المؤلف: الإمام الشافعي؛ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله
المحقق: أحمد مصطفى الفران
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
سنة النشر: 1427 - 2006
عدد المجلدات: 3
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 1529
نبذة عن الكتاب: - أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من جامعة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالخرطوم - تم دمج المجلدات في ملف واحد للتسلسل تاريخ إضافته: 04 / 11 / 2008
فهرست الموضوعات
- الفصل الثالث: آثار الشافعي في التفسير وخصائص تفسيره
- تمهید
- المبحث الأول آثار الإمام الشافعي في علم التفسير
- مدى تأثره بغيره
- مدى تأثر غیره به
- من تأثروا به من أتباعه وتلاميذه
- من تأثروا به عن طريق كتبه وكتب تلاميذه
- أثره في علم التفسير والاجتهادات الفقهية
- المبحث الثاني خصائص تفسير الإمام الشافعي
- الفصل الرابع: مكانة الإمام الشافعي وتأسيسه لقواعد مهمة في علم التفسير
- تمهید
- المبحث الأول مكانة الإمام الشافعي في التفسير وأهمية تفسيره
- المبحث الثاني تأسيس الشافعي لقواعد مهمة في علم التفسير
- أهم القواعد التي سار عليها في التفسير
- قواعد عامة
- قواعد في التفسير وما يلحق به
- قواعد خاصة بالشافعي وتصلح لكل عالم
- خاتمة البحث
- المبحث الأول النتائج التي ظهرت من الجمع والدراسة والتحقيق
- االمبحث الثاني لتوصيات التي يلزم مراعاتها والأخذ بها
- العودة الي كتاب تفسير الإمام الشافعي
الفصل الثالث آثار الإمام الشافعي في التفسير وخصائص تفسيره
تمهید
علمنا أن الشافعي يعتمد في اجتهاداته على التمسك بالنصوص، وتفسيرها وفق ما
تدل عليه في اللسان العربي فالنص عند الشافعي هو الأصل، لذا نراه يعتمد في تفسيره
للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة) على الظاهر الذي يدل عليه النص، وجاءت
اجتهاداته وفق نصوص الكتاب والسنة والإجماع، والقياس على النصوص، وأقوال الصحابة
- كما بينا سابقاً في الفصل الأول، ومن هذا المنطلق هاجم الاستحسان ؛ لأنه يعتمد
في نظره على الظن والتخمين. والمراد من نظرة الشافعي هذه أن أحكام الشريعة لا
تحتاج في تعريفها، واستنباطها إلى الحدس والتخمين والظن، بل تُرَدُّ إلى أمور
منضبطة، مطردة،
مستقيمة معروفة ولو عارضتها دلالات ظاهرة، ولكنها تخص ولا
تعمّ.
وإن غلب على الشافعي أنه فقيه نجد أنه كان فيلسوفاً في أربعة في
اللغة، واختلاف الناس والمعاني والفقه) كما وصفه الإمام وصفه الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله (۱).
(۱) مناقب الشافعي لابن كثير ص/ ١٥٤ ، برقم ١٤٠
۱۳۹
________________________________________
وتفسير
النصوص يعتمد على اللغة في تفسير المعاني، واختلاف الناس في التفسير والاجتهاد،
ومن ثمَّ الفقه المبني على ما سبق، ولا يمكن أن يكون الشافعي فقيهاً، إذا لم يكن
متمكناً من تفسير كتاب الله، وسنة رسوله ، بل
كان له القدح المعلى في فهم
وتفسير هذين الأصلين، بما شهد له به القريب والبعيد، والمعاصر واللاحق
(1)
حتى
قال أبو حسان الزيادي عنه: (ما رأيت أحداً أقدر على معاني القرآن
6
(۲)
والعبارة
على المعاني والاستشهاد على ذلك من قول الشعر واللغة منه) وما نقل عن يونس بن عبد
الأعلى قوله : (كنت أولاً أجالس أصحاب التفسير وأناظر عليه، فكان الشافعي إذا أخذ
في التفسير، كأنه شهد التنزيل)(۳). وروي عن الربيع قوله: (قلما كنت أدخل على
الشافعي رحمه الله، إلا
والمصحف بين يديه، يتتبع أحكام (القرآن) (٤)
(۱)
مناقب الشافعي لابن كثير ص / ١٦٩ ، وأول النص عند ابن عساكر لما رأيت إكرام
الشافعي، وإصغاءه إلى ما نقول وانتزاعه من القرآن المعاني والعبارة عن المعاني،
أنست به
فكنت أسأله عن معاني القرآن فما رأيت... الخ .
(۲) أحكام
القرآن للبيهقي، ج / ۱ ، ص / ۱۹ و ۲۰ ، وانظر توالي التأسيس لابن حجر، ص / ٥٨ (۳)
أحكام القرآن/ للبيهقي، ج ۱، ص / ٢٠.
(٤) الشافعي ناصر السنة د/ محمد سلام
مدكور ، من مقالة في مجلة الفيصل العدد/ ٢٣. ص / ٥٤
السنة / ۱۳۹۹ هـ
۱۹۷۹م.
________________________________________
المبحث الأول آثار الإمام الشافعي في علم التفسير
المطلب الأول: مدى تأثره بغيره
ومن نظرتنا لحياة الشافعي وطريقة طلبه للعلم، نستطيع أن نستلخص مدى تأثره
بغيره بوجه العموم، وبالتفسير على وجه الخصوص، وأول ما يتأثر الإنسان في حياته
العلمية بشيوخه الذين تلقى عنهم العلم، ثم نراه يشق طريقه عَلَماً مستقلاً، له
منهجه، وطريقة اجتهاده.
وإذا أردنا أن نستخرج أهم من تأثر بهم ،عموماً، نرى
أن الشافعي رحمه الله تعالى عدد مشاربه في تلقي العلم، فما ترك شيخاً ممن عاصره
في مكة، أو المدينة، أو اليمن أو بغداد، إلا أخذ عنه مباشرة، أو أخذ عن اتباعه،
ورأينا أن رحلاته كلها كانت موجهة للعلم والتزود منه، حتى إنه في رحلته الأولى
إلى العراق - وهو متهم - تلقى فقه أبي حنيفة عن تلميذه محمد بن الحسن الشيباني.
وإذا استقر أنا تفسيره
-أ- نجد أنه تأثر كثيراً بمدرسة مكة في التفسير: التي
تعتمد على آراء ابن عباس رضي الله عنهما والتي نقلها عنه تلاميذه وأهم من تأثر
بهم:
۱ - مجاهد بن جبر المخزومي، (ت/ ١٠٤ هـ).
٢- سعيد بن جبير الأسدي
(ت (٩٥هـ)، وقيل آخر سنة/ ٩٤هـ. -٣ عكرمة البربري المدني (ت / ١٠٤هـ).
١٤١
________________________________________
-
طاووس بن كيسان الحميري، (ت/ ١٠٦هـ).
عطاء بن أبي رباح المكي، (ت/
١١٤هـ).
-٦- سفيان بن عيينة (ت/ ١٩٨هـ).
جابر بن زيد الأزدي (أبو
الشعثاء)، (ت/ ٩٣هـ).
فنراه ينقل عنهم ويرجح آراءهم بقوله : وما قاله مجاهد
أشبه ما قال بما قال، أو قول عطاء أحب إلي بل نراه ينقل عن ابن عباس مباشرة
ويتبنى رأيه، أو يرجحه، كما تأثر على تفاوت بمدارس التفسير الأخرى التي
عاصرها.
ب فمن مدرسة التفسير في المدينة أخذ بآراء قليلة عن:
-١ أبي
العالية رفيع بن مهران الرياحي (ت ٩٠هـ)، وقيل (ت/ ٩٣هـ). -۲- محمد بن كعب
القرظي، (ت/ ۱۱۸هـ)، وقيل (ت/ ١٢٠هـ). - زيد بن أسلم العدوي (شيخ) الإمام مالك)
(ت/ ١٣٦هـ). ٤ - مالك بن أنس الأصبحي، (ت/ ١٧٩هـ).
ه - عبد العزيز بن محمد
الدراوردي، (ت/ ١٨٦ هـ ) . - محمد بن إسماعيل بن أبي فديك (ت/ ٢٠٠هـ).
كما
نراه يتبنى آراء الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي
رضي الله
عنهم
أجمعين).
ومن
مدرسة التفسير بالعراق التي تعتمد على آراء ابن مسعود :
ج نراه يأخذ أحياناً
عن أتباعه في الكوفة وهم:
-۱- علقمة بن قيس النخعي (ت/ ٦١هـ)، وقيل (ت/
٦٢هـ). ۲- مسروق بن الأجدع الهمذاني (ت / ٦٣هـ على الأشهر.
١٤٢
________________________________________
الأسود
بن يزيد النخعي (ت / ٧٤هـ)، وقيل (ت/ ٧٥هـ).
-٤- مسرة بن شراحيل الهمذاني
(ت/ ٧٦هـ).
ه - عامر بن شراحيل الشعبي (ت / ۱۰۳ هـ) على الأرجح.
-
د-
وينقل أكثر عن إمامي التفسير في البصرة:
الحسن البصري، (ت/ ١١٠هـ).
قتادة
السدوسي، (ت/ ١١٧هـ).
هـ - ومن اليمن ينقل أحياناً عن:
-١ عمرو بن أبي
سلمة التنيسي صاحب الإمام الأوزاعي، إمام الشام)، من
كبار شيوخ اليمن.
٢-
يحيى بن حسان التنيسي (ت / ٢٠٨ هـ) (صاحب الليث بن سعد، إمام
مصر) من كبار
شيوخ اليمن.
