الكتاب: متن الخرقى على مذهب ابي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني يعرف بــ مختصر الخرقي
المؤلف: أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي (ت ٣٣٤هـ)
التصنيف الفرعي للكتاب: فقه حنبلي
المحتويات
[كتاب الجنائز]
وإذا تيقن الموت وجه إلى القبلة وغمضت عيناه وشد لحياه لئلا يسترخي فكه وجعل على بطنه مرآة أو غيرها لئلا يعلو بطنه فإذا أخذ في غسله ستر من سرته إلى ركبتيه.والاستحباب أن لا يغسل تحت السماء ولا يحضره إلا من يعين في أمره ما دام يغسل وتلين مفاصله إن سهلت عليه وإلا تركها ويلف على يديه خرقة فينقى ما به من نجاسة ويعصر بطنه عصرا رفيقا ثم يوضئه وضوءه للصلاة ولا يدخل الماء في فيه ولا أنفه فإن كان فيهما أذى أزاله بخرقة
ويصب عليه الماء فيبدأ بميامنه ويقلبه على جنبيه ليعم الماء سائر جسده ويكون في كل المياه شيء من السدر١ ويضرب السدر فيغسل برغوته رأسه ولحيته ويستعمل في كل أموره الرفق به والماء الحار والإشنان٢ والخلال يستعمل إن احتيج إليه ويغسل الثالثة بماء فيه كافور وسدر ولا يكون فيه سدر صحيح فإن خرج منه شيء غسله إلى خمس فإن زاد فإلى سبع فإن زاد حشاه بالقطن فإن لم يستمسك فبالطين الحر وينشفه بثوب ويجمر٣ أكفانه ويكفن في ثلاثة أثواب بيض ويدرج فيها إدرجا ويجعل الحنوط٤ فيما بينهن.
___________________
١ السدر: ورق النبق، يؤخذ ويطحن ويغلى مع الماء للتنظيف.
٢
الأشنان: الحمض من شجر البادية – تجفف ويطحن للتنظيف. وكل ما يقوم مقامه الآن من
أدوات التنظيف ووسائلها.
٣ ويجمر: تبخر بالعود ونحوه.
٤ الحنوط: الحناط
كل ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. من مسك وصندل وعنبر وكافور
وغير ذلك.
___________________
وإن كفن في لفافة وقميص ومئزر جعل المئزر مما يلي جلده ولا يزر عليه القميص وجعلت الذريرة١ في مفاصله ويجعل الطيب في موضع السجود والمغابن٢ ويفعل به كما يفعل بالعروس ولا يجعل في عينيه كافور وإن أحب أهله أن يروه لم يمنعوا.وإن خرج منه شيء يسير وهو في أكفانه لم يعد إلى الغسل وحمل.والمرأة تكفن في خمسة أثواب قميص ومئزر ولفافة ومقنعة وخامسة تشد بها فخذاها ويضفر شعرها ثلاثة قرون ويسدل من خلفها.والمشي بالجنازة الإسراع والمشي أمامها أفضل.والتربيع أن يوضع على كتفه اليمنى إلى الرجل ثم إلى الكتف اليسرى إلى الرجل.وأحق الناس بالصلاة عليه من أوصى أن يصلي عليه ثم الأمير ثم الأب وإن علا ثم الابن وإن سفل ثم أقرب العصبة.والصلاة عليه يكبر الأولى ويقرأ "الحمد لله" ويكبر الثانية ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يصلي عليه في التشهد ويكبر الثالثة ويدعو لنفسه ولوالديه وللمسلمين ويدعو للميت.وإن أحب يقول:اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا إنك على كل شي قدير اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان اللهم إنه عبدك ابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به ولا نعلم إلا خيرا.اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
___________________
١ الذريرة: هي أي نوع من أنواع الطيب المسحوق.
٢ المغابن: هي
المواضع التي تنثنى من الإنسان كطى الذراعين والركبتين.
___________________
ويكبر الرابعة ويقف قليلا ويرفع يديه مع كل تكبيرة ويسلم تسليمة واحدة عن
يمينه.ومن فاته شيء من التكبير قضاه متتابعا وإن سلم مع الإمام ولم يقض فلا
بأس.ويدخل قبره من عند رجليه إن كان أسهل عليهم.والمرأة يخمر١ قبرها بثوب ويدخلها
محرمها فإن لم يكن فالنساء فإن لم يكن فالمشايخ.ولا يشق الكفن في القبر وتحل
العقد ولا يدخل القبر آجرا ولا خشبا ولا شيئا مسته النار.ومن فاتته الصلاة عليه
صلى على قبره وإن كبر الإمام خمسا كبر بتكبيره.والإمام يقوم عند صدر الرجل وعند
وسط المرأة ولا يصلى على القبر بعد شهر.وإذا تشاح الورثة في الكفن جعل بثلاثين
درهما فإن كان موسرا فبخمسين درهما.والسقط إذا ولد لأكثر من أربعة أشهر غسل وصلي
عليه وإن لم يتبين اذكر هو أم أنثى سمي اسما يصلح للذكر والأنثى.
___________________
١ والمرأة يخمر: يغطى فتحة قبرها أثناء الدفن.
___________________
وتغسل المرأة زوجها وإن دعت الضرورة إلى أن يغسل الرجل زوجته فلا بأس.والشهيد إذا مات في موضعه لم يغسل ولم يصل عليه ودفن في ثيابه وإن كان عليه شيء من الجلود أو السلاح نحي عنه وإن حمل وبه رمق غسل ويصلى عليه.والمحرم يغسل بماء وسدر ولا يقرب طيبا ويكفن في ثوبيه ولا يغطى رأسه ولا رجلاه وإن سقط من الميت شيء غسل وجعل معه.في أكفانه وإن كان شاربه طويلا أخذ وجعل معه ويستحب تعزية أهل الميت والبكاء غير مكروه إذا لم يكن معه ندب ولا نياحة.ولا بأس أن يصلح لأهل الميت طعام يبعث به إليهم ولا يصلحون هم طعاما يطعمون الناس.والمرأة إذا ماتت وفي بطنها ولد يتحرك فلا يشق بطنها وتسطو القوابل١ عليه فيخرجنه٢.وإذا حضرت الجنازة وصلاة الفجر بدئ بالجنازة وإذا حضرت وصلاة المغرب بدئ بالمغرب.
ولا يصلي الإمام على الغال3 ولا على من قتل نفسه.وإذا حضرت جنازة رجل وامرأة وصبي جعل الرجل مما يلي الإمام والمرأة خلفه والصبي خلفهما.وإن دفنوا في قبر يكون الرجل مما يلي القبلة والمرأة خلفه والصبي خلفهما.ويجعل بين كل اثنين حاجز من تراب.وإذا ماتت نصرانية وهي حامل من مسلم دفنت بين مقبرة المسلمين ومقبرة النصارى.ويخلع النعال إذا دخل المقابر ولا بأس أن يزور الرجال المقابر ويكره للنساء والله أعلم.
___________________
١ القوابل: الداية –المولدة- وهي التي تتلقى
الولد عند ولادته.
٢ فيخرجنه: أي يدخلن أيديهن ليخرجنه من مخرجه الطبيعي.
3 الغال: هو من يسرق من الغنيمة. وقيل الخيانة والسرقة الخفية
___________________