اسم الكتاب : التفسير العلمي التجريبي للقرآن الكريم جذوره وتطبيقاته والموقف
منه
المؤلف: أ.د. عادل بن علي بن أحمد الشدِّي
أستاذ التفسير وعلوم
القرآن جامعة الملك سعود
الناشر: دار الوطن للنشر والتوزيع المملكة
العربية السعودية ـ المقر الرئيسي: الرياض
الطبعة: الطبعة الأولى
عدد
الأجزاء: مجلد واحد
فهرس الموضوعات
- الفصل الثالث: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المردود والمقبول:
- المبحث الأول: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المردود.
- المبحث الثاني: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المقبول.
- الخاتمة:
- مراجع هذا الفصل
- فهرس المراجع والمصادر لهذا الكتاب
- العودة الي الكتاب : التفسير العلمي التجريبي للقرآن الكريم
الفصل الثالث أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المردود والمقبول
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي
المردود.
المبحث الثاني: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المقبول.
المبحث الأول:
أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المردود
المثال الأول: عند قوله
تعالى: ﴿يٰمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوْا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوٰتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُوْاۗ لَا تَنْفُذُوْنَ اِلَّا بِسُلْطٰنٍۚ [الرحمن:33].
فسرها عبد الرزاق
نوفل( )، وعبد الغني الخطيب( ) وجمال الفندي( ) بما توصل إليه العلم الحديث من
غزو الفضاء، ومحاولة الوصول إلى الكواكب، فهذا هو النفاذ عندهم، والسلطان هو
العلم التقني، ويرون بهذا أن القرآن سبق بالدعوة إلى غزو الفضاء.
ومما يُردّ
به على هذا التفسير:
1- مخالفة دلالة اللغة فإن معنى النفاذ: «مجاوزة الشيء
والخلوص منه، يقال: نفذ السهم من الرمية إذا خالط السهم جوف الرمية وخرج طرفه من
الشق الآخر وسائره فيه»( ).
وهذا ما لم يتحقق لرجال الفضاء، فلم يتجاوزوا
عالمنا لعالم آخر كما أن السلطان في اللغة يطلق على الحجة والقدرة( ).
وفي
استخدام مصطلح (غزو الفضاء) نظر فالغزو يكون لطرف آخر على عداوة مع الطرف الغازي،
وفي الثقافة الغربية المعاصرة تصوير للعلاقة بين الخالق والمخلوق على أنها علاقة
تحدٍ وحرب لأن الخالق ـ تعالى عما يقولون ـ أراد منع الإنسان من الوصول إلى العلم
ليظل خاضعًا له، لكنه تحداه ووصل إلى المعرفة كما في أسطورة إيزيس المزعومة
فعاقبه بحمل حجر كبير والصعود به إلى أعلى الجبل، ثم العودة من جديد أبد
الدهر.
وليس بعيدًا عن الأذهان إطلاق مسمى (تشالنجر) أي: المتحدي على إحدى
المركبات الفضائية التي انفجرت بُعيد إقلاعها بثوان في عام 1986م.
2- مخالفة
أصول البلاغة العربية: ذلك أن المقام في هذه الآيات هو مقام تحدٍ وإعجاز.
فالمقصود
نفي القدرة لا إثباتها؛ لأنه لا يصح أن يقال في التحدي: لا يمكنك فعل هذا الأمر
إلا بعلمك وقدرتك، فليس هذا من بلاغة الأسلوب في التحدي.
3- تقديم ذكر الجن
على الإنس يؤكد على معنى التحدي والإعجاز: لأنه قال تعالى عن الجن: ﴿وَّاَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاۤءَ فَوَجَدْنٰهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيْدًا وَّشُهُبًاۖ﴾ [الجن:8] وهي سابقة في النزول على سورة
الرحمن( ).
وقد أكد ذلك بنفي الانتصار لإتمام معنى التعجيز بقوله بعدها: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّنْ نَّارٍۙ وَّنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِۚ﴾ [الرحمن:35]. فلا يصح أن يقال أن غزو الفضاء بصورته اليوم انتصار،
لأن الله قد نفاه وتوعد بإرسال الشواظ المحرق على من يحاول النفاذ من أقطار
السموات والأرض.
4- مخالفة سياق الآيات: فحين نتأمل الآيات نجدها تتحدث عن
فناء الخلق وبقاء الخالق ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٍ (26) وَّيَبۡقٰى وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو الۡجَلٰلِ وَالۡاِكۡرَامِۚ (27)﴾، وأن جميع الخلق يفتقرون إليه
ويسألونه حاجاتهم ﴿يَسْـَٔلُهٗ مَنْ فِى السَّمٰوٰتِ وَالْاَرْضِۗ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِيْ شَأْنٍۚ﴾ [الرحمن:29]. وأنه سبحانه يهدد الجن
والإنس بأنه سيفرغ لحسابهم يوم القيامة ﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ﴾، وهم لا يستطيعون الإفلات من
سلطانه، بل يخصعون لحسابه وجزائه، وبهذا يتضح خطأ التفسير العلمي الذي قالوا به
لأنه مخالف لسياق الآية ولغتها وبلاغتها.
5- هذه الآية تشبه قوله تعالى: ﴿وَمَآ اَنْتُمْ بِمُعْجِزِيْنَ فِى الْاَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاۤءِ ۖوَمَا لَكُمْ مِّنْ دُوْنِ اللّٰهِ مِنْ وَّلِيٍّ وَّلَا نَصِيْرٍ ࣖ﴾ [العنكبوت:22].
والأولى تفسير القرآن
بالقرآن ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.
المثال الثاني: عند قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُوْنَ عِلْمَ الْيَقِيْنِۗ ٥ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيْمَۙ ٦ ﴾ [التكاثر:5-6].
فسَّرها محمود القاسم( ) بأننا إذا علمنا علم
اليقين فبإمكاننا رؤية جهنم التي هي الجحيم في الدنيا رؤية بصرية وحاول أن يستدل
على ما يقوله بأن الكتلة الكونية تتكون من نجوم ملتهبة كالشمس، لها كل صفات جهنم
الواردة في القرآن والسنة؛ وكواكب باردة تدخل في قوله: ﴿فَاِنْ لَّمْ تَفْعَلُوْا وَلَنْ تَفْعَلُوْا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِيْ وَقُوْدُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ اُعِدَّتْ لِلْكٰفِرِيْنَ﴾ [البقرة:24]، لأن
الكواكب الباردة هي حجارة مختلفة الأنواع مثل الأرض، وأن من رأى بعض الشيء
يَصِّحُّ أن يُقال أنه قد رآه كمن رأى جزءًا صغيرًا من البحر فيقول: رأيت البحر
من باب إطلاق الجزء على الكل ... وبالتالي الكون (الدنيا) بكليته هو جهنم، وهي
موزعة حاليًّا على نُجوم مضطربة وكواكب خُنّس وغبار وغازات، والشمس جزء منها
تمثلها وما علينا لنرى طبيعتها الجهنمية إلا أن نضع عيننا على عدسه نظارة فلكية
خاصة نوجهها نحو الشمس.
ويُردّ على هذا التفسير بأمور منها:
1- أنه
تكلف ظاهر وتحميل للألفاظ بما لا تحتمله من المعاني.
2- أن فيه مخالفة
لأساليب لغة العرب في خطابها.
3- أن سياق السورة يأباه،فالسورة كلها تذم
الغفلة التي أدت إلى التكاثر بالأموال والأولاد، حتى يأتي الإنسانَ الموتُ فيزور
المقبرة ميتًا وحينئذٍ فإنه سيعلم يقينًا عاقبة لهوه وغفلته، وسيرى الجحيم أو
العذاب، وسيُسأل عن نعم الله عليه من المال والولد ولماذا ألهته عن طاعة الله؟
كما قال تعالى: ﴿يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا لَا تُلْهِكُمْ اَمْوَالُكُمْ وَلَآ اَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ ۚوَمَنْ يَّفْعَلْ ذٰلِكَ فَاُولٰۤىِٕكَ هُمُ الْخٰسِرُوْنَ﴾ [المنافقون:9]. وبهذا فسّر
جمهور المفسرين هذه السورة.
