اسم الكتاب: المسند
المؤلف: الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (ت ٢٠٤هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
صححت هذه النسخة: على النسخة المطبوعة في مطبعة بولاق الأميرية والنسخة المطبوعة في بلاد الهند
عام النشر: ١٤٠٠ هـ
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الموضوع: السنة، الحديث
عدد الصفحات: ٣٩١
صفحة المؤلف: [الشافعي]
فهرس الموضوعات
- التعريف عن المؤلف
- التعريف عن كتاب مسند الشافعي
- تحميل الكتاب
- نبذة عَن الشَّافِعِي
- باب ما خرج من كتاب الوضوء
- باب: ومن كتاب استقبال القبلة في الصلاة
- ومن كتاب الأمالي في الصلاة
- ومن كتاب الإمامة
- ومن كتاب إيجاب الجمعة
- كتاب العيدين
- ومن كتاب الصوم والصلاة والعيدين والاستسقاء وغيرها
- ومن كتاب الزكاة من أوله إلا ما كان معادا
- ومن كتاب إباحة الطلاق
- ومن كتاب الصيام الكبير
- ومن كتاب المناسك
- ومن كتاب البيوع
- ومن كتاب الرهن
- ومن كتاب اليمين مع الشاهد الواحد
- ومن كتاب اختلاف الحديث وترك المعاد منها
- من الجزء الثاني من اختلاف الحديث من الأصل العتيق
- ومن كتاب الطلاق
- ومن كتاب العتق
- ومن كتاب جراح العمد
- ومن كتاب المكاتب
- ومن كتاب الجزية
- ومن كتاب اختلاف مالك والشافعي رضي الله عنهما
- ومن كتاب الرسالة إلا ما كان معادا
- ومن كتاب الصداق والإيلاء
- ومن كتاب الصرف
- ومن كتاب الرهون والإجارات
- ومن كتاب الشغار
- ومن كتاب الظهار واللعان
- ومن كتاب الخلع والنشوز
- ومن كتاب إبطال الاستحسان
- ومن كتاب أحكام القرآن
- ومن كتاب الأشربة وفضائل قريش وغيره
- ومن كتاب الأشربة
- ومن كتاب عشرة النساء
- ومن كتاب التعريض بالخطبة
- ومن كتاب الطلاق والرجعة
- ومن كتاب العدد إلا ما كان منه معادا
- ومن كتاب القرعة والنفقة على الأقارب
- ومن كتاب الرضاع
- ومن كتاب ذكر الله تعالى على غير وضوء، والحيض
- ومن كتاب قتال أهل البغي
- ومن كتاب قتال المشركين
- ومن كتاب الأسارى والغلول وغيره
- ومن كتاب قسم الفيء
- ومن كتاب صفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب المدبر
- ومن كتاب التفليس
- ومن كتاب الدعوى والبينات
- ومن كتاب صفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم والولاء الصغير وخطأ الطبيب وغيره
- ومن كتاب المزارعة وكراء الأرضين
- ومن كتاب القطع في السرقة، وأبواب كثيرة
- ومن كتاب البحيرة والسائبة
- ومن كتاب الصيد والذبائح
- ومن كتاب الديات والقصاص
- ومن كتاب جراح الخطإ
- ومن كتاب السبق والقسامة والرمي والكسوف
- ومن كتاب الكسوف
- ومن كتاب الكفارات والنذور والأيمان
- ومن كتاب السير على سير الواقدي
- ومن كتاب جماع العلم
- ومن كتاب الجنائز والحدود
- ومن كتاب الحج من الأمالي يقول الربيع في جميع ذلك: حدثنا الشافعي
- ومن كتاب مختصر الحج الكبير من هنا يقول الربيع: أخبرنا الشافعي رضي الله عنه
- ومن كتاب النكاح من الإملاء
- ومن كتاب النكاح من الإملاء
- ومن كتاب الوصايا الذي لم يسمع منه
- ومن كتاب أدب القاضي
- ومن كتاب الطعام والشراب وعمارة الأرضين مما لم يسمع الربيع من الشافعي وقال: أعلم أن ذا من قوله، وبعض كلامه هذا سمعته في كتابه الكبير المبسوط
- ومن كتاب الوصايا الذي لم يسمع من الشافعي رضي الله عنه
- ومن كتاب اختلاف علي وعبد الله مما لم يسمع الربيع من الشافعي
- كتب الحديث الأخري
ترجمة (المؤلف)
أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد
بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، الشافعي المكي، نزيل
مصر، إمام عصره
وفريد دهره (١٥٠-٢٠٤هـ) .
