عنوان الكتاب: شرح حسن الكفراوي على متن الآجرومية.
اسم المؤلف: حسن بن علي الكفراوي.
اسم الشهرة: الكفراوي.
تاريخ الوفاة: 1202 هـ - 1788 م.
قرن الوفاة: 13 هـ - 18 م.
عدد الصفحات: 116 صفحة.
الملاحظات: بهامشه حاشية إسماعيل الحامدي.
الموضوع: علم اللغة العربية في النحو والصرف
اسم المؤلف: حسن بن علي الكفراوي.
اسم الشهرة: الكفراوي.
تاريخ الوفاة: 1202 هـ - 1788 م.
قرن الوفاة: 13 هـ - 18 م.
عدد الصفحات: 116 صفحة.
الملاحظات: بهامشه حاشية إسماعيل الحامدي.
الموضوع: علم اللغة العربية في النحو والصرف
فهرس الموضوعات
- باب منصوبات الأسماء
- باب المفعول به،
- باب المصدر،
- باب ظرف الزمان وظرف المكان
- باب الحال
- باب التّمييز،
- باب الاستثناء
- باب اسم لا
- باب المنادى
- باب المفعول من أجله،
- باب المفعول معه
- العودة إلي الكتاب شرح حسن الكفراوي على متن الآجرومية
باب منصوبات الأسماء
المنصوبات خمسة عشر وهي: المفعول به، والمصدر، وظرف الزّمان وظرف المكان، والحال والتّمييز، والمستثنى، واسم لا والمنادى وخبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها والمفعول من أجله، والمفعول معه،
(باب منصوبات الأسماء) باب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا، باب وباب مضاف ومنصوبات مضاف إليه ومنصوبات مضاف والأسماء مضاف إليه. (المنصوبات) : مبتدأ. (خمسة عشر) : خبره مبني على الفتح في محل رفع. (وهي) : الواو: للاستئناف. هي: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (المفعول) : وما عطف عليه خبر المبتدأ وهو هي. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء راجعة إلى أل الموصولة باسم المفعول، نحو: رأيت زيدا. وإعرابه: رأيت: فعل وفاعل. وزيدا: مفعول به منصوب. (والمصدر) : الواو: حرف عطف. المصدر: معطوف على المفعول به ويعبر عنه بالمفعول المطلق نحو: ضربت ضربا. وإعرابه: ضربت: فعل وفاعل. وضربا: مصدر منصوب بضربت وإن شئت قلت: مفعول مطلق منصوب بضربت. (وظرف) : الواو: حرف عطف. ظرف: معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه نحو: صمت اليوم. وإعرابه: صمت: فعل وفاعل، واليوم: ظرف زمان منصوب
باب منصوبات الأسماء
أي هذا باب في بيان ما يقع منصوبا منها لفظا أو تقديرا أو محلا وإنما أخرها عن المرفوعات لأن إعرابها إعراب الفضلات. قوله: (خمسة عشر) أي بعد الظرفين واحدا كخبر كان وأخواتها واسم إن وأخواتها وعد التوابع أربعة. قوله: (نحو: رأيت زيدا) أي نحو: زيدا من رأيت زيدا. قوله: (وهو) أي المبتدأ وقوله: هي أي هذه الكلمة. قوله: (إلى أل الموصولة الخ) والتقدير وهي الاسم الذي فعل به الفعل. قوله: (المطلق) أي غير المقيد بقولنا به أو معه أو لأجله. قوله
على الظرفية بصمت. (وظرف) : الواو: حرف عطف. ظرف: معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (المكان) : مضاف إليه نحو: جلست أمام الكعبة. وإعرابه: جلست: فعل وفاعل. وأمام: ظرف مكان منصوب على الظرفية بجلست. وأمام: مضاف والكعبة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (والحال) : الواو: حرف عطف الحال معطوف على المفعول به، نحو: جاء زيدا راكبا. وإعرابه: جاء: فعل ماض. وزيد: فاعل مرفوع. وراكبا: حال من زيد منصوب بجاء. (والتّمييز) : الواو: حرف عطف. التمييز: معطوف على المفعول به نحو: وفجرنا الأرض عيونا. وإعرابه: الواو: بحسب ما قبلها. وفجرنا الأرض: فعل وفاعل ومفعول. وعيونا: تمييز من فجرنا. (والمستثنى) : الواو: حرف عطف. المستثنى: معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، نحو: قام القوم إلا زيدا. وإعرابه: قام: فعل ماض. والقوم: فاعل مرفوع، وإلا: حرف استثناء. وزيدا: منصوب على الاستثناء. (واسم لا) : الواو: حرف عطف اسم: معطوف على المفعول به واسم مضاف ولا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، نحو: لا عالم مذموم. وإعرابه: لا: نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر. عالم: اسمها مبني على الفتح في محل نصب مذموم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمنادى) : الواو: حرف عطف. المنادى: معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نحو: يا لطيفا بالعباد. وإعرابه: يا: حرف نداء. لطيفا: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة. بالعباد: جار ومجرور متعلق بلطيفا وسيأتي لذلك ونحوه تقييد في محله. (وخبر) : الواو: حرف عطف. خبر: معطوف على المفعول به وخبر: مضاف. و (كان) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو: حرف عطف. أخوات: معطوف على كان والمعطوف على المجرور مجرور
(والحال والتمييز) سيأتي معناهما لغة واصطلاحا. قوله: (والمستثنى) أي في بعض أحواله بأن كان موجبا تاما أو منفيا على أحد الوجهين كما سيأتي. قوله: (نافية للجنس) أي لصفته وحكمه وإسناده النفي إلى لا مجاز من الإسناد إلى الآلة واحترز بذلك عن النافية للوحدة فإنها تعمل عمل ليس. قوله: (في محله) أي بابه.
وأخوات: مضاف، والهاء: مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، نحو: كان زيد قائما. وإعرابه: كان: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة. قائما: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. (واسم إنّ) : الواو: حرف عطف. اسم: معطوف على المفعول به، مرفوع بالضمة واسم مضاف، وإن: مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو: حرف عطف. أخوات: معطوف على إن والمعطوف على المجرور مجرور وأخوات مضاف، والهاء: مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، نحو: إن زيدا قائم. وإعرابه: إن: حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. زيدا: اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. وقائم: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمفعول) : الواو: حرف عطف. المفعول: معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع (من أجله) : جار ومجرور متعلق بالمفعول وأجل: مضاف، والهاء: مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، نحو: قام زيد إجلالا لعمرو. وإعرابه: قام: فعل ماض. وزيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. إجلالا: مفعول لأجله متعلق بقام. لعمرو: جار ومجرور متعلق بإجلالا. (والمفعول) الواو: حرف عطف. المفعول معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (معه) : مع: ظرف مكان ومع: مضاف والهاء: مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، نحو: سرت والنيل. وإعرابه: سرت: فعل وفاعل. والنيل: الواو: واو المعية. النيل: مفعول معه منصوب بسرت.
والتّابع للمنصوب وهو أربعة أشياء: النّعت والعطف والتّوكيد والبدل.
(والتّابع): الواو: حرف عطف. التابع: معطوف على المفعول به. (للمنصوب) : جار ومجرور متعلق بالتابع. (وهو) : الواو: للاستئناف. هو: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة: مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (النّعت) : بدل من أربعة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع، نحو: رأيت زيدا العاقل. وإعرابه:
رأيت زيدا: فعل وفاعل ومفعول. العاقل: نعت لزيدا ونعت المنصوب منصوب. (والعطف) : الواو: حرف عطف. العطف: معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع، نحو: رأيت زيدا وعمرا. وإعرابه: رأيت: فعل وفاعل وزيدا مفعول به منصوب وعمرا: معطوف على زيدا والمعطوف على المنصوب منصوب. (والتّوكيد) : الواو: حرف عطف. التوكيد معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع نحو: رأيت زيدا نفسه. وإعرابه: رأيت زيدا: فعل وفاعل ومفعول. نفس: توكيد لزيدا وتوكيد المنصوب منصوب ونفس: مضاف. والهاء: مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (والبدل) : الواو: حرف عطف. البدل معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع، نحو: رأيت زيدا أخاك. وإعرابه: رأيت زيدا: فعل وفاعل ومفعول. وأخاك: بدل من زيدا وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة وأخا: مضاف والكاف: مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.
باب المفعول به
وهو الاسم المنصوب الّذي يقع به الفعل نحو قولك: ضربت زيدا وركبت الفرس، وهو على قسمين: ظاهر ومضمر، فالظّاهر ما تقدّم ذكره والمضمر قسمان: متّصل ومنفصل
ولما ذكرها على سبيل الإجمال أخذ يتكلم على ما لم يتقدم منها على سبيل التفصيل فقال: (باب) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب: مضاف. و (المفعول) : مضاف إليه مجرور. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء فيه عائدة على أل لكونها في هذا التركيب اسما موصولا والمفعول به معناه لغة من وقع عليه الفعل حسيا كان الفعل أو معنويا، نحو: ضربت زيدا وتعلمت المسألة فإن الضرب حسي والتعلم معنوي، وفي اصطلاح النحاة هو ما ذكره بقوله: (وهو) : بالواو: للاستئناف. هو: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع. (المنصوب) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت ثان للاسم مبني على السكون في محل رفع. (يقع) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. (به) : جار ومجرور متعلق بيقع والباء بمعنى على أي يقع عليه. (الفعل) : فاعل يقع مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة صلة
قوله: (ولما ذكرها) أي المنصوبات. قوله: (على سبيل الإجمال) الإضافة بيانية. قوله: (على ما لم يتقدم منها) أي وأما ما تقدم كالتوابع فلا يتكلم عليه ثانيا. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب المفعول به
أي هذا باب الاسم المسمى بالمفعول به. قوله: (متعلق بالمفعول) أي على أنه نائب فاعله وهذا بحسب أصله وقد صار الآن علما للاسم المصطلح عليه ومثله المفعول به ومعه وفيه ا ه قليوبي. قوله: (ضربت) الضرب إمساس بعنف من جسم لجسم من الحيوان أو غيره نحو:
(أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) [الأعراف: ١٦٠] ا ه قليوبي. قوله: (يقع عليه) أي على مدلوله. قوله: (الفعل) أي الفعل اللغوي الحاصل
الذي وعائدها الهاء من به يعني أن المفعول به في اصطلاح النحاة هو الاسم الذي يقع عليه فعل الفاعل كما مثل له بقوله: (نحو ضربت زيدا وركبت الفرس) : وإعرابه: نحو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وضربت: فعل وفاعل. وزيدا: مفعول به منصوب وركبت: الواو: حرف عطف. ركبت الفرس: فعل وفاعل ومفعول. وجملة ركبت الفرس معطوفة على جملة ضربت زيدا ومثل بمثالين للإشارة إلى أنه لا فرق في المفعول به بين كونه عاقلا كزيد أو غير عاقل كالفرس. (وهو) : الواو: للاستئناف. هو: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (على قسمين) : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. (ظاهر) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل. (ومضمر) : معطوف على ظاهر والظاهر مأخوذ من الظهور وهو الوضوح لدلالته على مسماه من غير توقف على قرينة والمضمر من الإضمار وهو الخفاء لخفاء دلالته على مسماه إلا بقرينة تكلم أو خطاب أو غيبة أو من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه عن الظاهر غالبا. (فالظّاهر) : الفاء: فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي خبره في محل رفع. (تقدّم) : فعل ماض. (ذكره) : فاعل تقدم مرفوع وذكر مضاف والهاء: مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة صلة الموصول يعني أن الاسم الظاهر ما تقدم ذكره من زيد والفرس في قولك: رأيت زيدا وركبت الفرس فكل من زيد والفرس مفعول به كما سبق إعرابه وهو اسم ظاهر لدلالة كل منهما على مسماه من غير توقف على قرينة من تكلم أو خطاب أو غيبة. (والمضمر) : الواو: للاستئناف. المضمر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (قسمان) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (متّصل) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع. (ومنفصل) : الواو: حرف عطف. منفصل: معطوف
من الفاعل. قوله: (مفعول به) لأنه وقع على مسماه الضرب. قوله: (إلا بقرينة الخ) الأولى لأنه لا يدل على مسماه إلا بقرينة. قوله: (أو غيبة) فيه أن الغيبة ليست الدالة وإنما الدال تقدم المرجع فلو قال أو تقدم مرجع لكان أولى. قوله: (أو من الضمور) بضم الضاد عطف على الإضمار. قوله: (غالبا) ومن غير الغالب أيا فإنها أربعة أحرف. قوله: (والجملة) من الإجمال وهو الاجتماع لأنه جمع فيه كلمة إلى أخرى. قوله: (في قولك) المناسب قوله، وقوله: رأيت المناسب ضربت لأنه المتقدم فتأمل.
على متصل والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن المفعول به المضمر ينقسم إلى ضمير متصل وضمير منفصل فالمتصل هو الذي لا يقع بعد إلا في الاختيار نحو الكاف من رأيتك إذ لا يصح أن يقال ما رأيت إلاك واحترزنا بالاختيار عن حالة ضرورة الشعر نحو قول الشاعر:
وما علينا إذا ما كنت جارتنا ... أن لا يجاورنا إلاك ديار
فإن الكاف في إلاك ضمير متصل وقد وقعت بعد إلا لكن في حالة ضرورة الشعر إذ لو قيل إلا أنت بالضمير المنفصل بدل المتصل لانكسر البيت والمنفصل هو الذي يقع بعد إلا في الاختيار، نحو: ما رأيت إلا إياك.
فالمتّصل اثنا عشر وهي: ضربني وضربنا وضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكنّ وضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهنّ،
قوله: (وما علينا الخ) إعرابه الواو بحسب ما قبلها وما نافية وعلينا متعلق بمحذوف خبر مقدم والمصدر والمنسبك من أن والفعل في قوله: أن لا يجاورنا الخ مبتدأ مؤخر أي وما عدم مجاورة ديار غيرك لنا ضرر علينا إذا كنت جارتنا ويصح أن تكون ما للاستفهام الإنكاري مبتدأ وعلينا متعلق بمحذوف خبره أي أي ضرر كائن علينا من عدم مجاورة أحد غيرك لنا إذا كنت جارتنا وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان وجوابه محذوف تقديره فلا ضرر علينا في عدم مجاورة غيرك لنا وما زائدة وكنت كان: فعل ماض ناقص والتاء ضمير المخاطبة اسمها في محل رفع جارتنا خبر ومضاف إليه وأن حرف مصدري ونصب واستقبال ولا نافية ويجاورنا: فعل مضارع منصوب بأن ونا مفعول مقدم وإلا أداة استثناء من ديار مقدم عليه والكاف ضمير مبني على الكسر في محل نصب على الاستثناء وديار بمعنى أحد فاعل يجاور مؤخر عنه ويصح جعل إلا بمعنى غير فتكون في محل نصب على الحال من ديار والكاف: في محل جر بإضافتها وقوله: وما علينا يروى بدله وما نبالي. وإعرابه: ما: نافية. ونبالي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله مستتر وجوبا تقديره نحن. وجواب إذا على هذه الرواية تقديره فما نبالي والمعنى: لا نكترث ولا نعتني بعدم مجاورة أحد غيرك لأنك أنت المطلوبة وفيك الكفاية فإذا وجدت فلا نلتفت إلى سواك فتأمل. قوله: (إلا أنت) أي وإلا إياك. قوله: (لانكسر) أي اختل
وقد ذكر أقسام المتصل بقوله: (فالمتّصل) : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبره مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو: ونحو مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول: مضاف والكاف: مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضربني) : مقول القول. وإعرابه: ضرب: فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (ضربنا) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض ونا: مفعول به مبني على السكون في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (وضربك) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض والكاف: مفعول به مبني على الفتح في محل نصب. (وضربك) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض. والكاف: مفعول به مبني على الكسر في محل نصب والفاعل مستتر فيهما جوازا تقديره هو (وضربكما) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض. والكاف: مفعول به مبني على الضم في محل نصب. والميم: حرف عماد والألف: حرف دال على التثنية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو. (وضربكم) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض والكاف: مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم: علامة جمع الذكور. (وضربكنّ) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض والكاف: مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون علامة جمع النسوة والفاعل مستتر جوازا فيهما تقديره هو فكل من الياء في ضربني ونا في ضربنا والكاف في ضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكن ضمائر متصلة لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار. وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب في الضمائر المتصلة ومثل للضمير الغائب بقوله: (وضربه) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض. والهاء: مفعول به مبني على الضم في محل نصب. (وضربها) : الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض. والهاء: مفعول به مبني على السكون في محل نصب. (وضربهما) الواو حرف عطف، ضرب: فعل ماض، والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم. حرف عماد والألف: حرف دال على التثنية.
