اسم الكتاب ـ تفسير الإمام الشافعي المجلد الثاني
المؤلف: الإمام الشافعي؛ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله
المحقق: أحمد مصطفى الفران
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
سنة النشر: 1427 - 2006
عدد المجلدات: 3
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 1529
نبذة عن الكتاب: أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من جامعة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالخرطوم - تم دمج المجلدات في ملف واحد للتسلسل تاريخ إضافته: 04 / 11 / 2008
فهرست الموضوعات
- سورة الرعد
- قال الله عز وجل: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء)
- قال الله عز وجل: (الله خالق كل شيء)
- قال الله عز وجل: (إنما يتذكر أولو الألباب (١٩)
- قال الله عز وجل: (يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق (٢٠)
- قال الله عز وجل: (أولئك لهم اللعنة)
- قال الله عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب (٢٨)
- قال الله عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب (٢٨)
- قال الله عز وجل: (وكذلك أنزلناه حكما عربيا)
- قال الله عز وجل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (٣٩)
- قال الله عز وجل: (لا معقب لحكمه)
- العودة الي كتاب تفسير الإمام الشافعي لـ أحمد مصطفي الفران المجلد الأول
- العودة الي كتاب تفسير الإمام الشافعي لـ أحمد مصطفي الفران المجلد الثاني
سورة الرعد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله ﷿: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ)
الأم (أيضًا): الإشارة إلى المطر:
قال الشَّافِعِي ﵀: وبلغني عن مجاهد أنه قال: وقد سمعت من تصيبه
الصواعق، كأنه ذهب إلى قول اللَّه ﷿: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ) الآية.
وسمعت من يقول: الصواعق ربما قتلت وأحرقت.
* * *
قال الله ﷿: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)
الأم: باب (حكاية قول الطائفة التي ردت الأخبار كلها):
قال الشَّافِعِي ﵀: - قال المحاور -: ولكن أرأيت العام في القرآن، كيف جعلته عامًّا مرة وخاصًا أخرى؟
قلت له لسان العرب واسع، وقد تنطق بالشيء
٢ / ٩٨٤
عامًا تريد به العام، وعامًا تريد به الخاص فَيَبِينُ في لفظها، ولست أصير في ذلك بخبر إلا بخبر لازم، وكذلك أنزل في القرآن فبَيَّن في القرآن مرة، وفي السنة أخرى.
قال: فاذكر منها شيئًا، قلت: قال الله ﷿: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الآية، فكان مخرجًا بالقول عامًّا يراد به العام.
* * *
قال الله ﷿: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩)
أحكام القرآن: فصل (فيما يؤثر عنه - الشَّافِعِي - من التفسير والمعاني في
الطهارات والصلوات):
قال الشَّافِعِي ﵀: ومن غُلِبَ على عقله بعارض أو مرض - أي
مرض كان - ارتفع عنه الفرض، لقول الله تعالى: (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)
وقوله: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الآية، وإن كان معقولًا أن لا يخاطب بالأمر والنهي إلا من عَقَلَهُمَا.
* * *
قال الله ﷿: (يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠)
أحكام القرآن: فصل (فيمن لا يجب عليه الجهاد):
قال الشَّافِعِي ﵀: وقد ذكر الله ﷿ الوفاء بالعقود: بالأيمان، في آية من كتابه منها:
قوله ﷿: (يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) الآية.
مع ما ذكر به الوفاء بالعهد.
٢ / ٩٨٥
قال الشَّافِعِي ﵀: هذا من سعة لسان العرب الذي خوطبت به.
فظاهره عام على كل عقد، ويشبه - والله أعلم - أن يكون اللَّه ﵎ أراد: أن يوفوا بكل عقد - كان بيمين، أو غير يمين - وكل عقدِ نذرِ، إذا كان في العَقْدَين للهِ طاعة، أو لم يكن له - فيما أمر بالوفاء منها - معصية.
* * *
قال الله ﷿: (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ)
آداب الشَّافِعِي: باب (ما ذكر من معرفة الشَّافِعِي اللغات، وما فسَّر من غريب الحديث، وغريب الكلام)
أخبرنا أبو الحسن، حدثنا أبو محمد، حدثنا أبي، حدثنا حرملة قال:
سمعت الشَّافِعِي ﵀، يقول في حديث عائشة ﵂: حيث
قال لها النبي ﷺ:
«واشئرطي لهم الولاء» الحديث.
معناه: اشترطي عليهم الولاء، قال الله ﷿: (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) الآية، يعني: عليهم.
* * *
قال الله ﷿: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨)
مناقب الشَّافِعِي: باب (ما يستدل به على معرفة الشَّافِعِي بأصول الكلام.
وصحة اعتقاده فيها):
قال الشَّافِعِي ﵀: إن اللَّه جل ذكره، فرض الإيمان على جوارح بني
آدم، فقسمه فيها، وفرَّقه عليها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تعالى: -
٢ / ٩٨٦
فمنها: (قلبه) الذي يعقل به، ويفقه، ويفهم، وهو أمير بدنه الذي لا ترد
الجوارح، ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره.
ومنها: (عيناه) اللتان ينظر بهما، و(أذناه) اللتان يسمع بهما، و(يداه)
اللتان يبطش بهما، و(رجلاه) اللتان يمشي بهما، و(فرجه) الذي البَاهُ من قُبُلِه، و(لسانه) الذي ينطق به، و(رأسه) الذي فيه وجهه. ..