التعريف عن كتاب مسند الشافعي
(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته)
١ - طبع باسم:
بدائع
المنن في ترتيب مسند الشافعي والسنن
ترتيب أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي،
صدر عن المطبعة المنيرية، ومطبعة الأنوار بالقاهرة، سنة ١٣٦٩.
٢ - طبع
باسم:
مجتهد ومقدم ترتيب مسند الإمام المعظم محمد بن إدريس الشافعي.
رواية
أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، ترتيب محمد عابد السندي، صدر عن مكتبة الثقافة
الإسلامية بالقاهرة، سنة ١٣٦٩هـ.
٣ - طبع باسم:
ترتيب مسند الإمام أبي
عبد الله محمد بن إدريس الشافعي.
رتبه محمد عابد السندي، وصورته دار الكتب
العلمية عن أصله المطبوع سنة ١٣٧٠هـ.
٤ - طبع باسم:
مسند الشافعي
برواية
أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن الربيع بن سليمان، طبع في:
- الهند سنة
١٣٠٦هـ.
- شركة المطبوعات العلمية بالقاهرة، سنة ١٣٢٧هـ.
- مطبعة بولاق
بالقاهرة، سنة ١٣٢٨هـ.
- دار الكتب العلمية ببيروت، بدون تحقيق، سنة ١٤٠٠هـ.
وهذه هي النسخة التي اعتمدناها.
(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه)
هذا
الكتاب متواتر عن الإمام الشافعي، ويظهر ذلك من خلال النقاط التالية:
١ - نص
على نسبته للمؤلف حاجي خليفة في كشف الظنون (٢٦٨٣) والكتاني في الرسالة المستطرفة
(ص: ١٧) .
٢ - استفاد منه ونقل عنه جمع من أهل العلم منهم: ابن قدامة في
المغني (٩) والحافظ ابن حجر في الإصابة (٤٦٠ و٧٧١٨) وفي الفتح (٢٨)، والمناوي في
الفيض
(٤ و٥٩٤) .
٣ - وقد اهتم أهل العلم بسماعه وإسماعه اهتمامًا
شديدًا يتضح ذلك من خلال كتب التراجم التي بين أيدينا والتي ذكرت لنا أكثر من
(١٥٠) اسمًا ممن سمعوا هذا الكتاب على شيوخهم نكتفي بالإحالة على المواضع التالية
منها كنماذج لذلك:
أ - التقييد لابن نقطة (ص: ٥٣ و٥٦ و١٢٣ و٢٠٧ و٢٧٠ و٢٩٥
و٣٣١ و…) .
ب - ذيل التقييد للفاسي (١٦ و٤٩ و٦١ و٧١ و٨٧ و…) .
ج - سير
أعلام النبلاء للذهبي (٧ و١٧٧ و١٩٧٢ و٢٤٨ و…) .
٤- كما شرح هذا المسند عدد
كبير من أكابر أهل العلم، وقد ذكر بعضهم حاجي خليفة في
كشف الظنون (٢٦٨٣)
.
(وصف الكتاب ومنهجه)
اشتمل هذا الكتاب على (١٦٧٥) رتبت على
الأبواب الفقهية، بدأت بباب ما خرج من كتاب الوضوء، وانتهت بـ " ومن كتاب اختلاف
علي وعبد الله مما لم يسمع الربيع من الشافعي ".
ومن يتأمل الكتاب يبدو له
بوضوح أن هذا الكتاب ليس من صنع الشافعي ﵀، وإنما هو تجميع لمروياته التي سمعها
منه الربيع بن سليمان، مع إضافة مرويات أخرى له من غير طريق الشافعي، قال الحافظ
ابن حجر في تعريفه بهذا الكتاب: " مسند الشافعي رحمه الله تعالى وهو: عبارة عن
الأحاديث التي وقعت في مسموع أبي العباس الأصم، على الربيع بن سليمان من [كتاب
الأم]، و[المبسوط]، التقطها بعض النيسابوريين من الأبواب " (المعجم المفهرس ص:
٣٩)، وقال الكتاني في الرسالة المستطرفة: " وليس هو من تصنيفه، وإنما هو عبارة عن
الأحاديث التي أسندها؛ مرفوعها موقوفها، ووقعت في مسموع أبي العباس محمد بن يعقوب
بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم الأموي، مولاهم المعقلي النيسابوري، عن الربيع بن
سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم، المؤذن المصري صاحب الشافعي وراوية
كتبه، من كتابي (الأم) و
(المبسوط) للشافعي، إلا أربعة أحاديث رواها الربيع
عن البويطي عن الشافعي، التقطها بعض النيسابوريين؛ وهو: أبو عمرو محمد بن جعفر بن
محمد بن مطر المطري العدل النيسابوري الحافظ، من شيوخ الحاكم، من الأبواب لأبي
العباس الأصم المذكور لحصول الرواية له بها عن الربيع، وقيل: جمعها الأصم لنفسه،
فسمى ذلك مسند الشافعي، ولم يرتبه؛ فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع "
[التعريف
بالكتاب، نقلا عن موقع جامع الحديث]
تحميل الكتاب
مُسْند الإِمَام الشَّافِعِي
حبر الأمة وَإِمَام الْأَئِمَّة
الإِمَام
أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي ﵁
صححت هَذِه النُّسْخَة على
النُّسْخَة المطبوعة
فِي مطبعة بولاق الأميرية وَالنُّسْخَة المطبوعة فِي
بِلَاد الْهِنْد
دَار الْكتب العلمية
بيروت - لبنان
١
بِسم
الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
نبذة عَن الشَّافِعِي ﵀
الْحَمد لله رب الْعَالمين. وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه
أَجْمَعِينَ.