بسبب الزيادة. قوله: (وعشر الخ) وهو مبني على الفتح لا محل له لأنه غير مضاف
(وضربهم): الواو: حرف عطف. ضرب: فعل ماض والهاء: مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم علامة جمع الذكور (وضربهنّ) الواو حرف عطف، ضرب: فعل ماض والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون: علامة جمع النسوة والفاعل في الجميع ضمير مستتر جوازا تقديره هو فالهاء في كل من ضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهن ضمير متصل لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار.
والمنفصل اثنا عشر نحو قولك: إيّاي وإيّانا وإيّاك وإيّاك وإيّاكما وإيّاكم وإيّاكنّ وإيّاه وإيّاها وإيّاهما وإيّاهم وإيّاهنّ.
وأشار إلى أقسام الضمير المنفصل بقوله: (والمنفصل) : الواو: حرف عطف، ويجوز أن تكون للاستئناف وعلى الأول تكون عاطفة لجملة «والمنفصل» على جملة فالمتصل. والمنفصل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو، ونحو: مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول مضاف: والكاف: مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (إيّاي) : مفعول المصدر أعني قولك ولا يقال إن القول وما تصرف منه لا يعمل إلا في الجمل لأنا نقول يعمل في المفرد الذي قصد لفظه كما هنا فإن المقصود من إياي وما بعده هذا اللفظ وحذف العامل فيه وفيما بعده قصدا للاختصار وإلا فالأصل: ما أكرمت إلا إياي. وإعرابه: ما: نافية. وأكرمت: فعل وفاعل. إلا: حرف لإيجاب النفي إيا مفعول به لأكرمت مبني على السكون في محل نصب، والياء: حرف دال على التكلم. (وإيّانا) : الواو: حرف عطف. إيانا: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إيانا. وإعرابه: ما: نافية. وأكرمت: فعل وفاعل وإلا حرف لإيجاب النفي
إليه. قوله: (إلا فالأصل الخ) أي، الأصل أنه حذف الخ فلا يصح لأن الأصل أي قبل الحذف ما أكرمت الخ. قوله: (ما أكرمت) بفتح تاء أكرمت فيه وفيما بعده فقط ويضم في الباقي. قوله: (لا يجاب) أي إثبات.
إيا: مفعول به مبني على السكون في محل نصب ونا: حرف دال على المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه. (وإيّاك) : الواو: حرف عطف، إياك: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياك وإعرابه: ما: نافية. وأكرمت: فعل وفاعل. إلا حرف لإيجاب النفي. إيا مفعول به مبني على السكون في محل نصب والكاف: حرف دال على خطاب المذكر. (وإيّاك) : إعرابه: مثل ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف دال على خطاب المؤنث. (وإيّاكما) : الواو: حرف عطف. إياكما: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياكما. وإعرابه: على وزان ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف خطاب والميم: حرف عماد والألف: حرف دال على التثنية. (وإيّاكم) : الواو: حرف عطف. إياكم: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياكم. وإعرابه: على وزان ما قبله إلا أن الميم فيه حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاكنّ) : الواو: حرف عطف. إياكن: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياكن. وإعرابه: على وزان ما قبله إلا أن النون فيه حرف دال على جمع النسوة.
وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب به مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا في الضمير المنفصل فإيا في الجميع ضمير منفصل لوقوعه بعد إلا في الاختيار كما علمت وأشار لضمير الغائب المنفصل مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا بقوله: (وإيّاه) : الواو: حرف عطف. إياه: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياه وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاها) : الواو: حرف عطف. إياها: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل ما أكرمت إلا إياها. وإعرابه: على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاهما) : الواو: حرف عطف. إياهما معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياهما. وإعرابه: على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم: حرف عماد والألف: حرف دال على
قوله: (إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة) معلوم مما قبله فكان عليه أن
التثنية. (وإيّاهم) : الواو: حرف عطف. إياهم: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب الأصل: ما أكرمت إلا إياهم. وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم: حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاهنّ) : الواو: حرف عطف. إياهن: معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل: ما أكرمت إلا إياهن وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والنون لجماعة النسوة.
يقتصر على قوله والميم حرف عماد الخ لكن بزيادة لفظ فيه بأن يقول والميم حرف الخ وكذا يقال فيما بعده. والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
باب المصدر
المصدر هو: الاسم المنصوب الّذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل نحو: ضرب يضرب ضربا.
(باب): خبر لمبتدأ محذوف أي هذا باب. وإعرابه: الهاء: للتنبيه وذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. وباب: خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وباب: مضاف و (المصدر) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. (وهو) : الواو: للاستئناف. هو: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المنصوب) : صفة للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (الّذي) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع ثان نعت للاسم. (يجيء) : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. (ثالثا) : حال من فاعل يجيء.
باب المصدر
اعلم أن اسم الحدث إما أن تكون أحرفه أحرف فعله أو أزيد أو أنقص فالأول نحو التكلم والتعلم والثاني: نحو الإكرام والانطلاق والنوعان من باب المصدر. والثالث: إن كان ما ترك منه لفظا موجودا تقديرا بحيث يصح النطق به مع بقاء البنية غير مغيرة نحو: قاتل قتالا فهو مصدر أيضا وإن لم يكن كذلك فإن عوض في آخره عن المحذوف نحو: عدة أو في غير الآخر نحو: علم تعليما وسلم تسليما فمصدر أيضا. والعوض في التعليم والتسليم التاء التي في أوله لا المدة التي قبل الآخر لأنها تكون لغير تعويض كالانطلاق والإكرام وإن لم يعوض فهو اسم مصدر كأعطى عطاء وتكلم كلاما ا ه ملخصا من الدماميني إفادة الإسقاطي. قوله: (يجيء ثالثا) أي ينطق به الصرفي ثالثا إن جاء قبله بماض ومضارع وإلا فثانيا أو ابتداء ا ه قليوبي. قوله:
(في تصريف): جار ومجرور متعلق بالفعل قبله وهو يجيء وتصريف: مضاف. و (الفعل) : مضاف إليه مجرور. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وإعرابه: ذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد. والكاف: حرف خطاب لا محل لها من الإعراب. ونحو: خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ونحو: مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وقول: مضاف والكاف: مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضرب يضرب ضربا) : في محل نصب مقول القول أي نحو قولك: هذا اللفظ يعني أن المصدر هو الاسم الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى، نحو: ضرب يضرب ضربا فقد تغير من صيغة الماضي إلى صيغة المضارع إلى صيغة المصدر وجاء الماضي أولا والمضارع ثانيا والمصدر ثالثا. ويسمى المفعول المطلق أي: الذي لم يقيد بصلة ظرف أو جار ومجرور بأن يقال: مفعول معه أو مفعول به أو مفعول له أو مفعول فيه.
وهو قسمان: لفظيّ ومعنويّ، فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظيّ نحو قولك قتلته قتلا وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنويّ نحو جلست قعودا وقمت وقوفا، وما أشبه ذلك.
(وهو): الواو: للاستئناف. هو: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (قسمان) : خبره مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (لفظيّ) : بدل من قسمان بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ومعنويّ) : معطوف على لفظي والمعطوف على المرفوع مرفوع. (فإن) : الفاء: فاء الفصيحة. إن: حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول:
(ويسمى) أي المصدر بقيد كونه منصوبا لأنه تارة يكون مرفوعا مثلا نحو: ضربك ضرب أليم وحينئذ لا يسمى بذلك فالمصدر أعم مطلقا وقيل بينهما العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في فرحت فرحا وينفرد المصدر في نحو: يعجبني انطلاقك وينفرد المفعول المطلق في نحو: ضربت سوطا وسوطا على الأول نائب عن المطلق وليس نفسه فهو من أمثلة الاجتماع. قوله: (بصلة ظرف) الإضافة بيانية. قوله: (وهو) أي المصدر من حيث هو. قوله: (لفظي) قدمه لأنه الأكثر.
فعل الشرط والثاني: جوابه وجزاؤه. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. و (لفظه) : فاعل وافق ولفظ: مضاف والهاء: مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (لفظ) : مفعول وافق ولفظ مضاف. و (فعله) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وفعل: مضاف والهاء: مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء: واقعة في جواب الشرط هو: مبتدأ و (لفظيّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط. (نحو قولك) : فيه ما تقدم. (قتلته) : قتل: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء: فاعل مبني على الضم في محل رفع والهاء: مفعول به في محل نصب. و (قتلا) : منصوب على المصدرية. (وإن) : الواو: حرف عطف. إن: حرف شرط جازم. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر يعود على المصدر. (معنى) : مفعول وافق منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ومعنى: مضاف. و (فعله) : مضاف إليه وفعل: مضاف والهاء: مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (دون) : ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وناصبه وافق ودون مضاف. و (لفظه) : مضاف إليه ولفظ مضاف. والهاء: مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء واقعة في جواب الشرط. هو مبتدأ و (معنويّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط والجملة الشرطية الثانية معطوفة على الجملة الشرطية الأولى. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف كما عرفت ونحو: مضاف، وما بعده مضاف إليه في محل جر لقصد لفظه. (جلست) : فعل وفاعل. و (قعودا) : مصدر منصوب على المصدرية بجلست. (وقمت) : فعل وفاعل. و (وقوفا) : مصدر منصوب على المصدرية بقمت يعني أن المصدر يسمى لفظيا إن وافق لفظه لفظ الفعل في مادته وحروفه الأصول كما في قتلا من قتلته قتلا، فإن حروف المصدر هي بعينها حروف الفعل إلا أن العين في الفعل مفتوحة وفي المصدر ساكنة ومعنويا إن وافق معناه دون لفظه كما في قعودا من جلست قعودا فإن الجلوس
قوله: (فيه ما تقدم) أي من الإعراب. قوله: (لقصد لفظه) وحينئذ فقوله: جلست فعل الخ بالنظر للأصل وعدم قصد اللفظ. قوله: (وحروفه) عطف تفسير. قوله: (العين)
والقعود بمعنى واحد كما في وقوفا من قمت وقوفا فإن القيام والوقوف كذلك.
وهذا التقسيم إنما يأتي على مذهب المازني القائل: إن قعودا في الأول منصوب بجلست ووقوفا منصوب بقمت خلافا لمن يقول إنهما منصوبان بفعل مقدر من لفظهما أي قعدت قعودا ووقفت وقوفا فإنه عنده لفظي لا غير.
أي عين الكلمة وهي التاء. قوله: (بمعنى واحد) أي من حيث ملاصقة الإليتين للمقر فلا يخالف ما قيل إن القعود عن الاضطجاع والجلوس عن القيام وعكسه ا ه قليوبي. قوله: (كذلك) أي بمعنى واحد. قوله: (وهذا التقسيم) أي تقسيم المصدر إلى لفظي ومعنوي. قوله: (فإنه) أي المصدر وقوله: عنده. أي القائل بنصبهما بفعل مقدر من لفظهما والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب ظرف الزّمان وظرف المكان
ظرف الزّمان هو اسم الزّمان المنصوب بتقدير في نحو: اليوم واللّيلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدا وعتمة وصباحا ومساء وأبدا وأمدا وحينا وما أشبه ذلك.
(باب): فيه ما تقدم وباب مضاف و (ظرف) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وظرف مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (وظرف) : معطوف على ظرف الأول والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وظرف: مضاف. و (المكان) : مضاف إليه. (ظرف) : مبتدأ أول وظرف: مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (هو) : مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع. (اسم) : خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول والرابط الضمير المنفصل واسم مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه. (المنصوب) : بالرفع صفة للاسم (بتقدير) : جار ومجرور متعلق بالمنصوب وتقدير مضاف و (في) : مضاف إليه في محل جر. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو، وإعرابه: كما تقدم، ونحو: مضاف و (اليوم) : وما عطف عليه مضاف إليه في محل جر ونصبه محاكاة لصورته مع عامله لو ذكر تقول: صمت اليوم في المعرف بالألف واللام أو يوم الخميس في المعرف بالإضافة أو يوما في النكرة. وإعرابه: صام:
باب ظرف الزمان وظرف المكان
الظرف: لغة الوعاء وسميا بذلك لشبههما به كما أشار له الشارح بقوله الآتي يعني أن الظرف الخ وإنما جمعهما المصنف في باب واحد لتشابههما وتقارب أحكامهما وأفرد كلا بتعريف يخصه لئلا يشتبه أحدهما بالآخر على المبتدئ فتأمل. قوله: (اسم الزمان) أي الاسم الدال عليه فالإضافة من إضافة الدال للمدلول. قوله: (بتقدير في) أي بملاحظة معناها وهو الظرفية. قوله: (في محل جر) فيه أنه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية وكذا يقال فيما بعده
فعل ماض والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع ويوم في الثلاثة منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما هو في الشرع وأحد قولين في اللغة وقيل: من طلوع الشمس إلى غروبها. (واللّيلة) : الواو: حرف عطف. الليلة: معطوف على اليوم والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره تقول: اعتكفت الليلة أو ليلة الجمعة أو ليلة. وإعرابه: على وزان ما قبله. والليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر أو إلى الشمس. (وغدوة) : بالصرف وعدمه للعلمية والتأنيث، فعلى الأول تقول أزورك غدوة بالتنوين؛ أي غدوة؛ أي يوم كان، وإعرابه أزور فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف مفعول به في محل نصب، وغدوة منصوب على الظرفية الزمانية، وعلى الثاني تقول أزورك غدوة، بغير تنوين أي غدوة يوم معين، والإعراب بعينه والغدوة من صلاة الصبح؛ أي من وقتها إلى طلوع الشمس (وبكرة) بالتنوين وعدمه كما تقدم، تقول أزورك بكرة أو بكرة يوم الجمعة، أو بكرة وإعرابه على وزان ما قبله، والبكرة أول النهار من طلوع الفجر أو من طلوع الشمس (وسحرا) بالصرف وعدمه للعلمية، والعدل تقول أجيئك سحرا أو سحر يوم الجمعة، أو سحر، وإعرابه على وزان ما قبله، والسحر آخر الليل قبيل الفجر (وغدا) بالتنوين، تقول أجيئك غدا، وإعرابه أجيئك فعل وفاعل ومفعول، وغدا
ولعله مشى على القول بعدم اختصاص المحل بالمبنى فتأمل. قوله: (الفجر) أي الصادق. قوله: (إلى غروب الشمس) أي إلى غروب جميع جرمها. قوله: (وقيل الخ) هذا هو القول الثاني لأهل اللغة. قوله: (والمعطوف على المنصوب الخ) الأولى حذفه وقد علمت الإعراب. قوله: (وعدمه) فهو معطوف على اليوم مجرور بفتحة مقدرة عن الكسرة منع منها حركة الحكاية فتأمل. قوله: (بالتنوين) أي تنوين التنكير. قوله: (بغير تنوين) وإن شئت ذكرت المضاف إليه حينئذ نحو: أزورك غدوة يوم الاثنين. قوله: (من طلوع الفجر الخ) أي على الخلاف السابق. قوله: (والعدل) أي عن المعرف بأل أو المضاف كما في الأشموني. قوله: (أو سحر يوم الجمعة) أي سحر ليلته فهو على حذف مضاف. قوله: (آخر الليل) أي اسم له. قوله: (قبيل) تصغير قبل وهو اسم للزمن الملاصق للفجر فهو أخص من قبل لأن قبل يطلق على
منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والغد اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه (وعتمة) بالتنوين، تقول آتيك عتمة، وإعرابه فعل وفاعل ومفعول به في محل نصب؛ لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب، وعتمة منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة الظاهرة، والعتمة بفتح التاء الأولى ثلث الليل الأول (وصباحا) تقول آتيك صباحا، وإعرابه على وزان ما قبله، والصباح من أول نصف الليل الأخير إلى الزوال (ومساء) تقول آتيك مساء، وإعرابه بعينه والمساء من الزوال إلى آخر نصف الليل الأول ومبنى الأوراد على ذلك (وأبدا) تقول لا أكلم زيدا أبدا، وإعرابه لا نافية، وأكلم فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وزيد مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، وأبدا منصوب على الظرفية الزمانية والأبد الزمان المستقبل الذي لا نهاية له (وأمدا) المثال والإعراب بعينه والأمد الزمان المستقبل (وحينا) تقول قرأت حينا، وإعرابه قرأت فعل وفاعل وحينا منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره، والحين الزمان المبهم (وما أشبه ذلك) من أسماء الزمان المبهمة، نحو: وقت وساعة في عرف أهل اللغة والمختصة، نحو: ضحى وضحوة أي أجيئك ضحى، فضحى منصوب على الظرفية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر. واعلم أن ناصب
الزمان المتسع. قوله: (اسم لليوم الذي بعد يومك الخ) أي اسم لليوم الذي اتصل به يومك الذي أنت فيه فالأولى التعبير بعقب بدل بعد فتدبر. قوله: (بالتنوين) أي وعدمه فهو كغدوة كما في النّبتيتي. قوله: (ثلث الليل الأول) أي بعد العشاء أو من قبل وقتها ا ه قليوبي. قوله: (ومبنى الأوراد) أي التي تقال في المساء وقوله على ذلك أي على كون أوله الزوال فمن قرأ تبارك مثلا بعد الظهر صدق عليه أنه قرأها في المساء فتأمل. قوله: (والأبد الزمان الخ) أي اسم له وقس. قوله: (والحين الزمان المبهم) أي اسم لوقت غير مقدر فيقع على كل زمان وهذا بحسب أصله وقد يراد به معين نحو قوله: (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان: ١] فالحين فيه أربعون عاما ا ه قليوبي. قوله: (المبهمة) أي التي ليس لها حد يحصرها. قوله: (نحو وقت الخ) أي ولحظة ودهر. قوله: (المختصة) بالجر عطف على المبهمة أي التي لها حد يحصرها. قوله: (وضحوة) هي أول النهار ويعقبها الضحى كما في القاموس. قوله: (على الألف المحذوفة) لأن أصله ضحى ـ بضم ففتح ـ تحركت الياء وانفتح ما قبلها
هذه الظروف ما يذكر معها من فعل أو شبهه ولم يذكره المصنف قصدا للاختصار، وما: الواو حرف عطف ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر عطف على اليوم، وأشبه فعل ماض مبني على الفتح، وذلك ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول لأشبه، واللام للبعد والكاف حرف خطاب.