4- زعمه أن الشمس لها كل خصائص جهنم الواردة في
القرآن والسنة منقوض بما ثبت من وجود الحياة للبشر المعذبين في نار جهنم واستحالة
حياة البشر في شمس الدنيا.
5- أن جهنم من أمور الآخرة الغيبية التي لا يصح
الخوض فيها دون علم ثابت من الكتاب أو السنة.
المثال الثالث: عند قوله
تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴿١﴾ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴿٢﴾ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴿٣﴾ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴿٤﴾﴾ [المرسلات:1-4].
فسَّرها أبو الفيض أحمد
محمد الصديق الغماري( )، بالطائرات الحربية فهي مرسلة وهي تعصف بقنابلها، وتلقي
المنشورات في الميدان وعلى الأهالي للدعاية والإخبار وتفرق بين الكتائب والجموع
فرقًا لأن الرعب والهزيمة بها أشد من غيرها فيفرق الناس منها ويهربون إلى
الملاجئ.
ومقصوده أن هذا الاختراع الحديث قد سبق القرآن إلى ذكره قبل قرون
طويلة من الكشف عنه.
ويرد على هذا التفسير بأمور منها:
1- مخالفة اللغة
العربية: فتفسير الناشرات بإلقاء المنشورات مخالف لمعهود العرب ولغتهم عند نزول
القرآن، وكذا تفسير الفارقات بتفريق الجموع في الميدان وبث الرعب المؤدي للهروب
إلى الملاجئ كل ذلك مخالف لمعنى اللفظ في لغة العرب.
2- الانحراف بالسياق
فالآيات تشير إلى أن ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة واقع متحقق وقد أقسم الله
على ذلك في مطلع السورة بالمرسلات، ولا علاقة لهذا السياق بما ذهب إليه
الغماري.
3- أن للسلف في معنى المرسلات قولان: الرياح والملائكة( ) وهو
إجماع يمنع إحداث قول جديد في المسألة.
4- أن مثل هذا التفسير الإشاري بمعنى
لا يظهر في اللفظ القرآني ولا يسنده السياق يفتح الباب على مصراعيه لتحميل القرآن
ما لا يحتمله من إشارات، يقول من خلالها من دون ضابط من شاء ما شاء فلو زعم زاعم
سبق القرآن إلى ذكر اختراع السيارات مستدلًا بقوله تعالى في سورة يوسف: ﴿وَجَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ﴾
فهل يُقبل منه لمجرد ورود اللفظ مع أن معنى اللفظ الذي يعرفه المعاصرون الآن
للسيارة مخالف لمعناه في معهود العرب وقت نزول القرآن؟!
وقد انتقد محمد عبده
هذا التفسير للمرسلات بالطائرات لأن في قسم الله بشيء من مخلوقاته تنبيه على شرفه
ونفعه وليس في هذه الطائرات الحربية التي تهلك الحرث والنسل شرف ولا نفع للبشرية
بل هي من وسائل الدمار( ).
لكن هذا الانتقاد لا يسلم لمحمد عبده فإن
الطائرات الحربية مجرد وسيلة قد تكون وسيلة للجهاد في سبيل الله ورد العدوان
وحماية الأوطان فتكون وسيلة شريفة نافعة، وقد تكون وسيلة للعدوان وقتل الأبرياء
وانتهاك المحرمات فتكون حينئذٍ وسيلة غير شريفة، شأنها في ذلك شأن العاديات وهي
الخيل التي أقسم الله بها في قوله: ﴿ﮕ ﮖ﴾ [العاديات:1] فقد تستخدم للإغارة على
الآمنين والعدوان على المؤمنين، وقد تستخدم للجهاد في سبيل الله فلا يصح ذم
الطائرات الحربية على الإطلاق.
المثال الرابع: عند قوله تعالى: ﴿اَ لۡحَمۡدُ لِلّٰهِ فَاطِرِ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ جَاعِلِ الۡمَلٰٓٮِٕكَةِ رُسُلًا اُولِىۡۤ اَجۡنِحَةٍ مَّثۡنٰى وَثُلٰثَ وَرُبٰعَ ؕ يَزِيۡدُ فِى الۡخَـلۡقِ مَا يَشَآءُ ؕ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيۡرٌ﴾ [فاطر:1].
فقد فسر الدكتور محمد
توفيق صدقي( ) الملائكة هنا بالميكروبات حيث قال: «وآية فاطر التي ورد فيها ذكر
الأجنحة للملائكة يمكن أيضًا تطبيقها على الميكروبات فقد سبق أن لبعض الميكروبات
أهدابًا مثنى كما في ميكروبات الكوليرا ولا شكَّ أن الجناح يطلق على الجنب واليد
والعضل والإبط، ومنه قوله تعالى: ﴿ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾ [طه:21] فلا مانع من إطلاقها على هذه
الأهداب التي هي بمثابة الأيدي للميكروبات».
بل إنه اعتبر الريح والرعد
ملكين بمعنى رسولين لأن الملك مشتق من مألكه وهي الرسالة أو من لفظ لأك إذا أرسل
فكل ما يرسله الله لهذا العالم من المادة أو قواها يصح لغة أن يسمى ملائكة
كالمغناطيس والكهرباء، وحمل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُوْنَا فُرَادٰى كَمَا خَلَقْنٰكُمْ اَوَّلَ مَرَّةٍ وَّتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنٰكُمْ وَرَاۤءَ ظُهُوْرِكُمْۚ وَمَا نَرٰى مَعَكُمْ شُفَعَاۤءَكُمُ الَّذِيْنَ زَعَمْتُمْ اَنَّهُمْ فِيْكُمْ شُرَكٰۤؤُا ۗ لَقَدْ تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَّا كُنْتُمْ تَزْعُمُوْنَ﴾
[الأنعام:94] فزعم أن غمرات الموت ما بعده وهو وقت انحلال الجثة وبسط اليد كناية
عما تفعله الميكروبات بلسان حالها كما قالت السموات والأرض ﴿ﯯ ﯰ﴾ والتعبير عن
الميكروبات بضمير العامل (أي الملائكة) هو سنة القرآن من أوله إلى آخره...»(
).
ويرد على هذا التفسير بأمور منها:
1- هذا القول متهافت من حيث اللغة
والشرع ويصادم معتقد أهل السنة والجماعة في الملائكة وهم خلق مكرمون ليسوا
ميكروبات ولا ما في حكمها من الخلق المهين.
2- أن لفظ الملائكة وقد أصبح
حقيقة شرعية وعرفية لا يجوز أن ينقل عن هذه الحقيقة إلى سواها، حتى ولو كان
المعنى الذي اشتقت منه لا يتعارض معه.
3- ومن حيث العقيدة فإن الملائكة عالم
غيبي يجب التصديق بهم وبما أخبر الله من أعمالهم، ومنها قبض الأرواح والطيران
بالأجنحة.
4- وقد ورد في صحيح السنة النبوية ما يثبت هذه الصفات لهم كما في
حديث رؤية النبي غ لجبريل على هيئته التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح وقد سد
الأفق( ).
5- قوله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ﴾، وقوله: ﴿ﭶ ﭷ﴾ نصّان على أن
الملائكة هي المرسلة لقبض الأرواح ولا يصح أن يقال أنها الميكروبات.
6- حمل
﴿غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾ على أنها ما بعد الموت حين تحلل الجثة مخالف لمعهود العرب في لغتهم فغمرات
الموت هي سكراته التي تحدث قبيل الموت وليس بعده.