هَذَا كتاب الْمسند للشَّافِعِيّ.
وَكفى الشَّافِعِي فخرا
أَنه الشَّافِعِي
- ان هَذَا الرجل لم يظْهر مثله فِي عُلَمَاء الاسلام، فِي
فقه الْكتاب وَالسّنة، ونفوذ النّظر فيهمَا ودقة الاستنباط. مَعَ قُوَّة
الْعَارِضَة، وَنور البصيرة، والابداع فِي إِقَامَة الْحجَّة وإفحام مناظره. فصيح
اللِّسَان، ناصع الْبَيَان، فِي الذرْوَة الْعليا من البلاغة. تأدب بأدب
الْبَادِيَة، وَأخذ الْعُلُوم والمعارف عَن أهل الْحَضَر، حَتَّى سما عَن كل
عَالم قبله وَبعده. نبغ فِي الْحجاز، وَكَانَ إِلَى علمائه مرجع الرِّوَايَة
وَالسّنة، وَكَانُوا أساطين الْعلم فِي فقه الْقُرْآن، وَلم يكن الْكثير مِنْهُم
أهل لسن
وجدل، وكادوا يعجزون عَن مناظرة أهل الرَّأْي، فجَاء هَذَا الشَّاب
يناظر وينافح، وَيعرف كَيفَ يقوم بحجته، وَكَيف يلْزم أهل الرَّأْي وجوب اتِّبَاع
السّنة، وَكَيف يثبت لَهُم الْحجَّة فِي خبر الْوَاحِد، وَكَيف يفصل للنَّاس طرق
فهم الْكتاب على مَا عرف من بَيَان الْعَرَب وفصاحتهم، وَكَيف يدلهم على
النَّاسِخ والمنسوخ من الْكتاب وَالسّنة، وعَلى الْجمع بَين مَا ظَاهره
التَّعَارُض فيهمَا أَو فِي أَحدهمَا، حَتَّى سَمَّاهُ أهل مَكَّة «نَاصِر
الحَدِيث». وتواترت أخباره إِلَى عُلَمَاء الاسلام فِي عصره، فَكَانُوا يفدون
إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ، يناظرونه وَيَأْخُذُونَ عَنهُ فِي
٣
حَيَاة
شُيُوخه، حَتَّى إِن أَحْمد بن حَنْبَل جلس مَعَه مرّة، فجَاء أحد إخوانه يعتب
عَلَيْهِ أَن ترك مجْلِس ابْن عُيَيْنَة - شيخ الشَّافِعِي، وَيجْلس إِلَى هَذَا
الاعرابي! فَقَالَ لَهُ أَحْمد: «اسْكُتْ، إِنَّك إِن فاتك حَدِيث بعلو وجدته
بنزول، وَإِن فاتك عقل هَذَا أَخَاف أَن لَا تَجدهُ، مَا رَأَيْت أحدا أفقه فِي
كتاب الله من هَذَا الْفَتى».
وَحَتَّى يَقُول دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ
الامام فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي: «قَالَ لي إِسْحَق بن رَاهَوَيْه: ذهبت
أَنا وَأحمد بن حَنْبَل إِلَى الشَّافِعِي بِمَكَّة فَسَأَلته عَن أَشْيَاء،
فَوَجَدته فصيحا حسن الْأَدَب، فَلَمَّا فارقناه أعلمني جمَاعَة من أهل الْفَهم
بِالْقُرْآنِ أَنه كَانَ أعلم النَّاس فِي زَمَانه بمعاني الْقُرْآن، وَأَنه قد
أُوتِيَ فِيهِ فهما، فَلَو كنت عَرفته للزمته، قَالَ دَاوُد: ورأيته يتأسف على
مَا فَاتَهُ مِنْهُ».