- هشام بن يوسف (قاضي صنعاء).
لهذا
وأحياناً ينقل
بالعموم ولا يصرح حيث يقول: وما أعلم مخالفاً القول - ممن لقيت من أهل العلم
بالقرآن أو قال أهل العلم بالتفسير، أو ما
أشبه ذلك.
وأكثر ما أثر فيه
من هؤلاء الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم في مكة: مسلم بن خالد الزنجي وسفيان بن
عيينة وابن جريج، وفي المدينة الإمام مالك وإذا ذكر مالك فهو النجم، كما يصفه
الشافعي وفي العراق الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
المطلب الثاني: تأثر غيره به
نبغ الشافعي في العلوم التي وجدت في عصره عامة، واشتهر بالفقه المبني على
النصوص خاصة، ولا يكون الشخص فقيهاً، إلا إذا تمكن من تفسير
١٤٣
________________________________________
النصوص
المعتمد على الخبر الصادق، أو على اللغة، ولا أحد أقدر من الشافعي في عصره على
التمكن ذلك.
من
لذا كان له من التلاميذ والأصحاب ما فاق به أقرانه
ومعاصريه، وقد تأثر
به جمع كثير من هؤلاء الأصحاب - سواء كانوا من أترابه،
أو من شيوخه
كما تأثر آخرون بكتبه التي كتبها، أو نقلها، أو جمعها عنه
أصحابه.
ويجدر بنا أن نقسم هذه المطلب إلى قسمين:
أولاً : من تأثروا به من أتباعه وتلامذته، وهؤلاء نرتبهم في مصر (بالفسطاط)
(١) كما يلي:
-١ الربيع بن سليمان المرادي (ت / ۲۷۰ هـ) (راوي كتب الشافعي). -٢-
إسماعيل بن يحيى المزني، (ت/ ٢٦٤هـ) انتهت إليه رئاسة العلم في مصر بزمنه).
-٣-
يوسف بن يحيى البويطي، (ت/ ۲۳۱) هـ) (خلف الشافعي في حلقته). ٤- حرملة بن يحيى
التجيبي، (ت/ ٢٤٣ هـ) (روى عن الشافعي كتباً لم يروها الربيع). - الربيع بن
سليمان الجيزي (ت / ٢٥٦هـ) ، وقيل (ت/ ٢٥٧هـ) له صحبة مع الشافعي، وهو الذي روى
عن الشافعي أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة، وغيرها من المسائل). -٦- يونس بن
عبد الأعلى الصفدي، (ت / ٢٦٤ هـ) (صحب الشافعي وأخذ عنه).
(۱) رتبناهم حسب
ما رأينا استناداً إلى البلدان أولاً ثم إلى الأهمية في نقل آراء الشافعي
ومنزلتهم في المذهب - والله أعلم - انظر الشافعي حياته وعصره لأبي زهرة ص/
١٢٩-١٣٤، وقد صححت وفاة الكرابيسي، وابن راهويه وحرملة التجيبي، من كتاب الأعلام
للزركلي، حيث وردت عند أبي زهرة خطأ.
١٤٤
________________________________________
ب
في العراق (بغداد)
-١ - أبو الحسن الصباح الزعفراني، ت / ٢٦٠) هـ) (راوي كتب
الشافعي القديمة
ببغداد).
٢- الحسين بن علي الكرابيسي (ت / ٢٤٨( هـ ) (
أجازه الشافعي بأخذ كتبه من
-
-
الزعفراني).
الإمام أحمد بن
محمد بن حنبل (ت/ ٢٤١ هـ) (الصاحب والتلميذ المدلل
عند الشافعي
أبو ثور
الكلبي، (ت/ ٢٤٠ هـ) (سمع من الشافعي كتبه، فصار أميل إليه). الإمام إسحاق بن
إبراهيم بن راهويه (ت/ ٢٣٨هـ) (لم يلتق بالشافعي
لكنه كتب كتبه.
٦-
أحمد بن
-
بالعراق).
(۱)،
محمد بن يحيى الأشعري البصري (١) ،
(أول من خلف الشافعي
الإمام محمد بن جرير الطبري (ت / ۲۳۰ هـ) (إمام
المفسرين والمؤرخين، لقي المزني بعد دخوله مصر (سنة / ٢٥٣هـ)، وفاق الزعفراني في
الجدل). ج/ في الحجاز (مكة)
أبو بكر الحميدي (ت (۲۱۹ هـ) (خرج مع الشافعي
إلى مصر ثم عاد إلى مكة بعد موت الشافعي).
- إبراهيم بن محمد العباسي
المطلبي (ت / ۲۳۷) هـ) (كانت له صحبة مع الشافعي ولم ينقل عنه الفقه).
(1)
لم أعثر له على ترجمة في الأعلام والموسوعة العربية العالمية، ولعل أبا زهرة ترك
سنة وفاته
لعدم عثوره على ترجمة له - والله أعلم -
١٤٥
________________________________________
-
محمد بن إدريس أبو بكر ) ، (صحب الشافعي في مكة.
-٤- موسى بن أبي الجارود،
(كَتَب كُتُب الشافعي، وأخذ بقوله، قبل خروج الشافعي إلى بغداد).
هؤلاء من
أهم من نقل آراء الشافعي وفتاويه، وأوصلوا كلامه، وتداولوا كتبه، ومنهم تناقلتها
الأجيال عبر أئمة عظام أمثال: الاسفراييني أبو حامد، (ت/ ٤٠٦هـ)، والاسفراييني
أبو إسحاق، (ت/ ٤١٨هـ)، والماوردي، (ت/ ٤٥٠هـ)، وأبي إسحاق الشيرازي (ت / ٤٧٦هـ )
، وإمام الحرمين الجويني، (ت/ ٤٧٨ هـ)، والإمام الغزالي (ت ٥٠٥هـ)، والقفال
الكبير الشاشي، (ت) ٥٠٧ هـ)، ومحمد بن عمر الرازي، (ت/ ٦٠٦هـ)، وعز الدين بن عبد
السلام ت/ ٦٦٠هـ)، وتقي الدين بن دقيق العيد (ت/٧٠٢هـ)، وتقي الدين السبكي، (ت/
٧٥٦ هـ)، والإمام النووي (ت/ ٦٧٦هـ)، وهكذا خلفاً سلف إلى يومنا هذا – فجزاهم
الله خيراً -.
ثانياً: من تأثروا به عن طريق كتبه، وكتب تلاميذه:
عن الشافعي
من أوائل من تنبه إلى ضرورة كتابة العلم والاجتهادات والتفسيرات، حتى إنه يروى
عنه قوله:
العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة
أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة
(1)
(۱) السبق التربوي في فكر
الشافعي / لبدر ملك وخليل أبو طالب ص/ ٢٦٦، ولكني لم أجد هذين البيتين في ديوان
الشافعي فربما مما نسب إليه من شعر أو مما كان يتمثل به لغيره من الشعراء - والله
أعلم - .
١٤٦
________________________________________
وقد
استفاد أن يشاء الله تعالى. من كتاباته تلك تلاميذه، ومن أتى
بعدهم، إلى عصرنا هذا وإلى كما كان الشافعي قدوة لغيره في كتابة مؤلفاته حتى
يستفاد منها، فسار على نهجه في كتابة تفسيراته واجتهاداته ومناظراته من عاصره
كالإمام أحمد ابن حنبل، والإمام الطبري ومن أتى بعدهما كالإمام مسلم والبخاري
وغيرهما.
وإذا استقر أنا كيفية تدوين كتبه نجدها كالتالي:
١- في
مكة:
-أ كتابته للحديث في بداية طلبه للعلم، وربما كتب معه الشروح والتفسير
والاجتهادات، وكان خاصاً به.
ب بعد ذهابه إلى هذيل والمدينة رجع إلى مكة
فلعله كان يكتب بعض كتبه ولكنه لم يروها للناس حتى يتروى فيما يكتب، ولم يذكر أحد
من المؤرخين شيئاً عنه كتبه بمكة، اللهم إلا كتاب الرسالة وردت رواية بأنه كتبها
مرتين، أولاها في مكة بناء على طلب عبد الرحمن بن مهدي
-
٢ في
العراق
(۱)
- بدأ الشافعي يعلن عن كتبه في العراق ببغداد، فكانت الكتب
التي قرأها تلاميذه عليه وأهمها (الرسالة) التي في الأصول، و (الحجة) الذي جمع
فيه
فقهه والمسائل المتفرعة عليها.
(۱) انظر الشافعي حياته وعصره لأبي
زهرة ص / ١٣٥ ، برقم / ١٠٨ و ١٠٩
١٤٧
________________________________________
وقد
سماه ابن النديم (المبسوط) وهو ما رواه الزعفراني عنه ببغداد. أما الكتب التي
حملها عنه الحسين بن علي الكرابيسي، وأبو عبد الرحمن بن
يحيى فمنها كتاب
السير) وفيه زيادات كثيرة ليست عند غيره. ولموسى بن أبي الجارود مختصر يرويه عن
الشافعي فيه زيادات أيضاً.
٣- في مصر :
أعاد النظر فيما كتبه، وبها وضع
كتبه الجديدة، وأملى مسائل كثيرة، وروى
عنه أصحابه مسائل عديدة، فكانت الكتب
التالية:
-١ الأم للشافعي رواية الربيع عنه.
٢- السنن.
٣- الأمالي
الكبرى.
٤ - الإملاء الصغير.
