن الحكم كان استأجره أبو إسحاق السبيعي لميراث له كان بخوارزم قلت بكراء قال نعم بكراء حدثنا عبد الرحمن نا على شهاب نا إبراهيم بن محمد الشافعي أبا عبد الله بن رجاء يعني المكي قال ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أحمد بن عبد الصمد الأنصاري حدثني عاصم بن فروة قال سمعت الضحاك أبا ياسين قال سمعت سفيان الثوري يقول لا تنظروا إلى قصورهم فإنما بنوها من أجلكم قال وسمعت سفيان الثوري يقول لولا مجانين الدنيا لخربت الدنيا حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو خالد قال سمعت سفيان يقول لا تنظروا إلى دورهم ولا إليهم إذا مروا على المراكب نا أبو سعيد الأشج الكندي نا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول إنما مثل الدنيا مثل رغيف عليه عسل مر به ذباب فقطع جناحه مثل رغيف يابس مر به فلم يصبه شيء حدثنا عبد الرحمن نا أبي أبو صالح الأحول يعني أحمد بن إسماعيل الضراري قال سمعت أبا أحمد الزبيري يقول كتب بعض أخوان سفيان إلى سفيان أن عظني وأوجز فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من السوء اعلم يا أخي أن الدنيا غمها لا يفنى وفكرها لا ينقضي وفرحها لا يدوم فلا توان فتعطب والسلام عليك حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا سهل أبو الحسن قال سمعت يوسف بن أسباط يقول ما رأيت رجلا قط أترك للدنيا من سفيان الثوري ومحمد بن النضر الحارثي حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي أنا أبو أسامة قال سمعت سفيان الثوري يقول إني لأبغض الجص لأنه من زينة الدنيا حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا عبد الرحمن بن مصعب قال سمعت سفيان يقول أنا مهون علي لا أبالي ما أكلت ولا أبالي ما لبست قال ورأيت سفيان جالسا ملتحفا بردائه فلم يمس الأرض منه شيء حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول كان سفيان الثوري يلبس الفرو ويلبس العباء ومات وله بضاعة مائة وخمسون دينار حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا عمرو بن محمد العنقزي قال رأيت سفيان الثوري بمكة وعليه إزار ورداء قد لونهما بمدر وخفان قد خيطهما بخيوط شعر وقلنسوة قد بلغ نصفها أو قال بعضها الوسخ فقومت جميع ما عليه درهما ونصف.
باب ما ذكر من دخول الثوري على السلطان ومناصحته إياه في أمر الأمة
حدثنا عبد الرحمن نا أبو نشيط محمد بن هارون قال سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان الثوري يقول أدخلت على أبي جعفر بمنى فقلت له اتق الله فإنما أنزلت هذه المنزلة صرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار وأبناؤهم يموتون جوعا حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا وكان ينزل تحت الشجر فقال لي فإنما تريد أن أكون مثلك قال قلت لا تكن مثلي ولكن كن دون ما أنت فيه وفوق ما أنا فيه فقال لي أخرج حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا نشيط يقول فحدثت به بشر بن الحارث فكتبه عني وقال لقد أبلغ حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان يقول لما أخذت بمكة وأدخلت على المهدي قال قلت في نفسي قد وقعت يا نفس فاستمسكي قال عبد الرحمن قد كنت أحب أن يقول غير هذا يعني من التوكل وأشباهه قال وإلى جنبه أبو عبيد الله فقال إلي عبيد الله ألست سفيان قلت بلى قال إن كتبك لتأتينا أحيانا قال قلت ما كتبت إليك كتابا قط قال فأي شيء دخله حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي نا حسين بن عبد الرحمن الوراق قال قال أبو عبيد الله ما أعلقنا مخالينا هذه في عنق أحد إلا قضم منها إلا سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضي الله تعالى عنه حدثني الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول دخل سفيان الثوري على أمير المؤمنين فجعل يتجان عليهم ويمسح البساط ويقول ما أحسنه ما أحسنه بكم أخذتم هذا ثم قال البول البول حتى أخرج قال أبو محمد قلت يعني أنه احتال بما فعل ليزهدوا فيه فيتباعد منهم ويسلم من شرهم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني مقاتل بن محمد عن بن جبر يعني محمد بن عصام بن يزيد عن أبيه قال قال لي سفيان احمل كتابي هذا إلى المهدي قال فقلت يا أبا عبد الله إن رأيت أن تعفيني وجعلت أمتنع فقال لي خذ كتابي هذا واحمله فإن حولي جماعة لو قلت لهم لبادروا حمله إلى أبي عبيد الله قال فحملت الكتاب وصرت إلى أبي عبيد الله فقلت رسول سفيان قال فأمر بي فأنزلت وسأل عني في سر وقال لي بكر بالغداة بالدخول على أمير المؤمنين قال فاستعفيت فقال لا بد ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس بيت قد لبد فناولته الكتاب قال فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب أني أظهر على أن لي الأمان ولكل من طولب بسببي وعلى أن أحل من بلاد الله حيث أشاء فإني أرجو أن يخير الله لي قبل ذلك قال فأعطاني مالا أحمله إليه فأبيت ولم أقبله وقال له الأمان ولمن طولب بسببه ويحل من بلاد الله حيث شاء ولكن يوافيني بالموسم وما على أبي عبد الله يضع يده في يدي فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال فرجعت إلى سفيان فقلت قد جاء الله بما تحب قال أمير المؤمنين كيت وكيت فقال اسكت قل له يستعمل ما يعلم حتى إذا استعمل ما علم أتيناه فعلمناه ما لا يعلم قال فخار الله له فتوفي قبل ذلك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يذكر عن مهران عن سفيان أنه أخذ في المسجد الحرام فأدخل على أبي هارون وهو في إزار ورداء والنعلان في يده قال فلما دخلت سلمت وقعدت فقال أبو عبيد الله إني أظن أن له رأي سوء يعني رأي الخوارج فقلت لأبي هارون من هذا قال هذا معاوية بن عبيد الله فقلت له أحذر هذا وأصحابه ثم قلت له كم أنفقت في حجتك هذه قال يا أبا عبد الله ونحصى كم أنفقنا قلت لكن عمر بن الخطاب حج فلم ينفق في مجيئه وذهابه إلا سبعة عشر دينارا ثم قمت فقال لي إلى أين أنا نريد أن نسألك عن أشياء قال قلت البول البول قال فأين نجدك قلت المسجد وتوارى عنهم وطلب فخرج مع حاج البصرة إلى البصرة فنودي من جاء به فله ديته ومن وجد في منزله فقد برئت منه الذمة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحسن بن الربيع نا يحيى بن أبي غنية قال ما رأيت رجلا قط أصفق وجها في الله عز وجل من سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد نا عبد الرحمن بن الحكم قال فأخبرنا عبد العزيز بن أبي عثمان عن عصام الأصبهاني أنه بعثه إلى أبي هارون وكتب إليه يسأله الأمان وكتب إلى يعقوب بن داود في ذلك قال فلما صرت إلى يعقوب وثب فدخل قال فأدخلت بيتا كنا نسمع كلام النساء والصبيان بيتا ليس فيه شيء قال فجاء بكرسي فوضع فخرج أبو هارون فجلس عليه قال وكان في كتابه اجعل لي الأمان أو يخير الله لي قبل ذلك قال فلما قرأ الكتاب قال نعم بل لك الأمان انزل حيث شئت واذهب حيث شئت قال وقل له يوافينا بالموسم قال فلما خرجنا قال لي يعقوب قل لأبي عبد الله سبحان الله يذهب هذا مظلمة يردها خير من كذا وكذا قال فقلت لا نعرف سفيان وهو يتكلم في شيء ويسكت عن شيء قال أبو عبد الله فمات في نحو من رجب حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال نا محمد بن عصام قال سمعت أبي يقول أرسلني سفيان إلى المهدي بكتابه بأن نأخذ له الأمان منه فدخلت على المهدي فقال لي فيما يقول لو جاءنا أبو عبد الله لكنا نتزر بإزار ونرتدي بآخر ونضع أيدينا في يده ونخرج إلى السوق فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فحكيت ذلك لسفيان فقال لي لو عمل بما يعلم لكان لا يسعنا إلا أن نذهب فنعلمه مالا يعلم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني مقاتل بن محمد حدثني محمد بن جبر الأصبهاني وكان أبوه عصام صاحب سفيان عن أبيه قال كتب معي سفيان بكتاب أمانة إلى المهدي فقلت يا أبا عبد الله إن رأيت أن تعفيني فقال ترى هؤلاء الذين عندي ما أحد منهم أدفع إليه هذا الكتاب إلا هو يرى أني قد أسديت إليه خيرا فانطلق فقل ما تعلم واسكت عما لا تعلم قال وكتب معي إلى المهدي فحملت الكتاب وصرت إلى أبي عبيد الله وقلت رسول سفيان فأمر بي فأنزلت وسأل عني في سر وقال بكر بالغداة للدخول على أمير المؤمنين فاستعفيت قال لابد ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس بيت قد لبد فناولته الكتاب فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب أني أظهر على أن لي الأمان ولكل من طولب بسببي وعلى أن أحل من بلاد الله عز وجل حيث أشاء فإني أرجو أن يخير الله لي قبل ذلك قال فأعطاني مالا أحمله إليه فأبيت ولم أقبله فقال له الأمان ولمن طولب بسببه ويحل من بلاد الله حيث يشاء ولكن يوافيني بالموسم وما على أبي عبد الله أن يضع يده في يدي فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فرجعت إلى سفيان فقلت قد جاء الله بما تحب قال أمير المؤمنين كيت وكيت قال اسكت قل له يستعمل ما يعلم حتى إذا استعمل ما علم أتيناه فعلمناه ما لا يعلم قال فخار الله عز وجل له فتوفي قبل ذلك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أبو الوليد قال قال يحيى بن سعيد أملي على سفيان إلى المهدي من سفيان بن سعيد إلى المهدي فقلت له لو بدأت به قال فأبى وقال اكتب كما أقول قال أبو الوليد فاحتججت عليه بكتابه إلى عثمان بن زائدة وأنه بدأ بعثمان فقال كان عثمان رجلا صالحا حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو جميل أحمد بن عبد الله بن عياض المكي قال سمعت عبد الرزاق يقول قدمنا مكة وقدمها الذي يقال له المهدي فحضرت الثوري وقد خرج من عنده وهو مغضب فقال أدخلت آنفا على بن أبي جعفر فقال لي يا أبا عبد الله طلبناك فأعجزتنا فأمكننا الله منك في أحب المواضع إليه فارفع إلينا حوائجك قال فقلت وأي حاجة تكون لي إليك وأولاد المهاجرين وأولاد الأنصار يموتون خلف بابك جوعا فقال لي أبو عبيد الله يا أبا عبد الله لا تكثر الفضول واطلب حوائجك من أمير المؤمنين فقلت مالي إليه من حاجة لقد أخبرني إسماعيل بن أبي خالد أن عمر بن الخطاب حج فقال لصاحب نفقته كم أنفقنا في حجنا هذا قال اثنا عشر دينارا قال أكثرنا أكثرنا أو قال أسرفنا أسرفنا وعلى أبوابكم أمور لا تقوم لها الجبال الراسيات قال فقال لي بن أبي جعفر يا أبا عبد الله أفرأيت إن لم أقدر أن أوصل إلى كل ذي حق حقه فما أصنع قال تفر بدينك وتلزم بيتك وتترك الأمر ومن يقدر أن يوصل إلى كل ذي حق حقه قال فسكت وقال لي أبو عبيد الله أراك تكثر الفضول إن كانت لك حاجة فاطلبها وإلا فانصرف قال فانصرفت حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق قال حدثني الهيثم بن جميل قال حدثني حماد بن زيد قال دخلت على سفيان الثوري وهو مختف بالبصرة فقال قد ملني أصحابي وما أراني إلا صائرا إليه يعني الخليفة وواضع يدي في يده قلت ماذا أنت قائل له قال أقول أعتزل هذا الأمر فلست من شأنه حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال نا إبراهيم بن أعين البجلي قال كنت مع سفيان الثوري والأوزاعي وإسحاق بن القاسم الأشعثي بمكة فدخل علينا عبد الصمد بن علي وهو أمير مكة عند المغرب وسفيان يتوضأ وأنا أصب عليه وهو يتوضأ كأنه بطة وهو يقول لا تنظروا إلي فإني مبتلي فيدخل البيت الذي فيه الأوزاعي فسلم ثم أتى عبد الصمد بن علي فسمعت الأوزاعي يقول مرحبا مرحبا ثم جاء فسلم على سفيان فقال له سفيان من أنت فقال أنا عبد الصمد فقال له كيف أنت اتق الله اتق الله إذا كبرت فاسمع حدثنا عبد الرحمن قال ذكر محمد بن مسلم قال نا حبان بن موسى قال ذكر عبد الله يعني بن المبارك أن سفيان دخل على أبي جعفر فقال حاجتك فقال حاجتي أن لا تدعوني حتى آتيك حدثنا عبد الرحمن قال ذكر محمد بن مسلم قال وأخبرني عبد الله بن أحمد بن شنبوية قال وقال أبو رجاء طلب سفيان حتى أدخل على أبي جعفر والمهدي قائم على رأسه فدخل سفيان وسلم ثم دنا من البساط فنحاه برجله وجلس قال فقال المهدي يا أبا عبد الله حدث أمير المؤمنين بشيء ينفعه الله عز وجل به قال إن سألتمونا عن شيء علم ذلك عندنا أخبرناكم فأعاد عليه فقال إني لست بقاص ثم قال حدثنا أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال رأيت رسول الله ﷺ يرمي الجمار على ناقة صهباء من بطن الوادي بلا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك قال ثم قال المهدي حدث أمير المؤمنين بشيء ينفعه الله عز وجل به فقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد" قرأ إلى قوله "إن ربك لبالمرصاد" ثم قال بيده على خصره بي بول بي بول ثم قطع حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني عبيد الله بن سعيد أبو قدامة نا عبد الصمد يعني بن حسان قال قال سفيان الثوري إني أدخلت على المهدي فقلت له انظر عمر بن الخطاب فقال عمر كان له أصحاب فقلت فعمر بن عبد العزيز فقد كان في فتنة وفي ما كان فما تكلم بشيء الاصار سنة فقال إن لم أطق فقلت اجلس في بيتك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قلت لأبي نعيم إن الفريابي ذكر أن سفيان دخل على أبي جعفر بمني فقال اتق الله فإنك إنما أنزلت هذه المنزلة بأسياف المهاجرين والأنصار وأبناؤهم يموتون جوعا وهزلا حج عمر بن الخطاب فبلغت نفقته ستة عشر دينار وأنت فيما أنت قال فتأمر أن أكون مثلك قال تكون دون ما أنت فيه وفوق ما أنا فيه قال فأخرجت ولم أحفظه عن الفريابي حدثنيه محمد بن هارون عنه فقال لي أبو نعيم إنما دخل على المهدي في ولاية عهده بمنى لا على أبي جعفر حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال سمعت الفضل يعني بن مقاتل البلخي قال سمعت النضر بن زرارة يقول طلب أبو جعفر الثوري حتى قدم عليه فأدخل عليه قال فأقبل على سفيان بالملامة فقال تبغضنا وتبغض دعوتنا وتبغض عترة رسول الله ﷺ قال والثوري يقول سلام سلام قال ثم رفع الثوري رأسه فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم" إلى قوله "إن ربك لبالمرصاد" قال فنكس أبو جعفر رأسه وجعل ينكت بقضيب في يده الأرض فقال سفيان الوضوء الوضوء ثم قام فخرج عنه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال قال عبد الرزاق كان رجل صحب الثوري يقال له يوسف إلى صنعاء فلم يشعر إذ جاءته الولاية من أبي جعفر فقال له الثوري ويحك يا يوسف شحطوك بغير سكين كيف إذا قيل يوم القيامة أين أبو جعفر وأتباعه قمت فيهم.
باب ما ذكر في ترك الثوري قبول بر الأمراء
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا القعنبي قال سمعت يحيى بن سليم الطائفي يحدث سفيان بن عيينة أن محمد بن إبراهيم يعني الهاشمي واليا كان على مكة بعث إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى أن يقبلها قلت له يا أبا عبد الله كأنك لا تراها حلالا قال بلى ولكن أكره أن أذل حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن عمران بن أبي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن قال كان سفيان ذكر له أنه أنفذ إليه مال فقام فخرج على وجهه.
باب ما ذكر من كثره حديث الثوري
حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد الأشج نا أبو عبد الرحمن الحارثي قال خاف سفيان شيئا فطرح كتبه فلما آمن أرسل إلى والي يزيد بن ثوير المرهبي فقال أخرجوا الكتب فدخلنا البئر فجعلنا نخرجها فأقول يا أبا عبد الله وفي الركاز الخمس وهو يضحك فأخرجنا تسع قمطران كل واحد إلى هنا وأشار إلى أسفل ثندوته قال فقلت اعزل كتابا تحدثني به قال فعزل لي كتابا فحدثني به قال أبو محمد كذا حدثنا أبو سعيد الأشج وحدثنا أبي عن أبي سعيد بهذا الحديث وزاد فيه فألقي في البئر ماء اشكنك وتراب وألقي فيها كتبه ثم آمن فأرسل إلى والي يزيد بن توبة وفي سماعنا يزيد بن ثوير حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي قال سمعت عبد الرزاق يقول قال بن المبارك كنت أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من عليه شيء إلا وقد سمعته ثم أقعد عنده مجلسا آخر فيحدث فأقول ما سمعت من علمه شيئا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال حدثني نوفل يعني بن مطهر قال أوصى سفيان إلى عمار بن سيف في كتبه فقال ما كان بحبر فأغسله وزاد فيه وما كان بأنقاس فأمحه قال فسخنا الماء واستعان بنا قال فأخرج كتبا كثيرة قال فجعلنا نمحوها ونغسلها.
باب ما ذكر من قرآن الثوري بين تلاوة القرآن وحفظ حديث رسول الله ﷺ
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال قال عبد الرزاق كان الثوري جعل على نفسه لكل ليلة جزءا من القرآن وجزءا من الحديث قال فيقرأ جزأه من القرآن ثم يجلس على الفراش فيقرأ جزأه من الحديث ثم ينام.
باب ما ذكر من علم الثوري بتفسير القرآن
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله حدثني شهاب بن عباد أبو عمر قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان يأخذ المصحف فلا يكاد يمر بآية إلا فسرها فربما مر بالآية فيقول أي شيء عندك في هذه فأقول ما عندي فيها شيء فيقول تضيع مثل هذه لا يكون عندك فيها شيء. حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني نا عبد الرزاق قال كان الثوري يقول سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم.
باب ما ذكر من آداب سفيان الثوري وتواضعه
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت يحيى بن أيوب قال سمعت علي بن ثابت الجزري يقول ما رأيت سفيان يقعد في صدر مجلس قط إنما كان يقعد إلى جانب حائط ويجمع بين ركبتيه.
باب ما ذكر من حرص الثوري على كتابه العلم
حدثنا عبد الرحمن نا المقدام بن داود بن أخي سعيد بن عيسى بن تليد المصري نا خالد بن نزار قال سمعت سليمان بن المغيرة البصري يقول قدم علينا الثوري فأرسل إلي أنه بلغني عنك أحاديث وأنا على ما ترى من الحال فأتني إن خف عليك فأتيته فسمع مني وفعل ذلك بغير واحد من أصحابي. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي سفيان الثوري بمنى مر بنا إلى عكرمة بن عمار اليمامي قال فجعل يملي على سفيان ويوقفه عند كل حديث قل حدثني سمعت.
باب ما ذكر من إمامة الثوري في السنة والحديث
حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر محمد بن خلف الحداد نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي نا شعبة بن الحجاج حدثني سفيان بن سعيد الثوري قال يعقوب سمعت شعبة يقول سفيان أمير المؤمنين في الحديث ثم قال يعقوب كبير عن كبير. حدثني الضخم عن الضخام شعبة الخير أبو بسطام.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال حدثني مقاتل بن محمد قال سمعت أبا أسامة قال كان زائدة يرى الثوري سيد المسلمين حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت أبا زياد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول الناس على وجوه فمنهم من هو إمام في السنة إمام في الحديث ومنهم من هو إمام في السنة وليس بإمام في الحديث ومنهم من هو إمام في الحديث ليس بإمام في السنة فأما من هو إمام في السنة وإمام في الحديث فسفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أئمة الناس في زمانهم أربعة سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول سفيان أمير المؤمنين في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال كان يقال الناس ثلاثة بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
باب ما ذكر من علم سفيان بتفسير القرآن
نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال كان الثوري يقول سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم.