وَحَتَّى يَقُول أَحْمد بن حَنْبَل: «لَوْلَا
الشَّافِعِي مَا عرفنَا فقه الحَدِيث».
ثمَّ يدْخل الْعرَاق، دَار
الْخلَافَة وعاصمة الدولة (١)، فَيَأْخُذ عَن أهل الرَّأْي علمهمْ ورأيهم، وَينظر
فِيهِ، ويجادلهم ويحاجهم، يزْدَاد بذلك بصرا بالفقه، ونصرا للسّنة، حَتَّى يَقُول
أَبُو الْوَلِيد الْمَكِّيّ الْفَقِيه مُوسَى بن أبي الْجَارُود: «كُنَّا نتحدث
نَحن وأصحابنا من أهل مَكَّة أَن الشَّافِعِي أَخذ كتب ابْن جريح (٢) عَن
أَرْبَعَة أنفس: عَن مُسلم بن خَالِد، وَسَعِيد بن سَالم، وَهَذَانِ فقيهان،
وَعَن عبد الْمجِيد بن الْعَزِيز بن أبي رواد، وَكَانَ أعلمهم بِابْن جريج، وَعَن
عبد الله بن الْحَرْث المَخْزُومِي، وَكَانَ من الاثبات، وانتهت رياسة الْفِقْه
بِالْمَدِينَةِ إِلَى مَالك بن أنس، رَحل إِلَيْهِ ولازمه وَأخذ عَنهُ، وانتهت
رياسة الْفِقْه بالعراق إِلَى أبي حنيفَة، فَأخذ عَن صَاحبه مُحَمَّد بن الْحسن
جملا لَيْسَ فِيهَا شئ إِلَّا وَقد سَمعه عَلَيْهِ، فَاجْتمع لَهُ علم أهل
الرَّأْي وَعلم أهل الحَدِيث، فتصرف فِي ذَلِك، حَتَّى أصل الْأُصُول، وَقعد
الْقَوَاعِد، وأذعن لَهُ الْمُوَافق والمخالف، واشتهر أمره. وَعلا ذكره، وارتفع
قدره، حَتَّى صَار مِنْهُ مَا صَار».
(١) دخل الشَّافِعِي بَغْدَاد ثَلَاث
مَرَّات، الأولى وَهُوَ شَاب سنة ١٨٤ أَو قبلهَا فِي خلَافَة هَارُون
الرشيد،
وَالثَّانيَِة فِي سنة ١٩٥ وَمكث سنتَيْن، وَالثَّالِثَة سنة ١٩٨ فَأَقَامَ
أشهرا، ثمَّ خرج إِلَى مصر،
(٢) انْتَهَت رياسة الْفِقْه بِمَكَّة إِلَى
ابْن جريج.
٤
ثمَّ دخل مصر فِي السّنة ١٩٩
فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ، يعلم النَّاس السّنة وَفقه السّنة وَالْكتاب،
ويناظر مخالفيه ويحاجهم، وَأَكْثَرهم من أَتبَاع شَيْخه مَالك بن أنس، وَكَانُوا
متعصبين لمذهبه، فبهرهم الشَّافِعِي بِعِلْمِهِ وهديه وعقله، رَأَوْا رجلا لم
تَرَ الْأَعْين مثله فلزموا مَجْلِسه، يفيدون مِنْهُ علم الْكتاب وَعلم الحَدِيث،
وَيَأْخُذُونَ عَنهُ اللُّغَة والأنساب وَالشعر، ويفيدهم فِي بعض وقته فِي
الطِّبّ، ثمَّ يتعلمون مِنْهُ أدب الجدل والمناظرة، ويؤلف الْكتب بِخَطِّهِ،
فيقرؤن عَلَيْهِ مَا ينسخونه مِنْهَا، أَو يملي عَلَيْهِم بَعْضهَا إملاء، فَرجع
أَكْثَرهم عَمَّا كَانُوا يتعصبون لَهُ، وتعلموا مِنْهُ الِاجْتِهَاد ونبذ
التَّقْلِيد، فملا الشَّافِعِي طباق الأَرْض علما.
وَمَات وَدفن بِمصْر،
وقبره مَعْرُوف مَشْهُور إِلَى الان، وعاش ٥٤ سنة،
ولد سنة ١٥٠ بغزة، وَمَات
لَيْلَة الْجُمُعَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بعد الْعَصْر آخر يَوْم من رَجَب سنة
٢٠٤. ﵀
٥
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد كلما
ذكره الذاكرون وصل على مُحَمَّد كلما غفل عَن ذكره الغافلون
٦
بَابُ مَا خَرَّجَ مِنْ كِتَابِ الْوُضُوءِ
٧
أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ ادْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ،
رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ،
وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
﵁ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ
تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ»
٧
أَنْبَأَنَا
الثِّقَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ
جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ
نَجَسًا أَوْ خَبَثًا»
٧
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ مِنْ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ
فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ»
٧
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ ⦗٨⦘ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا
وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ»
٧
أَنْبَأَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا وَلَغَ
الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولَاهُنَّ
أَوْ أُخْرَاهُنَّ بِالتُّرَابِ»
٨
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ
قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ دَمِ الْحَيْضَةِ يُصِيبُ الثَّوْبَ،
فَقَالَ: «حُتِّيهِ، ثُمَّ اقْرُصِيهِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ رُشِّيهِ، وَصَلِّي
فِيهِ» أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي أَوَّلِ الكِتَابِ
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
أَنَّهُ سَمِعَ امْرَأَتَهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ تَقُولُ: سَمِعْتُ
جَدَّتِي أَسْمَاءَ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ تَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ
دَمِ الْحَيْضَةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
٨
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ
أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهَا
الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لَهَا: «إِذَا
أَصَابَ ثَوْبَ إِحْدَاكُنَّ الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ فَلْتَقْرُصْهُ، ثُمَّ
لِتَنْضَحْهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تُصَلِّ فِيهِ»
٨
أَخْبَرَنَا
سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ أَوِ ابْنِ حَبِيبَةَ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵄، عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ أَنَّهُ سُئِلَ: أَنَتَوَضَّأُ بِمَا أَفْضَلَتِ الْحُمُرُ؟ قَالَ: «نَعَمْ،
وَبِمَا أَفْضَلَتِ السِّبَاعُ كُلُّهَا»
٨
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ
بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ
ابْنِ قَتَادَةَ، أَوْ أَبِي قَتَادَةَ، الشَّكُّ مِنَ الرَّبِيعِ، أَنَّ أَبَا
قَتَادَةَ دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ
مِنْهُ، قَالَتْ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا بِنْتَ
أَخِي، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا
مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ أَوِ الطَّوَّافَاتِ» أَنْبَأَنَا الثِّقَةُ عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ، أَوْ مِثْلَ مَعْنَاهُ
٩
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ، وَهُوَ الْفَرَقُ، وَكُنْتُ
أَغْتَسِلُ أَنَا وَهُوَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
٩
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ
الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ
جَمِيعًا»
٩
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: كُنْتُ
أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ ﷺ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
٩
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ ﵂، أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ
وَالنَّبِيُّ ﷺ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
٩
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂
قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ،
فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: أَبْقِ لِي، أَبْقِ لِي
٩
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ قَدْ كَانَ
أَعْطَاهَا مَوْلَاةً لِمَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «فَهَلَّا
انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ.
قَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا»
١٠
أَنْبَأَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ﵄، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «مَا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ لَوْ أَخَذُوا
إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا»
١٠
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ
وَعْلَةَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ﵄، سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «أَيُّمَا
إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ»
١٠
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
﵄، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ»
١٠
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
ثَوْبَانَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ أَنْ
يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ
١٠
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ ﵂، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ
الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ
١٠
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ
مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ⦗١١⦘ حَتَّى يَغْسِلَهَا
ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ»
١٠
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ
مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ،
فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ»
١١
أَخْبَرَنَا
الثِّقَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ فَيَنَامُونَ، أَحْسَبُهُ قَالَ:
قُعُودًا، حَتَّى تَخْفِقَ رُءُوسُهُمْ ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ
١١
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ قَاعِدًا ثُمَّ
يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ
١١
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُبْلَةُ
الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، أَوْ جَسُّهَا بِيَدِهِ، مِنَ الْمُلَامَسَةِ، فَمَنْ
قَبَّلَ امْرَأَتَهُ أَوْ جَسَّهَا بِيَدِهِ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ
١١
حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ
عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: شُكِيَ إِلِي النَّبِيِّ ﷺ الرَّجُلَ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ الشَّيْءُ فِي الصَّلَاةِ. فَقَالَ: «لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى
يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا»
١١
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ، فَرَدَّ ﵇، فَلَمَّا
جَاوَزَهُ نَادَاهُ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «إِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الرَّدِّ
عَلَيْكَ خَشْيَةُ أَنْ تَذْهَبَ فَتَقُولَ: إِنِّي سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَإِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ
فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ»
١١
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ
ابْنِ الصِّمَّةِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى قَامَ إِلَى جِدَارٍ فَحَتَّهُ بِعَصًا
كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ وَجْهَهُ
وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ
الْأَصَمُّ ﵀: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا فِي كِتَابِ الْوُضُوءِ، وَلَكِنْ
أَخْرَجْتُهُمَا فِيهِ لِأَنَّهُ مَوْضِعُهُ. وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ
كِتَابِ الْوُضُوءِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ ﵁: وَرَوَى أَبُو الْحُوَيْرِثِ، عَنِ
الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ الصِّمَّةِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَالَ فَتَيَمَّمَ،
فَأَخْرَجْتُ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ
١٢
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَلِيَّ
بْنَ أَبِي طَالِبٍ ﵁ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الرَّجُلِ
إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ الْمَذْيُ، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ
عَلِيٌّ: فَإِنَّ عِنْدِي ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ
أَسْأَلَهُ. قَالَ الْمِقْدَادُ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ،
وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ»
١٢
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى
مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَتَذَاكَرْنَا مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوُضُوءُ، فَقَالَ
مَرْوَانُ: وَمِنْ مَسِّ الذَّكَرِ الْوُضُوءُ، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَا عَلِمْتُ
ذَلِكَ، فَقَالَ مَرْوَانُ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا
سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ
فَلْيَتَوَضَّأْ»
١٢
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ﵁، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ⦗١٣⦘ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَفْضَى
أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ
فَلْيَتَوَضَّأْ»
١٢
حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ
إِلَى ذَكَرِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ». وَزَادَ ابْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
مِثْلَهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ ﵁: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ
يَرْوُونَهُ لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ جَابِرًا
١٣
أَخْبَرَنِي
الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَظُنُّهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: إِذَا مَسَّتِ
الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا تَوَضَّأَتْ
١٣
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا جَعْفَرُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ
١٣
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى
الْغَائِطِ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا بِغَائِطٍ
وَلَا بَوْلٍ، وَلْيَسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ». وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ
وَالرِّمَّةِ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ
١٣
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
وَجْزَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ
ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ ﵁، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ:
«بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ»
١٣
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي
لَأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ وَالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»
١٣
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ،
عَنْ عَائِشَةَ ﵂، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ،
مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»
١٤
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَغْسِلْ
يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ
بَاتَتْ يَدُهُ»
١٤
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلَا يَغْمِسْ
يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي
أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ». قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ: إِنَّمَا
أَخْرَجْتُ حَدِيثَ مَالِكٍ عَلَى حِدَةٍ، وَحَدِيثَ سُفْيَانَ عَلَى حِدَةٍ؛
لِأَنَّ الشَّافِعِيَّ ﵁ قَبْلَ ذَلِكَ ذَكَرَهُ عَنْهُمَا جَمِيعًا عَلَى لَفْظِ
حَدِيثِ مَالِكٍ
١٤
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ
حَسَّانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
شُعْبَةَ ﵁، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى
عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ
١٤
أَخْبَرَنَا
مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَوَضَّأَ
فَحَسَرَ الْعِمَامَةَ وَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، أَوْ قَالَ: نَاصِيَتَهُ
بِالْمَاءِ
١٤
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَسَحَ نَاصِيَتَهُ، أَوْ قَالَ:
مُقَدَّمَ رَأْسِهِ بِالْمَاءِ
١٤
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي
كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ ⦗١٥⦘ اللَّهِ بْنُ
زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ
مَرَّتَيْنِ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ
ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،
ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ
بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا
إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ
١٤
أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ،
عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ﵁ قَالَ: كُنْتُ وَافِدَ