7- نصت الآية على الظالمين
في قوله: ﴿وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾، ولو كان المقصود تحلل الجثت بفعل الميكروبات فما فائدة
تخصيص الظالمين لأن هذا التحلل يقع على جثت الجميع، الظالمين وغيرهم.
8-
أنكر الله على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثة لأنهم يتكلمون عن شيء يجهلونه
فقال: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلٰۤىِٕكَةَ الَّذِيْنَ هُمْ عِبٰدُ الرَّحْمٰنِ اِنَاثًا ۗ اَشَهِدُوْا خَلْقَهُمْ ۗسَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْـَٔلُوْنَ﴾ [الزخرف:19]، ومن يصف الملائكة بالميكروبات يتحدث عن
شيءٍ يجهله فهل شهد خلقهم؟!
9- هذا القول يفتح الباب لتأويل جميع حقائق
الغيب من جنة ونار وعذاب قبر وحشر وصراط وميزان، ونحو ذلك ببعض ما يحمله الأصل
الاشتقاقي لكل كلمة من هذه الكلمات وهو تلاعب بآيات القرآن.
المثال الخامس:
عند قوله تعالى: ﴿وَاَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ فِيْهِ بَأْسٌ شَدِيْدٌ﴾ [الحديد:25].
قال الدكتور زغلول النجار: «أتيت
بالمصحف الشريف وبالجدول الدوري للعناصر وكتاب في الكيمياء غير العضوية، فأذهلني
أن رقم سورة الحديد 57 والحديد له ثلاث نظائر (54، 56، 57) ورقم الآية في السورة
25 والعدد الذري للحديد 26 فقلت هذا القرب الشديد لابد أن له تفسيرًا فألهمني ربي
آية قرآنية مبهرة يقول فيها الحق تبارك وتعالى مخاطبًا هذا النبي الخاتم غ: ﴿وَلَـقَدۡ اٰتَيۡنٰكَ سَبۡعًا مِّنَ الۡمَـثَانِىۡ وَالۡـقُرۡاٰنَ الۡعَظِيۡمَ﴾ [الحجر:87]، فالقرآن بنصه يفصل الفاتحة عن بقية القرآن الكريم ويعتبر
الفاتحة مقدمة القرآن فقلت إذا فصلنا الفاتحة عن بقية سور القرآن الكريم يصبح رقم
سورة الحديد (56) ولو بقيت 57 ففيه نظير للحديث (57) لكن أكثر النظائر انتشارًا
للحديد (56).
الآية رقمها (25) والعدد الذري للحديد (26) ووجدت القرآن يصف
الفاتحة بأنها سبع من المثاني وآياتها ست فالبسملة آية من الفاتحة وآية من كل
سورة قرآنية ذكرت فيها البسملة ما عدا سورة التوبة، فإذا أضفنا البسملة في مطلع
سورة الحديد يصبح رقم الآية 26، ويعجب الإنسان إلى هذه اللفتة المبهرة، من الذي
علم المصطفى غ قبل ألف وأربعمائة سنة لم يكن أحد يعلم شيئًا عن الأوزان الذرية
ولا عن أعدادها الذرية»( ).
ويرد على هذا التفسير العلمي بأمور منها( ):
1-
مخالفة صحيح السنة النبوية: فقد جزم الدكتور زغلول النجار بأن القرآن بنصه يفصل
الفاتحة عن بقية القرآن الكريم بينما أخرج البخاري قول النبي غ: «أم القرآن هي
السبع المثاني والقرآن العظيم»( )، قال ابن كثير: «فهذا نص على أن الفاتحة السبع
المثاني والقرآن العظيم»( ).
2- عدد آيات سورة ا لحديد مختلف فيه: فلماذا
اختار الدكتور زغلول أحد الآراء دون غيره. والجمهور على أنها 28 آية وإذا أخذنا
بذلك فإن رقم الآية المذكورة يكون 24 وهذا يرد ما توصل إليه( ).
3- البسملة
ليست آية من كل سورة عدا الفاتحة على الصحيح من أقوال أهل العلم، واختيار الدكتور
هذا القول المرجوح غير مسلّم له، وهل كان الدكتور سيختار هذا القول لو أدى إلى
نتيجة لا تؤيد قوله؟!
4- هذا القول فيه تكلف ظاهر حمل عليه الدخول إلى تفسير
الآية بمقرر علمي تجريبي سابق أفصح عنه الدكتور في مقدمة كلامه.
وسوف أقتصر
فيما تبقى من الأمثلة على ذكر المفسر وتفسيره العلمي الخاطئ باختصار شديد لتجنب
الإطالة ووضوح الخطأ.
المثال السادس: ربط طنطاوي جوهري بين قوله تعالى: ﴿وَاِذْ قَالَ مُوْسٰى لِقَوْمِهٖٓ اِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ اَنْ تَذْبَحُوْا بَقَرَةً ۗ قَالُوْٓا اَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۗ قَالَ اَعُوْذُ بِاللّٰهِ اَنْ اَكُوْنَ مِنَ الْجٰهِلِيْنَ﴾ [البقرة:67]، وبين علم تحضير الأرواح( ) وهو علم محرم قائم على
السحر والشعوذة.
كما ربط طنطاوي جوهري بين قوله: ﴿يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا كُوْنُوْا قَوَّامِيْنَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاۤءَ لِلّٰهِ وَلَوْ عَلٰٓى اَنْفُسِكُمْ اَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْاَقْرَبِيْنَ ۚ اِنْ يَّكُنْ غَنِيًّا اَوْ فَقِيْرًا فَاللّٰهُ اَوْلٰى بِهِمَاۗ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوٰٓى اَنْ تَعْدِلُوْا ۚ وَاِنْ تَلْوٗٓا اَوْ تُعْرِضُوْا فَاِنَّ اللّٰهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ خَبِيْرًا﴾ [النساء:135]،
وبين اكتشاف ما يسمى بمصل الصدق بواسطة الطبيب هاوس واسم المصل (اسكوبلامين) وهو
يجعل صاحبه يقرّ بالحق ولو على نفسه أو والديه.
المثال السابع: تفسير عبد
الرزاق نوفل( ) في كتابه القرآن والعلم الحديث الدابة المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَاِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ اَخْرَجْنَا لَهُمْ دَاۤبَّةً مِّنَ الْاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ اَنَّ النَّاسَ كَانُوْا بِاٰيٰتِنَا لَا يُوْقِنُوْنَ﴾ [النمل:82]. بالأقمار الصناعية في الفضاء، وفيه
مخالفة للسنة حيث ورد النص على خروج الدابة ضحى وأنها من علامات الساعة
الكبرى.
المثال الثامن: تفسير: ﴿ﭮ ﭯ ﭰ﴾ [الزلزلة:2]، بالبترول والغاز عندما
زلزلت الأرض وحركت بالآلات وهو تفسير أبي الفيض الغماري( ) وفيه مخالفة لسياق
الآيات التي تتحدث عما يحصل يوم القيامة وليس في الدنيا كما أنه مخالف للتفسير
النبوي الذي نص على أن إخبارها شهادتها على كل عبد وأمه بما عمل على ظهرها( ).
*
* *
المبحث الثاني: أمثلة تطبيقية على التفسير العلمي المقبول
المثال الأول: عند قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا الۡاِنۡسَانَ مِنۡ سُلٰلَةٍ مِّنۡ طِيۡنٍ ثُمَّ جَعَلۡنٰهُ نُطۡفَةً فِىۡ قَرَارٍ مَّكِيۡنٍ ثُمَّ خَلَقۡنَا النُّطۡفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقۡنَا الۡعَلَقَةَ مُضۡغَةً فَخَلَقۡنَا الۡمُضۡغَةَ عِظٰمًا فَكَسَوۡنَا الۡعِظٰمَ لَحۡمًا ثُمَّ اَنۡشَاۡنٰهُ خَلۡقًا اٰخَرَ ؕ فَتَبٰـرَكَ اللّٰهُ اَحۡسَنُ الۡخٰلِقِيۡنَ﴾ [المؤمنون:12-14].
أشار د. زكريا هميمي
إلى أن هذه الآية فصّلت أطوار الخلق ووصفتها وصفًا مبهرًا لا من ناحية المظهر
الخارجي فحسب، ولكن أيضًا من حيث ميكانيكية عملية التخليق الداخلية التي تتم في
كل طور منها.. حيث تم تقسيم مراحل تطور الجنين إلى ثلاث مراحل رئيسية: النطفة،
التخليق (المرحلة الجنينية) مرحلة النشأة خلقًا آخر (مرحلة الحميلية) وحتى قرب
نهاية القرن التاسع عشر الميلادي كان علماء الأجنة منقسمين إلى فريقين في هذه
المسألة.
منهم من يرى أن الإنسان يكون مخلوقًا (خلقًا تامًّا في الحيوان
المنوي في صورة قزم. ومنهم من يعتقد بأن الإنسان يخلق خلقًا تامًّا في بيضة
المرأة بينما بين القرآن مسئولية كل منهما في عملية التخليق ﴿فَلۡيَنۡظُرِ الۡاِنۡسَانُ مِمَّ خُلِقَؕ خُلِقَ مِنۡ مَّآءٍ دَافِقٍۙ يَّخۡرُجُ مِنۡۢ بَيۡنِ الصُّلۡبِ وَالتَّرَآٮِٕبِؕ﴾ [الطارق:5-7].
الصلب: الظهر. الترائب: وهي عظام ما بين الثديين
في المرأة. وكلمة نطفة تدل على محدودية السائل، وهذا يتفق مع حقائق العلم الحديث،
وورد ذكر النطفة في القرآن في اثني عشر موضعًا، ووصف الرحم بأنه (قرار) و(مكين)
ينطبق على ما عرفه علماء الأجنة بعد نزول الآية بقرون من كونه أكثر المواضع
أمانًا وحماية في جسد المرأة.
ثم أشار إلى معنى العلقة والمضغة والعظام في
مرحلة التخليق التي تبدأ من الأسبوع الثاني وحتى نهاية الثامن والعلقة في اللغة
تأتي بمعنى التعلق والإلتصاق بالشيء، وبمعنى الدم الغليظ الجامد شديد الحمرة
وبمعنى دودة الماء التي تلتصق بالحيوانات وتتغذى بدمائها وهو ما ينطبق على الجنين
في هذه المرحلة حيث يلتصق بالمشيمة ويتغذى من دماء الأم، وأما المضغة فمن معانيها
ما لاكته الألسن، وقطعة اللحم بقدر ما يمضغ لا استبانة فيها ولا تمايز؛ ولا شكل
فيها ولا تخطيط، وهو ما ينطبق على الجنين في هذه المرحلة، حيث يبدأ ظهور الكتل
البدنية المعروفة بالفلقات بمظهر يشبه طبع الأسنان في المادة الممضوغة.
ثم
يأخذ ظهر الجنين بالانحناء والتقوس مثلما تستدير المادة الممضوغة قبل البلع، إلى
آخر ما فسّر به هذه الآيات تفسيرًا علميًّا مقبولًا( ).
المثال الثاني: عند
قوله تعالى: ﴿اَلَمْ تَرَ اَنَّ اللّٰهَ يُزْجِيْ سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهٗ ثُمَّ يَجْعَلُهٗ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلٰلِهٖۚ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاۤءِ مِنْ جِبَالٍ فِيْهَا مِنْۢ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ بِهٖ مَنْ يَّشَاۤءُ وَيَصْرِفُهٗ عَنْ مَّنْ يَّشَاۤءُۗ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهٖ يَذْهَبُ بِالْاَبْصَارِ﴾ [النور:43].
أشار الأستاذ
رشيد رشدي العابري إلى أن: لحصول المطر عوامل ثلاثة لا غيرها إذا توافرت لابد من
نزول المطر ـ بإذن الله ـ «وإن نقص عامل واحد منها فلا إمكان لذلك تلك العوامل
هي:
1- التبخير.
2- إشباع الهواء
بكمية البخار.
3- التكاثف.
وقد جاءت الآية بوصف موجز
مدهش لهذه العوامل مرتبة إذ عبّرت بكلمة: ﴿ﯸ ﯹ﴾ عن عملية التبخر، وبكلمة: ﴿ﯺ ﯻ ﯼ﴾
عن تشبع الهواء ببخار الماء إذ أن درجة الإشباع تتوقف على تساوي الجزيئات بين
الماء والهواء، وما هذا إلا التآلف بينها، كما في نص الآية، ولا يحصل التشبع إلا
بالتعادل والتآلف بين ضغطي بخار الماء وبخار الهواء، ثم جاء التعبير بقوله: ﴿ﯽ ﯾ
ﯿ﴾ على سبيل التعاقب، ليدل على التكاثف، وفي معاجم اللغة تفسير الركام بالسحاب
الكثيف، والمقصود هنا الكثيف البخار، نتيجة تشبع الهواء منه ولما بينت الآية هذه
العوامل الثلاثة بينت النتيجة وهي حصول المطر بقوله: ﴿ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ﴾ فالودق المطر
والفاء التعقيبيّة للدلالة على سرعة حصوله بعد هذه العوامل، وهذا ما لم يعرفه
العلماء إلا منذ مدة قصيرة وقد ذُكر في القرآن»( ).
المثال الثالث: عند قوله
تعالى: ﴿وَاَرْسَلْنَا الرِّيٰحَ لَوَاقِحَ فَاَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاۤءِ مَاۤءً فَاَسْقَيْنٰكُمُوْهُۚ وَمَآ اَنْتُمْ لَهٗ بِخٰزِنِيْنَ﴾ [الحجر:22].
أشار الأستاذ محمد السيد
أرناؤوط إلى أن الآية فُسرت بأن الرياح لواقح للنباتات وهي حقيقة علمية واقعية
لكن الآية تشير كذلك إلى معنى لم يفهم على وجه الدقة إلا حديثًا وهو أن الرياح
لواقح للسحب بما يؤدي إلى نزول الماء من السماء وهو ما يربط أجزاء الآية فإن
الرياح تحمل بخار مياه الأرض في كل الاتجاهات ثم يتكاثف بالتبريد، وبالتشبع تتكون
السحب، وأثناء ذلك تشحن بالكهرباء الموجبة وتنفصل الكهرباء السالبة فتحملها
الرياح وبعد مدة تصير السحب مشحونة شحنًا وافرًا بالكهرباء، وعندما تقترب
الشحنتان من بعضهما بواسطة الرياح يتم التفريغ الكهربائي، ويشاهد البرق ثم يسمع
الرعد وهو موجات صوتية يحدثها الهواء باندفاعه إلى حيث تم التفريغ بالبرق ثم تنزل
قطرات الماء من السماء، وقد توصل العلم الحديث إلى توليد الرياح للكهرباء بنوعيها
في السحب وهو التلقيح بواسطة الرياح للسحب بعضها ببعض...( ).
المثال الرابع:
عند قوله تعالى: ﴿وَيَسْـَٔلُوْنَكَ عَنِ الْمَحِيْضِ ۗ قُلْ هُوَ اَذًىۙ فَاعْتَزِلُوا النِّسَاۤءَ فِى الْمَحِيْضِۙ وَلَا تَقْرَبُوْهُنَّ حَتّٰى يَطْهُرْنَ ۚ فَاِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوْهُنَّ مِنْ حَيْثُ اَمَرَكُمُ اللّٰهُ ۗ اِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوَّابِيْنَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِيْنَ﴾ [البقرة:222].