٥ مختصر البويطي اختصر الإمام البويطي مما
سمعه من الشافعي بمصر. -٦- مختصر المزني اختصر الإمام المزني مما سمعه من الشافعي
بمصر.
٤- بعد وفاته
۱ روى الربيع كل ما كتبه الشافعي وأملاه بمصر،
ويعتبر بحق ناقل كتبه منها، وقد سمى ابن النديم ما رواه الربيع بـ: (المبسوط).
٢-
كما روى الزعفراني ما قرأه على الشافعي أو ما نقله عنه في بغداد، وقد سماه ابن
النديم كذلك بـ: (المبسوط) أيضاً.
وفي ذلك يقول في ترجمة للزعفراني : روى)
المبسوط عن الشافعي على ترتيب ما رواه الربيع، وفيه خُلْفٌ يسير، وليس يرغب الناس
فيه، ولا يعملون عليه، إنما يعملون على ما رواه الربيع ؛ لأن الشافعي رحمه الله
تعالى لم ينسخ
١٤٨
________________________________________
كل
كتبه القديمة، وإنما أعاد النظر فيها وتحصها في مصر، فكان يجلس في المسجد
إلى
أسطوانة، ويضع الكتب بين يديه ويصنف
(1)
ويذكر الرواة طريقة تأليف
الشافعي للكتب فبعض الكتب كان يكتبه
(۲)
،بنفسه وبعضها كان يمليه على
تلاميذه ، وبعضها كان ينقله تلاميذه مما كتبه ثم يقرؤونه عليه.
ولقد حازت
كتب الشافعي على القبول عند العلماء في كل عصر، فكانوا يوصون بكتابتها، ويحرصون
على سماعها ونشرها، ولذلك نجد الإمام البيهقي صنف باباً في كتابه بعنوانه: (مناقب
الشافعي) بعنوان: رغبة علماء عصر الشافعي،
ومن بعدهم في كتبه والاقتباس من
علمه، والانتفاع به، وحسن الثناء عليه
(۳)
المطلب الثالث: أثره في علم التفسير، وفي الاجتهادات الفقهية
بما أن الشافعي حجة في اللغة حجة في القراءات وإعراب القرآن، فقد كان أثره
واضحاً في تفسير كلام الله ، حتى إننا نجد البيهقي يعقد باباً خاصاً يبين فيه
معرفة الشافعي في تفسير القرآن ومعانيه وسبب نزوله، فيقول في أول الباب وهذا باب
كبير، لو نقلت فيه جميع ما نقل إلينا من كلامه فيه (أي: في التفسير) لطال الكتاب
فاقتصرت على نقل ما تيسر
(٤)
(۱) رواية حرملة عنه، انظر الشافعي حياته
وعصره لأبي زهرة ص/ ۱۳۹ (۲) لذا عبارات كثيرة في الأم تدل على الإملاء من الشافعي
لتلاميذه، مثل: أملى علينا الشافعي، أخبرنا الشافعي إملاء، حدثنا الشافعي إملاء،
أملى علينا الشافعي هذا الكتاب، وهكذا.
(۳) انظر مناقب الشافعي للبيهقي، ج /
١ ، ص / ۲٦٠ -۲۷۵
(٤) انظر مناقب الشافعي للبيهقي، ج / ۱ ص / ٢٨٤ ، كما أنه
لا تخلو كتب المناقب عن الشافعي بعقد مثل هذا الباب بتطويل أو اختصار.
١٤٩
________________________________________
أ-
أثره في علم التفسير:
وإننا لنرى أثره واضحاً في علم التفسير بما يلي:
١-
ما ينقله ابن جرير الطبري في تفسيره، وغيره من المفسرين من بعده،
ويعزونه
إلى الشافعي
۲- ما جمعه الإمام البيهقي في كتاب (أحكام القرآن) بمجلدين، وفي
كتاب
(المناقب) مما يخص التفسير
(1)
- ربطه التفسير بالمأثور من
السنة والخبر فنراه يربط التفسير بما ورد من حديث النبي ، ويرجح الرأي المتفق مع
السنة في تفسير كلام الله تعالى،
-
بل يدلل على صحة ما ذهب إليه في
التفسير بالأحاديث النبوية.
- اعتماده على اللغة في تفسير القرآن الكريم،
لأن القرآن كلام عربي، أنزل بلغة العرب حسب دلالة اللسان العربي، فنراه كثيراً ما
يدلل على صحة ما ذهب إليه من تفسير عند عدم وجود الحديث النبوي - إلى اللغة
مستشهداً بأبيات عن العرب، أو يعزو ذلك إلى اللسان العربي، وما يدل عليه من
توضيح، وتفسير لكتاب الله تعالى.
استنباطه القواعد والتفريعات عليها في
المسائل من فهمه للنص القرآني،
وهذا ما سنوضحه في مبحث مستقل به - إن شاء
الله تعالى -.
٦- ما جمعناه - بعون الله وتوفيقه - من تفسيره الوارد في كتبه
المشهورة عنه، أو كتب تلاميذه مما ينسب إليه مباشرة، يدل على أثره العظيم في هذا
المضمار.
(۱) انظر مناقب الشافعي / للبيهقي ج ۱، ص / ۲۸٤ - ۳۰۰، فهو ثروة
تفسيرية نفيسة.
10.
________________________________________
المبحث الثاني خصائص تفسير الإمام الشافعي
كان الشافعي رحمه الله: إذا أخذ بالتفسير فكأنه شهد التنزيل، كما وصفه
يونس بن عبد الأعلى.
وإننا بجمعنا وتحقيقنا لتفسير الإمام الشافعي، نستطيع
أن نستخلص ما
امتاز به هذا التفسير من الخصائص التي ظهرت وهي كثيرة، ومن
أهمها:
١ - الفصاحة وسهولة العبارة، مع تبسيطها حتى يفهمها من يقرؤها، بدون
لحن في اللغة.
إيجاز العبارة في التفسير المتعلق بغير آيات الأحكام.
-
الإسهاب في التفريعات الفقهية المتعلقة بآيات الأحكام، حتى إن الآية الواحدة لترد
في مواضع كثيرة في كتبه وفي أبواب قد لا تتوقع إيرادها فيه.
٤ - اعتماد
تفسير الآية دليلاً فيما يذهب إليه من قواعد، وآراء في أصول مذهبه.
-
ه
اعتماد مذهب السلف في تفسير الآيات المتعلقة بالعقيدة: (من الأسماء والصفات،
والغيبيات، وحب النبي وآله...).
-٦- يعتمد في تفسيره على المصادر التالية
بالترتيب (۱) :
أ- تفسير القرآن بالقرآن
(۱) انظر الفصل الأول من الباب
الثاني (مصادر تفسيره لتفصيل ما أجمل هنا.
١٥٢
________________________________________
ب
ثم تفسيره بالسنة (إذا وجد).
ج فبأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، حسب
التفصيل الذي ذكرناه في موضعه).
ثم أخذه بإجماع أهل العلم على تفسير تلك
الآية (وفق ما فصلناه
سابقاً).
أخذه بالقياس في تفسير بعض الآيات، بحمل
معاني بعضها على
بعض.
و ثم أخذه بأقوال الأئمة، والسلف ممن سبقه أو
عاصره، إذا وافق
اجتهاده.
ز اللغة العربية واللسان العربي عند وجود
النصوص، كداعم لما فسره أو عند عدم النص، كبيان للفظ القرآني الذي نزل بلغة
العرب.
يعزو ما ينقله من آراء في التفسير حسب ما يلي:
أولاً : العزو
المباشر:
أ بذكر صاحب القول صراحة سواء كان من الصحابة مثل: نقله عن عن أبي
بكر، أو عمر، أو علي أو عائشة أو ابن عمر، أو ابن عباس... أو
(1)
غيرهم
رضوان الله عليهم أجمعين.
أو كان من التابعين والأئمة مثل: وقال عطاء، أو
مجاهد، أو قتادة، أو عكرمة أو مقاتل، أو ابن المسيب... أو غيرهم رحمهم
(۲)
الله
أجمعين.
(۱) انظر مناقب الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ٣٠٣ و ٣٠٤ ، و ص/ ٣٧٧
وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ۲ من سورة فاطر، والآية / ١١ من سورة
محمد... وغيرهما.
(۲) انظر مناقب الشافعي / للبيهقي ج / ١ ص / ٢٩٣ و ٢٩٤ ،
وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ٣ من سورة النور، والآية / ۲۳ من سورة
النساء، والآية / ٤٩ من سورة الأحزاب... أو غير ذلك مما ورد على هذا الشكل
١٥٣
________________________________________
ب
العزو بدون ذكر الاسم صراحة مثل: فسمعت من أرضى علمه بالقرآن
يزعم
(۱)....)
أو أخبرنا الثقة من أصحابنا، أو سمعت من أثق بخبره وعلمه
يذكر... (٢)، وغير
ذلك.
ثانياً: العزو غير المباشر:
-أ سواء كان لبعض المفسرين مثل قوله :
ذكر لبعض أهل التفسير هذا أو قال
(۳)
(٤)
بعض أهل العلم بالتفسير
(٣) ، أو فقال بعض أهل العلم بالقرآن ... وغير
ذلك.
(0)
أو كان
لعموم المفسرين مثل قوله : فزعم أهل العلم بالتفسير ... وغير
ذلك.
ج أو
كان بلفظ العموم المطلق، مثل قوله وذهب عوام أهل العلم، أو لم أعلم خلافاً (٢)...
وغير ذلك.