باب ما ذكر من الرؤيا للثوري بعد وفاته
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثني الفضل بن مقاتل البلخي قال سمعت يزيد بن أبي حكيم يقول رأيت النبي ﷺ في المنام فقلت يا رسول الله إن رجلا من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به قال فقال النبي ﷺ نعم لا بأس به قلت حدثنا عن أبي هارون عن أبي سعيد عنك أنك لقيت ليلة الإسراء يوسف في السماء قال صدق حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن يزيد الرفاعي حدثني داود بن يحيى بن اليمان قال رأيت موسى بن سعيد الرفاعي في النوم فقلت له ما صنع الله بك فذكر خيرا فقلت أي شيء وجدت أفضل قال قول سفيان حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا أبو أسامة عن بن عيينة قال رأيت الثوري في النوم فقلت له أوصني فقال أقل من معرفة الناس. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر أحمد بن عمير الطبري نا أبو جعفر الجمال محمد بن مهران قال سمعت الوليد بن مسلم يقول رأيت النبي ﷺ في المنام فقلت يا رسول الله بمن تأمر قال عليك بسفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني إبراهيم بن موسى قال رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول الأمر ما كان عليه الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج حدثني إبراهيم بن أعين البجلي وكان من خيار الناس قال رأيت سفيان الثوري في المنام ولحيته صفراء حمراء فقلت يا أبا عبد الله ما صنعت فديتك قال أنا مع السفرة قلت وما السفرة قال الكرام البررة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا مؤمل يعني بن إسماعيل ثنا بعض أصحابنا أنه رأى سفيان الثوري فيما يرى النائم كأن في وجنتيه نكتة سوداء فقلت يا أبا عبد الله ما هذه النكتة السوداء التي أراها في وجهك قال هذا الكتاب الذي وضعته للناس قال أحمد يعني جامع الصغير قال مؤمل فأنا رأيت سفيان بعد ذلك في النوم ليس في وجهه شيء من ذلك حسن الوجه فقلت يا أبا عبد الله إن فلانا حدثني أنهم رأوا في وجهك نكته سوداء ولا أراها قال فإنها عادت أشد بياضا من القطن أو قال من الفضة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا رباح بن الجراح أبو الوليد قال رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما صنع الله بك قال عفا عني حتى طلب الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب الرازي نا محمد بن مهران يعني أبا جعفر الجمال نا عبد الرحمن الدشتكي عن عثمان بن زائدة قال رأيت فيما يرى النائم كأني دخلت مسجد الحرام فإذا أنا بزق من عسل فحركته برجلي فإذا هو سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا مؤمل بن إسماعيل قال رأيت سفيان الثوري لما أتانا نعيه وذلك في رمضان فلما فرغنا من القيام وضعت رأسي في المسجد فدخل من بعض أبواب المسجد فلما رأيته قمت إليه فقلت يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك قال غفر لي أو قال ادخل الجنة قلت يا أبا عبد الله لقيت محمدا ﷺ وحزبه قال نعم حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة قال كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري فلقيت يزيد بن إبراهيم التستري فقال لي قيل لي في منامي الليلة مات أمير المؤمنين فقلت للذي يقول في المنام أمات سفيان الثوري فقلت له قد مات الليلة وقد كان مات تلك الليلة ولم يكن علمه.
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا عمران بن غياث الفزاري حدثني عبد الله بن شيرازاذ الواسطي قال كنت بعبادان فرأيت رجلا جيء به في ثياب بياض قد مات فوضع في سفينة فقلت من هذا الذي قد مات على السنة ونجا وصار في الآخرة فلما ارتفع النهار جاءنا الخبر أن سفيان الثوري مات في تلك الليلة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة نا يحيى بن أيوب نا أبو كريمة المعبر الكوفي قال قال رجل ذكر أنه رأى فيما يرى النائم أنه أدخل الجنة فإذا هو بيونس بن عبيد وابن عون وأيوب وسليمان التيمي وذكر قوما من أهل البصرة من أهل الحديث لم أحفظ إلا هؤلاء الأربعة يتحدثون في روضة من رياض الجنة قال فخطر بقلبي ذكر سفيان الثوري فقلت لهم لقد كان سفيان عندنا من خيار الناس فما لي لا أراه فيكم فقالوا بأبصارهم إلى السماء فقالوا ما نرى سفيان إلا كما نرى النجم.
باب ما ذكر من المراثي في سفيان الثوري
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول جاءني حماد بن زيد وجرير بن حازم من الغد يوم دفنا سفيان وقالا لي اخرج بنا إلى قبر سفيان قال فخرجت معهما قال فبينا نحن نمشي إذ قال جرير:
من كان باك على حي بمنزلة
يبك الغداة على الثوري سفيان
قال ثم سكت فظننت أنه كان هيأ أبياتا ليقولها ثم سكت قال أحمد بن سنان وكان معنا عبد الله بن الصباح البغدادي وكان رفيقا لنا فلما ذكر هذا البيت الذي قال جرير بن حازم فقال هو:
أبكى عليه وقد ولى وسؤدده
وفضله ناضر كالغصن ريان
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا عبد الله بن وهب الحضرمي إن شاء الله قال قال أبو زياد الفقيمي رحمه الله:
لقد مات سفيان حميدا مبرزا
على كل قار هجنته المطامع
يلوذ بأبواب الملوك بنية
مبهرجة والزي فيه التواضع
يشمر عن ساقيه والرأس فوقه
مبركة فيها اللصيص المخادع
جعلتم فداء للذي صان دينه
وفر به حتى حوته المضاجع
على غير ذنب كان إلا تنزها
عن الناس حتى أدركته المصارع
بعيد من أبواب الملوك مجانبا
وإن طلبوه لم تنله الأصابع
فعيني على سفيان تبكي حزينة
شجاها طريد نازح الدار شاسع
يقلب طرفا لا يرى عند رأسه
قريبا حميما أوجعته الفواجع
على مثله تبكي العيون لفقده
على واصل الأرحام والخلق واسع
فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا
بفقه جميع الناس قصد الشرائع
باب ما ذكر من أمر سفيان بالمعروف ونهيه عن المنكر
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا توبة يقول قال يوسف بن أسباط قال رجل لسفيان الثوري إني جعلت في جدة بناء يبنونه يعني السلطان قال ألست تمني بقاءهم إلى أن يعطوك أجرك قال أبو محمد يعني كم ظلما يجري الله على أيديهم إلى أن تقبض أجرك. حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري نا أبو هشام يعني محمد بن يزيد الرفاعي قال سمعت يحيى بن يمان يقول لقيت سفيان عند بني فزارة فقال تدري من أين جئت قلت لا قال مررت بدار الصيدنانيين فنهيتهم عن بيع الدادي وإني لأرى الشيء يجب على أن آمر فيه وأنهى فأبول دما. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميسرة قال سمعت أبا النضر قيصر قال قال سفيان الثوري أؤمر بالمعروف في رفق فإن قبل منك حمدت الله عز وجل وإلا أقبلت على نفسك فإن لك في نفسك شغلا وكان الناس إذا التقوا انتفعوا بعضهم ببعض فأما اليوم فالنجاة في تركهم.
باب ما ذكر من بر سفيان لأبيه
حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري نا أبو هشام يعني الرفاعي قال سمعت بن يمان يقول تجهزت إلى مكة وسفيان بها فقال لي سعيد أبوه قل لابني يقدم فلقيني سفيان فسألني عنه قلت هو صالح ويقول لك أقدم فتجهز للقدوم ثم قال إنما سموا الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء.
باب ما ذكر من معرفة سفيان الثوري بالحساب
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت محمد بن مهران الجمال يقول كان بالري رجل يقال له حجاج وكان ينزل الأزدان وكان حاسبا فقدم حجاج هذا على الثوري فسأله عن مسألة من الحساب فنظر إليه الثوري فقال من أين أخذت هذه المسألة فإن هذه المسألة لا يحسنها إلا رجل بالري يقال له حجاج قال فأنا حجاج قال فرحب به ثم ألقى عليه عشر مسائل من الحساب وجعل الثوري يعد ويجيب فيها حجاج فلما فرغ قال له الثوري أخطأت فيها كلها.
شعبة بن الحجاج
ومن العلماء الجهابذة النقاد بالبصرة شعبة بن الحجاج أبو بسطام العتكي. وهو بن الحجاج بن الورد مولى العتيك بصري أصله واسطي.
باب ما ذكر من علم شعبة بن الحجاج رحمه الله وما فتح الله عز وجل عليه من المعرفة بصحيح الآثار وسقيمها وبناقلتها
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت أبا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول شعبة إمام في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو بكر بن أبي الأسود نا عبد الرحمن بن مهدي قال كان سفيان يقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث قال أبو محمد يعني فوق العلماء في زمانه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري نا أبو قتيبة سلم بن قتيبة قال قدمت الكوفة فأتيت سفيان الثوري فقال لي من أين أنت قلت من أهل البصرة قال ما فعل أستاذنا شعبة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت بهز بن أسد قال حدثني عبد الله بن المبارك قال حدثني معمر أن قتادة كان يسأل شعبة عن حديثه يعني حديث نفسه قال أبو محمد وكان قتادة بارع العلم نسيج وحده في الحفظ في زمانه لا يتقدمه كبير أحد فحل شعبة من نفسه محلا يرجع إليه في حديث نفسه.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة أعلم الناس بالرجال وكان سفيان صاحب أبواب حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال قال شعبة لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أشياء قلت ليحيى عدها قال قول علي رضي الله تعالى عنه القضاة ثلاثة وحديث لا صلاة بعد العصر وحديث يونس بن متى قال أبو محمد بلغ من علم شعبة بقتادة أن عرف ما سمع من أبي العالية وما لم يسمع حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق كان يجئ إلى الرجل فيقول لا تحدث وإلا استعديت عليك السلطان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر محمد بن خلف الحداد البغدادي نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال سمعت شعبة يقول سفيان أمير المؤمنين في الحديث ثم قال يعقوب: حدثني الضخم عن الضخام شعبة الخير أبو بسطام حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي قال سمعت يحيى يقول ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال أبو الوليد الطيالسي كنت أختلف إلى حماد بن سلمة وأديم الاختلاف إليه فقال لي يوما إن أردت الحديث فعليك بشعبة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن ثنا أحمد يعني بن حنبل ثنا أبو داود قال قال شعبة كنت أعرف إذا جاء يعني إذا حدث قتادة ما سمع مما لم يسمع. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب يعني أحمد بن حميد قال قال أحمد بن حنبل شعبة أعلم بحديث الحكم ولولا شعبة ذهب حديث الحكم ولم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث ولا أحسن حديثا منه كان قسم له من هذا حظ وروى عن ثلاثين رجلا من أهل الكوفة لم يرو عنهم سفيان حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فأعلم أنه ثقة إلا نفرا بأعيانهم قيل لأبي ألم يكن للثوري بصر بالحديث كبصر شعبة قال كان الثوري قد غلب عليه شهوة الحديث وحفظه وكان شعبة أبصر بالحديث وبالرجال وكان الثوري أحفظ وكان شعبة بصيرا بالحديث جدا فهما له كأنه خلق لهذا الشان حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي يعني بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبي إسحاق والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف فمن أهل البصرة شعبة بن الحجاج وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر وأبو عوانة.
باب ما ذكر من معرفة شعبة بمراسيل الآثار
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث البغدادي نا أحمد يعني بن حنبل عن حجاج يعني بن محمد عن شعبة قال لم يدرك عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عليا حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا أحمد يعني بن حنبل عن حجاج يعني بن محمد عن شعبة قال أبو المهلب لم يسمع من أبي يعني بن كعب وفي حديث علي بن الحسن زيادة لم يسمع من أبي حديثه أنه كان يقرأ القرآن في ثمان حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت الوليد بن خالد يعني أبا العباس الأعرابي صاحب الهروي قال قال لي شعبة ما أرى محمد بن سيرين سمع من عقبة بن عبد الغافر حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان يقول قال شعبة أحاديث الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال سمعت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول كان شعبة يضعف إبراهيم عن علي نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يقول قال شعبة عامر الشعبي عن علي وعطاء يعني بن أبي رباح عن على إنما هي من كتاب فاسترجعت أنا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت شعبة ينكر أبو ظبيان سمع سلمان حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد قال كان شعبة ينكر مجاهد سمع عائشة حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة ينكر أبو رزين سمع بن مسعود نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد قال كان شعبة يقول أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث قلت ليحيى عدها شعبة قال نعم حديث الوتر وحديث القنوت وحديث عزمة الطلاق وحديث جزاء مثل ما قتل من النعم والرجل يأتي امرأته وهى حائض حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقي ابن عباس قط حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال كان شعبة يوهن مرسلات معاوية بن قرة يرى أنها عن شهر حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد يعني بن حنبل نا حجاج يعني بن محمد الأعور قال قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن يعني السلمي من عثمان ولكن سمع من علي حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري قال حدثني يحيى بن معين نا حجاج بن محمد عن شعبة قال لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد يعني بن حنبل ثنا حجاج يعني بن محمد عن شعبة قال كان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري ولم يدرك أبو البختري عليا ولم يره حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى يعني بن معين يقول قال شعبة قد أدرك أبو العالية رفيع علي بن أبي طالب ولم يسمع منه شيئا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي قال سمعت أبا داود قال سمعت شعبة يقول لم يحدثنا أحد أنه سمع من علقمة إلا أبو قيس. انا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلى انا إسحاق بن إبراهيم نا عيسى بن يونس قال قال لي شعبة لم يسمع أبو إسحاق جدك من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل قال يحيى بن سعيد كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال ما سمع منه شيئا حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي حدثني أبي نا يحيى بن سعيد القطان قال قال شعبة لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم.
ما ذكر من علم شعبة بناقلة الآثار وكلامه فيهم على حروف الهجاء
باب الألف
إبراهيم السكسكي
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد عن إبراهيم السكسكي فقال كان شعبة يضعفه وقال كان لا يحسن يتكلم إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عبيد الله بن معاذ نا أبي قال كتبت إلى شعبة أساله عن أبي شيبة قاضي واسط قال فكتب إلي لا تكتبن عنه شيئا ومزق كتابي إبراهيم بن عبد الأعلى حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال إسرائيل كتب إلى شعبة اكتب إلي بحديث إبراهيم بن عبد الأعلى بخطك قال فبعثت إليه بها أيوب بن أبي تميمة السختياني حدثنا عبد الرحمن نا أبي أبو الوليد قال سمعت شعبة يقول حدثنا أيوب سيد الفقهاء حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة قال ما رأيت مثل أيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون إسماعيل بن مسلم العبدي قاضي قيس حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت مسلم بن إبراهيم يقول كان شعبة يقول اذهبوا إلى إسماعيل بن مسلم العبدي إسماعيل بن رجاء حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا شبابة قال ذكر حديث قال ذكر حديث إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عند شعبة فقال ما أراه إلا كذا لجوده حديثه أبان بن أبي عياش حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا القاسم بن محمد بن الحارث المروزي أخبرنا عبدان يعني عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد قال سمعت أبي يقول سمعت شعبة يقول لولا الحياء ما صليت على أبان يعني بن أبي عياش عندما مات حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال سمعت بهز بن أسد وسأله جرير أبان أبي عياش فذكر عن شعبة قال كتبت حديث الحسن وحديث الحسن عن أنس فدفعتها إليه فقرأها علي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني الحسن بن شعيب قال سمعت يزيد بن هارون يقول قال شعبة لأن ارتكب سبعين كبيرة أحب إلي من أن أحدث عن أبان بن أبي عياش حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان يعني البلخي قال سمعت وكيعا يقول ذكر شعبة أبان بن أبي عياش فأي شيء لقي منه أشعث بن عبد الملك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري قال سمعت يحيى يعني بن معين يقول قال الأنصاري يعني محمد بن عبد الله قال شعبة عامة تلك الدقائق يعني مسائل الدقائق التي حدث بها يونس يعني بن عبيد عن الحسن إنما كانت عن أشعث يعني بن عبد الملك قال أبو محمد يعني إن يونس أخذها من أشعث عن الحسن ودلسها عن الحسن ولم يذكر فيه الخبر.
باب الباء
أبو صالح باذام
ويقال باذان مولى أم هانئ حدثنا عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول لم أر أحدا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هانئ لا شعبة ولا زائدة.
بحير بن سعد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا موسى بن أيوب نا بقية قال استهداني شعبة حديث بحير بن سعد.
بقية بن الوليد
حدثنا عبد الرحمن نا الحسين بن الحسن الرازي قال سمعت يحيى بن معين يقول كان شعبة مبجلا لبقية بن الوليد حيث قدم عليه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن المصفى قال قال بقية قال لي شعبة اشفني من حديث حبيب بن صالح حديث ثوبان لا يحل للرجل ان ينظر في قعر بيت.
باب الثاء
ثابت بن عمارة
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة نا النضر بن شميل قال سمعت شعبة يقول تأتوني وتدعون ثابت بن عمارة.
باب الجيم
جبلة بن سحيم
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال كان جبلة بن سحيم ثقة قلت ليحيى كان شعبة يوثقه فقال برأسه أي نعم.
جابر الجعفي
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إبراهيم بن مهدي قال سمعت إسماعيل بن علية قال سمعت شعبة يقول جابر الجعفي صدوق في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر يعني الجعفي هل جاءكم عن أحد بشيء لم يلقه.
أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول أبو الأشهب عندنا أفضل من عوف الأعرابي.
جرير بن حازم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود قال سمعت شعبة يقول إذا قدم جرير بن حازم فوحشوا بي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن أشكاب نا قراد قال سمعت شعبة يقول عليك بجرير بن حازم فاسمع منه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال كان شعبة يأتي أبي وهو على حمار فيسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال هكذا والله سمعته من الأعمش ثم يضرب حماره ويذهب.
باب الحاء
حماد بن أبي سليمان
حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة يعني بن شريح الحمصي نا بقية قال قلت لشعبة حماد بن أبي سليمان قال كان صدوق اللسان حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى نا يحيى بن معين نا حجاج الأعور عن شعبة قال كان حماد أحفظ من الحكم حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي بن نا نعيم بن حماد نا بن المبارك عن شعبة قال كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ قال أبو محمد كان الغالب عليه الفقه وإنه لم يرزق حفظ الآثار حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد التنوخي الحمصي نا حيوة يعني بن شريح الحمصي نا بقية قال قلت لشعبة لم تروى عن حماد بن أبي سليمان وكان مرجئا قال كان صدوق اللسان.
الحسن بن عمارة
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي قال سمعت أبا داود صاحب الطيالسة قال قال شعبة سألت الحكم عن الصدقة أتدفع في صنف فقال سألت إبراهيم يعني أنه لم يكن عنده إلا ما حكى عن إبراهيم والحسن بن عمارة يروي عن الحكم عن يحيى بن الجزار والحكم عن مجاهد عن بن عباس وذكر باقي الحديث نحو حديث محمد بن يحيى.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود قال قال لي شعبة ائت جرير بن حازم فقل له لا ترو عن الحسن بن عمارة فإنه يكذب فقلت له وأي شيء ذاك قال سألت الحكم قلت صلى النبي ﷺ على قتلى أحد فقال لم يصل عليهم فقال الحسن بن عمارة عن الحكم يعني بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ﷺ عليهم وسألت الحكم فقلت ما تقول في أولاد الزناء قال يعتقون قلت من ذكره قال علي قلت من ذكره عن علي قال يذكر من أحاديث الحسن البصري فروى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال نا بن أبي رزمة يعني محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة نا عبدان عن أبيه عن شعبة قال روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي سبعة أحاديث فلقيت الحكم فسألته عنها فقال ما حدثت بشيء منها. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن المغيرة نا جرير قال ترك شعبة حديث الحسن بن عمارة وتكلم فيه ثم تكلم الناس فيه بعد. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا إسماعيل بن حفص الأيلي قال قال غندر قال لي شعبة لا تقرب الحسن بن عمارة فإني إن رأيتك تقربه لم أحدثك.
الحكم بن عتيبة
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة نا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات أصحابك قال إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفير يسير من هذه الشيعة الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت ومنصور حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال قال لي شعبة لم أر مثل عمرو بن دينار ولا الحكم ولا قتادة في الثبت.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي أخبرني سحيم بن القاسم الحراني نا عيسى بن يونس عن شعبة قال لم يسمع الحكم من مقسم إلا ستة أحاديث.
حبيب بن أبي ثابت
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى بن المغيرة انا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات أصحابك فقال إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفير يسير من هذه الشيعة الحكم بن عتبة وحبيب بن أبي ثابت وسلمة بن كهيل ومنصور.
حكيم بن جبير
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد القطان عن حكيم بن جبير فقال كم روى إنما روى شيئا يسيرا وقد روى عنه زائدة قلت من تركه قال شعبة من أجل حديث الصدقة قال أبو محمد يعني حديثه عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ أنه قال من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته في وجهه خدوشا أو كدوحا يوم القيامة قيل يا رسول الله وما غناه قال خمسون درهما أو حسابها من الذهب حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي لم تركت حديث حكيم بن جبير فقال حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير فقال أخاف النار حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا مسدد قال قال يحيى بن سعيد سألت شعبة عن الحديث يعني حديث حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ أنه قيل له ما غناه قال خمسون درهما أو حسابها من الذهب فقال شعبة أخاف الله أن أحدث به.