أشار
الدكتور الحاج محمد وصفي أنه رغم محاولته لم يجد كلمة تقوم مقام كلمة: ﴿ﮦ﴾ في وصف
المحيض، وبيّن أن مقاومة المرأة للأمراض تكون أثناء الحيض في أضعف فتراتها، وأنه
سبب للالتهابات وانتقال البكتيريا والأمراض الإفراط بينهما، وقد يؤدي إلى العقم
وتعفن الرحم( ).
المثال الخامس: عند قوله تعالى: ﴿وَاِنَّ لَكُمْ فِى الْاَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۚ نُسْقِيْكُمْ مِّمَّا فِيْ بُطُوْنِهٖ مِنْۢ بَيْنِ فَرْثٍ وَّدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَاۤىِٕغًا لِّلشّٰرِبِيْنَ﴾ [النحل:66].
أشار الأستاذ أحمد كامل ضو: إلى أن ما في بطون
الأنعام هو الغذاء والجهاز الهضمي يُمتص الصالح منه فيذهب للدم، ويغذي أجزاء
الجسم المختلفة، ومنها الغدد اللبنية (ضرع الحيوان) المنوط بها إفراز اللبن،
وبهذا تحول جزء مما في بطون الأنعام إلى لبن.
أما الجزء الآخر من الغذاء
فإنه يتحول إلى براز غير صالح وهو الفرث، وبقدرة الله شطر الغذاء الذي في البطون
إلى شطرين: الدم والفرث، وأخرج من بينهما اللبن خالصًا من الشوائب ناصع البياض
طاهرًا بعكس الدم الذي نقل الغذاء فهو أحمر ونجس، وهذه الغدد اللبنيّة أشبه بمعمل
كيميائي يحول الدم إلى لبن ثم يُصَفَّى بأدق مصفاة، وكونه سائغًا للشاربين يتضمن
سهولة مروره في الحلوق،وحلاوة طعمه مع ما فيه من الدهون والسكريات والأملاح
والفيتامينات والماء، فهو يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان
ويعتبر بحق أهم الأغذية على الإطلاق( ).
المثال السادس: عند قوله تعالى: ﴿بَلٰى قٰدِرِيۡنَ عَلٰٓى اَنۡ نُّسَوِّىَ بَنَانَهٗ﴾ [القيامة:4].
أشار الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى أن
المراد بالبنان أطراف الأصابع، وأن المراد بتسويتها إعادتها إلى هيئتها الأولى
بعد أن تبلى، ثم تساءل: أيهما أصعب إعادة البنان أم إعادة العظام.
وأجاب قد
يتساوى الأمران عند النظرة الأولى، ولكن إذا عرفنا أن لكل إنسان رسمًا خاصًّا
لبنانه لا يشابهه رسم لبنان أي إنسان آخر وقد استخدمت البصمات في التعرف على
الشخصية، إذا عرفنا ذلك عرفنا السر الذي اختفى طويلًا من معنى هذه الآية أي أن في
قدرتنا ليس جمع العظام فحسب بل وما هو أكبر منه وأدق وهو تسوية البنان أي إعادة
تلك البنان بخطوطها التي يتميز بها كل إنسان على انفراده( ).
وأشار الدكتور
مصطفى مسلم إلى ما اكتشفه علماء الطب في القرن التاسع عشر الميلادي من أن الخطوط
الدقيقة الصغيرة الموجودة على البشرة في رؤوس الأصابع تختلف من شخص لآخر، وتكون
على ثلاثة أنواع: أقواس، عراوِ، دومات بمعنى دوائر متحدة المركز وتظهر في جلد
الجنين في بطن أمه وعمره بين (100-120) يومًا، وتتكامل تمامًا عند مولده ولا
تتغير مدى الحياة مهما عرض له من حروق وإصابات، كما أنها لا تتطابق بين أي شخصين،
بل لابد من فوارق تميز بينهما وهو ما سُمي بعلم البصمات الذي ابتدأ تطبيقه عام
1884م.
وتبرز عظمة الخالق في تشكيل هذه الخطوط في مساحة ضيقة لا تتجاوز بضعة
سنتيمترات ولا تنحصر دلالة الآية على هذا الجانب فقط فقد يأتي يوم تكتشف فيه
أسرار ربانية أخرى في تسوية البنان( ).
المثال السابع: عند قوله تعالى: ﴿اِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا بِاٰيٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيْهِمْ نَارًاۗ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنٰهُمْ جُلُوْدًا غَيْرَهَا لِيَذُوْقُوا الْعَذَابَۗ اِنَّ اللّٰهَ كَانَ عَزِيْزًا حَكِيْمًا﴾ [النساء:56].
أشار د. صلاح الدين خطاب إلى ما قرره الأطباء بعد
قرون من نزول الآية من أن حدود الشعور بألم الكي يكون في الجلد السطحي، فلو احترق
الجلد ووصل إلى اللحم لما كان هناك شعور بالألم بدرجة الحالة السابقة لأن الأعصاب
التي تشعر بالألم موجودة في الجلد الخارجي، أما الأنسجة والعضلات الداخلية
فالإحساس فيها ضعيف فكأن الآية تبين أن النار كلما أنضجت الجلد الذي يحتوي على
أعصاب الإحساس بالألم جُددت هذه الجلود بجلود جديدةٍ ليستمر الشعور بالألم( ).
المثال
الثامن: عند قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُّرِدِ اللّٰهُ اَنْ يَّهْدِيَهٗ يَشْرَحْ صَدْرَهٗ لِلْاِسْلَامِۚ وَمَنْ يُّرِدْ اَنْ يُّضِلَّهٗ يَجْعَلْ صَدْرَهٗ ضَيِّقًا حَرَجًا كَاَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاۤءِۗ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اللّٰهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِيْنَ لَا يُؤْمِنُوْنَ﴾
[الأنعام:125].
أشار د. أحمد عمر أبو حجر إلى أن وجه التشبيه بين حال الكافر
ومن يصعد في السماء صار أكثر وضوحًا نتيجة ما ثبت من كون الأكسجين الموجود في
الغلاف الجوي يقل كلما صعد الإنسان في طبقات الجو إلى أعلى، حتى تصبح كمية
الأكسجين اللازم لعملية التنفس غير كافية فيشعر الإنسان بالاختناق وضيق الصدر وقد
يصل إلى مرحلة عدم إمكانية الحياة( ).
* * *
( 1) انظر: الجانب العلمي
في القرآن الكريم لصلاح الدين خطاب (ص:49)، بتصرف. وانظر: مباحث في إعجاز القرآن
(225).
( 2) انظر: التفسير العلمي للقرآن في الميزان (ص:453)، والكون بين
العلم والدين، لجمال الدين الفندي (ص:36).
الخـــاتمــة
وبعد هذه الجولة مع التفسير العلمي أعود إلى التأكيد على بعض ما تضمنه هذا
البحث من نتائج ثم أختم بذكر جملة من التوصيات على النحو التالي:
أولاً: النتائج:
1- التفسير العلمي مصطلح حديث قد يوهم بأن ما عداه من أنواع التفسير
كالتفسير العقدي والفقهي ليست علمية، والأولى تقييده بالعلمي التجريبي أو الكوني
أو نحو ذلك.
2- التعريف المختار للتفسير العلمي هو: استخدام العلم التجريبي
في زيادة إيضاح معاني الآيات القرآنية وتوسيع مدلولاتها.
3- وقوع الخلط بين
مفهومي التفسير العلمي والإعجاز العلمي كان سببًا في تباين المواقف من التفسير
العلمي الذي يعد وسيلة للقول بالإعجاز العلمي وهو أوسع دائرة منه وبينهما عموم
وخصوص.
4- التفسير العلمي ليس مجرد طريقة ومنهج من مناهج المفسرين بل هو
مقصد وهدف واتجاه من اتجاهات التفسير المعاصرة.
5- قلة المهتمين بالتفسير
العلمي من العلماء السابقين وتركيزهم على التأييد النظري له في مقابل كثرة
الممارسين للتفسير العلمي من المعاصرين وإفرادهم له بمؤلفات مستقلة عن أغراض
التفسير الأخرى.