(۱) مناقب الشافعي / للبيهقي ج ١ ص / ۲۸۵ وانظر على سبيل المثال:
تفسير الآية ٦ من سورة المائدة ... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(۲) مناقب
الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ۲۸۹ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآيات/ ١-٤ من
سورة المزمل، والآية / ٤٣ من سورة النساء... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ. (۳)
مناقب الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ۲۹۱ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ١٢٩
من سورة النساء، والآية / ۷۹ من سورة الواقعة... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ.
(٤) مناقب الشافعي / للبيهقي ج ١ ص / ۲۹۹ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/
٤٣ من سورة النساء... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(٥) مناقب الشافعي
للبيهقي ج / ١ ص / ٢٩٦ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ٣٣ من سورة الحج
وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(٦) مناقب الشافعي / للبيهقي ج / ١ ص / ٢٨٦ ،
وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ٣ من سورة المائدة وغيرهما مما ورد على هذا
اللفظ.
154
________________________________________
يذكر الآراء
المحتملة لتفسير الآية، ثم يرجح ما يذهب إليه، إما بدلالة ظاهر الآية (١)، أو
بالسنة أو بدلالة اللغة من الشعر أو لسان
(۲)
(۳)
العرب)،
وأحياناً يذكر تفسيره الذي يعتمده في الآية، ثم يذكر: وقيل غير
ذلك بدون
مناقشة
(٤)
-۹- يناقش آراء غيره التي وردت في تفسيرهم لهذه الآية التي
يفسرها في أغلب الأحيان، ثم يرجح رأيه كما سبق بالفقرة السابقة رقم/٧، وفي بعض
--
الأحيان
يهمل مناقشة الرأي الذي لا يرجحه.
-١٠ ترجيحه للرأي الذي يعتمده يكون بعدة
عبارات هي:
أ وأحسب ما قال كما قال.
ب وهذا المعنى تحتمله الآية.
ج-
وما أشبه ما قال بما قال.
د وما أشبه ما قيل من هذا بما قيل.
وما أشبه
ما قالوا من هذا بما قالوا.
۱۱ - يستخلص تعاريف عامة في تفسيره لبعض الآيات
مثل قوله: وجماع المعروف كذا.... جماع العشرة جماع القسم، جماع أسباب طلب الخلع
من
المرأة، القرء، الفاحشة... وغير ذلك.
(۱) انظر أحكام القرآن ج ۱ ص /
۲۷۲ و ۲۷۳ في تفسير الآية / ۱۷۸ من سورة البقرة... وغيرها. (۲) مناقب الشافعي /
للبيهقي ج / ١ ص / ۲۸۵ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية/ ٦ من سورة
المائدة... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(۳) مناقب الشافعي / للبيهقي ج /
١ ص / ۲۸۷ و ۲۸۸ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ٦ من سورة المائدة،
والآية / ٤٣ من سورة النساء... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ. (٤) مناقب الشافعي
/ للبيهقي ج / ١ ص / ۲۹۸ و ۲۹۹ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ٤ من سورة
المدثر ... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
________________________________________
۱۲
- في نهاية تفسيره غالباً، وأحياناً في بداية التفسير للآية، أو في أثناء
تفسيرها، يفوض العلم بما يفسره إلى الله ورعاً وتقوى. مثل قوله: الله أعلم بمعنى
ما
أراد ... والله تعالى أعلم وما شابه هذا المعنى، ومثله كثير في أثناء
تفسيره.
-۱ اتباع الرأي الصواب مهما كان قائله بلا تعصب لرأي أحد، لأن همه
الوصول إلى التفسير المراد من الآية )
(1)
١٤ - وبالعموم يعتبر تفسيره
من التفسير بالمأثور، فيما ورد من نصوص نبوية، وتفسير بالاجتهاد على ضوء النصوص
ودلالة اللغة العربية وأساليبها.
(۱) انظر أحكام القرآن ج ۱ ص / ۲۷۸ في
تفسير الآية / ۱۷۸ من سورة البقرة... وغيرها.
١٥٦
________________________________________
الفصل
الرابع مكانة الإمام الشافعي في التفسير وتأسيسه لقواعد مهمة في علم التفسير
تمهيد.
المبحث
الأول: مكانة الشافعي في تفسير كتاب الله وأهمية ذلك.
المبحث الثاني: تأسيس
الشافعي لقواعد مهمة في علم التفسير.
١٥٧
-
________________________________________
الفصل الرابع مكانة الإمام الشافعي في التفسير ، وتأسيسه لقواعد مهمة في علم
التفسير
تمهيد
يتبوأ الإمام الشافعي مكانة عالية في التفسير، رفيعة في الاستنباط، شامخة
في المناظرات والحجج.
شهد له شيخه سفيان بن عيينة في مكة بذلك، بل كان يحيل
من يسأله عن شيء من تفسير القرآن الكريم، إلى هذا الفتى المطلبي، لتأكده من
براعته في التفسير
(1) وهذا شيخه الأول مسلم بن خالد الزنجي يأذن له
بالإفتاء، وهو ابن خمس عشرة سنة، ويقسم يميناً بالله أنه قد آن له (أي: للشافعي)
أن يفتي
(۲) ومعلوم أنه لا يؤذن لأحد في ذلك العصر بالفتيا، إلا إذا كان
عالماً متمكناً من التفسير والحديث وعلوم القرآن والسنة كأساس للفتيا والاجتهاد،
وما
ذلك يتبع
من فهم ثاقب، وعقل راجح.
(۱) انظر الإمام الشافعي
للدقر ص/ ٥٩,٥٨
(۲) المرجع السابق ص / ٥٩
١٥٩
________________________________________
لقد
أعجب الإمام مالك – إمام دار الهجرة – بحسن قراءة الشافعي للموطأ بين
يديه،
حتى إذا أراد الشافعي أن يمسك عن القراءة، قال له مالك: (يافتي زد)
(۱)
ولنقرأ
تزكيه سمعها عبد الرحمن بن مهدي من الإمام مالك، تبين مكانة الشافعي في الفهم،
حيث يقول: (ما يأتيني من قرشي أفهم من هذا الفتى)، بل يتنبأ له بمستقبل علمي رائد
فيقول: (إن يك أحد يفلح فهذا الغلام) وهذه شهادة أبي حسان الزيادي حيث يقول: (ما
رأيت أحداً أقدر على
(۲)
(۳)
انتزاع المعاني من القرآن والاستشهاد
على ذلك من اللغة من الشافعي) وانظر إلى قول إمام أهل الظاهر داود بن علي قال لي
إسحاق بن راهويه: ذهبت أنا وأحمد بن حنبل إلى الشافعي بمكة، فسألته عن أشياء
فوجدته فصيحاً، حسن الأدب، فلما فارقناه أعلمني جماعة من أهل الفهم بالقرآن : أنه
أعلم الناس في زمانه بمعاني القرآن (٤) .
ونجد في ثناء أحمد بن حنبل على
الشافعي وضوحاً على أنه لم ير مثل الشافعي، حيث يقول : (ما رأيت أحداً أفقه في
كتاب الله هذا الفتى) (ه)، من وقوله كانت أقفيتنا - أي أصحاب الحديث - في أيدي
أصحاب أبي حنيفة ما تنزع حتى رأينا الشافعي، فكان أفقه الناس في كتاب الله، وفي
سنة رسوله
(٦) ( (...)
(۱) المرجع السابق للدقر ص / ٧٧
(۲) انظر
الإمام الشافعي للدقر ص / ۷۸ وانظر مناقب الشافعي لابن كثير ص/ ١٣٩ (۳) انظر
الإمام الشافعي للدقر ص / ۱۹۷ وانظر مناقب الشافعي لابن كثير ص/ ١٦٩
(٤)
انظر الإمام الشافعي / للدقر ص / ١٩٧
،
(0) انظر مناقب الشافعي لابن
كثير ص/ ١١٢ (٦) انظر مناقب الشافعي لابن كثير ص / ١٤٨
17.
________________________________________
وانظر
إلى قول الإمام محمد بن الحسن في الشافعي عندما وضع كتبه: إن
تكلم أصحاب
الحديث يوماً، فبلسان الشافعي)
(1)
(۱) مناقب الشافعي / لابن كثير ص /
١٤٨
١٦١
________________________________________
ب ثم تفسيره
بالسنة (إذا وجد).
ج فبأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، حسب التفصيل الذي
ذكرناه في موضعه).
ثم أخذه بإجماع أهل العلم على تفسير تلك الآية (وفق ما
فصلناه
سابقاً).
أخذه بالقياس في تفسير بعض الآيات، بحمل معاني بعضها
على
بعض.
و ثم أخذه بأقوال الأئمة، والسلف ممن سبقه أو عاصره، إذا
وافق
اجتهاده.
ز اللغة العربية واللسان العربي عند وجود النصوص، كداعم
لما فسره أو عند عدم النص، كبيان للفظ القرآني الذي نزل بلغة العرب.
يعزو ما
ينقله من آراء في التفسير حسب ما يلي:
أولاً : العزو المباشر:
أ بذكر
صاحب القول صراحة سواء كان من الصحابة مثل: نقله عن عن أبي بكر، أو عمر، أو علي
أو عائشة أو ابن عمر، أو ابن عباس... أو
(1)
غيرهم رضوان الله عليهم
أجمعين.
أو كان من التابعين والأئمة مثل: وقال عطاء، أو مجاهد، أو قتادة، أو
عكرمة أو مقاتل، أو ابن المسيب... أو غيرهم رحمهم
(۲)
الله أجمعين.
(۱)
انظر مناقب الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ٣٠٣ و ٣٠٤ ، و ص/ ٣٧٧ وانظر على سبيل
المثال: تفسير الآية / ۲ من سورة فاطر، والآية / ١١ من سورة محمد... وغيرهما.