الحسن بن دينار
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت أبا داود يقول كنا عند شعبة فجاء الحسن بن دينار فقال شعبة يا أبا سعيد ههنا فجلس فقال حدثنا حميد بن هلال عن مجاهد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال فجعل شعبة يقول مجاهد سمع عمر فقام الحسن فذهب.
حفص بن سليمان
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال قال أحمد يعني بن حنبل قال يحيى أخبرني شعبة قال أخذ مني حفص بن سليمان كتابا فلم يرده قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها.
حجاج بن أرطاة
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مجاهد بن موسى نا يحيى بن آدم ثنا أبو شهاب قال قال لي شعبة عليك بالحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق وأكتم علي عند البصريين حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن محمد بن رجاء بن السندي نا إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه نا يحيى بن آدم نا أبو شهاب الحناط قال قال لي شعبة عليك بالحجاج بن أرطاة وأكتم علي في البصريين في هشام بن حسان وخالد الحذاء.
باب الخاء
الخصيب بن جحدر
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى ذكر الخصيب بن جحدر فقال قال شعبة في نفسي من حديث هذا شيء فلما أكثرت قال شعبة ألم أقل لك.
خليد بن جعفر
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد بن حنبل نا محمد بن جعفر نا شعبة قال أخبرني خليد بن جعفر وكان من أصدق الناس وأشدهم اتقاء.
خالد بن الحارث
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال كان شعبة يحلف أن لا يحدث فيستثني خالدا يعني بن الحارث ومعاذ بن معاذ.
باب الدال
داود بن الفراهيج
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان وذكر داود بن فراهيج فقال كان شعبة يضعفه.
باب الراء
الربيع بن صبيح
حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي نا أحمد بن إبراهيم نا حجاج بن محمد قال سألت شعبة عن الربيع بن صبيح والمبارك بن فضالة فقال مبارك أحب إلي منه.
باب الزاي
زبيد اليامي
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا أبو نوح يعني قرادا قال سمعت شعبة يقول ما رأيت بالكوفة شيخا خيرا من زبيد.
زبان أبو عمرو بن العلاء
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن علي قال أخبرني أبي قال سمعت شعبة يقول أكتب قراءة أبي عمرو بن العلاء فسيصير أستاذا.
باب السين
سليمان التيمي
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم الرازي حدثني الربيع يعني بن يحيى قال سمعت شعبة يقول ما رأيت محدثا أفضل من سليمان التيمي كان إذا حدث بحديث يرفعه ترى الكراهية في وجهه حدثنا عبد الرحمن نا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا الربيع بن يحيى نا شعبة قال لم أر أحدا أصدق من سليمان التيمي وكان إذا حدثنا بأحاديث يرفعها إلى النبي ﷺ تغير وجهه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا بكر بن خلف نا شيخ بالبصرة قال سمعت شعبة يقول شك سليمان التيمي عندنا يقين.
سعيد بن بشير
حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي حدثني الوليد بن عتبه نا بقية قال سألت شعبة عن سعيد بن بشير قال ذاك صدوق اللسان.
سلمى بن عبد الله أبو بكر الهذلي
حدثنا عبد الرحمن نا أبي عن أبي مسهر نا مزاحم بن زفر الكوفي قال سألت شعبة عن أبي بكر الهذلي قال دعني لا أقيء.
السري بن يحيى
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت سليمان بن حرب قال وصف شعبة السري بن يحيى بالصدق وقال حدثنا سلمة بن عباية قال قال لي شعبة سمعت من السري بن يحيى قلت لا قال اسمع منه فإن ذاك صدوق اللسان أو قال من أصدق الناس أو نحوه.
سليمان بن المغيرة
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال أخبرني أحمد بن أبي سريج قال سمعت شبابة يقول قال شعبة سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة نا محمد بن الحسن بن أشكاب نا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة.
سلمة بن كهيل
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة نا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات أصحابك قال إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفير من هذه الشيعة سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة وحبيب بن أبي ثابت ومنصور.
سلمان الأغر
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد يعني بن حنبل عن حجاج يعني بن محمد الأعور عن شعبة قال كان الأغر قاصا من أهل المدينة وكان قد لقي أبا هريرة وأبا سعيد وكان رضا.
سلم العلوي
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا بن إدريس قال قلت لشعبة أي شيء تقول في مهدي بن ميمون قال ثقة قلت فإن مهدي بن ميمون أخبرني عن سلم العلوي أنه رأى أبانا يكتب عند أنس في سبورجة قال كان سلم يرى الهلال قبل الناس بيوم قال بن إدريس السبورجة الألواح.
باب الشين
شهر بن حوشب
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ يقول ما تصنع بشهر بن حوشب إن شعبة قد ترك حديث شهر يعني بن حوشب.
باب الطاء
طلحة بن نافع أبو سفيان
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن قال كان شعبة يرى أن أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري أبو طالب الحجام حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا بن أبي مريم نا مخلد بن يزيد حدثني شعبة عن قتادة عن أبي طالب الحجام قال وكان رجل صدق.
باب العين
عبد الله بن عون
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني محمود بن غيلان نا النضر بن شميل قال قال شعبة شك بن عون أحب إلي من يقين غيره حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة قال ما رأيت مثل أيوب السختياني وابن عون ويونس بن عبيد.
عاصم بن سليمان الأحول
حدثنا عبد الرحمن نا عباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول قال حجاج يعني بن محمد قال شعبة عاصم أحب إلي من قتادة يعني في أبي عثمان يعني النهدي لأنه أحفظهما.
عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مقاتل بن محمد نا أبو داود قال قال رجل لشعبة تروى عن المسعودي قال ما شأنه قال هو مع هؤلاء قال هو صدوق اذهب فاسمع منه فلما قدم شعبة بغداد أتي بكتب المسعودي فسمع منه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت معاذ بن معاذ قال قلت لشعبة تنهى الناس عن الحسن بن عمارة وتأمرنا بالمسعودى وقد قدم في البيعة قال أنت ههنا بعد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود قال ذكر المسعودي عند شعبة فقال إنه صدوق.
عبد الملك بن أبي سليمان
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد بن أبي صفوان حدثني أمية قال قلت لشعبة مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان قال تركت حديثه قال قلت تحدث عن فلان وتدع عبد الملك بن أبي سليمان قال تركته قلت أنه كان حسن الحديث قال من حسنها فررت.
عبد الوارث بن سعيد
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا عبد الرحمن بن المبارك قال قال معاذ بن معاذ سألت أنا ويحيى بن سعيد شعبة عن شيء من حديث أبي التياح فقال ما يمنعكم من ذلك الشاب يعني عبد الوارث فما رأيت أحدا أحفظ لحديث أبي التياح منه فقمنا فجلسنا إليه فسألناه فجعل يمرها كأنها مكتوبة في قلبه حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول قال أبو جعفر المسندي حلف لي عبد الصمد يعني بن عبد الوارث أنه كان شعبة فلما قام يعني أباه قال شعبة تعرف الإتقان في قفاه.
عمر بن أبي سلمة
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد قال كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة.
عبد القدوس بن مسلم
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مسلم بن إبراهيم نا عبد القدوس بن مسلم قال مسلم وكان شعبة يروى عنه ويثبته ودلنا عليه.
عثمان بن مقسم البري
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سلم بن قتيبة قال قلت لشعبة إن البري حدثنا عن أبي إسحاق أنه سمع أبا عبيدة يحدث أنه سمع بن مسعود فقال أوه كان أبو عبيدة بن سبع سنين وجعل يضرب جبهته.
عوف بن أبي جميلة الأعرابي
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى قال قال لي شعبة في أحاديث عوف عن خلاس عن أبي هريرة ومحمد يعني بن سيرين عن أبي هريرة إذا جمعهم قال لي شعبة ترى لفظهم واحدا قال أبو محمد كالمنكر على عوف.
علي بن زيد بن جدعان
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا الوليد قال شعبة ثنا علي بن زيد بن جدعان وكان رفاعا.
أبو المهلب عمرو بن معاوية
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد بن حنبل عن حجاج عن شعبة قال أبو المهلب لم يسمع من أبي بن كعب.
عمرو بن دينار
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي شعبة لم أر مثل عمرو بن دينار ولا الحكم ولا قتادة يعني في الثبت.
عمرو بن عبد الله أبو إسحاق الهمداني
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مقاتل بن محمد قال سمعت أبا داود الطيالسي يقول قال رجل لشعبة سمع أبو إسحاق من مجاهد قال ما كان يصنع هو بمجاهد كان هو أحسن حديثا من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الله بن جعفر الرقي قال سمعت عيسى بن يونس قال قال شعبة بن الحجاج أشعرت أن جدك لم يسمع من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث أنا سألته عن ذلك فقال لي حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال أخبرني سحيم بن القاسم الحراني نا عيسى بن يونس عن شعبة قال لم يسمع أبو إسحاق الهمداني من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث.
عمرو بن مرة
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا أبو نوح يعني قرادا قال سمعت شعبة يقول ما رأيت عمرو بن مرة في صلاة إلا ظننت أنه لا ينصرف حتى يستجاب له حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة نا بقية قال قلت لشعبة عمرو بن مرة قال كان أكثرهم علما حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة يعني بن شريح نا بقية قال قلت لشعبة لم تروى عن عمرو بن مرة وكان مرجئا قال كان أصغر القوم وأكثرهم علما.
عطاء الخراساني
حدثنا عبد الرحمن نا أبو علي بن ديسم العسكري بسامرا نا يحيى بن أيوب نا حجاج بن محمد عن شعبة نا عطاء الخراساني وكان نسيا.
عمارة بن جوين أبو هارون العبدي
نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد يعني بن حنبل نا يحيى بن آدم حدثني معلى بن خالد قال قال لي شعبة لو شئت لحدثني أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري بكل شيء لفعل حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد قال قال لي شعبة كنت أتلقى الركبان أيام الجرام أسأل عن أبي هارون العبدي فلما قدم أتيته فرأيت عنده كتابا فيه أشياء منكرة في علي فقلت ما هذا الكتاب قال هذا الكتاب حق حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان يعني البلخي قال سمعت وكيعا يقول ذكر شعبة أبا هارون العبدي فلقي منه جزا قال أبو محمد يعني أنه ذكر بغير الجميل.
عمران بن حدير
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الله بن دينار البصري قال ذكر شعبة عمران بن حدير فقال كان شيئا عجبا كأنه يثبته.
باب الفاء
الفرج بن فضالة
حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني سليمان بن أحمد الجرشي الدمشقي قال سمعت يزيد بن هارون قال رأيت شعبة بن الحجاج عند الفرج بن فضالة يسأله عن حديث من حديث إسماعيل بن عياش.
باب القاف
قيس بن مسلم
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يعني بن بشير بن سلمان يذكر عن أبي داود عن شعبة أنه ذكر قيس بن مسلم فجعل يثبته.
القاسم بن عوف الشيباني
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال ذكرنا ليحيى يعني بن سعيد القطان القاسم بن عوف الشيباني فقال يحيى قال شعبة دخلت عليه وحرك يحيى رأسه قلت ليحيى ما شانه فجعل يحيد قلت ليحيى ضعفه في الحديث قال لو لم يضعفه لروى عنه.
قيس بن الربيع
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال عليك بهذا الأسدي يعني قيس بن الربيع نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال ذاكرني قيس بن الربيع الحديث فجعل يقع على الضحك وإنما أضحك كأنما اسمعها من أصحابي حدثنا عبد الرحمن نا أبي ثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج نا عبد الرحمن بن غزوان قراد قال سمعت شعبة يقول قدمت الكوفة فما أتيت شيخا إلا وجدت قيسا قد سبقني إليه وإن كنا لنسميه قيس الجوال حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال نا أبو غسان التستري قال سمعت أبو داود قال قال لنا شعبة ادخلوا على قيس قبل أن يموت نا أبو غسان التستري قال سمعت أبا داود قال قال شعبة سمعت أبا حصين يثني على قيس.
باب اللام
ليث بن أبي سليم
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين قال قال شعبة لليث بن أبي سليم كيف سألت عطاء وطاوسا ومجاهدا كلهم في مجلس قال سل عن هذا خف أبيك قال أبو محمد فقد دل سؤال شعبة لليث بن أبي سليم عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة كالمنكر عليه.
باب الميم
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا هشام بن عمار نا سويد بن عبد العزيز قال قال لي شعبة تأخذ عن أبي الزبير وهو لا يحسن يصلي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال سمعت هشيما يقول سمعت من أبي الزبير فأخذ شعبة كتابي فمزقه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال ما كان أحد أحب إلي أن ألقاه حتى لقيته بمكة من أبي الزبير قال أبو داود ثم سكت فلم يقل شيئا.
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة ثنا أحمد بن سعيد الرباطي نا روح يعني بن عبادة عن شعبة قال أفادني بن أبي ليلى أحاديث فإذا هي مقلوبة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من بن أبي ليلى.
محمد بن زياد الألهاني
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا موسى بن أيوب النصيبي نا بقية قال استهداني شعبة حديث محمد بن زياد.
محمد بن إسحاق
حدثنا عبد الرحمن نا أبي إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن مهدي قالا سمعنا إسماعيل بن علية قال سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق صدوق في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبيد بن يعيش قال سمعت يونس بن بكير يذكر عن شعبة قال محمد بن إسحاق أمير المحدثين حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مجاهد بن موسى نا يحيى بن آدم نا أبو شهاب قال قال لي شعبة عليك بمحمد بن إسحاق وأكتم علي عند البصريين حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن محمد بن رجاء بن السندي ثنا إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه نا يحيى بن آدم قال نا أبو شهاب الحناط قال قال لي شعبة عليك بمحمد بن إسحاق والحجاج بن أرطاة وأكتم علي في البصريين في هشام بن حسان وخالد الحذاء حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت النفيلي يقول عن عبد الله قال قال شعبة إن كان أحد يستأهل أن يسود في الحديث فمحمد بن إسحاق.
محمد بن ذكوان
حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال أخبرني محمد بن ذكوان قال شعبة وكان كأخير الرجال.
مغيرة بن مقسم
حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا يحيى بن معين نا حجاج الأعور عن شعبة قال كان المغيرة أحفظ من الحكم.
مزاحم بن زفر الضبي
حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة أخبرني مزاحم بن زفر الضبي وكان كأخير الرجال.
منصور بن المعتمر
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة انا جرير قال قال شعبة منصور من الثقات.
ميمون أبو عبد الله
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي قال سألت يحيى عن ميمون أبي عبد الله الذي روى عنه عوف عن زيد بن أرقم فحمض وجهه وقال زعم شعبة أنه كان فسلا.
المنهال بن عمرو
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه قال أبو عبد الرحمن سمعت أبي يقول يعني أنه سمع صوت قراءة بألحان فكره السماع منه من أجل ذلك.
مهدي بن ميمون
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا بن إدريس قال قلت لشعبة أي شيء تقول في مهدي بن ميمون قال ثقة.
مهاجر أبو الحسن
حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد الله بن أبي بكر العتكي ثنا شعبة عن أبي الحسن يعني مهاجرا الصائغ فأحسن شعبة عليه الثناء قال سألت بن عباس.
مجاعة بن الزبير
حدثنا عبد الرحمن نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلي قال قلت لعبد الصمد يعني بن عبد الوارث من مجاعة هذا قال كان جارا لشعبة نحو الحسن بن دينار وكان شعبة يسأل عنه وكان لا يجترئ عليه لأنه كان من العرب وكان يقول هو خير الصوم والصلاة قال أبو محمد كان يحيد عن الجواب فيه ودل حيدانه عن الجواب على توهينه.
مسعر بن كدام
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني سليمان بن عبد الجبار سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال قال شعبة كنا نسمى مسعرا المصحف.
باب الواو
ورقاء بن عمر اليشكري
حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن حجاج النيسابوري نا الحسن بن علي الحلواني نا شبابة بن سوار قال قال لي شعبة أكتب أحاديث ورقاء عن أبي الزناد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت أبا داود يقول قال شعبة لرجل لا تكتب عن مثل ورقاء حتى ترجع يعني من سفرك حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود قال قال لي شعبة عليك بورقاء فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع.
واصل بن عبد الرحمن أبو حرة
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو معمر القطيعي نا أبو قطن قال سألت شعبة عن أبي حرة قال هو أصدق الناس.
باب الهاء
هشام الدستوائي
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عمار بن الحارث الرازي قال سمعت علي بن الجعد يقول سمعت شعبة يقول كان هشام يعني الدستوائي أحفظ مني عن قتادة حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين قال قال شعبة هشام الدستوائي أعلم بحديث قتادة مني وأكثر مجالسة له مني حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مقاتل بن محمد قال سمعت أبا داود قال قال شعبة إذا حدثكم هشام الدستوائي بشيء فاختموا عليه نا أبي قال أخبرني هدية بن خالد نا أمية بن خالد قال سمعت شعبة بن حجاج يقول ما من الناس أحد أقول أنه طلب الحديث يريد الله عز وجل به إلا هشام صاحب الدستوائي قال وكان هشام يقول ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا قال شعبة إذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن.
هشام بن حسان
حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة حدثني مخلد بن يحيى بن حاضر الباهلي عن وهب بن جرير قال رأيت أبي يكلم شعبة في رجل قلت لأبي فيمن كلمته قال في هشام بن حسان فالتفت شعبة فقال فيه.
هيثم الصيرفي
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي عن أبي عوانة قال قلت لشعبة حين أردت أن أخرج إلى الكوفة من ألزم قال هيثم الصيرفي.
هارون الأعور
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني أحمد بن أبي سريج قال سمعت شبابة بن سوار يقول قال شعبة هارون الأعور من خيار المسلمين مرارا.
هشيم بن بشير
حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا يحيى بن أيوب يعني المعروف بالزاهد قال سمعت أبا عبيدة الحداد قال قدم علينا هشيم البصرة فذكرنا لشعبة قلنا قدم صديقك هشيم فقال إن حدثكم عن بن عباس وابن عمر فصدقوه.
باب الياء
يزيد بن خمير
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا سليمان بن حرب نا شعبة عن يزيد بن خمير قال شعبة وكان ثقة.
يزيد بن أبي زياد
نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت شعبة يقول كان يزيد بن أبي زياد رفاعا.
يزيد بن سفيان أبو المهزم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي عن مسلم بن إبراهيم نا شعبة قال رأيت أبا المهزم لو أعطوه فلسين لحدثهم سبعين حديثا.
يحيى بن أبي كثير
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال قال شعبة حديث يحيى بن أبي كثير أحسن من حديث الزهري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال كان شعبة يقدم يحيى بن أبي كثير على الزهري
يحيى بن هانئ
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا يحيى بن أبي بكير نا شعبة قال أخبرني يحيى بن هانئ وكان سيد أهل الكوفة.
باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث صحيحه وسقيمه وما فسر من ذلك
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان يقول كان شعبة يضعف أحاديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن حبيب بن سالم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل قال يحيى قال شعبة لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة ينكر حديث سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال كنت مسندا أبي إلى صدري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة يقول في حديث قتادة عن أنس حديث أم سليم في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ليس بصحيح وينكره. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت أبا داود يعني الطيالسي قال سمعت خالد بن طليق يسأل شعبة فقال يا أبا بسطام حدثني حديث سماك بن حرب في اقتضاء الورق من الذهب حديث بن عمر فقال أصلحك الله هذا حديث ليس يرفعه أحد إلا سماك قال فترهب أن أروى عنك قال لا ولكن حدثنيه قتادة عن سعيد بن المسيب عن بن عمر ولم يرفعه وأخبرنيه أيوب عن نافع عن بن عمر ولم يرفعه وحدثني داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير ولم يرفعه ورفعه سماك فأنا أفرقه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد يعني بن حنبل نا أبو قطن قال ذكر رجل لشعبة الحكم عن بن أبي ليلى عن بلال فأمرني أن أثوب في الفجر ونهاني عن العشاء قال شعبة لا والله ما ذكر بن أبي ليلى ولا ذكر إلا إسنادا ضعيفا قال أظن شعبة قال كنت أراه رواه عن عمران بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد يعني بن حنبل نا يحيى قال كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال وحديث الطير هو حديث المنهال قال أبو محمد يعني حديث المنهال عن زاذان عن البراء خرجنا مع الرسول ﷺ في جنازة رجل من الأنصار فجلس وجلسنا كأنما على رؤوسنا الطير. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد يعني بن حنبل قال قال يحيى بن سعيد قال شعبة لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة للصائم من مقسم قال أبو محمد يعني حديث مقسم عن بن عباس احتجم النبي ﷺ وهو صائم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن ثنا أحمد يعني بن حنبل نا يحيى قال ترك شعبة حديث الحكم في الجنب إذا أراد أن يأكل توضأ قال أبو محمد يعني حديث الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب توضأ.
باب ما ذكر من كلام شعبة بكنى ناقلة الآثار وأسمائهم
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال كنية محمد بن زياد أبو الحارث حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال اسم أبي المهزم يزيد بن سفيان حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال كنية واثلة بن الأسقع أبو قرصافة قال أبو محمد قال أبي هذا وهم أبو قرصافة اسمه جندرة بن خيشنة حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو النضر قال قال شعبة كنية يزيد بن خمير أبو عمر.
باب ما ذكر من تبجيل سفيان لشعبة بن الحجاج
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال قال لي سفيان أما أنا فلا أكتمك شيئا.
باب ما ذكر من تبجيل سفيان لشعبة بن الحجاج
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال قال لي سفيان : اما انا فلا اكتمك شيئا .
باب ما ذكر من تقدمة شعبة وسفيان في الاتقان على أهل زمانهما
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ثنا أبو خلدة ، فقال له رجل : كان ثقة ؟ قال : كان صدوقا ، كان مأمونا ، كان خيارا ، الثقة شعبة وسفيان .
باب ما ذكر من حفظ شعبة للحديث واتقانه
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال قال يحيى - [ يعني - ] ابن سعيد - قال سفيان : كانوا يخالفونني بالكوفة فاقول ما قال شعبة ؟ ما قال مسعر ؟ ولا ألتفت إلى خلافهم . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - [ يعني - ] ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ليس احد احب الي من شعبة ولا يعدله احد عندي . وسألت يحيى بن سعيد ايهما كان احفظ للأحاديث الطوال سفيان أو شعبة ؟ قال كان شعبة امر فيها . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول وذكر شعبة قال سمعته يقول : كنت اتفقد [ فم ] قنادة فإذا قال : سمعت أو حدثنا ، حفظت وإذا قال : حدث فلان ، تركته . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا الوليد الطيالسي قال سمعت حماد بن زيد يقول : إذا خالفني شعبة في شئ تركته لأنه كان يكرر ، ما ابالي من خالفني إذا وافقني شعبة لان شعبة كان لا يرضى ان يسمع الحديث مرة . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي رضي الله عنه نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع نا شعبة وكان معنيا بالحديث قال : اتيت يعلي بن عطاء فقال [ لي - ] يا هذا خذ حديثي واذهب ، فقلت : لا حتى احفظه من فيك ، فاختلفت إليه حتى قرع رأسي . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو الوليد الطيالسي نا حماد بن سلمة قال إذا اردت الحديث فالزم شعبة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن [ يحيى نا محمد بن المنهال ] قال سمعت يزيد بن زريع قال : لم ار في الحديث أصدق من شعبة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت [ أبا طالب ] قال قال أحمد بن حنبل : شعبة اثبت في الحكم من الاعمش : واعلم بحديث الحكم . حدثا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت معاذا - يعني ابن معاذ - وقيل له اي أصحاب أبي إسحاق اثبت ؟ قال : شعبة وسفيان - ثم سكت . حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سمع يحيى بن معين يقول : اثبت أصحاب أبي إسحاق الهمداني الثوري وشعبة ، وهما اثبت من زهير واسراءيل ، وهما قرينان . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - [ يعني - ] ابن سعيد - قال سفيان : كانوا إذا خالفوا بالكوفة لا ألتفت إليهم ، اقول : ما قال مسعر ؟ وما قال شعبة ؟ . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت يحيى يقول : كل شئ يحدث [ به - ] شعبة عن رجل فلاتحتاج ان تقول عن ذاك الرجل انه سمع فلانا ، قد كفاك امره . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى يعني التستري - قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول : ليس شئ احد ثكموه الا شيئا حفظته انا لم يعني عليه احد . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن علي قال أخبرني أبي قال كنت مع شعبة ببغداد فربما جاء أبو معاوية وشعبة يحدث عن الاعمش فيقول لآبي معاوية يا محمد بن خازم : قد سمعت سليمان يحدث بهذا الحديث ؟ فيقول كما حدثت يا أبا بسطام . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول : اثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة [ واسراءيل ، وشعبة ] احب الي من اسراءيل . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول : شعبة بن الحجاج ثقة . [ نا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب الي قال نا عثمان بن سعيد الدارمي قال سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول قال عبد الرحمن يعني ابن مهدي : ليس احد اصح حديثا عن أبي إسحاق من شعبة ] .
باب ما ذكر من مراجعة شعبة لناقلة الحديث وايقافهم على ما يتخالج في نفسه
حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال أخبرني جعدة - يعني من ولدام هانئ - وكان سماك بن حرب يحدثه يقول خبرني ابنا ام هانئ ، قال شعبة فلقيت انا افضلهما [ جعدة - ] فحدثني عن ام هانئ ان رسول الله ﷺ دخل عليها فناولته شرابا فشرب ثم ناولها فشربت قالت يا رسول الله كنت صائمة ، فقال رسول الله ﷺ : الصائم المتطوع امين نفسه - أو أمير نفسه - ان شاء صام وان شاء افطر . قال شعبة فقلت لجعدة سمعته أنت من ام هانئ ؟ قال أخبرني أهلنا وابو صالح مولى ام هانئ عن ام هانئ . حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته ، قال شعبة قلت لعبدالله بن دينار : أنت سمعته منه ؟ قال : نعم ، سأله ابنه عنه . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي قال قيل لسفيان : ان شعبة استحلف عبد الله بن دينار - يعني في حديث ابن عمر : نهي النبي ﷺ عن بيع الولاء وعن هبته ، قال [ سفيان ] لكنا لم نستحلفه سمعناه مرارا . حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال سألت طلحة بن مصرف عن هذا الحديث اكثر من عشرين مرة ، ولو كان غيري قال ثلاثين مرة ، قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة يحدث عن البراء ان رسول الله ﷺ قال : من منح منيحة ورق ، الحديث . حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة انها ارادت ان تشتري بريرة فتعتقهاو اراد مواليها ان يشرطوا الولاء فذكرت عائشة ذلك للنبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ : اشتريها واعتقيها فانما الولاء لمن اعتق . قال واتي بلحم فقال ما هذا قالوا هذا هدية اهدته الينا بريرة تصدق به عليها فقال رسول الله ﷺ : هو عليها صدقة ولنا هدية . قالت وخيرت وكان زوجها حرا . قال شعبة ثم سألته بعد فقال : ما ادري هو حر أم عبد ؟ قال شعبة فقلت لسماك بن حرب اني أتقى أن أسأله عن الاسناد فسله أنت ، قال وكان في خلقه فقال له سماك بعد ما حدث : أحدثك هذا ابوك عن عائشة ؟ قال عبد الرحمن : [ نعم ] فلما خرج قال [ لي ] سماك يا شعبة استوثقت لك منه . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن قال نا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي نا إسماعيل [ يعني ] ابن علية عن شعبة قال كنت أسال حمادا فيجيبني فاقول : عن إبراهيم ؟ فيقول : لا توقفني فاني لا ادري لعلي اكون قد نسيت . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت ربعي بن إبراهيم نا إسماعيل بن إبراهيم - يعني ابن علية - عن شعبة قال قال لي حماد بن أبي سليمان : يا شعبة لا توقفني على إبراهيم فان العهد قد طال واخاف ان انسى - أو اكون قد نسيت .
وكان شعبة يكثر السؤال فخشى ان يسأل فيغضب عليه عبد الرحمن لكثرة سؤاله فأمر سماكا ان يسأل لان سماكا لم يكن يكثر السؤال ، فإذا سأل نادرا لم يكن ذلك مظنة للغضب
حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن أحمد] نا علي [ ابن المديني] قال سمعت بهز بن اسد قال سمعت هماما قال : كان شعبة يوقف قتادة ، قال فحدث شعبة ذات يوم بحديث فقال قتادة من حدثك ؟ أو من ذكر ذلك ؟ فقال نسألك فتغضب وتسألنا ؟ حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود عن شعبة عن مغيرة سمع إبراهيم يقول في رجل ترك ابنه واباه فمات مولى له - قال : للاب السدس وما بقي فلابنه . قال شعبة وحدثني أبو معشر عن إبراهيم قال : للاب السدس وما بقي فلابنه . قال شعبة فقلت له : أسمعته من إبراهيم ؟ قال : هو قوله . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا حفص بن عمر - يعني المهرقاني قال سمعت أبا داود يقول رأيت رجلا يقول لشعبة : قل : حدثني أو أخبرني ، فقال له شعبة ك فقدتك وعدمتك وهل جاء بهذا احد قبلي ؟ . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن حنبل قال [ سمعت ] يحيى بن سعيد القطان : قال شعبة : كنت اجالس قتادة فيذكر الشئ فاقول كيف اسناده ؟ فيقول المشيخة الذين حوله ان قتادة سند فاسكت فكنت اكثر مجالسته فربما ذكر الشئ فأذكره فعرف مكاني ثم كان بعد يسند لي .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عمرو بن مرزوق انا شعبة عن قتادة عن انس - قال قلت : أنت سمعته ؟ قال : نحن سألناه عنه قال صليت خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مقاتل بن محمد نا أبو داود نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي انه كان يصلي بعد الجمعة ستا . قال فقيل لآبي إسحاق سمعته من أبي عبد الرحمن ؟ فقال ما ادري سمعته [ منه ] ام لا ولكن حدثنيه عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال قال علي ابن المديني نا بشر بن المفضل قال قدم علينا اسراءيل فحدثنا عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين ، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئا ، حدثنا اسراءيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا ، فقال يا محنون هذا حدثنا به أبو إسحاق فقلت لآبي إسحاق من عبد الله بن عطاء ؟ قال شاب من أهل البصرة قدم علينا ، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به ، فقلت من حدثك ؟ قال حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث ، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر ابن حوشب . حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن الاعمش عن إبراهيم ان عليا كان يجعل للاخوة من الام - يعني في المشتركة فقلت للاعمش سمعت من إبراهيم ؟ فقال برأسه [ اي ] نعم . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال شعبة قلت لآبي إسحاق : من حدثك عن علي بن ربيعة قال كنت ردف علي فلما ركب قال سبحان الذي سخر لنا هذا ؟ قال سمعت من يونس بن خباب فأتيت يونس ابن خباب فقلت من حدثك ؟ قال حدثني رجل عن علي بن ربيعة . حدثنا عبد الرحمن قال وكتب إلى عبد الرحمن بن بشر النيسابوري عن عبد الرحمن بن مهدي بنحو ذلك . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا أبي نا شعبة قال : ذكرت للمغيرة كثرة ماروي عن إبراهيم فقال : سمعته منه . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا الوليد [ يعني ] الطيالسي قال قال حماد بن زيد : ما ابالي من خالفني إذا وافقني شعبة لان شعبة كان لا يرضى ان يسمع الحديث مرة ، يعاود صاحبه مرارا ونحن كنا إذا سمعناه مرة اجتزينا به . حدثنا عبد الرحمن نا أبي عن أبي الوليد قال سألت شعبة عن حديث فقال : لا احدثك ، لاني سمعته من أبي عون مرة واحدة حديث أبي عون عن أبي صالح عن علي في الامة تكون تحت الحر فطلقها طلقتين أيأتيها ؟ فأبى فحدثني به يحيى بن سعيد عن شعبة . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن وذكر شعبة فقال سمعته يقول : كنت اتفقد فم قتادة فإذا قال ( سمعت ) و ( حدثنا ) تحفظته فإذا قال ( حدث فلان ) تركته . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن يزيد الاسفاطي نا يحيى ابن كثير العنبري نا شعبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه ولم نهى عن نبيذ الجر ، قال شعبة فقلت لقتادة ممن سمعته ؟ قال حدثنيه ايوب السختياني ، قال شعبة فأتيت ايوب فسألته فقال حدثنيه أبو بشر ، قال شعبة فأتيت أبا بشر فسألته فقال انا سمعت سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي ﷺ انه نهى عن نبيذ الجر . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير بن سلمان - نا يحيى بن أبي بكير وابو داود عن شعبة عن معاوية بن قرة قال قال ابن عباس ( انظر إلى العظام كيف ننشزها ) فقال فيه قولا ، قلت : من حدثك ؟ قال : شهر بن حوشب ، استرحنا من خناقك يا شعبة . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول سمعت شعبة يقول : كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال للحديث ( حدثنا ) عنيت به فوقفته عليه ، وإذا لم يقل ( حدثنا ) لم أعن به ، وانه حدثنا عن انس بن مالك عن النبي ﷺ قال : سووا صفوفكم فان تسوية الصف من تمام الصلاة فكرهت ان اوقفه عليه فيفسده علي فلم اوقفه عليه . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي وذكر حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي ﷺ نهى عن بيع الولاء وعن هبته ، قال شعبة : استحلفت عبد الله بن دينار هل سمعتها من ابن عمر ؟ فحلف لي . قال أبي كان شعبة بصيرا بالحديث جدا فهما فيه كان انما حلفه لأنه كان ينكر هذا الحديث ، حكم من الاحكام عن رسول الله ﷺ لم يشاركه احد ، لم يرو عن ابن عمر احد سواه علمنا . حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني مقاتل بن محمد الناقد الرازي نا ابن ادريس قال قال [ لي ] شعبة : نصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول سمعت من انس الا اربعة حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان نا عبد الرحمن بن زياد شعبة قال سألت الحكم عن دية اليهودي والنصراني فقال قال سعيد ابن المسيب ان عمر جعل دية اليهودي والنصراني اربعة آلاف اربعة آلاف ودية المجوسي ثماني مائة ، فقلت للحكم : أنت سمعته من سعيد بن المسيب ؟ فقال : لو شئت سمعت من ثابت الحداد ، قال شعبة فاتيت ثابتا الحداد فحدثني عن سعيد بن المسيب عن عمر مثله .
ما ذكر في كلام شعبة في ناقلة الآثار ان ذلك كان حسبة منه
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي نا حماد بن زيد قال كلمنا شعبة [ انا ] وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل - قلنا : لو كففت عنه ، قال فكأنه لان واجابنا قال فذهبت يوما اريد الجعة فإذا شعبة ينادي من خلفي فقال : ذاك الذي قلتم لي فيه لا اراه يسعني . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول : كان شعبة يتكلم في هذا حسبة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال حدثني بعض أصحاب حماد ابن زيد عن حماد بن زيد قال اتيت انا وعباد بن عباد إلى شعبة بن الحجاج فسألناه ان يكف عن ابان بن أبي عياش ويسكت عنه فلما كان من الغد خرجنا إلى مسجد الجامع فبصر بنا فنادانا فقال يا أبا معاوية نظرت فيما كلمتموني فوجدت لا يسعنى السكوت . قال حماد : وكان شعبة يتكلم في هذا حسبة . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول : لولا ان شعبة اراد الله عزوجل ما ارتفع هكذا . قال أبو محمد يعني بكلامه في رواة العلم . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال قلت لعبد الرحمن ابن مهدي لم تركت حديث حكم جبير ؟ فقال حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث من حديث حكيم بن جبير فقال : اخاف النار . قال أبو محمد فقد دل أن كلام شعبة في الرجال حسبة يتدين به وان صورة حكيم بن جبير عنده صورة من لا يسع قبول خبره ولا حمل العلم عنه فيلحق برسول الله ﷺ ما لم يقله . [ ما ذكر من عبادة شعبة وزهده وورعه ] حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو المظفر عبد السلام بن مطهر قال ما رأيت في الفقهاء مثل شعبة ايبس ولا امعن في العبادة منه . حدثنا عبد الرحمن حدثني محمد بن يحيى نا حفص بن عمر المهرقاني قال سمعت عفان يقول : كان شعبة من العباد . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا على بن مسيرة نا يحيى بن أبي الخصيب عن سفيان بن عيينة قال كتب إلى شعبة بن الحجاج : اما بعد فقد ذهب الاسنان والاشكال . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي [ يعني ] ابن المديني قال سمعت يحيى [ يعني ] ابن سعيد القطان - يقول : أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول [ يعني ] سمع صوت قراءة بألحان فترك الكتابة عنه لاجل ذلك . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا مسدد قال سمعت يحيى - يعني ابن سعيد - يقول : ما رأيت اشكر من شعبة.
باب ما ذكر من طهارة خلق شعبة وسخائه
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو النضر قال كان شعبة إذا ركب مع قوم في زورق دفع كري الزورق عن كلهم .
[ باب ] ما ذكر من شدة قول شعبة في التدليس وكراهيته له
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال قال شعبة يوما حدثني رجل عن سفيان عن منصور عن إبراهيم بكذا ، ثم قال : ما يسرني اني قلت قال منصور وأن لي الدنيا [ كلها ] . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [ نا علي - يعني ابن المديني ] قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال سمعت شعبة - أو حدثني رجل عن شعبة انه قال كل شئ حدثتكم به فذلك الرجل حدثني بن انه سمعه من فلان الا شيئا ابينه لكم قال أبو محمد فذكرته لآبي قال يعني انه كان لا يدلس . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت شعبة يقول : لان ازني احب الي من ان ادلس . حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت شعبة يقول : لان ازني احب الي من ان ادلس . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني هشام بن عبد الملك قال سمعت شعبة يقول : لان اخر من السماء احب الي من اقول زعم فلان ولم اسمع منه . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد بن بشار سمعت محمد ابن جعفر [ غندر ] يقول سمعت شعبة يقول : لان اقع من فوق هذا القصر - لدار - حياله على راسي احب الي من ان اقول لكم قال فلان لرجل ترون انه قد سمعت ذاك منه ولم اسمعه .
باب ما ذكر من حرص شعبة على طلب العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول لما حدثنا شعبة بحديث المقدام أبي كريمة في حق الضيف قال شعبة : فيكم احد سمعه من حريز بن عثمان ؟ قلت : انا ، قال حدثني به ، قلت : لا احفظه ، قال : صحفيون - فضحك يزيد . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمود بن غيلان عن عبد الصمد بن عبد الوارث أو غيره قال سمعت شعبة يقول : اتيت طلحة بن مصرف مائة مرة أو خمسين مرة ) فان بلغكم اني حدثت عنه غير هذا الحديث ، اني كذاب ، والحديث هو حديث طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء عن النبي ﷺ في الذكر . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا حيوة نا بقية قال سمعت شعبة يقول اني اسمع منك أحاديث لو لم احفظها لطرت . حدثنا عبد الرحمن ذكره أبي رحمه الله نا القاسم بن محمد المروزي نا عبدان - يعني عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد - قال أخبرني أبي قال سمعت شعبة يقول : واي شئ الذ من ان تخلو بشيخ قد لقى الناس فأنت تستثيره وتستخرج منه علما .
باب ما ذكر من تبجيل العلماء لشعبة
حدثنا عبد الرحمن نا [ أبي نا ] أحمد [ بن إبراهيم ] الدورقي ثنا أبو داود عن شعبة قال : كان ايوب - يعني ابن أبي تميمة السختياني - يمشي معي إلى مسجد بني ضبيعة يألني عن الحديث . حدثنا عبد الرحمن [ حدثني أبي ] نا أبو زياد حماد بن زاذان نا بهز بن اسد [ عن ابن المبارك عن معمر قال : رأيت قتادة يسأل شعبة عن حديثه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي ] قال سمعت يحيى قال رأيت عبد الوارث عند شعبة بين يدين جالسا ذليلا . حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد التنوخي الحمصي قال سمعت حيوة بن شريح يقول سمعت [ بقية يقول سمعت ] شعبة يقول : ما شفاني من الحديث الا الاعمش .
باب ما ذكر مما رزق الله عزوجل شعبة من حسن الحديث
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره عبد الله بن بشر البكري الطالقاني سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت أبا عبد الله أحمد ابن حنبل يقول سمعت عفان يقول سمعت يحيى بن سعيد - يعني القطان يقول : ما لقيت احدا أحسن حديثا من شعبة : وقال أحمد بن حنبل : روي شعبة [ عن ] نحو من ثلاثين شيخا لا يروي عنهم سفيان الثوري لو لم يكن الا الحكم بن عتيبة ، ولولا شعبة من كان يروي عن الحكم ؟ وشعبة حسن الحديث عن أبي إسحاق وعن كل من يحدث عنه
باب ما ذكر من رغبة الناس في اقتباس العلم من شعبة وتفضيلهم [ إياه ] على غيره
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الله بن بشر الطالقاني البكزي قال سمعت عبد الملك الميموني قال سمعت خلفا المخرمي قال سمعت ابن علية يقولك كنا نرى عند حميد - يعني الطويل - وسليمان - يعني التيمي - وابن عون الرجل والرجلين فنأتي شعبة فنرى الناس عليه . ثم قال [ لي ] خلف : كان أصحاب الحديث يريدون حسن المعرفة بالرجال وبمعرفة الحديث وهكذا كان هذا المعنى بينا في شعبة ان شاء الله . ومن العلماء الجهابذة النقاد بالبصرة حماد بن زيد بن درهم مولى [ آل] جرير بن حازم
باب ما ذكر من امامة حماد بن زيد في السنة والحديث
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الاصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أئمة الناس في زمانهم اربعة ، منهم حماد بن زيد بالبصرة . حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب الي قال سمعت أبي يقول : حماد بن زيد احب الينا من عبد الوارث ، [ وحماد ] ابن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام ، وهو احب الي من حماد بن سلمة . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول : لم ار احدا قط اعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا يحيى بن المغيرة قال قرأت كتاب حماد ابن زيد إلى جرير : بلغني انك تقول في الايمان بالزيادة ، واهل الكوفة يقولون بغير ذلك ، اثبت على ذلك ثبتك الله . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال بلغني عن عمر الرقاشي ويقال له عمر الاخرم قال حضرت سفيان - يعني الثوري - وقيل له : مات شعبة ، فاسترجع وترحم عليه ثم قال : من رجل أهل البصرة بعد شعبة ؟ فجعلوا يقولون : حماد بن سلمة ، وفلان وفلان ، فقال [ يعنى ] سفيان : رجل أهل البصرة ذاك الازرق ، يعني حماد بن زيد .
باب ما ذكر من حفظ حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله قال سمعت مقاتل بن محمد قال سمعت وكيعا - وقيل له حماد بن زيد كان احفظ أو حماد بن سلمة ؟ فقال : حماد بن زيد ، ما كنا نشبه حماد بن زيد الا بمسعر . حدثنا عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول نا سليمان بن ايوب أبو ايوب صاحب البصري قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأيت احدا لم يكتب الحديث احفظ من حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن نا [ محمد بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري قال سمعت ] أبي قال سمعت سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يحدث بالحديث فيقول سمعته منذ خمسين سنة ولم احدث به قبل اليوم . ولم يكن له كتب الا كتاب ليحيى بن سعيد - [ يعني ] الانصاري .
باب ما ذكر من علم حماد بن زيد برواة الآثار وناقلة الاخبار وكلامه [ فيهم ]
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن إسماعيل بن البختري الحساني حدثني خالد بن خداش عن حماد بن زيد قال : كان أبو هارون العبدي كذابا يروي بالغداة شيئا وبالعشي شيئا . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن مجاهد [ بن موسى ] نا يحيى بن آدم قال سمعت حماد بن زيد يقول : كان حجاج - يعني ابن ارطاة - اسرد للحديث من سفيان الثوري . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب - يعني أحمد بن حميد - قال قال أحمد بن حنبل : كان حماد بن زيد لا ينهى عن جعفر بن سليمان . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد ثنا على قال قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا حماد بن زيد عن حفص بن سليمان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية ان النبي ﷺ امر من ضحك في الصلاة ان يعيد الوضوء والصلاة ، قال حماد قد ذكرت لحفص ان هشاما يحدثه عن الحسن فأنكر ذاك قال انا حدثت به الحسن - يعني عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي ﷺ . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو قدامة السرخسي حدثني بهز ابن اسد قال كان حماد بن زيد عند جرير بن حازم قال فجعل جرير يقول : ثني محمد قال سمعت شريحا ، وحدثني محمد قال سمعت شريحا ، فجعل حماد [ بن زيد ]
يقول يا أبا النضر لا تقل كذا ان محمدا لم يكن يقول كذا
أو ان أصحابك لم يقولوا كذا . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا العباس بن دحان الضبي
قال سمعت عبيدالله ابن الحسن يقول : انما هما الحمادان فإذا طلبتم العلم فاطلبوه
من الحمادين . حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عارم أبو النعمان قال سمعت ابن
المبارك يقول : ايها الطالب علما * إيت حماد بن زيد تقتبس حكما وعلما * ثم قيده
بقيد حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن المصفى [ الحمصي ] قال سمعت بقية قال
ما رأيت في العراق مثل حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن نا أبي : قال ابن الطباع
قال ابن المبارك : ايها الطالب علما * إيت حماد بن زيد فاطلب العلم برفق * ثم
قيده بقيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا سليمان بن حرب قال سمعت حماد ابن زيد يقول
: كان علي بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذاك . حدثنا عبد
الرحمن نا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى - يعني التستري - قال سمعت أبا
داود - [ يعني ] الطيالسي - يقول سمعت حماد بن زيد قال : رأيت ابن عون ويونس بن
عبيد إذا حزبهما امر أتيا ايوب فظرا ما يقول . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا
إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد ابن زيد يقول : أنبأنا ايوب وهشام ، وحسبك بهشام)
. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني أخبرني أحمد بن سعيد الدارمي قال
سمعت النضر بن [ شميل يقول سمعت حماد بن زيد يقول : ما كان جلد بن ايوب يسوى طلية
أو طليتين في الحديث . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ] قال سمعت
أبا محمد - يعني اخاه عبد الله بن الحسن - قال لا أعلم الا اني سمعت عليا أو أبا
بكر بن أبي الاسود يذكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال حماد ابن زيد - وذكروا
حديث الجلد عن انس في ذكر الحيض فقال : عمدوا إلى شيخ لا يميز بين قرء وحيض وغير
ذلك فحملوه على امر عظيم ، قد كان في اول امره يقول عن غير انس فحملوه على ان قال
: عن انس ، فقال لهم هكذا أو نحوه .
باب ما ذكر من فقه حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن حماد بن زيد فقال قال عبد الرحمن بن مهدي : ما رأيت بالبصرة افقه من حماد بن زيد .
باب ما ذكر من اتقان حماد بن زيد وثبته في الحديث
حدثنا عبد الرحمن نا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا محمد ابن المنهال الضرير قال سمعت يزيد بن زريع وسئل ما تقول في حماد بن زيد وحماد بن سلمة ايهما اثبت في الحديث ؟ قال : حماد بن زيد ، وكان الآخر رجلا صالحا . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال : حماد بن زيد اثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب [ الثقفي ] وابن عيينة . حدثنا عبد الرحمن انا [ أبو بكر ] بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت يحيى بن معين يقول : ليس احد في ايوب اثبت من حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت أبا الوليد يقول : ترون ان حماد بن زيد دون شعبة في الحديث ؟ حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن حماد بن زيد وحماد ابن سلمة فقال : حماد بن زيد اثبت من حماد بن سلمة بكثير ، اصح حديثا واتقن .
باب ما ذكر من عقل حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن [ نا صالح بن أحمد بن حنبل قال حدثني جعفر ابن محمد بن عيسى بن الطباع قال قال أبي : قلما رأيت رجلا اعقل من حماد بن زيد .
باب ما ذكر من جلالة حماد بن زيد وتوقير العلماء له
نا علي بن الحسين بن الجنيد نا يعقوب ابن الدروقي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : رأيت سفيان الثوري جاء إلى حماد ابن زيد وسأله عن حديث أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري ان الاعضاء تكفر بعضها بعضا - قال فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يملي عليه هذا الحديث . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو الربيع الزهراني قال ذكرت لإسماعيل ابن عليه حديثا فقال من حدثك ؟ قال حماد بن زيد ، قال : شيخ الشباب . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت عبد الرحمن بن مبارك يقول سمعت حماد ابن زيد يقول : كنا نخرج من عند ايوب وهشام الدستوائي فيقول لنا هشام : هاتوها قبل ان تبرد ، فنقعد فنتذاكرها بيننا .
باب استحقاق السنة محبي حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة .
باب ما ذكر من فقه حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن حماد بن زيد فقال قال عبد الرحمن بن مهدي : ما رأيت بالبصرة افقه من حماد بن زيد .
باب ما ذكر من اتقان حماد بن زيد وثبته في الحديث
حدثنا عبد الرحمن نا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا محمد ابن المنهال الضرير قال سمعت يزيد بن زريع وسئل ما تقول في حماد بن زيد وحماد بن سلمة ايهما اثبت في الحديث ؟ قال : حماد بن زيد ، وكان الآخر رجلا صالحا . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال : حماد بن زيد اثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب [ الثقفي ] وابن عيينة . حدثنا عبد الرحمن انا [ أبو بكر ] بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت يحيى بن معين يقول : ليس احد في ايوب اثبت من حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت أبا الوليد يقول : ترون ان حماد بن زيد دون شعبة في الحديث ؟ حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن حماد بن زيد وحماد ابن سلمة فقال : حماد بن زيد اثبت من حماد بن سلمة بكثير ، اصح حديثا واتقن .
باب ما ذكر من عقل حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن [ نا صالح بن أحمد بن حنبل قال حدثني جعفر ابن محمد بن عيسى بن الطباع قال قال أبي : قلما رأيت رجلا اعقل من حماد بن زيد .
باب ما ذكر من جلالة حماد بن زيد وتوقير العلماء له
نا علي بن الحسين بن الجنيد نا يعقوب ابن الدروقي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : رأيت سفيان الثوري جاء إلى حماد ابن زيد وسأله عن حديث أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري ان الاعضاء تكفر بعضها بعضا - قال فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يملي عليه هذا الحديث . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو الربيع الزهراني قال ذكرت لإسماعيل ابن عليه حديثا فقال من حدثك ؟ قال حماد بن زيد ، قال : شيخ الشباب . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت عبد الرحمن بن مبارك يقول سمعت حماد ابن زيد يقول : كنا نخرج من عند ايوب وهشام الدستوائي فيقول لنا هشام : هاتوها قبل ان تبرد ، فنقعد فنتذاكرها بيننا .
باب استحقاق السنة محبي حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة .
باب رواية الأئمة عن حماد بن زيد
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا قبيصة نا سفيان عن رجل عن عبيد الله ابن أبي يزيد عن عبيد بن عمير قال : يحتجم المحرم ولكن لا ينزع شعرا فسمعت أبي يقول : يقال هذا الرجل حماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول : روي عن حماد بن زيد سفيان بن عيينة وابن المبارك ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى ابن سعيد القطان وعفان وابو نعيم وعارم وسليمان بن حرب . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبو زرعة قال نا قبيصة نا سفيان عن رجل عن انس بن سيرين قال كان عمر رضي الله عنه لا يحجب بمن لا يرث . قال أبو زرعة : هذا الرجل الذي روي عنه الثوري عن انس ابن سيرين هو حماد بن زيد .
[الأوزاعي]
ومن العلماء الجهابدة النقاد [ من أهل الشام] . عبد الرحمن بن عمرو والأوزاعي
ما ذكر من علم الأوزاعي وفقهه
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني محمد ابن عبد الوهاب قال كنت عند أبي إسحاق الفزاري فذكر الأوزاعي فقال : ان ذاك الرجل كان شأنه عجب كان يسأل عن الشئ الذي عندنا فيه الاثر فيقول للسائل : ما عندي فيه شئ ، فيبتلي بلجاجته حتى يرد عليه الجواب فلا يعدو الاثر الذي عندنا . فقال آخر يا أبا إسحاق هذا شبيه بالوحي ، فغضب ، ثم قال : من هذا تعجب ؟ كان والله يرد على الجواب كما هو عندنا في الاثر لا يقدم منه مؤخرا ولا يؤخر منه مقدما . حدثنا عبد الرحمن [ نا أبي ] نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني القاسم بن سلام قال أخبرني عبد الرحمن بن مهدي قال : ما كان بالشام احد أعلم بالسنة من الأوزاعي . حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو عبد الله الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول : اول من صنف الكتب ابن جريج ، وصنف الأوزاعي حين قدم على يحيى بن أبي كثير كتبه . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني دحيم قال سمعت أبا مسهر يقول أخبرني هقل بن زياد أن الأوزاعي اجاب في سبعين الف مسألة .
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد نا العباس بن
نجيح نا عون بن حكيم قال خرجت مع الأوزاعي حاجا فلما اتينا المدينة اتى الأوزاعي
المسجد وبلغ مالكا مقدمه فاتاه مسلما عليه فجلسا من بعد [ صلاة ] الظهر يتذاكران
العلم فلم يذكرا بابا من أبوابه الا غلب الأوزاعي عليه فيه ثم حضرت صلاة العصر
فصليا ثم جلسا وعاودا المذاكرة كل ذلك يغلب عليه الأوزاعي فيما يتذاكران فلما
اصفرت الشمس ناظره في باب المكاتب والمدبر فخانقه مالك بن انس فيه . حدثنا عبد
الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول : ما سمعت كلام متكلم الا
وإذا كررته خلق غير كلام الأوزاعي فانك كلما كررت النظر فيه زاد حلاوة . حدثنا
عبد الرحمن نا العباس [ بن الوليد بن مزيد البيروتي ] نا محمد بن هلال حدثني عبد
الحميد بن حبيب - يعني ابن أبي العشرين - قال قلت لمحمد بن شعيب بن شابور انشدك
الله ومقامك بين يديه لقيت افقه في دين الله من الأوزاعي ؟
قال : اللهم لا ، قال
قلت فاورع منه ؟ قال : لا ، قلت فاحلم منه ؟ قال ولا . حدثنا عبد الرحمن نا
العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبيد بن حيان قال اتيت مجلس مالك بن انس وهو عنه
غائب فقلت لأصحاب مالك ما يقول أبو عبد الله في مسالة كذا وكذا ؟ فأجابوا فيه ،
فقلت : ما هكذا قال أبو عمرو ، قالوا وما قال [ أبو عمرو ] قلت : كذا وكذا -
بخلاف ما قالوه ، قال فتضاحكوا بي فاني لكذلك إذ أقبل مالك فلما جلس قالوا يا أبا
عبد الله الا تسمع ما يحدث الشامي عن الأوزاعي ؟ قال فقلت : ما تقول أنت في مسألة
كذا وكذا ؟ فأجاب بمثل جوابهم ، فقلت : ما هكذا قال أبو عمرو . فقال : كلف الشيخ
فتكلف ، فتضاحكوا فمربي ساعة الله أعلم وعلت مالكا سكتة فأخلد برأسه الارض مليا
ثم رفع رأسه وقال : القول ما قال أبو عمرو فرأيتهم وقد عاد ما كان بي بهم . حدثنا
عبد الرحمن سمعت أبي يقول وسئل عن الأوزاعي فقال : الأوزاعي فقيه متبع لما سمع .
حدثنا عبد الرحمن نا العباس [ بن الوليد بن مزيد ] [ نا أبي ] حدثني يزيد بن عبد
الله بن صالح البيروتي قال كان سبب طلب الأوزاعي العلم انه ضرب عليه بعث - يعني
إلى اليمامة فلما دخلوا مسجدها ويحيى بن أبي كثير جالس في المسجد فنظر إليهم
فقال
اما انه ان كان عند احد من هؤلاء القوم خير فهو عند هذا الفتى - يعني الأوزاعي -
، ثم مر به وهو قائم يصلي فقال لجلسائه : ما رأيت مصليا قط اشبه بعمر بن عبد
العزيز بصلاته من هذا الفتى . قال فلقيه شيخ كان جليسا ليحيى فقال يا فتى ان
شيخنا لا يزال يحسن ذكرك قال فأتاه الأوزاعي كأنه اراد أن يقضي ذمامة فلما سمع
العلم ونشفه قلبه [ رفض الديوان و ] اقبل علي يحيى [ يعني ] ابن أبي كثير . حدثنا
عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبد الحميد ابن بكار قال كنت عند
سعيد بن عبد العزيز فجاءه رجل فقال يا أبا محمد متى ابان الرواح إلى الجمعة ؟
فقال له اتيت بيروت ؟ قال نعم ، قال فرأيت ابن عمرو ؟ قال نعم ، قال ، فقد كفاك
من كان قبله . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال سمعت أبي يقول : كفا نا
الأوزاعي من كان قبله . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا دحيم قال قال أبو مسهر لما
توفي مكحول جلسوا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان طويل السكوت فلما رأوا سكوته
جلسوا إلى سليمان بن موسى فلما توفي سليمان بن موسى جلسوا إلى العلاء ابن الحارث
فلما ولى ابن سراقة قال من فقيه الجند قالوا قيس الاعمى قال لقد ضاع جند فقيهها
قيس الاعمى قال فبعث إلى الأوزاعي فأقدمه من بيروت فكان يفتي بها يعني بدمشق .
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي ابن المديني : نظرت فإذا
الاسناد يدور على ستة ، الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وابو
إسحاق الهمداني والاعمش ، ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الشام إلى عبد الرحمن بن
عمرو الأوزاعي . كتب الأوزاعي في صلاح امور المسلمين إلى ولاة الامر
باب رسالة الأوزاعي إلى أبي عبيد الله وزير الخليفة في موعظة وسوال حاجة
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى أبي عبيد الله : اما بعد فاني اسأل الله عزوجل ان لا يسلب منك عقلا ولا دينا وان يجعل الغالب عليك قبل ان تبتلي ولا يجهلك عنه فتنة طمع ولا كثرة شغل وان يمن عليك بذكر قلة المتاع وتقريب حضور فراقه ثم يجعلك لحظك فيه مؤثرا وعلى سلبه منك مشفقا فانك المرء احب ان اتعاهده بذكر ما عسى الله ان يحدث به خيرا فاني ارجو أن يكون الغيب مني على النصح لك وحب العصمة في دينك وصرف السوء عنك فيه ان شاء الله ، وقد سألني ادريس الكتاب اليك فان قدرت له رحمك الله على لحق في سكان جبلة طلبت له واعنته بما عسى الله ان يجعل قضاء حاجته بما يتسبب منه واعنت عليه ثم يجزيك به خيرا ويجعله من النوافل المذخورة في الآخرة ان شاء الله فعلت والسلام عليك .
باب رسالة الأوزاعي إلى وزير الخليفة أبي عبيد الله في تنجز كتاب من الخليفة بتخلية محبوس
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى أبي عبيد الله : اما بعد قسم الله لك ولما أنت فيه عاصما من سخطه ونية تعمل عليها وتؤدي بها حق من يلزمك فيما وجدت السبيل إليه طلب الفرج عنه إذا استغاث بك وكنت رجاءه في نفسه باذن الله وانه لا يزال من اولئك متوسل بي اليك فلا آلوك فيه نصحا وعند العقاب ومعاينة الحساب لا تستكثر عملا ولا تستقل ذنبا فألهمك الله ذكره وطلب الوسيلة عنده . ثم ان يزيد ابن يحيى الخشني في حبس امير المؤمنين اصلحه الله وكان من اعوان ابن الازرق ولم يبلغني عنه سوء قرف به وقد طالت اقامته فيه فان رأيت رحمك الله ان يكون من المهدي كتاب إلى امير المؤمنين اصلحه الله فيه يذكر من امره ما نرجو تخلصه به مما هو فيه من ضرر الحبس فعلت . اعانك الله على الخير وجعله اغلب الامور عليك وآثرها عندك والسلام عليك ورحمة الله .
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني
أبي عن الأوزاعي انه كتب : اما بعد جعل الله الامير ممن الهمه الخير واستأنف به
عمره وجعل فيه قوته والي ثوابه منقلبه فان الامير اصلحه الله من المسلمين ومن
خليفتهم بالمكان الذي ليس به احد غيره وانه غاية عامة من ابتلي فوجد على الشخوص
إليه قوة ، للنظر في اموره والبلاغ منه حتى يفرج الله عنه بليته أو يتخذ منه عند
السؤال عذرا جعل الله الامير ممن يعضد ضعيف امته ويهتم بامر عوامهم ويرق على صاحب
البلية منهم بما عسى الله ان يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة إليه اجره ، وقد
كان اصلح الله الامير إسماعيل بن الارزق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه الا
عفافا وقصدا وقد كان من عقوبة امير المؤمنين اصلحه الله اياه في بشره وشعره ووضعه
في الحبس قبله ما قد علم الامير فلم يبلغنا ان ذلك كان عن خيانة ظهرت منه ولا وصف
بها الا ان يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل إذا ولي ئم عزل فبلى منه امانة حمد
وخلى سبيله أو حبس فاستعين به فان رأى الامير ان يهتم بأمره ويعرف حاله في العذر
ومبلغه من السن فيكلم امير المؤمنين في سراحه وتخلية سبيله فعل فان الامير من
يعرف امير المؤمنين نصحه وفضله إذا تدبر رأيه وهو من لا يخاف جبيهته ولا غلظته
وما أدى الامير إليه من حق رعيته فسيجده عند الثواب موفرا وجزائه به مضعفا ان شاء
الله . أسال الله ان يجزي الامير بأحسن سعيه ويبلغه في قوله وفعاله رضوانه
والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله .
رسالته إلى المهدي في شفاعة لقوم
أخبرنا العباس بن الوليد [ بن مزيد ] [ قراءة ] قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى المهدي : اما بعد هدي الله الامير فيما ابتلاه للتي هي اقوم ووقاه تبعته ولقاه حجته فان من نعمة الله عليه وحسن بلائه عنده ان جعله يعرف بالعفو وخفض الجناح وطلب التجاوز عن أصحاب الجرائم عند خليفتهم وحضور امور رعيته بما تطلع عليه انفسها وتنبسط في رجائها فيه قلوبها فبلغ الله الامير فوائد الزيادة في الخير وحسن المعونة على الشكر ، ثم انه كان من رأى امير المؤمنين في تلك العصابة الذين تسللوا من بعثهم ما قد بلغه من البعثة بهم إليه مشاة على اقدامهم من الشام مقرنين في السلاسل حتى قدموا منذ اعوام ثم وضعوا في ضيق من الحبس وجهد من الضرر ، وقد كان من رسول الله ﷺ في النفر الثلاثة الذين تخلفوا عنه غزوة تبوك ان اوقف امرهم ونهى الناس عن كلامهم حتى نزل فيهم حكم الله بالتوبة عليهم والمعاتبة لهم وان عمر بن الخطاب اغفل اعقاب بعثه [ عن ] الا بان الذي كان يعقبهم فيه فقفلوا بغير اذن فأرسل إليهم ان يجتمعوا له في دار فعرفهم ما صنعوا فاشرف عليهم وتواعدهم وعيدا شديدا ثم عفا عنهم والمؤمنين اصلح الله الا امير بعضهم من بعض وولاتهم يقتدي موفق آخرهم بصالح ما مضى عليه اولهم فان رأى الامير اذاقه الله عفوه في الآخرة بحبه التبريد عن رعيته وقصد العقوبة فيهم رجاء ان يطلب لهم من امير المؤمنين اصلحه الله عفوه والتجاوز عنهم فعل فانه منه بحيث يعرف قوله وعند تدبر الامور فضله جمع الله للامير الف رعيته ورزقهم رحمته والرأفة بهم وجعل ثواب منهم مغفرته والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله . رسالة الأوزاعي إلى المهدي ابن امير المؤمنين في شفاعة لأهل مكة في تقويتهم حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة [ عليه ] قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى المهدي : اما بعد فان الله عزوجل جعل رسول الله ﷺ لمن بعده من ولاة المؤمنين اماما وقدوة واسوة حسنة في رحمته بامته والرأفة عليهم وخفض جناحه لهم في عفوه عنهم
قال الله عزوجل في صفة رسوله ( بالمؤمنين رؤف رحيم ) فأسأل الله ان يعزم
لامير المؤمنين والامير على الصبر بالتشبه بنيه ﷺ والاعتصام بسنته ومنافسة
الاخبار اعمال البر ويجعل ثوابهما في يوم البعث الامن والافضاء إلى رضوان الله
عزوجل . وقد اصبح الامير حفظه الله من خليفة المسلمين بحال الامين المصدق ان شكا
لمن مسه الضر من امته لم يتهم نصحه ولم يجبه قوله وان دافع عنهم رهقا أو طلب لهم
عفوا اخذ بقلب الخليفة توفيقه واحدث له بما القى إليه من الفضل سرورا ان شاء الله
فجعل الله الامير لامتة امنة ومألفا ورضاهم به واخذ بافئدتهم إليه . ثم انه اتاني
من رجل من مقانع أهل مكة كتاب يذكر الذي هم فيه من غلاء اسعارهم وقلة ما بأيديهم
منذ حبس عنهم بحرهم واجدب برهم وهلكت مواشيهم هزلا فالحنطة فيهم مدان بدرهم
والذرة مدان ونصف بدرهم والزيت مد بدرهم ثم هو يزداد كل يوم غلاء وانه ان لم
يأتهم الله بفرج عاجلا لم يصل كتابي حتى يهلك عامتهم أو بعضهم جوعا وهم رعية امير
المؤمنين اصلحه الله والمسئول عنهم . وقد حدثني من سمع الزهري يقول ان عمر بن
الخطاب في عام الرمادة وكانت سنة شديدة ملحة من بعد ما اجتهد في امداد الاعراب
بالابل والقمح والزيت من الارياف كلها حتى بلحت مما اجهدها قام يدعو الله عزوجل
فقال اللهم اجعل ارزاقهم على رءوس الظراب فاستجاب الله عزوجل له وللمسلمين فأغاث
عباده فقال عمر والله لو أن الله عزوجل لم يفرجها ما تركت أهل بيت لهم سعة الا
ادخلت عليهم اعدادهم من الفقراء فانه لم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم
الواحد . فبلغنا انه حمل إلى عمر من مصر وحدها الف الف اردب . وبلغنا ان رسول
الله ﷺ قال : هل عسى احدكم ان تبيت فصاله رواء وجاره طاو إلى جنبه ؟ فان رأى
الامير اصلحه الله ان يلح على امير المؤمنين في اغاثة أهل مكة ومن حولهم من
المسلمين في بره وبحره بحمل الطعام والزيت إليهم قبل ان يبتلى بهلاك احد منهم
جوعا فعل . وقد حدثني داود بن علي ان عمر بن الخطاب
قال : لو هلكت شاة على شاطئ
الفرات ضياعا ظننت ان الله عزوجل سيسألني عنها . وانما الامر واحد وكل من العدل
في الحكم عليه يوم القيامة مشفق الا ان يعفو الله عزوجل ويرحم ، وهي امتكم واحق
من خلفتم فيها بالعفو والرأفة رسول الله ﷺ ، الحقكم الله به مصلحين واوردكم عليه
باحسان والسلام . كتب في خمس من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وخمسين ومائة . رسالة
الأوزاعي إلى امير المؤمنين شفاعة في زيادة ارزاق أهل الساحل حدثنا عبد الرحمن نا
العباس بن الوليد بن مزيد [ قراءة ] قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب : اما
بعد ولي الله لامير المؤمنين اموره بما ولى به امور من هدي واجتبى وجعله بهم
مقتديا فان امير المؤمنين اصلحه الله كتب الي ألا ادع اعلامه كلما فيه صلاح عامة
وخاصة فان الله عزوجل يأجر على من عمل به ويحسن عليه الثواب وانا اسأل الله عزوجل
ان يلهم امير المؤمنين من اعمال البر ما يبلغه به عفوه ورضوانه في دار الخلود .
وقد كان امير المؤمنين حفظه الله قصر بأهل الساحل على عشرة دنانير في كل عام سلفا
من عطياتهم وامير المؤمنين اصلحه الله ان نظر في ذلك عرف انه ليس في عشرة دنانير
لا مرئ ذي عيال عشرة أو أدنى من ذلك أو اكثر كفاف وان قوت عشرة وقتر على عياله ،
فرما جمع الرجل عشرته في غلاء السعر في شراء طعام لعياله ما يجد منه بدا ثم يدان
بعد ذلك في ادامهم وكسوتهم وما سوى ذلك من النفقة عليهم في عشرة لقابل ، ولوا جرى
عليهم امير المؤمنين اصلحه الله في اعطياتهم سلفا في كل عام خمة عشر دينارا ما
كان فيها عن مصلح ذى عيال فضل ولا قدر كفاف ،
واهل الساحل بمنزل عظيم غناؤه عن
المسلمين فانه لا يستمر لبعوث امير المؤمنين فصول إلى ثغوره ولا سياحة في بلاد
عدوهم حتى يكون من وراء بيضتهم واهل ذمتهم بسواحل الشام من يدفع عنهم عدوا ان هجم
عليهم وانهم إذا كان القيظ تناوبوا الحرس على ساحل البحر رجالا وركبانا وإذا كان
الشتاء قاسوا طول الليل وقره ووحشته حرسا في البروج والناس خلفهم في اجنادهم في
البيوت والادفاء فان رأى امير المؤمنين حفظه الله ان يأمر لهم في اعطياتهم قدر
الكفاف ويجريه عليهم في كل عام فعل وقد تصرمت ] السنة التي كانت تأتيهم فيها
عشراتهم ودخلوا في غيرها حتى اشتدت حاجتهم وظهر عليهم ضرها وهم رعية امير
المؤمنين والمسئول عنهم فانه راع وكل راع مسئول عن رعيته . وقد بلغنا ان رسول
الله ﷺ قال انه لحبيب إلى ان افارق الدنيا وليس منكم احد يطلبني بمظلمة في نفسه
ولا ماله . اتم الله على الامير نعمته وأحسن بلاءه في رعيته . وقد قدم علينا رسول
امير المؤمنين اصلحه الله بالعطية من النفقة والكسوة التي امر امير المؤمنين
عافاه الله بقسمها في أهل الساحل فقسمناها فيهم من دينار لكل رجل ودينارين وقل
المال عن اليتامى والارامل فلم يقسم فيهم منه شئ ولليتامى والارامل و [ هم من ]
المساكين في الوجوه الثلاثة في كتاب الله عزوجل من الصدقات ومن خمس المغانم وما
افاء الله علي رسوله والمؤمنين من أهل القرى فان رأى امير المؤمنين اصلحه الله ان
يبعث بما يقسم فيهم فعل ، جعل الله امير لمؤمنين برسوله ﷺ متشبها في رأفته ورحمته
بالمؤمنين واتم عليه نعمته ومعافاته والسلام عليك ورحمة الله . رسالة الأوزاعي
إلى عبد الله بن محمد امير المؤمنين يعظه ويحثه على ما حل باهل قاليقلا وطلب
الفداء حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن
الأوزاعي انه كتب إلى عبد الله بن محمد امير المؤمنين : أما بعد فان الله عزوجل
انما استرعاه امر هذه الامة ليكون فيها بالقسط قائما وبنبيه ﷺ في حفض الجناح لهم
متشبها وباعماله التي مع قرابته فانه من القدوة في اعمال رسول الله ﷺ اسوة حسنة
وبلغنا ان رسول الله ﷺ قال في اليوم الذي قبضه الله عزوجل فيه : يا فاطمة بنت
رسول الله ويا صفية عمة رسول الله اعملا لما عند الله عزوجل فاني لا املك لكما من
الله شيئا . وبلغنا انه امر قريشا ان تجتمع فلما اجتمعت قال لهم : الا ان اوليائي
المتقون فمن اتقى فهو اولى بي منكم وان كنتم اقرب منه رحما . نسأل الله ان يسكن
دهماء هذه الامة على امير المؤمنين ويصلح به امورها ويرزقه رحمها والرافة بها فان
سياحة المشركين كانت عام اول في دار الإسلام وموطا حريمهم واستنزالهم نساء
المسلمين وذراريهم من معاقلهم بقاليقلا لا يلقاهم من المسلمين لهم ناصر ولا عنهم
مدافع كان بما قدمت ايدي الناس وما يعفو الله عنه اكثر [ فان ] بخطاياهم سبين
وبذنوبهم استخرجت العواتق من خدورهن يكشف المشركون عوراتهن ولائد تحت ايدي
الكوافر يمتهنونهن حواسر عن سوقهم واقدامهن ويردون ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد
الايمان مقيمات في خشوع الحزن وضرر البكاء فهن بمرأى من الله عزوجل ومسمع وبحيث
ينظر الله من الناس إلى اعراضهم عنهن ورفضهم اياهن في ايدي عدوهم والله عزوجل
يقول من بعد اخذه الميثاق من بني اسراءيل ان اخراجهم فريقا منهم من ديارهم كفر
ومفاداتهم اساراهم ايمان ثم أتبع اختلافهم وعيد منه شديد - لا يهتم بأمرهن جماعة
ولا يقوم فيهن خاصة فيذكروا بهن جماعتهم فليستعن بالله امير المؤمنين وليتحنن على
ضفعاء امته وليتخذ إلى الله فيهن سبيلا وليحرج من حجة الله عليه فيهن بان يكون
اعظم همه وآثر امور امته عنده مفاداتهن فان الله عزوجل حض رسول الله ﷺ والمؤمنين
على من اسلم من الضعفاء في دار الشرك
فقال ( مالكم لا تقاتلون في سبيل الله
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) إلى قوله ( نصيرا ) هذا ولم يكن على
المسلمين لوم فيهن فكيف بالتخلية بين المشركين وبين المؤمنات يظهر منهن لهم ما
كان يحرم علينا الا بنكاح . وقد حدثني الزهري انه كان في كتاب رسول الله ﷺ الذي
كتب به بين المهاجرين والانصار ان لا يتركوا مفرحا ان يعينوه في فداء أو عقل ،
ولا نعلم انه كان لهم يومئذ فئ موقوف ولا أهل ذمة يؤدون إليهم خراجا الا خاصة
اموالهم ، ووصية رسول الله ﷺ [ المسلمين بالنساء في حجة الوداع وقوله انما اوصيكم
بالضعيفين المرأة والصبي ، ومن رأفة رسول الله ﷺ ] كانت بهن قوله: اني لاقوم في
الصلاة اريد أن اطول فيها فاسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهة ان اشق على امه
. فبكاؤها عليه من صبغة الكفر اعظم من بكائه بعض ساعة وهي في الصلاة ، وليعلم
امير المؤمنين انه راع وان الله مستوف منه وموفيه حين يوقف به على موازين القسط
يوم القيامة . أسأل الله ان يلقي أمير المؤمنين حجته وبحسن به الخلافة لرسوله في
امته ويؤتيه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك .
رسالة الأوزاعي إلى سليمان بن مجالد في التعطف بالمكتوب [ عند الخليفة ] في التماس الفداء لأهل قاليقلا
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى سليمان بن مجالد : أما بعد فانا وان لم يكن جمعنا واياك تلاق ولا بدء كتاب كنا على تواصل منه لم يبطئ منا عنك ما يجد المسلم من البشر لاخوانه وان كانت الآفاق بهم مفترقة فان الالفة بحمد الله جامعة وروح الله يجري بين عباده فنسأل الله ان يجعلك وايانا من نعمته في ذات بيننا على توفيق يدخلنا به برحمته في عباده الصالحين . [ ثم ] انه ينبغي لمن نعشه الله من الجهل وافضل عليه بمعرفة ما نفع من الامور وما ضر منها ان يتوقى اهمال نفسه ورفض السعي بالنصيحة لله عزوجل في عباده . وانك من الحق بسبب معرفة به وبنعمة من حجة الله عندك وبمكان ممن إليه جماع امر امة محمد ﷺ فلا تدافع ما أنت مسئول عنه ان رأيت ان دونه قرابة أو لطف بطانة إذا كان بموقع من الحجاب عنه موضوع وممن ان قال لم يتهم وان خولف لم يستغش فان عذر عليه امر في موطن ادرك غيره في سواه .
رسالة الأوزاعي إلى سليمان بن مجالد في التعطف بالمكتوب [ عند الخليفة ] في التماس الفداء لأهل قاليقلا
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى سليمان بن مجالد : أما بعد فانا وان لم يكن جمعنا واياك تلاق ولا بدء كتاب كنا على تواصل منه لم يبطئ منا عنك ما يجد المسلم من البشر لاخوانه وان كانت الآفاق بهم مفترقة فان الالفة بحمد الله جامعة وروح الله يجري بين عباده فنسأل الله ان يجعلك وايانا من نعمته في ذات بيننا على توفيق يدخلنا به برحمته في عباده الصالحين . [ ثم ] انه ينبغي لمن نعشه الله من الجهل وافضل عليه بمعرفة ما نفع من الامور وما ضر منها ان يتوقى اهمال نفسه ورفض السعي بالنصيحة لله عزوجل في عباده . وانك من الحق بسبب معرفة به وبنعمة من حجة الله عندك وبمكان ممن إليه جماع امر امة محمد ﷺ فلا تدافع ما أنت مسئول عنه ان رأيت ان دونه قرابة أو لطف بطانة إذا كان بموقع من الحجاب عنه موضوع وممن ان قال لم يتهم وان خولف لم يستغش فان عذر عليه امر في موطن ادرك غيره في سواه .
وقد رأيت ان اكتب اليك في امر رأيتك له
موضعا وارجو أن تكون بما عليك فيه من الحق عالما ان شاء الله ، ان ترك لن يؤمن
سوء تبعته وتعجيل الغير الا ان يعفو الله ويلهم المخرج والتوبة إليه وذلك فيما
اصاب المشركون من عذاري المسلمين ونسائهم بقاليقلا وترك مفاداتهم فان بكاءهم إلى
الله عزوجل بمرأى واصواتهم [ منه ] بمسمع حين يكشف المشركون عوارتهن وحين ينظرن
من اولادهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان ، فالله الله فيهن فانك من امرهن بسقب
وبحيث ان قلت فيهن بخير سمع منك أو كان معذرة إلى الله عزوجل فأد رحمك الله حصتك
فيهن إلى الله وحصص من لا يستطيع ان يقع موقعك من ولي امورهم واشتر نفسك بذلك من
الله وبمالك فانك تقرض كريما شاكرا عسى الله ان مس عباده بعقاب نجاك منه أو برحمة
يخصك بها وقد كتبت إلى امير المؤمنين فيهن بكتاب بعثت به اليك لتدفعه إليه ولكن
بما احببت من تقديم القول فيهن سببا اسأل الله ان يجعلك فيما يحب ان يقيم به في
عباده معاونا وبالحق فيه قائما وان يؤتيك عليه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك
ورحمة الله .
رساله الأوزاعي إلى عيسى بن علي في جواب من دفع عن نفسه تنبيه الخليفة في امر قاليقلا
واستدعاء تذكير الأوزاعي للخليفة . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى عيسى بن علي : اما بعد فان سياحتكم في سبيل الله كان امر هدى وقربة فنسأل الله ان يجعلها غزوة يقطع بها ما كانت فيه هذه الامة من جهد حدثها ثم لا يعيدها فيه وان يستقبل به التوبة عليهم والعفو عنهم وحسن الخلافة لنبيه ﷺ فيهم انه رءوف رحيم ونسأله ان يتم لك اجرها وتفضيل النفقة فيها . وقد بلغني كتابك جواب ما كنت كتبت به اليك في أهل قاليقلا تذكر أنه اضر بهم انك لم تر احدا به طرق يقوم بذلك ولا يذكر به وتأمرني بمحادثتك فيهم ان قضا الله لك من غزاتك ايابا ، وصدقت رحمك الله فيما ذكرت فكم من موسوم يرى ان عنده خيرا من أهل الآفاق يقدم على خليفة وآخر مقيم عنده وفي صحابته ليس عنده فضل عن مسألته لنفسه فيذكر بحق ضعيف بعيد الشقة أو مستحوذ عليه في دار الشرك . فانه قد كان حين تغيرت حال الناس وفيهم بقية يذكرون فيبلغ عنهم ويقولون فيسمع منهم ثم صرت في دولة زمان امر العامة فيه على جفاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وحال الخاصة على امور متفرفة وعصمة رأي كل فرقة في الفتها معرفة محبتها الا قليلا فكن رحمك الله للضعفاء بحقوقهم قائما وبأمر سبايا المؤمنات [ وولدانهن ] مهتما ومن الوجد عليهن من ذل الكفر وتكشف عوراتهن ورد ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان معنيا وبالسعي بالنصيحة لمن لا ولي له ولا مذكر به الا الله عاملا عسى الله ان يجعلك له في الارض شاهدا وله فيما يحب ان يعمل به مواليا جعلك الله ممن اختصه برحمته فسارع إلى مغفرته وآب إلى رضوانه والسلام عليك
رسالة الأوزاعي إلى أبي بلج في موعظة الوالي في حسن السيرة في الرعية والمعدلة بأهل الذمة
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد [ قراءة ] قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى أبي بلج : اما بعد صرف الله عنا وعنك الميل عن الحق [ من بعد المعرفة ] ، والجهل عما نفع ، واتباع الهوى بغير هدى منه فان أبا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما احببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فان عارف الحق كعامله وقد تقدمك امران اما احدهما فالكتاب له مصدق والسنة عليه شاهدة والنصر به مؤيد وامر الناس عليه جامع واما الآخر فالتجوز على الالفة إلى غل لا مودة فيه والى طمع لا امانة فيه والى بيع حكم لا عمل فيه حتى وهنت القوة وظهر في الإسلام فساده . وقد رأيت كتبا ظهرت فيما عندكم ومقالة سوء بعقوبة فرط وصحبة غليظة للمسلمين وقد اوصى رسول الله ﷺ بخفض الجناح لهم وبالرأفة بهم والمعدلة بينهم يعفي عن مسيئهم فيما يجمل العفو فيه ويعاقب المذنب على قدر ذنبه لا يتقحم بالعقوبة وجهه فانه بلغنا ان صكة الوجه يوم القيامة لا تغفر فكيف من الموت اجمل من عقوبته لا يثنى إلى حدود الله عطفه ولا يقف في سيرته على امره يريه جهله انه في الامور مخير وان غيه رشد فهو لحرم الله عند غضبه ملغي وبالعداة في دين الله وعلى عباده يسفه فانكم جعلتم امانتكم من أهل ذمتكم مأكلا وبين اهوائكم حتى هلكت الاموال وعلقت الرجال مع المثلة في اللحى وتقطيع الابشار ورسول الله ﷺ يقول فيما بلغنا : من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فانا حجيجه . فأعظم بندامة من رسول الله ﷺ عن قليل حجيجه . لقد احدثت تلك الاعمال فيما بلغني من المسلمين ضغائن ولبعض ذوي النهي في جهاده معكم ريا بما تأتينا بذلك كتبهم يسألون عنه أسأل الله ان يثني بنا وبكم إلى امره ويتغمد ما سلف منا ومنكم بعفوه وذكرت ان اكتب إلى صاحبك فانه يتجمل بالكتاب إليه ويستمع مني ولعل الله عزوجل ان ينفع وقد كتبت إليه بما لم آله نصحا . وقد بلغني ان عمر بن عبد العزيز اتاه اخ له من الانصار قال له ان شئت كلمتك وأنت عمر بن عبد العزيز فيما تكره اليوم وتحب غدا وان شئت كلمتك اليوم وأنت امير المؤمنين فيما تحب اليوم وتكره غدا ، فقال عمر بل كلمني اليوم وانا عمر بن عبد العزيز فيما اكره اليوم واحب غدا . جعل الله في طاعته الفتنا وفيما يحب تقلبنا ومثوانا آمين والسلام .
باب ما ذكر من آداب الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد [ بن مزيد ] قال سمعت أبي يقول : عجزت الملوك عما ادب الأوزاعي به نفسه .
باب ما ذكر من وفاة الأوزاعي واجتماع الناس لجنازته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عقبة - يعني ابن علقمة - قال كان سبب موت الأوزاعي انه اختضب بعد انصرافه من صلاة الصبح ودخل في حمام له في منزله وادخلت معه امرأته كانونا فيه فحم لئلا يصيبه البرد وغلقت الباب من برا فلما هاج الفحم صفرت نفسه وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه فالقى نفسه فوجدناه متوسدا ذراعه إلى القبلة . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد [ بن مزيد ] قال حدثني سالم بن المنذر قال لما سمعت الصيحة بوفاة الأوزاعي خرجت واول من رأيت نصراني قد ذر على رأسه الرماد فلم يزل المسلمون أهل بيروت يعرفون ذلك له وخرجت في جنازته اربع امم ليس منها واحدة مع صاحبتها وخرجنا يحمله المسلمون وخرجت اليهود في ناحية والنصارى في ناحية والقبط في ناحية .
باب ما ذكر في إمامة الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : كان الأوزاعي اماما في السنة . حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم ابن عمر بن أبي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان الأوزاعي امام - قال أبو محمد يعني امام زمانه . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : الأئمة في الحديث اربعة ، الأوزاعي ومالك وسفيان وحماد بن زيد . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أحمد بن حنبل دخل سفيان والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك : احدهما اكثر علما من صاحبه ولا يصلح للامامة ، والآخر يصلح للامامة . قال أبو محمد يعني الأوزاعي . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا مسدد نا عبد الله ابن داود عن الهيثم - يعني العجلي - عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي : إذا مات سفيان وابن عون استوى الناس - قلت في نفسي : وأنت الثالث - يعني الأوزاعي قال أبو محمد يعني ان الأوزاعي قرين الثوري وابن عون .
باب ما ذكر من سرعة رجوع الأوزاعي إلى الحق إذا سمعه
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي و [ عقبة بن ] علقمة يذكران قالا : ما رأينا احدا اسرع رجوعا إلى الحق إذا سمعه من الأوزاعي .
باب ما ذكر من اتقان الأوزاعي وحفظه وتثبته في الحديث
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب قال قال عمرو بن [ علي ] : الأوزاعي ثبت لما سمع . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قلت لآبي : كان الأوزاعي يحفظ القرآن ؟ قال : ثكلتك امك ، واي شئ كان لا يحفظ الأوزاعي ؟
باب ما ذكر من علم الأوزاعي بناقلة الآثار ورواة الاخبار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يعقوب الدمشقي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول : ما اصيب أهل دمشق باعظم من مصيبتهم ( 82 م ) بإبراهيم بن جدار العذري وبابي يزيد الغوثي وبالمطعم بن المقدام الصنعاني . قال أبو محمد فقد بان بأن الأوزاعي [ رضيهم إذ وصف من امرهم ما ذكرنا . نا أبي نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد ابن السمط قال كان الأوزاعي يقول : ما احد أعلم بالزهري من قرة ابن عبد من بن حيوءيل . قال أبو محمد : لم يكن الأوزاعي ] وقف على كتابة معمر عن الزهري فانه اكثرهم رواية عنه ولا وقف على كتابة عقيل ويونس وانما شاهد من قرة ما كان يورده عليه فتصور صورته عنده انه أعلمهم بالزهري ، ويحتمل انه [ عني انه ] كان عالما باخلاق الزهري ولم يرد أنه كان عالما بحديث الزهري والله أعلم . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل نا ايوب ابن تميم القاري عن الأوزاعي انه كان إذا حدث عن إسماعيل بن عبيد الله قال : وكان مأمونا على ما حدث . حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى نا أبو موسى الانصاري - يعني الخطمي - نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يفضل محمد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهري .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضى الله عنه قال نا أحمد
بن أبي الحواري قال سمعت أبا مسهر قال قال الأوزاعي : عليكم بكتب الوليد بن مزيد
فانها صحيحة . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد [ قال قال لي يوسف
ابن السفر سمعت الأوزاعي يقول : ما عرض علي كتاب اصح من كتب الوليد بن مزيد . نا
العباس بن الوليد ] قال سمعت صالح بن زيد شيخ لنا قال قلت للوليد بن مسلم إلى من
اختلف ؟ فقال : عليك بالوليد بن مريد فاني سمعت الأوزاعي يقول : كتب الوليد بن
مزيد صحيحة . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا محمد بن
عباد قال سمعت محمد بن يوسف قال سمعت الأوزاعي وسأله رجل ايهما احب اليك سليمان
الخواص أو إبراهيم بن ادهم ؟ فقال : إبراهيم احب الي لان إبراهيم يختلط بالناس
وينبسط إليهم . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الايلي نا خالد -
يعني ابن نزار - قال سألني الأوزاعي فقال لي أنت من أهل أيلة أين أنت عن أبي يزيد
- يعني يونس بن يزيد الايلي - وحضني عليه .
باب ما ذكر من فضل الأوزاعي ونصحه للإسلام واهله
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال [ حدثني عقبة ابن علقمة حدثني موسى بن يسار وكان صحب مكحولا اربع عشرة سنة يقول ] ما رأيت احدا ابصر ولا انفي للغل عن الإسلام أو السنة من الأوزاعي . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا ابن أبي الحواري ومحمود بن خالد قالا نا أبو اسامة حماد بن اسامة قال رأيت الأوزاعي وسفيان الثوري يطوفان بالبيت فلو قيل لي اختر أحد الرجلين للامة لاخترت الأوزاعي لأنه كان احلم الرجلين . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد سمعت أبي يقول كان الأوزاعي إذا اخذ في واحدة من ثلاث لم يجب سائلا ولم يقطعه حتى يبلغ فيه إذا ذكر المعاد وإذا ذكر القدر - قال أبو الفضل ونسيت الثالثة . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني محمد بن هلال نا ابن أبي العشرين - يعني عبد الحميد بن حبيب - قال لما سوينا علي الأوزاعي تراب قبره قام والى الساحل عند رأسه فقال : رحمك الله أبا عمرو فو الله لقد كنت لك اشد تقية [ من الذي ولاني ] فمن ظلم بعدك فليصبر .
=====باب ما ذكر من جلالة الأوزاعي وتعظيم العلماء له حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت قبيصة يقول : كان سفيان يعني الثوري إذا جاءه كتاب نظر في عنوانه ثم يدسه تحت البوري فإذا جاء كتاب الأوزاعي فكه وقرأه من ساعته . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول : ما رأيت سفيان يقرأ كتاب احد ممن يدفع إليه يضعه ساعة الا كتاب الأوزاعي وورقاء فانه ورد عليه كتاب الأوزاعي فقرا ثم تبسم فقال سألني النقلة ، سألني النقلة . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثني عمر بن عثمان بن عاصم قال حدثني أبي قال رأيت سفيان الثوري بمكة آخذا بزمام ناقة الأوزاعي وهو يقول : كفوا عنا يا معشر الشباب حتى نسلل الشيخ . حدثنا عبد الرحمن نا سعيد بن سعد البخاري نا عثمان بن عاصم اخو علي بن عاصم قال رأيت شيخا بين الصفا والمروة على ناقة وشيخا يوقده واجتمع أصحاب الحديث عليه فجعل الشيخ الذي يقود الشيخ يقول : يا معشر الشباب كفوا حتى نسل الشيخ . فقلت من هذا الراكب ؟ قالوا : هذا الأوزاعي ، قلت : فمن هذا الذي يقوده ؟ قالوا : سفيان الثوري . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال ذكر لي رجل من ولد الاحنف بن قيس قال بلغني ان سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوي قال فحل سفيان رأس البعير من القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال : الطريق للشيخ . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا توبة يعني - الربيع بن نافع - يقول قال سلمة بن كلثوم : جاء سفيان الثوري فدخل على الأوزاعي فجلسا من الاولى إلى العصر قد اطرق كل واحد منهما توقيرا لصاحبه .
ما ذكر من مناقب الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا
العباس بن الوليد [ املاء ] حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي حدثني محمد بن عبد
الرحمن الأوزاعي - قال أبو الفضل وقد ادركت محمد بن الأوزاعي هذا وما يشك أهل
زمانه انه كان من الابدال - قال قال لي أبي : اني اريد أن احدثك حديثا اسرك به ،
ولا افعل حتى تعطيني موثقا انك لا تحدث به ما كنت حيا ، قال قلت افعل يا ابة ،
قال اني رأيت كأني وقف بي على باب من أبواب الجنة وإذا احد مصراعي الباب قد زال
عن موضعه وإذا برسول الله ﷺ ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يعالجون رده فردوه
ثم تركوه فزال ثم اعادوا ثم ثبت في موضعه [ فزال ] فقال لي رسول الله ﷺ يا عبد
الرحمن الا تمسك معنا ؟ قال فأمسكت معهم فثبت . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد
الرحيم ابن البرقي المصري نا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الوليد بن مسلم يحدث قال
رأيت النبي ﷺ في المنام فسلمت عليه وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي ﷺ وإذا الشيخ قد
اقبل على النبي ﷺ يحدثه والنبي ﷺ مقبل على الشيخ يسمع حديثه فسلمت على النبي ﷺ
فرد علي السلام ثم جلست إلى بعض جلسائه فقلت من الشيخ الذي قد اقبل عليه النبي ﷺ
وهو يسمع حديثه ؟ قال وما تعرف هذا ؟ قلت لا ، قال هذا عبد الرحمن بن عمرو ، قلت
انه لذو منزلة من رسول الله ﷺ ، قال اجل ، ثم حانت مني التفاتة فإذا انا
بالأوزاعي قائم في مصلى النبي ﷺ . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا عقبة
قال : آخر ما سمعت من الأوزاعي انا جلسنا إليه ليلة هلك فيها من الغداذ اذن
المؤذن وكان مؤذنا حسن الصوت فقال ما أحسن صوته لقد بلغني ان داود عليه السلام
كان إذا اخذ في بعض مزاميره عكفت الوحوش والطير حوله حتى تموت عطشا وان كانت
الأنهار لتقف ، ثم وجم ساعة ثم قال : كل امر لا يذكر فيه المعاد لا خير فيه .
واقيمت الصلاة فكان آخر العهد به . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد
البيروتي قال سمعت إبراهيم بن ايوب يقول أقبل الأوزاعي من دمشق يريد الساحل أو
أقبل من الساحل يريد دمشق فنزل بأخ له في القرية التي نشأ فيها وهي الكرك فقدم
الرجل عشاءه فلما وضع المائدة بين يديه ومد الأوزاعي يده ليتناول منه قال الرجل
كل يا أبا عمرو واعذرنا فانك اتيتنا في وقت ضيق ، فرد يده في كمه واقبل عليه
الرجل يسأله ان يأكل من طعامه فأبى فلما طال على الرجل رفع المائدة وبات فلما
اصبح غدا وتبعه الرجل فقال يا أبا عمرو ما حملك على ما صنعت ؟ والله ما افدت بعدك
مالا وما هو الا المال الذي تعرف ، فلما اكثر عليه قال : ما كنت لاصيب طعاما قل
شكر الله عليه أو كفرت نعمة الله عنده . وكان تلك الليلة صائما [ قال أبو محمد ]
يعني فلم يفطر . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال قبيصة قال رجل لسفيان
يا أبا عبد الله رأيت كأن ريحانة قلعت من الشام - اراه قال - فذهب بها في السماء
، قال سفيان : ان صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي ، قال فجاءه نعي الأوزاعي في ذلك
اليوم سواء .
باب ما ذكر من كرم الأوزاعي وطهارة خلقه
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد حدثني عبد الغفار بن عفان قال نزل الأوزاعي بالقاع باهل بيت من أهل الذمة فرفقوا به فخدموه فقال لرجل منهم ألك حاجة ؟ قال فشكا إليه ما الزم من الخراج فكتب له إلى عامل الخراج وهو ابن الازرق وكان غلاما لآبي جعفر على الخراج قال فلما دفعت إليه وضعه على عينيه فقال : حاجتك ؟ فذكرها فقضاها له فلما انصرف ذكر لامرأته فقالت ويحك أهد له هدية ، وكان صاحب نحل فملا قمقما له [ من ] نحاس شهدا واقبل به إلى الأوزاعي فلما رآه الأوزاعي قال ألك حاجة ؟ قال فأمر بقبضة وسأله عن خراجه فأخبره انه قد بقى عليه ثمانية دنانير [ قال ] فتجدها ؟ قال قد عسرت علي في ايامي هذه ، قال فدخل الأوزاعي منزله واخرج إليه الدنانير فقال اذهب حتى تؤديها عنك ، فأبى ، قال : فخذ مك قال : فخذ قمقمك ، قال يا أبا عمرو وأي شئ ذاك ؟ انما ذاك من نحلي ، قال : أنت أعلم ، ان شئت قبلنا منك وقبلت منا والا رددنا عليك كما رددت علينا ، قال فأخذ النصراني الدنانير وأخذ الأوزاعي القمقم . ما ذكر من قول الأوزاعي بالحق عند السلطان وتركه تهيبهم في حين كلامه بالحق حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت امي تقول لما قدم عبد الله بن علي بن العباس الشام كتب إلى الأوزاعي أن القني فلقيه بالناعورة قال فلما دخلت عليه قال يا عبد الرحمن أما ترى مخرجنا هذا هجرة ؟ قال بلغني ان رسول الله ﷺ قال : من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو إلى الله ورسوله فهجرته إلى ما هاجر إليه ، قال فما تقول في اموال بني امية ؟ قال قلت ان كانوا اخذوها حرام فهي عليهم حرام ابدا وعلى من اخذها منهم وان كانوا اخذوها حلالا فهي حرام على من اخذها منهم ، قال فما تقول في دمائهم ؟ قال قلت حارث ، خاب الذي ليس له صاحب ، قال قلت حدثني اخوك داود بن علي ان رسول الله ﷺ
قال : لا يحل دم امرئ مسلم الا بواحدة من ثلاث ، الدم بالدم والثيب الزاني
والمرتد عن الإسلام . قال انك لتقول هذا ؟ قال قلت : رسول الله ﷺ قاله ، قال أبو
الفضل فأخبرني اخ لنا عن بعض أصحاب الأوزاعي عن الأوزاعي : قال فما تعلم ان
الخلافة وصية من رسول الله ﷺ قال قلت : فلما حكم علي الحكمين ؟ قالت امي قال
الأوزاعي ثم دخل علي عبد الله بعض تخليطه ذاك فانسللت منه فما حبسني دون جبل
الجليل فنزلت برجل من بني سلمان فما سررت بضيافة احد كما سررت بضيافة هذا الرجل
واراني في هري له [ فيه ] عدس فكانت خادمه تجئ في كل يوم فتأخذ من ذلك العدس
فتطبخ لنا منه . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن هارون أبو جعفر المعروف بأبي نشيط
البغدادي قال سمعت الفريابي يقول سمعت الأوزاعي يقول : ادخلت على عبد الله بن علي
وأصحاب الخشب وقوف فأجلست على كرسي فقال لي ما تقول في دماء بني امية ؟ قال اخذت
في حديث غيره فقال لي ارجع ويلك ، ما تقول في دمائهم ؟ قال قلت ، ما تحل لك ، قال
لم ؟ ويك ، قال قلت لان رسول الله ﷺ بعث محمد ابن مسلمة وأمره ان يقاتل الناس حتى
يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على
الله ، فقال ويلك أليست لنا الخلافة وراثة من رسول الله ﷺ فاتل عليها علي بن أبي
طالب بصفين ؟ قال فلت : لو كانت الخلافة من رسول الله ﷺ إذا ما رضى علي بالحكمين
، فقال لي اخرج ويلك - فما ظننت اني احمل الا ميتا . حدثنا عبد الرحمن [ نا أبي ]
نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان بن محمد عن الأوزاعي قال سألني عبد الله
بن علي - قال ودخلت اتخطى القتلى - : ما تقول في مخرجنا هذا ؟ قال قلت حدثنا
اصلحك الله يحيى بن سعيد نا محمد بن إبراهيم التيمي نا علقمة بن وقاص الليثي قال
سمعت عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله ﷺ يقول انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما
نوى فمن كانت هجرته إلى الله و [ إلى ] رسوله فهجرته إلى الله و [ إلى ] رسوله
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري نا الفريابي عن الأوزاعي قال قال
[ لي ] عبد الله بن علي : أليس الخلافة وصية لنا من رسول الله ﷺ قاتل علي كرم
الله وجهه عليها بصفين ؟ قال قلت لو كانت وصية من رسول الله ما حكم علي الحكمين ،
قال سألني والمسودة قيام على رؤوسنا بالكافر كوبات . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن
مسلم قال قال الفريابي عن سفيان قال دخلت على أبي جعفر - فذكرته لآبي نعيم فقال
هذا وهم انما دخل سفيان على المهدي وظننت ان الفريابي غلط ما بين هذه الحكاية
وحكاية الأوزاعي في دخوله على أبي جعفر وكان الأوزاعي دخل على أبي جعفر فقال
الأوزاعي دخلت عليه فرأيت الرجال وقوفا بين يديه بالسوف فلما رأيت ذلك لم اشك الا
وانا مقتول قال لي ما تقول في دماء بني امية ؟ قلت هي حرام قال رسول الله ﷺ امرت
ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم
واموالهم وحسابهم على الله ، قال ويلك اليس الخلافة وراثة لنا من رسول الله ﷺ ؟
قلت لو كانت وراثة لكم ما حكم علي الحكمين ، قال ثم قال لي قم - فخرجت . حدثنا
عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني ابن اخي امرأة
الأوزاعي قال لما قدم أبو جعفر امير المؤمنين الشام يريد بيت المقدس كتب إلى
الأوزاعي يقاه بدمشق فلما نزل أبو جعفر دمشق استبطأه وقدم الأوزاعي إلى دمشق فترك
اتيان أبي جعفر واتى ابنه المهدي فسم عليه وهنأه بما اسند إليه ودعا له وحدثه
بالحديث عن رسول الله ﷺ : انكم ستجندون اجنادا وتفتح لكم مدائن وحصون فمن ادرك
ذلك فاستطاع ان يحبس نفسه في حصن من تلك الحصون فليفعل - وقد حبست نفسي في بعضها
ورجوت ان يدركني اجلي فيها وقد كتب إلى امير المؤمنين القاه [ ولست ادري كيف يكون
التخلص منه ان لقيته ولكني رأيت في لقائك خلفا من لقائه ] وفي اذنك خلفا من اذنه
، قال وترى ذلك ؟ قال نعم . قال فامر له بجائزة . قال فبينا هو عنده ذات يوم إذ
خرجت عليهم جارية فقالت يا سيدي من هذا الشيخ ؟ قال هذا الأوزاعي ، قالت فان
سيدتي تريد أن تسأله عن مسالة قال فقال لها فلتسأل عما بدا لها قال فقالت انها
كانت في ارضها إذ هجمت عليهم خيل العرب فالتجاؤا إلى غار ومعها بني لها وضعت يدها
على فمه بخافة ان يصيح فيدل عليهم فما رفعت يدها عن فيه الا وهو ميت فهل عليها
فيه شئ ؟ وهل لها كفارة لما صنعت ؟ فقال الأوزاعي أكان هذا منها قبل الإسلام أو
بعده ؟
قالت قبل الإسلام ، قال فان الإسلام قد هدم ما كان قبله وأحب ان تعتق رقبة
. قال فسألت عن ولده فأخبرت بان للأوزاعي ثلاث بنات قال فأخرجت إليه ثلاث درات
هدية لهن فلما قدم عليهن قال لهن ان هؤلاء الدرات اهدين لكن ولا يصلحن الا مع
شبههن من الحلي ولكن رأيت رأيا إن احببتن فعلته ، قال قلن وما هو ؟ قال نبيعهن
ونتجر باثمانهن حتى لعل الله ان ينفعكن وايانا به ، قلن : نعم ، فبعث بهن الى
دمشق فبعن بثمانين ومائتي دينار وكان مدخل الشتاء قال فامر الذي باعهن ان يشتري
له قطيفا وانجبانيات ] وبعث بهن إليه . قال أبو الفضل فأخبرني هذا الرجل انه حدثه
بعض اشياخ المدينة يعني بيروت انه صار إليه انبجانيتان منها ، وفقده أبو جعفر
فقال لعبد الوهاب بن إبراهيم الهاشمي عامله على دمشق والمهدي عنده : ألم اوجه
اليك كتابي إلى عبد الرحمن ؟ قال بلى يا امير المؤمنين وانفذته ، قال يقول المهدي
قد والله يا امير المؤمنين جاءني فسلم علي وهنأني بما اسند إلى امير المؤمنين من
الخلافة ودعا لي دعاء وقع برده على قلبي ، وأخبره بما حدثه به انه استأذنني في
الرجوع إلى مكتبة واعلمني ان في اذني له خلفا من اذنك فقال أبو جعفر للمهدي
فعلتها يا أبا عبد الله ؟ قال قد كان ذا ، قال : ارحلوا . حدثنا عبد الرحمن نا
علي بن الحسن الهسنجانى نا أحمد - يعني ابن صالح - قال سمعت ابن أبي ذئب يحدث
سفيان الثوري بدخوله على أبي جعفر وكلامه له فذكر قصة لا احفظها كما احب قال ابن
أبي ذئب فقلت له أخبرني انصح لك من المهدي ، فقال باي شئ حل لك ان تقول : المهدي
؟ قال ابن أبي ذئب : كلنا قد هداه الله .
باب ما ذكر من فصاحة الأوزاعي وحسن عبارته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول قال أبو جعفر - يعني امير المؤمنين - لسليمان بن مجالد وكان كاتبه : ويحك رد على الأوزاعي جواب كتبه [ على مالا نعرفه ] ، قال لا والله يا امير المؤمنين ما أحسن ارد عليه ولكنا نرد عليه ما نحسن ونستعين بكتبه على مالا نعرفها . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا دحيم قال سمعت أبا مسهر قال قال الأوزاعي : لا تغير من كلامي شيئا غير اللحن .
=====باب ما ذكر من تواضع الأوزاعي=====حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو عمير بن النحاس قال قال ضمرة صليت إلى جانب الأوزاعي بمكة فلما قام حركني فذهبت معه إلى منزله فأتانا بثريد عليه فول مسلوق قال فلما خرجنا قال لي غاب الشفق ؟ قال قلت يا أبا عمرو اي شئ الشفق ؟ قال بقية بياض النهار .
باب ما يرجى من الخير لمحبي الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول : إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي [ وابا إسحاق الفزاري فارج خيره . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي ] وابا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنة .
باب ما ذكر من خشوع الأوزاعي وطول سكوته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول ما رأيت الأوزاعي ضاحكا حتى يقهقه قط ولا ملتفتا إلى شئ ولا باكيا ولقد كان إذا اخذ في ذكر المعاد وما اشبهه اقول في نفسي يرى احد في المجلس لم يبك قلبه ؟ ولا يعرف ذاك منه . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ابن شعيب يقول : من نظر في كتب الأوزاعي يظن انه كان صاحب كلام وما رأيت رجلا قط اطول سكوتا منه .
باب ما ذكر من فصاحة الأوزاعي وحسن عبارته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول قال أبو جعفر - يعني امير المؤمنين - لسليمان بن مجالد وكان كاتبه : ويحك رد على الأوزاعي جواب كتبه [ على مالا نعرفه ] ، قال لا والله يا امير المؤمنين ما أحسن ارد عليه ولكنا نرد عليه ما نحسن ونستعين بكتبه على مالا نعرفها . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا دحيم قال سمعت أبا مسهر قال قال الأوزاعي : لا تغير من كلامي شيئا غير اللحن .
=====باب ما ذكر من تواضع الأوزاعي=====حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو عمير بن النحاس قال قال ضمرة صليت إلى جانب الأوزاعي بمكة فلما قام حركني فذهبت معه إلى منزله فأتانا بثريد عليه فول مسلوق قال فلما خرجنا قال لي غاب الشفق ؟ قال قلت يا أبا عمرو اي شئ الشفق ؟ قال بقية بياض النهار .
باب ما يرجى من الخير لمحبي الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول : إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي [ وابا إسحاق الفزاري فارج خيره . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي ] وابا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنة .
باب ما ذكر من خشوع الأوزاعي وطول سكوته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول ما رأيت الأوزاعي ضاحكا حتى يقهقه قط ولا ملتفتا إلى شئ ولا باكيا ولقد كان إذا اخذ في ذكر المعاد وما اشبهه اقول في نفسي يرى احد في المجلس لم يبك قلبه ؟ ولا يعرف ذاك منه . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ابن شعيب يقول : من نظر في كتب الأوزاعي يظن انه كان صاحب كلام وما رأيت رجلا قط اطول سكوتا منه .
باب ما ذكر من عبادة الأوزاعي وزهده
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني إسحاق ابن حماد النمري عن امه وكانت تداخل الأوزاعي قالت فبينا انا في صلاح بعض ما في البيت إذ نظرت إلى مسجده وكان مرففا فنظرت إلى بلل في المسجد في موضع سجوده فقلت جويرية ثكلتك امك اراك قد غفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ ، قال فغفلت عني قالت فلما ابرمتها قالت لي ويحك هكذا يصبح كل ليلة قال أبو الفضل قال أبي وكان يأمرنا الأوزاعي ان نرفف المساجد في بيوتنا . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عبيدة ابن عثمان يقول من نظر إلى الأوزاعي اكتفى به مما يرى عليه من اثر العبادة ، كنت إذا رأيته قائما يصلي كأنما تنظر إلى جسد ليس فيه روح . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عقبة - يعني ابن علقمة - يقول لقيته - يعني الأوزاعي - يوم الجمعة رائحا إلى الجمعة على باب المسجد فسلمت عليه ثم دخل فاتبعته فاحصيت عليه قبل خروج الامام صلاته اربعا وثلاثين ركعة كان قيامه وركوعه وسجوده حسنا كله . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد
قال سمعت أبي وعقبة - يعني ابن علقمة -
يقولان سمعنا الأوزاعي يقول : ما اكثر عبد ذكر الموت الا كفاه اليسير من العمل
ولا عرف عبد أن منطقه من عمله الا قل لغطه . حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثنا أبو
عمرو عبد الله بن إسماعيل ابن بنت الأوزاعي قال حدثني أبي قال وجدت في كتب
الأوزاعي بخط يده : ابن آدم اعلم لنفسك وبادر فقد اتيت من كل جانب واعول كعويل
الاسير المكبل ولا تجعل بقية عمرك للدينا وطلبها في اطراف الارض حسبك ما بلغك
منها ستسلم طائعا وتعز بيوم فقرك وفاقتك واسع في طلب الامام فانك في سفر إلى
الموت يطر بك نائما ويقظان واذكر سهر أهل النار في خلد ابدا وتخوف ان ينصرف بك من
عند الله عزوجل إلى النار فيكون ذلك آخر العهد بالله عزوجل وينقطع الرجاء واذكر
انك قد راهقت الغاية وانما بقي الرمق فسدد تصبرا وتكرما وارغب ببقية عمرك ان
تفيته للدنيا وخذ منها ما يفرغك لآخرتك ودع منها ما يشغلك عنها . قال عبد الرحمن
قد كنا شرطنا ان نشرح بعض اوصاف هؤلاء الأئمة الجهابذة [ النقاد ] ونخرج ما وقع
الينا من جرحهم وتعديلهم نرو انتقادهم للحديث في اول كتابنا فقد اتينا على ما
انتهى الينا من ذلك ونحن ذاكرون من بعدهم بما نرجو أن يكون فيه غني وكفاية ان شاء
الله .
[وكيع بن الجراح]
فمنهم بالكوفة وكيع بن الجراح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي من قيس عيلان كوفي وهو من الطبقة الثانية . ما ذكر من علم وكيع بن الجراح وفقهه حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس بن المنذر الحنظلي نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لآبي : وكيع بن الجراح ؟ فقال : ما رأيت احدا اوعى للعلم من وكيع [ بن الجراح ] ولا اشبه باهل النسك منه . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال قلت للفضل بن عنبسة : مات وكيع بن الجراح ، فقال مات ؟ وتغير وجهه ، وقال : رحمه الله ، ما رأيت مثل وكيع منذ ثلاثين سنة . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني بعض أصحابنا قال قال سفيان الثوري لوكيع : لئن بقيت ليكثرن اختلاف اقدام الرجال إلى بني رؤاس . قال أبو محمد : يعني إلى محلته . حدثنا عبد الرحمن ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت ابن نمير يقول : وكيع أعلم بالحديث من ابن ادريس . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لآبي بكر بن عياش : حدثنا ، قال : قد كبرنا ونسينا ، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الاعمش سنتين . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن البراء قال قال علي ابن المديني : نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة ، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى ستة - إلى يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي ووكيع بن الجراح ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم .
ما ذكر من حفظ وكيع
حدثنا عبد الرحمن نا
أحمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت إسحاق ابن إبراهيم - يعني ابن راهويه - يقول :
حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف وحفظ وكيع اصلي ، قام وكيع يوما قائما ووضع يده على
الحائط وحدث سبعمائة حديث حفظا . حدثنا عبد الرحمن انا محمود بن آدم المروزي فيما
كتب إلى قال رأيت وكيعا وبشر بن السري يتذاكران ليلة من العشاء إلى ان نودي
بالفجر فلما اصبحنا قلنا لبشر كيف رأيت وكيعا ؟ قال : ما رأيت احفظ منه . حدثنا
عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا سهل بن عثمان قال : ما رأيت احفظ من وكيع . حدثنا
عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب الي قال سمعت أبي يقول : كان
وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا حافظا وكان احفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرا كثيرا
. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد . قال سمعت ابن نمير يقول : كانوا
إذا رأوا وكيعا سكتوا - يعني في الحفظ والاجلال . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال
سئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع فقال : كان وكيع
اسردهم . حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الاعمش احب اليك أو عبد الله
بن داود الخريبي ؟ فقال : وكيع احفظ من ابن داود الخريبي واحفظ من ابن المبارك .
ما ذكر من فضل وكيع وزهده وورعه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت
أبا جعفر الجمال يقول : اتينا يوما وكيع بن الجراح فلم يخرج الينا فظننا انه يغسل
ثيابه فلما كان بعد [ غد ] خرج ونحن قعود وعليه ثيابه التي غسلت فلما بصرنا به
فزعنا من النور الذي يتلالا من وجهه ،
وقال لي رجل كان بجنبي : من هذا ؟ ملك هذا
؟ فتعجبنا من ذلك النور . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال
قال يحيى بن يمان : ان لهذا الحديث رجالا خلقهم الله عزوجل منذ يوم خلق السموات
والارض ، وان وكيعا منهم . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين الهرثمي قال سمعت
أبا داود البستي وسأله أبو بكر الخراز [ وغيره ] : من افضل من ادركت عندك ؟ فقال
: ما ادركت رجلا كان اخشع لله عزوجل من وكيع . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن محمد
بن أبي بكر المقدمي البصري بمكة قال سمعت القعنبي - يعني عبد الله بن مسلمة - قال
كنا عند حماد ابن زيد وجاء وكيع بن الجراح وسأله عن اشياء ثم ذهب فقيل [ له ] يا
أبا إسماعيل هذا صاحب الثوري ، فقال : ليس الثوري عندنا بأفضل منه . حدثنا عبد
الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال رأيت وكيعا إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه
شئ ، لا يزول ولا يميل على رجل دون الاخرى ، لا يتحرك ، كأنه صخرة قائمة . حدثنا
عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قال لي عمر ابن عثمان انحدر جانب رداء وكيع وهو
في الصلاة فلم يرده إلى عاتقه . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري
قال سمعت وكيع ابن الجراح يقول : ما نعيش الا في ستره ولو كشف الغطاء لكشف عن امر
عظيم . قال وسمعت وكيعا يقول : الصدق النية . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد
بن جنبل قال قلت لآبي ايهما اصلح عندك وكيع أو يزيد ؟ - يعني ابن هارون - قال :
ما فيهما بحمد الله الاكل الا ان وكيعا لم يختلط بالسلطان . حدثنا عبد الرحمن نا
أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول - وذاكره رجل شيئا من امر
المعاش أو الورع - فقال له وكيع : من أين تأكل ؟ قال ميراث ورثته عن أبي ، قال من
أين هو لابيك قال : ورثه عن ابيه ، قال من أين هو لجدك ؟ قال : لا ادري ، فقال
وكيع : لو أن رجلا يظن لا يأكل الا الحلال ولا يلبس الا الحلال ولا يدخل الا في
حلال ، قلنا له : انزع ثيابك وارم بنفسك في الفرات . ثم قال وكيع : ما نجد الا
السعة ، ما نجد الا السعة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو
بن علي قال : ما سمعت وكيعا ذاكرا احدا بسوء قط . حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون
الخراز قال سمعت يحيى بن زياد - يعني ابن أبي الخصيب - قال كنا عند وكيع ومعنا
جماعة فقدم الينا طبقا من رطب فجعل يرفع التمرة إلى فيه يوهمنا انه يأكل ولا
يأكلها إذا هو صائم .
ما ذكر من معرفة وكيع بن الجراح بناقلة الاخبار ورواة الآثار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت مقاتل بن محمد [ قال سمعت وكيعا ] يقول : لقيت يونس بن يزيد الايلي فذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة فجهدت ان يقيم لي حديثا فما اقامه . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول : أبو نجيح المكي ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت محمد ابن بشار يقول سمعت وكيعا يقول : لم يسمع الاعمش من مجاهد الا أربعة أحاديث . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا عبد الله ابن عمران - يعني الاصبهاني - قال سمعت وكيعا يقول : يحيى بن الضريس من حفاظ الناس ، لولا انه خلط في حديثين - فذكر حديثا لمنصور . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن أبي سعد البقال قال فقال : نعم ، كان يروي عن أبي وائل وكان أبو وائل ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عبد الرحمن بن خضير قال كان يروي عن أبي نجيح المكي وابو نجيح ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخربنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عمر بن هارون فقال : بات عندنا الليلة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال انا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول وسئل عن مقاتل بن سليمان فقال : سمعنا منه والله المستعان . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود قال سمعت وكيعا وذكر عنده يزيد بن إبراهيم فقال : نعم ثقة [ ثقة ] . حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن عرفة قال سمعت وكيعا وسألني عن عباد بن العوام فقال يحدث ؟ قلت نعم ، قال : ليس عندكم احد يشبهه . حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت محمد بن يزيد - يعني الرفاعي - قال سمعت وكيعا يقول : عبد العزيز بن أبي عثمان اثبت من بقي اليوم في جامع سفيان ، اذهبوا فاسمعوا منه . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا [ علي بن محمد ] الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول : مهما شككتم في شئ فلا تشكوا ان جابر بن يزيد أبو محمد الجعفي ثقة ، حدثنا عنه مسعر وسفيان وشعبة وحسن بن صالح . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا الحسن بن الزبرقان قال سمعت وكيعا يقول : لا نروي عن إبراهيم بن أبي يحيى حرفا . حدثنا عبد الرحمن نا أبي علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيع بن الجراح يقول : اتينا المعلي بن هلال وان كتبه لمن اصح كتب ، ثم ظهرت اشياء ما نقدر أن نحدث عنه بشئ .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول رأيت وكيعا يعرض عليه . أحاديث المعلي بن هلال فجعل يقول قال أبو بكر الصديق : الكذب مجانب للايمان . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مقاتل بن محمد نا وكيع عن عيسى بن عمر الهمداني : وكان ثقة عن عمرو بن مرة . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمد بن سلمة الطوريني قال سألت وكيعا عن أبي زهير - يعني عبد الرحمن بن مغراء - فقال : طلب الحديث قبلنا وبعدنا . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا سهل بن عثمان قال سمعت وكيعا ونظر في حديث عبد الرحيم بن سليمان الرازي فقال : ما اصح حديثه ، كان عبد الرحيم وحفص بن غياث يطلبان الحديث معا . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي نا وكيع نا أبو حنيفة انه سمع عطاء إن كان سمعه . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي ثنا وكيع : نا حميد الاصم وكان ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي : ثنا وكيع قال : حدثني حوشب بن عقيل وكان ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع : نا سكين بن عبد العزيز وكان ثقة عن ابيه عن ابن عباس . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن الصلت بن أبي عثمان القطان - قال وكيع : وكان ثقة - قال قلت للحسن . حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني يزيد بن خالد اخو محمود بن خالد قال سمعت وكيع بن الجراح يقول : [ رأيت ] ثور بن يزيد فلم ار رجلا اعبد منه وكان إذا اقيمت الصلاة انتعل . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت وكيعا يقول : كنا نتتبع ما سمع الاعمش من مجاهد فإذا هي سبعة أو ثمانية - ثم حدثنا بها . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول : قدم علينا إسماعيل بن عياش فأخذ مني اطرافا لإسماعيل ابن أبي خالد فرأيته يخلط في اخذه . فقال لي وكيع يروون : عندكم عنه ؟ قلت : أما الوليد ومروان فيرويان عنه ، واما الهيثم بن خارجة ومحمد بن اياس فكأنهم ، قال واي شئ الهيثم وابن اياس ؟
انما أصحاب البلد الوليد ومروان . حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب الي قال حدثني أبي نا وكيع عن مسكين أبي هريرة التيمي - قال وكيع : وكان ثبتا . حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد [ بن حنبل ] فيما كتب الي قال قلت لآبي رحمه الله : مسلم الاعور ؟ قال كان وكيع لا يسميه ، قلت : لم ؟ قال [ كان ] يضعفه . حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال وكيع : مغيرة بن زياد الموصلي ثقة . حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت وكيعا عن حديث ليث بن الي سليم فقال : لت ليث ، كان سفيان لا يسمي ليثا . حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن يزيد بن مردانبه فقال قال وكيع : ثنا يزيد بن مردانبه وكان ثقة . [ أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب الي حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا وكيع بن الجراح : نا هشام الدستوائي وكان ثبتا ] . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه سمعت عبد الرزاق قال قلت لوكيع : ما تقول في يحيى بن العلاء الرازي ؟ قال : ما ترى ما كان اجمله ، وما كان افصحه ، قلت ما تقول فيه ؟ قال : ما اقول في رجل حدث بعشرة أحاديث في خلع النعل إذا وضع الطعام . حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عبد الله بن عمران الاصبهاني يقول سمعت وكيعا يقول : ما بقي احد احفظ لحديث طويل من أبي داود الطيالسي . قال عبد الله بن عمران فذكرت ذلك لآبي داود فقال قل له : ولا لقصير .
حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد فيما كتب الي قال سمعت أبي يقول : كان وكيع إذا اتى على حديث حنظلة يقول . حدثنا حنظلة بن أبي سفيان وكان ثقة ثقة . [ حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عكرمة بن عمار : وكان ثقة ] . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عيينة ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني : وكان ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سعت وكيعا يقول : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن اخو أبي حرة وكان ثقة . حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عمر بن هارون فقال : بات عندنا الليلة - حاد عن الجواب . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال كان وكيع يفخر بسلمة بن نبيط يقول : حدثنا سلمة ابن نبيط وكان ثقة . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل الاحمسي قال قلنا لوكيع يوما حدثنا بحديث الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة : الرهن مركوب وحلوب ، فحدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة قال : الرهن مركوب ومحلوب ، ايهما اصح اسنادا ؟ الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة ؟ قالوا : منصور عن إبراهيم ، [ قال ] : والله ما ارى سمعه إبراهيم من أبي هريرة . حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد قال سمعت وكيعا يقول : إذا [ ذهب حفص ] من الكوفة ذهب غريب حديثها ، وإذا ذهب ابن فضيل ذهب اسنادها . حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب الي قال قال أبي قال وكيع : كانوا يقولون ان عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من ابيه . ما ذكر من جودة اخذ وكيع [ للعلم ] حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول : ما اخذت حديثا قط عرضا ، قلت عندنا من اخذ عرضا ، قال : من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه - يعني السماع . ما ذكر من اتقان وكيع وتثبته حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي ابن المديني
قلت : من اوثق أصحاب الثوري ؟ قال : وكيع من الثقات . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعا فقال : وكيع عند نا ثبت . حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لآبي ايما اثبت عندك وكيع أو يزيد ؟ - [ يعني ] ابن هارون ، قال : ما منهما بحمد الله الا ثبت . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير - يقول : وكيع عن سفيان غاية الاسناد ليس بعده شئ . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سئل عبد الرحمن من اثبت في الاعمش بعد الثوري ؟ فقال : ما اعدل بوكيع احدا ، فقال رجل : يقولون أبو معاوية ، فنفر من ذلك أبو معاوية عنده كذا وكذا وهما . حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال : أشهد على أحمد بن حنبل انه قال : الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح ، ويحيى ابن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي . حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع احب الي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي فايهما احب اليك ؟ قال : عبد الرحمن ثبت ، ووكيع ثقة . ما ذكر من جلالة وكيع حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا أبو جعفر الجمال قال سمعت ازهر البجلي يقول قال ابن عيينة سفيان لوكيع : اني لآنس بك وأنت بالكوفة. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو زرعة قال سمعت من يذكر عن أبي نعيم انه كان يقول : لا نفلح ما بقي وكيع ، فلما مات وكيع قال عبيد الله ابن موسى : قد مات الرواسي فليفلح أبو نعيم . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا نوح بن حبيب نا وكيع نا عبد الرحمن بن مهدي قال حضرت موت سفيان فكان عامة كلامه : ما اشد الموت . قال نوح بن حبيب فاتيت ابن مهدي فقلت ادركت موت سفيان وقد حدثنا وكيع عنك - وحكيت له الكلام وكان متكئا فقعد فقال : انا حدثت أبا سفيان جزى الله أبا سفيان خيرا ، ومن مثل أبي سفيان ؟ وما يقال لمثل أبي سفيان .
باب ما ذكر من تبجيل وكيع للعلمحدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال كان [ وكيع ] لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يتبسم ولا يقوم احد قائما ، كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فان انكر منهم شيئا انتعل ودخل .