بَنِي الْمُنْتَفِقِ، أَوْ فِي وَفْدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ، إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ، فَأَتَيْنَاهُ فَلَمْ نُصَادِفْهُ وَصَادَفْنَا عَائِشَةَ ﵂،
فَأَتَتْنَا بِقِنَاعٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَالْقِنَاعُ: الطَّبَقُ، فَأَكَلْنَا،
وَأَمَرَتْ لَنَا بِحَرِيرَةٍ فَصُنِعَتْ، ثُمَّ أَكَلْنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنَ
جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «هَلْ أَكَلْتُمْ شَيْئًا؟ هَلْ أُمِرَ لَكُمْ
بِشَيْءٍ؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ. لَمْ نَلْبَثْ أَنْ دَفَعَ الرَّاعِي غَنَمَهُ،
فَإِذَا بِسَخْلَةٍ تَيْعَرُ، فَقَالَ: «هِيهِ يَا فُلَانُ، مَا وَلَدَتْ؟»
قَالَ: بَهْمَةٌ. قَالَ: «فَاذْبَحْ لَنَا مَكَانَهَا شَاةً». ثُمَّ انْحَرَفَ
إِلَيَّ وَقَالَ لِي: «لَا تَحْسَبَنَّ، وَلَمْ يَقُلْ لَا تَحْسِبَنَّ، أَنَّا
مِنْ أَجَلِكَ ذَبَحْنَاهَا، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ،
فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً ذَبَحْنَا مَكَانَهَا شَاةً». قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةً فِي لِسَانِهَا شَيْءٌ، يَعْنِي
الْبَذَاءَ. فَقَالَ: «طَلِّقْهَا إِذَنْ». قُلْتُ: إِنَّ لِي مِنْهَا وَلَدًا،
وَلَهَا صُحْبَةٌ. قَالَ: «فَمُرْهَا، يَقُولُ: عِظْهَا، فَإِنْ يَكُنْ فِيهَا
خَيْرٌ فَسَتُقْبِلُ، وَلَا تَضْرِبَنَّ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ». قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ. قَالَ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ،
وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ
تَكُونَ صَائِمًا»
١٥
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ﵁ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ
وَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ ⦗١٦⦘ النَّاسَ أَنْ
يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ
أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ
١٥
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ بِالسُّوقِ فَغَسَلَ
وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ دُعِيَ لِجَنَازَةٍ فَدَخَلَ
الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى
عَلَيْهَا
١٦
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي
الْإِنَاءِ، فَاسْتَنْشَقَ وَمَضْمَضَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ،
وَصَبَّ عَلَى وَجْهِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ مَرَّةً
وَاحِدَةً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً
١٦
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا،
وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ
بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى
قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ
رِجْلَيْهِ
١٦
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ ﵁
تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ
وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ»
١٦
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَبِلَالٌ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ خَرَجَا، قَالَ
أُسَامَةُ: فَسَأَلْتُ بِلَالًا: مَاذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَ
بِلَالٌ: ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ،
ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ
١٦
أَخْبَرَنَا
مُسْلِمٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ
الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
غَزْوَةَ تَبُوكَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قِبَلَ
الْغَائِطِ، فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا رَجَعَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ وَهُوَ
يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ
يَحْسِرُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ عَنْ ذِرَاعَيْهِ،
فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ
الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ
مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ. قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ
مَعَهُ حَتَّى نَجِدَ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ
يُصَلِّي لَهُمْ، فَأَدْرَكَ النَّبِيُّ ﷺ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ مَعَهُ،
وَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ. فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَتَمَّ صَلَاتَهُ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ
الْمُسْلِمِينَ وَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ ﷺ
صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ»، أَوْ قَالَ:
«أَصَبْتُمْ»، يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوُا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا. قَالَ ابْنُ
شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِنَحْوِ حَدِيثِ عَبَّادٍ. قَالَ
الْمُغِيرَةُ: فَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ
ﷺ: «دَعْهُ»
١٧
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَزَكَرِيَّا، وَيُونُسَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا
أَدْخَلْتَهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ»
١٧
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
أَنَّهُ أَرْخَصَ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلَاثَةَ
أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً
١٧
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ
بْنَ عَسَّالٍ ⦗١٨⦘، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ،
قَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا
بِمَا يَطْلُبُ، قُلْتُ: إِنَّهُ حَاكَ فِي نَفْسِيَ الْمَسْحُ عَلَى
الْخُفَّيْنِ بَعْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَأً مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنَا إِذَا
كُنَّا سَفْرًا أَوْ مُسَافِرِينَ أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ
أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ
وَنَوْمٍ
١٧
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي
مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟
قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ»
١٨
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁ إِلَى الْجُرُفِ، فَنَظَرَ
فَإِذَا هُوَ قَدِ احْتَلَمَ وَصَلَّى وَلَمْ يَغْتَسِلْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا
أُرَانِي إِلَّا قَدِ احْتَلَمْتُ وَمَا شَعَرْتُ، وَصَلَّيْتُ وَمَا
اغْتَسَلْتُ. قَالَ: فَاغْتَسَلَ وَغَسَلَ مَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ وَنَضَحَ مَا
لَمْ يَرَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ارْتِفَاعِ الضُّحَى
مُتَمَكِّنًا
١٨
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ
الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ، فَقَالَ
عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ فَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ
تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: الْوُضُوءُ أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ
١٨
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ
تَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي
الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعْرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ
ثَلَاثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ
١٩
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ﵁ قَالَتْ: سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ
ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ: «إِنَّمَا
يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِي عَلَيْهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ
عَلَيْكِ الْمَاءَ فَتَطْهُرِينَ». أَوْ قَالَ: «فَإِذَا أَنْتِ قَدْ
طَهُرْتِ»
١٩
أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ
قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ
يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُشَرِّبُ شَعْرَهُ الْمَاءَ، ثُمَّ
يَحْثِي عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ
١٩
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ ﵁، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
كَانَ يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا وَهُوَ جُنُبٌ
١٩
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ، عَنْ أُمِّهِ
صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ تَسْأَلُهُ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْمَحِيضِ، فَقَالَ: «خُذِي
فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا»، فَقَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟
قَالَ: «تَطَهَّرِي بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ» ⦗٢٠⦘، وَاسْتَتَرَ بِثَوْبِهِ:
«تَطَهَّرِي بِهَا». فَاجْتَذَبْتُهَا وَعَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ، فَقُلْتُ
لَهَا: تَتَبَّعِي بِهَا آثَارَ الدَّمِ، يَعْنِي الْفَرْجَ
١٩
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ
الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ
رَجُلًا كَانَ جُنُبًا أَنْ يَتَيَمَّمَ ثُمَّ يُصَلِّيَ، فَإِذَا وَجَدَ
الْمَاءَ اغْتَسَلَ. يَعْنِي: وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي ذَرٍّ: «إِذَا وَجَدْتَ
الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ»
٢٠
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄
أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الْجُرُفِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمِرْبَدِ تَيَمَّمَ
فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ
وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدِ الصَّلَاةَ قَالَ الشَّافِعِيُّ:
وَالْجُرُفُ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ
٢٠
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ الصِّمَّةِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
تَيَمَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ
٢٠
أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا
الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ» قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ
فِي كِتَابِي فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحَدُهُمَا مُنْقَطِعٌ، وَالْآخَرُ عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
٢٠
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ: بَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَسْجِدِ فَعَجِلَ النَّاسُ
إِلَيْهِ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ وَقَالَ: «صُبُّوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ»
٢٠
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ⦗٢١⦘: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا». قَالَ: فَمَا لَبِثَ أَنْ
بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَكَأَنَّهُمْ عَجِلُوا عَلَيْهِ، فَنَهَاهُمُ
النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلٍ مِنْ مَاءٍ،
فَأُهَرِيقَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا
تُعَسِّرُوا»
٢٠
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ حِينَ أَتَوُا الْمَدِينَةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ كَانُوا يَبِيتُونَ
فِي الْمَسْجِدِ، مِنْهُمْ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، قَالَ جُبَيْرٌ: فَكُنْتُ
أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ ﷺ
٢١
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ أَوْ مُغَفَّلٍ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا أَدْرَكْتُمُ الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ فِي مُرَاحِ
الْغَنَمِ فَصَلُّوا فِيهَا؛ فَإِنَّهَا سَكِينَةٌ وَبَرَكَةٌ. وَإِذَا
أَدْرَكْتُمُ الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ فَاخْرُجُوا مِنْهَا
فَصَلُّوا؛ فَإِنَّهَا جِنٌّ مِنْ جِنٍّ خُلِقَتْ. أَلَا تَرَوْنَهَا إِذَا
نَفَرَتْ كَيْفَ تَشْمَخُ بِأَنْفِهَا»
٢١
أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ
الْكَعْبَةَ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَأُسَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ
ابْنُ عُمَرَ: فَسَأَلْتُ بِلَالًا: مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: جَعَلَ
عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ
وَرَاءَهُ ثُمَّ صَلَّى. قَالَ: وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ
أَعْمِدَةٍ
٢١
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ
أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ
بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ﵁: وَثَوْبُ أُمَامَةَ ثَوْبُ
صَبِيٍّ
٢١
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ ⦗٢٢⦘ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى
عَاتِقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ»
٢١
عَنِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: أَتَتِ
امْرَأَةٌ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَةً لِي
أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَتَمَزَّقَ شَعْرُهَا، أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لُعِنَتِ الْوَاصِلَةُ وَالْمَوْصُولَةُ»
٢٢
أَخْبَرَنَا
عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي
الصَّيْدِ أَفَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الْقَمِيصِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ: «نَعَمْ،
وَلْيَزُرَّهُ وَلَوْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَخُلَّهُ بِشَوْكَةٍ»
٢٢
أَخْبَرَنَا
عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ
ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