(۲)
انظر مناقب الشافعي / للبيهقي ج / ١ ص / ٢٩٣ و ٢٩٤ ، وانظر على سبيل المثال:
تفسير الآية / ٣ من سورة النور، والآية / ۲۳ من سورة النساء، والآية / ٤٩ من سورة
الأحزاب... أو غير ذلك مما ورد على هذا الشكل
١٥٣
________________________________________
ب
العزو بدون ذكر الاسم صراحة مثل: فسمعت من أرضى علمه بالقرآن
يزعم
(۱)....)
أو أخبرنا الثقة من أصحابنا، أو سمعت من أثق بخبره وعلمه
يذكر... (٢)، وغير
ذلك.
ثانياً: العزو غير المباشر:
-أ سواء كان لبعض المفسرين مثل قوله :
ذكر لبعض أهل التفسير هذا أو قال
(۳)
(٤)
بعض أهل العلم بالتفسير
(٣) ، أو فقال بعض أهل العلم بالقرآن ... وغير
ذلك.
(0)
أو كان
لعموم المفسرين مثل قوله : فزعم أهل العلم بالتفسير ... وغير
ذلك.
ج أو
كان بلفظ العموم المطلق، مثل قوله وذهب عوام أهل العلم، أو لم أعلم خلافاً (٢)...
وغير ذلك.
(۱) مناقب الشافعي / للبيهقي ج ١ ص / ۲۸۵ وانظر على سبيل المثال:
تفسير الآية ٦ من سورة المائدة ... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(۲) مناقب
الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ۲۸۹ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآيات/ ١-٤ من
سورة المزمل، والآية / ٤٣ من سورة النساء... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ. (۳)
مناقب الشافعي للبيهقي ج / ١ ص / ۲۹۱ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ١٢٩
من سورة النساء، والآية / ۷۹ من سورة الواقعة... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ.
(٤) مناقب الشافعي / للبيهقي ج ١ ص / ۲۹۹ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/
٤٣ من سورة النساء... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(٥) مناقب الشافعي
للبيهقي ج / ١ ص / ٢٩٦ ، وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ٣٣ من سورة الحج
وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(٦) مناقب الشافعي / للبيهقي ج / ١ ص / ٢٨٦ ،
وعلى سبيل المثال: انظر تفسير الآية/ ٣ من سورة المائدة وغيرهما مما ورد على هذا
اللفظ.
154
________________________________________
يذكر الآراء
المحتملة لتفسير الآية، ثم يرجح ما يذهب إليه، إما بدلالة ظاهر الآية (١)، أو
بالسنة أو بدلالة اللغة من الشعر أو لسان
(۲)
(۳)
العرب)،
وأحياناً يذكر تفسيره الذي يعتمده في الآية، ثم يذكر: وقيل غير
ذلك بدون
مناقشة
(٤)
-۹- يناقش آراء غيره التي وردت في تفسيرهم لهذه الآية التي
يفسرها في أغلب الأحيان، ثم يرجح رأيه كما سبق بالفقرة السابقة رقم/٧، وفي بعض
--
الأحيان
يهمل مناقشة الرأي الذي لا يرجحه.
-١٠ ترجيحه للرأي الذي يعتمده يكون بعدة
عبارات هي:
أ وأحسب ما قال كما قال.
ب وهذا المعنى تحتمله الآية.
ج-
وما أشبه ما قال بما قال.
د وما أشبه ما قيل من هذا بما قيل.
وما أشبه
ما قالوا من هذا بما قالوا.
۱۱ - يستخلص تعاريف عامة في تفسيره لبعض الآيات
مثل قوله: وجماع المعروف كذا.... جماع العشرة جماع القسم، جماع أسباب طلب الخلع
من
المرأة، القرء، الفاحشة... وغير ذلك.
(۱) انظر أحكام القرآن ج ۱ ص /
۲۷۲ و ۲۷۳ في تفسير الآية / ۱۷۸ من سورة البقرة... وغيرها. (۲) مناقب الشافعي /
للبيهقي ج / ١ ص / ۲۸۵ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية/ ٦ من سورة
المائدة... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
(۳) مناقب الشافعي / للبيهقي ج /
١ ص / ۲۸۷ و ۲۸۸ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ٦ من سورة المائدة،
والآية / ٤٣ من سورة النساء... وغيرهما مما ورد على هذا اللفظ. (٤) مناقب الشافعي
/ للبيهقي ج / ١ ص / ۲۹۸ و ۲۹۹ ، وانظر على سبيل المثال: تفسير الآية / ٤ من سورة
المدثر ... وغيرها مما ورد على هذا اللفظ.
________________________________________
۱۲
- في نهاية تفسيره غالباً، وأحياناً في بداية التفسير للآية، أو في أثناء
تفسيرها، يفوض العلم بما يفسره إلى الله ورعاً وتقوى. مثل قوله: الله أعلم بمعنى
ما
أراد ... والله تعالى أعلم وما شابه هذا المعنى، ومثله كثير في أثناء
تفسيره.
-۱ اتباع الرأي الصواب مهما كان قائله بلا تعصب لرأي أحد، لأن همه
الوصول إلى التفسير المراد من الآية )
(1)
١٤ - وبالعموم يعتبر تفسيره
من التفسير بالمأثور، فيما ورد من نصوص نبوية، وتفسير بالاجتهاد على ضوء النصوص
ودلالة اللغة العربية وأساليبها.
(۱) انظر أحكام القرآن ج ۱ ص / ۲۷۸ في
تفسير الآية / ۱۷۸ من سورة البقرة... وغيرها.
١٥٦
المبحث الأول مكانة الإمام الشافعي في تفسير القرآن الكريم وأهمية
تفسيره
أولاً : مكانة الإمام الشافعي في تفسير القرآن الكريم:
يكفي الشافعي
مكانة أنه جمع علم أهل الحجاز عن الشيخين الجليلين فيها الإمام سفيان بن عيينة في
مكة، والإمام مالك بن أنس في المدينة، وجمع علم العراق عن الإمام محمد بن الحسن
ببغداد، كما جمع فقه الأئمة الآخرين من أتباعهم أثناء رحلاته إلى العراق ومصر
واليمن.
بهذا تمكن الشافعي من امتلاك أهلية الاجتهاد بجدارة، فأصل الأصول
بعلم الفقه، ووضع القواعد الكثيرة لعلم مصطلح الحديث، وعلم التفسير، كما بين
كيفية الاجتهاد وشروطه وضوابطه وآلة القياس، وأسس المناظرة، كل هذه المكانة ونفسه
عزيزة مطمئنة، متوجهة إلى الله ،بخشوع، ورضاً له سبحانه وتعالى. مما سبق يتضح أن
الشافعي رحمه الله نبغ فقيهاً لامعاً، ومفسراً بارعاً لكتاب الله تعالى وسنة
رسوله ، خبيراً باللغة العربية وبلاغتها وأساليبها، جامعاً للمجد من جميع أطرافه
(النسب العلم الدين الخلق) فاستحق فعلاً أن يكون المقصود بحديث رسول الله :
«اللهم اهدِ قريشاً، فإن عالمها يملأ الأرض
هو
١٦٢
________________________________________
علماً
... (١) الحديث، قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد): هذه الصفة لا تنطبق إلا على
الشافعي، فإنا لا نعرف أحداً من الفقهاء من قريش، طبق علمه البلاد، واشتهر في
الآفاق، مثل الشافعي رحمه الله (۲) .
واستحق بحق أن ينطبق عليه حديث المصطفى
: « إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها (۳)
الحديث، والذي فسره الإمام أحمد فقال: فكان في المائة الأولى، عمر بن عبد العزيز،
وفي المائة الثانية: الشافعي
والذي ينظر في تفسيره الذي أعاننا الله على
جمعه وتحقيقه، يرى هذه المكانة واضحة المعالم رفيعة الجانب فيها الدرر الكامنة
والتبر اللامع، والاستنباط القوي المدعم بالدليل من النص، واللغة.
ثانياً :
أهمية تفسير الإمام الشافعي
تظهر مكانة وأهمية تفسير الإمام الشافعي رحمه
الله لطالب العلم،
،وللباحث، وللمكتبة الإسلامية في التفسير وعلومه، بالنقاط
التالية:
-1
أقدم تفسير وردنا قريب العهد من التابعين وتابعي التابعين،
وقد تأثر بآرائه وأقواله من أتى بعده كالإمام الطبري (شيخ المفسرين) والرازي،
وابن كثير، والسيوطي وغيرهم كثير، حتى إنه ليتعذر أن يخلو كتاب تفسير من آراء
الإمام الشافعي في التفسير، خاصة ما يتعلق بآيات الأحكام.
(1) الحديث سبق
تخريجه وله شواهد تقويه ،وتعضده انظر مناقب الشافعي / لابن كثير وتعليق د. خليل
ملا خاطر ص/ ١٣٣ و ١٣٤ .
(۲) انظر مناقب الشافعي لابن كثير ص/ ١٣٥ .
(۳)
الحديث رواه أبو داود منفرداً به، عن سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب به، انظر
مناقب الشافعي لابن كثير ص/ ١٣٦-١٣٨) المتن والهامش).
١٦٣
________________________________________
٢-
يعتبر مرآة عصره، إذ نجد فيه آراء ونقد المدرستين العلميتين اللتين
عاصرهما
وهما:
أ مدرسة أهل الحديث في الحجاز.
ب ومدرسة الرأي في العراق.
بالإضافة
إلى رأي غيرهما ممن عاصره وتلقى عنه، أو ناظره.