فأما فَرضُ اللَّه على القلب من الإيمان: فالإقرار، والمعرفة، والعقد، والرضا
والتسليم بأن اللَّه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، وأن محمدًا ﷺ، عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند اللَّه من نبيٍّ أو كتاب.
فذلك ما فرض الله جل ثناؤه على القلب، وهو عمله، قال - سبحانه
وتعالى -: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الآية - وذكر الآيات التالية /
١٠٦ من سورة النحل، و٢٨ من سورة الرعد، و٤١ من سورة المائدة، و٢٨٤ من سورة البقرة -.
* * *
قال الله ﷿: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا)
الرسالة: باب (البيان الخامس)
قال الشَّافِعِي ﵀: فإن قال قائل: الرسل قبل محمد ﷺ كانوا يرسَلون إلى قومهم خاصة، وإن محمدًا بعث إلى الناس كافة، فقد يحتمل أن يكون بعث بلسان قومه خاصة، ويكون على الناس كافة أن يتعلموا لسانه وما أطاقوا منه،
٢ / ٩٨٧
ويحتمل أن يكون بُعث بألسنتهم: فهل من دليل على أنه بعث بلسان قومه
خاصة دون ألسنة العجم؟
فإذا كانت الألسنة مختلفة بما لا يفهمه بعضهم عن بعض، فلا بد أن يكون
بعضهم تبعًا لبعض، وأن يكون الفضل في اللسان المتَّبع على التابع.
وأولى الناس بالفضل في اللسان من لسانه لسان النبي ﷺ، ولا يجوز - واللَّه أعلم - أن يكون أهل لسانه أتباعًا لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد، بل كل لسان تبع للسانه، وكل أهل دين قبله فعليهم اتباع دينه، وقد بين اللَّه ذلك في غير آية من كتابة - منها -: وقال اللَّه تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) الآية.
قال الشَّافِعِي ﵀: فأقام حجته بأن كتابه عربي في كل آية ذكرناها..
أحكام القرآن: فصل (فيما ذكره الشَّافِعِي ﵀ في التحريض على تعلم
أحكام القرآن):
قال الشَّافِعِي ﵀: ومن جماع كتاب اللَّه ﷿، العلم بأن جميع كتاب اللَّه إنما نزل بلسان العرب، والمعرفة بناسخ كتاب اللَّه ومنسوخه، والفرض في تنزيله، والأدب، والإرشاد، والإباحة، والمعرفة بالوضع الذي وضع اللَّه نبيه صلوات اللَّه عليه وسلامه، من الإبانة عنه فيما أحكم فرضه في كتابه، وبيَّنه على لسان نبيه ﷺ، وما أراد بحميع فرائضه: أأراد كل خلقه؟ أم بعضهم دون بعض؟
وما افترض على الناس من طاعئه والانتهاء إلى أمره؛ ثم معرفة ما ضرب فيها
من الأمثال الذوال على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته، وترك الغفلة عن
الحظ، والازدياد من نوافل الفضل.
٢ / ٩٨٨
فالواجب على العالمين ألا يقولوا إلا من حيث علموا، ثم ساق الكلام إلى
أن قال: والقرآن يدل على أن ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، قال الله ﷿: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) الآية، فأقام حجته بأن كتابه عربي.
* * *
قال الله ﷿: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩)
الرسالة: ابتداء الناسخ والمنسوخ
قال الشَّافِعِي ﵀: وأبان اللَّه لهم، أنه إنما نسخ ما نسخ من الكتاب
بالكتاب، وأن السنة لا ناسخة للكتاب، وإنما هي تبع للكتاب بمثل ما نزل نصًا؛ ومفسرة معنى ما أنزل الله منه جملًا، قال الله:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) .
فأخبر اللَّه أنه فرض على نبيه اتباع ما يوحى إليه، ولم يجعل له تبديله من
تلقاء نفسه.
وفي قوله: (مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي) الآية.
بيان ما وصفت، من أنه لا ينسخ كتاب الله إلا كتابه، كما كان المبتدئ لفرضه: فهو المزيل المثبت لما شاء منه - جل ثناؤه - ولا يكون ذلك لأحد من خلقه.
وكذلك قال: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) .
وقد قال بعض أهل العلم: في هذه الآية - واللَّه أعلم - دلالة على أن اللَّه جعل لرسوله أن يقول من تلقاء نفسه بتوفيقه فيما لم يُنزل به كتابًا - واللَّه أعلم -.
٢ / ٩٨٩
وقيل: في قوله: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ) الآية.
يمحو فرض ما يشاء، ويثبت فرض ما يشاء، وهذا يشبه ما قيل - والله أعلم -.
* * *
قال الله ﷿: (لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)
أحكام القرآن: مبتدأ التنزيل، والفرض على النبي ﷺ ثم على الناس
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: أخبرنا أبو
العباس، أخبرنا الربيع قال:
قال الشَّافِعِي ﵀: لما بعث الله نبيه ﷺ أنزل عليه فرائضه كما شاء: (لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) الآية.
ثم اتبع كل واحد منها، فرضًا بعد فرض في حين غيرِ حينِ الفرض قبله.
أحكام القرآن (أيضًا): فصل في النسخ
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال:
قال الشَّافِعِي ﵀: إن اللَّه خلق الناس لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم
وبهم، (لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الآية.
٢ / ٩٩٠