وظرف المكان وهو: اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو: أمام وخلف وقدّام ووراء وفوق وتحت وعند ومع وإزاء وحذاء وتلقاء وهنا وثمّ وما أشبه ذلك.
(وظرف المكان وهو اسم المكان المنصوب بتقدير في) إعرابه كما سبق في نظيره بعينه (نحو أمام) بالنصب غير منون محاكاة لوقوعه مضافا مع عامله، ولو ذكر وإن كان مضافا إليه تقول جلست أمام الشيخ، وإعرابه جلست فعل وفاعل، وأمام ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وأمام مضاف، والشيخ مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، والأمام ضد الخلف (وخلف) ، وإعرابه ما تقدم بعينه وخلف ضد قدام (وقدّام) بمعنى الأمام (ووراء) بمعنى الخلف (وفوق وتحت) متقابلان (وعند) بمعنى المكان القريب (ومع) بمعنى مكان
قلبت ألفا. فصار ضحا. فحذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين. قوله: (أو شبهه) كاسم الفاعل. نحو: أنا صائم اليوم. واسم المفعول نحو: زيد مضروب سحرا. قوله: (ولم يذكره) أي الناصب. قوله: (وما الواو حرف عطف الخ) الأولى تقديم الإعراب على قوله من أسماء الزمان الخ. ثم يقول: يعني أن أشبه ذلك من أسماء الخ كذلك. قوله: (بالنصب) أي على الحكاية فهو مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. قوله: (وخلف) نحو: جلست خلفك. قوله: (وقدام) نحو: جلست قدام الأمير. قوله: (ووراء) نحو: جلست وراءك. قوله: (وفوق) نحو: جلست فوق المنبر. قوله: (وتحت) نحو: جلست تحت الشجرة. قوله: (متقابلان) لأن فوق اسم للمكان العالي، وتحت للسافل. قوله: (وعند) ـ مثلث العين ـ نحو: جلست عند زيد. أي قريبا منه. قوله: (ومع) بفتح العين وسكونها نحو: جلست مع زيد أي مصاحبا له وهو معطوف على أمام مجرور بكسرة
الاجتماع والمصاحبة (وإزاء) بمعنى مقابل تقول جلست إزاء زيد؛ أي مقابله فإزاء منصوب على الظرفية المكانية (وحذاء) بمعنى المكان القريب، تقول جلست حذاء زيد أي قريبا منه، فحذاء منصوب على الظرفية المكانية (وتلقاء) بمعنى إزاء وتقدم مثاله، وإعرابه (وهنا) اسم إشارة للمكان القريب، تقول جلست هنا فهنا اسم إشارة للمكان القريب مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية (وثمّ) بفتح المثلثة اسم إشارة للمكان البعيد، تقول جلست ثم أي في المكان البعيد فثم اسم إشارة مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة نحو: يمين وشمال وبريد وفرسخ وميل ومجلس ومقعد ومرمى ومسعى ومنزل ومسجد بالمعنى الشرعي لا العرفي، وإعرابه
مقدرة منع منها الحكاية والملازمة للفتحة وهذا على لغة الفتح وأما على لغة السكون فهي مبنية عليه في محل جر تأمل. قوله: (وإزاء) بكسر أوله والزاي المعجمة والمد وهو مجرور بفتحة مقدرة على آخره نيابة عن الكسرة لألف التأنيث الممدودة ومحاكاة فتأمل. قوله: (أي مقابله) أي مقابلة وجهه. قوله: (وحذاء) بالذال المعجمة مع كسر أوله المهمل. قوله: (وتلقاء) بكسر المثناة الفوقية وسكون اللام والمد. قوله: (يمين) نحو: جلست يمين زيد أي في المكان الذي على جهة يمينه وهذا مبهم لعدم حده بشيء معين كذراع وكذا يقال في بقية أسماء الجهات كما في التصريح. قوله: (وشمال) نحو: جلست شمال زيد. قوله: (وبريد) نحو: سرت بريدا وهو أربعة فراسخ وإبهامه من جهة عدم تعيين محله وكذا يقال في بقية أسماء المقادير. قوله: (وفرسخ) نحو: سرت فرسخا وهو ثلاثة أميال. قوله: (وميل) نحو: سرت ميلا قيل هو ألفا ذراع وصحح بعض فقهائنا أنه ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة. قوله: (ومجلس) نحو: جلست مجلس زيد أي في مكان جلوسه وهذا أول تعين بالإضافة لكنه غير محدود وكذا يقال في نظائره. قوله: (ومقعد) بفتح الميم نحو: قعدت مقعد زيد. قوله: (ومرمى) نحو: رميت مرمى زيد. قوله: (ومسعى) نحو: سعيت مسعى زيد. قوله: (ومنزل) نحو: نزلت منزل زيد. قوله: (ومسجد) نحو: سجدت مسجد زيد أي في مكان سجوده. قوله: (بالمعنى الشرعي) أي مكان السجود وهو حينئذ مفتوح الجيم. وقول: لا العرفي أي وهو البنيان المعلوم فيكون مكسور الجيم وهو مما شذّ وحديث جعلت لي الأرض مسجدا من هذا على التشبيه ذكره السيد البليدي. قوله:
على وزان ما قبله، إلا أن مرمى ومسعى منصوبان بفتحة مقدرة على الألف للتعذر يعني أن الظرف المسمى مفعولا فيه ينقسم إلى ظرف زمان وهو الاسم الدال على الزمان سواء المبهم والمختص المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية، نحو: قدمت يوم الجمعة، فإن لفظ قدمت دال على معنى القدوم الواقع في اليوم فقوله المنصوب خرج به نحو: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وإلى ظرف مكان وهو الاسم الدال على المكان المبهم المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية نحو: جلست فوق السطح، فإن لفظ جلست دال على معنى الجلوس الواقع في المكان العالي وقولي على معنى في أولى من قوله بتقدير في، فإن من ظرف المكان ما لا تقدر معه في كعند.
(المنصوب) بالرفع صفة للاسم. قوله: (هذا يوم) مبتدأ وخبر وقوله: صدقهم فاعل ينفع أخر عنه والهاء: مضاف إليه والميم: علامة الجمع. والجملة هي التي في حكم الاسم المفرد في محل جر بإضافة يوم إليها والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب الحال
الحال هو الاسم المنصوب المفسّر لما انبهم من الهيآت نحو: جاء زيد راكبا ولقيت عبد الله راكبا وما أشبه ذلك.
(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (الحال) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، (الحال) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الأول والرابط الضمير المنفصل و (المنصوب) و (المفسّر) صفتان للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، (لما) اللام حرف جر وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول، والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (من الهيآت) جار ومجرور في محل نصب حال من ما (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو: وتقدم إعرابه (جاء) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، (راكبا) حال من زيد منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، (وركبت الفرس) فعل وفاعل ومفعول
باب الحال
يطلق الحال لغة على الوقت الذي أنت فيه وعلى ما عليه الشخص من خير أو شر ويذكر لفظه وضميره ووصفه ونحوها ويؤنث لكن الأرجح في الأول التذكير بأن يقال حال بلا تاء وفي غيره التأنيث كما في الصبان واصطلاحا ما ذكره المصنف وأصله حول قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. قوله: (المفسر) أي المبين. قوله: (لما انبهم) أي خفي واستتر أي لما لم يعلم. قوله: (من الهيآت) أي الصفات اللاحقة للذوات العاقلة وغيرها فالمقصود من الحال تبيين حال صاحبها وقت إيقاع
(مسرجا) حال من الفرس منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، (ولقيت) لقي فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة، توالى أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع (عبد) مفعول به منصوب وعبد مضاف و (الله) مضاف إليه و (راكبا) حال من الفاعل أو المفعول منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال، وإعرابه نظير ما تقدم يعني أن الحال الاصطلاحي هو الاسم الصريح أو المؤول به فيشمل الجملة والظرف، فإن قولك جاء زيد والشمس طالعة في قوة قولك مقارنا لطلوع الشمس، وإعرابه جاء فعل ماض مبني على الفتح، وزيد فاعل مرفوع، والواو للحال، والشمس طالعة مبتدأ وخبر، والجملة في محل نصب على الحال، وقولك جاء زيد عندك في قوة قولك كائنا عندك، وإعرابه جاء فعل ماض وزيد فاعل مرفوع، وعند منصوب على الحال الفضلة المنصوب لفظا أو تقديرا أو محلا بالفعل الصريح أو المؤول، نحو: هذا بعلي شيخا فناصب الحال اسم الإشارة لأنه في معنى أشير، وإعرابه الهاء للتنبيه، وذا اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، وبعلي خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وبعل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، وشيخنا حال من بعلي منصوب بالفتحة أو شبهه من اسم
الفعل. قوله: (من الفاعل) أي وهو ضمير المتكلم وقوله: أو المفعول أي وهو عبد الله فهي محتملة كما سيأتي فمثال هذا قوله: (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) [التّوبة: ٣٦] . قوله: (فيشمل الجملة) أي كالمثال الأول وقوله: والظرف أي كالمثال الثاني. قوله: (الفضلة الخ) مرتبط بقوله السابق هو الاسم الخ. قوله: (أو تقديرا) نحو: تعلم زيد العلم فتى. قوله: (أو محلا) أي إن كان من المبنيات نحو: كيف جاء زيد. قوله: (بالفعل) متعلق بالمنصوب. قوله: (هذا الخ) مثال للمؤول. قوله: (بعلي) أي زوجي. قوله: (شيخا) أي كبيرا في السن. قوله: (لأنه في معنى أشير) والتقدير أشير إلى كون بعلي لا يلد حال كونه شيخا أي عجوزا. قوله: (أو شبهه) بالجر عطف على قوله بالفعل والضمير للفعل أي أو ما كان مشابها له في العمل وقوله: من اسم
الفاعل، نحو: أنا راكب الفرس مسرجا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وراكب خبر مرفوع والفرس مفعول به منصوب ومسرجا حال منه منصوب فناصب الحال راكب وهو اسم فاعل واسم المفعول نحو: الفرس مركوب مسرجا فالفرس مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، ومركوب خبره مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، ومسرجا حال منه فناصب الحال مركوب وهو اسم مفعول، والمصدر نحو: أعجبني ضربك زيدا مكتوفا، فأعجب فعل ماض مبني على الفتح والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب وضرب فاعل مرفوع وضرب مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر، وزيد مفعول به منصوب ومكتوفا حال منه فناصب الحال المصدر وهو الضرب واسم المصدر، نحو: أعجبني وضوؤك جالسا فأعجب فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب ووضوء فاعل مرفوع، ووضوء مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر وجالسا حال منه لوجود شرطه فناصب الحال الوضوء وهو اسم مصدر وأفعل التفضيل نحو: زيد منفردا أنفع من عمرو معانا فزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء ومفردا حال من فاعل أنفع وأنفع خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ومن عمرو جار ومجرور متعلق بأنفع ومعانا حال من عمرو فناصب الحال في الأول والثاني أنفع، وهو أفعل تفضيل والظرف، نحو: زيد عندك جالسا، فزيد مبتدأ مرفوع، وعندك خبره
الفاعل هو وما عطف عليه بيان للشبه واسم الفاعل هو ما اشتق من مصدر للدلالة على من قام به الفعل من غير إثبات. قوله: (وراكب خبر) وفاعله مستتر تقديره أنا. قوله: (واسم المفعول) هو ما اشتق من مصدر للدلالة على الذي وقع عليه الفعل. قوله: (والمصدر) عطف على اسم الفاعل كقوله: بعد واسم المصدر وأفعل التفضيل والظرف والصفة المشبهة. قوله: (حال منه) أي من المضاف إليه وهو الكاف. قوله: (لوجود شرطه) أي وهو كون المضاف مما يصح عمله في الحال وهو وضوء لأنه اسم مصدر كما علمت. قوله: (وأفعل التفضيل) أي اللفظ الذي على وزن أفعل الدال على الزيادة على الأصل فأصل النفع في المثال موجود في زيد وعمرو لكن زاد زيد على عمرو فيه. قوله: (وعندك خبره) هذا بحسب الظاهر على القول بأن الخبر
وجالسا حال من فاعل الظرف منصوب به، والصفة المشبهة نحو: زيد حسن الوجه صحيحا، فزيد مبتدأ مرفوع وحسن خبره والوجه منصوب على التشبيه بالمفعول به وصحيحا حال منه، فناصب الحال حسن وهو صفة مشبهة المبين لما خفي أمره من الصفات محسوسة أم لا فشمل هو الحق مصدقا ومات زيد مسلما، وقوله الفضلة مخرج للاسم المنصوب العمدة كاسم أن وأخواتها وخبر كان وأخواتها فالمراد بالفضلة ما وقع بعد استيفاء الفعل فاعله والمبتدأ خبره، وإن توقف المعنى المقصود عليه كما تأتي الإشارة إلى ذلك، وقوله لما انبهم غير معهود في اللغة وقوله من الهيآت خرج به التمييز فإنه مبين لما انبهم من الذوات والنسب وكرر المثال إشارة إلى أن الحال يأتي من الفاعل نصا كالمثال الأول أو من المفعول كذلك كالثاني أو منهما احتمالا كالثالث ويأتي من المجرور بالحرف. نحو:
المتعلق وإلا فلفظ عند منصوب بالفتحة الظاهرة مضاف للكاف متعلق بمحذوف هو الخبر. قوله: (حال من فاعل الظرف) أي وهو الضمير المستتر الراجع لزيد وفي الحقيقة هو فاعل الفعل الذي يتعلق به الظرف فالكلام على حذف مضاف هو عامل وهذا مبني على القول بأن الضمير لم ينتقل حال حذف العامل للظرف أما على مقابله فلا حذف. قوله: (منصوب به) في الحقيقة بمتعلقه. قوله: (والصفة المشبهة) أي باسم الفاعل المتعدي لواحد ووجه الشبه أنها صفة قائمة بالفاعل وتثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ولم تكن إياه لكونه دالا على التجدد وهي دالة على الدوام والثبات فلها جهة موافقة له وجهة مخالفة كما هو معلوم لمن له أدنى إلمام بالفن. قوله: (حسن) بالتنوين. قوله: (منصوب على التشبيه بالمفعول به) إنما كان شبيها به لأن الفعل وهو أحسن قاصر فكذا ما تفرع منه وهو الصفة المشبهة. قوله: (مبين الخ) من تتمة التعريف وفي بعض النسخ المبين وهو أولى. قوله: (محسوسة) بالنصب على أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها أي تحس بإحدى الحواس كالبصر. قوله: (فشمل الخ) مفرع على قوله أولا. قوله: (وقوله الفضلة) لو قال: وقولي في شرح كلامه الفضلة الخ لكان أولى. قوله: (كما تأتي الإشارة إلى ذلك) أي في شرح قوله وأن يكون بعد تمام الكلام والمراد بالإشارة التصريح. قوله: (غير معهود الخ) أي والمعهود «استبهم» فالصواب التعبير به. قوله: (كالمثال الأول) أي في المصنف وهو جاء زيد
مررت بهند جالسة فجالسة حال من هند المجرور بالباء ومن المجرور بالمضاف بشرطه نحو: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات: ١٢] فالهمزة للاستفهام الإنكاري ويحب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره، وأحد فاعل مرفوع وأحد مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر والميم علامة الجمع وأن حرف مصدري ونصب ويأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ولحم مفعوله منصوب ولحم مضاف وأخي مضاف إليه وأخي مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر ميتا حال من الأخ المضاف إليه المجرور بلحم المضاف ونحو (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [النّحل: ١٢٣] أن مفسرة واتبع فعل أمر وفاعله مستتر فيه جوبا وتقديره أنت في محل رفع وملة مفعول به وهو مضاف وإبراهيم مضاف إليه وحنيفا حال ونحو (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) [يونس: ٤] فإليه جار ومجرور خبر مقدم ومرجع مبتدأ مؤخر مرفوع ومرجع مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وجميعا حال منه ويأتي من الخبر نحو: هو الحق مصدقا فهو مبتدأ والحق خبره ومصدقا حال منه ولا يجيء الحال من المبتدأ.