أخرج لنا مدرسة جديدة في
التفسير، والفقه وغيرهما، وقام بتقعيد القواعد، وضبط أصول الاجتهاد، سابقاً
لغيره، وقدوة لغيره، فاستفاد منه من عاصره، ومن أتى بعدهم. -٤- لا نجد في تفسيره
مكاناً أو ذكراً للقصص الإسرائيلية، التي شاعت فيما بعد بكتب التفسير.
-٥-
يعتبر مرجعاً ثرياً في اللغة والأدب، بل حجة فيهما بشهادة أهل الاختصاص فيهما،
وبضلاعته باللسان العربي، استطاع أن يستنبط القواعد لفهم تفسير القرآن الكريم
وأحكامه.
-٦
-٦ ملتزم بمذهب أهل السنة والجماعة في المذهب العقدي، وعدم
تأثره بمذاهب أهل الكلام، وغيرهم مما ساد في عصره.
-٧- من أوائل من وضع
ضوابط للنسخ في التفسير، وتراه ينص على ذلك، ويناقش لإثبات النسخ الذي ثبت
لديه.
- يعتمد على المأثور (كتاب أو سنة أو أقوال صحابة) أولاً إذا وجد،
وإلا فالإجماع إذا وجد وهذا نادر كما ذكرنا، وكلاهما ثروة تاريخية لتطور التشريع
في زمنه وإلا فاللغة هي السبيل لتفسير كلام الله تعالى الذي نزل باللغة العربية،
يقيس فيها ويجتهد على ضوئها.
١٦٤
________________________________________
-9 يعتبر
ثروة تفسيرية وفقهية وأصولية وحديثية ولغوية، يستفيد منها كل باحث كانت متناثرة
في أثناء الأبواب الفقهية أعاننا الله على جمعها، فله الحمد والمنة والفضل
والثناء الحسن كما يحب ربنا ويرضى.
-١٠ من أوائل التفاسير التي نبهت ووضحت
العام والخاص، والمطلق والمقيد، الوارد في النصوص القرآنية مع ربطها بالأحاديث
النبوية الشريفة.
-١١- لم يكن الباعث للشافعي فيما وضعه من أصول وضوابط نزعة
مذهبيه، إنما وضعها لنفسه، وتقيَّد بها ، ورسم حدودها للمجتهدين في عصره،
ومَنْ
بَعْدَهم، حتى لا يكونوا حُطَّاب ليل، فيُلدغون من حيث لا يشعرون.
لهذه
الأسباب، وقد يوجد غيرها، كان واجباً علينا إخراج تفسير الإمام الشافعي حتى تكون
له المكانة البارزة - بإذن الله وفضله - بين كتب التفسير الأخرى، وحتى لا يستغرب
أحدٌ بأن للشافعي تفسيراً رائعاً يستحق أن يجمع من كتبه كما قيل لي باستغراب
عندما بدأت عملي لاستخراج هذا التفسير الجليل، والله أسأل أن ينفعني به وجميع
المسلمين وأن يضع له القبول الحسن، وأن يجعل له القيمة العلمية العظيمة التي
سنستفيدها من تفسيره رحمه الله تعالى. ويكفى أنه (تفسير الإمام الشافعي الذي ملأ
طباق الأرض علماً، فكان فريد عصره، ودرة دهره وحاز على القبول في زمانه وما زال
حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
________________________________________
المبحث الثاني تأسيس الإمام الشافعي لقواعد مهمة في علم التفسير
سبق الشافعي غيره في تأسيس تفسيره واجتهاداته الفقيهة على منهج علمي،
وكانت أدوات التفسير ووسائله طوع بنانه من علمه بالسنة، وتحصيله كنوز العلم
بالعراق، مع علوم القرآن والحجة في اللغة فكان يفسر عن علم وثقة.
ونجد
الإمام الرازي يقول في هذا الصدد: (واعلم أن نسبة الشافعي إلى علم الأصول كنسبة
أرسططاليس إلى علم المنطق، وكنسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض)
(1)
ومن
يستقرئ ما كتبه الشافعي في الرسالة والأم، واختلاف الحديث، وجماع العلم، وغيرها،
يَرَ من الأصول التي استخرجها الشافعي رحمه الله كتاب الله ما يجعله رائداً في
هذا الميدان.
صحيح
من
أن الشافعي اشتهر بأنه أول واضع لعلم أصول
الفقه، بل ينقل الإمام الرازي اتفاق الناس حول هذا الأمر، ولكنه وضع كثيراً من
القواعد والأسس في مصطلح الحديث وقبول روايته والعمل بحديث الآحاد وضوابط ذلك،
كما أنه وضع قواعد في علم التفسير كان سباقاً إليها تشمل الخاص، والعام، واللفظ
المطلق والمقيد وضوابط للنسخ والقياس وغير ذلك مما سنذكره في هذا المبحث بإذن
الله تعالى.
(1) الرسالة مقدمة المحقق ص / ۱۳ ، وانظر الإمام الشافعي للدقر
ص / ۲۲۷، وانظر الشافعي حياته وعصره لأبي زهرة ص ١٥٩
١٦٦
________________________________________
ولا
ننسى قبل أن نذكر ونستخلص هذه القواعد أن نوضح ونؤكد على
إخلاص الشافعي في
طلب العلم والتعليم الله تعالى فلم يكن عنده غرور ولا مكابرة ولا يبالي في
المناظرات هل يظهر الحق معه أو مع مناظره (۱)، ولا يتمسك برأيه بل كان يراجع ما
كتبه مراراً، ويعتبر رأيه لا شيء إذا خالف المصدر الأساس عنده كتاب الله تعالى
وسنة رسوله ) فنراه يقول: (لقد ألْفتُ هذه الكتب، ولم آل فيها، ولا بد أن يوجد
فيها الخطأ ؛ لأن الله تعالى قال:
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: ۸۲] الآية، فما وجدتم في كتبي
هذه ما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه)
أهم القواعد التي سار عليها الشافعي في التفسير والاجتهاد
(۲)
استطعنا بفضل الله أن نستنبط أهم القواعد التي التزم بها الشافعي
في تفسيره لكتاب الله عل.
أو في اجتهاداته الفقهية عامة فانتقينا منها ما
يناسب بحثنا، وتركنا ما يتعلق بغيره خشية الإطالة.
وإننا نرتب أهم هذه
القواعد وفق الآتي:
أولاً : قواعد عامة:
١- غير العالم يسعه الاتباع، ولا يسعه القياس (۳) ، (أي: الاجتهاد، لأنه
لم يملك
أدواته).
(۱) انظر آداب الشافعي ومناقبه للرازي ص/ ٣٢٦.
(۲)
ورد عنه ذلك بعدة روايات انظر مناقب الشافعي لابن كثير ص / ۱۷۷-۱۷۹، وانظر
آداب
الشافعي ومناقبه للرازي ص/ ٣٢٥.
(۳) الرسالة الفقرات / ١٤٧٦-١٧٤٩،
ص ٥١١.
١٦٧
________________________________________
-۲ ليس
لأحدٍ أبداً أن يقول: في شيء حلَّ ولا حَرُمَ إلا من جهة العلم، وجهة
العلم:
الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس)
(۱)
-٣- من تكلف
الاجتهاد فيما جهل - وإن وافق الصواب - فغير محمود
(۲)
٤- العقل مضطر
إلى قبول الحق فكل ما قلت لكم ولم تقبله عقولكم، وتَرَاهُ
(۳)
حقاً،
فلا تقبلوه تقوم الحجة بالواحد الثقة، كما تقوم بأكثر منه
(٤)
وبالتقليد
أغفل من أغفل منهم، والله يغفر لنا ولهم
ثانياً : قواعد في التفسير وما يلحق به:
-١- كتاب الله تعالى فيه سبيل الهدى لكل الحوادث
(٦)
(0)
-
ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، ولسان العرب لا يحيط بسعته
وعلمه غير
نبي
(۷)
تفسير الآية على ظاهرها ما لم يرد تخصيص لها من كتاب، أو سنة،
أو
دلالة لسان العرب
(۸)
(۱) الرسالة الفقرة / ۱۲۰ ص / ۳۹ ،
والفقرة/ ١٣١، ص / ٤١ . (۲) كتاب جماع العلم الفقرة / ١٥٤ ص / ٣١ .
(۳) آداب
الشافعي ومناقبه / للرازي ص/ ۹۲.
(٤) أحكام القرآن ج ۱ ص ۳۱-۳۲.
(٥)
الرسالة الفقرة/ ١٣٦ ص / ٤٢ .
(٦) الرسالة الفقرة / ٤٨ ص / ۲۰ ، وانظر أحكام
القرآن، ج ۱، ص۲۱.
(۷) الرسالة الفقرة / ١٢٧ ص / ٤٠ والفقرة / ١٣٤ ص / ٤٢ ،
وانظر أحكام القرآن ج / ۱ ص ۲۲
و ٢٣.
(۸) الرسالة الفقرات / ٤٢٤ - ٤٢٧،
ص / ١٤٨ و ١٤٩ ، وانظر تفسير الآيات/ ٤ و ٦-٩ من سورة النور، وغيرها مما ورد بمثل
هذا التفسير المادي، وانظر الشافعي حياته وعصره لأبي زهرة ص / ٢٨٤-٢٩٣.
١٦٨
________________________________________
-٤-
لا تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله (١).