6- الشاطبي هو أبرز المعارضين للتفسير العلمي لما فيه من
التكلف وتفسير ألفاظ القرآن على غير معهود العرب وقت نزوله.
7- حجج
المعارضين تغلب جانب درء المفسدة ولا سيما بعد ما رأوه من أخطاء فاحشة في تفسير
طنطاوي جوهري وهو من أوائل كتب التفسير العلمي.
8- أسهم المعترضون على
التفسير العلمي في تحسن مسيرته ومحاولة المؤلفين فيه تجنب ما انتقده
المعارضون.
9- أبان البحث عن عدم معارضة أبي حيان ومحمد رشيد رضا والزرقاني
وسيد قطب للتفسير العلمي كما ظن بعض الباحثين.
10- كثرة المؤيدين للتفسير
العلمي وزيادتهم المستمرة وتفاوتهم في درجة التأييد مع اختلاف تخصصاتهم
العلمية.
11- أقوى أدلة المؤيدين هو أن الأصل جواز التفسير بالرأي والتفسير
العلمي نوع منه فهو اجتهاد للمفسر بحسب معارفه في زيادة إيضاح معاني القرآن.
12-
أهم الضوابط لقبول التفسير العلمي هو: توفر شروط المفسر فيمن يتصدى للتفسير
العلمي وهو الضابط الذي لم يشر إليه معظم الباحثين المعاصرين.
13- الحاجة
إلى استمرار الدراسات التأصيلية النقدية في التفسير العلمي نظرًا لنشاط حركة
التأليف في الجانب التطبيقي منه.
ثانيًا: التوصيات:
أولاً: قيام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمنح رخصة
للتفسير العلمي للمؤهلين لهذه المهمة الذين توافرت فيهم شروط المفسر مع قدر من
العلم التجريبي المتخصص الذي يفسرون القرآن على أساسه.
مما يؤدي مستقبلاً
إلى:
أ- قطع الطريق على غير المؤهلين الذين لا يمتلكون هذه الرخصة.
ب-
تشجيع الباحثين على طلب هذه الرخصة واستكمال شروطها.
ثانيًا: تنظيم الهيئة
العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة دورات مكثفة متخصصة للراغبين في الحصول
على رخصة التفسير العلمي الذين لا تتوفر فيهم شروط المفسر ويتم التركيز في هذه
الدورات على العلوم الضرورية للمفسر.
ثالثًا: عدم إجازة أي كتاب في التفسير
العلمي من قبل جهات الرقابة على المطبوعات إلا بعد إحالته للهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وأخذ رأيها العلمي في صلاحيته. أسوة بكتب
التفسير التي لا تُجاز إلا بعد الرجوع إلى جهات الإفتاء.
رابعًا: تشجيع
العمل الجماعي المؤسسي في مجال التفسير العلمي بحيث يكون الفريق مكملًا نقص كل
فرد من أفراده في مجالات العلوم الشرعية أو العلوم التجريبيَّة المختلفة.
خامسًا:
إصدار موسوعة ضخمة معتمدة للتفسير العلمي من خلال الهيئة العالمية للإعجاز العلمي
في القرآن والسنة تشمل التفسير العلمي المقبول في الآيات ذات المضامين العلمية
التجريبيّة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* *
*
مراجع هذا الفصل
(1 ) انظر: القرآن والعلم لعبد الرزاق نوفل (ص:218).
( 2) انظر: أضواء من القرآن على الإنسان، لعبد الغني الخطيب (ص:250).
( 3) انظر: القرآن والعلم لجمال الدين الفندي (ص:248).
(4 ) انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي (1/373).
( 5) انظر: لسان العرب لابن منظور (7/321).
(6 ) انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (1/194).
(7 ) انظر: كتاب براهين، لمحمود القاسم (ص:157).
(8) انظر: مطابقة المخترعات العصرية، لما أخبر به سيد البرية لأحمد الصديق الغماري (ص:16).
( 9) انظر على سبيل المثال: فتح القدير للشوكاني (5/355)، وروح المعاني للآلوسي (9/258).
(10 ) انظر: تفسير جزء عم لمحمد عبده (ص:9).
(11 ) انظر: دروس سنن الكائنات لمحمد توفيق صدقي (ص:228).
(12 ) انظر: دروس سنن لكائنات (ص:228).
( 13) الحديث أخرجه الترمذي في سننه (5/394)، برقم (3277)، وقال: حديث حسن غريب صحيح.
(14 ) محاضرة مسجلة له بعنوان: (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم) لدى تسجيلات (أُحُد بالرياض).
( 15) أجاد الدكتور مساعد الطيار في الرد على هذا التفسير العلمي، وقد لخصت رده هنا باختصار شديد.. انظر: مفهوم التفسير والتأويل للدكتور مساعد الطيار (10-13).
( 16) أخرجه البخاري برقم (4704).
( 17) تفسير ابن كثير (1/547).
( 18) أنظر: البيان في عد آي القرآن للداني. تحقيق:د. غانم الحمد.
( 19) انظر: الجواهر في تفسير القرآن لطنطاوي جوهري (1/84).
(20 ) انظر: القرآن والعلم الحديث لعبد الرزاق نوفل (ص:212).
( 21) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (4/2260)، برقم (2941).
( 22) انظر: مطابقة المخترعات العصرية لما أخبر به سيد البرية (ص:27).
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (2/281)، برقم (3012) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(23 ) انظر: الإعجاز العلمي في القرآن لزكريا هممي (ص:91-104) بتصرف، وانظر: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لمحمد السيد أرناؤوط (ص:294) وما بعدها، وخلق الإنسان بين الطب والقرآن للدكتور محمد علي البار (ص:365)، وما بعدها، وإنه الحق للشيخ عبد المجيد الزنداني (ص:17)، وما بعدها
( 24) انظر: بصائر جغرافية لرشيد رشدي العابري (ص:211)، وإعجاز القرآن الكريم للدكتور فضل عباس (ص:276).
( 25) انظر: الإعجاز العلمي في القرآن لمحمد السيد أرناؤوط (ص:260)، والقرآن في عصر العلم لمحمد الغمراوي (ص:352).
( 26) انظر: القرآن والطب للدكتور الحاج محمد وصفي (ص:66)، وانظر: القرآن والطب لأحمد محمود.سليمان (ص:115)، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للدكتور فهد الرومي (2/618).
( 27) انظر: القرآن الكريم والعلوم الحديثة لأحمد كامل ضو (ص:56)، وما بعدها بتصرف، والتفسير العلمي للقرآن في الميزان (ص:450).
(28 ) انظر: التوحيد لعبد المجيد الزنداني (ص:357).
( 29) انظر: مباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى (ص:222)، والقرآن وإعجازه العلمي لمحمد إسماعيل إبراهيم (ص:11).
(30 ) انظر: الجانب العلمي في القرآن الكريم لصلاح الدين خطاب (ص:49)، بتصرف. وانظر: مباحث في إعجاز القرآن (225).
( 31) انظر: التفسير العلمي للقرآن في الميزان (ص:453)، والكون بين العلم والدين، لجمال الدين الفندي (ص:36).
المصادر والمراجع للكتاب
1- إبراهيم: محمد إسماعيل: القرآن وإعجازه العلمي، دار
الفكر العربي، القاهرة 1977.
2- أبو حجر: أحمد عمر:
التفسير العلمي للقرآن في الميزان، دار المدار الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية
2001م.
3- أحمد: حنفي:التفسير العلمي للآيات الكونية في
القرآن، دار المعارف، بمصر، الطبعة الثالثة، 1980م.
4-
ارناؤوط:محمد السيد: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الطبعة الأولى.
5-
الإسكندراني: أحمد: كشف الأسرار النورانية القرآنية ، الطبعة الأولى 1397هـ،
المطبعة الوهبية.