راكبا. قوله: (بشرطه) أي وهو كون المضاف بعض المضاف إليه كما في أيحب أحدكم الخ. أو مثل جزء المضاف إليه في صحة الاستغناء عنه بالمضاف إليه كما في أن اتبع الخ أو ما يصلح عمله في الحال كالمصدر الميمي في إليه مرجعكم جميعا. قوله: (للاستفهام الإنكاري) فهي بمعنى النفي. قوله: (ملة) أي دين. قوله: (حنيفا) أي مائلا عن الأديان كلها إلى دين الحق. قوله: (مفسرة) فهي بمنزلة أي وقوله واسمها ضمير الشأن الخ الصواب حذفه كما في بعض النسخ لأن ذلك في المخففة من الثقيلة وهي لا تقع قبل فعل الأمر كما في المغني فقوله بعد والجملة الخ الصواب حذفه أيضا كما في بعضها لما علمت وقوله: المفسرة الخ صفة لقوله والجملة الخ فتأمل. قوله: (إليه مرجعكم جميعا) أي رجوعكم والقياس فتح الجيم إذ المصدر الميمي قياس عينه الفتح انتهى إسقاطي. قوله: (ومن الخبر) عطف على قوله من المجرور. قوله: (ولا يجيء الحال من المبتدأ) لأن الصحيح أن العامل في المبتدأ الابتداء والعامل في الحال هو العامل في صاحبها والابتداء عامل ضعيف فلا يعمل
ولا يكون الحال إلّا نكرة، ولا يكون إلّا بعد تمام الكلام، ولا يكون صاحبها إلّا معرفة.
(ولا يكون الحال إلّا نكرة) الواو للاستئناف لا نافية يكون فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر الحال اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، إلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها ونكرة خبر يكون منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، (ولا) حرف نفي (يكون) فعل مضارع منصوب من كان الناقصة واسمه مستتر فيه تقديره هو يعود على الحال (إلّا) حرف إيجاب أي إثبات بعد النفي (بعد) ظرف متعلق بمحذوف خبر يكون وبعد مضاف و (تمام) مضاف إليه وتمام مضاف و (الكلام) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، (ولا يكون صاحبها إلّا معرفة) ، وإعرابه كما تقدم يعني أن الأصل في الحال أن تكون نكرة دفعا لتوهم أنها نعت عند نصب صاحبها أو خفاء إعرابها وقد تكون بلفظ المعرفة فتؤول بنكرة نحو: ادخلوا الأول فالأول أي مرتبين وأرسلها العراك أي معتركة وجاء زيد وحده أي منفردا وجاؤوا الجم الغفير أي جميعا ولا تكون إلا بعد تمام الكلام لأنها فضلة بعد استيفاء المبتدأ خبره والفعل فاعله، وإن توقف حصول
في شيئين وقال سيبويه يجيء منه وفي مجيئها من اسم كان نحو: «كان زيد قائما باكيا» خلاف. قوله: (ولا يكون الحال إلا نكرة) لأن المقصود بيان الهيئة وهو حاصل بها فلا حاجة للتعريف لأنه قدر زائد. قوله: (عند نصب صاحبها) فلو قيل رأيت زيدا الراكب لتوهم أن الراكب نعت وقوله: أو خفاء الخ. فلو قيل: جاء زيد الفتى لحصل التوهم المذكور. قوله: (الأول) حال وما بعده عطف عليه. قوله: (وأرسلها) أي الإبل إلى الماء. وقوله: العراك حال وهذا بعض بيت وجملته كما في الصحيح:
فأرسلها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدجال
ومعنى لم يذدها لم يمنعها عن ذلك والنغص التكدر ويترتب عليها هنا عدم تمام الشرب والدجال: الازدحام. قوله: (أي معتركة) أي مزدحمة والأولى معاركة لأنه اسم فاعل العراك كما قاله ابن الخباز انتهى صبان. قوله: (وجاؤوا الخ) الواو: حرف عطف وجاء: فعل ماض والواو: فاعل والجم: حال والغفير: صفته والجم
الفائدة عليها نحو: قوله تعالى: (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء: ١٦] فما نافية وخلق فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض ونا فاعل مبني على السكون في محل رفع والسموات مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والأرض معطوف على السموات والمعطوف على المنصوب منصوب وما الواو حرف عطف ما اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب عطف على السموات المنصوب وبين ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وبين مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية ولاعبين حال من فاعل خلق منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم وقول الشاعر:
إنما الميت من يعيش كئيبا ... كاسفا باله قليل الرجاء
إنما أداة حصر ملغاة لا عمل لها الميت مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر، ويعيش فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الاسم الموصول، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، كئيبا حال من فاعل يعيش منصوب، وكاسفا حال ثانية وباله فاعل بكاسفا وبال مضاف والهاء
معناه الجماعة وهو من الجموم بمعنى الكثرة والغفير: من الغفر بمعنى الستر أي: جاء الجماعة الساترون لكثرتهم وجه الأرض والتذكير في الغفير باعتبار الجمع انتهى صبان. قوله: (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء: ١٦] أي لم نخلق ما ذكر عبثا بل لحكمة نعلمها كالاستدلال على قدرتنا ووحدانيتنا. قوله: (الشاعر) أي عدي الغساني. قوله: (إنما الميت الخ) ففي البيت لا يصح الاستغناء عن الحال بما قبلها أعني إنما الميت من يعيش وقبل هذا البيت:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
والبيتان من الخفيف ولفظ ميت في الجميع مخفف ما عدا ميت الأحياء وهما لغتان كما في حواشي القطر لبعضهم فافهم. قوله: (كئيبا) أي حزينا. قوله: (كاسفا باله) أي سيئا حاله. قوله: (قليل الرجاء) أي غير واسع الحال لعدم أخذه في الأسباب كذا قيل: ولا يظهر إلا على رواية الرخاء بالخاء المعجمة وهي غير مشهورة
مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، وقليل حال ثالثة وقليل مضاف والرجاء مضاف إليه مجرور وقد يجب تقديم الحال إذا كان لها صدر الكلام نحو: كيف جاء زيد فكيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الحال من زيد مقدمة عليه، وجاء فعل ماض زيد فاعل وأن يكون صاحبها المتصف بها في المعنى معرفة نحو: جاء زيد راكبا حال نكرة واقعة بعد تمام الكلام وصاحبها زيد وهو معرفة بالعلمية، وقد يكون صاحبها نكرة سماعا نحو: وصلى وراءه رجال قياما؛ فصلى فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره التعذر وراء ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ورجال فاعل وقياما حال منه أو قياسا لوجود المسوغ من تقدم الحال على النكرة نحو:
لمية موحشا طلل
فلمية اللام حرف جر ومية مجرور باللام وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث والجار والمجرور خبر مقدم وطلل مبتدأ مؤخر وموحشا حال منه أو تخصيص النكرة بالوصف نحو قول الشاعر:
فالظاهر أن الرجاء معناه الأمل. فالمعنى قليل الأمل. قوله: (إذا كان لها صدر الكلام) أي لكونها اسم استفهام كما في مثاله. قوله: (كيف) أي في أي حال لا على أي حال لأن الحال على معنى في. قوله: (سماعا) أي من العرب فيحفظ ولا يقاس عليه. قوله: (وراءه) أي النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (أو قياسا) عطف على سماعا. قوله: (من تقدم الخ) بيان للمسوغ وهو بمعنى المجوز. قوله: (لمية الخ) تمامه:
يلوح كأنه خلل
وهذا البيت لكثير عزّة. ومية: علم امرأة. والموحش: القفر الذي لا أنيس له. والطلل: بفتح الطاء المهملة هو ما شخص وارتفع من آثار الديار ويلوح معناه يلمع وخلل بكسر الخاء المعجمة جمع خلة بكسرها أيضا وهي بطانة يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب. ويلوح: فعل مضارع وفاعله ضمير طلل. وخلل: خبر كان والهاء اسمها والمعنى: لهذه المرأة شيء مرتفع من آثار دارها التي لا أنيس لها يلمع كأنه بطانة غشي بها أجفان سيوف والله أعلم. قوله: (حال منه) أي من طلل أي وهو نكرة مقدمة عليها الأولى جعله حالا من الضمير في الخبر أي طلل مستقر لمية موحشا ليكون جاريا على مذهب الجمهور من عدم مجيء الحال من المبتدأ. قوله: (أو تخصيص الخ) عطف
نجيت يا رب نوحا واستجبت له ... في فلك ماخر في اليم مشحونا ...
وعاش يدعو بآيات مبينة ... في قومه ألف عام غير خمسينا
فمشحونا حال من فلك المخصص بالوصف بعده أو بالإضافة نحو قوله تعالى: (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصّلت: ١٠] فسواء حال من أربعة المخصص بإضافته إلى أيام
على ما تقدم. قوله: (نجيت الخ) معناه نجيت يا رب نوحا من الغرق في الطوفان واستجبت له دعاءه على قومه بقوله: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ) [نوح: ٢٦] الآية في سفينة شاقة للبحر بسيرها مع صوت مملوءة بما أمرته بحمله فيها وعاش في قومه ألف عام إلا خمسين يدعوهم للإيمان بآيات وعلامات مظهرة لصدقه وصحة دعواه وعلى قراءة مبينة بفتح الياء فالمعنى مكشوفة موضحة والسفينة كانت من خشب الساج وركوبه عليها كان لعشر ليال مضت من رجب وخروجه منها كان يوم عاشوراء من المحرم واستقرارها كان على الجودي من الموصل كما هو معلوم لمن له إلمام ومعرفة بالتفسير وإعرابه: نجيت: فعل وفاعل. يا رب: حرف نداء. ورب: منادى منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليها ونوحا: مفعول به لنجيت والمتعلق محذوف أي من الغرق في الطوفان واستجبت. الواو: للعطف وما بعدها فعل وفاعل وله متعلق به والمفعول محذوف أي استجبت له دعاءه على قومه وفي فلك: بضمتين للضرورة متعلق بنجيت وإنما كانت الحركة الثانية ضمة للاتباع أو بمحذوف حال من نوحا والفلك مما جاء للمفرد الجمع وتقدم أن حركات الجمع غير حركة المفرد وماخر صفة لفلك وفي اليم متعلق به ومشحونا حال من فلك وعاش: الواو للعطف وعاش: فعل ماض، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود على نوح، ويدعو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير نوح. والجملة في محل نصب حال من فاعل عاش، ومفعول محذوف مع متعلقه أي قوما للإيمان وبآيات متعلق بيدعو ومبينة صفة لآيات وفي قومه متعلق بعاش والهاء: مضاف إليه، وألف مفعول عاش، وعام مضاف إليه، وغير منصوب على الحالية وخمسين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وألفه للإطلاق والله أعلم. قوله: (فمشحونا الخ) ويحتمل أنه حال من ضمير ماخر فلا شاهد فيه حينئذ، قوله: (بالوصف بعده) أي وهو ماخر. قوله: (أو بالإضافة) معطوف على قوله بالوصف. قوله: (في أربعة أيام) متعلق بقوله: جعل أي خلق الله الأرض الرواسي أي الجبال
أو وقوعها بعد نفي أو شبهه من النهي والاستفهام مثال النفي قوله:
ما حم من موت حمى واقيا ... ولا ترى من أحد باقيا
فواقيا حال من حمى المسبوق بالنفي وباقيا حال من أحد كذلك ومثال النهي:
لا يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا
فمستسهلا حال من امرئ الأول المسبوق بالنهي وكذلك الأصل في الحال أن تكون مشتقة كراكبا مشتق من الركوب وقد تكون جامدة فتؤول به نحو قوله
الثوابت وأكثر المياه والزروع ونحوها وقدر فيها أقوات الناس والبهائم في تمام أربعة أيام وقوله: سواء أي لا تزيد ساعة ولا تنقص. وقوله: السائلين متعلق بمحذوف أي هذا جواب للسائلين أي عن مدة خلق الله الأرض بما فيها والله أعلم. قوله: (أو وقوعها الخ) عطف على تقدم الحال. قوله: (من النهي الخ) بيان للشبه. قوله: (والاستفهام) لم يمثل له الشارح ومثاله قول الشاعر
يا صاح هل حم عيش باقيا فترى ... لنفسك العذر في إبعادها الأملا
وحم: بمعنى قدر، وباقيا: حال من عيش بمعنى حياة، والمسوغ تقدم الاستفهام وهو إنكار وقوله: فترى منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية ولنفسك متعلق بمحذوف مفعول ثان لترى مقدم، والعذر مفعول الأول والأبعاد مصدر بعد، والأملا مفعول والألف للإطلاق، والمعنى: يا صاحبي إذا علمت عدم بقاء العيش فلا تبعد الأمل. قوله: (ما حم الخ) معناه: لم يجعل الله موضع حماية يحفظ الإنسان من الموت، ولم نعلم أحدا باقيا على وجه الأرض، لأن كل من عليها فان وإعرابه: ما: نافية، وحم: فعل ماض مبني للمجهول، وأصله حمم حذفت حركة الميم الأولى فسكنت وأدغمت فيما بعدها، ومن موت متعلق بواقيا، وحمى نائب فاعل حم مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين إذ أصله حمى تحركت الياء وانفتح ما قبلها الخ. وواقيا ـ بمعنى من حمى ولا الواو للعطف ولا نافية، وترى: فعل مضارع وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت ومن زائدة، وأحد مفعوله الأول منع من ظهور الفتحة حرف الجر الزائد، وباقيا: مفعوله الثاني هذا إذا كانت ترى علمية، وإلا فباقيا حال من أحد ففيه الشاهد أيضا، كما في الشارح. قوله: (من حمى) وهو نكرة. قوله: (بالنفي) أي وهو ما. قوله: (كذلك) أي لأنه مثل حم في السبق بالنفي.
تعالى: (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النّساء: ٧١] أي متفرقين الفاء بحسب ما قبلها، وانفروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل، وثبات حال من الواو وأن تكون منتقلة وقد تكون لازمة كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [البقرة: ٩١] فمصدقا ملازم للحق وقوله: خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها فيديها بدل من الزرافة بدل بعض من كل وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وأطول حال من يدي الزرافة والطول لازم لهما.
قوله: (لا يبغ) لا: ناهية، ويبغ مجزوم بها وعلامة جزمه حذف الياء، وامرؤ فاعله. قوله: (على امرئ) متعلق بيبغ والبغي تعدي الحدود الشرعية. قوله: (مستسهلا) أي مستخفا ومستحقرا بالمبغى عليه. قوله: (وأن تكون منتقلة) أي مفارقة غير لازمة عطف على قوله أن تكون مشتقة. قوله: (الزرافة) بفتح الزاي وضمها قيل: وهي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان ويقال: للجماعة من الناس الزرافة فرأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها بل في يديها فقط وإنما جعل الله يديها أطول لتتمكن حال رعيتها من الشجر وقيل: سميت بذلك لطول عنقها زيادة على المعتاد من زرف في الكلام زاد وجمعها زرافى انتهى من حاشية السجاعي على ابن عقيل بتصرف. قوله: (من رجليها) من حرف جر ورجلي مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة والهاء: مضاف إليه. قوله: (لازم لهما) أي لليدين والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب التمييز
التّمييز هو الاسم المنصوب، المفسّر لما انبهم من الذّوات نحو قولك: تصبّب زيد عرقا، وتفقّأ بكر شحما، وطاب محمّد نفسا واشتريت عشرين غلاما، وملكت تسعين نعجة، وزيد أكرم منك أبا وأجمل منك وجها،
(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف و (التّمييز) مضاف إليه مجرور (التّمييز) مبتدأ أول (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع المبتدأ الأول و (المنصوب المفسّر) صفتان للاسم (لما) اللام حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض وفاعله مستتر في محل رفع عائد على ما والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب (من الذّوات) جار ومجرور في محل نصب حال من ما يعني أن التمييز هو الاسم الصريح المنصوب بفعل أو وصف أو عدد أو مقدار كما يأتي المبين لما خفي من الذوات أو النسب وقد أشار للثاني بقوله: (نحو قولك) فيه ما تقدم (تصبب) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع (عرقا) تمييز منصوب (وتفقّأ بكر) فعل وفاعل (شحما) تمييز منصوب (وطاب محمّد) فعل وفاعل و (نفسا) تمييز منصوب فعرقا وشحما ونفسا تمييز لإبهام نسبة التصبب إلى زيد ونسبة التفقؤ إلى بكر ونسبة الطيب إلى محمد فحول الإسناد عن الفاعل والتقدير تصبب عرق زيد وتفقأ شحم بكر وطابت نفس محمد
باب التمييز
هو لغة فصل الشيء عن غيره. قال تعالى: (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) (٥٩) [يس: ٥٩] . أي انفصلوا من المؤمنين ويقال له: مميز وتبيين ومبين وتفسير ومفسر. واصطلاحا: ما ذكره المصنف. قوله: (انبهم) صوابه: استبهم كما تقدم. قوله: (أو النسب) وإنما لم يذكره المصنف استغناء عنه بأمثلته ففيه اكتفاء. قوله: (تصبب) أي تحدر. قوله: (تفقأ) أي تشقق. قوله: (وطاب) أي انبسط وانشرح. قوله: (تمييز) أي
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه وحول الإسناد من الأول إلى الثاني فحصل إبهام في النسبة، فإن في إسناد الطيب إجمالا لاحتمال أن يكون من جهة الأصل أو العلم أو النفس فلما ذكر التمييز ارتفع الإجمال والإبهام والحكمة في ذلك أن التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الفعل وأشار إلى الأول بقوله: (واشتريت) فعل وفاعل (عشرين) مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (غلاما) تمييز منصوب (وملكت) فعل وفاعل و (تسعين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (نعجة) تمييز منصوب فغلاما ونعجة تمييز منصوب مبين لإبهام ذات عشرين وتسعين لأن أسماء العدد مبهمة لصلاحيتها لكل معدود وناصب التمييز في هذين المثالين العدد لشبهه بضاربين زيدا في طلبه ما بعده، وإن كان جامدا ومنه تمييز المقادير كرطل زيتا وقفير بر أو شبر أرضا فناصب التمييز فيه المقدار ومن تمييز النسبة ما هو محول عن المفعول نحو قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر: ١٢] فجر فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع التباس الفاعل بالمفعول، ونا ضمير المتكلم مبني على السكون في محل رفع فاعل، والأرض مفعول به منصوب بالفتحة، وعيونا تمييز منصوب محول عن المفعول المضاف مبين لإبهام نسبة التفجير والأصل فجرنا عيون الأرض فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه فحصل إبهام في النسبة فجيء بالمحذوف
تبيين وقوله: لإبهام أي خفاء. قوله: (فحذف المضاف) أي عرق وشحم ونفس. قوله: (في النسبة) أي إلى المسند إليه. قوله: (أوقع في النفس) أي أشد وقوعا وتمكنا وثباتا فيها لأن الله جبل النفوس على التشوف إلى ظهور ما خفي عليها. قوله: (الأول) أي تمييز الذوات. قوله: (غلاما تمييز) أي تفسير للخفاء الحاصل في العشرين. قوله: (ومنه) أي من تمييز الذوات. قوله: (المقادير) هو ما يعرف به كمية الشيء كالوزن. قوله: (كرطل الخ) أي كقولك عندي رطل زيت وقس. قوله: (وقفيز) هو ثمانية مكاكيك والمكوك مكيال يسع صاعا ومن الأرض مائة وأربعون ذراعا وليس مرادا هنا وجمعه أقفزة وقفزان ا ه صبان. قوله: (فيه) أي فيما ذكر وقوله: المقدار أي الرطل والقفيز والشبر. قوله: (في النسبة) أي نسبة التفجير. قوله: (بالمحذوف)
وجعل تمييزا ومن المبتدأ نحو: أنا أكثر منك مالا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وأكثر خبر ومنك جار ومجرور متعلق بأفعل التفصيل ومالا تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكثرية والأصل مالي أكثر من مالك فحذف المبتدأ المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وانفصل فحصل إبهام في النسبة فأتي بالمحذوف وجعل تمييزا (و) كذا (زيد) مبتدأ مرفوع بالابتداء و (أكرم) خبر و (منك) جار ومجرور متعلق بأكرم و (أبا) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكرمية والأصل أبو زيد أكرم منك فعمل فيه ما تقدم (وأجمل) معطوف على أكرم والمعطوف على المرفوع مرفوع (منك) متعلق بأجمل و (وجها) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأجملية والأصل وجهه أجمل منك ففعل فيه ما تقدم وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الوصف أو غير محول عن شيء نحو: «لله دره فارسا» فلله جار ومجرور خبر مقدم ودر مبتدأ مؤخر وفارسا تمييز غير محول مبين لإبهام نسبة التعجب والجملة خبر في معنى الإنشاء ومثله امتلأ الإناء ماء فماء تمييز منصوب غير محول مبين لإبهام نسبة الامتلاء وما ذكره المصنف هنا ليس من تمييز الذوات بل من تمييز النسبة كما عرف فلو ذكر النظير مع نظيره لكان أولى.
ولا يكون إلّا نكرة، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.
(ولا) نافية (يكون) فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب
أي عيون. قوله: (وعن المبتدأ) عطف على قوله عن المفعول. قوله: (ففعل فيه ما تقدم) أي من حذف المضاف الخ. قوله: (الثلاثة) أي بضم الآية لما في المصنف. قوله: (الوصف) أي أكثر وأكرم وأجمل. قوله: (لله دره فارسا) يقال: در اللبن يدر درا ودرورا أكثر ويسمى اللبن نفسه درا والأقرب أي المراد هنا اللبن الذي ارتضعه من ثدي أمه وأضيف إلى الله تعالى تشريفا.
يعني أن اللبن الذي تغذى به مما يليق أن يضاف وينسب إلى الله لشرفه وعظمه حيث كان غذاء لهذا الرجل الكامل الفروسية والمقصود التعجب كأنه قيل: ما أفرس هذا الرجل ا ه صبان. قوله: (والجملة) أي جملة لله دره فارسا. قوله: (في معنى الإنشاء) لأن معناه ما أفرس هذا الرجل. قوله: (ومثله) أي مثل لله دره فارسا في عدم التحول عن شيء. قوله: (مع نظيره) أي وهو تصبب زيد عرقا وما بعده من المثالين.
الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع يعود على التمييز (إلّا) أداة استثناء ملغاة لا عمل لها و (نكرة) خبر منصوب يعني أن التمييز كالحال لا يكون إلا نكرة ولا حجة في قوله وطبت النفس لاحتمال زيادة ال لكن يخالفها في أن الأصل فيه أن يكون جامدا وقد يكون مشتقا نحو: لله دره فارسا وأنه لا يكون جملة ولا شبهها ولا يتقدم على عامله إلا إذا كان متصرفا نحو:
وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا
فشيبا تمييز مقدم على عامله لتصرفه ومنه قوله:
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ... وما كان نفسا بالفراق تطيب
قوله: (نحو الله الخ) أي فإن فارسا مشتق من الفروسية. قوله: (ولا يتقدم الخ) الصواب أن يقول ولا يتقدم على عامله إذا كان متصرفا على الصحيح وأما قوله: وما ارعويت الخ وقوله: أتهجر ليلى الخ فالتقديم فيهما للضرورة كما في المغني وغيره. قوله: (وما ارعويت الخ) صدره:
ضيعت حزمي في إبعادي الأملا
وإعرابه: ضيعت فعل وفاعل وحزمي أي إتقاني للرأي وحسن التدبير مفعوله والياء مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله وفي إبعادي: متعلق بضيعت والياء مضاف إليه والأملا: مفعوله وألفه للإطلاق وما الواو: للعطف على ضيعت وما: نافية وارعويت: أي رجعت فعل وفاعل وشيبا: الواو: للحال من فاعل ارعويت وشيبا: تمييز مقدم على عامله المتصرف وهو اشتعل مبين لإجمال نسبة الاشتعال لضمير الرأس ورأسي مبتدأ ومضاف إليه وجملة اشتعلا أي انتشر من الفعل والفاعل العائد على الرأس في محل رفع خبر المبتدأ وألفه للإطلاق ومعناه: ضيعت إتقاني للرأي وحسن التدبير بسبب أني أملت آمالا بعيدة ولم أرجع عن ذلك والحال أن الشيب قد انتشر في رأسي والله أعلم. قوله: (ومنه) أي من التقديم على العامل لتصرفه. قوله: (أتهجر الخ) إعرابه: الهمزة للاستفهام الإنكاري وتهجر: فعل مضارع وليلى: ويروى سلمى فاعل وهو اسم امرأة وبالفراق متعلق بتهجر وحبيبها مفعول ومضاف إليه، وما: الواو للحال من سلمى وما: نافية وكان: فعل ماض وهو زائد ونفسا: تمييز مبين لإجمال نسبة الطيب لضمير ليلى وبالفراق متعلق بتطيب وتطيب: فعل مضارع وفاعله ضمير النفس ومعناه لا ينبغي لليلى أن تقطع عن محبها بالتباعد عنه والحال أن نفسها لا تنبسط بذلك ولا تنشرح فتأمل.
فنفسا تمييز مقدم وأنه لا يكون مؤكدا ويؤول قوله:
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
ولا يتقدم على مميز كما أشار إلى ذلك بقوله (ولا يكون إلا بعد تمام الكلام) ، وإعرابه نظير ما تقدم في الحال.
قوله: (وأنه لا يكون مؤكدا) أي لعامله عطف على قوله أن يكون جامدا وهذا مذهب سيبويه ويؤول ما ورد كقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) [التّوبة: ٣٦] . فشهرا عنده مبين لعامله وهو اثنا عشر بقطع النظر عما أخبر عنه بهذا العامل إن كان مؤكدا لما فهم من أن عدة الشهور. قوله: (ويؤول قوله) أي قول أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد مناف وهو ابن عبد المطلب أي بأن يحمل على أنه مفعول لمحذوف أي فينبغي اتخاذه دينا أو حال مؤكدة مثلا. قوله: (ولقد علمت الخ) الواو بحسب ما قبلها واللام: للقسم وقد: حرف تحقيق وعلمت: فعل وفاعل وأن حرف توكيد ونصب ودين اسمها ومحمد: مضاف إليه ومن خبر متعلق بمحذوف خبر أن وأديان: مضاف إليه والبرية بمعنى الخلق مضاف إليه أيضا ودينا تمييز مؤكد وهو محل الشاهد فيؤول بما سبق على ما مشى عليه الشارح وأن وما دخلت عليه سد مسد مفعولي علمت والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب الاستثناء
وحروف الاستثناء ثمانية وهي: إلّا وغير وسوى وسوى وسواء وخلا وعدا وحاشا.
(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف والاستثناء مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، (وحروف) الواو للاستثناء حروف مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، وحروف مضاف و (الاستثناء) مضاف إليه (ثمانية) خبر مرفوع (وهي) ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (إلّا) وما عطف عليها في محل رفع خبر (وغير وسوى) بكسر السين (وسوى) بضمها مقصورين (وسواء) بالفتح والكسر ممدودا فالأول كرضا والثاني كهدى والثالث كسماء والرابع كبناء (وخلا وعدا وحاشا) هذه الأدوات معطوفة على محل إلا واعلم أن الاستثناء مأخوذ من الثني وهو الرجوع، فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق إذ هو إخراج ما بعد إلا أو إحدى أخواتها أي نظائرها من حكم ما قبلها وإدخاله في النفي أو الإثبات وحروفه أي أدواته الدالة عليه ثمانية وسميت الأدوات حروفا تغليبا لإلّا على غيرها لأنها الأصل في عمل
باب الاستثناء
أي المستثنى من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول لأن الكلام في المنصوبات ويصح حمله على المصدر وهو الإخراج. قوله: (وهي إلا) قدمها لأنها الأصل في الاستثناء وإنما ذكر بعدها الأسماء لشرفها. قوله: (وسوى) مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وكذا يقال في سوى. قوله: (مقصورين) أي غير ممدودين. قوله: (الرابع) أي سواء بكسر السين. قوله: (فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق) أي وإثباته لما بعد أو نفيه عنه. قوله: (إذ هو) أي الاستثناء. قوله: (نظائرها) أي في العمل. قوله: (وإدخاله في النفي) نحو: قام القوم إلا زيدا. وقوله: أو الإثبات نحو: ما قام القوم إلا زيدا. قوله: (أي أدواته الخ) أي ألفاظه الدالة عليه التي يؤدي بها. قوله: (تغليبا) حقيقة التغليب أن يوجد ما للكلمة وما ليس لها ويغلب لها على ما ليس لها كما في البناني على السعد. قوله: (لأنها) أي الحروف. قوله:
هذا الباب إذ هي في الحقيقة ثلاثة أقسام حرف اتفاقا وهو إلا واسم اتفاقا وهو الأربعة التي بعدها ومتردد بين الحرفية والفعلية وهي الثلاثة الباقية.
فالمستثنى بإلّا ينصب إذا كان الكلام تامّا موجبا، نحو قام القوم إلّا زيدا، وخرج النّاس إلّا عمرا وإن كان الكلام منفيّا تامّا جاز فيه: البدل والنّصب على الاستثناء نحو ما قام القوم إلّا زيد وإلّا زيدا،
وإذا أردت معرفة حكم كل منها (فالمستثنى) الفاء فاء الفصيحة والمستثنى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بإلّا) الباء حرف جر وإلا في محل جر والجار والمجرور متعلق بالمستثنى (ينصب) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر في محل رفع تقديره هو يعود على المستثنى (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، (تامّا) خبرها منصوب والجملة من كان واسمها وخبرها في محل جر بإضافة إذا إليها (موجبا) خبر ثان منصوب أو نعت لتاما يعني أنه يجب نصب المستثنى بإلا عند تمام الكلام بذكر المستثنى منه (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو: كما تقدم (قام) فعل ماض (القوم) فاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (زيدا) منصوب على الاستثناء بإلا لأنها في معنى الفعل (وخرج النّاس إلّا عمرا) إعرابه على وزان ما قبله فالاستثناء في هذين المثالين من كلام تام لذكر المستثنى منه الذي هو القوم في المثال الأول والناس في المثال الثاني وموجب لعدم تقدم
(اتفاقا) المناسب لا غير لأن لفظ الاتفاق صريح في أن في غيره خلافا وليس كذلك لأن معنى قوله بعد ومتردد الخ أنه يجوز أن يستعمل فعلا وأن يستعمل حرفا وليس معناه في كونه فعلا أو حرفا قولان فتأمل. قوله: (ومتردد الخ) محله في خلا وعدا إن تجردا عن ما وإلا فهما فعلان ليس غير ولا تقترن حاشا بما كما سيأتي. قوله: (وإذا أردت الخ) دخول على كلام المصنف. قوله: (بجوابه المحذوف) والتقدير إذا كان الكلام تاما موجبا ينصب الخ. قوله: (بذكر الخ) تصويرا للتمام. قوله: (أو
النفي وشبهه والمستثنى الذي هو زيد في المثال الأول وعمرو في المثال الثاني من جنس المستثنى منه ويؤول قوله تعالى: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) [البقرة: ٢٤٩] برفع قليل وقوله صلى الله عليه وسلم رواح الجمعة واجب على كل محتلم إلا أربعة الرواية برفع أربعة وقوله عليه الصلاة والسّلام: «الناس هلكى إلا العالمون» والعالمون هلكى إلا العاملون والعاملون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم بأن النفي مقدر والتقدير والله أعلم لم يطاوعوه إلا قليل ولا يتخلف إلا أربعة ولا ينجو إلا العالمون أو منقطعا نحو: قام القوم إلا حمارا فإنه تام موجب والحمار ليس من جنس المستثنى منه وتركه المصنف لأنه خلاف الأصل (وإن) حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر في محل جزم فعل الشرط (الكلام) اسم كان مرفوع (منفيّا) خبرها منصوب (تامّا) خبر ثان أو صفة (جاز) فعل ماض في محل جزم جواب الشرط (فيه) في حرف جر والهاء مبني على الكسر في محل جر (البدل) فاعل جاز مرفوع (والنّصب) معطوف على البدل (على الاستثناء) على حرف جر والاستثناء مجرور بعلى وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، والجار والمجرور في محل نصب على الحال من النصب يعني أن الكلام التام إذا تقدمه نفي أو شبهة جاز في المستثنى النصب والاتباع على البدلية وهو المختار فالنفي (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو: كما تقدم (ما) حرف نفي (قام القوم) فعل وفاعل (إلّا)
شبهه) وهو النهي والاستفهام. قوله: (بأن كان الخ) تصوير لقوله متصلا. قوله: (لأنها في معنى الفعل) لأن المعنى استثنى زيدا. قوله: (ويؤول قوله تعالى الخ) أي لأن ما بعد إلا مرفوع مع أن الكلام تام وموجب. قوله: (رواح الجمعة) أي الذهاب لصلاتها. قوله: (محتلم) أي بالغ مكلف. قوله: (إلا أربعة) أي العبد والمريض والمسافر والمرأة. قوله: (هلكى) أي غير ناجين لاتصافهم بأوصاف ذميمة. قوله: (العالمون) بكسر اللام. قوله: (خطر عظيم) الخطر ارتفاع القدر والمنزلة: من خطر وزان شرف ويطلق على القرب من الهلاك. قوله: (بأن النفي الخ) متعلق بيؤول. قوله: (لم يطاوعوه) جازم ومجزوم والواو: فاعل وقليل بدل منه. قوله: (أو منقطعا) عطف على متصلا. قوله: (وتركه) أي لم يمثل له. قوله: (جاز فيه البدل) أي وهو الراجح فلذا قدمه. قوله: (فالنفي) أي فمثاله. قوله:
حرف استثناء و (زيد) بالرفع بدل من القوم بدل بعض من كل والعائد مقدر أي منهم (وزيدا) بالنصب على الاستثناء ومثال شبه النفي من نهي أو استفهام قوله تعالى: (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) [هود: ٨١] فلا ناهية ويلتفت فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون، ومن حرف جر والكاف في محل جر وامرأتك بالرفع على البدلية من أحدكما قرأ به ابن كثير وأبو عمرو وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء وقوله تعالى: (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف: ٣٥] وهذا في الاستثناء المتصل وإلا تعين النصب عند الحجازيين وجاز بمرجوحية إبداله إن أمكن تسلط العامل على المستثنى نحو: ما قام القوم إلا حمار والأوجب النصب اتفاقا نحو: ما زاد هذا المال إلا النقص فما نافية وزاد فعل ماض مبني على الفتح وهذا الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل والمال بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان لأنه محلى بأل بعده وإلا أداة استثناء والنقص منصوب على الاستثناء ولا يجوز رفعه إذ لا يصح أن يقال ما زاد النقص.
وإن كان الكلام ناقصا كان على حسب العوامل نحو: ما قام إلا زيد وما ضربت إلّا زيدا وما مررت إلّا بزيد والمستثنى بغير وسوى وسوى وسواء مجرور لا غير
(وإن كان الكلام ناقصا) إعرابه نظير ما تقدم (كان) فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط وهو يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع تقديره هو يعود على المستثنى (على) حرف جر (حسب) مجرور بعلى والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كان وحسب مضاف و (العوامل) مضاف إليه مجرور بالكسرة يعني أن الكلام إذا كان ناقصا بعدم ذكر
(فهل يهلك الخ) فيه أن القوم نائب فاعل يهلك لا بدل فلو ذكره في أمثله الكلام الناقص دون التام لكان صوابا. قوله: (وهذا) أي ما ذكر من جواز الأمرين. قوله: (إذ لا يصح أن يقال الخ) أي بل يقال: كثر النقص لما بين الزيادة التي هي النمو والنقصان من التضاد هكذا قيل وقد يقال: إن كثر كزاد والظاهر أن انتفاء قول ذلك إذا كانت زاد متعدية وأنه يقال إذا كانت لازمة فتأمل ا ه صبان. قوله: (ما زاد النقص) الأولى حذف ما لأنها ليست جزءا من العامل.
المستثنى منه كان المستثنى على حسب العوامل التي قبله من رفع على الفاعلية (نحو ما قام إلا زيد) وحمار ما نافية وقام فعل ماض وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها وزيد وحمار مرفوعان على الفاعلية بقام أو نصب على المفعولية (و) ذلك نحو: (ما ضربت إلّا زيدا) وحمارا فما نافية وضرب فعل ماض والتاء ضمير المتكلم مبني على الضم في محل رفع فاعل وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها وزيدا وحمارا منصوبان على المفعولية بضرب أو جر (و) ذلك نحو: (ما مررت إلّا بزيد) ما نافية ومر فعل ماض والتاء فاعل وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها والباء حرف جر وزيد مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بمررت ويسمى الاستثناء حينئذ مفرغا لأن ما قبل إلا تفرغ للعمل فيما بعدها ولا أثر لها في العمل دون المعنى هذا حكم المستثنى بإلا (والمستثنى) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بغير) جار ومجرور متعلق به (وسوى) بكسر السين (وسوى) بضمها مقصورين عطف على غير وعلامة جرهما كسرة مقدرة (وسواء) بالفتح والكسر ممدودا مجرور معطوف على غير (مجرور) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة (لا غير) لا نافية تعمل عمل ليس وغير اسمها مبني على الضم تشبيها بقبل وبعد في الإبهام إذا حذف المضاف إليه ونوى معناه في محل رفع والخبر محذوف والأصل لا غيره جائزا وفيه إيذان بجواز دخول لا على غير ومنعه ابن هشام وقال إنما يقال ليس غير ورد بأنه سمع:
لعن عمل أسلفت لا غير تسأل
يعني أن المستثنى بهذه الأدوات الأربعة يجب جره بإضافتها إليه وأما هي فلها
قوله: (أداة استثناء ملغاة) وتسميتها حينئذ بهذا مجازية. قوله: (تفرغ الخ) أي اشتغل بالعمل فيما بعدها وتسلط عليه. قوله: (هذا الخ) دخول على كلام المصنف. قوله: (إيذان) أي إشعار ودلالة. قوله: (سمع) أي عن العرب. قوله: (لعن عمل الخ) عجز بيت صدره:
جوابا به تنجو اعتمد فو ربنا
وجوابا: مفعول مقدم بقوله: اعتمد وبه: متعلق بتنجو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل وفاعله مستتر تقديره أنت والجملة صفة لجوابا، واللام: واقعة في جواب القسم والجار والمجرور متعلق بتسأل وقوله: أسلفت بفتح التاء أي قدمت فعل وفاعل والجملة صفة لعمل والعائد محذوف أي أسلفته وقوله: لا غير
حكم المستثنى بإلا السابق من وجوب النصب مع التمام والإيجاب نحو: قام القوم غير زيد فقام: فعل ماض والقوم فاعل وغير منصوب على الحال منه وغير مضاف وزيد مضاف إليه وأرجحيته الاتباع مع التمام والنفي في المتصل نحو: ما قام القوم غير زيد بالرفع بدل من القوم وبالنصب حال منه ووجوبه في المنقطع المنفي نحو:
ما قام القوم غير حمار فيجب نصب غير على الحالية ومن الإجراء على حسب العوامل في الناقص المنفي أو شبهه.
والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجرّه نحو قام القوم خلا زيدا وزيد، وعدا عمرا وعمرو وحاشا بكرا وبكر. (والمستثنى) الواو حرف عطف والمستثنى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بخلا وعدا وحاشا) الباء حرف جر والكلمات الثلاث في محل جر (يجوز) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم و (نصبه) فاعل مرفوع نصب مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (وجرّه) معطوف على نصبه والمعطوف على المرفوع مرفوع (نحو قام القوم) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو، وإعرابه نظير ما تقدم في مثله من الأمثلة وقام القوم فعل وفاعل (خلا) فعل ماض جامد وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض المدلول عليه بكله السابق أو على اسم الفاعل المفهوم من الفعل أو مصدر الفعل أي
محل الشاهد. قوله: (على الحال) أي وهي تدل على الاستثناء وقيل: منصوبة على الاستثناء وقيل: على التشبيه بظرف المكان بجامع الإبهام كما في الأشموني. قوله: (من الإجراء الخ) نحو: ما مررت بغير زيد وما ضربت سوى عمرو وهل ضربت سوى زيد ولا تضرب سوى خالد فتأمل. قوله: (يعود على البعض) أي عند البصريين أي أقام القوم خلا بعضهم زيدا. قال الدسوقي: والمراد البعض المبهم ومجاوزته إنما تكون بمجاوزة الكل فاندفع ما يقال إن القصد إخراج المستثنى بالمرة ولا يلزم من مجاوزة البعض مجاوزة الكل انتهى. قوله: (أو على اسم الفاعل الخ) أي عند سيبويه أي قام القوم خلا هو أي القائم زيدا ولو قال أو على الوصف لكان أولى ليشمل اسم المفعول في نحو قولك: أكرمت القوم ليس زيدا إذ المرجع فيه اسم المفعول. قوله: (أو مصدر الفعل) أي عند الكوفيين أي قام القوم خلا قيامهم قيام زيد فحذف
القائم أو القيام أو حرف جر و (زيدا) بالنصب على الأول مفعول به والجملة من الفعل والفاعل على الأول والثاني في محل نصب على الحال أي مجاوزا زيدا والظرفية على الثالث أي وقت خلو زيد (وزيد) بالجر على الثاني مجرور بخلا والجار والمجرور لا متعلق له لأن ما استثنى به كحرف الجر الزائد لا يتعلق بشيء (وعدا عمرا) بالنصب (و) عدا (عمرو) بالجر (وحاشا بكرا) بالنصب (و) حاشا (بكر) بالجر والإعراب في هذين المثالين نظير الأول يعني أن المستثنى بهذه الكلمات الثلاث يجوز نصبه بها على تقدير الفعلية وجره على تقدير الحرفية هذا عند عدم الاقتران بما ولا يكون إلا في خلا وعدا دون حاشا، فإن اقترنا بها وجب النصب لتعين الفعلية، فإن ما الداخلة عليهما مصدرية فلا تدخل إلا على الجملة الفعلية وتقدير الزيادة بعيد إذ لا يزاد قبل الجار والمجرور بل بينهما كما في قوله تعالى: (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٤٠) [المؤمنون: ٤٠] ومنه قول الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه. قوله: (القائم الخ) لف ونشر مرتب. قوله: (على الحال) ولم تقترن بقد مع كونها جملة ماضوية لاستثناء أفعال الاستثناء. قوله: (أي مجاوزا زيدا) الصواب أي مجاوزين زيدا فالحالية منظور فيها للمعنى. قوله: (والظرفية) هذا لا يصح مع فقد ما المصدرية الظرفية فالثلث حينئذ كغيره فقوله: أي وقت الخ لا يصح. والمعنى عند وجود ما وقت خلوهم عن زيد أو وقت مجاوزتهم زيدا فقوله أي الخ لا يصح على كل حال فتأمل. قوله: (على الثالث) أي كونه عائدا على المصدر. قوله: (لا يتعلق بشيء) وقيل: يتعلق بما قبله من فعل أو شبهة. قوله: (ولا يكون) أي الاقتران. قوله: (الزيادة) أي زيادة ما. قوله: (إذ لا يزاد الخ) علة للبعد. قوله: (عما قليل) ما زائدة للتوكيد وقليل مجرور بعن وقوله: ليصبحن اللام للقسم ويصبحن: فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي النونات والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسمها والنون للتوكيد وقوله: نادمين خبر منصوب بالياء والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. قوله: (ومنه) أي تعيين الفعلية. قوله: (قول الشاعر) أي لبيد بن ربيعة العامري الصحابي رضي الله عنه عاش مائة وأربعين سنة وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه وهو من الطويل ا ه من شواهد الشذور. قوله: (باطل) أي زائل. قوله: (وكل نعيم) أي ما أنعم الله به عليك، والمراد من نعم الدنيا لا الآخرة. قوله: (لا محالة) أي لا حيلة وخبر لا محذوف أي لا حيلة موجودة. قوله: (زائل) خبر كل. قوله:
فإلا أداة استفتاح وكل مبتدأ مرفوع بالابتداء وكل مضاف وشيء مضاف إليه وما مصدرية وخلا فعل ماض متعين الفعلية وفاعله مستتر فيه وجوبا على ما عرفت والله منصوب به وجوبا والجملة في محل نصب على الحال أي متجاوز الله أو على الظرفية أي وقت مجاوزته وباطل خبر والبيت مشكل، فإن الاستثناء إن كان من كل فالابتداء لا يكون عاملا للنصب في محل الجملة، وإن كان من الضمير المستتر في الخبر فالاستثناء لا يتقدم على عامله تأمل. وقوله:
تمل الندامى ما عداني فإنني ... بكل الذي يهوى نديمي مولع
فعدا فعل ماض متعين الفعلية بدليل اقترانه بنون الوقاية والياء في محل نصب وبقي من أدوات الاستثناء ليس ولا يكون والمستثنى بهما منصوب على الخبرية واسمهما فيه الكلام السابق في فاعل عدا وأخواتها تقول قاموا ليس زيدا ولا يكون عمرا روي أن سيبويه قرأ على حماد بن الأكوع قوله صلى الله عليه وسلم: «ما من أصحابي إلا من
(وفاعله مستتر الخ) تقديره هو يعود على البعض المفهوم من كل شيء. قوله: (على ما عرفت) أي من شرح خلا لكن لا يتأتى الثاني والثالث لعدم الفعل. قوله: (فالابتداء الخ) أي خلافا لسيبويه المجوز الحال من المبتدأ وإنما لم يكن الابتداء عاملا لضعفه لأنه عامل معنوي. قوله: (فالاستثناء) أي المستثنى لا يتقدم على عامله قد يقال: قدم للضرورة على أن بعضهم أجاز التقدم مطلقا وبعضهم أجازه بشرط كون العامل متصرفا وحينئذ فلا إشكال. قوله: (تمل الندامى الخ) تمل بضم التاء وفتح الميم مضارع مبني للمجهول وهو من الملل بمعنى السآمة والندامى جمع لندمان ونديم وهو الرجل الذي ينادمه ويتحدث معه وقت الشرب توددا ومحبة وما مصدرية وعدا فعل استثناء وفيه ضمير يرجع إلى مصدر الفعل المتقدم والتقدير تمل الندامى مللا ما عداني يعنى مجاوز إلى غيري والنون للوقاية والياء في محل نصب على المفعولية وقوله: فإنني الفاء للتعليل وإن حرف ناصب والنون للوقاية والياء اسمها وبكل متعلق بمولع والذي مضاف إليه ويهوى نديمي فعل وفاعل ومضاف إليه والعائد محذوف أي يهواه ويحبه ومولع بفتح اللام مشددة أي مغرم به خبر إن والله أعلم. قوله: (قرأ) أي بعد الاستملاء والكتابة. وقوله: عن حماد هو شيخ أبي حنيفة. قوله: (ما من أصحابي الخ) ما فيه مهملة لانتقاض النفي بإلا ومن زائدة وأصحابي مبتدأ ومضاف إليه وإلا أداة استثناء ملغاة ومن خبر المبتدأ نكرة موصوفة بالجملة الشرطية
لو شئت لأخذت عنه علما ليس أبا الدرداء» فقال سيبويه أبو الدرداء فصاح به حماد لحنت يا سيبويه ومنعه من قراءة الحديث فقال: «والله لأطلب علما لا يلحنني معه أحد» فكان سببا لاشتغاله بالعربية.
أو موصولة صلتها ما ذكر ولو شرطية وشئت شاء فعل ماض فعل الشرط وضمير المتكلم فاعل ولأخذت الخ جواب الشرط وليس الخ استثناء من ضمير عنه العائد على من. ثم اعلم أن الصواب كما في المغني ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء ا ه. وإعرابه: ليس فعل ماض ومن أصحابي حال من أحد مقدمة عليه كانت في الأصل صفة له وأحد اسم ليس وإلا أداة استثناء ملغاة ولو شئت الواو زائدة لتأكيد لصوق الخبر ولو شرطية وشئت الخ شرط وجواب والجملة الشرطية خبر ليس وقوله: لأخذت عليه من المؤاخذة بمعنى المعاتبة أي لعاتبته لا الأخذ كما يتوهم وقوعه ليس أبا الدرداء أي لكثرة حيائه وأفعاله الحسنة وعدم فعله ما يقتضي المعاتبة. قوله: (فصاح الخ) أي وقال له إنما هذا استثناء كما في المغني. قوله: (فقال والله الخ) أي ثم مضى ولزم الخليل وغيره كما في المغني وفاعل قال: ضمير سيبويه، والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب «لا»
اعلم أنّ «لا» تنصب النّكرات بغير تنوين إذا باشرت النّكرة ولم تتكرّر «لا» نحو: لا رجل في الدّار،
(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب، وإعرابه ما تقدم وباب مضاف و (لا) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (اعلم) فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت يا من يتأتى منك العلم (أنّ) حرف توكيد ونصب (لا) اسم أن في محل نصب (تنصب) فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على لا والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن (النّكرات) مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وأن ومعمولاها في محل نصب سادة مسد مفعولي اعلم (بغير) جار ومجرور متعلق بتنصب وغير مضاف و (تنوين) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه (باشرت) فعل ماض والتاء علامة التأنيث وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على لا و (النّكرة) مفعول به منصوب ويحتمل أن يكون فاعلا مرفوعا والمفعول محذوف ويقربه إظهار لا في قوله (ولم تتكرّر لا) الواو للحال ولم حرف نفي وجزم وقلب وتتكرر فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ولا فاعل في محل رفع والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب على الحال يعني أن لا النافية للجنس المسماة لا التبرئة
باب «لا»
قوله: (اعلم) لعله قالها لصعوبة هذا الباب فتيقظ. قوله: (والمفعول محذوف) تقديره لا. قوله: (النافية للجنس) أي النافية للخبر عن الجنس الواقع بعدها نصا إذا كان اسمها مفردا فإن كان مثنى نحو: لا رجلين أو جمعا، نحو: لا رجال كانت محتملة لنفي الجنس ولنفي قيد الاثنينية أو الجمعية كما أوضحه السعد في مطوله. قوله: (لا التبرئة) من إضافة الدال إلى المدلول لتبرئة المتكلم وتنزيهه الجنس عن
تنصب الاسم حملا على أن لمشابهتها لها في الاختصاص بالجملة الاسمية لفظا في المنكر المضاف لمثله نحو: لا غلام سفر حاضر فلا نافية للجنس تعمل عمل أن تنصب الاسم وترفع الخبر وغلام اسمها منصوب بالفتحة وغلام مضاف وسفر مضاف إليه وحاضر خبر مرفوع أو لمعرفة حيث لا تتعرف النكرة بإضافتها إليها نحو: لا مثل زيد حاضر، وإعرابه على وزان ما قبله والمشبه بالمضاف وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه مرفوعا كان ذلك الشيء به نحو: لا قبيحا فعله ممدوح فلا نافية للجنس وقبيحا اسمها منصوب بالفتحة فعله مرفوع على الفاعلية بقبيح لأنه صفة مشبهة وممدوح خبرها أو منصوبا به نحو: لا طالعا جبلا حاضر فجبلا منصوب بطالعا أو مخفوضا بخافض متعلق به نحو: لا خيرا من زيد عندنا فمن زيد جار ومجرور متعلق بخيرا ومحلا في المفرد بالمعنى المقابل لهما فإنه يبني على ما ينصب به لو كان معربا فيبنى على الفتح في (نحو لا رجل في الدّار) ولا رجال فيها، فإن رجل ورجال مبنيان على الفتح في محل نصب لأنهما لو كانا معربين لنصبا بالفتحة فكنت تقول رجلا رجالا منصوبين بالفتحة ويبنى على الياء نيابة عن الفتحة نحو: لا رجلين ولا زيدين، فإن رجلين وزيدين مبنيان على الياء نيابة عن الفتحة لأنهما لو كانا معربين لنصبا بالياء ويبنى على الكسرة نيابة عن الفتحة في نحو: لا مسلمات فإنه مبني على الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه لو كان معربا لنصب بالكسرة وذلك مشروط بأن يكون اسمها نكرة ولو تأويلا كالعلم المقصود تنكيره نحو: لا زيد في الدار أي لا رجل مسمى بهذا الاسم وأن يكون مباشرا لها لأن لا يفصل بينهما فاصل وأن لا تتكرر لا.
الخبر. قوله: (لفظا) معمول تنصب. قوله: (لمثله) أي في التنكير. قوله: (أو لمعرفة) عطف على قوله لمثله. قوله: (حيث لا تتعرف النكرة الخ) أي لتوغلها وشدة تمكنها في الإبهام وإنما قيد بهذا القيد لأن لا إنما تعمل في النكرات اسما وخبرا. قوله: (والمشبه بالمضاف) عطف على قوله في المنكر فهو بالجر. قوله: (وهو اتصل به الخ) أي اسم اتصل به لفظ به تمام معناه. قوله: (محلا) عطف على لفظا. قوله: (لهما) أي للمضاف وشبهه. قوله: (فإنه يبنى الخ) اختلف في علة بنائه فقيل: لتضمنه معنى من الاستغراقية وقيل: لتركبه مع لا تركيب خمسة عشر. قوله: (وذلك) أي نصب لا. قوله: (لا زيد) بفتح الدال. قوله: (بينهما) أي لا والنكرة.
فإن لم تباشرها وجب الرّفع ووجب تكرار لا نحو: لا في الدّار رجل ولا امرأة،
(فإن) الفاء حرف عطف والمعطوف عليه محذوف أي هذا إن باشرت، وإن حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه و (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تباشرها) فعل مضارع مجزوم بلم لقربها لا بأن لبعدها وعلامة جزمه السكون والفعل ضمير مستتر فيه جوازا والهاء مفعول به في محل نصب والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم بفعل الشرط وقوله (وجب الرّفع) فعل وفاعل في محل جزم جواب الشرط (ووجب) الواو حرف عطف وجب فعل ماض معطوف على وجب الأول (تكرار) فاعل مرفوع وتكرار مضاف و (لا) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر يعني أنه إذا فات شرط المباشرة بأن فصل فاصل بينهما أو التنكير بأن دخلت على معرفة وجب الرفع وألغيت لا عن العمل ولزم تكرارها (نحو لا في الدّار رجل ولا امرأة) ولا زيد في الدار ولا عمرو فلا نافية للجنس ملغاة لا عمل لها وفي الدار جار ومجرور خبر مقدم ورجل مبتدأ مؤخر وامرأة معطوفة على رجل وكذا الإعراب في الثاني بدون تقدم الخبر على الأصل.
فإن تكرّرت جاز إعمالها وإلغاؤها. فإن شئت قلت: لا رجل في الدّار ولا امرأة وإن شئت قلت لا رجل في الدّار ولا امرأة.
(فإن) حرف شرط (تكرّرت) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على لا (جاز إعمالها) جاز فعل ماض في محل جزم جواب الشرط وإعمال فاعل وهو مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (إلغاؤها) معطوف على إعمال والمعطوف على المرفوع مرفوع وإلغاء مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر يعني أنه إذا فقد شرط عدم التكرار بأن تكررت مع مباشرتها للنكرة جاز إعمالها عمل إن وهي مع اسمها في محل رفع بالابتداء واسمها وحده
قوله: (في الثاني) أي لا زيد في الدار ولا عمرو. قوله: (على الأصل) أي من تقدم المبتدأ على الخبر. قوله: (وهي مع اسمها) فيه تسامح إذ المحل للاسم فقط وقوله:
في محل نصب فقد يرتفع الاسم الثاني بالعطف على محلهما وينتصب بالعطف على محل اسمها وحده وإلغاؤها عن عمل إن فهي عاملة عمل ليس أو لا عمل لها (فإن شئت قلت) في الأعمال (لا رجل) بالفتح فلا نافية للجنس ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب ولا مع اسمها في محل رفع بالابتداء و (في الدّار) خبر (ولا امرأة) بالرفع على إعمال لا عمل ليس أو العطف على محل لا الأولى مع اسمها أو النصب بالعطف على محل اسمها أو الفتح على إعمال لا عمل إن (وإن شئت) الواو حرف عطف وشاء فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والتاء فاعل (قلت) قال فعل ماض في محل جزم جواب الشرط والتاء فاعل في الإلغاء (لا رجل) بالرفع فلا عاملة عمل ليس ورجل اسمها مرفوع و (في الدّار) خبرها أو ملغاة لا عمل لها وما بعدها مبتدأ وخبر (ولا امرأة) بالرفع على إعمال لا الثانية عمل ليس أو العطف على اسم لا الأولى أو الفتح على إعمال لا الثانية عمل إن ولا يجوز النصب لعدم ما يعطف عليه لفظا أو محلا والحاصل أن لك في الثاني عند إعمال لا الأولى ثلاثة أوجه الرفع والنصب والفتح وعند إلغائها وجهين الرفع والفتح وقد عرفت وجه كل منها.
في محل رفع الخ. أي قبل دخول الناسخ فهي عاملة عمل ليس أي وهي حينئذ لنفي الوحدة. قوله: (الرفع) أي بالعطف على محل لا مع اسمها وقوله: النصب أي بالعطف على محل اسم لا وقوله: والفتح أي بعمل لا عمل أن. قوله: (الرفع) أي على كونها عاملة عمل ليس وقوله: والفتح قد عرفت وجهه. والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب المنادى
المنادى خمسة أنواع: المفرد العلم والنّكرة المقصودة والنّكرة غير المقصودة، والمضاف، والمشبّه بالمضاف.
(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المنادى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (المنادى) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (خمسة) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة وخمسة مضاف و (أنواع) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (المفرد) بدل من خمسة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع (العلم) صفة للمفرد (والنّكرة) معطوفة على المفرد (المقصودة) نعت للنكرة (والنّكرة) معطوف على المفرد أيضا (غير) صفة للنكرة وغير مضاف و (المقصودة) مضاف إليه مجرور بالكسرة (والمضاف والمشبّه) معطوفان على المفرد والمعطوف على المرفوع مرفوع أيضا (بالمضاف) جار ومجرور متعلق بالمشبه يعني أن المنادى ينقسم خمسة أقسام المفرد العلم بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه بالمضاف كما مر في الباب السابق والنكرة التي قصد بها معين والتي لم يقصد بها والمضاف والمشبه به في العمل فيما بعده الرفع أو النصب أو الجر نظير ما تقدم في الباب قبله وإذا أردت حكم كل منها على التفصيل فأقول.
فأمّا المفرد العلم والنّكرة المقصودة فيبنيان على الضّمّ من غير تنوين
باب المنادى
أي هذا باب في بيان أحكام اسم المنادى ـ بالفتح ـ اسم مفعول من نادى ينادي وهو المطلوب إقباله ـ أي توجهه للمنادى بكسر الدال اسم فاعل ـ وأما نحو يا ألله فإن المقصود فيه لازم التوجه وهو الإجابة واعلم أن حروف النداء خمسة، وهي يا وأيا وهيا وأي والهمزة. قوله: (المقصودة) أي التي قصدها الطالب بالذات. قوله:
نحو: يا زيد ويا رجل والثّلاثة الباقية منصوبة لا غير.
(فأمّا) حرف شرط وتفصيل (المفرد) مبتدأ مرفوع بالضمة (العلم) صفة له (والنّكرة) معطوفة على المفرد و (المقصودة) نعت للنكرة (فيبنيان) الفاء واقعة في جواب إما ويبنيان فعل مضارع مبني للمجهول والألف نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو المفرد (على الضّمّ) جار ومجرور متعلق بالفعل قبله (من غير) جار ومجرور في محل نصب على الحال من الضم وغير مضاف و (تنوين) مضاف إليه مجرور يعني أن المفرد العلم بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه بالمضاف الشامل للمثنى وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم وجمع التكسير ومذكرا ومؤنثا والنكرة التي قصد بها معين الغير الموصوفة يبنيان على الضم لفظا أو تقديرا وعلى نائبه فيبنيان على الضم لفظا في (نحو يا زيد) فيا حرف نداء وزيد منادى مبني على الضم في محل نصب بيا لأنها في معنى ادعو ونحو يا مسلمات ويا زيود ويا هنود (و) نحو: (يا رجل) لمعين والإعراب نظير الأول وعلى الضم تقديرا في نحو: يا موسى ويا قاضي فيا حرف نداء وموسى وقاضي مبنيان على ضم مقدر تعذرا في الأول واستثقالا في الثاني ونحو يا حذام ويا سيبويه مما كان مبنيا قبل النداء فحذام وسيبويه مبنيان على ضم مقدر على آخرهما منع من ظهورهما اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي وعلى نائب الضم في نحو: يا زيدان ويا زيدون فهما مبنيان على الألف في الأول وعلى الواو في الثاني نيابة عن الضمة فيبنيان عليها في النداء والزيدان والزيدون لو كانا معربين لرفعا بالألف والواو فيبنيان عليهما في النداء وخرج بقولي في النكرة المقصودة الغير الموصوفة ما إذا وصفت فإنه يجوز فيها النصب والضم نحو: يا عظيما يرجى لكل عظيم فعظيما منصوب لوصفه بالجملة بعده ولو ضممته لجاز، فإن كانت الجملة بعده حالا من الضمير المستتر في عظيم كان واجب النصب لأنه حينئذ من الشبيه بالمضاف (والثّلاثة) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في
(فيبنيان على الضم) لو قال: «على ما يرفعان به» لكان أولى ليشمل الألف والواو، في المثنى والجمع. قوله: (لوصفه بالجملة بعده) أي فهو شبيه بالمضاف. قوله: (لأنه الخ) لأنه عامل في الحال كما أنه عامل في صاحبها وهو الضمير المستتر.
آخره، (الباقية) نعت للثلاثة وصفة المرفوع مرفوع (منصوبة) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة (لا غير) لا نافية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر غير اسمها مبني على الضم في محل رفع لحذف المضاف إليه ونية معناه والخبر محذوف أي جائزا يعني أن ما بقي من الثلاثة الأخيرة النكرة الغير المقصودة وما بعدها واجب النصب لفظا مثال النكرة الغير المقصودة قول الواعظ يا غافلا والموت يطلبه إذ لم يقصد غافلا بعينه ومثال المضاف يا عبد الله ويا رسول الله ومثال الشبيه بالمضاف يا حسنا وجهه، ويا ثلاثة وثلاثين فيمن سميته بذلك.