(۲)
-٥ لا
ينسخ نص من القرآن إلا بنص قرآني - لا تنسخ السنة الكتاب، لأنها تبع له ومفسرة
لما أجمل فيه البيان في القرآن إما نص واضح، وإما مجمل يحتاج إلى بيان السنة
(٤)
(۳)
-۸-
كل ما أنزل الله في كتابه رحمةً وحجةً، عَلِمَهُ من علمه، وجَهَلَهُ من لا
جهله،
لا يعلم من جهله، ولا يجهل من
علمه
(0)
- إذا نسخ القرآن الكريم
سنة لرسول الله سن الرسول سنة تنسخ
(٦)
سنته التي نُسخت بالكتاب ؛
لتقوم الحجة على الناس بها ۱۰ - يعرف العموم و الخصوص بالنص القرآني من السنة
بخبر أو سبب نزول)، فإن لم يكن فمن دلالة السياق للفظ العربي ۱۱ - النهي عما أصله
محرم يقتضي تحريم الأصل، ويبطل منه ما خالف
النهي
(A)
(۷)
١٢
- النهي عن فعل متصل بما أصله مباح، لا يقتضي تحريم الأصل
(۱) الرسالة
الفقرة / ٥٣٧ ص / ١٩٨ .
(۲) الرسالة الفقرة / ٣١٤ ص / ١٠٦ ، وانظر أحكام
القرآن ج ۱ ص / ۳۳.
(۳) نفس المرجع السابق.
(۹)
(٤) الرسالة
الفقرات / ٤٢١-٤٣١ ص / ١٤٧ - ١٥٠ ، والفقرات / ٥٥-٥٩ ص ٢١-٢٢ (٥) الرسالة الفقرة
٤٣ ص ١٩. (٦) أحكام القرآن ج / ١ ص / ٣٤ - ٣٦ ومثل لذلك بتأخير الصلوات في الخندق
عن وقتها حتى صلاها بالليل متتابعة، فلما نَسَخت صلاة الخوف التأخير ، نسخ النبي
تأخير الصلاة عن وقتها عملاً بالكتاب وانظر الرسالة الفقرة / ٣٢٤ ص / ۱۰۸
والفقرة/ ٣٣٠ ص / ١١٠ .
(۷) أحكام القرآن ج ۱ ص ۲۳-۲۷.
(۸) الرسالة
الفقرات / ٩٢٦-٩٤٤ والفقرات/ ٩٥١ - ٩٦٠ ، ص / ٣٤٣-٣٥٥. (۹) الرسالة الفقرات / ٩٤٥
- ٩٦٠ ص ٣٢٣-٣٥٥.
١٦٩
________________________________________
١٣
- قل ما اختلف العلماء في شيء إلا وجد الدليل من الكتاب، أو السنة، أو
القياس
على الصواب منه
(1)
ثالثاً: قواعد خاصة بالشافعي تصلح أن يتمثلها كل العلماء:
(۲)
- إذا صح لكم الحديث فخذوا به، ودعوا قولي (٢) .
-۲- ما
ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ
(۳)
" (0)
-٣ وددت أن الناس لو تعلموا
هذه الكتب (أي: كتبه ولم ينسبوها -٤- وددت أن ما في قلبي من علم عند كل أحد ولا
ينسب إلي إن أصبتم الحجة في الطريق مطروحة، فاحكوها عني، فإني قائل بها ٦- من
التدين أن أرجع عما كنت أرى، إلى ما رأيته الحق
-
(V)
(٤) ،
(٦)
وهناك
قواعد أخرى في الفقه وأصوله والحديث ومصطلحه آثرنا عدم
ذكرها خشية الإطالة
ولعلنا إذا وفق ربنا سبحانه وتعالى، أن نستخرج جميع هذه القواعد مع شرحها في كتاب
خاص، إن شاء الله تعالى.
(۱) الرسالة الفقرة / ١٦٨٢ ص / ٥٦٢ .
(۲) آداب
الشافعي ومناقبه للرازي ص/ ٣٢٥ و ٩٣ . (۳) آداب الشافعي ومناقبه للرازي ص/ ٩٣,٩١
و ٣٢٦. (٤) آداب الشافعي ومناقبه للرازي ص/ ٩١ ٣٢٦. (0) آداب الشافعي ومناقبه /
للرازي ص/ ٩١و ٩٢. (٦) آداب الشافعي ومناقبه / للرازي ص/ ٩٤ . (٧) كتاب جماع
العلم الفقرة ٥٣ ص / ١٩.
۱۷۰
________________________________________
خاتمة البحث
وتتضمن:
-
المبحث الأول: النتائج التي ظهرت من الدراسة
والتحقيق.
المبحث الثاني: التوصيات التي يلزم مراعاتها والأخذ بها.
۱۷۱
________________________________________
المبحث الأول النتائج التي ظهرت من الدراسة والتحقيق
بعد تلك الرحلة الشاقة الطويلة التي قضيناها، في جمع تفسير الإمام الهمام
محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى نبين النتائج التي توصلنا إليها في هذا
البحث وفق النقاط التالية:
-
١ لم يرد تفسير كامل للقرآن الكريم عن
الإمام الشافعي، وإنما ورد تفسيره لـ / ٧٤٥ سبعمائة وخمس وأربعين آية مذكورة في /
٩٥/ خمس وتسعين سورة، وهذه ثروة تفسيرية لا يستهان بها.
-
- جاءت
الآيات المفسرة عن الإمام الشافعي رحمه التالي: (مرتبة وفق عدد الآيات المفسرة من
الأكثر إلى الأقل):
الله حسب
الجدول
1 اسم السورة
عدد الآيات
المفسرة
1 اسم السورة
عدد الآيات المفسرة
1
۲
البقرة
النساء
التوبة
{
المائدة
ه
الأنعام
آل عمران
V
النور
۸۳
۹
٦٤
۱۰
۱۱
٣٨
۱۲
٢٦
۱۳
٢٥
١٤
٢٥
الأحزاب
الأعراف
النحل
الإسراء
الشعراء
هود
الأنفال
۲۲
١٨
١٨
١٨
10
١٤
۱۲
۱۷۳
________________________________________
1
اسم السورة
١٥ الأنبياء
١٦ الحج
۱۷ - الرعد
١٤ الزخرف
١٥
المؤمنون
١٦
۱۷
فصلت
الحجرات
١٨ النجم
١٩ الحجر
٢٠
الفرقان
۲۱ الزمر
٢٢ الفتح
٢٣ المجادلة
٢٤ نوح
٢٥ |
التكوير
٢٦ يوسف
۳۱
۳۲
مریم
طه
٣٣ الروم
٣٤ |
الشورى
٣٥ الحشر
٣٦ | المرسلات
۳۷ البلد
عدد الآيات 1 اسم
السورة
المفسرة
٣٨
________________________________________
عدد
الآيات
اسم السورة
المفسرة
٦١ النازعات
٦٢ الأعلى
٦٣ |
البينة
٦٤ الزلزلة
٦٥ العصر
٦٦ | لقمان ٦٧ | السجدة
٦٨ |
فاطر ٦٩ الجاثية ٧٠ الذاريات
۷۱ | القمر
۷۲ الصف
۷۳
الملك
٧٤
| الليل
٧٥ الكافرون
٧٦ الفلق
٧٧ النمل
۷۸| غافر
۲۲
1
۷۹
عدد
الآيات
اسم السورة
المفسرة
الأحقاف
1
الطور ٨١ القلم
۸۲
۸۳
٨٤
________________________________________
-
يلاحظ كذلك أن نسبة عدد الآيات التي فسرها الإمام الشافعي بالنسبة
لعدد آيات
القرآن الكريم تعادل
1
٧٤٥
= ١١,٢٦٪ من آيات القرآن الكريم
٦٦١٦
آية
على عد ابن عباس للآيات)
وبالنظر إلى هذه النسبة نجد أنها ضئيلة
الكم، لكنها غزيرة الفوائد
والأحكام.
-٥ تركز أغلب التفسير حول الأحكام
الفقهية، لذا نجد السور التي كثر التفسير فيها، لآيات تتعلق بآيات الأحكام مثل:
(البقرة، النساء، التوبة، المائدة، الأنعام آل عمران النور الأحزاب الأعراف
النحل، الإسراء، الشعراء، هود الأنفال الأنبياء الحج) وهذه تمثل : أربعمائة
واثنتين وخمسين آية، في ست
عشرة سورة بما يعادل
۱۰۰ × ٤٥٢
٧٤٥
آية
= ٦٠,٦٧٪ من مجموع الآيات المفسرة، معظمها تركز في السور الطوال.
―
-٦
- السور التي لم نجد فيها حسب علمنا وبحثنا - أي تفسير للإمام
الشافعي هي:
النبأ ،عبس الإنفطار الفجر الضحى ،التين العاديات، القارعة التكاثر،
/ ١٩/
تسع عشرة سورة: (سبأ) الدخان الرحمن، الحديد، الحاقة،
6
الهمزة الفيل
الكوثر النصر المسد.
-اهتمام الشافعي ينصرف إلى تقرير التفسير، وما ينبني
عليه من
اجتهادات فقهية بطريقة المناظرة غالباً، وبدون تجريح لمن يناظره،
وقد لا يذكر
١٧٦
________________________________________
اسمه
فيقول مثلاً وذهب آخرون أو ذهب من يخالفنا.... أو قال بعض الناس... وغير ذلك من
التعميم قدوة بحديث النبي : «ما بال أقوام...» وقليلاً ما يذكر الاسم عند
المناقشة والرد في تفسيره، إذا كان الأمر يتعلق بالاجتهادات الفقهية المذهبية،
لبيان وجهة اجتهاده.
-۸- لم أذكر هنا خطتي في العمل الجمع، ودراسة، وتحقيق
تفسير الإمام الشافعي، فقد سبق ذكرها في صدر الباب الأول (بداية الكتاب) وهي تغني
عن
إعادتها هنا.