6- إسماعيل: عبد العزيز: الإسلام والطب
الحديث، الطبعة الثانية 1959م، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة.
7-
الأصفهاني: الراغب: المفردات في ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان داودي، الطبعة
الأولى، دار القلم، دمشق.
8- الأفريقي: أبو الفضل جمال
الدين بن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت.
9-
الآلوسي: أبو الفضل شهاب الدين محمود: روح المعاني: في تفسير القرآن العظيم
والسبع المثاني، دار الفكر، بيروت 1398هـ، وطبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت
عن طبعة إدارة الطباعة المنيرية، القاهرة.
10-
الآلولسي:محمود شكري: ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة والقويمة
البرهان، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1391.
11-
الأندلسي: أبوحيان: البحر المحيط، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية 1398هـ.
12-
أنيس: إبراهيم:المعجم الوسيط، وعبد الحليم منتصر، وغيرهما، الطبعة الثانية، بدون
تاريخ.
13- الأهدل:عبد الله بن عبد الله: التفسير العلمي
للقرآن،دراسة وتقويم بحث لنيل درجة الماجستير، ، 1402هـ.
14-
البار: محمد علي: خلق الإنسان بين الطب والقرآن،الدار السعودية للنشر والتوزيع،
الطبعة الثانية 1401هـ-1981م.
15- البخاري: أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل:صحيح البخاري، دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة
الثانية، 1419هـ-1999م.
16- بن نبي: مالك: الظاهرة
القرآنية، تقديم محمود شاكر، دار الفكر.
17-
بوكاي:موريس:التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث، ترجمة علي
الجوهري، مكتبة القرآن مصر، الطبعة الأولى.
18- التركي:
البشير: الإعجاز العلمي في القرآن، الطبعة الأولى.
19-
الترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى:سنن الترمذي، طبعة بيت الأفكار الدولية،
1420هـ-1999م.
20- جمال: أحمد محمد: على مائدة القرآن، مع
المفسرين والكتاب، الطبعة الثانية 1394، دار الفكر بيروت.
21-
الجميلي:السيد: الإعجاز الطبي في القرآن، دار التراث العربي 1400، القاهرة.
22-
جوهري: طنطاوي: الجواهر في تفسير القرآن الكريم، انتشارات آفتاب تهراب.
23-
الحراني: أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية: النبوات، الطبعة الأولى،
1405هـ.
24- حسب النبي: منصور:الكون والإعجاز العلمي
للقرآن، شركة مكتبات عكاظ، السعودية، الطبعة الأولى، 1402هـ.
25-
حسين: محمد كامل: الذكر الحكيم، النهضة المصرية، القاهرة، 1971م.
26-
الحفني: عبد المنعم: من أوجه الإعجاز العلمي في عالم النحل، هيئة الإعجاز العلمي
في القرآن والسنة، رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، الطبعة الثانية
1421هـ.
27- الحمد:غانم قدوري: محاضرات في علوم القرآن،
دار عمار ـ الأردن، الطبعة الأولى 1423هـ.
28- الحميد:
عبد الكريم بن صالح:الفرقان في بيان إعجاز القرآن، الرياض، الطبعة الأولى
1423هـ.
29- الخالدي: صلاح عبد الفتاح: تعريف الدارسين
بمناهج المفسرين، دار القلم ـ دمشق، الطبعة الأولى 1423هـ.
30-
الخالدي:صلاح عبد الفتاح: إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني، دار عمار
الأردن، الطبعة الأولى 1421هـ.
31- الخالدي:صلاح عبد
الفتاح: البيان في إعجاز القرآن، دار عمار ـ الأردن ـ الطبعة الأولى 1421هـ.
32-
خان: وحيد الدين: القرآن والكشوف الحديثة، ترجمة د. عبد الصبور شاهين نشرة مجلة
ظفر الإسلام، الهند، الطبعة الأولى.
33- خطاب: صلاح
الدين: الجانب العلمي في القرآن الكريم، الطبعة الأولى، دار الناشر العربي.
34-
الخطيب: عبد الغني: أضواء من القرآن على الإنسان ونشأة الكون والحياة، دار الفتح،
دمشق، الطبعة الأولى، 1970م.
35- الخولي: أمين: التفسير،
معالم حياته، ومنهجه اليوم، جماعة الكتاب، 1944م، وطبعة دار الكتاب اللبناني
الأولى، 1982م.
36- دروزة: محمد عزة: القرآن المجيد،
المكتبة العصرية، لبنان.
37- الذهبي: محمد حسين: التفسير
والمفسرون، دار الكتب الحديثة، الطبعة الأولى، 1381هـ.
38-
الرازي: الفخر: مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، الطبعة الأولى، الناشر عبد
الرحمن محمد، القاهرة.
39- رضا:محمد رشيد: تفسير المنار،
الطبعة الرابعة، دار المنار، مصر، سنة 1373هـ.
40-
الرومي: فهد بن عبد الرحمن: دراسات في علوم القرآن الكريم ـ مكتبة التوبة ـ
الرياض، الطبعة التاسعة 1421هـ.
41- الزرقاني: محمد عبد
العظيم: مناهل العرفان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة .
42-
الزركشي: بدر الدين محمد بن عبد الله: البرهان في علوم القرآن، الطبعة الثالثة
1400، دار الفكر، بيروت.
43- زكي: أحمد: مع الله في
السماء، كتاب الهلال رقم 311، 1976م.
44- الزنداني: عبد
المجيد: آيات الله في الآفاق، الطبعة الأولى.
45-
الزنداني: عبد المجيد وآخرون: إنه الحق، رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة ـ
الطبعة الثالثة ـ 1420هـ..
46- الزنداني: عبد المجيد
وآخرون: إعجاز القرآن الكريم في وصف أنواع الرياح والسحاب والمطر ، هيئة الإعجاز
العلمي في القرآن والسنة ـ رابطة العالم الإسلامي ـ مكة المكرمة، الطبعة الثانية
1421هـ.
47- الزنداني:عبد المجيد: الإعجاز العلمي في
القرآن والسنة في الارتفاعات العالية والإحساس بالألم. ود. صلاح الدين المغربي.
ود. سالم المحمود رابطة العالم الإسلامي ـ الطبعة الثانية ـ 1421هـ.
48-
الزنداني:عبد المجيد: التوحيد، مقرر على طلاب المرحلة الإعداد باليمن، وزارة
التربية والتعليم اليمنية، طبعة 1999م.
49- الزنداني:عبد
المجيد: تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ود. سعاديلدرم ومحمد الأمين ولد
محمد ـ رابطة العالم الإسلامي ـ مكة المكرمة ـ الطبعة الثانية 1421هـ.
50-
سامي: محمد علي: الإعجاز العلمي في القرآن، الطبعة الأولى، بدون بيانات.
51-
السجستاني: أبوداود سليمان: سنن أبي داود، طبعة بيت الأفكار الدولية،
1420هـ-1999م.
52- سليمان: فهد بن عبد الرحمن: اتجاهات
التفسير في القرن الرابع عشر، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة
1418هـ-1997م.
53- سليمان: أحمد محمود: القرآن والطب، دار
العودة، بيروت، دار الكتاب العربي، طرابلس.
54-
السيد:غنيم كارم: إعجاز القرآن على مر الأزمان، جمعية الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة ، مصر، الطبعة الأولى.
55- السيوطي:جلال الدين:
الإتقان في علوم القرآن، الطبعة الثالثة 1370هـ، مصطفى الحلبي بمصر.
56-
شحاتة: عبد الله: تفسير الآيات الكونية، الطبعة الأولى.
57-
الشرقاوي: عفت: اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث، جامعة عين شمس 1972م.
58-
شريف:محمد إبراهيم: اتجاهات التجديد في تفسير القرآن في مصر، الطبعة الأولى 1402،
دار التراث، القاهرة.
59- الشعراوي: محمد متولي: معجزة
القرآن ـ مكتبة دار التراث الإسلامي ـ القاهرة، الطبعة الأولى 1988م.
60-
الشعراوي:محمد متولي: معجزة القرآن، المختار الإسلامي، القاهرة، الطبعة الأولى
1398هـ.
61- شلتوت: محمود: تفسير القرآن الكريم [الأجزاء
العشرة الأخيرة]: طبعة دار الشروق الخامسة، 1973م.
62-
الشوكاني: محمد بن علي: فتح القدير: الجامع بين فني الرواية والدراية من علم
التفسير، مصطفى البابي الحلبي بمصر، الطبعة الثانية، 1383هـ.
63-
الصالح: صبحي: معالم الشريعة الإسلاميّة، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة
الأولى، 1975م.
64- الصباغ: محمد: لمحات من علوم القرآن،
المكتب الإسلامي، بيروت.
65- صدقي: محمد توفيق: دروس سنن
الكائنات، الطبعة الأولى، بدون بيانات.
66- الصيرفي:
حمزة: الإعجاز العلمي في القرآن: ، الطبعة الأولى.
67- ضو
: أحمد كامل: القرآن الكريم والعلوم الحديثة، الطبعة الأولى.
68-
ضيف: شوقي: سورة الرحمن وقصار السور، دار المعارف، بمصر 1971م.
69-
الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق وتخريج
محمود وأحمد شاكر، دار المعارف، بمصر.
70-
الطراونة:سليمان: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم... الكون والماء، دار الفرقان،
الأردن، الطبعة الأولى 1424هـ.
71- الطيار: مساعد بن
سليمان:مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، دار ابن الجوزي ـ
الدمام ـ الطبعة الأولى 1423هـ.
72- الطير : مصطفى محمد
الحديد: اتجاهات التفسير في العصر الحديث:منذ عهد الإمام محمد عبده، إلى مشروع
التفسير الوسيط، العدد 80، سلسلة البحوث الإسلامية 1395، مجمع البحوث
الإسلامية.
73- عاشور: الطاهر: التحرير والتنوير، نشر
الدار التونسية، 1984م.
74- عباس:فضل حسن: إعجاز القرآن
الكريم، وسناء فضل عباس، طبعة دار الفرقان الأردن، الطبعة الرابعة
1422هـ-2001م.
75- عبد الحميد: سليم:موسوعة الإعجاز
العلمي في القرآن، الطبعة الأولى.
76- عبد الحميد:محي
الدين: الموافقات:للشاطبي،الطبعة الأولى، مكتبة محمد علي مصر.
77-
عبده: محمد: تفسير جزء عمّ، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح 1387، الطبعة الأولى
1411هـ-1990م.
78- العثيمين: محمد بن صالح:أصول في
التفسير، ضمن رسائل في الأصول، دار البصيرة، إسكندرية، بدون تاريخ.
79-
علوان: توفيق: حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، الطبعة الأولى.
80-
الغزالي: أبو حامد: جواهر القرآن، مكتبة الجندي، مصر.
81-
الغزالي:أبو حامد محمد بن محمد:إحياء علوم الدين، مصطفى الحلبي، بمصر، الطبعة
الأولى 1358هـ.
82- الغماري:أحمد محمد بن الصديق: مطابقة
المخترعات العصرية لما أخبر به سيد البرية، مكتبة القاهرة، الطبعة السادسة،
1971م.
83- فرغلي: قطب: من أوجه الإعجاز العلمي للقرآن
الكريم في عالم النبات، ود. السيد زيدان، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة،
الطبعة الأولى 1417هـ.
84- فكري: علي: القرآن ينبوع العلم
والعرفان، الطبعة الأولى، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1365هـ.
85-
الفندي: جمال الدين: القرآن والعلم ـ الطبعة الأولى ـ القاهرة ـ 1968م.
86-
الفندي: محمد جمال الدين: القرآن والعلم، الطبعة الأولى، 1968م.
87-
الفندي:محمد جمال الدين: الكون بين العلم والدين، المجلس الأعلى للشؤون
الإسلامية، الكتاب 14، 1972م.
88- الفندي:محمد جمال
الدين: من روائع الإعجاز في القرآن الكريم، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
89-
الفيروزآبادي: مجد الدين محمد: القاموس المحيط، مؤسسة الحلبي وشركاه، القاهرة.
90-
القرعاوي: سليمان بن صالح: التفسير العلمي المعاصر وأثره في كشف الإعجاز العلمي
للقرآن، دار الحضارة، الطبعة الأولى، 1425هـ.
91- القاسم:
محمود: براهين، دار الهجرة، بيروت دمشق، الطبعة الأولى، 1397هـ.
92-
القشيري:أبو الحسين مسلم بن الحجاج: صحيح مسلم، طبعة دار الأرقم ابن أبي الأرقم،
الطبعة الأولى، 1419هـ-1999م.
93- قطب:سيد: في ظلال
القرآن، الطبعة العاشرة 1402، دار الشروق، بيروت، القاهرة.
94-
الكرداني: أحمد عبد السلام: الإعجاز العلمي في القرآن:.
95-
الكلبي: محمد بن أحمد بن جزي: التسهيل لعلوم التنزيل، نشر دار الكتاب العربي،
الطبعة الثانية 1393هـ.
96- لاشين: موسى شاهين: اللآلئ
الحسان في علوم القرآن، مطبعة الفجر الجديد، القاهرة.
97-
مارديني: عبد الرحيم: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن ـ دار المحبة ـ دمشق،
الطبعة الأولى 2002م .
98- المحتسب: عبد المجيد: اتجاهات
التفسير في العصر الحديث، الطبعة الثانية 1400، مكتبة النهضة الإسلامية عمان،
الأردن.
99- محمود: منيع عبد الحليم: مناهج المفسرين، دار
الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الأولى 1978.
100-
مروة: يوسف: العلوم الطبيعية في القرآن، ومكتبة الهلال، بيروت، الطبعة الأولى
1387.
101- مسلم: مصطفى: مباحث في إعجاز القرآن، طبعة دار
القلم دمشق، الطبعة الثالثة، 1420هـ-1999م.
102- المصلح:
عبد الله: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه، رابطة العالم
الإسلامي. مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1417هـ.
103-
المطيعي: محمد بخيت: تنبيه العقول الإنسانية لما في القرآن من العلوم الكونية
والعمرانية، طبعة السعادة، 1984م.
104- المنوفي: محمود
أبو الفيض: القرآن والعلوم الحديثة، الناشر عيسى الحلبي وشركاه، 1971م.
105-
مهران: جمال الدين: الغذاء والدواء في القرآن الكريم، وعبد العظيم صابر، المجلس
الأعلى للشؤون الإسلامية.
106- النجار: زغلول: السماء في
القرآن، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى.
107- النجار:
زغلول: صور من تسبيح الكائنات لله، الطبعة الأولى.
108-
النجار: زغلول: من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، دار المعرفة، بيروت،
الطبعة الأولى.
109- نوفل: عبد الرزاق: القرآن والعلم،
دار الكتاب العربي، بيروت، 1993م.
110- النيسابوري: أبو
عبد الله الحاكم: المستدرك على الصحيحين، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت.
111-
الهلالي:صادق: الإعجاز العلمي في آيات السمع والبصر في القرآن الكريم. ود. حسين
اللبيدي، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الثانية، 1421هـ.
112-
هميمي: زكريا: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، مكتبة من بولي ـ القاهرة ـ،
الطبعة الأولى 2002م.
113- الواحدي: أبو الحسن: أسباب
نزول القرآن، طبعة دار الإصلاح، الدمام، الطبعة الأولى، 1422هـ-1991م.
114-
يوسف: يعقوب: لفتات علمية من القرآن، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة
الثانية 1390هـ .