قوله: (تعمل عمل إن الخ) كذا في بعض النسخ وهو احتمال آخر غير ما سبق في باب الاستثناء وفي بعضها ما يوافق ما سبق. قوله: (لفظا) أي لا محلا. قوله: (والموت يطلبه) جملة حالية وصاحب الحال ضمير غافلا. قوله: (إذا لم يقصد الخ) أي وإلا كان نكرة مقصودة. قوله: (وجهه) فاعل يحسن. قوله: (ويا ثلاثة وثلاثين) إنما نصب الأول بالفتحة الظاهرة لأنه شبيه بالمضاف من حيث إن الثاني من تمام الأول بخلاف الثاني فبالعطف ويمتنع إدخال يا عليه لأن الجزء الثاني من العلم وهو منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم في إعرابه. وقوله: فيمن سميته في موضع نصب على الحال أي حال كونه مستعملا فيمن سميته من الرجال وقوله بذلك أي بالمعطوف والمعطوف عليه وإن ناديت جماعة هذه عدتها فإن كانت غير معينة نصبتهما أيضا وجوبا أما الأول فلأنه نكرة غير مقصودة وأما الثاني فلعطفه على المنصوب وإن كانت معينة ضممت الأول لأنه نكرة مقصودة وعرفت الثاني بأل وجوبا لأنه اسم جنس أريد به معين فوجب إدخال أل عليه ونصبته عطفا على محل الأول أو رفعته عطفا على لفظه إلا إن أعدت معه يا فيجب بناؤه على الواو وتجريده من أل.
خاتمة
إنما بني المفرد العلم والنكرة المقصودة لأنهما أشبها الكاف الاسمية في نحو أدعوك من حيث الإفراد والخطاب والتعيين وهي مشابهة للكاف الحرفية في نحو ذلك فبناؤهما لشبههما بالحرف لكن بواسطة وإنما كان البناء على حركة لأن له أصلا في الإعراب وكانت خصوص الضمة فرقا بين حركة المنادى المبني وحركة المعرب نحو: يا غلامي ويا غلامنا ونصبت الثلاثة الباقية لعدم وجود ذلك فيها والله أعلم، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب المفعول من أجله
وهو: الاسم المنصوب الّذي يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل، نحو قولك: قام زيد إجلالا لعمرو، وقصدتك ابتغاء معروفك.
(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المفعول) مضاف إليه مجرور بالكسرة (من أجله) جار ومجرور متعلق بالمفعول أجل مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر (وهو) الواو للاستئناف هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر (المنصوب) صفة للاسم (الّذي) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت للاسم (يذكر) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا عائد على الموصول والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (بيانا) مفعول لأجله منصوب بيذكر (لسبب) جار ومجرور متعلق ببيانا وسبب مضاف و (وقوع) مضاف إليه ووقوع مضاف و (الفعل) مضاف إليه يعني أن المفعول من أجله المسمى مفعولا له ومفعولا لأجله هو الاسم المصدر المنصوب الذي يذكر لبيان علة وقوع الفعل وسببه (نحو قام زيد) فعل وفاعل (إجلالا لعمرو) مفعول لأجله فإنه اسم مصدر منصوب ذكر لبيان علة وقوع القيام وهو الإجلال (وقصدتك) قصد فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع والكاف مفعول به في محل نصب و (ابتغاء) مفعول لأجله فإنه اسم مصدر منصوب ذكر لبيان علة القصد وهو الابتغاء وابتغاء مضاف (ومعروفك) مضاف إليه ومعروف مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وشرط جواز نصبه المصدرية
باب المفعول من أجله
أي ما فعل لأجله فعل. قوله: (المسمى الخ) أي فله ثلاثة أسماء. قوله: (هو الاسم) أي ولو تأويلا نحو: جئتك أن أبتغي معروفك. قوله: (إجلالا) أي تعظيما. قوله: (قصدتك) أي ذهبت إليك وقوله: ابتغاء أي طلب. قوله: (جواز نصبه) أي المفعول له. قوله: (المصدرية) خبر شرط أي فلا يكون اسم ذات كالسمن لأنه لا
وذكره لبيان علة وقوع الفعل والاتحاد مع العامل في الوقت والفاعل كما في المثالين في كلامه، فإن الإجلال مصدر ذكر لبيان علة وقوع القيام ووقتهما وفاعلهما واحد والابتغاء مع القصد كذلك، فإن فقد شرط من هذه الشروط تعين الجر بالحرف وهو اللام أو من أو في أو الباء مثال عادم المصدرية قولك جئتك للسمن ومثال عادم الاتحاد في الفاعل قولك جاء زيد لإكرام عمرو له ومثال عادم الاتحاد في الوقت قولك جئتني اليوم لإكرامك غدا ونبه المصنف بهذين المثالين على أنه لا فرق في عامله بين المتعدي واللازم ولا فرق فيه بين المضاف وغيره من المقرون بأل والمجرد إلا أن المضاف يجوز فيه النصب والجر على السواء تقول ضربت ابني تأديبه ولتأديبه ومما جاء منصوبا منه قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة: ١٩] وقول الشاعر:
وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
يكون علة. قوله: (في الوقت) بأن يقع الحدث في زمان المصدر أو متصلا به قبله أو بعده ا ه قليوبي. قوله: (كذلك) أي وقتهما وفاعلهما واحد. قوله: (أو من الخ) قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) [الأنعام: ١٥١] أي فقر. وفي الحديث: دخلت امرأة النار في هرة. وقال تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا) [النّساء: ١٦٠] . قوله: (جاء زيد لإكرام عمرو له) أي فإن فاعل المجيء زيد والإكرام عمرو. قوله: (ونبه المصنف) أي أيقظ الطالب. قوله: (بين المتعدي) أي كما في المثال الثاني وقوله: واللازم أي كما في المثال الأول. قوله: (منه) أي المضاف. قوله: (يجعلون الخ) إعرابه: يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل وأصابعهم: مفعول إليه والميم علامة الجمع. وفي آذانهم: متعلق بيجعلون والهاء مضاف إليه والميم علامة الجمع. ومن الصواعق: متعلق بيجعلون. وحذر: مفعول لأجله مضاف لما بعده ومعناه أن أصحاب الصليب، أي المطر النازل من السحاب يجعلون أنامل أصابعهم من أجل الصواعق جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه خوف الموت من سماعها كما في الخازن والجلالين. قوله: (الشاعر) أي عدي بن حاتم الطائي. قوله: (وأغفر) فعل مضارع وفاعله مستتر وعوراء: مفعوله، والكريم: مضاف إليه وادخاره مفعول لأجله ومضاف إليه وأعرض بضم الهمزة والواو
والأكثر فيما تجرد من أل والإضافة النصب ويجوز الجر والمقرون بالعكس نحو قوله:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
فالإغارة منصوب على أنه مفعول لأجله.
للعطف وهو مضارع وفاعله مستتر وعن شتم متعلق به واللئيم: مضاف إليه وتكرما: مفعول لأجله ومعناه وأصفح عن الكلام القبيح إذا صدر من الكريم في حقي لأجل أن أعده لي عند الحاجة إليه وأعرض عن سب اللئيم لي ولا أؤاخذه به لأجل تكرمي وتفضلي عليه والكريم ضد اللئيم وهو الشحيح ودنيء النفس. قوله: (والمقرون) أي بأل. قوله: (بالعكس) أي أن الأكثر فيه الجر ونصبه قليل. قوله: (قوله) أي قريظ. قوله: (فليت الخ) الفاء بحسب ما قبلها وليت حرف تمن ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر ولي جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لها وبهم متعلق به أيضا والباء بمعنى البدل والميم علامة الجمع وقوما اسمها مؤخر أي فليت قوما كائنون لي بدلهم وإذا ظرف خافض لشرطه منصوب بجوابه وركبوا فعل وفاعل. والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها والمفعول محذوف أي الفرس وغيرها وشنوا فعل وفاعل والمفعول محذوف أي أنفسهم والجملة جواب إذا لا محل لها والإغارة مفعول لأجله فرسانا حال من الواو في شنوا وهو جمع فارس وهو راكب الفرس وركبانا عطف عليه وهو جمع راكب وهو أعم مما قبله لكن يراد به هنا راكب غير الفرس لأجل أن يتغايرا وقوله: إذا الخ في محل نصب صفة قوما أي أتمنى بدل هؤلاء القوم قوما آخرين موصوفين بأنهم إذا ركبوا الفرس وغيرها للقاء العدو فرقوا أنفسهم لأجل الإغارة عليه من جميع الجهات ما بين الراكب للفرس والراكب لغيرها والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
باب المفعول معه
وهو الاسم المنصوب الّذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل نحو جاء الأمير والجيش واستوى الماء والخشبة.
(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المفعول) مضاف إليه مجرور بالكسرة (معه) ظرف منصوب على الظرفية للمفعول ومع مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر (وهو) الواو للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المنصوب) صفة للاسم وصفة المرفوع مرفوع (الّذي) صفة ثانية للاسم مبني على السكون في محل رفع (يذكر) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر عائد على الاسم الموصول والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (لبيان) جار ومجرور متعلق بيذكر وبيان مضاف و (من) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بمعنى الذي (فعل) فعل ماض مبني للمجهول (معه) ظرف مكان منصوب على الظرفية بفعل (الفعل) نائب فاعل والجملة صلة من وعائدها الهاء في معه يعني أن المفعول معه هو الاسم الصريح الفضلة المنصوب بفعل أو ما فيه حروف الفعل ومعناه الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها الواقع بعد الواو المفيدة للمعية نصّا وذلك (نحو جاء الأمير) فعل وفاعل (والجيش) مفعول معه فإنه اسم صريح فضلة يتم الكلام بدونه منصوب بالفعل وذكر لبيان من صاحب الأمير في المجيء واقع بعد الواو التي بمعنى مع (و) نحو: (استوى الماء) فعل وفاعل (والخشبة) مفعول معه على
باب المفعول معه
أي الذي وجد فعل الفاعل بمصاحبته. قوله: (لبيان) أي معرفة. قوله: (ومعناه) مرفوع بالعطف على حروف. قوله: (الواقع) بالرفع صفة خامسة للاسم. قوله: (للمعية) أي المصاحبة في الحكم. قوله: (نصا) أي صراحة. قوله: (وذلك) أي وبيان المفعول معه الذي هو الاسم الخ. قوله: (واستوى الماء والخشبة) أي
وزان ما قبله ونحو أنا سائر والنيل فأنا ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وسائر خبره مرفوع بالضمة والنيل مفعول معه منصوب بما فيه حروف الفعل ومعناه وهو سائر وخرج بالاسم الفعل المنصوب بعد الواو في قولك لا تأكل السمك وتشرب اللبن؛ أي لا تفعل هذا مع هذا فلا يسمى مفعولا معه وخرج بالصريح الجملة الحالية نحو: جاء زيد والشمس طالعة وخرج بالفضلة العمدة بعد الواو في نحو: اشترك زيد وعمرو وخرج بفعل أو ما فيه حروف الفعل نحو: هذا لك وإياك فلا يجوز فإنه وإن تقدم ما فيه معنى الفعل وهو اسم الإشارة فإنه في معنى أشير والجار والمجرور فإنه في معنى استقر لكن ليس فيه حروف وخرج بذكر الواو ما بعد مع في قولك جاء زيد مع عمرو وخرج بالمفيدة للمعية نحو: مزجت ماء وعسلا، فإن المعية مستفادة من العامل لا من الواو وخرج نصّا ما بعد الواو في نحو: جاء زيد وعمرو إذا أريد مجرد العطف ونبّه المصنف رحمه الله تعالى بذكر المثالين على أن المفعول معه قد يكون واجب النصب فلا يجوز عطفه على ما قبله كما في المثال الثاني في كلامه فإنك لو رفعت الخشبة بالعطف على الماء لكنت ناسيا الاستواء إليهما والاستواء إنما يكون للمار على الشيء الذي هو الماء دون القار الذي هو الخشبة ومنه لا تنه عن القبيح وإتيانه فيجب النصب دون العطف لفساد المعنى عليه وقد يكون جائز النصب والعطف كما في المثال الأول لصحة نسبة المجيء لكل من الأمير والجيش والاستواء الارتفاع والخشبة مقياس
ارتفع الماء المصاحب للخشبة حتى وصل إلى آخرها. قوله: (وتشرب) منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية. قوله: (من العامل) أي مزجت. قوله: (بنصا) منصوب على الحكاية. قوله: (مجرد العطف) من إضافة الصفة للموصوف أي العطف المجرد عن قصد المعية. قوله: (رحمه الله تعالى) جملة خبرية لفظا إنشائية معنى وتعالى بمعنى تنزه وهو مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر وفاعله يعود على الله والجملة حالية. قوله: (دون القار) أي الثابت الذي ينتقل له. قوله: (ومنه) أي واجب النصب. قوله: (لا تنه الخ) لا ناهية وتنه: مضارع مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وعن القبيح متعلق بتنه وإتيانه الواو للمعية وإتيانه مفعول معه ومضاف إليه. قوله: (لفساد المعنى عليه) لأن المعنى ولا تنه عن إتيانه. قوله: (والعطف) هو الأرجح لصحة توجه العامل إلى الجيش من غير ضعف كما في
يعرف به قدر ارتفاع الماء في زيادته.
وأما خبر «كان» وأخواتها واسم «إنّ» وأخواتها فقد تقدّم ذكرهما في المرفوعات وكذلك التّوابع فقد تقدّمت هناك
(وأما) حرف شرط وتفصيل (خبر) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة خبر مضاف و (كان) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (وأخواتها) معطوف على محل كان أخوات مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (واسم) الواو حرف عطف اسم معطوف على خبر والمعطوف على المرفوع مرفوع واسم مضاف و (إنّ) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (وأخواتها) معطوف على محل إن والمعطوف على المجرور مجرور (فقد) حرف تحقيق و (تقدّم) فعل ماض (ذكرهما) فاعل تقدم ذكر مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم والألف حرفان دالان على التثنية والجملة من الفعل والفاعل خبر المبتدأ في محل رفع والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب أما (في المرفوعات) جار ومجرور متعلق بتقدم (وكذلك) الكاف حرف جر وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر واللام للبعد والكاف حرف خطاب لا محل لها من الإعراب والجار والمجرور خبر مقدم (التّوابع) مبتدأ مؤخر (فقد) حرف تحقيق (تقدّمت) فعل ماض والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر يعود على التوابع (هناك) ظرف للمكان البعيد مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ودخلت الفاء على الجملة لما في الكلام من معنى الشرط أي أما التوابع فقد تقدمت أو الفاء زائدة وقد سقطت في بعض النسخ يعني أن المتمم للمنصوبات الخمسة عشر خبر كان وما تصرف منها ونظائرها في العمل نحو: وكان ربك قديرا فكان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ورب اسمها مرفوع ورب مضاف
القليوبي. قوله: (وأما خبر كان الخ) جواب عن عدم ذكرها في المنصوبات وعدم وضع أبواب لها كغيرها. قوله: (والميم والألف حرفان الخ) الأولى والميم حرف عماد لاعتماد المتكلم عليها في دفع الاشتباه بين ألف المثنى وغيره والألف حرف دال على التثنية. قوله: (وكذلك) الكاف للتشبيه بمعنى مثل. قوله: (فقد تقدمت هناك) أي في المرفوعات وهذا تصريح بوجه الشبه. قوله: (لما في الكلام) أي قوله
والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وقديرا خبرها منصوب واسم أن نظائرها كذلك نحو: إن الله لذو فضل على الناس، فإن حرف توكيد ونصب والله اسمها منصوب واللام لام الابتداء وذو خبرها مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وذو مضاف وفضل مضاف إليه وقد تقدم ذكرها استطرادا في باب المرفوعات فلا عود ولا إعادة وكذلك التوابع للمنصوبات من النعت نحو: رأيت زيدا العالم فالعالم نعت لزيدا ونعت المنصوب منصوب والعطف نحو: رأيت زيدا وعمرا فعمرا معطوف على زيد والمعطوف على المنصوب منصوب والتوكيد نحو: رأيت زيدا نفسه فنفسه توكيد لزيدا وتوكيد المنصوب منصوب والبدل نحو: رأيت زيدا أخاك فأخاك بدل من زيدا وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الألف.
وكذلك التوابع وقوله: من معنى الشرط أي لعطفه عليه. قوله: (واللام لام الابتداء) أي الواقعة في ابتداء الجملة الاسمية وهي هنا مؤخرة من تقديم ولهذا تسمى المزحلقة، وإنما أخرت كراهة افتتاح الكلام بمؤكدين وإنما لم تؤخر إن لئلا يتقدم معمول الحرف عليه قاله في المغني. قوله: (استطرادا) هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة وهي هنا تتميم العمل له كما سبق. قوله: (فلا عود) أي لا رجوع لما سبق للعلم به وخبر لا محذوف أي حاصل. قوله: (ولا إعادة) أي لذكره مرة ثانية حاصل لئلا يلزم التكرار بلا ثمرة والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.[fatihsyuhud.org]