۱۷۷
________________________________________
المبحث الثاني أهم التوصيات التي يلزم مراعاتها والأخذ بها
في خاتمة بحثنا، وعلى ضوء عملنا، ووفقاً للنتائج نرى أن نقدم التوصيات
التالية: لعل الله أن يجعل فيها النفع والبركة.
-۱- بذل الجهد في دراسة عِلم
سلفنا الصالح أمر مهم جداً، بل مطلب هام أن تشحذ الهمم من أجله، وخاصة ما كان
متعلقاً بتفسير كتاب الله، دستور المسلمين، ومرجعهم في حياتهم الدنيا والآخرة.
-۲-
ما زالت كنوز عظيمة في ثنايا كتب علماء هذه الأمة، السائرين على هدى الكتاب
والسنة، تحتاج إلى إخراج وتحقيق، حتى يستفيد منها العالم، والباحث، وطالب
العلم.
- لعل عملنا هذا أن يكون نواة لأعمال تشبهه فيكون عندنا في مكتبتنا
الإسلامية، جميع ما ورد من تفسير لبقية أئمة المذاهب الإسلامية الذين تلقوا علم
كتاب الله والسنة عن التابعين وتابعيهم، فنخرج بمجموعة مباركة من تفسير نفيس
لأمثال هؤلاء، ومن تفاسيرهم نستطيع أن نعرف أصول اجتهاداتهم الفقهية التي اشتهروا
بها فكل منهم كان جامعة علمية متنوعة يمشي على الأرض.
-٤ أوصى الجامعات
الإسلامية في بلاد المسلمين عامة بأن يتنبهوا إلى مثل هذه الأبحاث، وأن يوجه لها
الطلبة والأساتذة لعلها تربط الأمة بتراثها، وتقود
۱۷۸
________________________________________
عالمنا
الإسلامي إلى المنهج الصافي المستمد من كتاب الله ل وتفسيره، المرتبط بالحكمة
التي أعطيها رسولنا الكريم ألا وهي: سنته المطهرة. - أوصي إخواني الباحثين بألا
يبخلوا علي بآرائهم وملاحظاتهم التي يرونها أثناء اطلاعهم على هذا العمل
المتواضع، فإني والحمد الله قد بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فمن
الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ أو تقصير أو سهو فمني ومن الشيطان، وأستغفر
الله من ذلك، فالعصمة لا تكون إلا لكتاب الله ،، وسنة رسوله .
وبهذا تمت
كتابة الباب الثاني من الكتاب في صبيحة يوم السبت، الخامس والعشرين من شهر ربيع
الآخر، لسنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد الألف، من الهجرة النبوية، الموافق لليوم
السادس من شهر تموز لسنة اثنتين بعد الألفين
ميلادية.
(رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَينِ وَلَا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [الحشر: .
[V:
) رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَلِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ
صَالِحًا
تَرْضَهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيَ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: ١٥]
وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّلِحِينَ ﴾ [النمل: ١٩]
رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: ٢٠١]
اللهم ارزقني الصدق في القول، والإخلاص في العمل، اللهم اجعل كل أعمالي خالصة
لوجهك الكريم، وضع لها القبول عندك، ولدى عبادك في الأرض.
۱۷۹
________________________________________
اللهم
اغفر لنا ولوالدينا ووالد ،والدينا ولمشايخنا، ولأزواجنا، وأولادنا، وذرياتنا
واحفظنا بحفظك من الشرور والآثام، والفتن ما ظهر منها وما بطن واسترنا بسترك الذي
لا ينكشف وأدخلنا دار رحمتك مع عبادك الصالحين اللهم آمين.
وصلى الله على
حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين
۱۸۰
________________________________________
المبحث
الثاني
أهم التوصيات التي يلزم مراعاتها والأخذ بها
في خاتمة بحثنا،
وعلى ضوء عملنا، ووفقاً للنتائج نرى أن نقدم التوصيات التالية: لعل الله أن يجعل
فيها النفع والبركة.
-۱- بذل الجهد في دراسة عِلم سلفنا الصالح أمر مهم
جداً، بل مطلب هام أن تشحذ الهمم من أجله، وخاصة ما كان متعلقاً بتفسير كتاب
الله، دستور المسلمين، ومرجعهم في حياتهم الدنيا والآخرة.
-۲- ما زالت كنوز
عظيمة في ثنايا كتب علماء هذه الأمة، السائرين على هدى الكتاب والسنة، تحتاج إلى
إخراج وتحقيق، حتى يستفيد منها العالم، والباحث، وطالب العلم.
- لعل عملنا
هذا أن يكون نواة لأعمال تشبهه فيكون عندنا في مكتبتنا الإسلامية، جميع ما ورد من
تفسير لبقية أئمة المذاهب الإسلامية الذين تلقوا علم كتاب الله والسنة عن
التابعين وتابعيهم، فنخرج بمجموعة مباركة من تفسير نفيس لأمثال هؤلاء، ومن
تفاسيرهم نستطيع أن نعرف أصول اجتهاداتهم الفقهية التي اشتهروا بها فكل منهم كان
جامعة علمية متنوعة يمشي على الأرض.
-٤ أوصى الجامعات الإسلامية في بلاد
المسلمين عامة بأن يتنبهوا إلى مثل هذه الأبحاث، وأن يوجه لها الطلبة والأساتذة
لعلها تربط الأمة بتراثها، وتقود
۱۷۸
________________________________________
عالمنا
الإسلامي إلى المنهج الصافي المستمد من كتاب الله ل وتفسيره، المرتبط بالحكمة
التي أعطيها رسولنا الكريم ألا وهي: سنته المطهرة. - أوصي إخواني الباحثين بألا
يبخلوا علي بآرائهم وملاحظاتهم التي يرونها أثناء اطلاعهم على هذا العمل
المتواضع، فإني والحمد الله قد بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فمن
الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ أو تقصير أو سهو فمني ومن الشيطان، وأستغفر
الله من ذلك، فالعصمة لا تكون إلا لكتاب الله ،، وسنة رسوله .
وبهذا تمت
كتابة الباب الثاني من الكتاب في صبيحة يوم السبت، الخامس والعشرين من شهر ربيع
الآخر، لسنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد الألف، من الهجرة النبوية، الموافق لليوم
السادس من شهر تموز لسنة اثنتين بعد الألفين
ميلادية.
(رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَينِ وَلَا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [الحشر: .
[V:
) رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَلِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ
صَالِحًا
تَرْضَهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيَ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: ١٥]
وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّلِحِينَ ﴾ [النمل: ١٩]
رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: ٢٠١]
اللهم ارزقني الصدق في القول، والإخلاص في العمل، اللهم اجعل كل أعمالي خالصة
لوجهك الكريم، وضع لها القبول عندك، ولدى عبادك في الأرض.
۱۷۹
________________________________________
اللهم
اغفر لنا ولوالدينا ووالد ،والدينا ولمشايخنا، ولأزواجنا، وأولادنا، وذرياتنا
واحفظنا بحفظك من الشرور والآثام، والفتن ما ظهر منها وما بطن واسترنا بسترك الذي
لا ينكشف وأدخلنا دار رحمتك مع عبادك الصالحين اللهم آمين.
وصلى الله على
حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين
۱۸۰
________________________________________
عالمنا
الإسلامي إلى المنهج الصافي المستمد من كتاب الله ل وتفسيره، المرتبط بالحكمة
التي أعطيها رسولنا الكريم ألا وهي: سنته المطهرة. - أوصي إخواني الباحثين بألا
يبخلوا علي بآرائهم وملاحظاتهم التي يرونها أثناء اطلاعهم على هذا العمل
المتواضع، فإني والحمد الله قد بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فمن
الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ أو تقصير أو سهو فمني ومن الشيطان، وأستغفر
الله من ذلك، فالعصمة لا تكون إلا لكتاب الله ،، وسنة رسوله .
وبهذا تمت
كتابة الباب الثاني من الكتاب في صبيحة يوم السبت، الخامس والعشرين من شهر ربيع
الآخر، لسنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد الألف، من الهجرة النبوية، الموافق لليوم
السادس من شهر تموز لسنة اثنتين بعد الألفين
ميلادية.
(رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَينِ وَلَا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [الحشر: .
[V:
) رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَلِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ
صَالِحًا
تَرْضَهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيَ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: ١٥]
وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّلِحِينَ ﴾ [النمل: ١٩]
رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: ٢٠١]
اللهم ارزقني الصدق في القول، والإخلاص في العمل، اللهم اجعل كل أعمالي خالصة
لوجهك الكريم، وضع لها القبول عندك، ولدى عبادك في الأرض.
۱۷۹
________________________________________
اللهم
اغفر لنا ولوالدينا ووالد ،والدينا ولمشايخنا، ولأزواجنا، وأولادنا، وذرياتنا
واحفظنا بحفظك من الشرور والآثام، والفتن ما ظهر منها وما بطن واسترنا بسترك الذي
لا ينكشف وأدخلنا دار رحمتك مع عبادك الصالحين اللهم آمين.
وصلى الله على
حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين
۱۸۰
________________________________________
اللهم
اغفر لنا ولوالدينا ووالد ،والدينا ولمشايخنا، ولأزواجنا، وأولادنا، وذرياتنا
واحفظنا بحفظك من الشرور والآثام، والفتن ما ظهر منها وما بطن واسترنا بسترك الذي
لا ينكشف وأدخلنا دار رحمتك مع عبادك الصالحين اللهم آمين.
وصلى الله على
حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين